رواية شيخ قلبي الفصل الثاني 2 بقلم سارة سمير
رواية شيخ قلبي الجزء الثاني
رواية شيخ قلبي البارت الثاني
رواية شيخ قلبي الحلقة الثانية
دلفت السيدة صاحبة السابعة وستين عامًا إلي الغرفة، وجدت سارة ترتب ملابسها في حقيبة السفر على مضض.
نبيلة : سارة.
رفعت وجهها لي خالتها بِـحزن: نعم.
اقتربت السيدة منها وجلست على الفراش وهي تطوي قطعة من الملابس ثم وضعتها في الحقيبة:
السيدة: متزعليش يا حبيبتي أنا على ما قد مزعلانة إنك مسافرة على قد ما مبسوطة لأنك هترجعي وتكوني وسط عائلتك اللي بتحبك.
جذبتها من يدها واجلستها بحانبها على الفراش ثم اكملت حديثها:
السيدة: أنتِ عارفة إن اخوكِ ومراته وابنه بيحبكو قد إيه، دا أنا كُل يوم اسمعك وأنتِ بتكملي ابن اخوكِ وهو بيتحايل عليكِ ترجعي، ولا خناقة اخوكِ معاكِ بسب عدم رجوعك مصر، أنا مكنيش عاوزة اتكلم معاكِ لا تقولي خالتي مش مستحملني أقعد عندها، بس يعلم ربنا إني بحبك زي عيالي وانبسطت يوم ما لقتيك بتخطبي عليا باب البيت وبتقولي إنك جاية تقعدي فترة، دا أنتِ يا بنتي مؤنسة حياتي ومليتي الفراغ اللي عيالي سبوه بعد ما تجوزه وكُل فين وفين لمَّا يجو يطمنو عليا، أنا عارفة اللي مارتي بيه، الحُب على ما قد ما حلو، مراره أصعب، اوعي تفكري إني معرفش إنك بسب الحب هربتي وجيتي على هنا! أنا حبيت هنا معًا جوزي الله يرحمه، وعشان نتجمع تحت صقف بيت واحد، ضحيت باللمة والصحاب وجيت معاه على هنا، بدأنا من الصفر وطلعنا سلمة سلمة وأحنا في ايد بعض وبنشجع ونسند بعض، هو آه كان حنين وطيب وعوضني كتير بس مقدرش يعوض حنان الأب ودفء حضن الأم ولا آمان الاخ، أنا عاوزاكِ ترجعي عشان تريحي قلب اخوكِ اللي مشتاق ليكِ.
رمت سارة نفسها بحضن خالتها والدموع شقت طريق على وجهها:
سارة: مش هقدر اشوفه واحدة تانية ماسكة ايده وماشين سوا.
خالتها بصدمة: هو أتجوز! لا يسارة لازم تشيله من دماغك.
سارة: مش قادرة واللهِ حولت كتير ومش قادرة، أنا استعوضته عند ربنا بس مش قادرة اخرجه من قلبي وعقلي.
خالتها قالت بذات مغزي: هيخرج لمَّا تكوني عايزة تخريجيه يا سارة فاهمة.
هزت رأسها وهي تغمض عيناها بعد دقائق هادئت واستكانت في حضن خالتها.
“””””””””””””””””””””””””
جالس بفُتُور على المقعد بالشرفة، يرتشف من كأس الشاي وهو ينظر بلا شيء، فجأة شعر بشيء يشد بنطاله، نظر وجد”آيه” ابنة اخته تبتسم له بفرحة عارمة، التقطها واجلسها على ساقيه ثم قبل وجنتها الممتلئة بعض الشيء:
يحيى بحب: آيتي الحلوة عاملة إيه؟
اخرجت أحدة السكاكر الممسكة بيدها من فمها وقالت بِطفولة:
آيه: احمد ييه”الحمدلله”
حدق يحيى بالسكاكر الممسكة بها الصغيرة بيدها بضيق ثم صاح بأخته:
_منال يا منال.
اتت منال على الفور عندما سمعت منادة اخيها لها:
منال بِلهفة وبِقلق: فيه إيه يا يحيى آيه حصلها حاجة؟
اجابها بِحنق : إيه دا يا أستاذة دي كُلها مصاصة لبنت!
جلست على المقعد بجانبه وهى تتنفس الصعداء، كانت تفكر أن صغيرتها حدث لها مكروء:
منال: خضتني يا شيخ حرام عليك، أنا قُلت البنت وقعت ولا حصلها حاجة وحشة لا قدر الله.
يحيى: مينفعش كتر الحلويات وحشة للأطفال، وبذات على أسنانهم هتسوس بسرعة.
نظرت منال بدفء ثم عبثت بشعر صغيرتها:
منال: هي مسكت فيهم وأحنا في السوبرماركت وأحنا جاين على هنا ومقدرناش نقولها لا.
هز رأسه بنفي: غلط يا منال البنت هتّعود على كده.
منال: بكره لمَّا تتجوز وتخلف مش هتعرف تقول لا على كُل حاجة لابنك أو بنتك ، دا أحنا بنفرح لمَّا نلقيها بتمسك حاجة وعاوزة وهي بتضحك بفرحة.
ابتلع ريقه بمرار وهو ينظر لصغيرة، ادركت منال ما تفوهت به.
منال: متزعلش بكره ترجع وتلقيها وتتجوزها وتخلفوه وحياتك تبقى أحلى.
ابتسم بسخرية وهو يقول: ترجع! دي ما صدقت تمشي وتسافر، أنا جرحتها قوي هي وأميرة، أنا استهال كُل اللي فيه دا واكتر كمان.
منال: لا متقولش كده، دا نصيب ومكتوب واللي مكتوب على الجبين لازم تشوفه العين، مالك يا شيخ يحيى اللي حصلك.
زفر بضيق: الشيخ اللي بينصح الناس معدش بيعمل بنصايحه يا منال.
هبطت الصغيرة من على ساقيه وذهبت لداخل، اقتربت منال منه ومسكت يدها وضغطت عليها برفق:
منال بحزن على حال اخيها: قول يارب.
يحيى بتنهيدة: وهو ورايا حاجة غير أقول يارب.
“”””””””””””””””””””””””””””””
تعمل بِـكُل حماس وشغف في أول يوم، فرحت كثيرًا عندما علمت بأن الفتيات لهم مكاتب خاصةً بهم فقط منفصلة عن الرجال، نظرت لها رَّميلتها بالعمل بِـدهشة!
صفاء: براحة على نفسك يا أميرة، اشتغلي براحتك محديش بيجري وراكِ!
ابتسمت لها بِـفرحة : أنا فرحانة اوي اني بِـشتغل، وعندي طاقة وعاوزة أخرجها في الشغل.
بتادلتها صفاء نفس الإبتسامة: شكلك أول مرة تشتغلي صح.
اجابتها بِـحزن :آه للأسف، ياريت اشتغلت من زمان ومكنتيش ….
صمت عندما دهمهما ذكريات حاولت كثيرًا نسينها لكنها فشلت.
واقفت صفاء وهي تهندم من رداءها ثم نظرت على الساعة المعلقة بالحائط وقالت:
صفاء: يلا يا بنات معاد واجبة الغداء.
تركو جميعهم ما بيدهم واقفو ثم اتجهو إلي وجههتهم
تجول عيناها في المكان باندهاش في الكافتريا الخاصة بالشركة مخصصة لنساء فقط، لها باب منغلق عليهم كي ياخذو راحتهم به ومن يعمل في الكفتريا نساء فقط، رفعت نقابها باطمئنان.
تابعت صفاء عيناها والاندهاش الذي اكتسح تقاسيم وجهها فقالت مبادرة:
صفاء: مستغربة إن في كفتريا لستات بس، هو الصراحة أستاذ سراج ملتزم وصاحب الفكرة دي حتي الهدوم كانت شرط أساسي إنه يكون فضفاض حتى الخمار برضه شرط عشان نشتغل في الشركة.
صفاء: على ما قد ما مندهشة على قد ما فرحانة إني لسه في ناس بتخاف وتراعي ربنا في شغلها.
ابتسمت صفاء: لا الشركة هنا غير أي شركة تانية، هنا بيخافو على الموظفين كأنهم فرد من أفراد عايلتهم، وفي الأزمات بيكونو سند وعون لينا، محديش بيقع في ضيقة ولا ما بيفوكها ليه.
أميرة بصدق : ربنا يبارك ليهم في شغلهم وجازيهم خيرًا، أنا من حظي الحلو إني اشتغلت في الشركة دي بذات عن بقية الشركات التانية.
صفاء بعفوية: الطيبون لطيبيات.
عقدت أميرة حاجبه بتعجب: الطيبون لطيبيات! هو أحنا جاين نتجوز ولا نشتغل؟
ضحكت صفاء: واللهِ ما عرفة هي خرجت من مني كده.
مسكت أميرة أحدة الشطائر الموضوعة على الطاولة أمامها وبدأت في الأكل:
أميرة: طب يلا ناكل بسرعة عشان أرجع واخلص شُغلي.
هزت رأسها بِـموافقة وبدأت تأكل بِـهدوء.
بعدما انتهو من الطعام ذهبو إلي وجههتم.
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””
في المطار القاهرة الدولي بعدما انتهت سارة من الإجراءات الروتينية، سحبت حقيبتها تجرها خلفه بِـحرن، لم تخبر اخيها بمعاد رجوعه، تسير بساحة المطار واقفت فجأة عندما داهم انفها رائحة تحفظها عن ظهر قلبها، دق قلبه بِـعنف وتسارعت وتيرة أنفاسها وهي تحدث نفسها، هو نعم هو يحيى!
نظرت بجانبها وجدت يقف قريب منها، يضم رفيقه حازم بشوق وهو يبتسم، هبطت دموعها قهرًا ما كانت لا تريد رؤيته رأته، حاولت جماع شتات نفسها ونجحت في ذلك، قبضت على يد الحقيبة بِـعنف وقررت السير، سارت خطويتن واقفت بِـصدمة عندما سمعت صوت يناديها وهي تعلم من هو المنادي:
…….. : سارة!
اتلتف بارتبارك وهي تحاول عدم التقاء عيناها بعيناه ووو
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شيخ قلبي)