روايات

رواية عازف بنيران قلبي الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم سيلا وليد

رواية عازف بنيران قلبي الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم سيلا وليد

رواية عازف بنيران قلبي الجزء الثالث والثلاثون

رواية عازف بنيران قلبي البارت الثالث والثلاثون

عازف بنيران قلبي
عازف بنيران قلبي

رواية عازف بنيران قلبي الحلقة الثالثة والثلاثون

 اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك
كان بعدك…
كنزع الروح عن الجسد….
وقساوتك كقلب من حجر…
وكأنه انتقام من اشد عدو….
كان كل شي فيه…
مؤلم وجمر…
يتبعه ثورة لهب…
فياهذا لاتترك قلبي ينصهر
أجابها بعينًا عاشق حد الجنون
طويتكي في قلبى فاطمئني٠٠
ولاتخشي مفاجأة الدواهي٠٠٠
جريتي مع العروق وصرتي مني٠٠٠
وذوبنا في الهوي حد التناهي٠٠٠
أكاد أبوح باسمكي غير أني اغار عليكى من همس الشفاه٠٠٠
❈-❈-❈
قبل شهر خاصة يوم زفاف حمزة ودرة
أنهى نوح عمليته واتجه إلى مكتبه بالمشفى الخاصة به وهو يدون بعض الأشياء المتعلقة بالمريض، قاطع اندماجه بعمله رنين هاتفه
زفر بإختناق واجاب على الهاتف
-نعم..على الجانب الآخر اجابه والد راندا
-محتاجين نقعد مع بعض يادكتور..سحب نفسًا ثم زفره قائلا بهدوء:
-قبل أي كلام حضرتك مفيش بينا حاجة نتكلم فيها، بنتك طلقتها وبعت ورقة طلقهاوحقوقها بالكامل وصلتلها
نهض المدعو راجح البحيري وهو يتحدث بفظاظة غليظة مغلفة بالتهديد
-مفيش طلاق والبنت حامل، إيه يادكتور مش عارف أمور دينك
رجع نوح بجسده وهو يمسح على وجهه قائلا برزانة:
-حضرتك شكل الباشمهندسة مش معرفاك إننا اطلقنا من قبل مااعرف بالحمل، ورغم كدا خليتها في بيت بابا واتعاملت أحسن معاملة لحد الولادة
صرخ راجح قائلا
-مش بنتي ال تطلق من جوزها في أول شهور جوازها، لا وبعدها تكون حامل يادكتور، أنا مكنتش أعرف بموضوع الطلاق دا، ودلوقتي هترجعها لعصمتك لحد ماأنا ال اقولك هتطلقها إمتى
-بنتك طلقتها بالتلاتة يا راجح باشا، مش عايز أسمع كلمة تاني، قالها ثم أغلق هاتفه يلقيه على مكتبه بغضب
-غلطة وهفضل اتحاسب عليها طول عمري، إزاي نزلت للمستوى الزفت دا
بمدينة لوس أنجلوس
سحبهما إحدى الرجال وتحدث بلكنته الأنجليزية
-سيدي لقد أحضرت لك الفتيات..استدار ينفث تبغه وهو يشير بيديه للخروج، ثم اتجه لشاشته ينظر لتلك التي تصرخ بأحد رجاله
-سأمزقك بأسناني أيها الغبي، أغرب عن وجهي، تراجع بجسده وظل يراقبها بصمت قائلا لنفسه
-ابله وأحمق أيها الرجل، منذ متى وتقف بوجهك انثى تتدلى عليك مثل تلك الشرقية التي تتفعم بطاقتها الحيوية
نفث تبغه ونظراته الثابتة عليها لم تتوانى عنها لحظة، دقائق يراقبها بنظراته الثاقبة، بالغرفة
كانت تجول ذهابًا وايابًا وتحطم مايقابلها
-كفى حبيبتي اهدئي، الآن سنعرف من الذي فعل ذلك..جذبت خصلاتها الشقراء بعنف
-كيف لي أن أهدأ وذاك الجبان مختبأ ولا نعلم لماذا نحن هنا، نظرت حولها فوجدت بعض الكاميرات توضع بالغرفة، أشارت بسبابتها
-من انت أيها الغبي الجبان، ولما نحن هنا؟!
عند راكان وليلى، جلس بجوارها يمسد على خصلاتها استمع لصوتها بين النوم واليقظة
-“بحبك” ابتسم وكأنها لأول مرة تنطقها، شعور مفعم بالعشق، استند يدمغ جبينها بقبلة مطولة هامسًا بجوار أذنها
-“وأنا بعشقك يامولاتي”، مسح على وجنتيها يتذكر ما مر به منذ أن رآها لليوم، ثلاثة أعوام انهك قلبه المعذب بعشقها النادر، وهجرها كهجر النجوم للسماء بليل الشتاء، وضع رأسه ومازال يملس على وجنتيها بعيونا سعيدة همس لنفسه قبلها
-اوعد نفسي وقلبي قبلك ان حياتنا الجاية تكون هادية وسعيدة هحاول بكل جهدي نعوض ايام الحزن والوجع ال دفعنا فاتورتها غالية اوي، أطبق جفنيه يسحب عطر أنفاسها لامسًا شفتيها ودّ لو فتحت ليلها ليقر قلبه الملتاع بقربها، ايقظه من أحلامه رنين هاتفه، امسكه متجهًا للخارج بعدما دثرها جيدًا
-أيوة يازفت متصل ليه..ولكنه صمت عندما استمع لشهقات أسما
-فيه ناس ضربوا نوح وهو في المستشفى حالته خطيرة، حالته خطيرة..قالتها بصوتا باكي متقطع، حتى سقط الهاتف من يديه هامسًا “نوح”..شل جسده وكأنه لم يعلم كيف يكون السير، وتاهت نظراته بالمكان كأنه شخص غريب يعيش بصحراء قالحة، فُقد بها كل شيئا..دقائق مرت عليه كالدهر، حتى ثنى جسده وعقله يرسم أشياء خطيرة..أمسك هاتفه وبأصابع مرتعشة، وقلبا ينتفض خوفًا
-يونس ..قالها بتقطع وأنفاسًا سحبت من رئتيه هامسًا
-نو..ح..ن..و..ح، فين يا..يو.نس..على الجانب الآخر كان يقود السيارة بسرعة جنونية يتحدث
-انا كنت عنده وحصل مشكلة مع سيلين لازم اسافر حالا انت خلي بالك من نوح لازم أقفل دلوقتي، جحظت عيناه من حديث الصادم، حاول الاتصال به، ولكنه أغلق هاتفه،
واتجه للخارج استقل سيارته متجها للمشفى سريعا، وصل خلال دقائق معدودة، ترجل سريعا من سيارته ودلف للداخل، وجد أسما تقف أمام غرفة العمليات وبجوارها كريم أخو ليلى
-ايه ال حصل، ومين ضربه
ابتلع كريم غصة مريرة واجابه
-منعرفش، هو بقاله نص ساعة جوا، اتجه لمدير المستشفى ليعرف أخر الأخبار التي وصلت إليه
❈-❈-❈
عند يونس قبل صعوده للطائرة قام الأتصال بوالده
-بابا أنا هركب الطيارة واكون عندك في امريكا، قابلني على السفارة المصرية بعد مااوصل هناك
اجابه خالد قائلا
-انا مع السفير دلوقتي يايونس، وعملنا بلاغ وبندور يابني متخافش…
أغلق هاتفه بعدما تحدث
-تمام يابابا، حاول توصل لحاجة، مش هقولك حالتي إزاي
بعد فترة وصل راكان إلى منزله، صعد للأعلى
اتجه بنظره لغرفة زوجته فخطى للداخل بخطوات متعثرة وكأنه يسير على نيرانه تحرقه دون رحمة، دلف للداخل بهدوء وجدها تتقلب بفراشها شعرت به، ابتسمت له
-متيحي تنام بدل ماانت مراقبني كدا، صدقني لو قادرة اقوم اقعد معاك كنت قومت..قالتها وهي تغمض عيناها بين النوم واليقظة
توقف ينظر إليها بهدوء، لا يعلم كيف يخبرها بماحدث، اتجه إليها وقام بحملها دون حديث
فتحت عيناها تضع رأسها بحنايا عنقه
-راكان صدقني مش قادرة خالص، معرفش عايزة أنام على طول بطريقة غبية
اتجه للخارج دون حديث، ثم وضعها بالسيارة، هنا توسعت عيناها وهي تنظر حولها بإستفهام
-إحنا رايحين فين حبيبي. استقل السيارة بجوارها وجذبها لأحضانه
-هنروح القصر، المكان هنا مبقاش آمان، بس مش عايز حد يعرف بحملك حتى ماما نفسها، توقف عن الحديث متسائلا
-عرفتي حد بالحمل..هزت رأسها بالنفي
-إزاي هعرفهم قبل مااقولك ياحبيبي..طبع قبلة على جبينها ثم قام بتشغيل المحرك، محاولا السيطرة على آلامه وحزنه
-حافظي على علاقتنا قدامهم مش عايز حد يشك إننا رجعنا لبعض، الدنيا كلها فوق دماغي، فلو سمحتي حبيبتي بلاش انتِ كمان
قالها وملامح الحزن تكسو وجهه، متنهدًا بألمًا والخوف على صديق عمره يشق صدره
كان يقود السيارة بصمت استغربته ليلى، أدارت وجهه مالك ياراكان ايه ال حصل وبعدين مش المفروض نروح عند بابا ليه هنروح على القصر
سحب نفسًا قاطعه رنين هاتفه اجابه سريعًا
-ايه وصلت لحاجة..أجابه الرجل
-ماوصلناش لحاجة يافندم، بس والله هي رفضت..جز على أسنانه صارخًا به
-حسابكم معايا بعدين، هز رأسه وهو يضغط بكفيه على المقود
-روح السفارة بلغهم لحد مااشوف هعرف أجيلكم امتى، قالها وأغلق هاتفه دون حديث آخر…ارتفعت دقاتها بخوفًا وهي ترى تبدل حالاته، فأردفت بتقطع
-را..كان فيه إيه؟!
اتجه بأنظاره إليها وحاول التحدث بهدوء، رغم حزنه الكامن
-سيلين اتخطفت، معرفش مين ال خطفها، ونوح فيه حد ضاربه وفي المستشفى بين الحيا والموت
شهقة خرجت من فمها وهي تصرخ
-يالهوي إمتى حصل دا كله..أطبق على جفنيه محاولا السيطرة حتى لا يفقد اتزانه أمامها ويخوفها فهو يشعر بأن هناك حجر ثقيل يطبق على صدره، جذبها وهو يوزع نظراته بين الطريق وبينها
-حبيبي لازم نتماسك قدام ماما، اكيد حمزة هيأجل الفرح، ماهو مش معقول نوح يكون حالته خطيرة وهو يكمل فرحه، المشكلة تليفونه مقفول مش عارف اوصله، أنا هوديكي القصر بس خلي بالك مش عايز ماما وبابا يعرفوا حاجة وخاصة بابا قلبه مش هيتحمل، آخر مرة الدكتور قالي حالته في النازل يعني ممكن لا قدر الله يموت فيها
رفعت كفيها على وجهه وترقرق الدمع بعينيها
-متخافش، كله هيكون تمام، اهم حاجة عندي انك تكون بخير، بعدها كله هيكون كويس
طبع قبلة مطولة على كفيها
-ربنا يخليكِ ليا ياروح قلبي، حافظي على نفسك عشان البيبي، ومش هقولك أكتر من ال قولته اهم حاجة تحافظي على هدوئك لو حاولت عايدة او نورسين يضايقكوا، مش هقولك انتِ عايشة في بيت جوزك دلوقتي، إنتِ عايشة في بيت ابنك فهماني ياليلى
أومأت برأسها ونظرت للخارج وهي تضغط على ثيابها، زفر مختنقًا عندما شعر بها فتحدث
-ليلى نورسين عندها معلومات مهمة، هي مش عندها هي، عند باباها، عايز أعرف مين ال قتل سليم او بمعنى أصح مين بيحاول يقتلني، وأخر محاولة خطف أمير وتهديدك، مين دول مش عارف اوصل لحاجة، عقلي عاجز وخصوصا بعد حالة جدي المتأخرة
أدار وجهها إليه
-مش عايز أضعف بيكِ، عايزك تكوني قوتي، اهم حاجة خافي على ولادنا، ممنوع حد يعرف ارتباطنا حتى في الشركة، أنا دلوقتي بقيت أشك في الكل، انهم يوصلوا لسيلين دا كسرني في وقت حادثة نوح، دول محترفين فاهمة حبيبتي
وضعت رأسها في أحضانه
-راكان أنا بحبك أوي، وبموت لما نورسين دي تقرب منك، بحس احساس بشع، انسدلت دمعاتها حتى شعر بها راكان
توقف بجانب الطريق ثم أخرجها من أحضانها
-آسف حبيبتي، بس وعد هحاول على اد ماأقدر مخلهاش تقرب..تقابلت نظراتهما الولهة لبعض اللحظات حتى أنه نسي مايدور حوله، فنزل برأسها يعزف لحنه الأثير على أوتار خاصتها، رفعت كفيها تعانقه، لما لا طالما كانت القبلة بلاغة أفصح من حروف الأبجدية اجمع تخبر عن عشق يسكن ويتغلغل بداخل قلبيهما
ظل ينهل من عسلها متناسيا حالة الحزن التي سيطرت على كليهما، من فراق سيدوم لبعض الوقت، فصل قبلته عندما شعر بإختناقها، بدأت تسحب أنفاسها بصعوبة تضع رأسها بأحضان صدره، وهو يقوم بتشغيل محرك السيارة دون حديث فكفى وجودها ورائحتها التي تملأ روحه وحياته بل جلبت السعادة
وصل بعد قليل إلى القصر، أخرجها من أحضانه مبتسمًا
-نمتي ولا إيه..وجد أثار الدموع بعيناها، مسح دموعها بأنامله
– مش عايز الدموع دي تاني، عايز ليلى القوية ال شوفتها اول مرة وخطفت قلبي وخلتني قديس لها
ابتسمت من بين دموعها واستدارت
-خايفة على نوح اوي، وكمان زمان أسما منهارة
هز رأسه واجابها
-ان شاءالله يقوم بالسلامة، فترة وهتعدي زي غيرها، قالها وهو ينظر للبعيد..ربتت على كفيه وتحدثت
طيب جاهز ياحضرة التنين عشان المسرحية ال هنعملها دلوقتي..أسبل عيونه وأشار لها بالنزول..تحركت بساقين مرتعشة تخطو بجواره وهي تحتضن جسدها بذراعيها وهي تهمس
-بابا هيزعل مني على فكرة، وممكن يقطعني
ارتدى نظارته قائلا
-عامل حسابي، ادخلي عند ماما ولو سألتك اخترعي أي حاجة، مش هتغلبي ماأنا شرير الرواية
-اسكت عشان مضحكش، قالتها وهي تخطو للداخل، أمسك ذراعها ونظر لمقلتيها
-مش هتروحي لأسما، أشارت لثيابها
-هروح بالترنج وبشعري ال حضرتك جبتني بيهم..وصلت زينب بعدما استمعت لحديثهما
-ليلى ايه ال جابك، سحبت ذراعها وهي تتجه بنظرها إليها
-ابن حضرتك ال جابني غصب، وشوفتي جايبني إزاي..تحرك للأعلى وهو يردف
-اجهزي بسرعة لحد مااغير، هنزل لو مالقتكيش جاهزة همشي..كانت تراقب تحركة بإبتسامة باهتة ورغم بهتانها، إلا أن عيونها العاشقة له فضحتها أمام زينب، فجذبتها زينب لأحضانها تربت على ظهرها
-والله هو كمان بيحبك وبيموت فيكِ، ومعرفش ليه عايز يتجوز نورسين، يمكن زي ماقالي إنك بتضعفيه..شهقت بشهقات مرتفعة عندما فقدت السيطرة على نفسها
-مش قادرة ياماما، مش قادرة حاسة اني بموت وبختنق وأنا بشوفه ملك لغيري، بحاول ادوس على قلبي بس بضعف ومبقدرش، ابنك أخد كل قوتي بقيت ليلى الضعيفة الهشة
اخرجتها من أحضانها تحتضن وجهها وتتعمق بنظراتها
-تعرفي ياليلى لو واحدة غيري سمعت منك كدا كان ممكن تكرهك اوي، انسدلت دموع زينب رغمًا عنها قائلة :
– انت كنتِ مرات ابني وحبيبته، وبقيتي ملك لواحد غيره وشوفت حبك له في عيونك عمري ماشفتهم لأبني، بس مقدرش مفرحش بكدا، عشان الاتنين ولادي، عجزت يابنتي اني أفرح لراكان ال الدنيا مش رحماه من هو صغير وبين حزني ووجع قلبي على فقيدي ال ماشفش الدنيا وكان كل امنيته انه يكون أسرة ويعيش حياة هادية وبس
أزالت ليلى دموعها قائلة بنبرة متقطعة
-سليم كان غالي عندي ياماما، وايامه عمري ماهعوضها، دا اول راجل في حياتي، لكمتها زينب بهدوء مردفة
-بس راكان حبيبك مش كدا، وضعت رأسها بأحضانها وأكملت
-بس مش لما كنت متجوزة سليم صدقيني، أنا حبيته بعد ماقربت منه ودلوقتي بتمنى لو يرجع بيا الزمن عشان محبوش ويوجعني كدا
مسدت على خصلاتها
-متزعليش أنا هشدلك عليه، وانتِ كمان متبقيش غبية كدا، شغلي عقلك شوية واستخدمي حيلك الأنثوية
خرجت من أحضانها تمسح دموعها بكفيها
-هروح اجهز عشان ميطلعش ذعابيبه عليا..قطبت زينب مابين حاجبيها متسائلة
-فين أمير؟! وازاي جابك كدا من عند باباكي، هو مش المفروض الفرح النهاردة
-ايه ياماما دي كلها أسئلة..قالها راكان الذي وصل ينظر إلى ليلى
-لسة واقفة، أنا لازم اروح المستشفى وحضرتك بتدلعي، خلاص انا همشي ويبقى تعالي براحتك
أسرعت إلى الدرج
-لا هلبس بسرعة اهو، متمشيش..جلس وامسك هاتفه يحاول الوصول إلى حمزة
-انت فين ياحمزة..كان حمزة يخرج من مرحاضه وهو يقوم بتجفيف خصلاته
-ايه مستعجل عشان توجب مع العريس، سحب راكان نفسا يزفره على عدة دفعات قائلا بحزن
-نوح في المستشفى، قابلني على هناك، حالته خطرة، أنا اتكلمت مع مدير المستشفى هو لسة في العمليات، ربنا يستر
ترنح جسده للخلف، وهو يتسائل بحزن
-بتقول ايه، إزاي دا حصل، ومين ال عمل كدا؟!
نهض راكان وهو يبتعد عن والدته التي جلست تستمتع إليه بقلبًا منتفض
-حمزة الغي الفرح، كلم الأستاذ عاصم فهمه الوضع، مش وقت فرح دلوقتي، أنا هسافر امريكا بالليل، ومفيش غيرك هتكون مع نوح، قابلني على هناك عشان نعرف هنعمل ايه
نزلت ليلى متجهة إليه
-راكان أنا خلصت..توقفت والدته تنظر بعمق لعيناه
-انتوا مخبين ايه عليا، وفين امير، إزاي تجيب ليلى وتسيب امير، وليه نوح في المستشفى، وصل أسعد وهو يستمع لحديثهما
-عرفت ال حصل لنوح ياراكان؟!
جذب ليلى من كفيها، وأجاب والده
-عرفت يابابا، ورايح دلوقتي أشوف ايه اللي حصل، تحرك بعض الخطوات، ثم توقف متسائلا :
-جدي مفيش أي جديد في حالته؟! مسح أسعد الذي جلس متنهدًا
-للأسف مفيش، كنت عايزك تخلي سيلين تنزل، يمكن لما يشوفها قريبة منه يخف يابني
استدار راكان بكامل جسده، ينظر إلى والده ونار أشعلت صدره
-ودا في حكم مين ان شاء الله..ضغطت ليلى على كفيه عندما وجدت الغضب يتحكم فيه فهمست
-راكان لو سمحت اتأخرنا، نظر أسعد إلى كفيهما المتشابكتين، فتحدث متهكمًا
-هو انت رجعت مراتك تاني حتى من غير ماترجعلنا، يعني وقت ماتحب تطلق تطلق، ووقت ماتحب تتجوز تتجوز، طيب نورسين ال عمال تلف العالم كله تشتري فستان فرح، انت ناوي تتجوز الاتنين
سحبت ليلى كفها سريعًا واختلج صدرها شعورا متألمًا جعل قلبها يتقاذف بدقات عنيفة، ويتمزق ماتبقى في رئتيها من أنفاس مبعثرة، رفعت نظرها إليه، ثم اتجهت إلى أسعد والدمع يترقرق كطبقة كرستالية زينت عيناها السوداء فتحدثت بصوتًا متألم
-إحنا مرجعناش لبعض، بس كالعادة ابن حضرتك المتجبر جابني هنا غصب عني، بعد مافيه ناس معندهاش ضمير هجموا علينا وحاولوا يخطفوا أمير
شهقة خرجت من جوف زينب تصرخ به
-ابن اخوك فين ياحضرة المستشار؟! اتجهت لليلى تهزها بعنف
-فين ابنك؟! إزاي تسبيهم ياخدوه..ربتت ليلى وحاولت تهدئتها فجذبها راكان من رسغها متحركًا
– ماما الكلام دا من فترة، أمير مع جدته، هبعتهولك مع بهاء ممنوع تفارقيه وداليا عينك عليها، ماما كفاية عليا كوين ليلى، مش يبقى انتِ وهي
تحرك سريعا وهي تتحرك بجواره، فخطواته السريعة جعلتها تتعثر بخطواتها
-اهدى ياحضرة المستشار، هتوقعني..توقف فجأة حتى اصطدمت بصدره، فتأوهت
-آه، يخربيت كدا
حاوط خصرها بذراعيه عندما اختل توازنها قائلا من بين أسنانها
-غباء متواصل مولاتي، أنا معرفش بتكلم في ايه، ناقص اخدك بالحضن وابوسك عشان الكل يشوفنا بنموت في بعض..أمشي ياليلى بدل مااديلك قلمين على وشك يمكن تتعدلي
دفعته بقوة مشيرة بسبابتها صارخة به
-احترم نفسك، أنا هنا حرة أعمل ال عايزاه، ومتفكرش بتلوي دراعي..ضيق عيناه مستغربا هجومها، فتح فاه للحديث ولكن اوقفته فريال
-مالك ياراكان، رجعت ليلى ليه كنا مرتاحين من
خناقات توم وجيري!!
دفعته بقوة متجهة لفريال كالقطة الشرسة
-مش ذنبي ان العيلة بتاعتكم دي عيلة مقرفة، عيلة عايزة جهنم وبئس المصير، وأولهم حضرة المستشار
مسح على وجهه كاد أن يشحذ جلده
-وحياة ربنا هموتك، مين دول ال عايزين جهنم وبئس المصير، ياسلام على عليك بتفكريني بالخنساء
ضربت فريال على كفيها
-وحياة ربنا البت جننت الراجل، بس يستاهل، بالهنا والشفا يازينب..استمعت لصوت السيارة التي تحركت للخارج، فتوقفت متسائلة
-ودي بتعمل ايه هنا النهاردة يوم فرح اختها، لا فيه حاجة غلط..استدارت إلى عايدة التي وصلت إليها
-ليلى رجعت ولا إيه يافريال..استدارت إليها تهز كتفها
-ولا أعرف حاجة، بس البت دي لسانها بينقط شهد، والله فرحانة في راكان..نظرت إليها
-إنتِ خارجة ولا إيه.!!.اومأت برأسها تتحرك أمامها بخيلاء وعنجهية
-أيوة رايحة بيت اختي، عايزة أتغدى معاها النهاردة ..قالتها وتحركت لسيارتها، وقفت فريال تعقد ذراعها
-ياترى ناوية على إيه يا عايدة، ياخوفي منك، قالتها وتحركت متجهة لمنزل أسعد
❈-❈-❈
بالمشفى وخاصة أمام غرفة العمليات
كانت تبكي بجسد مرتجف وتستجدي حضنا يحميها من ظلمة فراقه المميتة، فحديث الأطباء لا يبشر بالخير، استمعت إلى فتح باب الغرفة وخروج الممرضة سريعًا
توقفت أمامها تحادثها بصوتها المبحوح من كثرة بكائها
-لو سمحتِ طمنيني، هو ليه محدش بيتكلم
طالعتها الممرضة بشفقة قائلة
-ادعيله، لو سمحتِ لازم اجيب دم، محتاجين دم
قالتها وتحركت سريعًا، توقفت تنظر حولها كالتائه بجيبات الجب، احتضنت جسدها ودموعها كالشلال تندفع بقوة..توقفت تهاني والدة نوح
-تعالي ياحبيبتي اقعدي الوقفة غلط عليكِ، استدارت تنظر إليها بحدقتين متسعتين كالذي فقدت صوابها
-هو مات ومخبين عليا ولا إيه!!
شهقة خرجت من بين شفتي والدته وهي تهز رأسها
-بعد الشر عليه، ليه بتفولي عليه..وصل راكان وهو يحاوط ليلى
-ليلى حبيبتي متنسيش أنك حامل..تركت ذراعه وأسرعت تلقي نفسها بأحضانه خالتها
-خالتو نوح عامل إيه..ضمتها والدته وهي تشهق ببكاء
-محدش عارف حاجة، مفيش حد بيطمنا يابنتي..اتجه راكان إلى يحيى الجالس بصمت وتنهيدة متألمة خرجت قائلا:
-لسة مفيش جديد..رفع رأسه قائلا
-عايز أعرف مين ال عمل في ابني كدا ياراكان، مش انت وكيل نيابة، شوف شغلك ياحضرة الوكيل
ابتلع غصة مسننة جرحت حلقه فخرج صوته مرتعشًا
-يقوم بالسلامة الأول ووعد اجبلك ال عمل كدا واعمل فيه زي ال عمله معاه، قالها بصوت فظ غليظ
بينما اتجهت ليلى لأسما التي تستند رأسها على الجدار، وتنزرف عبراتها بقوة تدعو من الله أن يقوم زوجها بكامل صحته
-“اسما” همست بها ليلى بتقطع..استدارت إليها تطالعها بهدوء وظلت كما هي، ثم اتجهت بنظرها إلى راكان ورجعت تستند على باب الغرفة وهي تتحدث
-نوح هيموت ويسبني صح، ولا هو مات اصلا وبيضحكوا عليا، هو فيه عملية تقعد الوقت دا كله..جذبتها ليلى لأحضانها وشعورًا بألم قوي يفتت عظام كلتاهما مصحوبًا بضيق تنفس، اتجه راكان إليهما
-مش عايز حد يعيط، هو جوا لسة في العمليات، ادعوله بدل المحزنة ال عملنها دي، دي؛ والدته معملتش ال بتعملوه
مسحت ليلى دموعها وسحبت أسما من كفيها المرتعش
-تعالي حبيبتي لازم ترتاحي، وأن شاء الله هيخرج بالسلامة، قاطعهم خروج الطبيب، توقف راكان أمامه
-ايه الأخبار يادكتور!!
اتجه الطبيب ليحيى الصامت مردفًا
-الضرب كان شديد، مش هخبي عليك الوضع يادكتور يحيى، فيهم ضربة أثرت على عموده الفقري، وطبعا حضرتك عارف النتيجة ممكن تكون ايه
صرخات وشهقات خرجت من الجميع حتى صرخ راكان بهم
-مش عايز أسمع صوت، المهم انه عايش، وبعد كدا كله هيكون تمام..الحمدلله المهم يكون عايش، اتجه للطبيب
-حياته في خطر ولا إيه عايزين نعرف..وضع الطبيب يديه بجيب معطفه الطبي
-طبعا زي ماالدكتور يحيى كشف وعارف، كان فيه ضربة شديدة على الدماغ، ودي مش هنعرف نتيجتها إلا لما يفوق بالسلامة
جثت أسما على الأرضية بعدما تلاشت قواها وجلست تنظر حولها بضياع تتمتم
-كذب، بتضحكوا عليا، هو هيفوق ويقولي
-تعالي نربي ولادنا مع بعض..كتمت ليلى شهقاتها الباكية بشق الأنفس وهي ترى حالة أسما، رفعت نظرها لراكان وضعت نفسها مكانها انسدلت دموعها تغرق وجنتيها تحاول توقفها
-أسما قومي معايا، نوح هيقوم بالسلامة
آهة صارخة من جوف عاشقة وهي تصيح بأسمه
-هموت ياليلى لو حصله حاجة، أنا راضية بكل حاجة، راضية حتى لو خرج عاجز بس أهم حاجة يحاوطني بحبه وبدفء حنيته، مقدرش أعيش من غيره ..وضعت كفيها على صدرها وهي تبكي بنحيب وتصرخ منادية الواحد القهار
-” يااااااارب” ..وقف راكان عاجزًا بعد تركه للطبيب بعدما سحبه من أمام الجميع متسائلا
– متخبيش عني حاجة لو سمحت، حياته عن حالته
انزل الطبيب بنظره للأسفل بأسى
-للأسف الكام ساعة دول صعبين، الضرب كله مميت في أماكن حساسة ..سلامته ان شاءالله
قالها وتحرك، انحبس النفس بصدره ونبضات قلبه التي ارتفعت بشكل عنيف، حتى شعر بتجلط دمه ..وصل حمزة الذي وقف أمامه بقلبًا منتفض بخوفًا
-راكان نوح، نوح حصله حاجة، واقف كدا ليه
تراجع راكان بعض الخطوات يجلس على المقعد عندما شعر بتثاقل أنفاسه
-حالته خطيرة ياحمزة، نوح لو حصله حاجة مش هسامح نفسي ابدا..استمع لصرخات ليلى على أسما التي تهاوى جسدها وسقطت مغشيا عليها، أسرع إليهما في حضور المسعف ونقلها لغرفة للمعاينة
❈-❈-❈
ألقت ليلى نفسها بأحضانه تبكي وجسدها يرتجف، حاوطها بذراعيه
-ليلى اهدي، نوح هيقوم بالسلامة، تمتمت بصوتها الهامس
-راكان أنا بحبك اوي، بحبك أوي، ظلت تتمتم بها..أطبق على جفنيه متألمًا من حالتها التي شعر بها، حاوطها متجهًا للمقعد ثم اجلسها يضمها لأحضانه
-ليلى أنا كويس أهو قدامك، ممكن تبطلي عياط متنسيش إنك حامل، مكنتش عايز اجيبك معايا..ارتفعت شهقاتها كلما تذكرت ماأصاب نوح وحالة أسما التي تدهورت فتحدثت
-قتلوه، كانوا عايزين يقتلوه، زي ماكانوا عايزين يقتلوك، صح هم مش هيبطلوا لما يقتلوك
وصلت والدتها ووالدها بجوار درة التي أسرعت إلى ليلى
-نوح حصله ايه ياليلى، رفع راكان نظره لحمزة
فجذبها حمزة قائلا
-اهدي حبيبتي هو كويس، في العناية، توقف عاصم أمام يحيى
-حمدلله على سلامته يايحيى..أومأ يحيى برأسه ثم توقف متجهًا للعناية
-ان شاءالله هيقوم بالسلامة، ابني هيقوم بالسلامة، قالها وهو يتحرك بتثاقل، احتضن عاصم ذراعه ينظر لزوجته
-شوفي أختك فين مش باينة..تحركت تبحث عنها حتى وجدت ليلى المنهارة بحضن زوجها فاتجهت إليها:
-ليلى حبيبتي، جلست بجوارها تمسد على ظهرها تطالع راكان بصمت
-هو عامل ايه دلوقتي فيه أخبار عنه
نهض راكان وأجابها
-لحد دلوقتي كويس، أمير بهاء اخده القصر
أومات برأسها
-أيوة اخدوه، اتصلت بليلى كتير مردتش..أشار عليها قائلا:
-خلي بالك منها، لازم اروح النيابة، وزي ماحضرتك شايفة منهارة
أمسكت كفيه تهز رأسها بالرفض
-متسبنيش، لو سمحت ياراكان متسبنيش
جلس بجوارها يحتضن وجهها
-حبيبي أنا جنبك أهو، مش هسيبك، هروح نص ساعة وارجع
انسدلت عبراتها بشهقات هامسة
-هيقتلوك زي نوح!!
-ليلى عايز اشوف شغلي، لازم أعرف مين اللي عمل كدا ..احتضنت ذراعه وبكت بصوت مرتفع
-هيقتلوك مش هقدر ياراكان لو سمحت بلاش ترحلهم..توسعت أعين سمية وهي تشير على ابنتها
-هي مالها يابني، ومين ال عايز يقتلك
احتضن وجهها وقربها يطبع قبلة على جبينها
-حبيبتي دا مجرد حادث مفيش قتل ولا حاجة، ممكن يكونوا حرامية، لازم اشوف شغلي
ضمته بقوة تهز رأسها رافضة مغادرته
-لا، دول كانوا هيقتولك، وسليم مات، مش هقدر أعيش لو بتحبني متسبنيش انا خايفة ترجعلي زي نوح
سحب نفسًا ينظر لوالدتها التي تسائلت
-راكان ايه اللي بيحصل يابني، طيب عرفت مسرحية الطلاق عشان تحميها، طيب من مين، ونوح ذنبه ايه؟!
توقف يجذب ليلى واجابها
-طنط سمية مش وقته، دلوقتي ليلى لازم ترتاح، هاخدها للدكتورة تديلها مهدئ
تحركت بجواره تجر اقدامها بصعوبة
-أنا خايفة عليك بس، أنا مش تعبانة
حاوطها بذراعيه بقوة كاد أن يشق صدره و يدخلها بين عظامه من حالتها التي وصلت إليه
-تعالي نشوف البيبي مع بعض إيه رأيك، ونعرف هو ولد ولا بنت
حاوطت خصره بقوة:
-مش عايزة غيرك دلوقتي صدقني، بتقول كدا عشان تسبني وتمشي
رجفة عنيفة أصابت جسده وهزت كيانه من كلماتها، ماذا يحدث لها حتى تفعل ذلك…ضمها يهمس لها
-مش هسيبك وعد، بس لازم اطمن على ابني مش من حقي..خرجت من احضانه تومأ رأسها وتحركت بجواره حتى وصلت لغرفة الطبيبة
بعد قليل
تسطحت على الفراش المعد للكشف بمساعدته، وقامت الطبيبة بتشغيل جهازها ووضعت السائل أسفل بطنها مع تحريكه ببطء تنظر بشاشتها مبتسمة
-الجنين وضعه ممتاز واحنا في نص التاني، كل حاجة مستقرة
نظر للشاشة ولتلك النقطة التي يراها أمامه، تحجرت الدموع بمقلتيه، رفعت ليلى نظرها له وضغطت على كفيه عندما شعرت بحالته، فنزل بأنظاره إليها
الآن ودّ لو يحطم عظامها بين ذراعيه، لقد اخترق عشقها الجارف قواعده وانهارت حصونه، فنزل بجبينه على خاصتها متجاهلا وجود الطبيبة ف تعثرت الكلمات على شفتيه، أطبق على جفنيه وأنفاسه ثقلت بصدره فلم يعد التحمل بابتعادها عنه، ودّ لو يخوض معها آلان معركة من معارك عشقه الجارف، سكت هنيهة يستجمع رباطة جأشه، فتحرر من صدرها نفسًا ناعما مبتسمة من ردة فعله التي كانت تتيقن منها
-حبيبي احنا طردنا الدكتورة، شكلنا بقى وحش اخرج ضحكة خفيفة وقال ببحة رجولية عذبة
-مستعد اطرد العالم كله عشان نظرة الحب والحنان ال بشوفها في عيون مولاتي، رفعت كفيها على وجهه
-ربنا يخليك ليا، وتشوف ابنك ولا بنتك بخير
أمسك كفيها يطبع قبلة عليه قائلا
-لازم تخافي على نفسك عشان أقدر اواجه، أنا من غيرك ولا حاجة
اومأت برأسها عندما تذكرت ما صار لنوح، واعتدلت بعد مساعدته لها، متجهين إلى الطبيبة
جلست الطبيبة تدون لها بعض الأدوية، جلست بمقاابلتها وهو يحاوط مقعدها
-مفيش قلق من وضع البيبي ..ابتسمت الطبيبة
-كله تمام بس المامي تهتم شوية بأكلها مع شوية الفيتامينات دي، طبعا الزعل والتوتر مش كويس لأي حامل..اتجه بنظره إلى ليلى وتحدث
-قوليلها يادكتور، ولو ينفع مهدىء تاخده ياريت
قاطعته ليلى وهي تمسد على بطنها
-لا أنا كويسة، خلاص مش هعيط تاني، صدقني مش عايزة حاجة تأثر على البيبي
خرجا بعد نصائح الطبيبة، هتقعدي مع ماما لحد ماارجع تمام
-اومأت وهي تنظر للأرض
-متتأخرش عليا..أمال يطبع قبلة على جبينها هامسًا لها
-باباكي عارف اني رديتك، بلاش نظرة الكسوف منه دي، أنا جوزك قدامهم كلهم، فمتخافيش
وضعت رأسها على صدره متسائلة
-نوح هيبقى كويس مش كدا
مسد على ظهرها محاولا السيطرة حتى لا يضعف أمامها
-ان شاءالله، وهعرف مين عمل فيه كدا ..سحبها متجها للخارج
عند درة وحمزة
كان يجول الردهة ذهابا وايابا حتى توقف أمام الزجاج ينظر إليه وهو متسطح لا حول له ولا قوة، ظل يطالعه لبعض الدقائق ودموعه محتجزة بمقلتيه، يتذكر تلك السنوات التي عاشوا معها سويا، كم مرت عليهم لحظات سعيدة وأخرى حزينة، وضع رأسه على النافذة
وآهة حارقة اندلعت بجوفه اردات ان تصل إليه حتى يشعر بكم الآلام التي تسكن روحه بما صار له ..وصل راكان إليه ثم ضمه من أكتافه قائلا
-هيعيش ياحمزة، وهناخد حقه، وحياة وجع قلبي عليه لأحصرهم على حياتهم، دا مش وقت ضعف ابدا، لازم نتكاتف مع بعض، رفع حمزة نظراته الحزينة
-تفتكر مين الل ورا ال حصله دا، وانت عارف انهم مستحيل يقربوا منه عشان ابوه
كور قبضته بعنف حتى ابيضت
-ماهو دا ال مجنني، مين ال عمل في نوح كدا، عقلي عاجز عن التفكير، المهم انا لازم اسافر امريكا، يونس مجنون وممكن عصبيته تضيعه
ربت حمزة على كتفه
-متخافش أنا هنا سداد، المهم نطمن على سيلين، بس مين ال ممكن عمل كدا، وليه بعتولك فيديو اختطافها
نظر للبعيد غارقًا بتفكيره بعقل محصور، حتى شعر بتوقف عقله فأردف
-هعرف، بس لازم أزور توفيق باشا، جه وقت المواجهة..امسكه حمزة من مرفقيه
-راكان بلاش تهور، جدك ممكن يموت وتكون السبب ويشيلوك ذنب موته
انزل ذراع حمزة
-ماانا شايل سبب ال هو فيه، رغم الحال معكوس ياخي، دا حتى امي شيلتني ذنب موت سليم، وضرب سيلين وعارف لوعرفت بخطف سيلين هتقولي انت السبب، تفتكر ممكن الواحد يقول كلام موجوع في عز حزن ال لما يكون بيفكر فيه، وهي بتفكر فيا كدا، حتى خلتني ابدأ اعيد حسابي انها بتعاملني كابن درتها من وقت ماعرفت انا وليلى بنحب بعض حستها اتغيرت، خايف افوق على كابوس منها
جحظت أعين حمزة رافضًا حديثه
-لا متخليش شيطانك يتحكم فيك يابني..هز رأسه وتحرك قائلا
-هشوف هعمل ايه وارد عليك
مر يومين والحال مازال عليه، يونس الذي سافر ولم يعلم شيئا عن سيلين، ونوح مازال غارقًا بغيبوبته بعدما توقف قلبه لعدة مرات حتى شيع خبر موته، مما أدى إلى انهيار أسما وتنوميها بعقاقير طبية، وتأجل سفر راكان بعد تدهور حالته حتى شعر بعجز كامل يعصف به، فأحس كأنه طائر مقصوص الأجنحة مربط الأرجل، ومحبوس بداخل قفصًا، ففقد كل مايشعره بالحياة، ولكن تواصله مع يونس والسفارة التي أكدت بأنها لم تخطف من قبل مجرمين جعله يظل بجوار نوح يوما اخر
يوما آخر والوقت يمر ثقيلا عليه، وهو يبحث بكل مايخص نوح عما حدث له حتى ووصل لمكالمة هاتفية بينه وبين والد طليقته أثارت ربيبته، فتحرك يبحث بناءً عليها، بعدما تم نقل يحيى للعناية بسبب سكتة قلبية
أتت ليلى ببعض الشطائر وجلست بجواره
– راكان مأكلتش حاجة من امبارح حاول تاكل حاجة؛ عشان تقدر تقف على رجلك
هز رأسه رافضا الطعام بعدما أشعل سيجاره
-ماليش نفس صدقيني، أنا هروح أشوف الدكتور، يمكن يطمنا، لازم أسافر، اختي هناك معرفش عنها حاجة، قاطعه رنين هاتفه برقم خارجي، ضيق عيناه واجاب
-أيوة..على الطرف الآخر
-مستر راكان البنداري، أهلا بك، اعتذر لك عن طريقتي في الوصول إليك، ولكن ظننت إنك ستصل قريبا ولكنك تأخرت كثيرا، ولكن أعلم أنك مشغولا بصديقًا لك، فهل صديقك أهم من حياة اختك، أو بنت عمك كما تقولون بالمصري
شعر بدوران يضرب رأسه فهوى على مقعده يسحب أنفاسًا حينما شعر بإنسحاب الأكسجين من حوله فتحدث بصوت جعله متزنا بعض الشي
-مين معايا!!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عازف بنيران قلبي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى