رواية ضحايا الماضي الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم شهد الشورى
رواية ضحايا الماضي الجزء الثاني والعشرون
رواية ضحايا الماضي البارت الثاني والعشرون
رواية ضحايا الماضي الحلقة الثانية والعشرون
كانت تجلس ببهو القصر تضم قدمها لصدرها تنظر للفراغ بشرود حزينة تفكر بتلك الخطوة التي ستقدم عليها عن قريب جداََ افيقت من شرودها على رنين جرس باب القصر الداخلي ذهبت لتفتح بتكاسل و ما ان فعلت نظرت للطارق بصدمة قائلة :
بدر !!!!
استقرت عيناه على وجهها يتأملها باشتياق فاق الحدود لقد ظن انه لو ابتعد و عاد إلى حيث كان سينسى لكنه ابداََ حدث العكس لقد تضاعف عشقها بقلبه
ستكون حقاََ اكبر كاذبة اذا انكرت اشتياقها له ، اشتاقت لنظرة الحنان و الدفئ الموجودة بعينيه كلما ينظر لها لتشعرها بالأمان الذي لم تشعر به سوى برفقة اخوانها
تواصل بصري بين الأثنان لوقت غير معلوم قاطعه صوت جين جدته قائلة بتعجب :
بدر انتي واقفة عندك سرحانة في ايه
افيق الاثنان على حالهما ليجيب بدر بتوتر :
مفيش يا جين
بتلك اللحظة جاء صوت سليم من الخلف قائلاً بترحيب و سعادة فهو من قام بدعوتهم لحضور زفاف احفاده :
اهلا اهلا بالغالية مرات الغالي
بتلك اللحظة دخل من الباب عاصم شقيق سليم برفقة ابنه عثمان و زوجته صبا
على الفور اقترب عاصم من شقيقه يحتضنه
بقوة و اشتياق قائلاً :
واحشني اوي يا خويا
بادله سليم العناق قائلاً باشتياق مماثل و سعادة :
نورت مصر و بيت ابوك يا غالي
عاصم بحب و سعادة :
منورة بيك يا خويا
اقترب عثمان من عمه يحتضنه باشتياق و بعد وقت من الترحيب بحضور الجميع و بدر يختلس النظرات من حين لآخر لحياة التي تخفض وجهها ارضاََ بحزن لكن سرعان ما ابتسمت على تلك المرأة التي تدخل القلب بحديثها المضحك و الاشبه للأطفال قائلة :
فاطمة انت وحشت انا كتير اوي
فاطمة باشتياق :
انتي كمان والله واحشاني اوي يا جين بعدين بقالك العمر ده كله مع عاصم و مش عارف يعلمك العربي صح لحد دلوقتي
عاصم بيأس :
انا يأست خلاص يا مرات اخويا الولد عندها يتنطق بنت و العكس و بيني و بينك اهو بلاقي حاجة اضحك عليها
قال الأخيرة بمرح لتنظر له جين قائلة بتوعد :
انا هخليكي تضحكي كويس يا حبيبتي استني بس
ضحك الجميع بقوة و دار بينهم حديث طويل غادرت حياة بمنتصفه لغرفتها و هي تشعر بانعدام رغبتها بفعل اي شئ او الاستماع لأي شيء لاحظ اخوانها كما لاحظوا الايام الماضية و كلما يسألها احدهم يكون اجابتها لا شيء و اضطر امير للصمت بناءاََ على رغبتها بعد ان وعدها رغم عدم اقتناعه
كل ذلك لم يخفى على بدر الذي لاحظ هو الأخر شرودها الدائم و الحزن الذي يحتل ملامح وجهها مهما حاولت اخفاء ذلك
……….
في صباح اليوم التالي تعمدت حياة الخروج من القصر باكراََ حتى لا تلتقي ببدر او تحتك به
بشركة الأدم
كان الخمسة مجتمعين بمكتب ادم و من بينهم ريان الذي يجلس بصمت يتابع الحديث عن العمل الدائر بينهم بعدم فهم
كذلك الحال مع حياة التي تشارك الحديث بكلمات قليلة و معظم الوقت شاردة ، ليزفر ادم بضيق عندما سألها عن شيء ما لكنه لم تجيب بل لم تستمع من الأساس قائلاً :
لا بقى انا متأكد ان فيه حاجة
اوس بتأييد :
مظبوط في ايه يا حياة
ادم بحنان و هو يربت على رأسها :
مالك كل ما اسألك تقولي مفيش و علطول سرحانة ايه اللي واحد عقلك و الأهم ايه اللي مخليكي زعلانة كده
نفت برأسها قائلة بهدوء :
مفيش
ادم بحدة :
متقوليش كلمة مفيش دي تاني
تنهد بعمق قائلاً بهدوء :
اتكلمي يا حياة مالك في ايه
لمعت عنياها بالدموع قائلة بصوت مختنق :
قولت مفيش هو بالعافية لازم يكون فيه
قاطعها امير قائلاً بغضب :
لا فيه يا ادم الزبالة اللي اسمه إلياس……..ثم قص عليه كل ما حدث و ما ان انتهى انتفض اوس من مكانه قائلاً بغضب :
ازاي تخبي حاجة زي كده
ثم التفت لأمير قائلاً بتوبيخ :
البيه طالما كان عارف مجاش و حكالنا ليه
حياة بهدوء :
انا اللي طلبت منه ما يقولش
تفهم ريان على الفور السبب قائلاً :
خبيتي عشان علاقتي بندا ما تبوظش بسبب إلياس لأنه اخوها مش كده
اشاحت بوجهها بعيداََ لبزفر هو بضيق قائلاً :
هو ليه محدش عايز يصدق اني بحبها و اني مستحيل اخدها بذنب اي حد
ادم بحدة :
كان المفروض لما حصل كل ده تيجي و تحكي لينا عشان نخليه يندم ع اليوم اللي اتجرأ و نطق بلسانه الكلام ده
حياك بهدوء :
خوفي انك تتهور انت او حد منهم و ساعتها ممكن هما يرفضوا الجوازة دي مكنتش عاوزة مشاكل تحصل على حاجة متستاهلش
ريان بحدة :
هو ايه اللي ميستاهلش
تنهدت بحزن قائلة :
ممكن تهدوا انا مش عاوزة نفتح السيرة دي تاني كمان مش عاوزة اي حد يعمل حاجة ليه
امير بسخرية :
خايفة عليه
نفت برأسها قائلة بهدوء :
لا ، بس ميستاهلش غير كده انا مش عايزة اقوله الحقيقة ، لأنه خسر الحق بأنه يعرفها ، اللي عمله إشارة من ربنا عشان اعرف ان مش ده اللي أعافر عشانه و الحمد لله اني مكنتش قبلت طلبه للجواز
صمت الجميع بضيق و بداخل كلاً منهم يتوعد له فقط صبراََ تنهدت هي بعمق تستجمع شجاعتها قبل ان تقول :
في حاجة كمان عايزة اقولكم عليها
نظر الجميع لها باهتمام لتتابع هي حديثها قائلة :
قبل الدارسة ما تبدأ انا هنقل ورقي للجامعة هناك من تاني لاني قررت ارجع لندن !!!
ردد الاربعة بوقت واحد :
تسافري !!!
ريان بنفي و صرامة :
مش هيحصل
ادم بتأييد :
مين قالك ان احنا هنوافق
امير بسخرية :
عايزة تهربي مكنتش اعرف انك ضعيفة كده
تنهدت بحزن قائلة :
مش ضعيفة بس انا عيشت هناك سنين طويلة و احنا كنا جينا هنا لسبب محدد و خلص يبقى ايه اللي يخليني اقعد
اوس بعتاب :
طب و احنا مش عايزة تقعدي عشانا
ابتسمت قائلة بهدوء رغم حزنها :
انتوا كل واحد فيكم هيتجوز و هينشغل في بيته مع مراته و ولاده ان شاء الله
ثم تابعت بابتسامة :
انا كمان عايزة اعمل الحاجة اللي بحبها
ادم بحنان و هو يربت على كتفها :
مين قال ان احنا هننشغل عنك ، هو فيه حد بينشغل عن بنته
ابتسمت قائلة بهدوء و حزن ينعكس بوضوح بعيناها :
بتقول كده دلوقتي عشان لسه ع البر بس واحدة واحدة هتغرق في مسئولياتك ، دي سُنة الحياة
امير بحنان و صدق :
بس عمرنا ما هننشغل عنك انتي بالذات
ريان بعتاب :
ازاي بعد السنين دي كلها قضيناها مع بعض لحظة بلحظة عايزة تسافري و تبعدي عنا
اوس بتصميم :
مش هتسافري يا حياة انسي
ابتسمت قائلة بهدوء :
انا مش مهاجرة على فكرة دي كلها كام ساعة بالطيارة و تقدروا تيجوا تشوفوني و اشوفكم انا هخلص دراسة و هرجع و فيه اجازات كمان ، انا محتاجة ابعد فترة
ادم بتسويف و تأجيل للحديث الذي لن يطاوعها عليه بالطبع :
لما نرجع من السفر بعد الفرح نبقى نشوف الموضوع ده
تنهدت بعمق قائلة بتصميم :
لما ترجعوا من السفر انا هكون جهزت نفسي و هسافر عشان الحق اقدم ورق الجامعة بتاعي
تبادل الاربعة النظرات بعدم رضا و كلاََ منهم لا يتقبل فكرة ابتعادها عنهم غادر ادم اولا قائلاً بضيق :
اعملي اللي تعمليه
ثم غادر بعده اوس ثم امير ثم ريان لتبقى هي وحدها بين نارين لا تريد الابتعاد عنهم و تريد مغادرة هذه البلد التي لم ترى فيها سوى العذاب
…………
في منتصف اليوم
كان امير يجلس بأحد المتاجر المخصصة لفستاين الزفاف ينتظر فرح حتى تخرج بعد تجربة ذلك الفستان الذي اصر ان يكون موجوداََ و هي تبتاعه
تعالى رنين هاتفه برقم شقيقه ريان و ما ان اجاب اتاه صوته قائلاً :
انت فين
ابتسم قائلاً :
مع فرح بنشتري فستان الفرح
ريان بهدوء :
طب انا و اخوانك مع البنات بردو رايحين نشتري البدل و الفساتين من مكان كده ندا اللي قالت عليه لو عايز تيجي حصلنا على هناك
اومأ برأسه قائلاً :
طب ابعتلي العنوان في رسالة لو مفيش حاجة عجبت فرح هنا هنجيلكم على هناك
ما ان اغلق الهاتف مع شقيقه خرجت فرح من غرفة التبديل بفستانها الأبيض اللامع الذي ينساب على جسدها بنعومه بأكمام من الشيفون لتأثر قلبه بجمالها للمرة التي لا يعرف عددها
ابتسمت بخجل من نظراته سرعان ما اختفت و توترت عندما قال :
لفي يا فرح
فعلت ما قال بخوف من ردة فعله لتلتفت و ما ان فعلت و وقعت عيناه على ظهر الفستان المفتوح حتى منتصف ظهرها ردد بصرامة و اعين تلمع بالغيرة :
الفستان ده لأ
نظرت للفستان بحزن قائلة برجاء :
بس يا امير الفستان حلو اوي
ابتسم قائلاً بحب :
حلو عشان انتي لبستيه في كذا فستان حلو و هيبقوا احلى لو لبستيه…..لكن ده ضهره مفتوح اوي
تدخلت صاحبة دار الازياء و تدعى زيزي قائلة باستنكار و وقاحة :
ايه يعني ضهره مفتوح الزمن اتغير و دلوقتي عادي البنات تلبس اللي هي عاوزاه…..سوري ع اللي هقوله مستر امير بس حضرتك بتتصرف تصرفات الرجالة الجاهلة بتوع زمان
شهقت فرح بخفوت و نظرت للمرأة بغضب ثم نظرت لأمير الذي وضع يده يجيب بنطاله
قائلاً بثقة :
اللي بيبقى معاه حاجة غالية بيحب يخبيها من عيون الناس و انا مراتي حبيبتي غالية مش اي حد يشوفها و لو اللي بعمله جهل فيا ستي انا راجل جاهل و فخور بده
ابتسمت فرح بحب ثم و بدون حديث دخلت لغرفة التبديل لترتدي ملابسها و ما ان انتهت خرجت
لأمير قائلة بحب :
يلا يا حبيبي مفيش فستاين هنا عجبتي
قالتها عمداً حتى تثير غضب تلك المرأة التي تجرأت على زوجها تنعته بالجاهل…..ابتسم امير بحب و هو يعلم ما تقصد و غادر برفقتها نحو اشقائه
………..
كان الجميع جالسين على طاولة الطعام كانت حياة تعبث بطعامها دون تذوق اي قطعه منه كذلك الحال مع هنا التي لا تعد تتحمل رائحة الطعام رغم شعور الجوع المسيطر عليها حاولت التحمل حتى لا يلاحظ احد فتلك هي هرمونات المرأة الحامل كما اخبرتها الطبيبة التي تتابع معها
استأذنت منهم لتغادر لكن ما ان وقفت شعور بالغثيان فوضعت يدها على فمها و ركضت لأقرب مرحاض و الذي يخص الضيوف القريب من غرفة الطعام و الجميع خلفها في حالة خوف و قلق
قمر زوجة قاسم بقلق و هي تطرق على الباب :
هنا يا بنتي افتحي الباب
لكن لا اجابة دقائق قليلة و خرجت هنا من المرحاض بوجه شاحب و هي تشعر بالتعب الشديد
اقترب منها ادهم قائلاً بقلق كبير :
حاسة بأيه خلي ريان يكشف عليكي
انتفضت بفزع قائلة :
مش عايزة دكتور و لا حد يكشف عليا انا كويسة
فاطمة بقلق :
كويسة ايه بس يا بنتي ده انتي وشك اصفر و تعبانة خالص
هنا بنفي و تصميم و هي تشعر بالخوف من ان يكتشف احد حملها :
انا طالعه ارتاح شوية و هبقى كويسة
مشت عدة خطوات و هي تستند على يد قاسم بعدما رفضت مساعدة ادهم لكن لم تتحمل و ركضت المرحاض مرة اخرى و ما ان خرجت استندت على اطار الباب الخاص به لتمر لحظة اثنان ثلاثة و كانت تسقط فاقدة للوعي بين ذراع ادهم الذي التقفها قبل ان تسقط ارضاََ
ريان بسرعه و هو يصعد الدرج :
طلعها فوق يا ادهم و انا هجيب شنطتي و جاي وراك علطول
مرت وقت قصير و كان ريان يخرج من الغرفة و خلفه حياة و بقت قمر و زينة بالداخل برفقة هنا التي لم تفيق حتى الآن
ريان بهدوء :
اخدت عينة دم و حد من المستشفى هيجي ياخدها نص ساعة و نطلع النتيجة
ادهم بقلق :
طب انت شاكك في حاجة طمني
تنهد قائلاً بتردد :
احتمال كبير تكون حامل !!!!
كلماته كانت صدمة بالنسبة للجميع و بالأخص ادهم الذي تصنم بمكانه و حتى الآن لا يستوعب ما يقول يفرح انها تحمل قطعه منه و منها بأحشائها ام يحزن لانه وضعها بداخلها جبراََ و ربما ستكره الطفل لهذا السبب !!!!
مرت النصف ساعة و ظهرت النتيجة و التي كانت ايجابية و انها حامل بالفعل و منذ فترة ليست بقصيرة !!!
………..
في صباح اليوم التالي
افيقت هنا من غفوتها و هي تشعر بالتعب لتقع عيناها على ادهم الذي يجلس على مقعد بجانب الفراش منذ ليلة امس ينظر لها بشرود و بعد تفكير تذكر انها كانت خائفة من ان يفحصها ريان لذا من المؤكد انها كانت تعلم بحملها و اخفت
عن الجميع
انتفضت بمكانها قائلة بغضب :
انت ايه اللي مقعدك هنا
صمت للحظات قبل ان يقول بهدوء :
مبروك يا ماما هنا !!!
توترت و شعرت بالخوف لقد عرف و حدث ما كانت تخشاه يبدو انها بعد اغمائها امس فحصها ريان بينما ادهم وقف واضعاََ يده بجيب بنطاله
قائلاً بهدوء :
كنتي عارفة مش كده
وقفت هي الأخرى امامه قائلة بتحدي :
ايوه كنت عارفة
جد على اسنانه قائلاً بحدة :
خبيتي عليا ليه
ضمت يدها امام صدرها قائلة ببرود :
حاجة متخصكش
حاول التحكم بغضبه قدر المستطاع لكنها لا تساعدها على ذلك بل تستفزه بطريقتها تلك في الحديث معه اقترب منها قائلاً بغضب مكتوم :
لا يخصني لانه ابني يا هانم
رفعت حاجبها قائلة بسخرية :
ايه اللي عرفك ما انا كنت بمشي على كل شعري قبل ما نتجوز ما يمكن ابن وائل
صرخ عليها غاضباََ من الغيرة :
هناااا
ضحكت بسخرية قائلة :
ايه هو انا جبت حاجة من عندي ما كل ده كلامك
اقترب منها قائلاً بغضب :
ارحميني بقى غلطان و استاهل ضرب الجزمة قولتلك مليون مرة غصب عني اعتذرت منك بدل المرة الف قوليلي اعمل ايه
لمعت عيناها بالدموع و اقتربت منه قائلة :
اشمعنا انت مرحمتنيش ، لا بكلامك و لا اللي عملته انا شوفت منك كتير اوي يا ادهم غصب عنك مش غصب عنك ميخصنيش انا كمان غصب عني مش قادرة انسى و مش قادرة اسامح و مش لاقيه ليك عذر كفاية ع اللي عملته معايا يخليني اسامحك
ابتلع غصة مريرة بحلقه قائلاً :
طب و ابننا يا هنا ، ميستاهلش تدي لحياتنا فرصة عشانه ، عشان يتربى وسطنا
جلست على الفراش قائلة بهدوء :
لو فضلت معاك عشان خاطره متستناش مني حاجة غير اني اكون ام لابنك و بس غير كده مش هتشوف مني حاجة تانية و هبقى بعمل ده غصب
سألها بألم :
بطلتي تحبيني
ابتسمت بألم قائلة :
لأ يا ادهم
سألها بحزن و هو ينحنى على ركبيته امامها متسمكاََ بيدها قائلاً برجاء :
هتقدري تكملي من غيري
جذبت يدها من بين يديه قائلة بسخرية مريرة :
محدش بيموت من الحب و اكبر مثال ليا هو انت لولا ان جدو غصبك تتجوزني كنت هتكمل من غيري عادي و كمان كنت خاطب و هتتجوز و مكمل حياتك عادي
اخفض وجهه ارضاََ لا يوجد لديه اجابه على ما تقول محقة بكل ما قالت وقف على قدميه ثم نظر لها لاخر مرة قبل أن يغادر بأعين لامعة بالدموع تهدد بالنزول بأي لحظة
غادر و تركها تبكي بقوة و هي تحاوط جنينها بيدها قائلة بحزن :
سامحني مش قادرة اسامحه و لا اكمل معاه و لا حتى عشانك باباك كسر جزء كبير اوي جوايا مهما عملت و مهما عمل عمره ما هيرجع زي الاول
……….
بقصر الجارحي
بالخارج كان هاشم صديق ادم و الذي يتولى قضية محسن و ثريا و الذي يقول بسخرية :
مش غريبة دي يا ادم
ادم بهدوء :
ايه اللي غريب
هاشم بسخرية :
تبقى ساكت كده و هادي لا و كمان هتعمل فرح ليك و لاخواتك و محسن لسه هربان ده حتى بنته هي كمان مختفية
ادم ببرود :
يعني اوقف حياتي عشان خاطر اب…..ده هربان
هاشم بنفاذ صبر :
ادم
زفر بضيق ثم تابع :
انا متأكد زي ما انا شايفك واقف قدامي كده ان محسن معاك
لك يجيب ادم و اكتفى بالصمت ليربت هاشم على كتفه قائلاً :
سلمه يا ادم بلاش توسخ ايدك بالدم في واحد ميستاهلش سلمه و انا اوعدك مش هيحصل زي المرة اللي فاتت ، كل الجرايم اللي عملها دي تجيبله اعدام
تنهد قائلاً برفق قبل ان يغادر :
فكر و رد عليا و انا متأكد انك هتعمل الصح و اللي المفروض يتعمل انا بنصحك بصفتي صاحبك قبل ما اكون ظابط و ماسك القضية دي
– عنده حق
كان هذا اول ما قالته حياة عندما استمعت لما قاله هاشم مؤيدة له
ثم تابعت بحزن :
سلمه يا ادم و خلينا نقفل الموضوع ده بقى و نخلص منه كفاية اوي اللي عملتوه فيه شهر بحاله بيتعذب هو يستاهل اكتر من كده بس خلينا بقى نرتاح و نقفل ع الموضوع ده
ريان بهدوء :
انا معاها و يا سيدي لو مستقل عليه الضرب اللي خده المساجين اللي جوه بملاليم هيقوموا بالواجب
امير بتفكير :
طب و سارة هي بردو مش امان لو سيبناها
حياة بهدوء :
بعد اللي شفته طول الشهر ده هتفكر الف مرك قبل ما تقرب مننا قرشين و تسافر بره مصر
ثم تابعت بسخرية :
سارة زي امها ميهمهاش حاجة غير نفسها مش معقول هتفكر تنتقم لثريا يعني و بعدين هي كان بتعمل ده عشان محروقه اوي ان إلياس مش معبرها و كان بيجري ورايا عشان كده عملت كل ده مشكلتها كانت معايا انا مش معاكم و اكيد محسن كان بيحركها عشان عارف انها زيه و زي ثريا بتحب الفلوس
تنهدت قائلة بسخرية :
دلوقتي بقى عندها إلياس تشبع بيه و هتديها كمان فلوس يبقى ايه اللي يخليها تعادينا
وافقها الجميع الرأي و طلب ادم من رجاله ان يقوموا بتسليم محسن للشرطة و يأتوا بسارة لقصر الجارحي لكن فجأة و بدون مقدمات عندما وقفت السيارة امام باب القصر جذبها احد الرجال من يدها بعنف للداخل لكنها بدون مقدمات ركلته بقدمه اسفل معدته و ركضت بكل ما تملك من قوة حتى خرجت من القصر بأكمله تنظر خلفها من حين لآخر و الرجال يركضون خلفها متناسية انه يوجد طريق سريع للسيارت امام باب القصر
لتصدمها بلحظة سيارة تأتي من بعيد مسرعة اطاحت بجسدها في الهواء لتقع ارضاََ غارقة في دمائها الناس مجتمعين حول جسدها و فرت السيارة التي صدمتها سريعاََ !!!!
……….
جاء يوم الزفاف الذي انتظره جميعهم بلا استثناء عدا القليل
بالفيلا الكبيرة التي اشتراها الأربعة بالقرب من قصر الجارحي كانت الزينة معلقة بكل مكان بحديقة القصر الذي استقر الجميع أن يقام هنا ليظل ذكرى لهم فيما بعد بهذا المكان الذي سيشهد على سعادتهم فيما بعد ايضاََ
كان الفتيات يتجهزون بغرفة واحدة سوياََ و معهم فرحة و قمر و رحمة
بينما الشباب كانوا بغرفة بالطابق الاسفل يتجهزون سوياََ و بالحديقة كانت حياة تشرف على العمال تتأكد من ان كل شيء على ما يرام فقد قارب حفل الزفاف على البدأ
جاء بدر من خلفها بعدما تجهز قائلاً بتعجب :
بتعملي ايه عندك
اشاحت بوجهها بعيداََ عنه قائلة بهدوء :
بشرف ع العمال عشان يخلصوا بسرعة الحفلة قربت تبدأ و الناس على وصول
اقترب منها حتى وقف امامها قائلاً بابتسامة :
طب بما ان الحفلة قربت و الضيوف على وصول مش تطلعي تجهزي و لا ناوية تحضري الفرح كده
اجابته بهدوء :
قربت اخلص خلاص و هبقى اطلع اجهز
تنهد قائلاً بهدوء :
حياة ، اطلعي اجهزي و انا هفضل معاهم
وافقت بعد تفكير للحظات و لكن قبل ان تغادر من امامه جاءه صوت يبغضه و اصبحت هي كذلك مؤخراََ و بالطبع كان صوت إلياس قائلاً بسخرية لاذعه و هو يقترب منهم :
مش بتضيعي وقت صح
حياة بغضب و حدة تعجب منها بدر فقد ظن ان الاثنان من المفترض انهم يحبان بعضهما :
اسمع لو لسانك طول انا اقصه ليك و احترم نفسك ده لو كنت محترم من الأساس بدل قسماََ بربي ما هيحصلك خير
ضحك باستهزاء ثم التفت لبدر قائلاً :
عارف رغم ان مش بطيقك ابداََ بس هنصحك اصلي ما احبش حد ياخد المقلب اللي خدته
اقترب منه قائلاً بخفوت بجانب اذنه :
معتقدش هتقبل على نفسك تتجوز واحدة كانت في شقة واحد و مدوراها معاه انا مقبلتهاش على نفسي شوف انت بقى ايه النظام !!!!
…………
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ضحايا الماضي)