روايات

رواية عازف بنيران قلبي الفصل الرابع 4 بقلم سيلا وليد

رواية عازف بنيران قلبي الفصل الرابع 4 بقلم سيلا وليد

رواية عازف بنيران قلبي الجزء الرابع

رواية عازف بنيران قلبي البارت الرابع

عازف بنيران قلبي
عازف بنيران قلبي

رواية عازف بنيران قلبي الحلقة الرابعة

خرج من المصعد متجها لمكتبه ولكنه توقف عندما استمع لتهشيم شيئا ما… تخطى بعض الخطوات إلى أن وصل لدى باب مكتبها وقف ولكنه أصيب بصدمة مما وجدها في حالة ترثى لها
خطى لداخل وهو يطالعها بعيونا جاحظة مما تفعله.. رأته رفعت كفيها أمامه
– حضرتك دا مش مكتبك.. ولا شغلي مع حضرتك.. فياريت ماتتعداش حدودك معايا بعد كدا
توقف مجرى الدم بعروقه.. حاول السيطرة على نفسه حتى لا يثور بغضبه عليها .. فتجولت أنظاره في الغرفة بتأني يحاول
سحب شهيقا ويطرد زفيره بهدوء ولكن
دنت منه بخطوة ورفعت رأسها بشموخ وتحدثت:
– لو أعرف إننا هنتقابل هنا تاني صدقني كنت رفضت الوظيفة حتى لو دفعتولي مال قارون.. ودلوقتي عندي شغل
لقد نجحت في إخراج وحوشه الكامنة واضرام نار غضبه فرمقها بنظرة متهكمة
– اهدي ياماما.. اعصابك شوية… نسيتي نفسك ولا إيه.. إنتِ هنا في شركتي.. يعني في ملكي.. ادخل أي مكان وقت مااحب مش هستنى من واحدة ذيك تقولي ادخل فين وامتى.
دنى ومازال يطالعها بنظرات مشمئزه
– إنتِ مين علشان أقرب منك.. إيه، قالها بصوتا مرتفع حتى اهتز جسدها.. أشار عليها بسخرية مردفا:
– حبيت أعمل معاكِ راجل بس شكلك متستهليش.. قالها ثم تحرك غادرا وهو يصفع باب المكتب بقوة
تجمدت بأرضها وقد شعرت للحظة برغبتها في التلاشي فلم تعد تتحمل كلامه.. وضعت يديها موضع نبضها وهمست لقلبها.وتعاتبه
– بطل بقى.. ملقتش غير دا تدقله.. أنا بكره.. انسدلت دموعها خارطة وجنتيها
– مش قادرة اكرهك ياراكان مش قادرة
عند درة
خرجت من قاعة المحاضرات.. وتحركت متجه لخارج المبنى.. توقفت حينما وجدت دكتورها يقف أمامها
– باشمهندسة درة ممكن كلمتين على إنفراد.. اتجهت بأنظارها لصديقتها ثم اتجهت إليه
– حضرتك ممكن تتكلم هو فيه موضوع خارج الدراسة.. هز رأسه بالموافقة
ربتت أروى على كتفها وتحدثت
– هستناكِ قدام شوية يادرة.. خلصي وألحقيني… أومأت رأسها بالموافقة
وقفت عاقدة ذراعيها أمام صدرها
– إتفضل حضرتك سمعاك
طالت نظراته عليها لبعض اللحظات ثم حمحم لكي يخرج صوته ثم تحدث
– كنت عايز رقم والدك.. عايز ازوركم أنا ووالدتي وأختي.. الوقت اللي يناسبكم
أنزلت ذراعيها بصدمة.. والقت نظرة خاطفة على ملامحه كي تستشف بما يقصده
إبتسم عليها وأردف:
– الصراحه أنا معجب بيكِ وعايز أزوركم علشان أطلب ايدك
توردت وجنتيها خجلا…فأنزلت ببصرها للأرض وهي تفرك يديها..لقد صدمها بحديثه..حاولت أن تتحدث ولكنها أصبحت كالعاجزة..ظلت للحظات صامتة إلى أن قاطعها
– درة مبترديش ليه ممكن أزوركم ولا لا
هزت رأسهاولم تقو على الحديث
– مش عارفه..أنا هقول لبابا الأول..قالتها ثم تحركت سريعا..وهي تتخبط بخطواتها
وصلت لأروى التى تناظرها بإبتسامة
– إيه نقول مبروك…لكزتها درة وهي تسحبها عندما وجدته متجها لسيارته خلفهم..
– امشي ياكلب البحر..أنا مش قادرة اقف على رجلي أصلا..رفعت أروى حاجبها بسخرية
– ليه ياختي لتكوني عشقاه يابت من ورايا..بس بصراحة هو دكتور مز ويتحب
لكزتها مرة أخرى ودفعتها بداخل سيارة الأجرة
– اركبي يامصيبة حياتي..هو مين دا اللي مز ياختي..بتجيبي الألفاظ السوقية دي منين
عند سيلين
خرجت من فيلتهم متجه لچراج سيارتها..توقفت سارة أمامها..واقتربت تطالعها بإستهزاء
– إنما الجميلة متأخرة على الجامعة ولا إنتِ مش وراكي جامعة وخارجة تعملي فسحة..قالتها وهي تدور حول سيلين
رفعت بصرها وإبتسمت بحبور
– والله ياسارة لو فاضية كنت عملت معاكي البحث العائلي بتاع العيلة دا..وياترى بتعمليه معايا أنا بس ولا إيه
اقتربت سارة وهي تناظرها بغضب جحيمي وجذبتها من خصلاتها..ولكن قاطعهما وصول يونس
– إبعدي ايدك عنها ياسارة اتجننتي. ايه الهمجية دي
اسرعت سارة تتصنع البكاء أمامه
– ماهو لو عرفت قالت إيه يايونس مكنتش زعقت كدا
مد يونس كفيه لسيلين التي تطالعه وتنتظر جوابه
– تعالي هاخدك في طريقي ووقت ماتخلصي أرجعك معايا مش إنتِ عندك سكشن بس الساعة تلاتة.. ابتسمت بعيونها وهي تهز رأسها بالموافقة.. كانت السعادة تحاوطها بسبب إهتمامه بتفاصيلها
تشابك كفيهما ببعضهما أمام سارة التي نظرت إليها بعيونا تطلق شرزا.. تود أن تصفعها بقوة.. كورت قبضتها بغضب
فتح باب السيارة وهمس لها
– ودلوقتي أنا أسعد واحد علشان اميرتي الصغيرة هوصلها الجامعة
استقلت السيارة بجواره… تحرك بالسيارة أمام سارة التي وقفت تتآكل من الغيظ
بسط كفيه واحتوى كفيها ثم رفعه وطبع قبلة بداخله… مما أصابها برعشة مرت بسائر جسدها.. وبحركة آذابتها ودغدغت مشاعرها دنى هامسا إليها.
– نفسي أقول للدنيا كلها… أنا أسعد راجل في الدنيا النهاردة وأخيرا عرفت انفرد بحبيبتي… قالها وهو يجذبها ويضمها لأحضانه.. ثم قبّل رأسها
– اكيد إنتِ عارفة أنا بحبك قد إيه.. قالها وهو يجمع خصلاتها على كتفها.. حتى لفحت أنفاسه وجنتيها
شردت بملامحه التي تعشقها منذ نعومة أظافرها.. رمقها بنظرة خاطفة ثم غمز بطرف عينيه
– حلو مش كدا.. اعتدلت تستند على المقعد وتحدثت بهدوء رغم ضجيج قلبها
– يونس هتعمل أيه في قرار جدو.. تجاهل سؤالها ومازال يقود السيارة.. بسط كفيه وقام بتشغيل الكاسيت الخاص بالسيارة
– شوفي الأغنية اللي الكل ماشي بيغنيها دلوقتي.. ارفع صوتها “سطلانة” حتى يشتت تركيزها بإجابته
التفت بأنظارها للخارج تنظر من النافذة.. وعرفت من جهله لأجابتها.. زفر بحزن عندما وجدها بتلك الحالة
جذبها مرة أخرى لتستقر بأحضانه.. وظل يمسد على خصلاتها
– سيلي حبيبي مش عايزك تخافي من قرارت جدو.. أنا هحل الموضوع..
كادت أن ترفع رأسها من على كتفه ولكنه رفض
– سيلين اكيد إنتِ حاسة وعارفة أنا بحبك قد إيه.. فياريت حبيبي تصبري شوية وأنا هظبط الدنيا
خللت أصابع كفيه بأصابعها وتحدثت ومازالت تستند برأسها على كتفه
– يونس وأكيد إنت عارف أن علاقتنا بقالها قد إيه.. وكمان مضايقة من نفسي علشان اخواتي عندهم ثقة فيا متخلنيش أندم إني حبيتك لو سمحت
اعدل وضعيتها وأداد وجهها إليه
– أنا هتكلم مع راكان في أقرب وقت.. كنت هقوله لكن جدي جه هد كل مخطوطاتي
هزت رأسها بتفهم ورفعت بصرها إليه
– أنا معرفش جدو بيعمل كدا ليه.. ومعرفش مابيحبنيش ليه
مسد على خصلاتها بكفيه ونظر لعيناها
– صدقيني معرفش.. ولو اعرف كنت قولتلك.. أنا بحاول أبعد نظره عن علاقتنا علشان ماينفش دماغه ويعمل حاجة فيا زي ماعملها في راكان
رفع ذقنها وهو يوزع نظراته بينها وبين الطريق
– سيلو عايزك تتأكدي أنك الوحيدة اللي هزت قلبي.. وابعدي عن سارة خالص
تحولت ملامحها الهادئة إلى أخرى ثائرة فدفعت كفيه بعيدا
– إنسى يابن عمي.. خليها تقرب مني وشوف هعمل فيها إيه.. ثارت زعابيب غضبها.. فأمسك كفيها يقبلها
– سيلي اهدي حبيبي.. انا بحاول الاقي مخرج مش أكتر
بلعت غصة بجوفها منعتها من التنفس فأردفت بنبرة مبطنة بالبكاء
– يونس أنا بحاول أضغط على نفسي قدامها وهي كل شوية تقولي يونس بيكلمني وبيجبلي و.. وو
وضعت كفيها على وجهها وانخرطت بالبكاء
– صعب أتحمل واحدة عمال تتغزل في حبيبي.. كتير اوي على قلبي بجد حرام اللي بيحصلي دا
توقف بالسيارة على جانب الطريق.. عندما وجد إنهيارها.. دمى قلبه لحالتها.. جذبها بقوة لأحضانه كأنها ستتركه وترحل وبدا ينطق بصوتا ممزوج بمشاعره
– سيلي حبيبي.. عارف إنك في موقف صعب.. لكن صدقيني الفترة دي مش هطول… أخرجها من أحضانها وحضن وجهها بين كفيه
– أنا مقدرش أبعد عنك.. إنتِ عارفة إنتِ إيه بالنسبالي.. أنا بحبك بجنون
امسك كفيها ووضعها موضع نبض قلبه
– دا ملكك إنتِ وبس.. مستحيل ينبض لحد غير سيلين…. ابتسم لها ومسح عبراتها التي كوت قلبه وأردف
– حب عشر سنين.. تخيلي كدا ممكن أن أتخلى عن حب مكنون في قلبي من عشر سنين.. إنتِ كنتي بذرة ودلوقتي شجرة اتفرعتي جوايا
حاوطها بنظراته المحبة لقلبها.. عايز اشوف ابتسامة حبيبي
ابتمست حتى لمعت عيناها… وضع جبينه فوق جبينها وهمس
– بموت فيكِ ياطفلة يونس وعشق قلبه
في مزرعة يحيى الكومي
تجلس بين الزروع وتأخذ بعض الشتلات النباتية لفحصها.. كان يتماطى جواده.. رآها وهو عائدا من جولة صباحية.. اتجه لحظيرة الخيول.. واضعا جواده بمكانه ثم إتجه إليها… وصل إليها ولكنه دون إنتباها
ظل يتطلع عليها بنظراته الحزينة على حب طفولته وصباه ولكن كان للقدر رأي آخر
أمسكت زهرة من بعض الزهور التي تحاوطها ثم استنشقت عبيرها وهي تغلق عيناها بإستمتاع لرائحتها العبقة
– ياريتني مكانها.. هزة اصابت جسدها واتجهت بنظرها مدهوشة من وجوده بل لما سمعته ملجمة اللسان تستطيع النطق او النظر إليه.. ولكنها ابعدت بنظرها عن مجرى نظراته.
خطى بخطوات متمهلة عكس دقات قلبها التي ارتفعت بصدرها.. حتى وصل ولم يفصل بينهما سوى خطوة واحدة
– مبترديش عليا ليه؟! قالها نوح وهو يطالعها بإشتياق
استدارت تواليه ظهرها وعبرة غائرة على وجنتيها مسحتها سريعا ثم أردفت متسائلة
– مش فاهمة قصدك يادكتور.. خطى حتى وصل بمقابلتها ونظر لمقلتيها
– عايز اعرف ايه اللي حصل يوم الحفلة يا اسما من يوميها وإنتِ متغيرة
قالها متصلب أنظاره عليها.. اما هي فكأن كلماتها هوت فوق رأسها كالماء الساخن وشعرت وكأن الأرض تموج من تحت قدميها ورغم ماشعرت به
فركت كفيها وهي تتهرب بنظراتها بجميع الاتجاهات ثم اردفت بصوتًا مهزوز بعض الشئ
– معرفش تقصد ايه…
ضحك ضحكة مستهزئة واتجه إليها يرمقها
– بجد!! متعرفيش قصدي… أسبلت جفنيها تحاول الثبات امامه.. ساد صمتها مما جعله يأخذ نفسا عميقا حتى استمعت إليه
– تمام ياباشمهندسة.. مترجعيش تعيطي بعد كدا.. قالها ثم تحرك للخارج
في مكتب راكان
دلف للمكتب وهو يكور قبضته بقوة.. ثم ضربها بقوة بجدار الغرفة حتى يخرج غضبه الذي اشعلته تلك المرأة.. أحرقته بكبريائها وشموخها.. بدا وقلبه يضخ نيران وليس دما.. ثار وثار إلى أن فقد توازنه
اتجه لمكتبه وكلما تذكر حديثه.. تزداد نيران صدره إشتعالا بثورانها.. طاحت يمينه بكل ماقابله على المكتب.. وهو يمسح على وجهه بغضب
قام بفتح زر قميصه الأبيض بعدما خلع جاكيت بدلته.. وبدأ يزرع المكان ذهابا وإيابا كالأسد الجائع. يود لو يصفعها بقوة على فمها حتى يخرصها..
لحظات بل دقائق وهو يحاول ضبط أعصابه كي لا يخرج إليها مرة أخرج.. جلس مطبقا على جفنيه بقوة.. لحظة اثنين وكلماتها نخرت قلبه بشدة.. بل كانت كزجاج تشحذ طبقات صدره
– ليه ياليلى.. بعد دا كله وجاية تدبحيني بكلماتك.. أغمض عيناه محاولا سحب نفسا لرئتيه عندما شعر بإختناقه
– عملت دا كله وفي الآخر اتمنيتِ إنك مش تشوفيني.. قاطعه طرقات على باب المكتب
دلفت السكرتيرة
-الأستاذ حمزة برة.. أومأ برأسه دون حديث.. دلف حمزة غامز بعينيه ولم يلاحظ حالته فتحدث
– مصدقتش لما عرفت العصفور وقع في القفص.. مسح على وجهه بغضب وهز رأسه ثم أخرج تبغه وقام بإشعال بطريقة حارقة مثل قلبه الذي يحترق كسيجاره
جلس حمزة وطالعه بتقييم
– راكان مالك فيه حاجة؟!..دا انا قولت أباركلك على خطتك ياعم لما عرفت إن ليلى اشتغلت عندكم
زفر دخانه بقوة حتى اختفى وجهه خلف غباره واردف
– حمزة بلاش نتكلم في الموضوع دا دلوقتي.. لو سمحت.. وزي مااتفقنا نوح مايعرفش حاجة.. مش هأكد عليك
توقف حمزة متجها إليه ثم جلس امامه على المكتب
– تمام نوح مش هيعرف ولا حتى يونس.. بس احكيلي مالك ومن زمان مشفتش حالتك كدا
هز رأسه ومازال يدخن بشراسه.. حتى انقطع تنفسه من كثرة استنشاقه.. دقائق وحمزة يتابعه ولم يتحدث لأنه يعلم حالته وقت غضبه
اتجه للنافذة حتى يستنشق بعض الهواء النقي هروبا من غبار تبغه الذي ملأ الغرفة
عقد حمزة ذراعيه امام صدره ومازالت نظراته عليه.. عاد راكان يقف بمقابلته
مربتا على كتفه
– أنا كويس.. شوية مشاكل بس وهتتحل إن شاءالله
– ليلى السبب؟ قالها حمزة بتحفز
شعور مقيت يجعل دقاته تتقاذف بين ضلوعه في نيران تحرق قلبه من مجرد ذكرها
أخذ نفسا طويلا من تبغه مرة أخرى وقال بعدم إهتمام
– إنسى الموضوع دا كله.. ولا كننا اتكلمنا فيه
رفع حاجبه متسائلا
– أي اللي حصل يابني.. مش دي اللي فضلت تخطط وتخلي الشركات كلها ترفضها.. لحد ماخليت نوح يكلمها عن شركتكم.. ودا كله ليه.. إنت مش عايز تعقل ياراكان..
تحرك وبدا ينظر إليه بغضب
– كان عندي امل فيها وقولت يمكن دي اللي تفوقك ياصاحبي لكن طلعت غلطان
نفث دخان تبغه ومازال جالسا بمكانه فتحدث بهدوء
– بتكرهني قد كرهك لداليا ياحمزة..جحظت اعين حمزة وهو يهز رأسه بصدمة فأردف
– مستحيل..اللي بتقوله مستحيل..قاطعهم سليم عندما دلف بإبتسامته
– انتوا قاعدين هنا وأنا قاعد باكل في الورق لوحدي..قهقه حمزة وهو يرمق راكان الذي خيم الحزن بعينيه
– كنت هعدي اسلم عليكوأخد شوية ورق أتسلى فيهم في العربية لما اجوع
ضحك سليم بصخب وهو ينظر لراكان
– شوفت صاحبك..شكل يونس عداه..تركهم راكان وتحرك للخارج ولكنه توقف
– سليم شوف نورسين عملت ايه..وجهز نفسك لمؤتمر الغردقة علشان انا مش هسافر..عندي قضية في مرسى مطروح..ومينفعش حد غيري،..شوف حد من المهندسين المطبقين للمشروع واجهزوا قالها ثم تحرك للخارج
بعد أكتر من ساعتين في العمل
اعطى السكرتيرة بعض الأوراق
– ابعتي دول لسليم.. وابعتيلي المهندسة ليلى وآسر
اخذته السكرتيرة وأجابته بطاعة
– تمام يافندم.. ثم تحركت دون حديث.. رجعت المهندسة وتحدثت
– الباشمهندسة ليلى مشغولة بمشروع الغردقة حاليا.. هب فزعا واتجه إليها بغضب من طريقتها التي هيجت اعصابه لدرجة جعلته يفكر بصفعها.. احتقن وجهه من الغضب مايكفي
❈-❈-❈
بمكتب ليلى
وقفت تحتسي مشروبا دافئ ليقيها برد الشتاء القارص… دلف إليها وألقى مابيديه
– خدي التصميم دا راجعي عليه كله أخطاء… ياريت تركزي في شغلك بدل ماإنتِ عمال تضحكي مع دا ودا…
لم تحيد ببصرها عنه كانت تستمع إليه بملامح جامدة.. صاح بغضب عندما وجد برود نظراتها
رفع سبابته إليها وأردف غاضبا
– أنا بحذرك التكاسل بشغلك… وشغلك تحت إشرافي بعد كدا… ماهو مش بدفع الرواتب دي كلها علشان تيجوا تهزروا مع بعض… وخرج كمطارد من عدوه
وقفت مصدومة من حديثه… محاولة إستيعاب ثلجية كلامته التي ألقاها عليها وبريق عيناه التي تحدقها شرزا… جلست على مقعدها… هي تعلم إنها أخطأت بحقه ولكنه رد أهانتها اضعاف
حاولت أن تتنفس بهدوء علها تملأ رئتيها بالأكسجين الذي شعرت أنه انسحب بالكامل من حولها
– ليه بتأذيني بطريقتك دي… إنت مفكر نفسك مين… ملعون ابو الوظيفة اللي هتهين كرامتي دي… وقفت محاولة استجماع شتات نفسها وتحركت متجه لغرفة سليم بعد مااخذت ورقة وقلم وكتبت إستقالتها للمرة الثانية
اتجهت للسكرتيرة الخاصة بسليم
– البشمهندس سليم موجود… اومأت برأسها ب.. تحركت متجهة الى سليم
دلفت للداخل ثم وضعت استقالتها امامه
– آسفة مستحيل أكمل الشغل في الظروف دي… وقف سليم واتجه إليه جالسا أمامها وطلب منها الجلوس
– ممكن تحكيلي إيه اللي حصل
زفرت باختناق ونيران صدرها مشتعلة من ذلك المتجبر
– حضرتك سؤال واحد بس… مين المسؤل عن المجمع دا غير المهندسين… إيه علاقة الاستاذ راكان بشغل المهندسين
جحظت عيناه من حديثها
– راكان قالها متفاجأ..
ماله راكان هو ايه اللي حصل بينكم تاني
وقفت وتحدثت
– أنا مش جاية لحضرتك علشان أقولك قال إيه أنا خلاص عايزة استقيل…
– تمام يابشمهندسة استقالتك مقبولة… قالها راكان وهو يقف مستندا على باب غرفة المكتب ثم أكمل حديثه
– عندك شرط جزائي ادفعيه ومع الف مليون سلامة
راكان… صاح بها سليم
نظر لاخيه بغضب
– فيه إيه ممكن أعرف احنا فاتحين الشركة ليه إيه… علشان نشتغل ولا نقعد نهزر مع الموظفين ناسين شغلنا… ونعمل شغل كله أخطاء… احنا مش هنيجي على اخر الزمن سمعتنا تنضرب بسبب مهندسة غير مسؤلة
تحركت متجهة له وعيناها تطلق لهيب لو أخرجته لحرقته بالكامل
– مسمحلكش كفاية إهانة لحد كدا… أنا مقصرتش في شغلى… وإن كان حضرتك بتتكلم على وقفتي مع الباشمهندس أسر فكان بيعزمني على خطوبة اخته اللي هي اصلا بنت عمي مش واقفة اضحك مع حد. غريب.. لا أخلاقي ولا قيمي تسمحلي أخرج عن المألوف مع أي شخص.. وحضرتك عارف دا كويس
نفس غضبه بدخان سيجاره وتحدث بغروره
– مش مسمحولك وقت شغلك تتكلمي مع حد في إطار غير الشغل… لو على الاخلاق ياما فيه بنات ماشية تدعي الأخلاق بستار خلف اعمالهم
اخرص قالتها بصوت مرتعش
لقد طعنها بخنجر سام بقلبها… فانسكبت دمعة من طرف عيناها..
– آسفة قالتها ثم خرجت مسرعة ودموعها تتساقط بقوة لأول مرة تشعر بالعجز
زفر سليم بغضب مختنقا ليتحدث إليه بغضب خيم دخان نبرته
– ليه كدا ياراكان من إمتى وأنت ظالم… البنت نشيطة وبتعمل شغلها المطلوب بدقة عالية… قالها ثم تحرك خارجا إليها
جلس راكان وهو يمسح على وجهه بغضب من نفسه يعلم أنه أغضبها وجرحها بحديثه المهين تذكر صباحا عندما دلف الى مكتبه وجدها تقف مع أحد المهندسين وهي تضحك ببراءة كانت كطفلة بريئة بملامح جذابة لكل من ينظر إليها… شعر بدقات عنيفة اتجاهها… خطى عدة خطوات إليها ولكنه تراجع عندما استمع لاحد الموظفين
– المهندسة ليلى دي جميلة أوي عليها جسم صاروخ ولا ضحكتها يخربيت جمالها فعلا… عقب أخر
– تعرف نفسي اتكلم معها بس… لا والباشمهندس سليم عمل حصار عليها ياعم ومكتب خاص لوحدها وجنبه وتحت إشرافه بعد ماكنت تحت اشراف المهندس اسر…. ضحك الاخر
– ماله حق آسر عينه هتطلع عليها… إنت مش واخد بالك من الكيميا اللي بينهم…لا وبنت عمه هو أولى بيها.. عاد الى مكتبه ونيران صدره تكاد تحرق قلبه
أفاق من شروده عندما دلفت نورسين
– حبيبي فينك روحت مكتبك بس مكنتش موجود… وقف متجها للخارج
– اكيد مش هكون موجود وزي ماحضرتك شوفتي أنا هنا أهو… وصل لمكتبها
– سليم أنا خارج عندي قضية وقدامي اسبوعين لحد ماأرجع انا كنت جاي ابلغك
قالها وتحرك دون أن ينظر لها… شعرت بحزن من كلاماته لاتعلم لماذا
هل لانها لم تراه مرة اخرى لمدة اسبوعين
أم لأنه خرج دون ان يعتذر منها أو تعتذر منه
نظرت لخروجه وجدت نورسين تطوق ذراعه متحركة معه للخارج… اغمضت عيناها وهي تسب نفسها كثيرا
بعد قليل
كانت تجلس تراجع التصميم الذي أحضره لمراجعته… ووجدت به أخطاءخح… تذكرت حديث سليم منذ قليل
– ليلى راكان راجل قانوني بيحب يشوف كل حاجه مليون المية… هو ممكن يكون عنده مشكلة في القضية اللي ماسكه وخصوصا انها في مرسى مطروح. صديق عزيز عنده حصل عنده حالة وفاة فلازم يوقف معه ياخد قواضيه اللي مفروض يترافع فيها… ومش هخبي عليكي كل قضية في مكان مختلف
نظر لها وأكمل حديثه
– ليلى لو سمحتي شوفي التصميم تاني فيه أخطاء فعلا… معرفش ازاي مااخدتيش بالك منه… أنا مع راكان في الشغل… بس طبعا كلامه التاني فأنا آسف بدلا عنه… وأنا بوعدك معدش هيتعرضلك بأي كلمة
صوت نفس طويل خرج من رئتيها بعدما نظرت للتصميم ووجدت اخطائها
– تمام يابشمهندس… بس سؤال
هو ازاي عرف اخطاء التصميم دا مع انه مش مهندس
ضحك عليها سليم
– راكان عارف كل حاجة… مايغركيش شغله بس هو مش مندمج أوي معانا… صدقيني لو فضل في الشركة حالها هيطور… بس هو مش حابب الشغل دا… بيحب شغله التاني او بمعنى اصح بيهرب بشغله بطموحه
ضيقت عيناها وتسائلت
– يعني إيه مش فاهمة؟!
اقترب واضعا يديه على المكتب ونزل بمستوى جلوسها
– اكيد هيجي وقت وأحكيلك كل حاجة… نفوق بس من مشروعنا دا اللي هينقلنا نقلة جديدة وبعد كدا هنقعد مع بعض كتير واحكيلك كل حاجة مش عنه بس عن العيلة كلها
إستغربت حديثه ورغم ذلك تحدثت
– تمام… هشوف التصميم تاني
❈-❈-❈
بمكتب حمزة
– يجلس يراجع قضية لشخص ما… قطع تركيزه رنين هاتفه
– ايوة مين… استمع لتنهيدات انثوية
– عامل إيه ياحمزة وحشتني”!!
وقف متجها للنافذة بعدما علم هوية المتصل
– عايزة ايه ياسلمى؟
أجابته كحية رقطاء:
– لسة زعلان مني ياحمزة… والله عرفت قيمتك بعد مابعدت عني… عرفت فعلا إنك
قاطعها وتحدث بغضب
– قولي بسرعة عايزة إيه معنديش وقت
– حمزة أنا اكتشفت إني بحبك فعلا… فعلا زي ماانت قولت انا كنت موهومة ومفكرة نفسي إني بحب راكان بس والله بعد بعدك عرفت إني بحبك إنت
كور يديه بغضبا متملك قائلا بتأفف
– سلمى كان فيه منه وبح خلص… خفي عني ياسلمى لاني معنتش حمزة القديم…وإنتِ زيك زي داليا..بكرهكم انتوا الأتنين..ودلوقتي وبعد إذنك مش فاضي وياريت ماتتصليش بيا تاني
اتسعت عيناها من حديثه… ظنت إنها عندما تتحدث إليه… سيسرع إليها بسبب حبه المتمادي لها
كزت على أسنانها بغيظ
– والله ماهرحمك ياحمزة لاخليك تيجيلي زاحف… دلفت والدتها اليها
– إيه ياسلمي اتجننتي يابنتي بتكلمي نفسك
– مفيش ياماما… قالتها وهي تشعر بأن دمائها تغلي من شدة الغضب
جلست والدتها بمقابلتها
– كلمتي راكان ولا لسة… كانت تنظر من النافذة بشرود…
صاحت والدتها مرة أخرى
– سلمى بقولك كلمتي راكان ولا لسة
اخذت شهيقا عميقا واستطردته
– لسة ياماما… والصراحة مش عايزة أكلمه… بارد ومتكبر ومبحبوش…
وقفت والدتها واتجهت تصرخ بوجهها
– نعم ياختي هو مين دا اللي بارد… احنا هنستهبل مش دا راكان اللي رفضتي العرسان بسببه
– أوووف ياماما… دا كان زمان مش دلوقتي.. دلوقتي حسيته مغرور دا مابيقولش كلمتين يرضو ربنا وهو بيبصلي.. كل مااقعد معه ياإما ماسك تليفونه… ياإما بتكلملي على كسوف الشمس وخسوف القمر
– انتِ مالك النهاردة يابت… عايزة ايه مش دا راكان اللي خليتني اتخانق مع فريال بسببه
هي لم تسمع ماتتفوه به والداتها أو ربما بما يدور حولها كل ماتشعربه رغبة عارمة في الوصول إلى حمزة لقد اشتاقته كثيرا… نظرت من النافذة وهي مازالت على شرودها
– معقول ياحمزة تكون نسيت سلمى بالسرعة دي..
بفيلا خالد البنداري
خرجت من المرحاض وهي تدندن بصوتها الناعم… فجأة توقفت عن الغنا
– صباح الخير يايارا… فيه حد يخض حد كدا
أشارت لها يارا بالجلوس
– عايزة اتكلم معاكي شوية ياسارة ممكن
مطت شفتيها بسخرية… ثم جلست واضعة ساقا فوق الاخرى
– بسرعة بس علشان عندي ميعاد مهم
انكمشت ملامح وجه يارا بإمتعاض من أسلوبها المستفز
– ممكن تسمعيني ياسارة لو سمحتي… وبلاش طريقة الاستهزاء بتاعتك دي
– زفرت بحنق وأجابتها
– تمام يايارا خير… أنا سمعاكي أهو
– مالك ومال سيلين… ليه دايما بتحاولي تضايقها… دي بنت خالنا ووحيدة مالهاش اخوات بنات
انفجرت ضاحكة ووقفت وهي تضرب يدا بالاخرى
– مين دي اللي بضايقها… ومين دي بنت خالنا … شكلك طيوب أوي يابنت عمتي بس حبيت اوضحكلك حاجة
– تبعد عن حبيبي وأنا أبعد عنها
زفرت يارا بإختناق من طريقتها:
– كلنا عارفين إن يونس بيحب سيلين ياسارة ماتضحكيش على نفسك
التوى ثغرها ساخرة ثم توجهت لغرفة الملابس
– مين اللي ضحك عليكي بكدا ياقلبي… أظن إنتِ أكتر واحدة عارفة أنا ويونس مرتبطين من زمان… لحد مانقلنا هنا جنبهم وبدأت تتلاعب عليه… وأهو أخد شوية معها… خرجت برأسها وتحدثت بسخرية
– حب يجرب حاجة جديدة عليه.. يعني واحدة تقول نعم وحاضر وبس
انعقد حاجب يارا:
– مش معقول يكون بيلعب بمشاعر بنت عمته… قهقهت سارة بالداخل
– المفروض تقولي دا لو معملش كدا ميكونش يونس بتاع الستات
تمتت يارا بكلمات إستياء محاولة إبتعاد سارة عن يونس
– اللي أعرفه إن يونس بيحبها… يعني من الأفضل ترفضي قرار جدك
خرجت وهي تقوم بهندمة ملابسها المثيرة للغاية
– بصي يايارا علشان منزعلش مع بعض… إنتِ عندك راكان روحي ألعبي براحتك معه… بلاش تدخلي في حياتي علشان مدخلش في حياتك… ثم اقتربت ونظارتها بقوة
– بلاش انتِ يايارا متنسيش ان سلمى هتموت وحد يساعدها علشان تجذب راكان ليها… بس أنا بقول أنه عينه منك… فخلي عينه دي عليكي ياقلبي بدل ماتلف على حد تاني
في فيلا يحيي الكومي
– كان يجلس يراجع بعض أعماله دلفت إليه أسما
– دكتور يحيي أسيا الدكتورة البيطرية جت وشافت السلالات الجديدة بتاعة الأحصنة وبتقول ممتازين.. وأنا شوفت البذور والشتلات بتاعة المزرعة…
أومأ برأسه
– تمام يااسما شكرا يابنتي..
مطلوب مني حاجة تانية… أنا بعت برنامج الخاص بتاع الشتلات دي
اتجهت مغادرة بعد ماأنهت حديثها… ولكنه اوقفها
– أسما استني عايز منك خدمة!!
استدارت له حتى تعلم ماذا يريد منها
تسلطت عيناه عليها وتحدث بهدوء عله يبعد أي واجس بداخله
– عايز منك تكلمي نوح خليه يوافق يروح معايا نخطبله
حدقت به بصدمة من كلماته عندما شعرت كأن صاعقة صفعتها بقوة… وقلبها يتمزق ألمًا… تجمدت مكانها وجسدها يرتعش من صدى طلبه منها… رفعت نظرها وبدأت تتلعثم بالكلمات ويديها ترتعش:
– تفتكر هيسمع مني… هو بقاله فترة كبيرة معدش بيتكلم معايا معرفش ليه
استند بظهره على المقعد ينظر لها وإلى صدمتها ورغم ذلك لم يرحمها بل صفع قلبها وأدماه بكلماته
– عارف يابنتي أنه معدش بيكلمك.. وشكرا للي عملتيه علشاني وعلشانه.. لكن عايزك دايما تعرفي إن دا دكتور كبير وكمان ابن مين ..
كبر وعرف أنه مينفعش يتكلم مع اي حد… بس أنا فكرت فيكي قولت يمكن لسة عنده صدق مشاعر الرأفة بحالتك ويسمع منك زي زمان… فاكرة زمان ياأسما… أيام لما كان بينقذك من ضرب أبوكي ليكي إنتِ وأمك
أغمضت عيناها بوجع… وشعرت بقبضة قوية تعتصر فؤادها وكإنه يضعها فوق لهيب ليشتعل قلبها أكثر وأكثر حتى تحولت ملامح وجهها وأصبحت بملامح شحوب الموتى
– حاضر يادكتور… أوعدك هكلمه لو سمع مني… قالتها وخرجت دون حديث آخر… خرجت وهي تتضارب بخطواتها كانها لاتعلم إلى أين ستذهب… ضائعة .. تائهة بين الدروب.. فجأة اصطدمت به وعيونها تنسدل عبراتها كالشلال
جحظت عيناه عندما وجدها بهذه الحالة
– أسما مالك فيه إيه؟!… وإيه الدموع دي!
مسحت دموعها بقوة وتحدثت بغضب:
– انا كويسة مفيش حاجة.. بعد اذنك
في فيلا اسعد البنداري
دلف للفيلا وجهه ينم عن غضبا شديد… قابلته سيلين على باب الفيلا
– مساء الخير ياآبيه
أومأ برأسه دون حديث وتحرك مغادر… ضيقت عيناها مستغربة حالته هذه
– ابيه راكان ممكن طلب… توقف في سيره ومازال مواليها بظهره
– في حاجة ياسيلين؟
اقتربت وهي تفرك يديها… حمحمت ثم تحدثت
– الكلية عندنا عاملة رحلة لشرم الشيخ… وأنا بعد إذنك يعني نفسي أروح مع صحابتي وأغير جو
استدار قاطبا جبينه
– إحنا بنروح كل سنة تقريبا شرم أنا وانتِ ويونس ليه السنادي عايزة تروحي وكمان إحنا في الشتا… هي الرحلة دي امتى!!
أقتربت تستعطفه بعيناها ثم تحدثت بصوتا حزين:
– لو سمحت ياآبيه نفسي أخرج زي زمايلي.. عايزة أحس إني زيهم
صدمته بكلاماتها… اقترب جاذبها لأحضانه
– إيه اللي بتقوليه دا ياحبيبة أخوكي.. هو أنا حارمك من حاجة… دا إنتِ أهم حاجة في حياتي
ابتسمت ومسحت دموعها سريعا
– خلاص وافق لو أنا مهمة عندك نفسي اروح معهم بليز ياراكي
رفع حاجبه بسخرية
– بليز وراكي… لا دا شكلها طارت منك ياسيلي… ألقت نفسها بحضنه تستعطفه:
– وحياتي عندك ياآبيه يارب ينولك اللي في بالك ويسعدك يااخويا ياحبيبي يارب
باااس يخربيتك اللي يسمعك يقول البت بتشحت عليا
ضحكت بصوتا هادئ… وضع يديه على ذقنه بتفكير ثم نظر لها مضيقا عيناه
– هوافق تروحي بس بشرط
ضيقت عيناها وتسائلت
– وإيه هو شرطك ياحضرة المستشار
– أشوف يونس ولا سليم الفاضي يروح معاكي… ماهم دول اللي أقدر امنلهم ياسيلي غير كدا انسي
ضربت قدمها بالارض وهي تكز على شفتيها
– يعني مفيش فايدة فيك أبداً ياآبيه
ارتدى نظراته وتحرك
– ابدا ياسيلي… هتروحي زي ماانتِ عايزة أهو مع صحابك بس برضو حد من أخواتك ياخد باله… ومتقوليش مش واثق فيكي.. أنا مش واثق في اللي معاكي ياحبي
قالها وهو يصعد درجات السلم
دلف غرفته وقام بخلع جاكتيه بعنف… جلس على أطراف الفراش وهو يمسح بعنف على وجهه كلما تذكر تلك الليلى التي أذهبت بعقله لجحيم التفكير بها…
القى بظهره على الفراش ينظر لسقف ويتذكر جميع لقائته بها… يتذكر تلك العيون جيدا… نعم رآها قبل القضية ولكن لم تسعفه ذاكرته للتذكر
تذكر ذلك اليوم وهي تخرج من باب الشركة وكانت تنتظرها فتاه تشبهها كثيرا بخجلها ورقتها ويبدوا إنها تصغرها بالعمر
اقترب من الفتاه عندما وجد احد الشباب يضايقونها بحديثهما
– فيه حاجة ياآنسه واقفة كدا ليه هنا
فركت يديها ونظرت بخجل للأرض
– مستنية أختي شغالة هنا… وهتخرج بعد شوية… أومأ برأسه ثم أشار لها عندما وجد الشبه الكبير بينهما
– طيب ادخلى استنيها عند الريسبنشنت وقفتك في الشارع مش كويسة
اومأت متحركة للداخل دون حديث معه
تحرك لسيارته الذي أحضرها فرد الأمن… وتحرك أمامه البودي جارد المسؤل عن حمايته
فتح باب السيارة جالسا بالخلف مردتيا نظارته اذ بها تخرج من الباب الرئيسي وهي تضم اختها وتضحك ببراءة… ضحكتها التي خطفت لب قلبه وليس عقله فقط… ظل واقفا يتابعها بعينه
اوقفها المدعو آسر
-باشمهندسة ليلى لحظة من فضلك… استدارت له ومازالت ابتسامتها تنير وجهها
– ايوة فيه حاجة… اتجه آسر بنظره لدرة وبسط يديه بتحيته
– أزيك يادرور
الحمدلله ياأسورة
– كنت بقولك لو ينفع بكرة نخرج بعد الشركة عازمك على الغدا
قطبت مابين حاجبيها
– اسفة ياآسر مشغولة
قالتها ثم تحركت متجهة لتاكسي وركبت مغادرة نهائيا… وقف آسر ينظر لها بنظرات عاشقة إلى أن أختفت… أغمض عيناه وكأن قبضة قوية تعتصر فؤاده عندما وجدها اليوم تقف وتبتسم معه رغم إنها ابنة عمه ولكنه رفض التحدث بصوتها الناعم لغيره اعتدل سريعا وهو يمسح بغضب على وجهه كلما تذكر ذلك… ود لو اختطفها من الجميع ولا يراها سواه
وقف متجها لمرآته وظل ينظر لنفسه ويتحدث مع نفسه كأنه شخص آخر
– في إيه ياراكان اول مرة تكون ضعيف كدا… دا اجمل منها بيتمنوا نظرة منك… فوق كدا متخليش ست تتحكم فيك…
بقالك شهور بتخطط علشان تبقى جنبك ويوم ماتقرب تهينك بالشكل دا.. أطبق على جفنيه بألم.. يكفي ماأحس به قلبه من كرهها اللامتناهي له ولا يعرف لماذا
❈-❈-❈
بعد أسبوعين
داخل غرفة المكتب تجلس تطالع ساعة يديها.. ثم نظرت للأوراق التي أمامها دون تركيز
طالعها سليم بإبتسامة:
– إيه وراكي مشوار.. كل شوية بتبصي في الساعة
هزت رأسها بالنفي واتجهت تنظر لتصميمها مرة أخرى وهي تشعر بالحزن.. قاطعهم رنين هاتف سليم
رفع نظره ليونس وتحدث دا حمزة بيتصل بيا ليه غريبة
– طيب رد ممكن عايزة يسأل على راكان.. ممكن ميعرفش انه في مطروح.. قالها يونس بقلق
– حمزة حبيبي.. ولكنه هب فزعا وهو يصيح
– هو فين دلوقتي.. بتقول مستشفى إيه ياحمزة… صرخ بها سليم وهو يجمع اشيائه متحركا للخارج ثم صاح ليونس
– راكان انضرب بالنار يايونس…ارتعدت أوصالها والرعب والخوف تملك منها حتى شعرت بالدوران يجتاح جسدها بالكامل.. وكأن الأرض تميد بها..
استفاقت سريعا تنادي باسمه لسليم
– راكان كويس.. توقف يونس يرمقها بعدما استمع للهفة سؤالها عنه
اسبلت جفنيها تنظر للأسفل تلعن نفسها من تسرعها فتحدثت
– هو حالته إيه كويس!! قالتها بهدوء.. كان سليم قد خرج سريعا ولم يتبقى بالغرفة سواها مع نظرات يونس التي تحاوطها
– لما نروح هنعرف وأكيد هنطمنك.. قالها بمغذى ثم خرج سريعا
اهتز جسدها بالكامل وانسدلت دموعها تحرق وجنتيها ولم تشعر بنفسها إلا وهي تتمتم
– يارب نجيه.. يارب متوجعش قلبي عليه
ظلت لبعض الوقت حتى ساءت حالتها من البكاء كلما تذكرت ماقالته اليه.. دلف آسر إليها
– بدور عليكِ من وقت.. قاعدة كدا ليه؟
مسحت ﮂموعها ونهضت تجمع أشيائها
– كنت بشتغل ونسيت الوقت
-إنت بتعيطي.. تسائل بها آسر
هزت رأسها رافضة فأجابته بصوتا مكتوما من البكاء
– لا افتكرت حاجة.. لازم أمشي
– عرفتي اللي حصل لراكان البنداري.. تصنم جسدها..وفجأة أحست بإنقباض شديد لقلبها الذي كاد يتمزق من الألم.. وانسدلت دموعها مرة أخرى وهي تواليه ظهرها فحاولت الحديث ولكن كان لقلبها شيئا آخر
قلبها يدمى كأنين وتر مقطوع وتتمنى لو يرجع بها الزمن لم تحدثه بتلك الطريقة
– بيقولوا حالته خطرة الرصاصة جنب القلب بكام ملي..وممكن يموت …هنا أنهارت بالكامل وهوت على المقعد تبكي كما لم تبك من قبل
جحظت أعين آسر على حالتها وجسدها الذي بدأ يرتعش أمامه..أسرع يجلب لها كوبا من المياه وحاول ان تشربه
– ليلى أهدي..إيه اللي حصل… معقول تكوني زعلانة على راكان.. لا مستحيل
رفعت بصرها إليه ولم تعرف بما تجيبه
– أفتكرت موت خالتو ياآسر… ماتت برصاصة غدر
ربت على كتفها وساعدها في القيام متجها للخارج ومازالت دموعها تنسدل.. استقلت السيارة بجوار آسر
– آسر وديني عند أسما.. مش عايزة أروح دلوقتي… بعد قليل وصلت لمزرعة الكومي كانت أسما تجلس بين الزروع تبكي بصمت
رأت سيارة آسر تقف أمام البوابة الرئيسية للفيلا… تحركت تمسح دموعها متجهة لليلى التي ترجلت من السيارة.. كانت تتحرك بوهن وكأنها تسير على جمرات تحرق اقدامها.. وصلت لأسما ولم تشعر بنفسها إلا وهي تلقي نفسها بأحضان أسما
– راكان بيموت ياأسما.. مش هسامح نفسي لو حصله حاجة
احضتنها أسما باكية على ماأصابهما.. أختلج صدرها بطعنات قلبيهما.. سحبتها واجلستها على الأريكة التي توضع أمام الملحق التي تمكث به
احتضنت وجهها وتحدثت مخففة عن قلبها آلامه
– ليلى راكان هيكون كويس.. ونوح سافرله من ساعة تقريبا.. حمزة كلمه.. هو آه حالته خطرة لكن هيخرج ان شاء الله
تنهدت بحزن على بكائها فأردفت مرة أخرى
– حبيبتي ممكن تهدي وأنا هكلم نوح ونطمن عليه.. هو زمانه خرج من العمليات لانه مضروب الصبح اصلا وهو راجع مش دلوقتي
هزت رأسها تشير لهاتف أسما
– كلمي نوح وطمنيني.. زفرت أسما وحاولت الحديث
– هقوله ايه ياليلى بس.. هيقولي بتسألي ليه.. ظلت ليلى تهز رأسها
– لا مش هيسأل.. ربتت على كفيها
– تمام هتصل.. ممكن تهدي!! لا وبتقولي مش بتحبيه دا إنتِ ميتة فيه ياخبيت إخواتك
مسحت دموعها
– بحبه قوي ومضايقة منه أوي.. لا زعلانة منه بقالي أسبوعين ياأسما وهو بعيد لما خلاص عرفت أنه مهم قوي
– أيوة يانوح.. قالتها أسما بهدوء،… على الجانب الأخر يجلس امام العناية هو سليم وحمزة ويونس ووالده الذي وصل للتو
– فيه حاجةياأسما..حمحمت أسما وهي تنظر لليلى التي تنتظر بلهفة إجابته
– لا مفيش..كنت بتصل أشوفك هترجع إمتى..والمستشار عامل إيه
– هنرجع بكرة القاهره ان شاءالله..هو كويس منتظرينه يفوق..توقفت اسما وسالته بأمل أن ترى يريح قلب تلك المسكينة
– هي أصابته خطيرة يانوح؟
حمحم نوح مبتعدا وأجابها بغضب
– من إمتى راكان مهم عندك؟ دا إنتِ بقالك أسبوعين مش بتكلميني
اتجهت بنظرها لليلى وتحدثت بهدوء:
-طمني يانوح بجد.. راكان كويس.. صعبان عليا مش أكتر وبعدين دا صاحبك عارفة إنه مهم عندك..و هتكون حالتك عاملة إزاي دلوقتي
أرجع خصلاته للخلف بغضب منها وأجابها
– كويس ياأسما الحمدلله.. مستنين يفوق مش أكتر.. اغلقت معه سريعا حتى لايدخلا بنقاش أمام ليلى
ابتسمت لليلى
– كويس الحمد لله.. ماخدتيش غير دموعك وعينك اللي ورمت بس.. غمزت لها
– دا الحب مقطع الجميل
باليوم التالي بغرفته بالمشفى… كان حمزة يجلس بجواره بعدما ذهبوا جميعا لقضاء بعض وقت من الراحة
استمع لهمهمته… ليلى… ليلى.. قالها عدة مرات.. اقترب حمزة وحاول يحدثه
– راكان فوق حبيبي ياله.. لحظات وبدأ يستعيد وعيه.. حاول فتح عينيه ولكن إضاءة الغرفة كانت تعرضه
بعد لحظات فتح عيناه وهو يتسائل بصوتا متعب:
– أنا فين؟.. ابتسم حمزة له وغمز بعينيه
– في حضن لولا ياوحش.. قطب مابين حاجبه محاولا الحديث.. ولكن ألمه سيطر عليه فهمس
– هي فين ليلى!! قهقه حمزة وهو يرفع يديه
– لا دا الرصاصة اخترقت عقلك ولكن شغلت القلب ياقلب.. ليلى قالها مرة أخرى وذهب بنومه مرة أخرى.. دلف سليم بعد إستياقظه
– هو لسة مفقش.. تسائل بها سليم… كان حمزة مازال يضحك فأردف من بين ضحكاته
– لا فاق وسأل على حبيبت.. ولكنه صمت ولم يكمل حديثه
قطب حاجبيه متسائلا
– راكان له حبيبة.. قاطعهم يونس الذي يتثئاب..
– راكان عامل إيه..سليم كلم والدتك قلقانة من غيابنا كلنا.. وطبعا لو عرفت هتقلب الدنيا
أومأ سليم برأسه متحركا للخارج.. لكنه توقف وتسائل
– أنت كنت تعرف إن راكان له حبيبة يايونس.. جلس يونس يتمطأ بذراعيه مردفا بسخرية
– لا عارف أنه بيتجوز كل أسبوع.. لكزه حمزة
– اخرص ياحيوان..
بعد أسبوع انقطعت ليلى عن العمل.. وعاد راكان للقاهرة محجوزا بمشفى اخرى… ذهب إليه معظم العاملين من الشركة .
ذهبت بعد أجازة اسبوعا كاملا من العمل.. دلفت لمكتبها تحاول السيطرة على نفسها
دلف يونس إليها
– حمدالله على السلامة.. دا طلع مش راكان بس المريض.. حاولت الابتسامة فتحدثت حتى تهرب من نظراته المحاصرة
– الحمدلله.. كنت واخدة دور برد شديد وبلغت بكدا… أومأ برأسه ومازال يطالعها
فرفعت رأسها وسألته
– حضرة المستشار عامل إيه دلوقتي
– كويس.. قالها يونس بتحفز ثم خرج وهو يطلق صفيرا.. فابتسم بخبث
– بتلعب عليا ياابن عمي.. تمام لو مكنتش يونس لو مطلعتش عليك القديم والجديد
في فيلا أسعد البنداري
جلست تمسد على خصلاته وهو غافيا ودموعها تنسدل عليه.. كيف سيكون حالها لو فقدته.. فتح عيناه بعدما شعر بها.. حاول الاعتدال.. فقبلت رأسه
– حبيبي خليك ماتتعبش.. ضم كفيها ورفع انامله يزيل دموعها
– ممكن أعرف بتعيطي ليه ياحبيبتي.. أنا كويس حبيبة قلبي
قبّلت جبينه وأردفت
– ربنا مايحرمني منك ياحبيبي..
ابتسم لها
– ولا منك ياست الكل.. ممكن بقى تساعدي إبنك أنه يجهز.. عايز أخرج أشم شوية هوا
هزت رأسها رافضة
– لا مستحيل تخرج.. إنت لسة تعبان.. أعتدل ناهضا من مخدعه..
– ماما حبيبتي أنا هخرج بلاش تتعبيني بالكلام ياحبيبتي لو سمحتِ
ضمت وجهه وتحدثت بعاطفة الأمومة
– ويرضيك أمك تفضل قلقانة عليك ياحبيبي.. أمسك كفيها وقبلهم
– ست الكل أنا هكون كويس أكتر لو خرجت.. طالعته بنظرات مستفهمة
– يعني إيه ياراكان.. تحرك بهدوء خطوتين
– عايز أروح أشوف حبيبتي ياست الكل وحشتني بقالي شهر بالكامل مشفتهاش.. ابتسمت بحبور وأسرعت تضمه
– راكان إنت بتحب واحدة..هز رأسه وابتسم لها وتحرك دون حديث
أستقل السيارة وتحدث لسائقه
– على الشركة يابني.. جلس ينظر من النافذة ويتذكر زيارة جميع من بالشركة سواها.. ابتسم بخفة
– بتعاقبيني ياليلى.. هعرفك كويس إزاي تعاقبيني بعد كدا
في مكتب ليلى جلست مغمضة العينين
سحبها من يديها متجها للأريكة التي توجد بمكتبه.. ثم جلس وأجلسها بأحضانه يضمها
– وحشتيني.. ابتسمت له ونظرت لصدره
– موجوع.. الجرح لسة بيوجعك… هز رأسه بالنفي
– لا.. كان لكن دلوقتي كويس.. وضعت رأسها على كتفه.. ويديها موضع إصابته
– خفت عليك أوي.. قالتها بصوت متحشرج بدموعها
رفع ذقنها وضم وجهها بين كفيه
– ليلى أنا كويس.. لو سمحتِ بلاش أشوف دموعك دي
انسدلت دموعها بقوة على وجنتيها.
– كان ممكن تموت ياراكان… ضمها لصدره
– إشش إهدي حبيبي.. أنا كويس.. أخرجها من أحضانه يمسح دموعها ثم دنى يهمس أمام شفتيها
– تعرفي أنا بحبك قد إيه.. فزعت من غفوتها على المقعد ودقاتها تتقاذف بعنف
– وبعدهالك ياليلى أنتِ وعدتي نفسك.. فوقي لنفسك هتخسري نفسك كدا.. دوسي على قلبك… الشخص دا لازم تدوسي عليه مينفعكيش… تذكرت اليوم الذي ذهبت لزيارته بصبحة آسر… وصلت المشفى وتحديدا أمام غرفته.. وجدت يونس يجلس بالخارج بجوار إحداهن.. ويضمها وكأنه يواسيها.. وبالجانب الأخر والده ووالدته.. توقفت تهز رأسها لأسر
– ادخل أنت أطمن وطمني.. مش عايزة أدخل أنت عارف علاقتنا متوترة
أومأ برأسه وتحرك للداخل.. خرجت احدى السيدات من داخل غرفته التي تظهر بالجاذبية والأناقة.. توقفت أمام باب الغرفة وهي تلوح بيديها
– هستناك حبيبي ألف سلامة عليك.. ضغطت على ثيابها بقوة وهي ترمق التي تتحرك بخيلاء متوجهة لأسعد
– عمو أسعد ألف سلامة على راكي.. إن شاءلله يقوم بالسلامة.. بعد دقائق وصلت يارا ملقية نفسها بأحضان زينب
– راكان ياطنط عامل إيه.. ربتت زينب بمحبة
– أهدي حبيبتي هو كويس مفهوش حاجة.. ممكن تدخلي تشوفيه..
تهكمت في نفسها
– دنجوان عصره اسم الله عليه.. عامل فيها توم كروز.. لا وأنا العبيطة اللي كنت هموت نفسي من العياط عليه.. خرج آسر
تحركت أمامه سريعا كأنها لو ظلت دقائق اخرى ستدخل وتصفعه على عينيه
توقفت عندما إستمعت لأخرى تسأل عن غرفته نظرت لها بتقييم..كانت ترتدي ثيابا تظهر جسدها أكثر مما تخفيه
– وحياة ربنا الراجل دا نفسي اضربه على وشه.. قالتها وهي تكز بإسنانها
وصل آسر يطالعها ثم تسائل
– ليلى بتكلمي نفسك.. هزت رأسها وتحركت لسيارته
خرجت من شرودها ثم زفرت بغضب من نفسهافتوقفت متجهة للنافذة تحاول أن تخرج من حالتها.. وشردت بالمارة بالخارج.. لحظات وفُتح الباب وطل منه بهيئته التي جعلتها تلقي جميع وعودها لنفسها بالأرض.. ودت لو أسرعت وألقت نفسها بأحضانه حتى تشبع منه
وقفا يناظران بعضهما البعض للحظات.. حتى خطى بخطواته السلحفية وانظاره تحاوطها بإشتياق

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عازف بنيران قلبي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!