روايات

رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الفصل السادس والعشرون 26 بقلم شيماء سعيد

رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الفصل السادس والعشرون 26 بقلم شيماء سعيد

رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الجزء السادس والعشرون

رواية صغيرة بلال الجزء الثاني البارت السادس والعشرون

رواية صغيرة بلال الجزء الثاني
رواية صغيرة بلال الجزء الثاني

رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة السادسة والعشرون

🌺 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
إن كان الفراق ما تصبو إليه، فهو لك نفّذه لا تتردّد، اجلدني بسياط بكل قوتك، فلن يكون سياط الفراق، أقسى من سياط الخذلان
………
جاهدت أشرقت بكافة الطرق أن تخرج صوت أنينها المكلوم من جوفها ، لتنطق بأسم عماد وكأنها قد حكمت على نفسها بالإعدام .
بعد أن قامت بقتل أخر أمل لها فى الارتباط بحب عمرها بلال .
لتتسع عين لؤى من الدهشة مرددا ….مين ؟
لتصرخ أشرقت لعل النار التى فى جوفها تخرج قبل ان تحرقها بالكامل …عمااااااااد ، دكتور عماد يا بابا .
طلبنى وانا وفقت .
لتهتز شفتاها …تصور يا بابا ، انا وفقت !
مهو خلاص بلال قالى …أنتِ وحدة انا ربتها ، وانا انسى اى حاجة بفكر فيها .
يعنى بمعنى اصح عمرى ما حبنى .
محبنيش بلال يا بااااابا ، محبنيش .
لتنهار بعدها أشرقت من البكاء ، فاحتضنها لؤى الذى كان فى حالة صدمة ، أخرجته عن وعيه بعد أن تذكر المشاعر التى عاشها من قبل هو الآخر وكانت واهمة ولم ينتج عنها سوى التخاذل والإنكسار .
فشدد من احتضانه لأشرقت قائلا …ااااااه يا بنتى .
حاسس بيكى ، وعارف انك جواكى نار ومهما اتكلمت وهونت عليكى مش هقدر اخفف عنك .
ثم أبعدها قليلا ومد يده لإزالة دموعها قائلا …بس دموعك دى غالية اوى اوى ، وعشان كده مفروض متنزلش غير للى يستهلها وبس .
وصدقينى بدال دكتور عماد طلبك بعد الفترة القليلة دى ، يعنى معناه أنه حبك حب مش طبيعى ، فاديله فرصة يا بنتى .
يمكن هو ده اللى يقدر يسعدك ،ويكون عوض من الله ليكى .
أشرقت بصوت مبحوح من البكاء …انا مش عارفة اصلا وفقت ازاى يا بابا .
انا مكنتش عايزة ارتبط بأي انسان عشان مظلمهوش معايا ، لانى قلبى مكسور بجد .
لؤى …انا عارف بنتى حبيبتى كويس ، ومتأكد انك مش هتظلميه وهتراعى الله فيه على قد ما تقدرى .
ثم شرد لحظات فى بسمة ، فأراد أن يتحدث عنها حتى تتناسى أشرقت بعض الوقت مصيبتها فى بلال .
لؤى….بس انا مش عارف أنتِ اتربيتى أنتِ وست بسمة إزاى
فى بيت واحد ؟
أشرقت …ليه بتقول كده يا بابا ؟
لؤى …دى وحدة همجية ، لسانها اطول منها .
تربية حوارى صح .
الحمد لله انك فرقتيهم .
نفت أشرقت قول لؤى وحركت رأسها قائلة ….لا بالعكس
يا بابا ، بسمة دى نسمة فعلا ، طيوبة وحنينة اوى ..
وكلامها بلسم بجد ، حاجة كده بونبونايه .
بس ملهاش حظ فى الدنيا زى حالاتى .
جوزها اللى كانت بتموت فيه وبيموت فيها ، مات من فرحته بيها .
وهى من ساعتها انكسرت اوى .
بس ليه يا بابا حضرتك بتقول كده عليها ؟
شرد لؤى فى وصف أشرقت لها ، ولا يعلم لما غار عند ذكر زوجها رحمه الله .
فحدث نفسه لؤى …قد كده كانت بتحبه !
ثم قال بغيظ …ايه كل ده !
ما أنتِ معذورة مشوفتهاش وهى بتكلمنى ازاى
فى الشركة ، كأنى انا اللى شغال عندها مش هى اللى شغالة عندى !
أشرقت…بسمة يا بابا عندها عزة نفس رهيبة ، فممكن تكون كلمتها كلمة كده ولا كده بدون قصد ، عشان كده اتكلمت مع حضرتك بإباء وعزة شوية .
بس اوعى تكون زعلتها يا بابا ، عشان دى زعلها من زعلى.
فحمحم لؤى وابتلع ريقه حرجا قائلا …لا انا ازعلها بتاع ايه اصلا .
دى حياله حتة موظفة عندى ، واللي بينى وبينها هو الشغل .
أشرقت ..إن شاء الله يا بابا مع الوقت هتعرفها اكتر ونتتأكد
من اللى قولته لحضرتك صح ؟
لؤى …اه اه إن شاء الله .
وصل مؤمن الفيلا ،فرحا بما فعله مع بلال ، ثم سارع إلى أشرقت ليبشرها أنه قد أفرج عنه .
فوجد لؤى معها فقال مداعبا ….ايه الحبايب متجمعة يعنى ،خير
إن شاء الله .
لؤى مبتسما …كل خير إن شاء الله ،وشكلنا هنفرح قريب بعروستنا الحلوة .
مؤمن غامزا أشرقت …هو لحق كلمك الخلبوص ده بعد ما طلع
من الحبس .
فابتسمت أشرقت بوهن مرددة …الحمد لله أنه خرج .
لكن الكلام خلص يا جدو ، وانا نصيبى مع ثم دمعت عيناها مرة أخرى ، لتكمل ..دكتور عماد .
وقف مؤمن مشدوها وفتح فمه ببلاهة من الصدمة قائلا هااااا .
لتنطق أشرقت …متستغربش يا جدو ، لأن اللى فى بالك خلاص باع ، وعماد اشترى .
وانا قررت اشترى اللى اشترانى وابيع اللى باعنى .
فصفق مؤمن بيديه قائلا …برااااافو يا شوشو .
هو ده اللى كان نفسى اسمعه منك من زمان يا حبيبة جدو .
لانه فعلا انسان ميستهلكيش ابدا .
ثم تابع بقوله… قوليلى امتى هيجى فارس الفرسان عماد ، عشان ياخد عروسة الأرض والبحور أشرقت .
ابتعلت أشرقت غصة فى قلبها ، ثم حاولت الابتسام بالكاد .
لتخرج منها ابتسامة غريبة ممزوجة بدموع العين تدل على القهر ، قسمت ظهري مؤمن ولؤى .
أشرقت …اكيد هيكلم حضرتك وياخد معاد مناسب .
ليرن هاتف أشرقت بمكالمة من بشرى .
فاستأذنت مؤمن ولؤى ، فغادروا ليتركوها تتحدث مع صديقتها لعلها تنفس عما فى قلبها .
استجابت أشرقت لمكالمة بشرى لتفاجىء بالأخيرة تصدح بالزغاريد ……
لتشعر أشرقت أنها كأنها صراخ على روحها التى ماتت بسبب تخاذل بلال .
أشرقت …ايه أنتِ ازاى وصلك الخبر بسرعة كده .
أنتِ ليكى اتصال مع دكتور عماد من ورايا ولا ايه ؟
بشرى …أنتِ سخنة ولا إيه ؟
خبر ايه وعماد ايه ؟
خلينى فى فارس أحلامى حسن ، زغرطيلى يا انشراح .
قصدى يا شوشو .
حسن اللى كنت بقول الفرق بيني وبينه زى السما والارض ويستحيل أنه يبصلى ، بس كنت بدعى ليل ونهار يكون
من نصيبى .
ربنا استجاب وعمى عينيه باين هههههههههههه وطلب يجوزنى ، تصدقى !!
وخدى الكبيرة دى كمان بيقول أنه بيحبنى ، ده اكيد
مسحور ، يا خوفى ليفوق ويدينى استمارة ستة .
فرحت أشرقت لفرحة بشرى فرددت …والله ، الف الف مبروك
يا قلبى ، فرحتلك من قلبى .
ومتقوليش الكلام ده تانى ، واوعى تحسسيه انك أقل منه
فى حاجة ، بالعكس أنا شايفاكى أعلى بأخلاقك واحترامك .
وهو اللى قليل عليكى .
بشرى …حبيبتى يا شوشو .
عقبالك يا قلبى .
أشرقت بآسى….مهو احنا مش صحاب تختة واحدة وكلية واحدة ، آخرها برده نفس الدكاترة .
بشرى بذعر ….قصدك مين ؟
حسن !!
الخاين الدون ، عايز يجوزك عليا .
فضحكت اشرقت مرددة …ضحكتينى وانا مش قادرة اضحك
من كتر الوجع .
حسن مين بس ، ده انا مش بطيق حتى صوته وربنا .
انا بقصد دكتور عماد .
فأطلقت بشرى زغرودة بفرحة مرددة …والله الف الف مبروك
يا حبيبتى .
والله انتِ فعلا تستاهلى واحد زى عماد ، محترم وصريح وبيحبك فعلا .
أشرقت بقلب مكسور …الحمد لله على كل حال .
بشرى ….ومالك بتقوليها كده !
شكلك زعلانة ، اوعى تكونى بتفكرى فى بلال .
لا يا شوشو .
ده ميستهلش صدقينى ، انسان سلبى ، ضعيف .
باعك كتير ، فاشترى نفسك يا حبيبتى .
وانا متأكدة انك مع عشرة دكتور عماد هتحبيه .
فأخرجت أشرقت تنهيدة موجعة …إن شاء الله .
ثم أنهت معها المكالمة.
لتبدأ وصلة جديدة من الدموع التى لا تنتهى
مرددة كلمة …يااااارب .
ثم قالت …
جهلت عيونُ الناس ما في داخلي
فوجدت ربي بالفؤاد بصيرا يا أيها الحزن المسافر في دمي
دعني فقلبي لن يكون أسيرا
ربي معي فمن ذا الذي أخشى إذن مادام ربي يُحسن التدبيرا
وهو الذي قد قال في قرآنه ” وكفى بربك هاديًا ونصيرا
…………..
وبينما كانت بسمة تستعد للنوم وجلست على فراشها وامسكت بمصحفها تتلو بعض آيات من الذكر الحكيم كما تعودت كل يوم ، لتطمئن قلبها ثم تهب ثواب ما قرئت إلى زوجها الراحل جلال .
سمعت صوت مفتاح الشقة ثم فُتح الباب .
فخافت بسمة وشعرت بالذعر ووضعت يدها على قلبها مرددة ….حرامى .
يا لهوى أعمل ايه دلوقتى ؟
اسوط والم عليه الناس ، بس اخاف اطلع صوتى يقتلنى .
انا احسن حاجة .
اطلع لوح السرير واقف ورا الباب ..واول ما يدخل عليه ، اقوم رزاعه على دماغه .
وبالفعل أخرجت اللوح الخشبى ،ووقفت بانتظار السارق وراء الباب ،وتعالت نبضات قلبها ،كلما شعرت بسير أقدامه على الأرض التى بدأت تقترب من غرفتها .
ولكن فجأة توقفت حركة الاقدام ، فتعجبت بسمة وقالت …راح فين يا ترى ،يكونش دخل المطبخ .
حرام يا عينى جعان .
لتفتح الباب بعد ذلك فتحة صغيرة لترى منها ، لتتفاجىء بأخيها بلال ، مفترشا الأريكة بالخارج ، وقد وضع يديه على وجهه ، مصدرا أنينا خافتا حزينا .
فرحت بسمة لرؤيته ، فخرجت مسرعة له مرددة …….بلال بلال ، حمد الله على سلامتك يا اخويا .
وقف بلال ، ثم عانقها بحب ..
بلال بعد أن أبعدها عنه قليلا …وحشتينى يا بسمتى ، عاملة ايه ؟
بسمة …الحمد لله طول ما انت رجعت بالسلامة يا اخويا .
ربنا ما يبعدك عنى تانى .
بلال بإنكسار …يارب .
ثم صمت للحظة وتساءل …وهى عاملة ايه ؟
اطمنتى عليها زى مقولتلك .
بسمة …صراحة يا بلال ، اللى عملته ده كان صعب ،وغلط كبير. اوى .
وضيعت فيه سنين تعبك على تربيتها وحبك ليها كمان .
بلال ….كان غصب عنى ، عشان تكرهنى وتشوف حياتها .
لانى خلاص ما عدتش انفع لحد .
بسمة …بس مش بالطريقة دى !
دى خلاص رفضت حتى انى اكلمها ، وعندها حق صراحة .
بلال بغصة مريرة…..ربنا يتولاها ويتولانى برحمته .
بسمة …يارب يا حبيبى ،ويهديك كده شوية يا بلال .
وتعرف قيمة نفسك ، انت مش هين للدرجة دى .
انت دكتور جامعى .
فضحك بلال ضحكة ممزوجة بألم قائلا. ..لا ما خلاص .
انا قدمت استقالتى من الكلية .
فضربت بسمة على صدرها بفاجعة من قوله ….يا لهوى!
ليه كده يا بلال ؟
ليه عملت كده ، ليه ضيعت مستقبلك ؟
مش كفاية ضيعت أشرقت من ايديك ؟
كمان مستقبلك .
بلال ..افهمينى يا بسمة ،ده كان غصب عنى .
لما سمعوا انى اتقبض عليه ، قالوا كده مظهرى قدام الطلبة مش هيكون كويس .
وقالوا الافضل تقدم استقالتك ، بدل ميرفدونى .
الاستقالة ارحم ، وهيدونى شهادة انى كنت مثال الالتزام والاحترام .
ثم ضحك بوجع قائلا ….شوفتى كتر خيرهم ازاى ؟
شعرت بسمة بالنار فى جوفها ولكن رغم حزنها وانكسارها على أخيها ، أرادت التخفيف عنه بقولها …..الحمد لله على كل حال .
قدر الله وماشاء الله ، لعله خير يا حبيبى .
وربنا يعوضك بحاجة افضل .
قول بس الدعاء تانى .
فابتسم بلال على وهن …لسه فاكره .
انا علمتهولك مرة ، وأنتِ علمتهولى كتير .
بس انا فعلا لازم اقول وعن يقين ، لإنى فعلا محتاج اقرب من ربنا الفترة اللى جاية .
عشان حاسس إنى بعدت اوى اوى ، وتفكيرى كله غلط .
هقرب وادعى ربنا ينور طريقى الجى بما هو خيرا لى .
اللهم اجرنى فى مصيبتى واخلفنى خيرا منها .
بسمة …اللهم آمين .
إن شاء الله كل خير يا حبيبى .
وادخل انت خد حمام كده ، عشان جسمك يستريح ، وانا هحضر لك لقمة تأكلها .
فأومأ بلال برأسه لها ، ثم توجه للمرحاض ليستحم .
وولجت هى المطبخ تحضر له الطعام ،ولسان حالها يردد ….يارب كن معه ولا تكن عليه ، ونور بصيرته واكتب له الخير .
………………….
استأذنت بسمة فى اليوم التالى الذهاب لشركة مؤمن من بلال .
فقال على مضض …مش عارف اقول ايه ؟
بس أنتِ فعلا قبضتى نظير شغل ، فلازم تروحى .
والا يكون حرام .
فا اتفضلى وخلى بالك من نفسك ، ولو فى اى شىء كلمينى ، اجيلك فورا .
ابتسمت بسمة مرددة …ربنا يخليك ليا يا حبيب اختك .
ثم انطلقت نحو الشركة ، وحدثت نفسها طوال الطريق ….يارب المفترى الظالم لؤى ده يخليه فى حاله وانا فى حالى .
انا مش ناقصة انا فيا اللى مكفينى.
بينما هو فى مكتبه يعبث بأوراقه التى أمامه ، ينظر لساعته كثيرا .
لؤى بحنق…الساعة تسعة والهانم بسمة لسه مجتش.
اه ما هى فاكرة نفسها بقت صاحبة الشركة خلاص .
تيجى وتروح فى مزاجها.
ربنا يسامحك يا بابا ، انت اللى عملت ليها مقام .
ثم اجاب على نفسه .
وانت يعنى مالك بيها ؟ ما تخليك فى شغلك .
وهى مش مديرة مكتبك ، دى تبع بابا .
…لا بس برده تتعلم النظام ، وكمان انا مصدع ومحتاج تعملى فنجان قهوة .
….بس ده مش تخصصها.
……مليش فيه ، تعملى غصب عنها .
هى جايه هنا تنفذ أوامر وبس .
وبالفعل وصلت بسمة إلى الشركة ، واستقبلها كريم بابتسامة ،وجلست أمامه ليتابع تعليمها حركة العمل فى الشركة والمستندات التى يجب أن تكون متوفرة فى اى وقت يطلبها مؤمن .
وكيفية ترتيب الاجتماعات بين رؤساء الشركة والشركات الآخرى وغيرها مما يخص العمل .
وبسمة تستمع له بكامل تركيزها ، وتسأله عن كل كبيرة وصغيرة وهو يجيب عليها .
ولكن كريم روحه مرحة ، وكان دائما يثير بعض النكات ، فكانت تضحك .
لتتفاجىء به قائلا ..تعرفى أن ضحكتك حلوة اوى يا آنسة بسمة .
ومش بس ضحتك ، أنتِ كلك على بعضك جميلة ،ده كفاية رقتك .
ليتفاجأ كريم بصوت من ورائه ….وايه كمان يا عم الحبيب ؟
ايوه ما هى مبقتش شركة ، بقت كازينو للحبيبة .
ليتلألأ بريق شيطانى فى عين بسمة ، وتهدر بجنون …لا حضرتك زودتها اوى .
فتدلى على زواية فم لؤى بسمة ساخرة وهو يهمهم ساخرا …اه .
ما هو طبعا حضرتك مبسوطة من الكلام ، وانا متابع ضحكتك من هنا لهنا .
فانعكست امارات الصدمة على قسمات وجهها وانفرجت شفتاها ناطقة فى ذهول ….انا مسمحلكش .
انت اه حضرتك صاحب الشركة على العين والراس ، لكن تدخلك
فى حياتى واهانتى بالشكل ده .
مسمحلكش ابدا ،وحياتى وتصرفاتى خط احمر بالنسبالى .
ومسمحش لحد ابدا يشكك فى اخلاقى ، ولو فيها موتى .
ليتدخل كريم بقوله …حضرتك فهمت غلط يا لؤى بيه .
بسمة زى اختى الصغيرة مش اكتر .
لؤى بغيظ …وهى اختك برده ، هتقولها كده .
ده تسيب وقلة ادب وانا مش هسمح بيه تانى .
ليأتى مؤمن فى الحال عند سماعه صوت لؤى العال قائلا …برده
يا لؤى ، تعال اتفضل على مكتبى .
فرمقها لؤى بنظرة غاضبة ، ليتفاجىء بها أخرجت لسانها له .
وزين فمها بابتسامة ساخرة على شفتيها ليدعس هو الأرض بقدمه من الغضب ، ثم سار وراء أبيه إلى مكتبه .
لتنفعل هى على كريم ….بص يا يا باشمهندس ، انا مردتش احرجك قدامهم .
بس لو سمحت احنا هنا جايين للشغل وبس .
يعنى لما تكلمنى بعد كده ، كلمنى بجدية ، وبلاش اى كلام تانى ملهوش داعى .
كريم …اسف والله يا آنسة بسمة ، مكنش قصدى .
بسمة …انا أرملة يا باشمهندس .
فحدجها كريم بنظرة حزن غير مصدق قائلا …انا آسف بجد .
واعتبريني فعلا اخوكى من النهاردة ولو احتجتى أى شىء .
تحت امرك .
بسمة …شكرا ، انا مش محتاجة غير انك تعاملنى بما يرضى الله والكلام يكون فى حدود الشغل بس .
كريم ….حاضر والله ، بس متزعليش نفسك .
ودلوقتى نقعد نكمل شغل
………
وفى المكتب .
عقد مؤمن حاجباه غضبا قائلا بنبرة حادة….وبعدين يا لؤى .
هو كل يوم هتسمع بينا الموظفين ؟
انا حاسس انك بقيت بلطجى يا اخى ، مش صاحب مكان محترم .
لؤى بصوت محتد….مهو حضرتك السبب ، لما وفقت تجيبلنا وحدة شبه العرسة اللى برا دى .
مفهاش غير صوت بس بيلدغنا ، غير كده شغالة ضحك وتهييص ولا كأننا فى كباريه .
زفر مؤمن بضيق مرددا ..لا انت زودتها فعلا يا لؤى مش كده .
وتعالى قولى هنا ، انت مالك ومال البنت ،عامل نقرك من نقرها ليه ؟
ثم تدلت من ذوى مؤمن ابتسامة ماكرة قائلا بصوت منخفض …ولا انت شكلك غيران عليها يا ولد .
فارتبك لؤى وحمحم ….ايه ، انا اغير عشان البتاعة دى .
ليه وعشان ايه ؟
هى فاكرة نفسها بنى آدمة زينا ولا حضرتك هتعملها واحدة .
مؤمن ….لا وحدة وست الستات كمان ، والف مين يتمناها .
كفاية تربيتها وأخلاقها وكمان حلوة .
لؤى بغيظ …ايه ده !
هى لعبت بدماغك للدرجاتى ؟
فضحك مؤمن …لا بجد عسل ، ولو كان فيا صحة ،مكنتش سبتها ، بس النصيب بقا .
ولو كريم معجب صح ، يبقا هنياله .
لؤى ساخرا …لا كريم ايه ده إن شاء الله .
فغمزه مؤمن قائلا …عندك حق ، هى تستاهل حد اكبر شوية ، يعرف مقامها ويحترمها .
ثم ضحك وردد …ويدلعها .
لؤى …ويروح فى ليلة الدخلة زى اللى قبله .
فثار مؤمن …يخربيتك يا ولد .
دى أعمار بيد الله ،ومش بإيد حد .
ويمكن ربنا سبحانه وتعالى كتبها لحد تانى ، هتكون معاه سعيدة اكتر .
وهو ربنا يعوضه بحور العين .
لؤى بعدم فهم …مش فاهم حضرتك تقصد ايه ؟
مؤمن …لا انت محتاج فنجان قهوة يزبط دماغك من ايد بسمة ،وساعتها هتفهم .
فابتسم لؤى ودق قلبه من جديد .
هذا القلب الذى سار كثيرا فى دروب الهوى ولكن كان بخطوات عرجة ، فوقع .
والآن يجب عليه أن يخطو على خط مستقيم ، ليصل .
فهل سيصل إلى مبتغاه ؟
…………
وفى محاضرة دكتور عماد
لم تفارق عينيه أشرقت ، وكأن ليس هناك غيرها .
ولكنها كانت تهرب من نظراته خجلا ونفورا فى نفس الوقت .
وكانت تجلس بجانبها على اليمين بشرى وعلى الشمال هدير .
فكانت تظن هدير أنه ينظر إليها ، فهامت فى الخيال .
وحدثت نفسها …معقول يكون خلاص حس بيه !
وكل نظرات الحب دى ليا انا .
ياريت ، تكون الدنيا هتفتحلى أبوابها ، واشوف السعادة معاه .
ولكن أحلامها بدأت تسقط فى بئر ليس له نهاية .
عندما انتهت المحاضرة وخرج الطلاب واحد تلو الآخر .
ليستوقف أشرقت بقوله ..انسه أشرقت لحظة لو سمحتى .
لتدب الغيرة فى قلب هدير قائلة….ايه ده ؟
هو عايزها ليه دى ؟
وليه هى بالذات يعنى ؟
اعمل ايه دلوقتى ؟
منا طول ما هو لسه مكلمنيش فى حاجة ،مش هقدر اتكلم ولا اقول حاجة .
خير يارب ، يعجل بفرحتى .
ثم غادرت بهدوء ، بعد أن نظرت إليهما بقلب موجوع .
نظرت بشرى لهدير بحزن وقالت …يا عينى على اللى حب ومطلشى .
اما اشرقت فابتسمت بحرج قائلة ..نعم دكتور عماد فيه حاجة ؟
عماد .. خلاص احنا لوحدنا ، تقدرى تقوليلى عماد بس .
وصراحة مش عارف منين ، بس كل اللى اقدر اقوله انى حاسس انى ملكت الدنيا كلها ، لما وفقتى على الارتباط بيه .
فطأطأت أشرقت برأسها حزنا ، أما هو فأعتقد أنه خجلا .
فبادر بقوله …على العموم يا سيادة الدكتورة الخجولة .
تسمحيلى ازوركم اليوم انا وامى الحاجة حُسنة .
فابتلعت أشرقت ريقها بمرارة وقالت بجزع …هبلغ جدو وبابا حاضر .
ثم أسرعت من أمامه هاربة ، لكى لا يرى دموعها .
عماد …اموت فى الحلو لما يتكسف
…..
صراحة فعلا أشرقت تستحق عماد
ولا انتم ليكم رأى تانى …….؟؟؟
منتظرة رأيكم يا قمرات، ونختم حلقتنا بالدعاء ده
أسيبكم مع الدعاء ده
” رَبيُّ إنيّ أسّألك أنّ تريحَ قلبيّ وفكريّ وأنّ تصرفَ عنَّي شتاتّ آلعقلّ وآلتفكيّر .. ربَّي إنّ فيَ قلبيّ أمَوراً لا يعَرفهآ سِواك فحققّهآ ليَ يآ رحيمّ .. ربي كنّ معيُّ فيّ أصَعبّ آلظروفّ وأرينيّ عجآئبّ قدرّتك فيّ أصعبُ آلأيامَ”

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صغيرة بلال الجزء الثاني)‏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى