روايات

رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم شيماء سعيد

رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم شيماء سعيد

رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الجزء الثاني والثلاثون

رواية صغيرة بلال الجزء الثاني البارت الثاني والثلاثون

رواية صغيرة بلال الجزء الثاني
رواية صغيرة بلال الجزء الثاني

رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة الثانية والثلاثون

🌺بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
لا توجد حياة بدون حب، ولا يوجد حب بدون تضحية، ولا توجد تضحية بدون ألم.
جن جنون سعود عندما علم بهروب لميا مع فتحى
وأقسم على الانتقام منهما أشد الانتقام ، فأمر رجاله بالبحث عنهما فى كل مكان ، كمان أعلن عن مبلغ قيمته مئة ألف ريال هدية لمن يجدهما.
وأرسل بعض اتباعه إلى مصر ، لعلها عادت إلى مصر .
وفي مصر فوجئت والدة لمياء بمن يطرق عليها الباب بقوة ، فقبض قلبها وذعرت .
ثم فتحت الباب لتجد ثلاث الرجال ، ولجوا بقوة إلى الداخل وأخذوا يبحثون في كل غرفة عن لمياء أو ولدها .
والدة لمياء…ايه ده هى وكالة من غير بواب ولا ايه ؟
انتم مين و عايزين ايه ؟
رد عليها أحدهم بغلظة ….فين الهانم بنتك ، لميا ؟
والدة لمياء محدثة نفسها …فى الحفظ والصون ، مع جوزها وابنها ، اللى ربنا عوضها بيهم .
بعد ما عرفت أن الله حق ، ربنا يكرمها ويثبتها ويتوب عليها .
ثم أظهرت الإندهاش مرددة….لمياء ايه يا ابنى !
لمياء بقلها يجى سنة فى السعودية مع جوزها .
ولا مؤاخذة يعنى فى السؤال …انتم بتسألوا عليها ليه وعايزين ايه ؟
أحد الرجال …بنتك وانا عارف كويس أنّك عارفه ، هربت من فترة من جوزها .
ثم أخرج سلاحه الأبيض وأمسك برقبتها قائلا بتهديد …فقولى أفضلك هى فين ، وإلا أتشهدى على نفسك .
فدمعت عيني والداة لمياء مرددة وحدثت نفسها…فداكى روحى
يا ضنايا .
أشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله.
فقالت بإصطناع. ..معرفش يا ابنى ، معرفش .
ثم بكت …يا ترى أنتِ فين يا بنتى ؟
ليكون جوزها عمل فيها حاجة وبيقول كده عشان يخفى عملته .
يا عينى عليكى يا بنتى وعلى شبابك .
فقال أحدهم للآخر …سيبها ، شكلها مش عارفة فعلا .
وهى مش موجودة .
ممكن تكون لسه فى السعودية .
احنا نبلغ الباشا وخلاص وهو يتصرف .
فتركها الرجل وخرجوا مسرعين .
تنهدت والدة لمياء بإرتياح مرددة …الحمد لله .
وعندما اطمأنت من ابتعادهم عن المكان بأكمله ، اتصلت بإبنتها لتطمئن عليها ……عاملة ايه يا لميا ؟
وازى حبيب ستو بلال .
وازى ابن خالتك ، اوعى تزعليه يا بنتى .
ده كتر خيره اوى بزيادة .
لمياء …بخير يا امى .
وبلال اهو فضل ونعمة من ربنا ،وسبحان الله طالع شبه أبوه بالظبط .
وفتحى بخير ، ازعله ايه بس ياما ، ده انا ببوس أيده كل يوم ، وهو أن جيتى للحق شيلنى انا وابنى ، ومش مخلينا عايزين حاجة .
والدة لميا ….ربنا يسعدكوا يا بنتى .
وخلى بالك من نفسك وابنك وجوزك .
لمياء بقلق ….ايه ياما هما وصلولك ولا ايه ؟
والدة لمياء…اه يا بنتى بس الحمد لله ، عدت سليمة ومشيوا لما فتشوا وملقوش حاجة .
لمياء …معلش ياما بس أنتِ كويس ولا حد جه جمبك ، طمنينى ؟
والدة لمياء …بخير يا بنتى ،متقلقيش .
خلى بالك أنتِ من نفسك .
وانا مش هقدر اجيلك الفترة دى ، ليكون حد قاطر أثرى ولا حاجة ، وكفاية اطمن عليكى بالتليفون .
لمياء…ربنا يخليكى ليا ياما .
……………………….
خرج بلال من المرحاض ، كخرقة بالية ، فارتمى على الأريكة ، بالكاد يأخذُ أنفاسه .
لتسرع إليه بسمة وأشرقت والدموع فى عينيهما.
فيغمض بلال عينيه حزنا ، فدموع عين أشرقت أشدّ عليه
من مرضه .
كما شعر أنها دموع شفقة لا أكثر ، لأنه يدرك أنها أكيد قد كرهته بعد ما فعله به .
واكيد أيضا أنها أحبت خطيبها دكتور عماد .
بسمة وقد انحنت بجذعها ،ووضعت يدها على جبهته ….مالك بس يا بلال ، أنت تعبان اوى كده ؟
انت فيك ايه بالظبط ؟
ووشك ليه اصفر كده ؟
أشرقت بتوسل موجع ….قول مالك يا بلال ؟
ولا اقولك انا هتصل بالدكتور يجى يشوفك بسرعة ،ويطمنا .
بلال بنظرة لوم وعتاب …اه وبالمرة يكون دكتور عماد خطيبك مش كده !
فحركت أشرقت شفتيها بإستنكار قائلة …وده يهم حضرتك سواء هو أو غيره .
المهم نطمن عليك بس .
بلال …لا متشكر ، انا بس محتاج استريح شوية وهكون كويس بإذن الله .
فانفعلت أشرقت بقولها …أنت إنسان غريب ، أنت كمان هتعاند وتتكرر فى المرض .
وعلى فكرة أنت مش لون بشرتك والتوجيع ، واضح أنك عندك مشاكل فى الكبد .
وده مش كويس ،ومحتاج تحاليل فورا .
بسمة بذعر …صحيح الكلام ده يا بلال !
وليه مقولتليش أنك تعبان ؟
بلال بضعف …الحمد لله على كل حال يا بسمة ، أمر الله .
ثم نظر إلى أشرقت قائلا …صحيح يا اشرقت ، انا الحمد لله ربنا كرمنى بفلوس .
هشد حالى شوية ،وهسحب المبلغ اللى دفعه جدك وهسدده قريب .
عشان متظنيش أني ناسي أو مش هسده .
فزفرت أشرقت بضيق …احنا فى ايه ولا ايه ؟
وكمان مين قلك أن جدو مستنى المبلغ ترده .
هو مش عايزه فيريحك نفسك .
بلال….لا أنا مقبلش الصدقة ولازم ياخده .
أشرقت باستياء…..الله يصلح حالك .
على العموم دلوقتي ممكن بس ، تنزل معانا لدكتور أفضل عشان نعمل تحاليل وأشعة بالمرة .
بلال بحزن …ملوش داعى ، انا عارف حالتى كويس .
وحجزت عند دكتور قريب .
أشرقت وقد ارتجفت شفتيها مرددة بخوف ….وقال ايه الدكتور ، انطق حرام عليك .
بسمة …اتكلم يا بلال ,ارجوك .
بلال وقد ترك العنان لدموعه ولم يستطع التكابر أكثر
من هذا ….قال انى محتاج فص كبد عشان أقدر
أعيش ، لأني العلاج للأسف مجرد مسكنات لكن الحالة بتسوء.
بس هلاقى فين المتبرع ده ؟
فأنا هعيش كده لغاية مربنا يأذن .
لإنى مش هقدر اكون سبب فى أذية انسان عشان خاطرى .
بسمة بصوت عالى ممزوج بالبكاء …لا طبعا ، أنت بتقول إيه ؟
انا هتبرعلك يا اخويا طبعا ، ثم احتضنت يده باكية ، انا مقدرش اعيش من غيرك .
ولو حصلك حاجة انا هموت ، مش كفاية جلال ، كمان انت ، لااااااا طبعا .
هتبرعلك .
بلال …لا يا حبيبتى ، مقدرش آذيكى صدقينى .
مقدرش يمكن يحصل حاجة أو تتعبى لا .
ثم نظر لعين أشرقت ، ليرى مدى تأثير ذلك عليها .
ليعلم على حقا اصبح لا يعنيها ، ام مازالت تكن له شيئا فى صدرها .
لتنفجر أشرقت باكية …متصور أنا اقول ايه كمان يا بلال .
انا برده صحيح وحدة ربتها بس انا طمر فيه التربية برده .
وعشان كده مش بسمة اللى هتتبرعلك ، انا اللى هتبرعللك .
فاغمض عينيه بلال بألم محدث نفسه …ياريتك ما كنتى اتكلمتى ، كده هتتعبينى اكتر .
هقاوم ازاى إحساسى ليكى بعد كده يا صغيرتى .
انا بحبك بحبك بحبك .
ولكنه تكابر قائلا ..لا يمكن ده يحصل ، وارجوكى انا محتاج استريح .
واكيد أنتِ محتاجة تروحى ، عشان محدش يقلق عليكى وخصوصا خطيبك .
لتبتلع أشرقت مزيدا من إهانته لكبريائها كالعادة مرددة بصوت مخنوق….تصور فعلا يا بلال .
تمام انا نازلة عشان ألحق استعد لزيارته لينا بالليل .
ثم نظرت إلى بسمة مودعة لها بقولها …سلام .
وياريت تفكرى فى الموضوع اللى كلمتك فيه .
عشان كفاية قلب مكسور واحد ، مش هنبقا اتنين .
ثم فرت هاربة متألمة ، لا تعلم من ايهما المريض هو أو هي ؟
بسمة …أنت هتفضل كده كتير على عنادك مع أشرقت ،خسارة والله حبها ليك .
بلال متألما …مهو عشان خسارة ، أنا لازم أعمل كده ، خصوصا
أني خلاص تعبان ومبقتش ضامن حتى عمري.
وهى ربنا يكرمها بحياة أفضل مع الإنسان اللى بيحبها .
بسمة بغصة مريرة ….متقولش كده ، انت هتخف وهتكون
زى الفل ، وانا هتبرعلك .
بلال برفض قاطع ….قولت لأ يعنى لأ .
انا مش هغامر بحياتك عشان حياتى انا .
أسرعت بسمة إلى مطبخ فى حالة هيسترية ، وقامت بجلب حبيبات سم الفار .
لتقف أمامه قائلة ….بص يا بلال ، انت لو منزلتش معايا الدكتور دلوقتي وقبلت انى اتبرعلك.
انا هخلص على نفسى قبليك ، لانى مش هستحمل انك تموت قدامى .
وصدق الله حين قال …( سنشد عضدك بأخيك )
فلا شىء يعادل حقا علاقة الأخ بأخيه أو أخته .
فأسرع إليها بلال رغم ألمه ونزع تلك الحبيبات من يدها ، واحتضنها باكيا بقوله ….خايف عليكى يا قلب اخوكى صدقينى .
بسمة …عمرى كله فدى ليك .
بس يلا بينا للدكتور .
وبالفعل حجز بلال موعدا مع الطبيب .
……….
انتظر لؤى عودة أشرقت بفارغ الصبر ، لتبلغه قرار بسمة ، رغم
أن قلبه يحدثه أنها سترفض ،ولكنه يُمني نفسه بالقبول .
وعندما ولجت للفيلا أشرقت ، وسمع لؤى صوتها .
أسرع إليها ، ورأت أشرقت فى عينيه السؤال الذي تعلم فحواه …فافترشت بنظرها الأرض حرجا وحزنا عليه .
شعر لؤى بمرارة تسرى فى جسده وجوفه فنطق …مش عايزانى صح ؟
أشرقت …بالعكس أنا شايفة فى عينيها حب كتير ليك يا بابا ، بس إخلاصها لوفاة جوزها ، هو ده اللى مخليها رافضة الجواز تانى .
لؤى …وهو حرام الواحد يحب ويجوز تانى ، ده فى اى شرع .
أشرقت …مش مسألة حرام او حلال ، هى بس فاكرة أن الوفاء أنها تكمل حياتها كده .
لكن الأفضل طبعا ليها الستر مع انسان يحبها .
بس متقلقش إن شاء الله مع الوقت دماغها هتلين.
فأومأ لؤى برأسه حزنا ، ثم قال …الله المستعان .
ثم سألها عندما رأى وجهها متغيرا والدموع فى عينيها ….وأنتِ مالك يا شوشو ، فيه حاجة مزعلاكى أنتِ كمان ؟
فبدأت أشرقت فى البكاء مرددة…بلال تعبان اوى يا بابا .
عنده فشل فى وظائف الكبد
ولازم متبرع ،ومش راضى أبداً ولا انا ولا بسمة نتبرعله.
لؤى …لا حول ولا قوة إلا بالله.
ثم قال بخوف …لا ولا أنتِ ولا بسمة ، أخاف عليكم .
لو ينفع انا معنديش مانع .
أشرقت …ربنا يعافيه ويهديله نفسه ،ويوافق يا بابا.
………………..
ذهبت بسمة مع بلال للطبيب وأخبرته على استعداها للتبرع لأخيها .
فسألها عن الطبيب عن صحتها وهل تعانى من اى امراض لتجيبه قائلة …لا بفضل الله .
ثم سألها عن فصيلة الدم فأجبت B أما بلال فكانت O
فقال الطبيب آسفا …للأسف مينفعش .
لازم تكونوا انتم الاتنين فصيلة واحدة .
تبدلت تعابير بسمة من الارتخاء للحزن مرددة …لا حول ولا قوة إلا بالله .
أما بلال فردد …الحمد لله ، كل شيء نصيب .
الطبيب …ياريت تعلن عن احتياجك لمتبرع وإن شاء الله تلاقي
فى أقرب فرصة .
فوقف بلال مرددا ، الله المستعان .
ثم غادر حزينا على نفسه ، التى طالما عانت من حرمان وفراق
ثم مرض عضال .
عاد بلال وبسمة الى المنزل مرة أخرى ، ثم تركها ليستريح بعض الشىء .
أما هى فذهبت إلى غرفتها واتصلت بأشرقت باكية ….ألحقينى
يا شوشو ، بلال تعبان جدا ، وللأسف عشان فصيلة دمي مختلفة ، مش هقدر اتبرعله .
ياريت تعملى إعلان أنتِ عن متبرع ، لأن هو رافض ده .
أشرقت بقلق وخوف ……طيب هو فصيلة دمه إيه ؟
بسمة …..O.
فحمدت الله أشرقت قائلة ….الحمد لله ، انا كمان زيه وانا اللى هتبرع بإذن الله .
وأنا كنت ناوية على كده ، بس هو مكنش مدينى الفرصة أبداً
يا بسمة .
بسمة …معلش غصبا عنه خايف عليكى .
وحتى لو فصيلة دمك زيه مش هيرضى أنا عارفة ، ياريت تشوفى حد تانى وهو معاه مبلغ يقدر يدفع لمتبرع .
تألمت أشرقت لألمه فقالت بثقة المحب …محدش هيتبرع غيري أنا .
انا اولى الناس بيه ، حتى لو مكنتش ليه .
ومش لازم يعرف يا بسمة. ، هنتفق مع الدكتور أنه يقول إنه لقى متبرع وبس من غير ذكر أسماء .
ونحدد بإذن الله فى أقرب وقت معاد العملية .
بسمة بإمتنان …مش عارفه ، اقولك ايه يا حبيبتى .
غير ربنا ينجيكى أنتِ وهو ، ويبارك فى عمركم .
أشرقت …يارب .
بسمة بحرج …أنتِ لسه بتحبيه يا شوشو ، رغم كل كمية الخذلان دى .
تأجّجت النار قلب أشرقت لتجيب بمرارة …هو مبقاش اسمه حب
يا بسمة ، مش عارفه اسميه ايه تانى ، لكن بلال بالنسبالي حياة بس للاسف مدنيش فرصة اعيشها .
ثم تابعت بقولها .
المهم قوليلى فين الدكتور ده بالظبط واسمه عشان اروح انا افضل ، واشوف هيطلب منى ايه عشان يتأكد من سلامتى وقابليتى للتبرع .
وبعديها هيتصل بيكوا ويبلغكم بوجود متبرع .
بسمة ….الله المستعان ، وقادر ينجيكم ، ويجعل ليكم مفرج .
بس مش من الأصول برده تقولى لخطيبك حاجة زى دى .
لان مينفعش تخبى عليه ، عشان ميظنش ظن سيء فيكى .
فتنهدت أشرقت بألم قائلة …عماااااد ، والله ما عارفة أعمل
إيه معاه ، وحاسه انى بظلمه معايا .
وفعلا لازم أصرحه بالموضوع .
بسمة …معلش يا حبيبتى ، ربنا يكتبلكم الخير .
………………….
احتارت أشرقت فى كيفية توصيل فكرة التبرع إلى عماد دون
أن يشك بأن وراءه شيء .
كما أنها أرادت أن تحطم سقف أحلامها بأن بلال لها حتى بعد هذا الخذلان .
لذا قررت أن اليوم الذى ستهدى به بلال جزءا من جسدها ، ستصبح بجسدها كله ملكا إلى عماد
نعم يكفي ما مرت به مع بلال من إذلال وخذلان .
نعم عماد هو من يستحقها ، فهو لم يبخل عليها بشيء وقدم لها قلبه على طبقا من ذهب .
ووهب لها روحه بدون مقابل ، وجاء طالبا يدها فى الحلال .
اذا فهو أحق ، لذا ستضع قلبها تحت قدميها وتدعسه حتى لا يتنفس بلال مرة أخرى .
ثم أخرجت هاتفها ، واتصلت به .
تفاجأ عماد بمكالمتها ، فابتسم وحدث نفسه …معقول أخيرا افتكرتنى مرة ، وهى اللى بتتصل.
عشان وحشها ، ولا ممكن يكون فيه سبب تاني .
لما ارد واشوف ……شوشو قمرى ، إيه المفاجأة الحلوة دى أنتِ
اللي بتتصلي.
انا مش مصدق نفسي .
ابتلعت أشرقت مرارة جوفها لترد بقولها …لا صدق يا عماد ، أنا فعلا اتصلت عشان عايزة أتكلم معاك ومحتاجة أشوفك فى مكان برا الفيلا .
اى مكان تختاره ، هكون عنده بعد نص ساعة من الآن .
اندهش عماد وتحير من طريقة حديثها ولكن ليس لديه خيار سوى الاستجابة لمطلبها .
واتفقا أن يتقابلا فى مكان تعرفه على النيل .
ثم أسرع لارتداء ملابسه واتجه نحو المكان .
ليصل ليجدها جالسة شاردة ، تفرك فى أصابعها بتوتر شديد .
فزاد هذا من شكه أن الأمر به شيء جلل ، فوضع يده على قلبه
ثم تقدم منها قائلا …..أشرقت ، المكان جميل عشان أنتِ فيه .
نظرت له أشرقت بحرج متمتمة …..عماد ، كويس أنك جيت لاني كنت محرجة اوى ، وأنا لوحدى .
جلس عماد ونظر لها بتفحص قائلا ..أشرقت أنتِ فيه حاجة عايزة تقوليها صح .
قوليها عشان أنا قلبى حاسس ، أن فيه حاجة .
ابتلعت أشرقت ريقها بمرارة ، لتخرج كلماتها ثقيلة مرددة …..عماد انت مش كنت عايز نعمل عقد عشان ناخد على بعض أكتر قبل الجواز .
فابتسم عماد مرددا …طبعا ياريت ولسه عايز ، النهاردة قبل بكرة كمان .
أشرقت بقهر ….وانا موافقة .
تهلل وجه عماد بفرحة عارمة وقال …بجد يا شوشو .
ده هيكون اسعد يوم فى حياتى .
طيب تحبى يكون امتى ، ولا أكلم بابا وجدو الأول ومتفق على يوم يناسبنا احنا الاتنين .
أشرقت …..اه طبعا هتيجى نتفق وهيكون اى يوم .
بس بعد اسبوعين كده .
اكون ارتحت شوية من العملية .
عماد باندهاش وفزع …عملية إيه ؟
هو أنتِ تعبانة وانا معرفش .
طمنينى ارجوكى .
أشرقت …مش انا .
ده. ده. ده. بلال وبصعوبة أكملت .
بلال اخويا اللى مربينى ، تعبان جدا وعنده فشل فى وظيفة الكبد ومحتاج تبرع بفص كبد ضرورى وانا الوحيدة اللي مطابقة الموصفات.
وده هيكون رد جزءا لبعض جمايله عليا .
وهنا تبدلت فرحة عماد إلى شك كبير ، وتساءل ….طيب ممكن فعلا تكون هتعمل كده عشان بتحبه ؟
طيب برده ازاى بتقول موافقة على كتب الكتاب .
انا كده فى حيرة كبيرة .
ودايرة مش عارف أخرج منها ، بس اللى أعرفه ، انى بحبها وبس .
ومتأكد برده من اخلاقها .
بس مش عارف اعمل إيه ؟ ولا اقولها إيه ؟
عماد بقلق …بس دى عملية مش سهلة ، فالافضل ندور على متبرع تانى يكون مطابق للمواصفات برده .
أشرقت …لا صحته مش هقدر تستكمل لسه ندور .
وانا موجودة ومفيش قلق إن شاء الله .
وهو كده كده الكبد هيبنى تانى ، يعنى مش هخسر حاجة .
بس انتظاره كده ، هو اللى ممكن يخسر حياته .
فصمت عماد أمام إصرارها .
وحدث نفسه …يا ترى الأيام الجاية مخبيلنا إيه أنا وأنتِ
يا أشرقت .
وانتهت المقابلة على هذا، وقام بتوصيلها الى الفيلا .
ثم غادر.
وأثناء الطريق جال على خاطره هدير .
فتمتم …انا فعلا محتاج اكلمها احكلها آخر التطورات السريعة دى .
يمكن تطمنى وتقولى أن شكى ده فى غير محله وهى اكيد بتحبنى عشان كده وفقت على كتب الكتاب .
لكن بلال زى مقالت اخوها وبس .
فاتصل بها ، وعندما رأت اسمه يتلألأ على الشاشة وقد أسمته قلبى النابض .
ارتجف قلبها حقا لتجيبه بفرحه ….دكتور عماد ازيك ؟
كويس انك افتكرتنى وسط انشغالك .
تنهد عماد بارتياح عندما سمع فرحة نبرة صوتها عندما حدثها ، تلك النبرة التى لم يجدها مع أشرقت كلما حدثها.
عماد …انا ديما فاكرك يا هدير .
واول ما جد جديد فى خطوبتى ،كنتى أول وحدة تيجي فى بالي عشان احكيلك .
تجدد الامل لدى هدير وظنت أنه ربما تركها ، فتراقص قلبها فرحا ولكن تبدلت تعابير وجهها المرتخية إلى أخرى متشنجة حين قال لها ….أشرقت وفقت على كتب الكتاب تصورى .
فتجمدت أطراف هدير لتنطق بتلعثم ….والله ،طيب ألف مبروك .
عماد …الله يبارك فيكى ، عقبالك ، بس فيه حاجة .
ثم سمع عماد صوت متحشرج كأنه صوت أنين بكاء .
فتعجب بقوله ….هدير أنتِ بتعيطى!!
هدير بصوت نحيب ….لا دى بس دموع الفرحة يا عماد .
عماد محدث نفسه ….غريبة اوى البنت دى .
لا بجد فيها حاجة غريبة ، بس مش عارف هى ايه ؟
( البعيد لوح زى بلال لا مؤاخذة 😂).
هدير …حاجة ايه ؟
فقص لها عماد موضوع مرض بلال ، وتصميم أشرقت بالتبرع له .
فحدثت نفسها …أشرقت مبتلاه بحب بلال اكيد ، وانا مبتلية بحبك .
ولكن ما السبيل إلى ذاك وذاك .
ولكنها كعادتها طمأنته قائلة …معلش فى مقام اخوها اكيد ومربيها ، وهى شكلها حساسة اوى كمان .
ربنا يسعدك معاها .
عماد …ممكن !
ويسعدك أنتِ كمان يا هدهد ، وهنتظرك اكيد يوم كتب الكتاب .
هدير بقهر …اه اكيد لازم هاجى أشوفك ، قصدى افرحلك.
ثم أغلقت الخط ، لترتمى على فراشها تبكى .
وتحدث نفسها …مش كنتى قولتيلها أنها اكيد مش بتحبك ، واكيد بتحبه هو ، لأن مفيش وحدة ترضى تقطع من جسمها لواحد يدوبك مربيها الا لو كانت بتحبه واوى كمان .
ثم أجابت نفسها …بس يستحيل ازرع الشك ما بنهم ، وهسيبه الايام تثبتله .
عماد …يارب يكون كلامك صحيح يا هدير .
…………….
سعود منفعلا فى مكالمة مع أحد أتباعه ……كيف يعنى مش موجودين فى اى مكان ، ولا فى السعودية أو مصر .
معقول يعنى اختفوا ليه عفاريت !
انتم خسارة فيكم الفلوس ، وهعاقبكم أشد عقاب .
لازم اجد ابنى فيصل يا كلاب .
فنظرت صباح الى مرام والى زوجته الثالثة .
مرام بغضب …شوفى صباح كيف يسوى سعود ؟
هلا قرب يجن حقيقى .
وايضا هيثير علينا ويسبنا .
من أجل الولد وكأننا لم ننجب .
صباح ….اعلم وهدا يغضبنى أكثر .
كما أن خسارة هذا المال ، من أجل هدا الصبى .
أحق به بنتنا .
احلام …ايه صباح , صدقتى .
وكمان هيجده ، ويروح تانى يجيب لنا لمياء أخرى .
وممكن تنجب له أيضا الولد .
وهكذا يضيع حق بنتنا .
لا ما عدت أطيق تصرفات سعود المجنونة هاده .
صباح …وانا ايضا ، لا اطيقه.
أصبح يوبخنى ، من أجل تلك الحقيرة لميا .
مرام …كلنا لا نطيقه .
احلام …هذا المال يخصنا نحن وبناتنا ويكفى لعب وإهدار
من سعود .
صباح …إذا فلنتفق على شىء ……؟
…………….
اتصل الطبيب ببلال ليخبره أن هناك متبرع جاهز للتبرع من أجل مساعدة انسان ويبتغى الأجر من الله .
ففرح وحمد الله على فضله .
وأبلغت أشرقت والدها ومؤمن على قرارها ، فحاولوا أن يمنعونها ولكنها رفضت وأصرت .
لؤى …حرام عليكى يا بنتى نفسك .
انا لو حصلك حاجة انا ممكن اموت فيها .
أشرقت …متخفش يا بابا .
والله بالنسبالي العملية ميسرة وهينمو الكبد عادى .
لكن الخوف عليه هو ، ربنا ينجيه .
ارجوك يا بابا وافق .
اضطر لؤى للموافقة أمام إصرارها مع الخوف الشديد عليها .
وبالفعل تم كل شىء على ما يرام ، ونجحت العملية بفضل الله .
وبعد فترة تعافى الاثنان ، وعادت إلى بلال صحته من جديد .
واول شيء فعله بعد أن عادت له صحته ، أنه حدد موعد سفر جديد للعودة إلى العمل فى الإمارات .
بسمة …برده مصمم يا بلال تمشي مفيش فايدة .
بلال …هقعد أعمل إيه هنا يا بسمة .
أنتِ كمان مشغولة بشغلك هنا فى شركة مؤمن .
وأنا هعمل إيه ، مسافر أشوف شغلي أفضل .
بس لو مصممة تشتغلى انا هشوفلك عقد عمل هناك .
عشان تكونى معايا أفضل .
بسمة ….بإذن الله ، أفضل .
ثم حدثت نفسها …يمكن أهرب أنا كمان من نظرات لؤى .
اللى بتحوطنى فى كل مكان ، وقلبي بدأ يضعف .
لا أهرب أفضل عشان أفضل على عهدى مع جلال .
بلال …خلاص اتفقنا .
بس عقبال ما يجي معاد السفر ، أنا محضرلك بروجرام فسح يجنن .
بسمة ….فعلا انا محتاجة أشم هوا قبل ما اخلص اجازتى وارجع الشغل .
……….
كما تعافت أشرقت ، وقام عماد بزيارتها ، لتحديد موعد العقد .
وليس هذا فحسب بل تفاجأت بطلبه أن يكون زفافا أيضا على وعد أن يكون عونا لها على دراستها ويوفر لها كل سبل الراحة لكي تنهيها بسلام .
أشرقت بصدمة …جواز كده على طول !!
عماد بفرحة …..ايوه خلى الفرحة فرحتين يا شوشو .
أشرقت بقهر حدثت نفسها …..يعنى كده خلاص يا قلبى .
طيب أنتِ زعلانة ليه ؟
هو أنتِ لسه عندك امل فيه ؟
ده اول ما خف ، قال مسافر .
خلاص يا قلبى ، اشترى اللى شريك .
وبيع اللى باعك
أشرقت بغصة مريرة…انا موفقة .
وهنا قامت ام ابراهيم بإطلاق الزغاريد فرحا .
واشترط مؤمن موافقته أن تتزوج معه أشرقت فى الفيلا وسيجهز لهما جناحا خاصا بهما خلال يومين بالكاد .
والزفاف سيكون يوم الجمعة .
وهو أيضا يوم سفر بلال .
………..
لتتصل أشرقت ببسمة بعدها لتستعين بها فى شراء احتياجاتها للزواج .
بسمة ….بجد يا أشرقت ، جواز كده على طول وبالسرعة دى .
أشرقت …ولو مش بسرعة ، ايه هيفرق ، خلاص مبقتش فارقة .
بسمة …مش عارفه صراحة أقولك إيه ؟
غير ربنا يسعدك يا حبيبتى .
أشرقت بوهن …..يارب .
…………
أنهت بسمة مكالمتها مع أشرقت فى مجىء بلال من غرفته قائلا …ها يا بسمة جهزتى عشان ننزل .
ولكن وجدها شاردة .
فعبث بخصلات شعرها مداعبا إياها بقوله …ايه الجميل ماله ؟
بسمة …مفيش بس هو سفرك الساعة كام الجمعة عشان عايزة اكون مع أشرقت من أول اليوم .
بلال بخوف …مالها أشرقت فيها حاجة .
قولى ملها يا بسمة ؟
بسمة بسخرية …ليه قلبك عليها اوى .
ما خلاص انتهت كل حاجة ، وخلاص دخلتها الجمعة يا بلال .
دبت الصدمة بصدر بلال وارتجف ووقفت الكلمات فى جوفه وتغير لونه وكأنّ الدماء تجمدت فى عروقه …ليرمى بنفسه على المقعد .
لتسرع إليه بسمة بذعر قائلة…بلال مالك يا خويا .
لتجده يبكى بمرارة قائلا….للدرجاتى حبته ، ومستعجلة على الجواز اوى .
لتنهره بسمة ….حبته ايه بس !
انت السبب فى كده ، لما تخليت عنها وهربت كمان وسبتها.
هى محبتش ولا هتحب غيرك .
بلال …وانا مكنتش انفعها ، ازاى اتجوز وحدة انا مربيها ، غير أن هى فين وانا فين ؟
وصدقينى اول ما تتجوز هتنسانى وتحس ساعتها أن الحب ده كان وهم مش أكتر .
حب أبوى ، مش حب حقيقى .
وكمان خايف عليها من نفسى .
وكويس انى مسافر ، عشان تنسانى خالص للابد .
……………
لتمر الايام بالفعل ويأتى يوم الزفاف .
لترتدى به أشرقت فستانها الأبيض ، الفستان التى تحلم به كل الفتيات منذ الصغر .
ولكنه كان على جسد أشرقت كالشوك ، ودموعها لم تتوقف
عن النزول إلا عندما جاء عماد ليأخذها من صالون التجميل
إلى القاعة لتبدأ مراسم الحفل .
الذى كان بين الحضور بسمة وهدير وبشرى وحسن .
والكل قد تجمع حول العروسين ليبارك ويهنىء .
……….
وللحكاية بقية لنستمتع مع الحضور بفقرات الحفل فربما يكون لنا نصيبا من قطعة جاتوه أو كأسا من الشربات.
يارب تكون عجبتكم حلقتنا ، وانتظرونى بإذن الله مع الحلقة الاخيرة .
ولا تنسونى من صالح دعائكم فى تلك الليلة المباركة .
ولا تنسوا فى التعليقات المباركة للعروسين.
ولا تنسوا الإجابة على ذلك السؤال ؟
ماذا كان اتفاق تلك الافاعى على ذلك المجنون سعود ؟
من معى فى زواج أشرقت بعماد ومن معارض؟؟
وما مصير لؤى مع بسمة ؟
ومتى سيعلم بلال أنه له ابنا على وجه الأرض!
هذا ما سنعرفه فى الحلقة القادمة بإذن الله.
أسيبكم مع الدعاء ده
(اللهمَّ إنِّي أسألُكَ مِنَ الخيرِ كلِّهِ عَاجِلِه وآجِلِه ما عَلِمْتُ مِنْهُ وما لمْ أَعْلمْ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كلِّهِ عَاجِلِه وآجِلِه ما عَلِمْتُ مِنْهُ وما لمْ أَعْلمْ، اللهمَّ إنِّي أسألُكَ من خَيْرِ ما سألَكَ مِنْهُ عَبْدُكَ ونَبِيُّكَ، وأعوذُ بِكَ من شرِّ ما عَاذَ بهِ عَبْدُكَ ونَبِيُّكَ، اللهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنةَ وما قَرَّبَ إليها من قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ، وأعوذُ بِكَ مِنَ النارِ وما قَرَّبَ إليها من قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ،

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صغيرة بلال الجزء الثاني)‏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى