رواية ضحايا الماضي الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم شهد الشورى
رواية ضحايا الماضي الجزء الخامس والعشرون
رواية ضحايا الماضي البارت الخامس والعشرون
رواية ضحايا الماضي الحلقة الخامسة والعشرون
بمنزل عمر كان حسن يقص على والده تصرف عمر الغريب و اهتمامه بتلك المريضة قبل ان يسأل والده عن اسمها تفاجأ الاثنان بباب الغرفة يفتح يليه دخول عمر برفقة تلك الفتاة انتفض والده و يدعى طه من مكانه قائلاً بصدمة :
انتي !!!!
ثم تابع بغضب و هو ينظر لابنه مشيراََ بيده على تلك الفتاة :
انت جايبها هنا ليه
دفع عمر الكرسي المتحرك التي تجلس عليه سارة نحو غرفته قائلاً لوالده بهدوء :
لحظة واحدة يا بابا
لحظات و عاد لهم قائلاً بهدوء :
سارة هتقعد في شقتي اللي كنت هتجوز فيها فوق
طه بغضب :
بتساعدها ناسي اللي عملته فيك ، نسيت ان بسببها سيبت شغلك في التدريس عشان كلام الناس ، نسيت عملت فيك ايه و خلت سيرتك على كل لسان في الجامعة ، حنيت ليها
تنهد عمر قائلاً بهدوء رغم ألم قلبه من حديث والده المحق بكل كلمة قالها :
لأ مش ناسي يا بابا ، بس بردو مش ناسي تربيتك لينا و هي ان احنا نساعد المحتاج و هي طلبت مني مساعدة و مكنش فيه اللي يقف جنبها كنت اعمل ايه يعني
زفر طه بغضب ليتدخل حسن بالحديث قائلاً بعدم فهم و ضيق :
فهموني ايه اللي بيحصل انتوا تعرفوا سارة دي منين
ايه علاقتها بشغل عمر في الجامعة
طه بغضب :
ملهاش و دلوقتي حالا يا عمر تروح ترجعها من مكان ما جبتها انت فاهم ، دي مش هتقعد في بيتي دقيقة واحدة
عمر بهدوء :
مقدرش يا بابا انا كل اللي هعمله هخليها تقعد في شقتي فوق و هكلم ام حمدي تقعد معاها و تراعيها لا انا هشوفها و لا حضرتك هتكون مجبور تشوفها و لا هتحس بيها اساساََ هي فترة مؤقته بس
ثم تابع و هو يشير لغرفته التي هي بها الآن :
زي ما انت شايف حالتها عاملة ازاي و لوحدها مقدرش اسيبها كده خصوصا انها استنجدت بيا
ثم تابع بسخرية :
وجودها زي عدمه متخافش مش هحن ليها انا بساعدها بس مش اكتر ، هي هتفضل هنا بس ساعة و الشقة فوق بتتنضف بعدين هطلعها
…
بالداخل كانت سارة تستمع لحديثهم فكان صوتهم عالي لتنفجر في بكاء مرير من الذل و الانكسار
التي تعيش بهم الآن لا مكان لها لتذهب إليه ليس لديها احد لا مال لا عائلة لا جمال لقد ذهب كل شيء بلحظة و كانت سبب نفور الجميع منها بسبب غرورها و عجرفتها مع الجميع و لم تحسب حساب لهكذا يوم
دخل عمر للغرفة ليجدها تضع يدها على وجهها تنتحب بقوة سألها بجمود :
بتعيطي ليه مش عملتلك اللي عوزاه
طالعته قائلة بانكسار و هي تشعر بالذل :
مش عاوزة كده
سألها بضيق :
اومال عاوزة ايه قولتيلي اطلعك من المستشفى و طلعتك اعملك ايه تاني
بكت بقوة ليزفر بضيق ثم خرج و صفع الباب خلفه حتى لا يتأثر بدموعها التي لا يعلم ان كانت حقيقة ام كاذبة لتكسب تعاطفه و يعود لسابق عهده معها
لا يزال قلبه ينبض بحبها و لكنها خسرت ثقته بها
مر وقت و كان دفع المقعد الخاص بها لداخل المنزل الموجود بالطابق الذي يلي منزل والده اخذتها منه ام حمدي و هي زوجة حارس البناية ثم غادر المنزل
ربتت ام حمدي على كتفها قائلة بمواساة و شفقة :
ربنا يشفيكي يا بنتي
ساعدتها على الاستلقاء بالفراش قائلة بحنان :
تحبي تاكلي ايه انهاردة ، الدكتور عمر مالي التلاجة كلها اكل و موصيني عليكي ، نفسك في ايه
اجابتها بحزن و عدم شهية :
مش عاوزة حاجة
– ليه بس يا بنتي ده انتي لازم تاكلي عشان الدوا بتاعك ده انتي خارجة من عيا يجرالك حاجة
بكت بقوة قائلة :
ياريت و اموت و ارتاح
ربتت الأخرى على كتفها قائلة باستنكار :
تفي من بؤك يا بنتي بعد الشر
ثم تابعت بحزن :
بس متعيطيش والله ما في حاجة مستاهلة تبكي عليها كده و تقهري نفسك
……..
مر شهر على الجميع كانت كلاََ منهم يعيش برفقة زوجته بسعادة و ادهم توقف عن ملاحقة هنا التي اوضحت له انها لن تعود له نهائياََ و لا يلتقي بها سوى عند ذهابها للطبيبة حتى تطمئن على جنينها بينما إلياس بعد ما ايام طويلة ظل يلاحق حياة التي كانت تتجاهله و تعامله برود و اضطر للعودة لإدارة العمل فشقيقه مازن لا يمكن ان يدير العمل بمفرده
بينما سارة اعيش بمنزل عمر الذي لم تراه فيهم سوا القليل جداََ و كانت ام حمدي تعتني بها جيداََ
لم تسلم من كلمات والده طه السامة الذي من الحين و الأخر يصعد لها يخبرها بعدم رغبته ببقائها هنا كانت تبتلع الإهانة و الذل مرغمة فليس لديها حل اخر
بينما حياة كانت تجلس برفقة بدر الذي أصبح يشاركها يومها و الجلوس بالحديقة كحالهم الآن بتلك اللحظة و على تلك المقاعد و الكتب امامهم على الطاولة يساعدها في استذكار دروسها منذ بداية العام الدراسي الجديد شيء اساسي كل يوم بعد عودته من عمله
تجلس بجانبه و هو يختلس النظرات العاشقة لها من حين لاخر حتى انتهى الاثنان ليداعب هو انفها باصبعه قائلاً :
شطورة ذاكرتي كويس
سخرت منه قائلة :
ناقص تقولي خدي حاجة حلوة مكافأة زي العيال الصغيرين
تصنع التفكير قائلاً بمرح :
فكرة مش بطالة
سألته بغيظ :
يعني انا عيلة صغيرة
ضحك قائلاً بمشاكسة :
انا مقولتش انتي اللي قولتي
نظرت له بغيظ ليتابع هو بمشاكسة :
خلاص يا صغنن متزعلش بهزر
ثم تابع بابتسامة :
في حفلة شغل معزوم عليها بليل ايه رأيك تيجي معايا و تغيري جو بدل ما انتي من الجامعة للبيت و البيت للجامعة
نظرت له قائلة بابتسامة صفراء :
لأ مش انا عيلة صغيرة هتاخد معاك عيلة ليه
ضحك قائلاً بمشاكسة :
طب ما دي الحقيقة
وكزته بذراعه قائلة بغيظ :
انت رخم حد قالك كده قبلي
ضحك قائلاً بمرح :
يوووه كتير
اعتدل قائلاً متابعاََ حديثه بابتسامة :
على فكرة مش بهزر ياريت لو تيجي معايا
بتلك اللحظة جاءت والدته صبا تضع القهوة امامهم قائلة بابتسامة حنونة لحياة :
القهوة يا حبيتي اساعدك في اي حاجة
ابتسمت لها حياة قائلة :
تسلم ايدك مكنش فيه داعي تتعبي نفسك
ابتسمت لها صبا قائلة :
تعبك راحة يا حبيبتي
ثم تابعت قائلة :
بدر
– نعم يا ماما
ابتسمت قائلة :
انا كلمت نسرين و قولتلها تجهز عشان تروح الحفلة معاك بليل ابقى عدي عليها
زفر بضيق قائلاً :
مين قالك تكلمي نسرين بس و بعدين انا هاخد معايا حياة
ربتت على كتفه قائلة بلهفة :
وماله يا حبيبي روحوا سوى كلكم ، نسرين كويسة اوي و مناسبة ليك فكر……..
قاطعها قائلاً بملل :
ماما
نظرت صبا لحياة قائلة :
طب اقنعيه انتي يا حياة انتي اتعرفتي على نسرين مش لايقين مع بعض و مناسبة ليه و….
قاطعها بدر مررداََ بضيق :
خلاص يا ماما هعدي عليها بليل
غادرت صبا بينما الاثنان ظلا في صمت طويل قطعته حياة قائلة بهدوء :
على فكرة مامتك معاها حق هو صحيح انا مش بستلطفها بس مامتك معاها حق هي مناسبة جدا ليك و……
قاطع حديثها ضحكة بدر الساخرة لتسأله :
بتضحك على ايه
تنهد قائلاََ بسخرية :
مستغرب ، كلامك معناه انك بتحاولي تقنعيني اني انساكي و احب واحدة تانية ، كأن النسيان بالساهل
تنهدت قائلة بحزن :
بدر ، انا قولتلك انا مش هنفع ليك ، قولتك بلاش
نظر لها قائلاً بانفعال :
قولتيلي بلاش احبك و بتلوميني دلوقتي على ايه ، على حاجة مش بأيدي ، بس عارفه لو بأيدي بردو كنت اخترت احبك يا حياة
اخفضت وجهها قائلة بحزن :
بتحب وجع القلب
امتدت يده يضعها أسفل وجهها ليجعلها تنظر له قائلاً بحب :
محدش بيحب وجع القلب ، بس لو منك انتي يا حياة ، اه بحبه
اشاحت بوجهها بعيداََ عنه بخجل ليسألها مرة اخرى :
هتيجي معايا
اومأت له برأسها ثم صعدت لغرفتها بينما جين كانت تقف من بعيد و بجانبها صبا بعد ان دار الحديث بينهم كالتالي
…
ما ان دخلت صبا للداخل وجدت جين تجلس على المقعد ترتشف كأس العصير و هي تتابع التلفاز اقتربت منها قائلة بحماس :
كلمت نسرين عشان تروح حفلة بليل مع بدر
وضعت جين الكأس من يدها قائلة بعتاب :
صبا انت موش شايف انك بتتضغط على بدر هي مش تحب نسرين
صبا بحزن و حيرة :
مش بيحب نسرين و لا بيحب غيرها و مش عاوز يتجوز ، نفسي افرح بيه يا جين ده بقى عنده تلاتين سنة غيره متجوز و مخلف
ربتت جين على يدها قائلة بابتسامة :
هتفرح بيه قريب اوي صبا بس استنى شوية بدر بتحب حياة
صبا بصدمة :
بيحب حياة !!!
اومأت لها جين قائلة :
بدر احكي كده ليه ، حتى انا لاحظ كده
صبا بلهفة :
طب ما يتقدملها و نجوزهم
جين بغيظ :
اوف اسكت صبا انت مفيش في دماغك دي غير جواز جواز ، في اهم
صبا بتزمر :
ايه الاهم من اني اجوز ابني و افرح بيه
جين بحزن من أجل حفيدها :
حياة مش يحب بدر صبا ، بدر عايزة تكسب قلبها
صبا بصدمة :
هو اتقدملها و رفضته
اومأت جين لها لتردد صبا بضيق :
رفضت ابني
تنهدت جين قائلة بحزن :
صبا حياة مسكين و زعلان علطول انت مش شوف نظرات اتنين لبعض هما بس محتاجين وقت شوية
ثم وقفت و جذبت يد صبا للزجاج الشفاف الذي يطل على الحديقة قائلة و هي تشير لبدر الذي يضع يده اسفل وجه حياة و الأخرى تشيح بوجهها بعيداََ عنه بخجل :
شوف حلوين مع بعض
ابتسمت صبا قائلة بلهفة :
طب ما نخطط و نقربهم من بعض
جين بابتسامة :
موش لازم شوف هما يوم و يوم بيقربوا من بعض اكتر هما بس احتاج شوية وقت صبا ، احنا ممكن نساعد لو لازم بس اهم حاجة تبطل تضغط على بدر بموضوع نسرين
اومأت لها صبا قائلة بلهفة :
انا كنت عاوزة اجوزه نسرين عشان مكنش فيه حد في حياته لكن دلوقتي فيه و بيحب يبقى خلاص
………
مساءاََ كان الحفل بسيط يقام بفيلا خاصة بأحد رجال الأعمال الذي تم توقيع عقد عمل بينه و بين بدر لذا أقام تلك الحفلة كاحتفال صغير
كان يتحدث بدر مع احد رفاقه و يدعى ماكس بأمور العمل و تشارك حياة بالحديث فهي عملت منذ سنوات قليلة بشركة شقيقها و تعرف جيداََ بأمور العمل خاصة و ان بدر يعمل بنفس المجال
كانت نسرين تقف بجانبهم و كلما حاولت لفت انتباه بدر لها تفشل كالمرات السابقة كانت تنظر لحياة بغل و حقد و هي ترى ما جاهدت ان تفعله طوال تلك السنوات تأتي تلك الفتاة و تفعله بتلك البساطة لقد خطفت الأجواء من حولها بجمالها و ذكائها بالعمل لتصبح كل الانظار عليها و اولهم بدر الذي سعت كثيراََ لتكسب قلبه و ان تجعله يلتفت لها و لو مرة واحدة
كادت ان تطلب من بدر الرقص معها لتبعده عن حياة الذي منذ ان جاء و هو لا يفارقها ابداََ لكن جاءت زوجة احد رجال الأعمال المتواجدين بالحفل قائلة بدلال و صوت ناعم :
Mr. Bader, can you dance with me ?
سيد بدر ، هل يمكنك الرقص معي ؟
اعتذرت منها نسرين قائلة بابتسامة صفراء :
Excuse me, Badr will dance with me
اعتذر ، بدر سيرقص معي
كان بدر ينظر للاثنتان و هما يتبادلان النظرات بشراسة و كلاهما ترغب بالرقص معه و بجانبه حياة التي شعرت بالضيق من هذا الموقف ربما غيرة لكن كيف و هي من المفترض انها تحب إلياس !!
على غفلة جذبها بدر من يدها لساحة الرقص متجاهلاََ نسرين و المرأة ثم رفع يدها على كتفه و التقط الأخرى بين يده ثم وضع يده الأخرى على خصرها يتمايل معها على انغام الموسيقى الهادئة
في صمت قطعته هي قائلة بتردد :
بدر
اجابها بتلقائية و بدون وعي :
عيونه
اخفضت وجهها بخجل و حرج صمتت للحظات قبل ان تقول بحرج :
انا مش ببقى قصدي كل شوية ارفضك يعني ده مش تقليل منك ، انت غالي عندي اوي و عشان كده رفضاك لاني….لاني شايفة انك تستاهل الأحسن و تحب واحدة تقدر تسعدك و مت……
قاطعها قائلاً بابتسامة :
حد قالك تختاريلي
ضحكت بخفوت عندما تذكرت انها قالت نفس الكلمة لريان ” محدش قالك تختارلها ”
قطب جبينه قائلاً بتساؤل :
بتضحكي على ايه
تنهدت قائلة :
اصل انا قولت نفس الكلمة لريان
– قولتيله ايه !!
ابتسمت قائلة باشتياق لهم :
قولتله محدش قالك تختار لندا
ضحك بخفوت قائلاً :
طب مش عيب تقولي حاجة و متعمليش بيها
نظرت له ليتابع حديثه مردداََ بحب صادق :
محدش قالك تختاريلي و قولتلها و هقولهالك تاني يا حياة لو كل وجع القلب منك انتي هحبه
ابتسمت بخجل قائلة بصدق :
انت مفيش منك يا بدر ، مثالي و راجل تتمناه اي واحدة في الدنيا
ابتسم قائلاً بحب :
انا مش مثالي انا بس عاشق
تنهد ثم تابع مردداََ بصدق و هو ينظر لداخل عيناها :
اي واحدة تتمناني ، بس اتمنيتك انتي و بس
كانت نسرين تقف تراقبهم بغضب و غل تكاد تبكي من شدة القهر من اين ظهرت لها تلك الفتاة حتى تخطف الوحيد من احبته منها !!!
……….
– ايه الجو الشاعري ده
قالها بدر بمرح بعدما دخل باب الفيلا هو و حياة ليرى جده عاصم يحتضن جين زوجته و كذلك يفعل والده مع والدته امام النيران التي تخرج من المدفأة على وسائد بالأرض و صوت الموسيقى يصدح بالمكان و كانت اغنية قديمة لعبد الحليم حافظ
ثم تابع بمرح و هو يقترب منهم :
نجيب لمون و شجرتين
2
عثمان بضيق :
بس يا ولد
ضحك قائلاً :
طب راعوا ان فيه سناجل عايشين معاكم الواحد جاله جفاف عاطفي يا ناس
عاصم بسخرية :
روح اتجوز يا خويا و ابقى اعمل زينا عشان ميجيش ليك جفاف عاطفي
التفت بدر على الفور تجاه حياة قائلاً بهيام جعلها تخجل من الجميع :
هي بس لو تحن اعملها من بكره
قاطع نظراته الهائمة بحياة التي تتحاشى النظر له بحرج و خجل والدته صبا قائلة بمشاكسة :
نسرين موافقة من زمان
كتمت حياة ضحكتها عندما زفر بدر بضيق قائلاً بتذمر و غيظ :
الله يحرقها
صبا بمشاكسة و ضحك :
مالها بس نسرين دي كويسة جدا و…….
قاطعها بدر قائلاً قبل أن يصعد لغرفته :
و انا عايز انام تصبحوا على خير
………
في صباح اليوم التالي كانت تتحدث مع اشقائها على احد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو و الأربعة مجتمعين بزوجاتهم
ليقول أوس باشتياق ما ان ظهرت صورت شقيقته :
وحشتينا اوي يا حياة
ابتسمت بسعادة قائلة :
انتوا كمان وحشتوني اوي ، عاملين ايه
زينة بابتسامة و صدق :
فرحانين بس الفرحة مش كاملة من غيرك
امير بحزن :
ما ترجعي بقى
نفت برأسها قائلة بهدوء :
مش هينفع دلوقتي
ادم بابتسامة :
حتى لو قولتلك خبرين حلوين
سألته بفضول :
ايه هما
أوس و مهرة بسعادة :
احنا كمان عندنا خبر حلو
امير و فرح بوقت واحد :
احنا كمان
ندا و ريان هما ايضاََ :
احنا كمان عندنا خبر حلو
سألتهم بفضول :
طب ما تقولوا يلا شوقتوني
تنهد ادم قائلاً بشماتة :
محسن مات !!!
سألته بصدمة :
مات ازاي ، لسه مفيش حكم صدر عليه
أوس :
معروفة كان هيبقى اعدام ، كانت خناقة بينه و بين مساجين معاه و واحد فيهم ضربوا بسكينة
ثم تابع بغل :
كان يستاهل موته ابشع من كده
حياة بهدوء :
لسه اللي هيشوفه في اخرته ، خلصنا منه خلاص الحمد لله
صمت الجميع لدقائق رغم سعادتهم بذلك الخبر إلا ان جروح الماضي لازالت لم تشفى بقلوبهم ذكريات ذلك اليوم مهما مر من العمر لن ينسوها ابداََ
سألتهم حياة بفضول :
طب ايه الاخبار التانية
ادم بتحذير :
هبدأ انا الاول انا الكبير
نظرت له حياة تستمع له بترقب ليخبرها بابتسامة و هو يضع يده على بطن زينة :
جهزي نفسك هتبقى عمته قريب !!!
شهقت حياة بسعادة و اخذت تصفق بيدها كالاطفال ليقول امير بسعادة هو الأخر :
فرح كمان حامل
ضحك أوس قائلاً بسعادة :
مهرة كمان حامل
ادم بسخرية :
ايه يا ندا مش حامل انتي كمان
اومأت ندا برأسها ليضحك الجميع بسعادة و حياة تراقبهم من خلف شاشة هاتفها بأعين دامعة من السعادة قائلة :
الف مبروك يا حبايبي يتربوا في عزكم يارب
استمرت المكالمة بينهم لوقت طويل و ما انتهت ابتسمت حياة بسعادة ليأتي صوت بدر قائلاً بمرح :
ما تضحكيني معاكي
صفقت بيدها قائلة بسعادة :
هبقى عمته
ابتسم قائلاً بغزل :
احلى عمته
تنحنحت بحرج ليسألها :
مين اللي حامل فيهم
ابتسمت قائلة بسعادة :
الأربعة
توسعت عيناه بصدمة سرعان ما ضحك بقوة قائلاً :
هما مظبطينها مع بعض و لا ايه
شاركته الضحك قائلاً :
شكلها كده
………
دخل عمر للمنزل بعد يوم عمل مرهق ليتفاجأ بوالده أمامه قائلاً بغضب :
هتمشي امتى فات شهر و هي لسه فوق
عمر بضيق :
اعمل ايه يا بابا اروح اطردها و ارميها في الشارع
طه بغضب :
ايه مش هاين عليك لسه بتحبها فوق بقى و متنساش دي تبقى مين و لعلمك انا سألت عليها عرفت كل اللي عملته و ان امها ماتت ازاي و انها بنت حرام و سمعتها هي و اهلها سودا…..
قاطعه عمر قائلاً بغضب :
مش بحبها يا بابا بكرها و مش بطيقها اروح اولعلك فيها عشان تعرف اد ايه بكرهها ارحمني بقى
خرج من المنزل مرة أخرى بعدما استمع لكلمات والده السامة التي لا تنتهي منذ سنوات قبل ان يغادر البناية جاءه اتصال من ام حمدي تخبره برغبة سارة برؤيته و الحديث معه فصعد لها و جسده بأكمله ينتفض من الغضب و كلمات والده ترن بأذنه ما ان دخل للمنزل اقتربت منه سارة بكرسها المتحرك قائلة بحزن :
عمر انا اسفة على كل حاجة و اسفه عشان وجودي هنا مسببلك مشاكل
صرخ عليها بدون مقدمات بغضب :
انتي كلك على بعضك مسببالي مشاكل من يوم ما عرفتك و انا كل حاجة في حياتي بقت اسوأ و مش بيجي من وراكي غير وجع القلب و بس
ركل المقعد الخشبي الموجود بجانبه قائلاً بغضب :
ظهرتي في حياتي تاني ليه عايزة توصلي لايه تاني المرة دي هخسر من وراكي ايه تاني ، ابويا بسبب وجودك بسمع من كلام زي السم و زمان نزلت في نظر طلابي و سيبت مجال التدريس بسببك زمان وثقت فيكي و خيبتي املي زمان طلعتيني اهبل قدام نفسي و قدام الكل اعدلك عملتي ايه فيا
بكت بقوة و جسدها ينتفض بخوف ليقترب منها قائلاً بغضب و هو يمسك يدها يحركها بغضب :
انا بكرهك و مش طايق اشوف وشك و لا طايق وجودك في مكان قريب مني
نظر لدموعها قائلاً بسخرية و غضب :
بلاش دموع التماسيح دي ، ما بقتش تاكل معايا ، محدش عارفك على حقيقتك أدي
قالها ثم غادر صافعاََ الباب خلفه بقوة و تركها تبكي كحالها كل يوم منذ تلك الحادثة كانت تبكي بصوت عالي و ام حمدي تقف بعيداََ و رأت و استمعت لحديث عمر الغاضب اقتربت منها قائلة بشفقة :
بس يا بنتي ما تعمليش في نفسك كده ده دكتور عمر قلبه طيب هو بس تلاقيه متعصب
دفعت بكرسيها نحو غرفتها و دفعت الباب خلفها تلتقط سماعة الهاتف المنزلي لن تبقى هنا بهذا المنزل بعد الآن حتى و ان بقت بالشوارع اتصلت بذلك الرقم الوحيد الذي تحفظه لحظات و اتاها الرد لتقول بدموع و صوتها يحمل رجاء بأن لا يخذلها :
بابا يوسف !!!
…………
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ضحايا الماضي)