روايات

رواية طوق نجاتي الفصل التاسع 9 بقلم ابتسام محمود الصيري

رواية طوق نجاتي الفصل التاسع 9 بقلم ابتسام محمود الصيري

رواية طوق نجاتي الجزء التاسع

رواية طوق نجاتي البارت التاسع

رواية طوق نجاتي الحلقة التاسعة

رأها “عمر” وهي تنزل من عربه، وقبل أن ينادي عليها لمح “سيف” ينزل من باب عجلة القيادة…..
ابتلع حروفه بصدمه وشعر بتنميله دخل رأسه؛ كأنه ضرب ضربه قوية فوقها، تجمد مكانه بخيبة أمل عندما شعر أنه قد تمكن من اقناعها وتأثرها بكل كلامه، لكن أخيراً وجدها تفعل كل ما حذرها منه؛ ووعدته انها لم تفعله، كور قبضة يده بعصبية مفرطه جعلت الدماء تهرب منها واستعد أن يذهب لها، لكن وقف سريعا اغمض عينه وهو يزفر أنفاسه يفكر في كم الفضيحة التي سيكون هو سبب فيها لها، امسح وجهه وهو يلجم غضبه، وقرر يتمهل حتى أن ينتهى يومها الدراسي، جلس بمقعد سيارته، وبعث رساله لعمله يعتذر عن عدم الحضور اليوم.
★*********★
في العاشرة صباحا يركب “ريان” سيارته، رأى “تولاي” تتبختر في الشارع كانت ترتدي فستان واسع لون السماء الفاتح وفوق رأسها حجاب يزينها بالون الابيض، اخرج رأسه من نافذة السيارة:
– يا حلاوه مغلفه تحبي اوصلك ؟
رمقته بقرف واردفت بسخرية:
– انت مين عشان توصلني؟
قهقه عاليا وقال بثقة وهو يمسد على شعره المصفوف كعكه اعلى رأسه:
– مش ممكن اكون فارس احلامك ؟!
وقفت عن سيرها وتمعنت به النظر حتى أن انفرجت شفتيها بابتسامة عريضة، فوجدته غمز لها بابتسامة جانبيه اظهرت غمازته اليمنى، فاومأت له بفرحه وشكر:
– بجد مش عارفه الفكره دي كانت تايه عني فين، انت صح !!
اتغر في نفسه لكن سريعا فاق على جملتها الحده:
– انت فارسني أنا شخصياً، ازاي مش هتفرس احلامي بلا هم….
بحلق عينه بصدمه على مقصدها اللعين وقال بحده:
– لعلمك انتى نسيتي إني مديرك في الشغل ؟!
وقفت مكانها تتأفف ثم وضعت كف يدها على خصرها ورمقته بابتسامة صفراء:
– بقولك ايه مش معنى وافقت اشتغل معاك تتعرض ليا كل شوية وتفتكرني بت سهله، لاااا يا حبيبي أنا مش زي البنات السيكي ميكي اللي بتروح وتيجى.
نظر في جميع الاتجاهات حتى يتأكد من لا يستمع احد لهوائيتها:
– بس بس هتفضحينا، انتي فقدتي الذاكرة، لكن لسانك مكمل معاكي واخد شهادة ضمان عمره ما يتخله عنك.
ظلت تحرك كف يدها بحركات عشوائية وهي تجيبه:
– اديك عرفت، فكر بقى تتعرض ليا تاني.
بثق عليها وتحرك سريعا بالعربه ورفع صوت المسجل نادماً على ما اوصل ذاته له.
ظلت تضحك بحماس على اخذ حقها منه لكن سريعا نظرة حولها ومازالت لم تجد وسيلة توصلها لمكان العمل، دعت على نفسها واكملت سير.
– أنا مني لله، أنا حسبي الله ونعم الوكيل فيا، انا لساني ده عايز يتشد ويتبطط زي البفتيك، كان فيها ايه لما استغله وبعد كده امسح بكرامته الارض…. اخ منك يا لساني.
★******★
في مقر الشركة كان “زين وكارما” قد اتيا باكرا :
– زين مش عايز تبقى الزين وانا الزينه ؟
– لا.
اجابها وهو يأكل بكل برود، انكمش وجهها ونكزته على صدره بضيق:
– ليه ياللي منك لله… نفسي نتجوز وافرح بقى ؟!
– هو أنا قصرت… كل يوم بفرحك وبعملك مفاجأه.
– يوووو بقى ما انت عشان ضمني جمبك، بس خلي بالك مدة الصالحيه بتاعتي قربت تبقى اكس باير.
– ياروحي انتي صلاحيتك العمر كله مش هتبعدي عني.
– بقى كده؟
– اه كده.
– طيييب أنا هوريك.
قامت امسكت كوب ماء وسكبت عليه قبل أن تركض… شهق من الصدمه وابعد قميصه الرياضي عن صدره حتى أن استيعاب ما حدث وقام سريعا لكي يمسك بها، ظلت تضحك وهي تقف امام المكتب وهو يقف من الجنب المقابل لها كلما تحرك هي تتحرك في الجهه المقابله حتى صرخ في وجهها:
– كوكي بطلي شغل عيال وتعالى هنا…..
دخل “ريان” تفاجأ بافعالهما الصبيانية:
– انتوا مش بتكبروا ابدا ؟
– لا سيبنا ليك العقل.
قالتها “كارما” وهي تركض تمسك قميصه الرياضه وتقف خلف ظهره، اردف بعصبية:
– سيبي هدومي.
– لو مسكني مش هيرحمني.
– وأنا مالي ولعوا في بعض.
قالها “ريان” بضيق واضح، حتى القى “زين” علبه صغيره على “كارما” لكن أتت على “ريان” تعصب منهما، امسك بيد “كارما” ملقيها بعيدا عنه وركض خلف “زين”، جلست “كارما” تصفر وتشجع بحماس، قطع مشاجراتهم دخول “تولاي”، التى استقبل رأسها حذاء “ريان” الذي ألقاه دون قصد عليها، جلس “ريان” وادعى انشغاله بالاوراق التي امامه، اما “زين وكارما” تعجبا من مجيئها مره ثانيه، اقتربت منها وهمست بجانب اذنها:
– مش انتي اترفدتي من قبل ما تشتغلي ؟!
تقدمت من مكتب “ريان” ابتسامه باردة وجلست على الكرسي المقابل واردفت بثقه وهي تنظر ل “ريان” بتحدي:
– الكلام ده كان امبارح الصبح.
امال حصل ايه النهارده؟!
سألت “كارما” باستفسار، لفت رأسها ناظره عليها وهي تجيب ببرائة ذئب:
– ريان جالي البيت وفضل يعتذر ويتحايل عليا.
كاد “ريان” ينفي بأصبعه السبابه من خلف مكتبه، حتى أدارت “تولاي” رأسها عليه ورمقته بتحدي:
– مش صح يا ريان؟
تحمحم ادعى التعب ووضع يده على صدره لكي يتهرب من الإجابة.
ضربة “تولاي” كف يدها على المكتب الخشبي بقوه بعصبية من ما يفعله:
– انجز يا تطلع…. يا نتفق على المرتب .
– هي ايه دي اللي تطلع ؟!
– روحك.
ابتسمت بخبث وهي تجيبه، تشدق من بين أسنانه في انزعاج واضح، ثم طلب وهو يكبح غضبه الذي بدأ يعتري:
– ممكن حضرتك تقول لحضرتك تخف على حضرتي ؟
قهقهت في تهكم واجابته بهدوء:
– والله حضرتي خافه، انت بس اللي واخد في صدرك وكاتم.
عندما يلتقى ابليس مع شيطان فيكون كل الحاضرون لا يفقهون شيئاً عن ما يتحدثوا، ومهما حاولوا استيعاب اي شيء.
قبض على يده وهو يصك على فكيه محاول الجام غضبه الذي أستحوذه، لم تهتم لملامحه المستشاطة واكملت بلامباله:
– ورقه وقلم بقى واكتب ورايا طلباتي.
عض على شفته السفليه بغيظ وهو يحاول كبح غضبه وحاول مجاريتها:
– اه طبعا اعرضي براحتك … ليكي يوم.
– اشتغل خمس ساعات.
– نعم وده من ايه؟!
علا صوته الغاضب في تهكم، فأجابته وهي تقوم مستعدية على الرحيل بخبث:
– الموضوع عرض وطلب…. هتقبل العرض ولا اروح اعرض على طنط إيمان.
شعر “ريان” ستأتي له جلطة من أسلوبها الشيطاني، فلوح لها بعصبية:
– انتي اصلا هيبقى وجودك زي عدمه، اللي بعده.
رفعت حاجبها الأيسر وهي ترسل له ضحكه ماكره:
– تمام اووي أنا اروح وهستنى مرتبي كل أول الشهر.
قام من مكان وتوجهه نحو حذاءه الملقي بجوار الباب الزجاجي ومال بجسده يلبسه وأبلغها بعصبية:
– تحبي تمسكي ايه في الشغل ؟!
رجعت للخلف بعيدا عنه عندما وجدته يقترب منها بطولة، هنا شعرت أنها عصفور امام جسده، واردفت بخوف:
– اكيد انت عارف ؟!
– لا مش عارف ؟!
بعدت خطوات بعيدا عنه محمسه أن تكمل استعراض عضلتها المذيفه:
– همسك اعصابي …. لساني ….. وكمان مرة اعصابي.
سقف بكف يده بقوه وهو يضحك بصوت عالي ثم رمقها:
– لا بتبذلي جهد كبير معانا ماشاء الله، خايف احسدك، طموحه اووي.
– مرتبي بقى هيبقى ….
قطعها بلامباله وهو يجلس على مقعد مكتبه من قبل ان تحدد لنفسها:
– ٢٠٠٠ وهيزيد لما تثبتي نفسك.
– تمام هروح اثبت نفسي الاول عند طنط ايمان.
قالت جملتها و حملت حقيبتها وتوجهت للباب، وقف سريعا واخبرها بصوت يشبه الصراخ:
– اصبري هنا رايحه فين؟!
فقد وصل لاخر مرحله في التحمل، فقالت مكمله تهديد:
– اثبت نفسي بسرعة لان المرتب مش عجبني.
اغمض عينه وظل يمسح وجهه بغضب ظاهر داخل عينه وقال من تحت أسنانه:
– طيب ليه القفش ده خليكي استرتش، تحبي تاخدي كام ؟!
– ٥٠٠٠ جنيه !!
ذم شفتيه حتى يخلص من تأمرها عليه:
– اوامرك.
– تمام همشي بقى، هبدأ من بكره شغل.
ابتسم لها ابتسامه صفراء تحمل كره وأبلغها:
– بس ياريت تيجي بدري.
ردت بلامباله.
– ان عشنا لبكره.
وهنا لم يتحمل بعد أن وافق على كل طلباتها ومازالت تبيع وتشتري به، فقد اعصابه وقال بصوت بعصبية:
– حتى بقى لو موتي تعالي بدري عشان الحق دفنتك من اولها…. وايمان اللي بتزليني بيها أنا هكلمها حالا اقولها.
امسك هاتفه واتصل بها انتظر ثواني حتى اتى صوتها، لطمت “تولاي” على خدها و حاولت ان تهدأه برعب من انفعاله، لكن اغلق مكبر الصوت وقال:
– ايمان أنا امبارح كنت بتسرمح وتولاي دي ولا اعرفها ولا يشرفني اني اكلمها ولا تبقى من أصحابي.
اانهى اعترافه واغلق الهاتف ورمقها بنظرات مشتعله:
– ارتاحتى كده… تتعدلي بقى والا وديني اسويكي بالارض.
– الله كده مش اخلاق يا ابو الصحاب.
– صحاب مين يا جزمه، ومافيش مشيان ادخلي اعملي شاي.
– اللي يريحك انت تأمر، بس اهدى اعصابك حرام انت لسه صغير، ولازم الفرد يضحي من اجل الجماعه وانت الفرد وانا الجماعة.
– دي يا بت ولا في احلامك تبقي حتى جماعتي.
اخيرا تدخلت “كارما” التي كانت مذبهله ولا تعي ماذا يحدث من بداية الأمر:
– خلاص يا جماعه صلوا على النبي المشاريب اللي اتكبت دي على حسابي.
قالت كلامها واخذت “تولاي” غرفه داخليه.
وقف “زين” بجواره “ريان” وقال بعدم فهم:
– هو ايه الموضوع؟!
– بنت المبقعه فاكره نفسها هتجيب مناخيري الأرض متعرفش أنا مين بنت قوم شكاير البصل…..
ثم صرخ بصوته كله وهو يبلغها:
– يا بت ده أنا لو صباعي تحت درس حد بقط….
و قبل أن ينهي حديثه وجد “ايمان” تفتح الباب….
ابتلع “ريان” ريقه الذي جف فجأه، واقترب منها على الفور بملامح عصفور وديع:
– ايمو منوره مش تقولي أنك جاية ؟!
– حبيبي تسلم… صوتك كان عالي من شوية… في حاجة؟!
تنحنح نظف حلقه واجابها بهدوء:
– لا ابدا انا كنت بشرح ازاي هنشتغل.
خرجت “تولاي” بأحراج وانكماش وكانت خائفه من كذبتها الذي كشفها “ريان” ببساطة ووقاحه، تفاجأت “ايمان” بوجود “تولاي” ابتسمت بسعاده واضحه:
– ماشاء الله انتى بتشتغلي هنا مع ريان، والله قلبي ارتاح انكم مع بعض.
– طبعا طبعا يا ايمو ما أنا لازم اعمل معاها واجب دي بنت اعز اصحاب امي الغاليه.
نطق “ريان” حتى يغطي على اي حديث، فرمقته “تولاي” بغيظ، ثم اقتربت من “ايمان” متحدثه بأعتذار:
– بعتذر يا طنط على اللي حصل.
زوت “إيمان” حاجبها بعدم فهم:
– حصل ايه؟!
حاول “ريان” تغير الموضوع بذكاء شيطاني:
– محصلش حاجة، دي قصدها على قلقك عليا امبارح.
وهنا كانت “تولاي” قد ادمعت اعينها فهي لم تكذب من قبل، فحاولت أن توضح ما حدث جعلها تكذب عليها:
– والله يا طنط هو اللي اتحايل عليا امبارح عشان اقول …
قطعها بسرعة البرق وأكمل هو:
طبعا لازم كنت اتحايل عليكي يا تولاي، عشان توافقي وتشتغلي معانا؛ ده انتي على راسنا كلنا.
رمقته “تولاي” نظرات حاده وقد كشفت خدعته من قليل فقد اتصل بها بالفعل وعندما ردت بدل أن يغلق مكبر الصوت اغلق المكالمه وتحدث بحرية، يا له من لعين ؟!
َقالتها بسرها وهي تجز على اسنانها مصوبه نحوه نظرات ناريه.
شعرت “إيمان” بتوتر الجميع ظنت بسبب دراسة عملهم الجديد، فباركت لهم جميعاً ومشيت حتى لا تعطلهم
رجع “ريان” عدت خطوات للخلف وقال بمزاح:
– بحظرك من اي انفعال.
ظلت تقترب وتجز على اسنانها، ابتسم وابلغها بمشاكسه:
– احب اقولك كده حياتنا هتبقى هباب في هباب وهتخلص عند المؤذن.
– انت شخص مستفز….
ابتسم وغمزه بعينه اليسرى جعل ثقب برز على جانب خده:
– مش انتب قولتي أنك الجماعه بتاعتي ؟
– بص عشان منهدرش بنزين كتير، يلا قول أنا اسف وأنا اسامحك على طول.
رسم ملامح طفل وديع:
– بس أنا اللي زعلان.. !!
وقبل أن ينهي حديثه دخلت “إيمان” مره ثانيه وابتعدت “تولاي” سريعا وركض “ريان” بجوار امه، التي تعجبت من ما فعله فقالت:
– نسيت اديك الهدية دي.
– تسلمي يا ست الكل.
ونظر خلفه بستهزاء “لتولاي”:
– تبقي خلصي مسيح المكتب واقفلي وراكي.
وانصرف مع “إيمان” على الفور، قبل أن يسمع صوت الكوب الذي وقع على الارض من كثرة غيظها.
★*****★
كان يقف كاليث ينتظر خروجها بتوعد لم يرحمها ولا يثق بها مره ثانيه، لمحها تمشي مع “سيف”، الدم تدفق بقوه داخل عروقه لم يتحمل هذا المره كبح غضبه الذي تملك منه تقدم منها بخطوات مشتعله، رأته يقترب منها، هلعت وشهقت وظل قلبها يدق بقوه بخوف، لم يتحدث مع اي احد فيهما اكتفى بمسك يدها وسحبها خلفه، لكن تدخل “سيف” وسحبها منه، فلكمه “عمر” بغل وقع “سيف”، لكن وقف سريعا وقال:
– انت هتعمل فيها دكر و ولي عليها، انت واحد همجي.
– شكلك فاهم الرجولة غلط، وهند اوعى تفكر في لحظه انها تبقى ليك، انت واحد زباله وهي تستحق احسن منك.
– والاحسن ده يبقى انت…. ؟!
تحرك وسحبها خلفه، فقال “سيف” بحقد ونار تشعل داخل صدره من الغيره:
لو مشيتي معاه تنسى أنك عرفتيني ؟!
– شخص مريض.
نطقها “عمر” وهو يدخلها العربه، نظرة على “سيف” بضعف وقلب يتمزق وهي تضع يدها على النافذه تستنجد به، اغمض عينه بقوه وضرب الحائط بجانبه بقوه، رمق الجميع اللذين كانوا يقفون يشاهدون ما حدث، تحرك وهو يمسح الدم الذي نزف من فمه، وجد بنت تنادي عليه تعطي حقيبته اخذها وذهب لسيارته.
تفتكروا الوضع هيستمر كده مع تولاي وريان؟
ياترى هند هتتصرف ازاي لما تروح؟
تتوقعوا سيف هيتخلى عن هند؟
عمر هيعمل ايه في هند؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية طوق نجاتي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى