روايات

رواية مهرة الفصل السادس 6 بقلم رحاب قابيل

رواية مهرة الفصل السادس 6 بقلم رحاب قابيل

رواية مهرة البارت السادس

رواية مهرة الجزء السادس

رواية مهرة
رواية مهرة

رواية مهرة الحلقة السادسة

صباح الخير يا بابا
أمأ إليه دون إجابة ثم أشار إليه أن يلحقه بغرفته، قام من مكانه سريعًا وهو يبلع اللقمة التي قد تناولها للتو على عجل حتى يلحق بوالده، دلف سريعًا خلف والده الذي كان جلس خلف مكتبه في إنتظاره وفور وقوع نظره على ابنه أشار له بأن يغلق الباب خلفه ويأتي له.
جلس ربيع على الكرسي المقابل لمكتبه في انتظار ما يريده، تحمحم محمد قبل أن يتحدث: عملت ايه مع ابن أخوك؟
اجابه بحيرة: تقصد مين فيهم، نور ولا غـ…
وقبل أن يكمل الإسم الأخير قاطعته ضربة قوية على المكتب الجمته وهو ينظر بخوف إلى والده ذا الملامح الغاضبة: كام مرة جولتلك ماتنطجش اسمه جدامي، كام مرة خبرني
قام ربيع من مكانه بذعر يرد عليه بتلجلج: ما تاخذنيش يا حاج، بس هو في الخر برضك يبجى ابن..
قام من مكانه يطالعه بإمتعاض وأعين حمراء من شدة الغضب صارخًا بغضب: أوعاك يا ربيع تجولها جدامي مرة تانية أوعاك وجتها اللي صار عليك هيصير عليه، فاهمني
بذعر اجابه: خلاص يا حاج والله ما هقولها تاني، حقك عليا
أشار إليه ان يترك الغرفة ويذهب، أطاعه في الحال دون أن يلتفت خلفه حتى، أغلق الباب خلفه محدثًا نفسه: وأنت يعني يا ربيع كنت اتخبط في نفوخك علشان تقوله كده، ما أنت عارفه وعارف اللي بيعصبه
نظر أمامه عندما اصطدم بجسد شخصًا ما وما كان هذا الشخص سوى أخيه الأكبر مصطفى الذي فور رؤيته له تعجب من أخيه الأصغر متسائلًا، لمَ يتحدث إلى نفسه مثل المجانين، اخبره ربيع بما حدث معه ومع والده: أنت يا ربيع غباءك ده مش هيسيبك شوية
ربيع: أعمل ايه يعني يا مصطفى، ثم ما هو غيث برضه ابن أخونا زي نور ولا هو خلاص هيتبرى منه
تأفف مصطفى من شقيقه الأصغر: أنت مش هتبطل تتكلم في الموضوع ده شوية بقى
أجابه بعناد: أبدًا، لحد ما أبوك يبطل اللي بيعمله ده مش هبطل أتكلم، أخوك حسين هو اللي غلط زمان مش غيث علشان يشيله غلطات أبوه
تنهد مصطفى قائلًا بيأس: أخطاء الأباء يدفعها الأبناء للأسف
ربيع: بس ده ظلم
مصطفى: في أيدنا ايه نعمله ومعملنهوش
ربيع بإحباط: مافيش للأسف، أحنا محتاجين معجزة
مصطفى: في وقت أكيد هتيجي المعجزة لازم تيجي ربك مش هيسيبه أبدًا
***********************************************************************
جلس أمام فراشها ينتظرها حتى تفيق وهو يفكر ماذا لو لم ينتبه لها وتأخر عليها هل كان سيتحمل فكرة موتها بسببه، هز رأسه بنفي يحاول طرد تلك الأفكار عنه يخبر نفسه بأنها هي المخطئة هنا وليس هو، فإن لم تكن تعلم كيف تسبح لمَ بحق الله قفزت بالبحر منذ البداية، شهق فجأة عندما تذكر كلامه لها وما فعلته بعدها ليستنتج بأنها كانت تحاول: تنتحر
قال كلمته بصوت عالي نسبيًا وهو يقوم من مكانه بذعر وإندهاش من استنتاجه، نظر لها بشفقة ينهر نفسه على ما قاله لها، لكن كيف صدقته ألا تعلم كم هي جميلة!
أعتقد بأنها معندهاش ثقة في نفسها مش أكتر
ظل هكذا إلى أن نام مكانه حتى أشرقت شمس يوم جديد، قام من مكانه سريعًا فور سماعه لطرقات خفيفة على باب غرفته، فتح الباب بهدوء يلتقط صينية الطعام من يد النادل ثم أعطاه بضع من أوراقه النقدية مغلقًا خلفه الباب بهدوء لكنه تسمر مكانه وقتما رأها تجلس مكانها تنظر بتوتر له، اقترب منها بهدوء واضعًا صينية الإفطار على قدمها قائلًا بابتسامة: صباح الخير
تقوص حاجبها من شدة إندهاشها وهي تعتدل بجلستها متسائلة: أنت كويس؟
تعجب من سؤالها لكنه أجابها: آه كويس
مُهرة: متأكد؟ يعني أنت مش سخن مثلًا؟
ضحك من قولها: لا أنا تمام
ردت دون تردد: يبقى اتلبست، يا عيني عليك يا نور ده أنت حتى لسة عريس وهتبقى عريس
قهقه عاليًا مما قالته، لكنه لم ينتبه لأهدابها التي تعلقت بابتسامته دون النظر إلى ما يحدث حولها لكنها أفاقت عندما فرقع بأصابعه أمام عيناها كي تنتبه له: أنتِ كويسة؟
أمأت بإيجاب: أيوة
نور: طب افطري يلا
مُهرة: أنت مسمم الأكل يا بني؟
تأفف قائلًا: كلي بقى وبطلي رغي
أجابته وهي ما زالت على ذهولها: حاضر
************************************************
والله العظيم يا طلال لو ماجتش هنا حالًا وكملت باقي واجبك لهكون مفرجة عليك الشارع مش العمارة بس
أجابها بضيف واضح: يا ماما أنا زهقت بقالي كتير بكتب الواجب
سهر بعصبية: كتير ايه يا حيوان ده احنا مقعدناش ربع ساعة على بعضها
طلال: ما ده كتير يا ماما
لم تستطع كبح غضبها أكثر من ذلك لذا صرخت باسمه تأمره أن يرجع مقعده، استجاب الأخير على مضض ثم جلس مكانه مرةً أخرى، وضع كفه تحت ذقنه بإمتعاض قائلًا: أهو جيت
وضعت كراسة واجبه للمرة التي لا تعلم عددها تؤمره بأن ينهي واجبه، تنهد بيأس وهو يمد يده ليلتقلط قلمه الرصاص ليفعل ما أمرته به: قول اللي بتكتبه يا طلال
طلال: ب تفاحة
وضعت يدها على صدرها استعدادًا الذبحة الصدرية التي ستصيبها بعد ما سمعته قائلة: ب ايه يا طلال؟
إندهش قائلًا: ب تفاحة يا ماما مش سمعاني ولا ايه؟ أعلي صوتي أكتر شوية طيب؟
-ما كفاية يا سهر صدعتي دماغي ولميتي علينا الناس
تدخلت الإبنة الصغرى ذات الأربع سنوات قائلة ببراءة: لا يا بابا ما الناس أصلًا اتعودوا
أجابها عبد الرحمن بقلة حيلة: أصلا
حبيبة: أصلا، ثم أشارت له بأن يقترب قائلة: هروح أكتب الواجب أنا كمان بدل ما تضربني، لكنها توقفت بعد أن أعطت له ظهرها تتسائل: بابا هو مش ب تفاحة برضه
عبد الرحمن: أجري يا حبيبة من هنا قبل ما تفترسك
وقبل أن تمسك بتوأم ابنها أمسك ذراعها قائلًا: استهدي بالله كده بس وحصري أنتِ الغدا وأنا هقوم بالمهمة دي بدالك
رمته بنظارات غاضبة: والله دلعك فيهم ده هو اللي هيبوظهم
ببرود أجابها: معلش
صرخت بوجهه: استغفر الله العظيم، أنا هسيبكوا قبل ما ارتكب فيكوا جريمة
أمأ لها بابتسامة دون إجابة يراقبها وهي تختفي من أمامه تدلف المطبخ، ثم نظر إلى أبنائه قائلًا: ب تفاحة يا مؤمن
طلال: غلط يا بودي؟
حبيبة: طبعًا غلط سيبك منه يا بودي أنا هقولك الصح
أشرق وجه عبد الرحمن بسعادة قائلًا: اه قولي يا حبيبة بابا أنتِ يا مشرفاني بقى أنتِ الصح
حبيبة: ب طيارة يا عبيط
لُجم لسانه ينظر إليهم دون حديث، أما عنها فكانت تضحك من قلبها على ما حدث معه
طلال: هو بودي ماله؟
حبيبة: مش عارفة، بقولك ايه تعالى نروح نكتب الواجب في أوضتنا، وقول ورايا أنا هعلمك الصح
طلال: ماشي
حبيبة: ب طيارة
طلال: ب طيارة
سهر: ايه القطة كلت لسانك؟
عبد الرحمن: لا ب طيارة
تبادلوا النظارات ثم وبدون مقدمات بدأ الاثنان في ضحك هيستري على ما حدث بينهما وبين أطفالهما
************************************************
مستر غيث ده الفايل اللي حضرتك طلبته
أمأ لها دون أن يرفع نظره عن الأوراق التي أمامه لكنها ظلت واقفة مكانها دون أن تتحرك ولو سم واحد، شعر بها لذا رفع نظره متسائلًا: في حاجة تانية يا أستاذة داليا
حاولت رسم علامات التعجب على قسمات وجهها متسائلة بغنج: أستاذة!
فهم ما ترمي إليه لذا أجابها دون تردد: آه أستاذة وخلينا ننسى اللي حصل
دارت حول مكتبه إلى أن وقفت ببجانبه قائلة وهي تقترب من وجهه تحاول شد إنتباهه لها: بس أنا مش قادرة أنسى يا غيث
قام من مكانه وهو يضرب بكفه سطح مكتبه بغضب: اللي حصل خلص وإحنا النهاردة عايشين في الحاضر فياريت نركز في اشغالنا وكل واحد يعيش حياته بدل ما نندم بعدين، فهماني يا أستاذة داليا؟
قال كلمته الأخيرة بتوعد استعبته جيدًا وقتما شاهدت قسمات وجهه تتحول إلى سخط لم ترى له مثيل من قبل لذا اعتدلت بوقفتها تجيبه: مفهوم طبعًا يا..
احنى رقبته رافعًا حاجباه ينتظر نقطها لإسمه لكنه ابتسم ببرود عندما سمعها تلقبه بأستاذ قبل اسمه تزيد إن كان تتساءل إن كان يحتاج منها شيئًا آخر، لكنه أشار لها بيده كي تخرج
استجابت لمطلبه دون حديث وبداخلها تتوعد لنفسها بأنها ستصبح يومًا ما زوجة لغيث علوان مهما حدث
أما عنه فظل ينظر لمكانها الفارغ يتذكر حبه الأول الذي سيطر على كل كيانه لكن وبرغم من صدق حبه إلا أنه لم يعترف لها وكيف له ذلك وهو لا يؤمن بالجو الأسري أو الزواج بل يراه قيد يربط كل من يدخل به حتى بأنه قيد من الأشواك ونهايته الفشل مهما حدث ومهما حاول فنتيجته هو الفشل لذا أثر الصمت بالأخص عندما انتقل إلى الصعيد ليحيا مع جده الذي إلى الآن يحمله ذنب لم يكن له دلخ به من الأساس وإن كان بيده القرار لما ترك لهم قرار زواجهم أو جلبه لتلك الدنيا من الأساس، تنهد بعمق ثم التقط جواله من أمامه ليتصل بوالدته كي يطمئن عليها فهي من له ولن يرتاح حتى يزيح عنها حمل ذلك الذنب مهما حدث
*******************************************************************
يا كاثرين قلت لكِ قبل ذلك هي فقط شيء فرض عليّ، لمَ لا تستوعبي؟
رمت كوب العصير الذي أمامها بعصبية ومع سقوطه التفت رؤوس كل من حولهم لهم، نظر حوله ثم قام من مكانه يجذبها من ذراعها ليجبرها على الخروج من المطعم، لم تحاول المقاومة بل استجابت على الفور كي تفهم ما يحدث حولها، تريد أن تتأكد من صدق مشاعره هل بالفعل يحبها وكل ماحدث امامها من ذعره عليها عندما قفز بالبحر دون تردد وقتما لم يلمحها حوله وبأن قفزه فقط مشاعر إنسانية أم أنه بدأ يميل لزوجته، جذبت يدها من يده بعنف عندما أصبحا وحدهما تهتف بحنق: اتركني
نظر لها بسخط قائلًا: إلى متى ستظلي هكذا؟
كاثرين: إلى أن أتأكد مما يحدث، أنا لست بعمياء يا نور لقد رأيت لهفتك عليها وقتما قفزت بالبحر، أنا لست حمقاء
نور: أنتِ حمقاء بالفعل، أنا لا أحب غيرك، غاية ما هنالك بأنها كانت تغرق وبالأخير هي أمام الجميع زوجتي، هل أتركها هكذا؟ ثم لو كان أمامك شخصٌ يغرق هل كنتِ ستدعيه؟
لم تستطع الرد عليه فمعه كل الحق لن تترك من يريد مساعدتها دون فعل شيء، حاولت اقناع نفسها قدر المستطاع بأن حديثه صحيح: حسنًا سأحاول الإقتناع بما قلته لكن افهم جيدًا بان تلك المرة الأخيرة التي أراك مقرب منها بذلك الشيء
نور: أعدك بذلك
بعدها جذبها بين ذراعيه يستنشق عبيرها الذي افتقده بفترته الأخيرة، أغمض كل منهما عيناه يحاولون جمع ما فقد منهم دون أن يعيروا انتباه للتي كانت تراقبهما من بعيد، مسحت دمعة هاربة من مقلتها وهي تبتسم هامسة لنفسها: أعتقد كده يا مُهرة لازم تفهمي أنه مش ليكِ
*********************************************************************
دلف إلى غرفتهما ينادي اسمها لكن دون إجابة تذكر، بحث عنها في كل أنحاء الغرفة لكن دون نتيجة ترجى إلى أن فتح باب شرفة الغرفة التي تطل على الشاطئ ليجدها تجلس أمام البحر، ابتسم ثم خطى بخطوات واسعة إلى أن وقف بجوارها يقول بابتسامة: أضايقك لو قعدت جنبك
رفعت رأسها لتجده بجوارها يبتسم تعجبت من حالته الأخيرة لكنها هزت رأسها بالنفي قائلة: لا خالص
جلس مكان ما أشارت إليه لكنها فاجئته بسؤالها: هو أنت بتحبها ليه؟
نظر إليها بإندهاش دون حديث فهو إلى الآن لا يعلم لما يحبها، فكل ما يعلمه بأنها من احتوته أو بالأحرى فهمت ما يريد
مُهرة: ايه السؤال صعب للدرجادي؟
تحمحم قائلًا: ولا صعب ولا حاجة، بحبها علشان بحبها
اعتدلت تواجهه قائلة: مافيش حاة اسمها حبتها علشان حبتها، الحب شعور مالوش زي
نور: يعني ايه؟
مُهرة: يعني لما تحب، قلبك لازم يحس باللي بتحبه قبل ما يظهر، قلبك بينتفض من مكانه لمجرد ضحكة منه، سعادته بتبقى قبلك حتى لو مش معاك
نور: يعني ايه لو مش معايا؟
مُهرة: يعني لو كانت سعادته مع حد تاني لازم تضحي بيه علشان تشوفه سعيد لأن الحب عمره ما كان أنانية
نور: يعني عايزة تفهميني أنك ممكن تضحي بالإنسان اللي بتحبيه لواحدة تانية علشان سعادته معاها
أمأت بإيجاب وبسمة على ثغرها قائلة: أيوة، علشان كده أنا قررت قرار
نور: اللي هو؟
مُهرة: أني هقف جنبك لحد ما تتجوز أنت وكاثرين وبدل ما جوازنا يستمر ست شهور أنا هخليه شهر واحد، بس بشرط
لم يفهم ما سر تلك الدقات التي تتزايد بقلبه بعدما سمع قرارها لكنه فضل مجارتها حتى يعلم ما تفكر به متسائلصا: شرط ايه؟
مُهرة: تسمع كلامي كله وتنفذه بالحرف
شعر بسعادة لم يشعر بمثلها من قبل عندما علم بأنه سيتخلص منها في وقت أقرب مما كان يظن لكن هناك ذلك الجزء الصغير منه الذي يشعر بأنه على وشك فقدان شيء مهم بحياته لكنه لم يعر له إنتباه عندما بادلها مصافحتها بابتسامة يخبرها بأنه موافق على أي شيء سيقربه من حبيبته، حبيبته التي كانت في ذلك الوقت تراقب كل ما يحدث وهي ممسكة بكوب من العصير تقطر به من القطارة التي بيدها بداخله وهي تقترب من تلك المشعوذة التي تحاول سرقة حبيبها منها وهي تتوعد لها بداخلها

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مهرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى