روايات

رواية صفعات القدر الحاني الفصل السابع 7 بقلم عائشة حسين

رواية صفعات القدر الحاني الفصل السابع 7 بقلم عائشة حسين

رواية صفعات القدر الحاني الجزء السابع

رواية صفعات القدر الحاني البارت السابع

رواية صفعات القدر الحاني الحلقة السابعة

جلست كما اعتادت الجلوس علي اول عتبات سلم منزلها غارقه في افكارها ،تجلد روحها على ذنبها وخفوقها في المدافعه عن من ساندها ،تذكرت كم كان كريما حنونا معها عامله برفق ولين شديد لم يشعرها للحظه بفسادها ….نظرت حولها برهبة شديدة المنازل بالخارج بدت كأشباح تصارع لتلتهمها ….وحفيف الاشجار وصفير الرياح كاصوات لتلك الاشباح ……
خطوات متردده اقتربت منها جعلتها ترفع رأسها لتصطدم بعينين رامي المتفحصتين …التي لاتتوانى عن رسم الذهول عبر اطلالتها اللامعه ..همس بخفوت
-ننننن.جوى …
اجابته بابتسامة تجاهد لتخرج ،فيما كانت دموعها متجمدة على وجنتيها …ظلت على سكونها ذراعيها تحتضن ساقيها المضمومتين ورأسها توضع بإريحيه على ركبتيها …..دون أن ترفعها همست
-اتأخرت …
ارتبك بشدة ورمش بعينيه يستوعب ماقالته ،ضحك نجوى بشدة وهي تهتف من بين ضحكاتها .
-هو أنت كلماهتشوفني او اكلمك هتندهش كده وبعدين بتحسسني انك بتكلم مخلوق فضائي .
استدار يذم شفتيه والحنق يرتسم بقوة على ملامحه ….فاستوقفته بهمس اشد خفوتا ورقة
-آسفه ….
لم يستدير بل ظل جامداً في مكانه ،مترقبا للآتي …وصله همسها المتحشرج المخنوق بغصة البكاء
-عارفه أني وحشه أووي بأذي كل الي حوليا ..بس مش عارفه أعمل ايه ….؟
ملامح الآسف لونت صفحات وجهه ،ليجلس حيث موضعه …ينظر لها بصمت يحثها بنظراته أن تُخرج مافي جعبتها …التقطت نجوى نفساً عميق ملبد بآهات وجعها المكبوت …واسترسلت قائلة
-مكانش قصدي أأذيه أو اخذله ..غصب عني مكانش قدامي حل تاني لو اعترفت كان بابا ممكن يقتلني والف سؤال وجواب .
ظل رامي صامتاً ..فقط يرمقها بنظرات مختلفة تتغير حسب ردود افعاله على ماتقول ….لاحظ رامي انتفاضة جسدها المرافق لبكائها المرير ..فاقترب وهمس بحنان ذائب
-قوووو..مي اطططلعي الدنيا بتشتي .
للحظة توقفت عن البكاء ونظرت لعينيه الدافئتين بقوة ،ليجفلرامي ويبتعد خجلا …هم بفتح حجرته والدخول لكنها القت قنبلتها وانتظرت ،هي على حافة الهاوية فأما النجاة او السقوط …
-أنا حامل يارامي …
ارتعشت كفه وكاد يسقط مفتاحه ارضا لكنه بثبات لملم شتاته…وجمع بقايا خزيا كاد يقتلها به ودخل حجرته صافعاً الباب بقوة …لتدرك هي بذكائها إن ذلك لم يكن إلا رداً على ماتفوهت …..نهضت تتحامل على نفسها ترفع قدميها المغروستان بالوحل قاطعه مسافه الدرج …تسألت هل اصبح طويلا أم هذا الطول نابع من طول حزنها ،لما لاتجد له نهاية ..؟ أم نهايته موصوله بنهايتها …طردت افكارها وجمدت ملامحها كتمثال ودخلت الشقة ومن ثم إلى قوقعتها …جاهدت لتصل للفراش فاحتواها بصمت ….لكنه لم يكن الا سقيعا كسقيع ايامها …
********
كم من الوقت مر عليها وجسدها يعانق ارض الحجرة الباردة لاتعرف ….تجاهد لرفع جفونها المثقلة بجهد مضني لكنها عاجزة ..فالثقل لم يكن بجفونها فقط بل بكامل جسدها …حاولت النهوض فتألمت بشده ،اخيرا استطاعت تبيان ماحولها بوضوح …حذاء اسود لامع يضرب احداهما الأرض بحركات رتيبه تتزامن معها الأنفاس ….تلك الرائحة الخبيثة وعطر الدهاء المختلط بالدماء جعلها تعرف وتتيقن من هوية تلك الاقدام …عادت لتغمض مستسلمه لغيبوبتها ويأسها لكن صوت عمتها الناهر المترافق بغرس مقدمة حذائها في جنبها جعلها تفتح عينيها مره آخرى
-قومي يلا …
لم تبالي وظلت علي وضعيتها ،مما دفع العمة لان تهبط لمستواها وابتسامة صفراء تتراقص على ثغرها قائلة
-فزي قومي …
صمت واستسلام نالته العمة،للتكالب عليها وترفعها من ذراعها قائلةوهي تشير لفستان ابيض موضوع على الفراش
-قومي اجهزي والبسي ده ….
التوئ فم ياسمين بسخرية مقيته جعلت العمة تصرخ بصبر نافذ مهدده
-قومي والا مش هخلي فيكِ نفس يابنت رحمة …
-ياريت ….
نطقتها ياسمين بهمس مهيب وملامح قوية جعلت العمه تهمس بفحيح وهي تغرس اناملها في خصلات ياسمين
-مش خايفه على نفسك خافي على اخوكي…ولا أمك لو لو ربنا كتبلها النجاه وملقيتكيش .
اهتزت ياسمين ….وارتجفت اوصالها رهبة لتسترسل العمة بقسوة وهي تدفع جسدها أرضا
-ربع ساعه وتكوني جاهزه .
خرجت تقرع بكعب حذائها يتبعها غرورها ويحيطها خبثها .
استندت ياسمين بذراعها على المقعد المجاور نهضت تتحامل على نفسها القت نظرة عابرة على الفستان …لتبرق عينيها بأمل ظنناً منها أن قاسم قد عاد وقد تزف له عروس …
وبعد مده ليست بالطويلة دخلت العمة لتجد الأخرى في ابهى حله شعور بالغيره اكتنفها لتسيطر عليه بسموم افكارها ….اشارت لياسمين قائلة
-حصليني ..
خرجت ياسمين تبحث بعينيها عن ملاذها املها ينسكب فيفرش خطواتها ….هبطت للأسفل ….بحياء وتوتر …جلبهوضجه واصوات عاليه لتجد نفسها على مقعد وصوت عمها يدوي
-ابدأ ياسيدنا ….
صوت متحشرج وانفاس بغيضه تثير غثيانها وهمس قائل
-مبروك ياعروسه…
رفعت انظارها لتصطدم برجل كبير بالعمر يبتسم لها بسماجه يفتل شاربه وهو يأكلها بنظراته.
تريد الصراخ حقاً لكن الكلمات مقيدة بسلاسل الرعب ،صوتها غائب يلوذ بالضعف ..تقلصت وانكمشت …ليبدأ المأذون …بعقد القران ….
***********
عاد من سفره قريبة يسير واضعا كفوفه في جيوب بنطاله يفكر في امر ذلك الحلم الذي يؤرق مضجعه ،ترى أي دين يسدد ..؟ولمن …؟ تصارعت الأفكار وجرفته امواجها العاتية ….لم يشعر إلا بأقدامه تتوقف أمام منزل قاسم،…..صورة الاضواء المنعكسه ارضا جعلته يرفع ناظريه لعقود الانوار التي تزين المنزل …وصوت جلبه وزغاريت رسم ابتسامته قسرا…هل فعلها قاسم وتزوج دون أن يخبره ..؟ ولما لا فقاسم كتوم واحواله الفترة الماضيه توشي بأن لديه الكثير …جرفته الاماني للداخل …وقبل ان يخطو للداخل رن هاتفه النقال فتنحى جانبا ليرد ..
إمراتان ضخام الجثة خلفهما رجلان من نفس الفصيله اندفعا للداخل بهيبة وطلة تثير الفزع في النفوس …
وقفت احداهما بتمايل صائحه
-كده ياحاج دي اخرتها …
انتفض الرجل على صوت المرأة الجهوري واستدار يزدرد ريقه بفزع ….لتكمل الآخرى ياراجل ياابو عين زايغه دا أنت معاك بنات ادها …
توتر الرجل وارتبكت كلماته التي تزاحمت فلم تجد الا رعبا يقيدها
-اص …اصل ..
نهض العم هاتفا
-في ايه ….
تقدمت واحدة تهتف بغيظ
-بقا ياراجل يا ناقص عايز تجوز بنت اخوك اليتيم لراجل من دور ابوها .
اشتعلت عينا العم غضبا وهدر
-أنتِ مالك يا وليه .
صاحت أحداهما وهي تتقدم دافعه العمه لتسقط مرتطمة بمقعدها
-ولولو عليك ساعه وسكتو ياعرة الرجاله …
استوقفها العم منهيا الجدل ببرود
-بس يا وليه منك ليهااهو جوزكم خدوه وبلاش فضايح
هنا استدار الرجل معترضا وعيونه تلمع بشراسه
-لا لا ….هي تكيه …فلوسي ياابو قاسم .
جلس العم ببرود قائلا
-مفيش هو انا قولتلك ارجع فكلامك .
تقدم الرجل يقبض علي ملابسه ويهزه بغضب
-لا دا أنا اصور قتيل دا انت لاهف مني فوق الخمسين الف .
اطلقت الزوجات ولولات معترضه محتقنه بغضب وتهكم
-يالهوي …..يالهوي خمسين الف ..
تنقلت نظرات ياسمين بين الجمع …ظلت تراقب تدافع الناس للداخل فلم تجد الا وهنا يحيطها وضباب يشملها …..
اشارت المرأتان للرجلين قائلين
-كسرو البيت كله لغاية مانشوف الضلالي ده هيدينا فلوسنا ولا لا ..
صعق قاسم مما يحدث حوله ،اخذته عيناه حيث تجلس هي بفستانها الابيض كم بدت جميلة كزهرة ندية ،لكن نداها لم يكن الا دموعاً من نيران …
حينما بدأ الرجلان بالتكسير وانسحبت العمة بهلع راميه الجميع خلف ظهرها ..استوقف راجي الجميع قائلا
-بس كفاية كده …
صمت الجميع متطلعين لصاحب الصوت …بترقب ليستكمل راجي قائلا
-كل حاجه تتحل بالعقل .
مصمصت المرآة قائلة
-عقل ايه ياسي راجي ..دا راجل ضلالي بيبيع لحمه .
ازدادت ارتجافة ياسمين وانهمرت دموعها بخزي …جعل راجي يتوقف دقائق مستعيدا الحلم مره آخرى فتبهت ملامحه من اكتشافه ..فلم يكن الصوت الا صوت والد ياسمين ولم يكن الدين الا نجاة تستحقها تلك الضعيفه كما استحقها هو يوما ولم يبخل عليه والدها به..
هتف الرجل وهو يشدد من قبضته
-وأنا ايه يضمنلي يا راجي …
هتف العم مؤكدا
-راجي انا معنديش فلوس ولو فاكر هتدفعها وهديهملك تبقا غلطان …
صمت راجي ليعاود الحديث بقوة ضخت في اوردته
-الي يضمنلك اني هسلمك الشيك حالا وبالنسبه انك ترجعها ياابو قاسم فده مش مهم لانها هتكون مهر ياسمين الي هيتثبت فالعقد …بعد مااكتب عليها
تهللت اسارير العم وارتخت قبضة الرجل وتعالت زغاريت النسوة ….
وضعت كفيها على أذنيها عل تلك الاصوات نجد حائلا من أن تخترق اذنها …هل اضحت جارية تُباع في سوق النخاسه …
وقفت جهاد بشموخ ترمق سيف الواقف بتوعد …
هتف سيف بجنون وهو يقترب من الفتاة
-حرام عليكي افتكري كويس .أنا الي عملت فيكي كده ،طيب لو انا ليه هعمل كده ارجوكي افتكري …
انهارت الفتاة وهزت رأسها باندفاع قائلة
-ايوة أنت أنا سمعتهم بينادو عليك …
كاد يمسكها لكنه تماسك ونهرها قائلا
-طيب ليه …؟ حرام عليكي افتكري كويس …
زاد نحيب الفتاة وانكمشت تحتضن جسدها ،مما جعل جهاد تهتف صائحه وهي تحيل بينهم
-هو في ايه …ماتتقي الله تعمل عملتك وكمان مش عاجبك .
رمقها سيف بنظرات مشتعلة بالغضب ،لكن جهاد لم يتحرك لها جفن وعادت لتردف بثقة
-ابعد عنها خالص ….وافتكر أني مش هسيبك الا وأنت اعدام …عبرة لامثالك …
لكم سيف الحائط بجانبه ،ليسوقه بعدها الشرطي ويدخل به به لوكيل النيابه
-امرنا نحن …..بالافراج عن سيف الرازي بضمان محل اقامته …علي ان يحول للنيابه الادارية للنظر في شأن الشكاوي المقدمة ناحيتة من الادارة التعليمية واولياء الامور …
خرج سيف يجره الشرطي تشيعه نظرات جهادالمتشفيه المحاطه بتوعدها الارعن .
تبعه ادهم وايمي وياسين ….
هي اختارت ان تتذوق مرار الثكلى ،رغم كون الاختيار صعب لكن الحقيقة قد تكون أشد مراراً ،علاقة دواعمها هشه ،وإن لم تكن الثقة ركنا اساسيا بتلك العلاقة فلا داعي للبناء… ..والمغامرة…
ستخط النهاية وتحدد اختيارها ،والزمن وحده كفيل بالنسيان وماحيلة العقل غير النسيان ،وما حيلة القلب غير طي الذكريات .
هتف أدهم وهو يخف رأسه متأسفاً
-سيف هنا …طالبه الطلاق …
بهتت ملامح سيف لكن ظل على جموده .جسده متشنج مشدود كالوتر …ليردف ياسين
-سيبها ياسيف …دي صدقت عليك كل حاجه .
تطلع سيف لأخيه بدهشةكأنه يطالع مخلوق فضائي…
رن هاتف هاتف ايمان فابتعد لكن بعد محاولات مضنيه عادت تشير للهاتف قائلة
خد ….
وضعه سيف على أذنه مستمعا ليأتيه صوتها البارد المتوشح بغرورها
-لوسمحت كفاية كده ….احنا مستحيل نكمل مع بعض …أنت خونتني ياسيف ومحترمتنيش وخبيت عليا حاجات كتير والله أعلم مخبي ايه تاني ….
هل يحلم …؟ ام حقيقة …لم يشعر الا بالشرطي يجره بنفاذ صبر تاركا الهاتف يقع ارضا فيرتضم صوتها بصلابه الأرض ..فيتحطم ويحتفي صوتها كما حطمته بكلماتها …
اغلقت الهاتف واستندت على باب حجرة تبكي بحرقة .
فغر سيف فمه وتجمد جسده دون حراك ممتثلا أمام المسئول… وتوالت المفاجآت ليصفع أذنه قرار مصيري أخر
-تم فصل الاستاذ سيف الرازي .مدرس أول اللغه العربيه… .فصلا نهائيا…لحين البت فالقضيه والتهمة الموجهه اليه
غامت عيناه ،اي وجع هذا واي احداث تلك… .بين ليله وضحاها ضاع كل شئ… ..
خرج منساقا ،وجلس على أقرب آريكة… .
أسبل جفنيه ليردف بصوت مكتوم مبحوح وقد امتدت قبضته لتضرب موضع قلبه بقوة قائلا
-البسكوته ياياسين… .صمت يحني زاويه فمة بإبتسامه ليردف بسخرية
-كسرتني ياياسين… وجعتني… .البسكوته…
وعبر الألم لوجه ياسين وانهمرت دموعه المشفقة على حال أخيه ،..ليقترب منه ويقبل هامته قائلا
-ماعاش الي يكسرك يا والدي… .
ليطأطأ سيف رأسه وقد غامت عينيه بألم دفين رج قلب ياسين .ليتأوه عالياً بصرخه مكتومه حبيسة صدره ،… ويكمل بنبرة مذبوحه
-الضربه أول ماجات جات منها ياياسين جات من روحي ونفسي لانها كانت روحي وياريتها فهمت…
انفجر سيف بنوبة بكاء غير معهودة او مسبوقه لكن تلك المره الجرح اعمق واكبر والالم ينهش ويأكل بكل قوة ،مما دفع ياسين لان يحتضنه ويوازيه بكائا ونحيبا وهو يهمس بجزع
-اهدأ ياوالدي… .ماعاش الي يوجع قلبك وينزل دموعك…
ليصرخ الأخر بجنون وقد ترك ذراعي ياسين
-عاش… .ونكر حبي …..اتنكرت لقلبي الي عشقها لعنيا ااي اشتقتلها ،كانت اول من سابني وغدرت
اقتربت إيمان منضمة لياسين تحاول تهدأه سيف ،ليسألها سيف بجنون ورغبة في عدم التصديق
-أمي تموت ومشوفها ياإيمي… .مااخدش عزاها… طيب هي وحشتني اجيبها منين دلوقت ياإيمي ..منين…..
هتف ادهم وهو يجذبه
-قوم يلا… .نمشي… مش عايزك كده قوم
لينفض سيف يده ويدفعه قائلا
-سيبني ياأخي ملكش دعوة بيا ..
وغادر تحت انظارهم المشفقة والدموع المتوسدة الاعين ..احتضن أدهم ياسين وهدأه قائلا
-اهدأ هيرجع صدقني… .هو محتاج يقعد مع نفسه شويه
**************
وقفت تتطلع للمكان حولها برهبة ،ليتقدم منها راجي ويمسك ذراعها فتنتفض مبتعده… لكنه يبتسم بوداعه قائلا
-اهدي ياياسمين… .هسيبك تغيري الفستان وتاخدي راحتك وبعدين هرجع…
جلست على طرف الفراش تقبض على فستانها بقوة ،تسترجع ما حدث وكيف حدث… كانت مغيبه لما تفيق الا على همسه الحاني

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صفعات القدر الحاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى