روايات

رواية صفعات القدر الحاني الفصل العاشر 10 بقلم عائشة حسين

رواية صفعات القدر الحاني الفصل العاشر 10 بقلم عائشة حسين

رواية صفعات القدر الحاني الجزء العاشر

رواية صفعات القدر الحاني البارت العاشر

رواية صفعات القدر الحاني الحلقة العاشرة

العاشر
احتل الرعب كل خليه في جسدها ،احتضنت جسدها بقوة وهى ترمق الواقف امامها بهلع تتابع حركاته المشمئزة وهي تتخبط في صدمتها… .
امسك الشاب ساقها وحاول سحبها فنفضتها بقوة صارخه -عاطف
همس الشاب بعتاب
-لا لا… .اهدأ ياجميل ..
تحفزت خلاياها وحاولت الاعتدال علها تجد منفذا للهرب منه… حمدت ربها انها نامت بجهازها من شدة تعبها ،حاول الاقتراب فزحفت لجانب الفراش بانفاس متقطعه ،زاد اقترابه الخطير منها فنهضت بقوة تناقض ارتعاشتها وضعفها وكأن لجسدها اراده بعيدة عن عقلها… .
قفز بغتتة يحاول الامساك بها بين براثنة لكنها اعادت الصراخ وهي تضربه بكلتا يديها… .زاد من تمسكه بها واقترب يقبلها بعشوائية وعنف… فلم تجد بد من ان تقبض باسنانها علي احد ذراعيه… فصرخ موبخاً
-يابنت العضاضه…
ركضت ناحية الباب مستغله انشغاله وفتحته… فماكان من الا ان توعدها وركض خلفها يجز على اسنانه… كان اسرع منها بسبب ضعف ساقها احاطها بذراعيه ورفعها وهو يهتف باصرار لعين
-أنتي ليا ياقطه ..
عادت رقية تصرخ بقوة اكبر…
-عاطفففففف…
فتح عاطف عينيه بتثاقل وهمس
-سيبها
ثم عاد ليغلقهما من جديد… حملها عائدا للحجرة وهي تزداد صراخا
-عاطفففف
عاد للمنزل متاخراً ومع اول صعود له سمع صوت صراخ قادم من ناحية منزل رقيه .عقد حاجبيه واسترق السمع فلم يسمع شئ فظن انه واهم… خطوة أخري وسمع صوتها اشد قوة ..فاندفع ناحية الباب لتتوالى صرخاتها صافعه اذنه بقوة… .قبضة اعتصرت قلبة وانتفض جسده ثائراً ضرب الباب بقوة مناديا
-رقية…
سمعته فتحول ندائها واستغاثتها له
-ادهم ..الحقني…
دفعها الشاب للفراش بتغيب وبدا بتمزيق ثيابها وعيونه تلم بإثارة وعنف…
لم ينتظر ادهم ردا فصرخاتها مزقته لاشلاء واستغاثتها صنعت وحشا بداخله ..دفع الباب بكامل جسده… ما بين خوف يأس ورجاء وقع فريسه… دار حول نفسه يبحث عن منفذ فلم يجد الا سيخ من الحديد اخذه وبدا يحطم في قفل الباب… .لكنه كان سندا منيعا… .ابتعد وعاد يدفع جسده بقوة فوجد نفسه اخيرا داخل الشقه… التقط انفاسه الغائبه… جال بنظراته فوقعت عيناه علي عاطف ممدد ارضا وحوله عشرات من الزجاجات الفارغه… والمخلفات… خفت صوت وقية وبدا ضعيفاً لكنها لم تفقد أملها في مناداته…
اتجه ادهم ناحية الحجرة ووجهه يتهجم غضباً… قبض على الشاب وبدا يضربه بعنف وهو يزمجر كالاسد الجريح… سقط الشاب ارضا فما يتعاطاه وتغيبه سهل لادهم مهمة القضاء عليه رغم الفارق الجسدي
التقط انفاسه وهرول ناحية رقية التي اهدته نظرة ممتنه محفوفة بالحزن وغابت عن الوعي…
انتفض قلبه بين ضلوعه… دثر جسدها بملاءة الفراش وحملها دون قيود يحركة خوفه ويتغذى جزعه على رفضه…
بعد مدة بدأ يزرع الارض ذهابا وايابا ،يلكم كل تطاله يده دموعها كخناجر وصرخاتها تشطره بقوة… .
خرجت إيمان ترمقه بضعف قائلة
-مش راضيه تبطل عياط ..
تحرك لسانه بترقب عفوي
-عملها حاجه… ؟
صدرت عن إيمان إيماءة مُحيرة فكرر سؤاله
-لمسها…
زفرت إيمان بحزن قائله
-مش عارفه ياأدهم مبتتكلمش… بس عياط ..
اشار لها ادهم قائلا بتعجل
-ساعديها تغير هدومها وانا هحاول اجبلها مهدئ… او اي شئ…
اعطاها أدهم المهدئ بعد تقييد ايمي لها ونزاعها المستميت فغفت وهي تهذي
-أدهم الحقني ..
قطعت نياط قلبه الصب ،وقف يرمقها بشفقه… وعجز كبله حد الاختناق… ليخرج ويرفع هاتفه
-الووو.. ايوة يادكتورة ..لازم تيجي ضروري
-في ايه ياادهم ..
-مش وقت مناقشات وزفت .
-انت اتجننت بتكلمني كده ازاي
مسح وجهه مسترسلا بحماقه
-حضرتك في مصيبه ولازم تيجي ينفع
-مصيبة ايه… رقية كويسه
هتف بعنف قائلا
-لا مش كويسة وهي عندي لغاية ماترجعي
اغلق الهاتف دون ان ينتظر ردا… لايعرف سببا للاحتداد على فادية لكنه ذبيح القهر ملقى في اتون الغضب المشتعل…
************
رفض فكرة اليأس ،بحث حتى اتعبته قدماه… هل فقد ياسين كما فقد والدته… ؟
هل ضاع بسبب انانيته وحبه لذاته… رفعه هاتفه لايعرف للمره الكام وحاول الاتصال بأصدقاء ياسين
-ايوه ازيك يا سعد ،ياسين متعرفش فين ..نهض منتفضاً بذهول ليهتف بعدها بحسم
-انا هروح واشوفه سلام…
دخل سيف المكان وهو يشتعل غضباً ،يتطلع حوله بإستنكار انفاسه تضيق ويتصلب جسده ممايراه حوله… جال بنظراته في صمت حتى وجده حول طاوله يتجرع من كوب…
اندفع سيف ناحيته بعيون قاسيه وروح ميته قبض على قميصه واداره له
فابتسم ياسين مهللا
-المستر هنا…
لكمه سيف على فكه مما دفع الفتيات يتقدمن ناهرين
-أنت مين… ؟
سحبه سيف خلفه بإمتهان فيما كان ياسين غائبا يضحك بهستيريا… وقف الامن حائلا يمنع خروج سيف فدفعهم سيف معنفاً
-وسع انت وهو…
اشتبك سيف معهم ،ليأتي صوت رنان وينقذه
-سبوه ..
التفت سيف ليجد نهى خلفه ،ابتسم ساخرا وعاد ليقبض على ياسين الذي تركه مستعدا للقتال ..
اقتربت نهى قائلة
-استاذنا ..
صاخ سيف وهو يصوب نظراته الشرسه ناحيتها
-نهى…
تجمدت ملامح نهى واختفت ابتسامتها لتقترب قائلة
-البقية فحياتك
سحب سيف ياسين دون حديث وغادر فتبعته نهى موصية بنبرة جادة
-خلي بالك منه ..ده زعلان منك اوووي
اجفل سيف من كلامها لكن سرعان ما تجاهلها مغادراً…
جلس امامه على الكرسي يشعل سيجارة منتظرا ان يسترد وعيه الكامل…
استيقظ ياسين يفرك عينيه ،ليصطدم بنظرات سيف الصقريه فينكمش…
نهض ياسين بعدم اكتراث فناداه سيف
-اقعد ..
لوح ياسين بعدم اهتمام وهَم ليخرج .فنهض سيف ودفعه قائلا
-قولتلك اقعد
صاح ياسين بغضب وهو يدفع سيف
-سيبني فحالي…
رمقه سيف بإزدراء وهو يدفعه ليجلس
-ماله حالك ياسي ياسين ماانت كنت متنعنش وعايش حياتك خمره ورقاصات والله اعلم ايه ..
رفع ياسين حاجبه واجاب ساخرا
-خليك والنبي فحالك… اقعد عيط على حتت بت سابتك وسيبني فحالي .
صفعه جعلته يرتد للخلف من قوتها ،ليهيم ياسين صارخاً
-هو ده الي قدرت عليه… هو ده اخرك… تضربني ..
اشار سيف بسبابته مستوقفاً
-ياسين ..الزم ادبك
صاح ياسين دون اعتبار لشئ يحكمة الالم ،فيما كانت دموعه شلالاً ينهمر
-بتضربني ليه علشان قولت الحق ،… مش عاجبك الكباريهات… ماانت مهمكش غير نفسك وسبتني…
نشب الذنب مخالبه في صدر سيف وهو يشاهد انهيار ياسين غير المتوقع… فظل جامداً صامتاً يبتلع خيبته بحسرة وتأنيب ضمير ..
لوح ياسين بتهكم
-ابعد عني ياسيف وشوف حالك وسيبني فحالي…
قبض سيف على عنقه وجره خلفه حتى انزله تحت رزاز الماء هاتفاً
-فوق… وخلي بالك من دراستك ،..
نهض ياسين يلتقط انفاسه دافعا سيف وخرج هاتفاً
-حياتي وانا حر ..
سيف بتهجم
-لامش حر… .
التوئ فم ياسين متابع بسخرية
-لا حر زيك… .ياريت نخلي كل واحد فحاله.
هتف سيف متأوها
-انت حالي…
همس ياسين بضعف
ـ لا والله هصدق… ياعم خليك فالي انت فيه… وروح شوف مراتك حب على ايدها رجعها يمكن تفوق ..
همس سيف بعتاب ولوم
-بقا كده ياياسين… انت شايفني كده…
لوح ياسين ودخل لحجرته مغلقاً الباب خلفه… فتحرك سيف لحجرته بتثاقل ..
*************
دخل راجي وياسمين المشفى ليزورو والدتها بعد انقطاع منها ،لتلمح قاسم يجلس متوسطاً المقاعد بجانب علي… يمد يده له بشاندوتش ويطعمه بفمه وهو يضاحكة…
ارتفع وجيب قلبها مما رأته ،احساس غريب امتلكها ،تشعر وكأنها تراه للمره الأولى… .
هتف راجي بابتسامة بشوش
-السلام عليكم…
قابل قاسم سلامة بإمتعاض ووجه خالي من الملامح… فيما اشتبكت نظراته بنظرات خجوله… ليخفض بعدها نظراته على الفور متجاهلا
هتف راجي وهو يجاورهم
-اخبار ام علي ايه… ؟
اشاح قاسم مردفاً ببرود
-اسأال الدكتور…
تعجب راجي من اسلوب قاسم الجاف ونهض قائلا
-هروح اشوف المحاسبه
هدر قاسم بغضب مكتوم
-نعم… .وحضرتك ايه دخلك بالمحاسبه ..؟
تسمر راجي مكانه ولعن ذلته ليرد بخفوت
-مفيش ياقاسم…
نهض قاسم ووازاه قائلا
-راجي متدخلش فالي مالكش فيه… في حاجات متخصكش ..
زفر راجي ببطء يحاول التماسك امام هجوم قاسم المباغت وثورتة ….
ليسترسل قاسم ببرود
-انا دفعت وعملت اللازم مش مستنين منك حاجه… غير تجبلها بنتها تشوفها .
هز راجي رأسه بنفاذ صبر وابتعد ليجلس بعيداً ،جلست ياسمين بجانبه افكارها تتصارع… اشارت لعلي الذي اندفع لاحضانها… قبلته بمحبه واجلسته بينهم… ….
حاوره راجي بمودة واسترسل معه فالحديث حتى وصل لنقطه جعلت دم الاخر يفور
-ايه ياعلي ماتيجي تقعد مع ياسمين… اهو ياسيدي تسليها ..
تصنع علي التفكير ،ليندفع قاسم قائلا
-لا كتر خيرك بيت عمه مفتوح .
ابتسم راجي ببشاشه قائلا
-وهناك بيت اخته…
جز قاسم على اسنانه بغيظ ،واسترسل بتشفي
-انا مقدرش استغنى عن علي…
هتف راجي مشاكساً
-ولا احنا نستغنى… عموما يابطل انا هكون مبسوط جدا لو جيت… وكمان عايز نتعرف مش يمكن نبقا صحاب
قال راجي كلماته وهو يوجه حديثه لعلي الذي ابتسم مؤمناناً
ـ تمام هفكر…
زمجر قاسم بغضب وابتعد تُشيعه نظرات مشفقه ذاهله… ملتاعه ..
******************
اعلنت نجوى موافقتها على الزواج من رامي مما اثار دهشة والدتها التي تبعتها مستفهمة
-عاجبك فيه ايه ده يا اخرة صبري .
تمددت نجوى على الفراش قائله
-ابن عمتي ..مفهوش شئ يتعيب
هتفت والدتها بإحتقار
-ده كله يتعيب ..وهو عارف حتى يتكلم .
صاحت نجوى رافضه
-حرام عليكي ياماما
قبضت الام على مرفقها محذرة
-حرمت عليكي عشتك يابعيده… بت اول ماييجي ابوكي تقوليله خلاص مش موافقه .
تأففت نجوى بضجر
-يوووه… أنا موافقة وعاجبني .
دفعتها والدتها ممتعضه يأسه
-ربنا يخدك مخيبة املي .
دفنت رأسها بين الوسائد تبكي بحرقة ،تشعر بهوان روحها واستهانتها… .لاتقدر على رفض رامي أو التمنع بل ستكلل رأسها بجميلة طوال العمر ….الاحمق قليل الكلام استعرض شهامته واظهر طيب أصله ..
******************
جلست بركن منزوي داخل حديقة يعمها الصمت والهدوء… تتطلع حولها وصوت فتاتيها يزداد لوماً
-ماما انا جعانه…
همست وهي تبحث بعينيها عن مخرج
-حاضر ياحبيبتي…
عادت فتاتها تهمس وهي تهزها
-انا جعانه اووي ياماما .
صرخت بها أمل بعنف وهي تصفعها
-قولت خلاص… حاضر
انسابت دموع الفتاة على وجنتيها بألم ممادفع أمل لتبكي معها بصمت تحاوطهم باحتواء ،وشهقاتها تحكي الف ألم ووجع… تعتذر بهمس وهي تُقبل وجه الفتاة
-أنا أسفه ياماما متزعليش .
مسحت أمل دموعها بقهر وهي تتطلع للخاتم المُحيط لاصبعها بشرود ،وهي تنوي على فعل شئ ما .
خرجت من محل الذهب تضاحك فتاتيها ،تمنيهم بأكله دسمة تُنسيهم مرارة وأالم الجوع…
لم يتبقى معها الا القليل من المال وذلك الخاتم كان أخر ما لديها… وإن نفذ المال ستهيم هي وفتاتيها يأكلان من صناديق القمامة… ركلت تلك الاأفكار جانبا وهي تدعو الله أن يُنير طريقها… ويهيئ لها الخير… فالأن عليها تعويض فلذات اكبادها عما عانوه وعن تعنيفها لهم .
************
منذ وصولها وهو يحاوطها برعايته ربما حد المبالغة ،لايجعلها تنفرد بنفسها مطلقا يسد عليها منافذ التفكير به… يهتم بشؤنهم أكثر منهم… وهم كانو أكثر ممتنين ..
جلست معه حول طاولة بالمشفى بعد الحاحه بأن تأتي معه وتتناول شيئا…
هتف يوسف باهتمام
-ايه ياستي… ينفع كده
اغتصبت هنا ابتسامة باهته وردت بوهن
-المهم اطمن على بابا .
شاكسها يوسف بشقاوة
-اطمنتي خلاص… يبقا ناكل حاجه بقا .
اومأت هنا برأسها وشردت فالبعيد القريب ،لينتزعها يوسف بحنكة وقد لمح تأثرها الواضح
-عجبتك البلد ..؟
تنهدت هنا متابعه بجفاء
-اه كويسه
تلاشت ابتسامة يوسف وهتف بحزن مزيف ومؤازرة خبيثة
-مش عارف اقولك ايه… ؟ بجد مش مصدق سيف يعمل كده… ؟ميبنش عليه بجد…
احتدت ملامح هنا لتمسح جبهتها مردفه
-ربنا يظهر الحق .
رمقها يوسف بنظرات متفرسه ليعاود الحديث بأسف
-معلش ياهنا… بس بجد أنا مندهش…
هزت هنا رأسها غير مبالية… ليعاود الحديث بخبث
-للاسف في فساد كبير فمجال التدريس .
لم تبدي هنا رد فعل على حديثة ليغيره بمكر قائلا
-بصي ياستي في حد نفسه يتعرف عليكي أووي …من كتر ماحكيتله عنك .
استحوذ حديثة على انتباهه ليسترسل يوسف وقد فاز بكامل وعيها
-بنت اختي رودي لو شفتيها هتحبيها جدا ..
بدا يوسف يدك حصونها بلؤم يجذبها لعالمه ويحاوطها شاغلا تفكيرها وحياتها به… .ليكون الاهتمام وادعاء التغييرر هما اول بنود خطته اللعينه ..
**
ترك التعقل جانبا ،وحسم أمره هتف بكل ذرة مشاعر حملها لها وكل تنهيدة غضب مكتومة بداخله ..ارهقه نشيجها الباكي ودموعها التي لاتجف… .وصوت صراخها المتكرر يذبحه مرارا بسكين ثالم… .لينطق بسرعه ،بقوة ،بأصرار
-دكتورة فادية… أنا عايز اتجوز رقية دلوقت وحالا .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صفعات القدر الحاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى