روايات

رواية طاقة حب الفصل الثاني 2 بقلم أسماء محمود

رواية طاقة حب الفصل الثاني 2 بقلم أسماء محمود

رواية طاقة حب الجزء الثاني

رواية طاقة حب البارت الثاني

طاقة حب
طاقة حب

رواية طاقة حب الحلقة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف من خلق الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين
(القلب الذي وسع الحب الكبير، يسع الغفران الكبير)
توقفت السيارة أخيرا أمام مبنى الجامعة وكان الحزن كاسيا ملامح براءة بوضوح حاول عمرو ان يستشف تحول ملامحها هكذا ولكنه لم يرى سببا وجيها من وجهة نظره يحثه على ذلك لذا قال بتعجب واضح : براءة! يا براءة!
براءة وقد إنتبهت له : نعم يا بشمهندس
عمرو بإستغراب : مالك؟ فيه حاجة مضيقاكي؟
نظرت له وحاولت أن تبدو طبيعية والتحكم في نفسها أكثر من ذلك حتى لا تضعف وتنهار وهي لا تريد ذلك ولا حتى مجرد دمعة تعطي فرصة لأحد أن يشفق عليها
عاود مناداتها مرة أخرى بعد أن شردت ثانية وهنا لم تتحمل وتركت السيارة محاولة أن تبتسم : شكرا على التوصيلة، هتأخر على ميعادي
رغم أنه تعجب من طريقتها الغريبة معه والتي ظهرت فجأة بعد حديثه معها إلى أنه لم يستطع منع نفسه أن يسألها عن نفسه وما ينوي عليه : طيب هتساعديني؟
نظرت له نظرة مطولة تحمل الكثير من المشاعر حب وتمني وخيبة أمل وحزن كبير إعتصر قلبها الصغير الذي تحمل على عبئ المعاناة طوال حياته
ورغم ذلك رسمت إبتسامة حاولت جعلها طبيعية صافية لكن ظهرت عكس ذلك وهو تقول : إن شاء الله خير ويتحقق كل اللي في بالك وتكون قسمتك ونصيبك مش معقول حد يعرفك ويسيبك بسهولة
إبتسم بسعادة من كلامها الذي أعطاه أمل من مبتغاه ولهذا شكرها بحماس واضح زاد من أنين قلبها وكسر روحها، أغمضت عينيها بعد أن رحل بسيارته وحاولت السيطرة على دموعها وأخذت تقنع نفسها أنها بخير حتى تحاول أن تكبح جماح روحها لتبدو أمام الجميع القوية التي لا يهزها شئ
دلفت من مبنى الكلية الرئيسي الذي يدلف منه العميد والدكاترة فهي ليست كأي شخصية في الجامعة فهي محبوبة وسط زملائها وبين الدكاترة أنفسهم
طلبت المصعد وصعدت للدور المنشود حيث مكتب الدكتور سامي دكتورها وأستاذها والذي يشرف بنفسه على رسالتها…….
قابلته في الممر حيث كان يتجه لمكان ما فنادته مسرعة وهي تنظر لساعتها مندهشة فالساعة تخطت العاشرة لقد تأخرت لأكثر من ساعة على ميعادها وتلك هي المرة الأولى التي تخالف فيها موعدا قد تحدد لها
وقف دكتور سامي يطالعها من بعيد ورغم أنه تضايق من تأخيرها لكنه سعيد بظهورها لعل المانع كان خير فتلك أول مرة لمخالفة موعد فلا بأس فهي طالبته المميزة وكان ذلك منذ أن كانت طالبة أكاديمية في الكلية
نظر في ساعته بتلميح بعد أن إقتربت : دا أنا قلت دكتورة براءة راحت عليها نومة ونسيتني خالص
حاولت أن تبدو طبيعية قبل أن تنهار إلتقطت أنفاسها المضطربة بصعوبة : أسفة بجد، الطريق كان زحمة جدا وإنت عارف المواصلات في الحر ده
نظر لعينيها لوهلة قبل أن ينطق بشئ : إتحسبت عليكي كذبة يا دكتورة براءة
قال ذلك علما لها أنها تكره الكذب وتصرح بالحق ولو على رقبتها، تحب الصراحة وبراءة القلب وصفاء النية لذا لا تختلط بذوات النفوس الملوثة والتي طعنتهم الحياة وخلطتهم بخلطاتها المقززة رغم ذلك فهي إنسان من الممكن أن يكذب لإخفاء شئ ليس عليه التصريح به على العلن هكذا
ولكن ليكن ما يكون
صمتها طال أكد لدكتورها ذلك ووشت عيونها عما بقلبها
ربت على كتفها بأبوة واضحة : مالك يا حبيبتي؟
إغتصبت إبتسامة : أنا ؟ أنا مالي ما أنا كويسة اهو؟
نظر لها بشك : متآكدة؟
أخذت نفسا عميقا وترقرقت عينيها بالدموع بصمت
نظر حوله فوجد المكان هادئ نوعا ما ولكن ليس مكان للحديث
نظر في ساعته مرة أخرى حاولي تتماسكي شوية وتعالي معاية هنوصل لحد العميد ونرجع نتكلم يبدو إنتي مش في مزاج للدراسة خالص ولكن لازم تيجي معايا للعميد أنا شايف إن دي فرصة مش هتتعوض وكمان هنتكلم في موضوع قريب من موضوع رسالتك
نظرت له بدهشة : إنت بتتكلم جد؟ العميد؟
ضحك سامي : ايه وجه الإستغراب إن احنا رايحين للعميد؟
ابتسمت براءة : مفيش وجه استغراب ولا حاجة بس يعني
سامي : مستغربة انك تقابلي العميد وش لوش مش مجرد إنك شايفاه على مرمى بصرك في الكلية صح؟
براءة : أكيد
سامي : تعالي بس كدا وبعدين هتفهمي أنا عاوز ايه بالظبط؟
براءة : أوكي
تحركت صحبته بصمت وهي تحاول أن تهدئ من ثورة قلبها وتحاول أن تكبح دموعها فهي بدت أضعف من ذلك في عكس ما يراها الناس قوية ولا تهاب أي مشكلة فكيف لا يرى الناس أنها إنسانة لديها محطات ضعف أكثر من لحظات قوتها، فكيف يحكم الناس عليها وهي تلك التي هزتها رياح الحياة بكل مراحلها
مرت من أمام ناظرها ذكرى بعيدة لوالدتها وهي تشجعها على الخطى نحو الحياة بشجاعة وأن نجعل لحظات ضعفنا وعواطفنا داخل غرفنا لا نحكيها لأحد أيا كان لأن الناس يروا في العواطف ضعف وعلى عكس ذلك ولكن لن يفهمك إلا من مر أو يمر بتجارب مشابهة لتجاربنا في الحياة
تمتمت بحزن : الله يرحمك يا ماما
كان يراقب ملامح وجهها بصمت يحاول أن يدرسها، فهي منذ أن إلتحقت بالجامعة وهي إبنته قبل أن تكون طالبته رأي فيها إبنة علمها وأرشدها وخاصة بعد أن علم أنها يتيمة تعاني ضيق الحياة
شعر أن هذه المرة جرح قلبها وبقوة جعلتها لا تستطيع التحكم بعواطفها رغم أنه يعلم قوتها التي تواجه بها العالم والتي تختبئ تحت نطاق الضعف التام تنهد بأسى وهو يرى جهدها الذي تبذله في محاولة لتظهر عكس ما بداخلها
دقائق وكانوا أمام مكتب العميد إستقبلتهم مديرة مكتبه برسمية وثواني مرت أمامهم كالسهام ودلفوا مستأذنين
كان رجلا خمسينيا، متوسط القامة ومعتدل الجسد ملامحه جادة يبدو عليه الوقار الشديد
لقد رآته ألاف المرات لكن ليست هذه المرة ككل المرات التي رأته بشكل خاص وواضح هكذا
بمجرد دخولهم إستقبلهم العميد بود كبير نظرا لمعرفته الشخصية بالدكتور سامي ليس كعميد ودكتور وإنما يبدو أنهم على معرفة شخصية ببعضهم وهذا ما وضحته المودة الشديدة بينهم أمام أعين براءة والتي لم يغب عنها ذلك
فدكتور سامي شخصية معروفة ومحبوبة لدى الجميع ولديه مكانه خاصة في قلوب من يعرفه سواء في الحياة الجامعية أو الحياة خارج نطاق الجامعة
إبتسم العميد بود وهو يتفحص براءة والتي يعتبر كأنه يراها للمرة الأولى، ولكنه شعر لوهلة أنه يعرفها منذ زمن بعيد وكأنه رأى تلك العيون في مكان ما من قبل ولكن ذاكرة الماضي لم تسعفه ورغم محاولاته إلا أن شعور معرفته لها قوي جدا
وكانت براءة أيضا تفحصه بعين مختلفة عن كل مرة تراه فيها
كان دكتور سامي يراقب كل ذلك بأعين شاخصة وعلى الرغم من معرفته للعميد بشكل شخصي إلى أنه لم يستطع تفسير نظرته لبراءة وماذا تعني؟
قطع الصمت دكتور سامي معرفا : دكتور صفوت دي بقي الدكتورة المستقبلية اللي حكتلك عنها
وجدت ملامح العميد إنفرجت ويبدو عليه الحماس الشديد يبدو أن دكتورها تكلم كثيرا عنها لتجد ردة الفعل هذه
دكتور صفوت : أهلااااااا إنتي بقي براءة؟ دكتورة براءة… أخيرا قابلتك
إبتسمت براءة : دا شرف كبير ليا إن حضرتك تعرفني وإنك تكون مستني تشوفني
دكتور صفوت : البركة في دكتور سامي مش بيبطل كلام عنك عارفة لأي درجة! لدرجة إنه قال لو عنده ولد كان خلاه خطفك ومتبعديش عنه، بصراحة في الأول فكرته بيبالغ لكن دلوقتي وقبل ما اشوف أي إنجاز ليكي أقدر أقول إن الجواب بيبان من العنوان فعلا وإن كل الكلام دا ميكفيش
شعرت بسعادة بالغة هدأت من روحها قليلا جعلتها تستعيد قوتها ورباطة جأشها من جديد لمدى بعيد
هبطت موجة إنهزامها وضعفها وجمعت شجاعتها وبدت أقوى مما كانت قبل قليل
دكتور صفوت : اتفضلوا
جلس دكتور سامي على الأريكة القريبة من المكتب وجلس العميد على أريكة مجاورة بينما براءة جلست بجانب دكتور سامي
دكتور سامي : طبعا حضرتك عارف سبب تواجدي، وسبب تواجد براءة هو إصرار حضرتك إنك تتعرف على البنت اللي علطول شايفها مرايتي وأكتر وطبعا موضوع نقاشنا متقارب جدا من موضوع رسالة براءة
دكتور صفوت بإبتسامة : الأول تشربوا إيه؟
صمتت براة تنتظر دكتورها وردة فعله أولا وجدته يطلب وسألها ولكن خجلها منعها فطلب هو لها بما أنه يعلم مشروبها المفضل وبعد قليل بدأ نقاشهم ومنه إندمجت براءة ونست كل مخاوفها وجراحها وألقت باصرها على حلمها……. وآمال عائلتها
مع دقات الساعة الثانية عشر ظهرا كانت قد إنتهت المحاضرة الثانية لعدالة والتي بالطبع لم تحضرها بوسوسة من صديقتها والتي يبدو أنها أكثر من مجرد أن يقال عنها صديقة سوء لأنها وعلى ما يبدو تخطط أن تنحدر بعدالة لمكانة دنيئة وتخسر عدالة ليس حياتها بل كل ما خططت وبنت عليه سنواتها وأحلامها ولكن هل تلك هي خططتها من البداية أم أنها غير مدركة نتيجة هذا الطريق؟ أم أن الموضوع غير ذلك وله علاقة بطرف ثالث وهذا كل ما في الأمر؟ ولكن ما هدف الطرف الثالث على حد التقدير إن كان هناك أساسا؟ وما علاقته بعدالة؟
كان المكان هادئا خاليا من الناس والطلية هذا يعني أنه كالصحراء الجرداء لكنه يقل فيه التواجد لأنه بعيدا عن تجمع الطلبة والشباب بشكل عام
على ما يبدو من حركات الموجودين أن هذا المكان للتجمع المشبوه أو غير ذلك من الممكن أن نقول أن عدالة وعالية على وجه الخصوص في ركن من هذا المكان يلتقطون الصور ومقاطع الفيديو الإلكترونية على تطبيق الشهرة والمال كما يسمونه تيك توك وعلى ما يبدو من تواجدهم في مكان كهذا أن هذه الفيديوهات ليست عادية بل على حد القول أو التلميح فهي يبدو أنها خادشة وإلا فلما لا يتواجدون بين العامة؟ فالجميع يستخدم هذا التطبيق علنا وعلى المشاع وإلا فإنهم يفعلون ما لا يليق بهم ولا حتى يليق بإسم عدالة
الأغرب كيف وافقت عدالة على هذا التقزز الواضح؟ وما هدفها من كل هذا؟ وهل تواجدها صدفة أم أنها جريمة تم الترتيب لها؟ وما نوعية ما تقدم عدالة وصديقة السوء من الفيديوهات؟
يبدو في كل هذا الأمر سرا، والذي يبدو أكثر أن عدالة قد وقعت بالفخ……
بعد وقت إنتهوا من التصوير وبدا على عليا نوعا من السعادة وبدت عدالة تشعر بوخز في قلبها وأنها تشعر بنوع من الندم حاولت أن تكبحه ولكنها لم تستطع فرغم كل الخلافات التي تعيش فيها لسنوات والتي بدأت من عند جدها ضد أختها ورغم كل ما تمر به إلى أنها ليست هكذا فهي تربت على الأخلاق والحياء وكل ما تفعله لا يدل أنها تربت، ولا تخلقت فلماذا إجتاحت هذا العالم، يبدو أن في الأمر سرا ولن يطول ليعرف، فهذه الحياة لم يعد فيها ما يقال سرا ونحن أدرى بذلك جيدا أليس كذلك!
إقتربت علياء من عدالة :ممكن تبطلي تسرحي مني؟ مالك يا عدالة؟ إنتي في وجودك معايا علطول ساكتة وسرحانة ممكن أعرف فيه ايه؟
عدالة نظرت لها قليلا تحاول أن تستدرك شيئا من عيونها لكنها كما إعتادت عليها غامضة وغائمة لم تعرف يوما أن تصل لعمق تفكيرها
عدالة: تعرفي أنا خايفة من اللي بعمله ده، مش عارفة إيه اللي خلاني طاوعتك
إبتسمت علياء وإقتربت منها لتهمس لها بمكر كالأفاعي السامة : عشان طموحك وأحلامك اللي ياما حكتيلي عنها وعن علاقتك بآختك اللي بتتمني تخلصي منها
إهتزت عدالة وبحدة : علياء! براءة لا، سامعة، طلعي براءة من أي حسابات، براءة في الأول والآخر اختي أيا كان اللي بيني وبينها فدا وارد بين الإخوات لكن إيه أخلص منها دي، متنسيش إنها أختي وأختي الكبيرة فلو بتفكري تإذيها بيا تنسي اللي بينا، اختي خط أحمر ايا كان اللي بيني وبينها لكن اللي يقرب منها ساعتها مش هتتوقعيني
صدمت علياء كثيرا من حديث عدالة الغاضب فيبدو أنها فهمت خلاف الأختين بطريقة بعيدة المدى وأنها تخيلت أنها تستطيع استغلال هذا الصدع بينهم وضرب براءة به
يبدو أنها لم تعمل بشكل صحيح ولم توسع الفجوة بينهم بالشكل المطلوب، يبدو أنها لابد من بذل جهد أكبر من هذا ولن تسمح وقتها بتهديد كتهديد تلك السخيفة ولكن ما السبب لكل هذه الكراهية لها؟
عدالة : الجو حر تعالي نروح الكافيتيريا نجيب حاجة قبل المحاضرة التالتة ما تبدأ صراحة أنا هحضر المحاضرة دي معرفش إنتي هتحضري ولا لا
علياء بخبث : لازم نحضر يا روحي ودي تفوت، إحنا مش هنفوت كل المحاضرات إحنا برضه عايزين ننجح، يلا بينا
علياء في نفسها: صبرك عليا بس أنول اللي في بالي وساعتها هعرف أرد كويس أوي على كل كلمة قولتيها في حقي ماشي يا…. يا عدالة
أما عند سمر والدة فريد والتي قررت أن تأخذ إجازة لفترة من عملها إجازة علها تجتاز فيها أزمتها وتتفرغ لبيتها وولدها ورغم أنه قرار متأخر إلى أنه أتى في النهاية كما يقول المثل أن تأتي متأخرا خيرا من ألا تأتي
صعدت إلى غرفة فريد وجدتها عبارة عن فوضى تذكرت أنها لم تدخل تلك الغرفة منذ فترة وأنها لا تهتم فقط الخدم هم من يهتمون لكل شئ حتى أنهم يقومون مهامها شعرت بالسخرية من نفسها وهي تراجع ذاكرتها فلا تجد وقتا أعطته لبيتها وزوجها وولدها الذي زادت في تدليله بما إنه ولدها الوحيد ولكن لابد أنها أدركت المسؤولية بعد أن رأت بعينها تصرفات إبنها والتي يبدو أنها تراها للمرة الأولى ومن يدري لعلها رأتها قبل ذاك وتجاهلته كما تفعل
ورغم أنها قررت أن تعطي فرصة لنفسها بالإهتمام بعائلتها وبيتها خطرت في بالها فكرة وليدة اللحظة التي رأت فيها غرفة إبنها، أنه حان الوقت لكي يتزوج ويكون عائلة ويأتي بزوجة تهتم به وبمتطلباته وبالطبع خطر لها أن تبدأ في رحلة البحث ليس عن أي إمرأة تناسب عائلة البارون بل بفتاة أيا كانت عائلتها تتحمل فريد، فهو فليس بالشاب السهل الذي يسهل عدوله وعودته للصواب فمؤكد من تكون صاحبة النصيب ستخوض حربا وتتمنى أن تربح وترى فريدا أخر غير الذي تراه بأم عينها
رن هاتفه للمرة الغير معلومة وهنا إنتبهت سمر لنفسها
وإقتربت من فريد وحاولت إيقاظه والتي كانت بمثابة مهمة صعبة عليها فهو كان ثملا فكيف سينهض بهذه السهولة
شعرت بالخزي من نفسها وبالشفقة عليه
كان فريد نعسا لدرجة أنه حاول تجاهل نداء والدته المتكرر ورغم إلحاحها إستطاع أن يلوح بيده ليشير لها بالتعب فشعرت باليأس وخرجت
لم تستطع كبح مشاعرها هنا فإنهارت باكية وجدتها مديرة المنزل هكذا شعرت للأسف عليها
وإقتربت منها وحاولت أن تهون عليها وتقول لها كلمات مواساة وتقوية
نظرت لها سمر فجأة وهي تفكر في أمر ما
بعد ساعات من النقاش المغلق إنتهو أخيرا ورغم طول الوقت إلى أن براءة إستمتعت بالنقاش وسماع العقليات الكبيرة وخرجت بحصيلة كبيرة ستضيف لها بالتأكيد في رسالتها شعرت بعوض ربها يقترب شيئا فشيئا فقد رزقها الله من قبل هذا الدكتور والأن رزقت بدكتور اخر بل وبرتبة أعلى شكرت الله بطريقتها حسن نعمه
فهناك نعم لا نراها بأعيننا أحيانا ولكن ندركها مع الوقت فنعلم أن الله لا يأتي لعباده إلا بكل الخير، وعلينا ألا نحزن في المحنة فمنها يخلق الله المنحة
إستمروا في الصمت، يراقبون بعضهم في صمت وخصوصا صفوت الذي يشعر أنه تقابل مع براءة من قبل ولكن هذا لم يحدث ولكن بداخله هذا الشعور ومن الناحية الأخرى سعيدا بها وبإجتهادها وشخصيتها الفريدة
وفجأة خطرت له خاطرة عليه أن يمعن التفكير بها لو أدخل براءة بعالم فريد هل سيحصل منها على فريد مختلف فريد تمناه دوما؟ ولكن هل ستقدر هذه الفتاة البريئة على ذاك الأسد؟ ولما لا،؟ إذا عليه التفكير بعمق الموضوع وإقناع زوجته وفريد كي يزوجه براءة بأسرع وقت قبل أن يمنحها الله لأحد أكثر حظا!
. فريد شاب لعوب عديم المسؤولية رغم أنه عملي جدا وطور من شركات العائلة وأصبح من رجال الأعمال المعروفين إلى أنه لعوب جدا، وزير نساء فلا يخفي عليه نقطة كهذه في ولده ومن المؤكد أن الزواج سيعيد إصلاحه ولن يكون أي زواج او أي زوجة، زوجة من نوع خاص، فتاة مميزة، فتاة تستطيع السيطرة على فتى حياته كلها طيش ولهو فكيف؟ وماذا إن كانت هذه الفتاة هي براءة؟ لكنها يحتاجها وعليه إتخاذ قرار سريعا فالأمور هذه يجوز فيها السرعة وخصوصا حينما أصبح الحصول على مثل هؤلاء الأشخاص نادرا لذا إذا أتيحت الفرصة فلا بد من إستغلالها جيدا لأنها لن تتكرر ثانية
قطع الصمت محاولة البراءة الإستئذان بسبب تأخيرها الكبير على المستشفي
براءة : معلش بقي أنا عارفة إن قاعدة زي دي متتعوضش وخصوصا لو قاعدة علم، بس أنا مضطرة أستأذن لإني مرتبطة بشغلي في المستشفي وإتأخرت جدا ومديري الله يسامحه مش بيتهاون
ضحك سامي على طريقتها وتذمرها كطفلة عكس ما كانت منذ قليل تناقش وتجادل وتبدو كأستاذة كبيرة ذو خبرة ونقاشات
ابتسم العميد بسرور : فرصة سعيدة جدا جدا بصراحة إنتي هدية ربنا للجامعة وأتمنى يكون فيها طلبة بنفس براءة وطموح براءة
إبتسمت براءة بتشجيع وحماس وصمتت بينما تنهد العميد مودعا : مش هنعطلك ، نتمنى تتكرر المقابلة دي، النقاش والقعدة معاكي جميلة
براءة بخجل :ميرسي يا دكتور
صفوت : معلش هو سؤال بس قبل ما سيبك تمشي إسمك إيه كاملا
تعجبت براءة من طلبه ومع ذلك أدلته بما يطلب : براءة محمود كمال المرشدي
لم تدرك أن هذا الإسم ليس مجرد إسم بل عالم كامل ومحركا قويا لمجرى الأحداث فقد قرأت الصدمة الواضحة في عيون العميد الذي وقف صامتا بصدمة كبيرة كمن فقد النطق وهو يردد بأثر من الصدمة : بنت وكيل النيابة؟
نظرت له بحزن وتعجب مفاجئ وسألت : هو إنت تعرف بابا؟
يبدو أن ما خفي كان أعظم، ما هو الحدث المنتظر للأبطال وكيف سيبدأ لقائهم وكيف سيكون في القادم ان شاء الله

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية طاقة حب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى