رواية عروس الالفا (الهجينة 2) الفصل الثالث والخمسون 53 بقلم ماهي أحمد
رواية عروس الالفا (الهجينة 2) الجزء الثالث والخمسون
رواية عروس الالفا (الهجينة 2) البارت الثالث والخمسون
رواية عروس الالفا (الهجينة 2) الحلقة الثالثة والخمسون
أترضى بقسوة اهل الديار لقربها ؟
وأقلب المدينه رأساً على عقب من أجل عيونها ، وحتى أن ظلمتني المدينه وقسى عليّ اهلها ، وتخلى عني الجميع سأبقى بجوارها ، فـ لأجلها أصبحتُ هنا ، ومن أجلها سأظل هنا ، حتى لو اضُطررت لأحراق المدينه وليس فقط دارها ، ربما يخونني الحديث ، وتخذلني الحروف ، ولكن نعم
أرضى بقسوة العالم بأسره فقط لقربها
#ياسين_الصاوي
يقولون قديماً حتى الصرخات لها أنواع هناك صرخه حين تخرج من داخلك تشق القلب وتهزمه ، صرخه غير اعتياديه صدحت من “الخاله” حين صفع “الطبيب” شقيقه خفقات قلبها خرجت على هيئه صرخه تدوي بأرجاء المكان :
_ولـــــــدي
نال الصمت من الجميع واحتلت الدهشه على ملامحهم ، الجميع في حاله صدمه جراء صفعته لشقيقه ، تجمدت الدماء في عروقهم قلب “شمس” هوى أرضاً ، شهقت “زهره” من هول الصدمه واضعه يدها على فمها لم يستوعب عقلها ما حدث ، أحقاً صفع ” الطبيب” شقيقهُ من أجلها ، و “غدير ” تلك الصغيره تلتقط أنفاسها بعيون دامعه ، أما عن “ياسين ” ذلك الثابت الذي لا يبالي للأشياء من حوله شعر أن جسدهُ كله خذله ، وضع كف يده على وجنته اثر صفعته تلاقت نظراته الملامه لهُ تهكمت تقاسيمه يرمقه بنظره معاتبه على فعلته ، لا يعلم أحد ما ينتوي ، ولكن نظراته لهُ لا تبشر بالخير ابداً ، اقترب منه وركل المقعد الموضوع أمامه على الأرضيه بعنف تنحى الواقفين وأفسحا الطريق لا أحد يستطيع أن يقف أمام “ياسين” في نوبه غضبه أسرعت “شمس” تمسك كفه بلين تحاول أخماد نوبته هامسه بصدمه :
_ياسين اهدى ، اهدى عشان خاطري
تابعت برجاء نابع من عينيها قبل فمها :
_ياسين ده دكتور علي ، عارفه اللي عمله ماينفعش بس ده أخوك
لا يدري ما يفعل لذا دفعها بيده بعدما جذب كفه من كفها وهو يهتف بعنف :
_ابعدي أنتِ خالص
ازاحها بكفه من أمامه ، وقفت الخاله بصعوبه بينهما بعدما ابعدت الطبيب عنه يقف خلفها فنطقت “الخاله” تصوب حديثها بنبره شبه باكيه للطبيب:
_ليه كده ياعلي ليه ، ليه تعمل كده ياولدي
_سبيه يا أمي ، خلي يوريني هيعمل ايه ؟
قالها “الطبيب “بشراسه وهو يضرب على الطاوله بجواره بكامل غضبه :
لم تستطع الخاله الحؤول بينهما بعدما احتد العراك
تحرك ” يزن ” للوقوف بينهما بينما جذبته “ساره” من مرفقه تردد اسمه محذره :
_ يـــزن ، أنتَ رايح فين أنتَ أتجننت ده
قاطع “يزن”حديثها :
_أنتِ عايزاني أقف اتفرج ده ممكن ياسين
لم يكمل حديثه فقد وقفت مقابله تنهيه بأصرار:
_احنا مش زيهم ، مش شايف وش ياسين عامل ازاي ده مش شايف قدامه لو وقفت ما بينهم دلوقتي ممكن يقتـ ـلك فيها من غير ما يحس سيب بربروس يتصرف
_أيوه بس
قطع حديثه هرولت “بربروس” يقف بالمنتصف بينهما لم يتوقع في اسوء كوابيسه أن يصل الأمر الى هنا ، بعدما رفع” ياسين “كف يدهُ لكي يرد “للطبيب “صفعته حاول “بربروس” تهدئته وايقافه عن فعل شىء متهور مستخدماً قوته لردعه طالبه برجاء :
_اهدىء يارچل هذا أخيك أنهُ الطبيب
تبادل “ياسين “النظرات العدوانيه مع “الطبيب” بعدما سارت رعشه بكامل جسده فتقدمت
“الخاله ” على عكازها تتكىء عليه بتعب تنطق بعينيها قبل لسانها وتسبقها دموعها راجيه :
_أوعى تعملها ياياسين ده أخوك الكبير ياولدي ، لو رفعت يدك على شقيقك ضهري مش هيتصلب بعد كسرته بوقفتكوا قصاد بعض في يوم
طالعه “الطبيب ” يحاول استيعاب ما فعله فرك كف يدهُ وكأنه تمنى أن يبتر اليد التي قامت بصفعه ، وبالرغم من ذلك يقف أمامه بثبات على عكس عادته ، هرولت “شمس ” مسرعه مره اخرى بدقات قلب سريعه مدت كفها وقبضت على سترة
“ياسين ” من الخلف لتعيده خطوات للوراء أنتفض بذراعه بقوه من كثرة انفعاله والنتيجه قد سالت دماؤها من جبينها اثر انتفاضته هذه المره صاحت “زهره” تهرول ناحيتها مسرعه بخوف :
_شمس جرالك حاجه
استدار خلفه يرى دماؤها السائله على جبينها انتفض قلبه عند رؤيتها هكذا ، همس بأسمها بخوف عليها :
_شمس
حاول التماسك ولكنه فشل مسحت دموعها تقترب منه ببطىء فلم يبقى لها أثر سوى وجهها الحزين وهي تقول :
_بلاش ياياسين ده أخوك ، لو أذيته مش هيبقى ليك حد في الدنيا بعده
نطقت كلماتها بقلق امتزج بخوفها من تهوره المعروف سكاكين تمزق بهِ وهو يراها بحالتها هذه
هل يخسر الأن ، لا هو لا يخسر كرامته المبعثره وكبرياؤه الذي تحطم أمام الجميع من كبيرهم الى صغيرهم نطقت مره أخرى ناطقه محذره:
_لو قربت منه هتخسرني للأبد
ومع أصرار “شمس”أدرك أنه اذا اقدم خطوه واحده سيكون بالفعل على وشك الخساره .. خسارتها هي ، وكانت أجابته غير متوقعه حيث رد بكلمات مختصره ولكنها أدت دورها جيداً:
_أنا ماشي
وعلى الرغم من استمرار نوبته والرعشه بكف يده الا انه استطاع السيطره عليها ونطق عكس ما كان الكل ينتظره فهو “ياسين”صاحب القرارات المنفعله والمتهوره ولكنه فعل النقيض حين رأها هكذا رأى نظرات الخوف عادت لها من جديد وضع أنزعاجه جانباً لكي تتلاشى تلك النظرات ويبث بقلبها الطمانينه ، رفع طاقيه چاكيته لتغطي رأسه وتحرك نحو الخارج وما مر بجوار “الطبيب”حتى أردف :
_ مجيتك عليا كسرت ضهري يابن والدي
قالها بقهر امتزج بوجعه قال اخر كلماته ورحل وقفت هي تتابع رحيله بصمت ، ترك الجميع يتتبعوا أثروا بعيونهم ونفوس حائره لا يعلمون أين الصواب رحل وصوت ” الخاله ” تناديه بأسمه ولكنه صم أذنيه عن مناداتها خانتها قدماها عند رحيله هرولت “شمس”باتجاهها فمنعتها بعينيها تشير للخارج :
_ماتسبهوش ياشمس شوفيه راح فين وخليكي معاه
أشارت برأسها بالأيجاب تتبعه ولكن عند وصولها الى البوابه الخارجيه اختفى اثره بلحظه
بينما “الطبيب” هرول باتجاه “الخاله”وهو من قام بأسنادها
——————–(بقلمي ماهي احمد)—————–
نتائج حماقات ألأبناء يتحملها الأباء هذا ما أدركه
“الدمنهوري “وهو يحاول للمره التي سأم من معرفه رقمها الاتصال بـ “فريد” جلس على مكتبه وألقى الهاتف بغضب على الطاوله أمامه مردد بضيق :
_الغبــــــي ، هيوديني في داهيه بتصرفاته دي
أغمض عينيه وقد شرد بعقله فيما حدث شرد في كيفيه أنذار من هو أعلى منه رتبه على أفعال أبنه
حيثُ تكرر في أذنه الأن :
_عايز تحافظ على الكرسي بتاعك و تبقى في الوزاره ازاي يادمنهوري بعمايل ابنك دي ، ابنك مفضوح في كل مكان ، وأنتَ اعدائك كتروا جالنا اخباريه من فوق اوي أنك ممكن ماتكونش معانا في حركه التنقلات المره دي حساب ابنك تقل أوي
_أيوه يافندم بس
هكذا كان رده فقاطعه الجالس مقابله بقول:
_أنا لو مش عايزك في الوزاره السنه دي كنت بلغتهم فوق بأنك ماتصلحش من غير ما استدعيك لم ابنك يادمنهوري وخصوصاً مع حادثه ابنك اللي حصلت من عشر سنين احنا عرفنا نلمها بس اهل البنت مش سايبينه وبيدوروا وراه في كل مكان وأنتَ عارف أهل البنت واصلين ازاي واخبارك بتوصل للي فوق عشان تقع ولو وقعت ابنك هيقع وراك وانا لسه باقي عليك يادمنهوري احنا عشرة سنين بس غلطه تانيه لأبنك انا هشيل ايدي من موضوعك واعتبر ان مالكش مكان وسطنا
فاق من شروده على صوت اغلاق الباب الخارجي هرول ناحية الصوت ليرى من بالخارج فوجده “فريد “مما جعله ينطق بأنزعاج :
_كنت فين ياحيلتها لوش الفجر
اتسعت ضحكت “فريد ” دون أن ينطق بكلام وما ان مر بجواره حتى نفث دخان لفافه تبغه بوجهه قائلاً :
_كنت بشرب حشـ ـيـش
مد كف يده بالسيجاره قائلاً بجديه :
_تاخد نفس
احتدت نظرات “والده” صارخاً بانفعال :
_أنتَ مش هتبطل بقى عمايلك ال**** دي سُكري وبتشرب ومغتـ ـصب كمان واقول معلش يادمنهوري بكره يكبر ، بكره يعقل عملها وهو صغير كان لسه ابن عشرين سنه لما اعتديت على بنت لمجرد أنها رفضتك لحد ما مـ ـاتت تحت أيدك وعملت كل اللي اقدر عليه عشان اطلعك منها ووديتك الخدمه بتاعتك ساعتها قريه في الصعيد قولت يمكن يادمنهوري يتربى ويعقل لكن لاء ازاي الباشا راح شاف واحده تانيه برضوا مش طيقاك وشغال تجري وراها في كل حته وكنت هتعمل معاها نفس اللي عملته قبل كده ، ده غير جريك ورا الرقصات والعاهرات
أختفت ضحكه “فريد” كلياً ودلف دون استئذان الى مكتب والده ثم جلس على الأريكه بأريحيه يشير بأصابعه وهو ممسك بلفافه تبغه :
_ها ، كمل .. كمل وبعدين حصل ايه تاني
اصطنع كأنه تذكر شىء :
_اه ، نسيت كنت المفروض هتقول دلوقتي ان لولاك ولولا سلطتك الجامده كنت زماني ميـ ـت وان بفضلك انا لسه عايش لحد دلوقتي وقد ايه انا واحد عديم المسؤوليه
زاد “فريد”باستهتاره بحديثه بقول :
_كلامك وحفظته ، بس مهما عملت انا مش هتغير عارف ليه ؟
وقف مقابل والده وزاد من حدة نبرته يخبره متحدياً :
_عشان فريد الدمنهوري ماتعودش يبقى نفسه في حاجه ومايخدهاش حتى لو على موتي والبت دي هاخدها يعني هاخدها ، فضلت بقى في الوزاره مافضلتش ده شىء مايخصنيش مع اني افضل انهم يطلعوك بقى
اخبره يقترب من وجهه متحدياً :
_يمكن وقتها مابقاش متراقب في كل خطوه بعملها انا حاسس اني مسجون في سجن كبير اسمه الدمنهوري ونفسي في يوم أخرج منه
رحل تحت نظرات والده ، وفي ثوان وقف أمامه وقد اشعل “فريد”غضبه وظهر هذا جلياً على تقاسيمه التي قست وهو يحذره :
_اعمل غلطه واحده تانيه وانا اللي هدفنك بأيدي الاتنين دول ، ساعتها مش هعمل حساب أنك أبني أنا معنديش الفتره دي اهم من الوزاره فاهم يافريد
رحل مغادراً المكان تحت انظار أبنه ليسمع في اللحظه ذاتها صوت “فريد”وهو يقول :
_كنت عارف انك مش هتعمل حاجه لابن الصاوي عشان خايف لمنصبك يتهز وخصوصاً بعد ما عرفت انهم تقال في البلد ، ويوم ما نجدتني ما نجدتنيش عشاني أنتَ خفت برضوا على منصبك ياسعاده الوزير
استدار “الدمنهوري” ينظر لهُ فوجده غادر الغرفه لم ينتظر رده صافعاً الباب بقوه من خلفه يحاول أدراك كل ما قيل لهُ تنهد بصوتً لم يسمعه غيره وهو يقول :
_مكنتش هسيبه بس محتاج شويه وقت وأنتَ مابتصبرش يافريد
———————————-
ضجه كبيره قد حدثت أثناء صفع “الطبيب” لشقيقه ولكنها خمدت تماماً برحيل “ياسين “مهرولاً الى الخارج ولم يبقى سوا الأجواء المتوتره جلست
“الخاله “على الأريكه تطالع ” الطبيب ” بلوم على فعلته لم تنطق بلسانها ولكن عيونها نطقت بكل شىء أدار وجهه لها وهو يصارحها بتردد :
_ بلاش تبصيلي كده أنا عارف أنتِ عايزه تقولي أيه ؟
هزت رأسها معترضه وهي تقول :
_وتفتكر القول بقى يفيد ياعلي تمد أيدك على اللي منك ياولدي
هز رأسه نافياً وهو يخبرها بصدق :
_ لاء مايفيدش يا امي عشان كده ئلته احسن ، وعارف بتحبي ياسين قد ايه وحبك ليا مايجيش نقطه في بحر حبك لي ، بس هو اللي ابتدى هو اللي مابقاش همه شىء مابقاش يعمل غير اللي في دماغه وبس ومابيفكرش في عواقب اللي بيعمله واللي هييجي بعديه
طالعت “الخاله”عينيه وهي تسأله :
_أنتَ بتقول ايه ياولدي أنتَ وياسين عندي زي
بتر حديثها ليسرد لها المزيد بمشاعر صادقه ظهرت في عينيه قبل أن ينطق بها قائلاً:
_ما تحاوليش تقولي عكس اللي عنيكي يتبينه ياخاله ياسين هو المفضل عندك مهما حصل ، دي حاجه انا عارفها كويس وموافق بيها ، أنا عارف اني غلطت بس امسكي في الفعل قبل ما تمسكي وتبتي في رد الفعل الاول خليكي عادله ما بيني وما بينه ولو لمره واحده في حياتك حكمي عقلك قبل قلبك يا امي ياللي فتحت عيني عالدنيا لاقتني وقعت في حجرك بأرادتي ومش غصب عني زي ياسين
تركها ورحل تحت نظراتها المتسائله وهي تدرك تماماً معنى قوله ، هناك حديث لا يكون مثل أي حديث ابداً أحاديث لا ننساها ، لأننا نعلم منها حقائق مُره ، أحاديث تخبرنا أن ما حاولنا أخفائه يظهر للعلن دون افصاحه
————————————-
مر الوقت ولا شىء جديد سوى ان بحثها متواصل بدون توقف ، فعلت “شمس “مابوسعها لأيجاد
” ياسين ” بعدما حاولت مهاتفته عبر الهاتف حتى وجدته مغلق لم تيأس بل هرعت الى مكانه المفضل عند البحيره بحثت بعينيها بكل مكان من الممكن أن تجده فيه حتى غية الحمام فوق البنايه وأخر مكان قررت اللجوء اليه هو كوخ “عم نصير ”
والنتيجه أنها هنا تقف أمامه لتجده يقف امام صنبور المياه الموجود خارج الكوخ يستعد للوضوء ينتظر أذان الفجر اسرعت “شمس ” بسؤاله :
_ياسين مجاش عندك ياعم نصير
فصرح “نصير ” بما لديه :
_لاء ماجاش وهو ايه اللي هيجيبه في ساعه زي دي يابنتي وأنتِ أيه اللي ممشيكي لوحدك في وسط العتمه دي ده خلاص الفجر قرب يدن
رده أحبطها وعلم القلق طريق لقلبه حثه فضوله على سؤالها بقول :
_ياسين كويس ياشمس في حاجه حصلت بينك وبينه ، انطقي يابنتي قلقتيني
لم ترد ان تقلقه فبررت سؤالها بقول :
_ماتقلقش ياعم نصير مافيش حاجه كل الحكايه انه اتأخر شويه فقولت اجي اسألك عنه أنا همشي بقى عشان اتأخرت
حديثها لم يطمأنه هذا ليس مبرر أبداً لخروجها فلقد انتصف الليل ، لم يسمح بعودتها بمفردها هكذا بل اصر على مكوثها بجانبه حتى الصباح ولكنها بررت رجوعها بقول :
_معلش ياعم نصير اصل مش قايله لماما اني خارجه ونزلت من وراها
استرسلت حديثها وهي على عجله من أمرها بقول :
_هبقى أجيلك بكره الصبح واقولك على كل حاجه بس لازم امشي دلوقت
—————————–
اما عنه عن “ياسين ” هو الأن وسط رقعه زراعيه تستطيع رؤيه عباد الشمس بكل مكان وبجواره “الحظيره المهجوره ” الوضع متأزم للغايه تسارعت أنفاسه وازداد شحوب وجهه يشرد بما حدث من قبل عندما اراد النوم بشده ولكن النوم يجافيه ولا يهاجمه سوى الامه الجسديه والنفسيه كان هذا حال “ياسين”وهو في غرفته ولكنه دون قصد استمع لحديث زهره وشمس وهما بغرفتها وعند امعانه في التنصت أصبح يستمع بوضوح لحديثها وهي تملي عليها كلماتها بقول :
_أعملي حسابك ياشمس احنا خلاص مالناش عيش في البيت ده بعد اللي شوفته امبارح وهو بيتهجم عليكي في اوضتك انا لا يمكن أأمن عليكي معاه مره تانيه
هزت رأسها نافيه فتنهدت بتعب وهي تقول :
_ماما ياسين مكانش بيتهجم عليا ولا حاجه
اومال طالع اوضتك في نصاص الليالي ليه هيلعب معاكي جوز شطرنج اسمعي يابت بطني ده اخر كلام عندي ومش هقولوا تاني احنا هنخرج من هنا ومافيش حاجه في الدنيا تقدر تخليني افضل هنا ثانيه واحده قدامك حل من الاتنين ياتختاريني وتخسريه ياتختاريه وتخسريني بس اعرفي اليوم اللي هتختريه فيه يابت بطني ، قلبي وربي هيغضبوا عليكي ليوم الدين
أنكمشت تقاسيمه فور سماعه لتهديدها لها ، خاف من فقدانها بشده اللحظات التي يشعر فيها بأنه سيفقدها تمر عليه وكأنها موته و ما كان بيدها اختيار ثالث ، وقرر هو بدلاً عنها أن لا تختار ، قرر الا تتركه ، فبمجرد التفكير أن لا يجمعهما سقف واحد تقتله ودون أن يشعر سارت رعشه بكامل جسده بدايه من كفه وكان قراره نتج عنه انه يقف هنا امام منزل “زهره” القديم يشعل النار بكل مكان وكل ركن بالمنزل ولم يكتفي بذلك بل أحرق الرقع الزراعيه من حولها ، غادر والنيران تشتعل من خلفه وتشتعل كذلك بداخله صعد الى موتوره يسير بسرعه لا محدوده وكأنه بسباق مع الوقت
————–
رحلت “شمس” تحت نظرات “عم نصير ” المستفسره تتجه نحو المنزل تسير بين الحقول الزراعيه وما مر من دقائق على سيرها حتى وجدته يقف على الطريق بجواره حظيره مهجوره كانت اللهفه في عينيها حقيقيه وهي تنظر لهُ وكأن عادت لها الأنفاس من جديد عند رؤيته وسعت خطواتها وما أن وصلت استشعر وجودها من خلفه مسح على وجهه وكأنه ينفض الحزن من عليه ولم تقدر سوى على قول اسمه :
_يا “ياسين ”
لم يكن “ياسين”في حاله تسمح لهُ بالحديث ابداً وعلمت “شمس ” هذا فتابعت بسؤالها :
_أنتَ كويس
وما أن سألته حتى أجابها بما لا تريد سماعه :
_روحي ياشمس
كانت نبرته حزينه يحثها على الرحيل ولا يريد منها الرحيل وكأن نبرته تطلب بقائها تحركت “شمس” تقف مقابله طالعته بعيون دامعه تخبره بها وكأنها تقول لن أرحل هز رأسه يتلاشى النظر لعينيها طالعته ببراءه تخبره بصدق:
_أنا جايه علشانك ومكنتش لقياك
_واديكي لقتيني ، وبعدين ، وجودك مالوش لازمه ياشمس روحي احسنلك
هي تعلم ما بهِ لذلك لم تأخذ حديثه بجديه حاولت تغيير مجرى الحديث تطالع الحظيره خلفها وبدأت تسرد عليه حدث مر :
_أنا مكنتش اتخيل أنك ممكن تبقى هنا في يوم انا دورت عليك في كل حته ألا أني ممكن الاقيك هنا فاكر الزريبه دي ياياسين دي كانت اول مره تطلعني بره القبو في عيد ميلادي واتحديت الضبع عشاني قولتلي أنتِ كملتي ال ١٦ سنه وعشان كده لازم اليوم ده يبقى مميز
قاطع سردها بنبره يأمرها بهِ :
_شمس قولتلك روحي
تصنعت عدم سماعه تسترسل حديثها :
_ اول مره شوفت السما وكنت ببصلها باستغراب أنتَ أكيد فاكر ، طيب فاكر اول مره كنت اشوف جاموسه بتولد ووقتها لاقينا طور جنبها بصيتلك باستغراب وأنا مش فاهمه اللي بيحصل
اجبرت شفتيها على الأبتسام :
_فاكر لما ابتسمت وقولتلي ما تسألنيش اللي بيحصل دي جاموسه بتولد بس مش فاهم الطور بيحزأ ليه ؟
أخبرها بعنف :
_أنتِ سمعتي أنا قولتلك ايه ؟
رسمت ابتسامه على وجهها وهي تبادله قائله :
وقتها كنت بستغرب من طريقه معاملتك ليا أزاي في لحظه كنت بتبقى طيب معايا وبحس بخوفك عليا ومايمرش ثواني والاقيك بتتغير عليا وكأنك اتنين في واحد زي ما بتعمل دلوقت اللي أنا متأكده منه أنك عايزني معاك بس لسانك بينطق عكس اللي جواك
طالعها بجمود دون رد ، رأت في عينيه الأصرار استجابت لطلبه أشارت برأسها بالموافقه تستعد للرحيل تخبره بما داخلها :
_أنا همشي ياياسين ، همشي مع أني كنت أتمنى اني أبقى معاك
وما أن خطت خطوه للأمام حتى جذبها من ذراعها ولكنه هذه المره لم يكتفي بجذب ذراعها بل أحتضنها ، ارتفع صوته نحيبه يبكي كالطفل الذي فقد أمه ، سكن كل شىء من حولها الا صوت بكائه تسارعت دقات قلبها ويده لم تفلتها ، بكى بحرقه يستند برأسه على كتفها تيبس جسدها بعدما شعرت بالصدمه فهذه هي المره الأولى التي تراه فيه هكذا ضعيف بها ويحتاج لها
—————-(بقلمي مآآهي آآحمد)—————-
حل السكون على منزل “الصاوي”لم يذق احد للنوم طعم من وقت ما حدث خرج “الطبيب” من عند “الخاله” يستنشق الهواء فما حدث يخنقه رأته “زهره “يذهب ناحيه الخارج فلحقت بهِ بخطوات لم تكن متزنه ابداً لم يستوعب فعلته أخذ يؤنب نفسه قائلاً بما لم يسمعه غيره :
_معقول ممكن اكون بحبها للدرجه دي ، لدرجه اني ممكن اخسر ياسين عشانها
وما أن انهى حديثه حتى سمع صوتها خلفه تناديه بأسمه استدار يطالعها بعدما جحظت عيناه عند رؤيتها ، بدا وجهها شاحب للغايه وهي تقف مقابله وبدأت حديثها بقول :
_علي ، أنا عارفه أنتَ بتقول عني ايه دلوقتي بس اقسملك أني مكنتش اعرف أن الامور توصل لكده ، مكنتش أتخيل أبداً مهما يحصل ومهما اقول أنك
صمتت للحظات فأكمل هو حديثها :
_أني أخسر اخويا عشانك صح يازهره أني أمد ايدي على أخويا الوحيد وأنتِ السبب
التقطت أنفاسها بصعوبه وبدأت بسرد ما بداخلها :
_علي ، انا عارفه أني زودتها شويه ، لاء مش شويه شويتين تلاته بس مكنتش اعرف أنك
قال بأسى :
_أني هطلع راجل واقف قدامه واخسره عشانك ، هـــا ، مش ده كلامك
علت نبرته بحده :
_ انطقي ، مش ده كلامك مابقاش راجل يازهره لو مجبتلكيش حقك ايه رأيك كده أنا بقيت راجل في نظرك صح
ثبتت نظراتها امام سؤاله اقتربت منه تدافع عن نفسها :
_علي ، أنا غلطانه ، بنتك الصغيره وغلطت مش أنتَ دايماً كنت بتقولي أني انا بنتك الصغيره ياعلي
تابعت قولها برجاء نابع من عينيها :
_أديني فرصه تانيه وانا هصلح كل حاجه ياعلي ، عارفه ، عارفه ان الفتره الاخيره أهملت فيك مكنتش فاكره أنك لسه بتحبني زي اول يوم اتجوزنا فيه
لمع بريق حزين في مقلتيه وهو يوضح :
_ولما ضربته أتأكدتي ، كان لازم اخسره عشان أكسبك بس لا يازهره أنتِ للأسف مابقتيش زهرتي بتاعت زمان أتغيرتي واتغير حبك ليا وأنا معنديش استعداد أخسر حد تاني بسببك انا مش بس خسرت أخويا أنا كمان خسرت نفسي
استعد للرحيل ولكنه اوقفته بمناداتها :
_علي ماتسبنيش كده
علق بابتسامه :
_فعلاً ، أنا مش هسيبك كده أنتِ طالق يازهره مابقتيش تلزميني واذا كنتِ عايزه تسيبي البيت برضاكي فدلوقتي هتسبيه غصب عنك
لم يكن قوله هين ، تركها ورحل دبت القشعريره في جسدها وقد غزت كلماته قلبها شعرت بأنكسار روحها حين لبى طلبها
——————————
ابتعدا بهدوء يمسح بكفه دموعه :
_أنا اسف ، ماتعودتش اشيل حد همي ، بس
بترت حديثه وبادرت للمره الأولى بالقبض على كفيه ، مبادره جعلته يطالعها باستغراب وهي تسأله برفق :
_دلوقتي بقيت كويس
هز رأسه بالأيجاب موافقاً على كلامها بقول :
_كويس عشان ماسبتنيش ومشيتي
حدثته ببراءه لم تكن تدري حقاً ماذا تقول فحاولت استجماع الكلمات مردفه وهي تربت على كفه :
_مش عارفه اقولك ايه بس من اللحظه دي مش همشي واسيبك في يوم
برزت الأبتسامه على ثغرها عندما رأت الاستغاثه في عينيه الصافيتين طالعها وأفصح عما في قلبه لها وحدها :
_اول مره ارتاح في حضن حد والحضن ده كان حضنك أنتِ ياشمس
ابتسمت ابتسامه عريضه وكأنها تخبره بأن كل شىء سيصبح على ما يرام كاد أن يصدقها ويصدق ابتسامتها ، وسرعان ما اختفت هذه الأبتسامه ببطىء حين سمع صوت أطلاق النار طالع تهكم تقاسيمها لم تستطع قدماها تحملها حاوطها بذراعه بمشهد مهيب لم يتخيل حتى أن يحدث بأسوء كوابيسه حتى لمس دماؤها بين كفيه برز احمرار عينيه وكأنه بكابوس كابوس يتمنى أن يستيقظ منه والا سيختنق بداخله
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عروس الالفا (الهجينة 2) )