روايات

رواية عشرون رساله قبل الوقوع في الخطيئه الفصل الرابع عشر 14 بقلم نعمة حسن

موقع كتابك في سطور

رواية عشرون رساله قبل الوقوع في الخطيئه الفصل الرابع عشر 14 بقلم نعمة حسن

رواية عشرون رساله قبل الوقوع في الخطيئه الجزء الرابع عشر

رواية عشرون رساله قبل الوقوع في الخطيئه البارت الرابع عشر

عشرون رساله قبل الوقوع في الخطينه
عشرون رساله قبل الوقوع في الخطيئه

رواية عشرون رساله قبل الوقوع في الخطينه الحلقة الرابعة عشر

حول طاولة الإجتماع يلتف كلًا من أفراد الوفد الروسـي وفي المقابل لهم يجلس أفراد شركة المسلماني جروب..
تأهب كلًا منهم وإرتدي أكثر الثياب أناقةً لديه فكان رياض يجلس متزينًا بحلّتهِ السوداء التي أضافت له الهيبة والوقار أكثر، بينما كان معتز يرتدي حلةً باللون الأزرق الداكن المفضل إليه.
وإرتدت آصال بدلتها النسائيه البيضاء التي أعدتها خصيصًا لذلك اليوم والتي منحتها إطلالةً جذابه ومريحه في آنٍ واحد في حين إرتدت رقيه حِلةً من اللون الأحمر القاني الذي يُشبه جنونها وطيشها.
بلباقةٍ وحسن تحدث كان رياض يتفاوض مع أفراد الوفد الروسي محاولًا وضع نقاط ثابته وواضحه تساعدهم في الإرتقاء بشراكتهم والتحسين من عمل مجموعتيّ شركاتهم..
_ Mr. Manuel, Everyone must verify that all his duties are performed
( سيد مانويل، علي الجميع أن يعرف مهامه..
ليقاطعه مانويل قائلًا: Dear Riyad, do not worry, Manuel Denier is the title of commitment and his companies promoting other companies
( عزيزي رياض، لا تقلق، مانويل دينيير عنوان الإلتزام وكل شركاته تروج للشركات الأخري)
حينها نظر رياض إلي آصال التي قدمت إليه ورق المشروع وبدأوا بالتناوش حولهُ إلي أن فرغ الجميع من الحديث رافعين كؤوس الإتفاق..
حينها صاح معتز بفوضي وصخبٍ ملائمين له وقال: كلت الجو يا ابن الإيه..
نظر إليهِ رياض معنفًا ليتراجع عن صياحه العشوائي فآثر الصمت ثم تمتم بينه وبين نفسه قائلًا: دايما حابطني جاتك البلا في بوزك..
تحدث مانويل مبتسمًا وقال: Dear partner, we would like to celebrate
(شريكي العزيز ، نود أن نحتفل..)
ليومأ رياض مؤيدًا ويقول: Sure, tomorrow we’ll have a wild party on my yacht
وقعت عينا رياض علي معتز ليجده يحدق بعيدًا فنظر إلي تلك النقطه التي ثبت ناظريه بها ليجد فتاةً سمراء تجلس حول إحدي الطاولات..
همس بخفه مناديًا: معتز..
لم يهتز معتز وكإنما لم يستمع إلي نداؤه فدعس بقدمهِ بقوه علي
قدم الآخر ولكنهُ أيضًا لم يبالي بل ظل يرمقها بولهٍ تام..
كرّ أسنانهُ بغيظ وتحدث من بينهما قائلًا: إنت يا زفت..
عاد رياض بنظرهِ إلي تلك السمراء ليجدها وقد نهضت لينهض حينها معتز كالمشدوه وسار خلفها إلي حيث تتجه..
تابعت رقيه ما يحدث بغضب وحزن يملؤها بينما طالعتها آصال بشفقه ولم تتحدث…
نهض مانويل وفريقه يبتسمون وإمتدت يداهُ ليصافح رياض الذي نهض بدوره وصافحهُ بتقدير ثم إلتفت وصافح آصـال وباغتها عندما قبّل كف يدها لتسحب هي يدها سريعًا ثم نظرت إلي رياض بحرج لتري حلكة عيناه واللتان برقتا بغضبٍ أعمي حيث ظل يطالع الآخر بغضبٍ دفين وقال بإقتضاب: Sorry, we’re running away
إنفض الإجتماع سريعًا وغادر رياض تتبعهُ كلًا من آصال ورقيه..
_إتفضلوا ناموا، هنتهبب نحتفل بكره.
ألقاها حانقًا ودلف إلي غرفتهُ بينما نظرتا الفتاتان إلي بعضهما بصمت ودلفا إلي غرفتهما..
كان يجوب الغرفه ذهابًا ومجيئًا بتوتر، غضبه قد بلغ ذروته ولا يدري لحالته تفسيرًا واضح.
أخرج هاتفه وقام بالإتصال بـ معتز مراتٍ ومرات ولكنه لم يُجِب فألقي هاتفهُ علي فراشهِ بضيق ودلف ليأخذ حمامًا باردًا.
…..
_please wait, It’s a picture for memory only
(من فضلك انتظري،إنها فقط صورة للذكري )
كان معتز يلهث راكضًا خلف تلك السمراء التي طالما داهمت أحلامه و أرقت مضجعه..
أصرّ علي اللحاق بها هنا وهناك وهو يطلب منها أن توافق كي يلتقط إلي جوارها صوره حتي يقدمها برهانًا وإثباتًا قاطعًا لذلك المتغطرس الذي يستخف بحديثه دائمًا..
غادرت تلك السمراء إلفندق ليلحق بها كالمغيّب وهو لا يزال يلّح عليها غير آبهًا بتلك الرنّات العديده التي أصدرها هاتفه..
دخلت إلي سيارتها وهي لا تزال تتجاهله ففتح باب السياره المجاور لها بإصرار وصعد إلي جوارها وهو يقول: ما تخلصي في ليلتك يا شيكولاته، منا مش هحلّك الا لما نتصور.. قصدييي.. come in dear, it’s not bad for you
إنفرج باب السياره فجأةً لينظر معتز إلي ذلك الشخص الضخم الذي يقف خلفهُ فإنزوي ما بين حاجبيه متعجبًا وقال: ده مين الجته ده؟ are you crazy
نظر إليه الرجل بغضب شديد وقبض بيديه علي قميص معتز وأخرجهُ عنوةً من السياره وباغتهُ بلكماتٍ متلاحقه سددها إليه وهو يقول بغضبٍ عاصف: she is my wife, you are despicable
( إنها زوجتي وإنك لحقير)
رفع معتز يديه إليه متمتمًا بأسف ولكن الرجل لم يستمع إليه بل صوّب نحوه لكمةً خطيره كادت أن تفقده الوعي لولا تماسكه وحفاظه علي توازنه ألا يختل.
…..
كانت تتقلب علي فراشها كمن تفترش الجمر من أسفلها، غاب عنها النوم ولم يكحل النعاس جفنيها تلك الليله..
أحست بها رقيه والتي كانت شارده بدورها فإعتدلت وأشعلت مصباحها المجاور لها وقالت: منمتيش ليه؟
تحدثت آصال بمراوغه وقالت: منمتيش ليه إنتي؟
تنهدت رقيه وقالت: دمي محروق من الزفت اللي اسمه مستر معتز، لو طولته دلوقتي هاكله باسناني..
أطلقت آصال ضحكه خافته وقالت: عشان البنت الافريقيه اللي راح وراها؟
أومأت رقيه بموافقه وقالت: أيوة عشان الزفته، مش عارفه كان مركز معاها كده ليه؟ مش حلوة يعني..
ضحكت آصال علي كلماتها الصارخه بالغيره وقالت: مش شرط يكون مركز معاها عشان عجباه.. عادي!
تجاهلت رقيه حديثها وسألتها: هااا.. إنتي مش جايلك نوم ليه؟
مطّت شفتيها بحيره وقالت: مش عارفه، الموقف المنيل اللي اتحطيت فيه النهارده خلاني في نص هدومي قدام مستر رياض، انا اتكسفت جداا جداا..
ضحكت رقيه وقالت: ده انتي خدودك احمروا فجأه وسحبتي ايدك ،كان ناقص تقوليله استغفر الله يبني..
إنفلتت ضحكه مقتضبه من شفتي آصال وقالت: أصل أول مره حد يبوس ايدي، ده انا لو حكيت لبابا أصلا هيحلف عليا أسيب كل حاجه وارجع…
ضحكت رقيه وقالت: لا إوعي تقوليله، لسه بكره عندنا بارتي علي يخت مستر رياض وهتبقا ولعه..
_وِلعه!؟
تسائلت آصال بتعجب فأومأت الأخري بتوكيد وقالت: اممممم..
_طب نامي يختي، تصبحي علي خير.
تثائبت رقيه بنعاسٍ وقالت: تلاقي الخيـر..
هدّأت آصال إضاءة المصباح المجاور لها ودلفت إلي فراشها أكثر وراحت في سباتٍ عميق.
…..
_ ماشي يا معتز الكلب.. و ديني لأربيك..
تمتم رياض مغتاظًا وخرج من غرفتهُ ثم نزل إلي قسم الإستقبال وسأل الموظف: معتز كراويه، ممكن أعرف موجود في الفندق ولا مشي؟
_معتز بيه لسه طالع غرفته من ربع ساعه يا فندم..
ضرب رياض جبهته بخفه متذكرًا غرفة معتز التي غاب عنها تركيزه فأومأ متشكرًا وغادر ليتجه إلي غرفة معتز..
توقف أمامها متأهبًا وبداخله ثورةَ عارمه من الغضب و دقّ الباب بغضب ليتفاجأ بمعتز يفتح لهُ الباب وهو ممسكًا بكيسًا من الثلج يضعهُ علي أنفهِ..
قطب رياض جبينهِ متعجبًا وتسائل: إيه اللي عمل فيك كده؟
_ ادخُن..
تمتم الآخر بتساؤل: إيه؟
_ادخُن بقونك.. ما تدخُن واقف كده نيه؟
إتخذ الأمر بضع ثوانِ حتي أدرك رياض مقصد معتز فضحك عاليًا وهو يقول: آاااه.. قصدك أدخل؟
أومأ معتز موافقًا وصاح مقلدًا إياه: آااااه.. قصدي تدخُن..
قهقه رياض بصوتٍ عالٍ كما لم يضحك من قبل حتي أنهُ وصع يدهُ فوق قلبهِ من فرط الضحك بينما كان ينظر إليه معتز حانقًا وراح يقلّب كفيّه متعجبًا وقال: هااا.. خنصت وصنة الضحك بتاعتك؟
أثارت كلماته الضحك في نفسهِ مجددًا فتنهد معتز بيأس وجلس علي حافة فراشه ينتظر أن يفرغ الآخر من قهقهاتهِ الصاخبه..
حاول رياض أن يتحكم في نوبة ضحكهِ قليلًا وقال: مين اللي عمل فيك كده؟
نظر إليه معتز بحرج وأشاح وجهه بعيدًا ليقول رياض هازئًا: قول قول..
_جوزها..
نطق معتز بإقتضاب ليقول الآخر متعجبًا: هي مين دي؟
نظر إليه وأشار برأسهِ إلي اليمين ليتفهم رياض ما يقصد قولهِ فقال: الافريقيه؟؟!!
زمّ الآخر شفتيه بأسف فقال رياض مستغرباً: وانت روحت وراها؟
أومأ معتز موافقًا وقال: ماهي دي الافنيقيه ام دين…
_مين؟
صاح رياض ضاحكًا وهو يتسائل فزفر معتز بنفاذ صبر وقال: أنا خناص مش هتكنم تاني..
_أيوة متتكنمش نهائي، إسكت خاانص..
إنتاباهُ نوبة ضحك جديده عجز في السيطرةِ عليها مما أثار حنق معتز وجعله يتمتم سريعًا بغضب: ممكن أفهم إيه بيضحك دنوقتي؟ إتفضن عني اوضتك نو سمحت..
إتكأ رياض بكاحلهِ الأيمن علي فخذهِ الأيمن بينما أسند مرفقه إلي قدمهُ اليسري وهو يضحك بصمت محاولًا تلاشي النظر إلي معتز حتي يتمكن من كبح جماح ضحكاته..
هدأ قليلًا ثم نظر إلي ذاك الغاضب وقال مصطنعًا الجديه: طيب خلاص أنا آسف مش هضحك تاني..
وفي لحظه تبدل حاله وأضاف بجديه خالصه: ماهو إنت بصراحه تستاهل الحـ.ـرق!.. سايب الاجتماع وماشي ورا واحده متعرفهاش..
_ عانفها طبعا.. وهي دي الافنيقيه ام دين وجاتني هنا قبن كده..
=يبني الله يهديك دي مجرد أحلام، مفيش الكلام ده ومفيش حد جالك قبل كده.. أكيد من كتر ما بتفكر فيها إتخيلت إنها هي دي.. وبعدين من كل عقلك رايح تمشي وراها ؟ ده كويس إن جوزها كسرلك مناخيرك بس!.. لو أنا كنت قضيت علي مستقبلك نهائي..
أشار لهُ معتز بعدم إكتراث وقال: خناص بقا فضنا من السينه دي، جود نايت بقا..
ضحك رياض قائلًا: تصدق إنت فعلا حلك الوحيد تتكلم إنجلش من هنا لحد ما وضعك يسمح إنك تتكلم تاني طبيعي..
أومأ معتز بتهكم وقال: امممم.. ماشي.
نهض رياض واقفاً وهو يقول: تصبح علي خيرررر.. نام بدررري عشان ورررانا يوم طويلل عررريض بكررره..
صكّ الآخر أسنانه بغيظٍ بالغ وأومأ موافقًا دون أن ينبس بكلمه فإتجه رياض إلي باب الغرفه ينوي المغادره ثم عاد إليه وهو يقول ضاحكًا: معتز، تصبح علي خير..
_ماشي..
ضحك وقال: مش هتقوللي وإنت من أهله؟
تنهد الآخر بحنق وقال: وإنت من أهنه يا نياض.. أهو.. مبسوط كده؟
ضحك رياض عاليًا ثم فتح الباب وغادر الغرفه إلي غرفته وهو مازال يضحك وقد نسي أنهُ كان ينوي الفتك به.
أبدل ثبابهِ مجددًا وإعتلي فراشهِ وغطّ في نونٍ عميــق.
…….
في الصبـاح..
أفاقت آصـال من نومها باكرًا وتجهزت لحضور الإحتفال كما أخبرهم رياض فإرتدت فستانًا نهاريًا ذو ألوان مبهجه وتركت شعرها لينسدل خلفها بنعومه وإنسيابيه ثم حملت حقيبتها وخرجت من الغرفه..
في طريقها إلي الخارج رنّ هاتفها فأجابت ليقول والدها:
_وحشتيني يا بنت الـ… مهدي.
كان رياض في طريقهِ لمغادرة غرفته ولكنه توقف عندما إستمع إلي صوتها تتحدث بهاتفها وقد ضحكت بإشتياق متبادل وقالت: وإنت كمان يا حبيبي وحشتني جدا جداااا جدااا.. كنت لسه هكلمك والله.
_يلا يا بكاشه دنتي من ساعة ما دخلتي شرم الشيخ وإنتي نسيتيني..
قاطعتهُ هي بإندفاع وقالت: نسيتك؟! ده أنا لو نسيت نفسي عمرها ما تحصل أبدًا وأنساك..
إلي هُنا وإنفرج الباب بحده وظهر هو بهيئته المتحفظه يطالعها بضيقٍ بيّن فقال بإقتضاب: صباح الخير.
أومأت بإبتسامه هادئه وقالت: صباح الخير يا مستر رياض..
إستمع والدها إلي حديثهما المقتضب فقال: ده باشمهندس رياض؟ سلميلي عليه كتير..
نظرت إليه وقالت: بابا بيسلم علي حضرتك..
تبسّم محيّاه لا إراديًا وقال: الله يسلمه بلغيه سلامي..
_بيسلم عليك يا بابا.. أنا هقفل دلوقتي وهكلمك بعدين.. مع السلامه.
يُصيبها التوتر أمامهُ فينعقد لسانها ولا تفقه قولًا..
تلاشت النظر إليه وإنشغلت بوضع هاتفها داخل حقيبتها بتروّي بينما كان ينظر هو إليها متفرسًا في ملامحها الهادئه وقال: طالعه جميله اوي النهارده..
رفعت ناظريها إليه لتجدهُ يحدق بها بتركيز فإبتلعت ريقها بتوتر وأومأت بإبتسامه ودوده وقالت: متشكره جدًا..
صمتت لبرهه وأضافت بخجل: حضرتك كمان شكلك حلو في الكاچوال..
إبتسم بلطف وقال وهو ينظر إلي هيئتهُ: جايـز.. أصل لبس الفورمال خلاني نسيت يعني إيه كاچوال أصلا..
أومأت بهدوء وصمتت فعاد ليقطع الصمت قائلًا بلهجه حاده: يا ريت اللي حصل إمبارح ميتكررش..
قطبت جبينها بتعجب لتحوله المفاجئ وقالت بإستفهام: إيه هو اللي حصل امبارح؟
نظر حوله بسخط وأضاف بضيق: إنك تسمحي لحد يتجاوز حدوده أو يتمادي معاكي زي ما عمل مانويل دينيير..
أدركت مقصده فقالت بدفاعٍ غاضب: حضرتك أنا مسمحتش لحد إنه يتجاوز حدوده معايا!.. هو اللي فاجئني بوقاحته وقلة ذوقه.. وأظن حضرتك شوفت بعينك إني إتصدمت وهو كان أسرع مني..
أومأ موافقًا وقال لينهي ذلك الجدال: عالعموم حصل خير، إتفضلي يلا..
سار أمامها فسارت خلفهُ وهي تطالعه بنظراتٍ غاضبه يملؤها الضيق ثم توقفت عندما تلقّت إتصالا من رقيه فأجاباهُ سريعًا: أيوة يا رقيه إنتي فين؟!
_أيوة يا صاصا أنا بشتري شوية حاجات وراجعه الفندق، إنتوا مشيتوا؟ اوعوا تكونوا مشيتوا وسيبتوني!
=إحنا في الفندق لسه كنا هنمشي، بسرعه إنجزي..
ظهر كعادتهِ من العدم مناديًا بصخب: ياااااا ريـاض بيه.
نظر رياض إلي مصدر الصوت فما كان سوي معتز الذي ينظر إليه ضاحكًا بسماجه أجبرتهُ علي الضحك فتقدم منه تتبعهُ آصال..
_اتفضلوا نفطر سوا..
قالها معتز ساخرًا فضحك رياض متهكمًا وقال: إيه ده؟ إنت شيلت اللحميه إمتا؟
نظر إليه معتز وضحك هازئًا فقال: إيه ده! رياض باشا بيعرف يهزر أهو..
ونظر إلي آصال التي إبتسمت بهدوء وقال: إيه الحلاوة دي يا آصال!
إنتقات عيناها لا إراديًا تنظر إلي ريـاض ومن ثم أخفضت رأسها بحرج وقالت: ميرسي..
نظر إليه رياض شزرًا وقال وهو يحاول تشتيت إنتباهه من عليها فسألهُ حانقًا: إنت مش عارف إن النهارده يوم طويل؟! ازاي تسمح لرقيه إنها تخرج تعمل شوبينج في وقت زي ده!
نظر إليهِ معتز متعجبًا لهجتهُ الحانقه الغير مبررة بالمره وقال: وأنا دخلي إيه تعمل شوبينج ولا متعملش! ما هي حره!
ثم نظر إلي آصال قائلا بضحك: بذمتك با آصال مش كل واحد حر!
أومأت بضحكه حييّه فزجره رياض قائلًا: معتز بلاش هزارك ده دلوقتي واتكلم جد.. سيب شغل العيال ده لبعدين؟
نظر إليهِ معتز بضيق متعجبًا حدته معهُ ثم قرر تجاهل ما حدث إلي وقتٍ آخر..
…..
إجتمع الجميع علي اليخـت المُقام بهِ الحفل حيث بدأ الوفد الروسي بجميع أفراده بالرقص علي تلك الموسيقي الصاخبه..
كان معتز ينظر إلي إحدي الروسيات بمشاكسه حيث ظل يراقص حاجبيه بشغب وهو ينظر نحوها غافلًا عن تلك الغاضبه التي تراقب تصرفاته الجنونيه بقلبٍ مشتعل..
ذهبت إلي جوارهِ وهمست إليه: مش حلوه علي فكره، مأفعه ورجليها شبه رجلين الغراب.
هز رأسهُ ساخرًا وقال: ما بلاش إنتي ياااا.. أنثي اليعسوب.. سيبي حد غيرك يتكلم..
ظلت تُرغِي و تزبد ناظرةً إليه بغيظ وكإنما بينهما ما صنع الحداد فقال: بالراحه علي نفسك بس لتاكلي بعضك من الغيظ وبعدين نفضل ندور عليكي منلاقكيش..
كانت آصال تقف إلي جانب منزوي من اليخت حيث تنظر إلي البحر مغمضة العينين لتتغلغل رائحة البحر إلي داخل أعماق قلبها..
أجفلت فجأه عندما شعرت بأحدهم إلي جوارها فإنتيهت لتجده يطالعها بتريث فقالت: في حاجه يا مستر معتز؟
إبتسم مسحورًا بهيئتها الفاتنه ثم قال: لأ ابدا، أصلي لقيتك مش ظاهره وكنت بدور عليكي.. طلعتي مستخبيه..
ضحكت بلطف وقالت: لا أبدًا مش مستخبيه ولا حاجه، بس أنا مبحبش الزحمه بس مش أكتر..
نظر حوله بتقييم ثم قال: معاكي حق، الدنيا هنا بزرميط خاالص..
ضحكت لدعابتهُ وقالت: حضرتك ورقيه أسلوبكم مقارب جدا لبعض..
نظر إليها ممتعضًا وأضاف: ليه بقا الكلام اللي يسد النفس ده! ملقيتيش غير الأرشانه دي..
ضحكت وقالت: بالعكس رقيه لطيفه جدااا وبيور من جوه كمان.. هي بس مستأسده في نفسها شويه..
_مين ياما؟
=مستأسده!!
رددتها بضحك فضحك بدورهِ وقال: معاكي حق هي مستأسده فعلا.. وأنا ميمشيش معايا الجو ده.. انا اللي هتجوزها لازم الهيمنه الكامله تكون ليا أنا.. أنا وبس!
قال الأخيره بتفاخرٍ چم وهو يشير بسبابتهُ للأعلي لتنفلت ضحكتها قبل أن تتفاجأ بوجود رياض الذي طالعهما بتفحص وهدوء عكس تلك الثوره المشتعله بصدرهِ..
تحدث معتز ممازحًا: بنصيد سمك..
تجاهله رياض ونظر إلي آصال وقد قتمت عيناه وتسائل بحده: آصال إيه موقفك هنا!
إيتلعت في توتر وجال بصرها بينهما وقبل أن تُجيب أضاف قائلا: أظن إن مكانك معايا أنا ،مش مع معتز!
شدد من ضغطهِ علي أحرفه وكإنما يريد إيصال تلك الرساله بعينها إلي معتز الذي تعجب أسلوبهُ الهجومي فقال: في إيه يا رياض! آصال كانت واقفه لوحدها وأنا اللي جيت أشوفها واقفه بعيد ليه؟! وبعدين النهارده فري مفيش شغل…
نظر إليه رياض منفعلًا وقال: مين قال؟ انا معنديش حاجة اسمها فري.. طول ما أنا موجود ببقا موجود عشان شغل، مش عشان أهرج وأقضي وقت لطيف..
نظرت إليه آصال وقد إتسعت عيناها بغضب وتأهبت جميع إنفعالاتها وتحدثت بصوتٍ مهزوز: إذا سمحت يا مستر رياض أنا لا بهرج مع حد زلا انا جايه أقضي وقت لطيف.. أنا جيت بناءً علي طلب حضرتك ، واظن بردو ان كل اللي موجودين جايين علي أساس ان النهارده يوم فري!
تقدم منهما وهو يقول: أظن إني مقولتش حاجه تستاهل الانفعال ده كله! وبعدين كلامي موجه لمعتز قبل منك، وأظن أنا معايا حق، المفروض وقت ما احتاجك الاقيكي فورا مش افضل ادور عليكي والاقيكوا بتتسامروا سوا
نظر إليه معتز ولم ينطق بينما شعرت هي بالإهانه إلي أبلغ حد فنظرت إليه وقد إمتلأت عيناها بالدموع وقالت: عن إذن حضرتك..
تسائل بعصبيه مفرطه: علي فين؟
_أنا منسحبه وهرجع القاهره دلوقتي حالا..
إنزعجت ملامحه بشده مما إستمع إليه ولا إراديا أمسك بكاحلها وهو يعنفها قائلاً: أظن حضرتك تعرفي إن مش من الذوق إن كل شويه تقولي هنسحب، المره اللي فاتت أنا عديتها بمزاجي لكن أنا مبتهددش!
إنتزعت يداها من بين يده بقوه حتي أنها إختل توازنها لتسقط من علي اليخت إلي المـاء!
دون تردد أو تفكير قفز خلفها تحت نظرات معتز المذعوره..
سقط بهدوء في الماء ورفعها للأعلي فسحبت شهـيقًا طويلًا ثم سعلت بعده بشده فنظر إليها قائلًا بلهفه وهو يبعد خصلاتها المبتله عن عيناها إلي الخلف: إنتي كويسه؟
إبتلعت في توتر وأومأت دون أن تتحدث ولكنها راحت تتفرس في ملامحهُ القريبه منها بشده بينما كان هو سابحًا في هيئتها التي أضرمت النيران في قلبهِ ونطق لا إراديا: مينفعش نفضل هنا علي طول!
………

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشرون رساله قبل الوقوع في الخطيئه)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى