روايات

رواية شغفها عشقا الفصل السادس 6 بقلم ولاء رفعت علي

رواية شغفها عشقا الفصل السادس 6 بقلم ولاء رفعت علي

رواية شغفها عشقا الجزء السادس

رواية شغفها عشقا البارت السادس

رواية شغفها عشقا الحلقة السادسة

الفصل السادس
شغفها عشقاً
ما أشبه اليوم بالأمس، تتلاقى قلوب جمعها القدر لتكمل وصال قد انقطع منذ سنوات، عشق جديد سوف يولد في ذلك المكان الذي كان شاهدًا على قصة عشق لقلب ما زال يعيش على ذكراها.
-علي الراديو ده يا بني، خلينا نسمع الست بمزاج.
قالها يعقوب وأخذ يردد كلمات الأغنية:
“رجعوني عينيك لأيامي اللي راحوا…”
جلس عرفة أمام المكتب مبتسمًا:
– الله عليك يا حاج وأنت مزاجك رايق، بتفكرني ب ٢٢ سنة فاتوا.
كان ينظر نحو ابنه الذي يقف بجوار مريم الجالسة أمام شاشة الحاسوب
– تخيل بقى يا عرفة لما الأيام دي ترجع تاني.
عقد عرفة ما بين حاجبيه فسأله مستفسراً:
– ناوي تتجوز تاني يا حاج؟
أطلق الأخر قهقهة وأجاب:
– جواز تاني إيه؟ هو احنا هناخد زمانا وزمن غيرنا؟ وبعدين مفيش واحدة تقدر تملي مكان أم يوسف الله يرحمها.
– الله يرحمها، كانت أميرة وطيبة، ربنا يبارك لك في يوسف.
هكذا عقب عرفة ونظر نحو مريم و يوسف الذي كان يشير لها نحو شاشة الحاسوب، كان على مقربة شديدة منها، اخترقت رائحة عطره الزكية حاسة الشم لديها.
– بعد ما تخلصي حسابات الـ sheet تقومي دايسة save as من هنا عشان تقدري تحفظيه جوا الفولدر الخاص بالشهر، تمام؟
لم تجب عليه فكانت شاردة حتى انتبهت على ندائه إليها:
– آنسة مريم، آنسة مريم؟
نظرت إليه بحرج وقالت معتذرة:
– معلش، أصلي سرحت شوية.
حدق إليها مبتسمًا وأخبرها:
– شغل الحسابات مافيهوش سرحان، غلطة صغيرة من غير قصد هتبوظ الحسابات كلها، وخدي بالك الحاج ما بيرحمش، أنا ابنه أهو لو عملت غلطة أو قصرت في شغلي بيعلقني على باب المحل، أو يعملني تمثال ويعرض عليه الفوطة والبشكير.
أطلقت ضحكاتها رغمًا عنها:
– كفاية بالله عليك، بطني وجعتني من كتر الضحك.
ضبط ياقة قميصه بزهو وقال بمزاح:
– انتي لسه شوفتي حاجة؟ عايزة الكوميديا اللي على حق أقعدي مع أبويا مش هتقدري تفصلي من الضحك.
ابتسمت ثم عقبت:
– دا على كدا هذا الشبل من ذاك الأسد.
حك ذقنه قائلًا:
– الشبل كبر خلاص وبقى أسد، ولا انتي شايفة إيه؟
أخذ ينظر في عينيها فشعرت بالتوتر مرة أخرى وقرأ ذلك من ملامح وجهها، فأخبرها:
– دلوقتي الـ break أو على رأي الحاج ما بيقول (الفسحة).
ابتسمت وسألته:
– بتتكلم بجد؟
لم تستطع كتم ضحكاتها فأطلقتها مرة أخرى، فسألها:
– تحبي أطلب ليكي دليڤري ولا تيجي تاكلي معايا؟
تلقت طلبه بصدمة، هل يطلب منها أن تذهب برفقته؟
تركها تفكر فذهب إلى خالها عرفة وطلب منه إنه يريد تناول الطعام برفقتها في مكان عام ولن يتأخرا، وافق عرفة على مضض، بينما يعقوب كان يتراقص قلبه وهو يرى ابنه بدأ يقترب من الهدف الذي يتمناه له.
وفي الخارج كان يفتح إليها باب سيارته وهي تولج إلى الداخل، وعلى بُعد عدة أمتار يقف شقيقه مع أحد أصدقاء السوء الذي أشار إليه وسأله:
– الحق يا جاسر، مش اللي هناك ده الواد يوسف أخوك؟
لم يكترث إلى ما يشير إليه صديقه، فأشار إليه محذرًا إياه:
– أول وآخر مرة تقول كلمة أخوك دي، أنا مليش غير أخت واحدة.
ضحك الأخر وعقب:
– ليك حق طبعًا تغير منه، ما هو خارج من المحل مع بطل.
التفت إلى صوب ما ينظر إليه صديقه، فرأى شقيقه يقود السيارة وبجواره فتاة سبحان من أبدع في خلقها، ضيق عينيه بوعيد لن يأتي سوى بالشر.
ــــــــ
الشر كالنيران إذا لم تجد شيئًا تحرقه فإنها تحرق صاحبها.
صاحت سعاد برفض وإصرار نحو أمر تعلم نهايته:
– قولت لا يعني لا، مالقتش غير بنت يعقوب الراوي وعايز تتجوزها!
سألها بتعجب:
– مش المفروض بنت يعقوب الراوي دي تبقى بنت أختك برضو؟! يعني المفروض تكوني موافقة؟
جلست على الأريكة وأخبرته:
– أفهم يا أبو مخ تخين، أنا وانت عارفين اللي فيها، أبوها يطيق العمى ولا يطيقك، شايفك على طول انت اللي فسدت ابنه الكبير، وحتى خالتك ما بقتش طايقاني من وقت ما…
صمتت قبل أن تسرد ما تم دفنه بين طيات النسيان، وبدا ذلك على ملامحها وعينيها التي تنضح بالقلق والخوف من شبح الماضي، لم يغفل ابنها عن ذلك لذا سألها:
– مالك سكتي ليه يامه؟،ما تقولي فيه إيه؟ ما لها خالتي كمان؟
نهضت وهمت بالذهاب فأجابت حتى لا يسألها مرة أخرى ويكشف السر القديم:
– حضر نفسك بالليل عشان هاخدك ونروح عند خالتك، و أتمني يكون جوزها غير فكرته عنك وربنا يستر.
اتسع ثغره بابتسامة ثم قال بوعيد وصوت خافت نحو نقطة وهمية:
– اطمني يا أمي، حتى لو هو ماوافقش أنا هخليه يوافق.
ـــــــــــــ
حل المساء فأسدل الليل ستائره المظلمة على أنحاء المعمورة، بينما في منزل الحاج يعقوب هناك من تنتظر قدوم حبيبها ليتقدم لخطبتها، لكن تخشى ذلك اللقاء الذي حتمًا سينتهي بنشوب حرب ضروس لا تعلم مدى نتائجها، أو ما سيترتب عليها من أمور ربما ستؤول إلى نهاية ستدفع هي ثمنها.
– ما تقعديلك يا بنتي على جمب، بدل ما انتي رايحة جاية، جاية رايحة لما دوختيني معاكِ.
قالتها والدتها التي تجلس أمام التلفاز، وعندما تمعنت النظر إلى ابنتها، ضيقت عينيها فسألتها:
– انتي لابسة ليه كدا إن شاء الله ورايحة على فين؟
ازدردت لعابها بتوتر بالغ، اقتربت من والدتها لتخبرها بصوت خافت:
– بصراحة كنت عملاها لكم مفاجأة، وخصوصاً لبابا لما يجي من المحل.
حدقت إليها والدتها باستفهام:
– مفاجأة إيه؟ ولا تكون مصيبة وفي الأخر أنا اللي هاشيلها فوق دماغي، ما أنا عارفاكي انتي وجاسر أخوكي، تعملوا المصيبة وأنا اللي أخد التهزيق من أبوكم.
كانت على وشك أن تخبرها لكن قاطعها رنين جرس المنزل، ارتجفت وهي تنظر بخوف، تركتها والدتها و ذهبت لتفتح الباب ففوجئت بحمزة يقف أمامها ويحمل على يديه علبة شيكولاتة وتقف خلفه شقيقتها
– سلام عليكم يا خالتي.
التفت إلى ابنتها تحدق إليها بوعيد فنظرت الأخرى إلى الأسفل، قالت شقيقتها:
– جرى إيه يا راوية هتسيبنا واقفين على الباب كدا كتير؟
عادت ببصرها إليهما فأشارت نحو الداخل لديها:
– يا أهلًا و سهلًا، اتفضلوا.
ولج كلا من حمزة ووالدته إلى الداخل خلف خالته حتى غرفة استقبال الضيوف.
– اتفضلوا.
كانت رقية تنظر إلى حمزة بابتسامة تلاشت عندما سألت والدتها:
– خير يا حمزة، ما كلمتنيش يعني قبل ما تيجوا؟ ولا حتى أمك رفعت سماعة التليفون وقالت أنكم جايين.
نظر إلى رقية أولًا ثم إلى خالته وأجاب:
– والله يا خالتي حبينا بس…
قاطعته والدته وهي تنظر إلى شقيقتها بامتعاض:
– فيه إيه يا راوية؟ هو احنا أغراب يا ختي عشان نتصل ونستأذن قبل ما نيجي؟ ولا خلاص ما بقيناش قد المقام؟
رمق والدته بتحذير ثم عقب موضحاً إلى خالته:
– أمي بالتأكيد ما تقصدش حاجة يا خالتي، ومعلش إن احنا جينا لكم فجأة، أُمال فين عمي؟
صدح رنين الجرس مرة أخرى فانتفضت رقية وقالت والدتها:
– عمك اللى بيرن الجرس دا، عن إذنكم لما أقوم أفتح له.
وألقت نظرة إلى ابنتها التي أطلقت ساقيها إلى غرفتها، بينما راوية فتحت الباب واستقبلت زوجها:
– اتفضل يا حاج.
اقتربت منه وهمست إليه لتخبره بزيارة شقيقتها وابنها، نظر نحو غرفة الضيوف فسألها:
– أُمال رقية فين؟
– أول ما سمعت صوت الجرس جريت على أوضتها.
هز رأسه و في رأسه يعقد العزم على أمر لابد من وضع حداً نهائياً له، فأخبر زوجته:
– خليها جوا لحد ما أقولك أندهي عليها.
سألتها بتوجس، تخشى حدوث نشوب حرب على وشك أن تشتعل بعد قليل:
– هو أنت ناوي على إيه بالظبط؟
بحزم كان يحدق نحوها ثم قال:
– اعملي اللي أنا بقولك عليه وانتي ساكتة.
أومأت له بطاعة قائلة:
– أمرك يا حاج.
ذهب إلى غرفة الضيوف وألقى التحية فرددتها سعاد وابنها الذي نهض مبتسماً ومد يده إلى يعقوب:
– أزيك يا عمي؟
تجاهل يعقوب مصافحته بل وأشار إليه بامتعاض بأن يجلس، رفعت سعاد زاوية فمها بتهكم على ما تراه من عدم ترحيب، كما كانت تتوقع وتخبر ابنها قبل المجيء إلى هنا.
وضع حمزة يده جانبه وهو يجز على أسنانه، لكن ما زال محتفظاً بتلك الابتسامة التي يخبئ خلفها وجه إبليس الرجيم.
– معلش يا عمي إن احنا جايين من غير ميعاد، بس في الأول والآخر احنا أهل، ومفيش ما بينا الرسميات دي.
باغته يعقوب بسؤال أجفله:
– من غير رغي كتير، اتفضل قول الكلمتين اللي جاي تقولهم.
ابتلع تلك المعاملة الجافة على مضض، فكل شيء يهون من أجل الوصول إلى هدفه الذي خطط إليه منذ سنوات.
اعتدل في جلسته وبدأ يخبره:
– مبدأياً كدا يا عمي أنا الحمد لله ربنا فتحها عليَّ وعندي محل لبيع وتصليح الموبايلات وبكسب منه حلو، وعندي شقتي بدأت أجهز فيها.
تحمحم ليردف:
– فأنا يا عمي يشرفني إن أطلب منك إيد بنتك رقية.
ساد الصمت قليلًا حتى قاطعه صوت يعقوب الرخيم:
– وأنا ما يشرفنيش إن أجوزك بنتي.
اتسعت أعين والدة حمزة والصدمة غزت ملامحها، لم يقل ابنها حالًا عنها، لكنه ظل يكبت غضبه إلى الرمق الأخير، فسأله ببراءة التمساح عندما يتربص إلى أعدائه:
– ليه حضرتك بتقول كدا؟ مش من يوم ما أبويا مات وانت في مقام أبويا وأنا زي ابنك؟
رفع يعقوب حاجبه وهو يرمق حمزة بنظرة يخبره أن تمثيله الوداعة والبراءة لن يجعله ينخدع فيه، لذا أجاب:
– أولاً انت مش ابني، وأولادي جاسر ويوسف ورقية، مفيش واحد فيهم بتاع حشيش ولا بتاع ستات، ولا غشاش يروح يشتري الموبايلات المستعملة ويصلحها ويرجعها كأنها جديدة ويرجع يبيعها للناس على إنها لسه بالكرتونة.
ابتلع تلك الإهانة بشق الأنفس، فقال:
– أنا كنت بعمل كدا فعلاً، بس بطلت وبقيت ماشي سليم.
– بس الأساس فاسد.
قالها يعقوب بصوت مرتفع أجفل من بالغرفة، وكانت زوجته تعلم ما سوف يحدث، لذلك كانت تقف في الخارج وتستمع.
نهض حمزة وفاض به الكيل فأخبره بتحدٍ:
– بس أنا بحب بنتك وعايز أتجوزها.
نهض يعقوب وحدق إليه بغضب قائلاً:
– وأنا مش موافق.
رد بتحدٍ مرة أخرى:
– بس هي موافقة وبتحبني وعايزاني.
نهضت سعاد واقتربت من ابنها تمسكه من ساعده:
– يلا يا حمزة، قالك مش موافق يلا نمشي.
اقترب يعقوب نحو ابنها ووقف أمامه مباشرة مبتسمًا بدهاء فصاح إلى زوجته:
– راوية أندهي على بنتك وخليها تيجي.
أطاعت أمره، بينما هو ما زال يحدق إليه بنفس الابتسامة مردفاً:
– أنا بنتي بتعمل اللي بقولها عليه، حتى هتسمع وتشوف بنفسك.
رفع حمزة جانب فمه مبتسماً بسخرية ثم التفت إلى التي ولجت للتو إلى الغرفة تنظر بخجل ووجل إلى أسفل قائلة:
– نعم يا بابا.
وضع يديه خلف ظهرها وأخبرها:
– البيه ابن خالتك جاى يطلب إيدك مني وأنا رفضت وقلت له أسبابي، مش مصدقني لما قلت له عمرك ما هتعملي حاجة أنا مش موافق عليها.
رفعت وجهها ونظرت إلى والدها بتوجس وهي تخبره برغبتها:
– بس أنا يا بابا بحب حمزة ومش هتجوز غيره.
حاول أن يهدأ من روعه حتى لا ينفعل ويغضب عليها، فقال:
– ابقي أتجوزيه بس لما أبقى أموت.
و نظر إلى حمزة ووالدته فقال لهما دون تردد:
– شرفتم يا حضرات.
صاحت سعاد بغضب:
– انت بتطردنا من بيتك يا يعقوب؟
ولجت راوية لتهدأ من نيران الأجواء المشتعلة قائلة:
– معلش يا ختي حقك عليَّ، الحاج ما يقصدش.
عقب ابن شقيقتها وهو ينظر إلى يعقوب بعدائية ووعيد قائلاً:
– لا يقصد يا خالتي، ويكون في علمكم كلكم رقية هتبقى مراتي غصب عن أي حد.
أشار إليه زوج خالته إلى الخارج:
– اطلع برة.
وضعت رقية كفها على فمها ثم توسلت إلى والدها:
– أرجوك يا بابا إديله فرصة بـ…
صاح بصوت جعلها انتفضت بفزع:
– اخرسي خالص وخشي جوا أوضتك.
بينما حمزة قبل أن يغادر، صاح بتحدٍ:
– أنا ماشي، بس أفتكر كلامي كويس، بنتك مش هتبقى لحد غيري وهيحصل على حياة عينك يا يعقوب يا راوي.
ــــــــــــــــ
ما أجمل البدايات التي تجعلك تحلق بمخيلتك إلى الآفاق، و لمَ لا؟ فبدون الخيال لا وجود للواقع، وها هي تتمدد على السرير شاردة في أحداث اليوم، انتبهت لفتح الباب واطمئن قلبها حين ولجت ابنة خالها، تحمل إناء زجاجي مليء بالذرة المقلية وتسألها:
– اللى شاغل عقلك يا ست مريم؟
نهضت بجذعها وابتسمت ثم أخبرتها بخجل:
– عادى يعني، هو لازم عشان سرحانة يبقى بفكر في حد؟
هزت الأخرى رأسها وقالت:
– ما هو مفيش تفسير غير كدا وخصوصاً بعد ما عرفت إن اللي كان مقضي معاكي اليوم كله يوسف الراوي.
غمزت بعينها، فضربت الحمرة وجنتي مريم، فأردفت أمنية:
– للدرجة دي سيرته بتخلي خدودك يحمروا كدا؟ إيه الصنارة لحقت تغمز؟
أشاحت وجهها جانباً وأجابت:
– بس بقي يا سوسة، ولنفترض هو فين وأنا فين، اللي زيه يوم ما يحب ويتجوز هاتكون واحدة من مستواه الاجتماعي والعلمي، ده أنا عرفت كمان إنه هايتعين معيد في الجامعة.
جلست أمنية بجوارها وابتلعت ما بفمها ثم قالت:
– عارفة إحساسي المرهف بيقولي إن يوسف دا هيحبك وهيطلبك للجواز على طول، لأن كنت بسمع بابا دايماً بيتكلم عليه إنه دوغري وبيحب يعمل كل حاجة بالأصول، إحنا البنات بنسمي النوع دا بـ good boy، النوع دا يليق معاكي جداً، لكن أنا بقى مش عايزة غير جاسر الـ bad boy حقي.
لم تتمالك مريم نفسها أكثر من ذلك فأطلقت ضحكاتها ثم عقبت:
– والله العظيم انتي مشكلة، يا رب يهديه ليكي ويحبك زى ما بتحبيه.
صاحت برفض تام:
– لا، أنا عايزاه كدا، هو عاجبني كدا، تغيره هيبقى على إيدي أنا، عشان يبقى أول مرة أعمل في حياتي إنجاز.
ضربت كفها في كفها الأخر فسألتها:
– طيب افرضي طلع بيحب واحدة تانية، هاتعملي إيه؟
أمسكت بهاتفها وأجابت:
– عيب عليكي، أنا خليته أتعلق وتقريباً ما بقاش يحب حد غيري.
عقدت الأخرى ما بين حاجبيها، فسألتها:
– ازاي؟
فتحت شاشة هاتفها وأجابت:
– هوريكي حاجة بس بيني وبينك.
أومأت إليها مريم وقالت:
– اطمني سرك جمب إخواته جوا البير.
ضحكت ومدت يدها بهاتفها أمام أعين مريم وقالت:
– ده الأكونت بتاع جاسر الراوي، بقالنا شهور بنكلم بعض، وكمان بيبعت لى فويس بصوته، مش قادرة أقولك لما بسمع صوته بيحصلي إيه؟
سألتها الأخرى:
– طيب هو عارف انتي مين؟
نظرت إلى أسفل بحزن وقالت:
– لا، أنا بكلمه من أكونت غير بتاعي وباسم غير اسمي، أنا عارفة دا غلط، بس قلت يمكن يحبني ويتعلق بيا و بعدين أقوله الحقيقة.
– انتي بتضحكي على نفسك يا أمنية، هو فيه واحد عاقل هيحب واحدة ولا شافها ولا يعرفها ولا حتى يعرف اسمها الحقيقي من على الفيس؟! انتي بتشتغليه ولا بتشتغلي نفسك؟
نهضت من جوارها والحيرة تأكل قلبها:
– ما أنا خايفة أكلمه باسمي الحقيقي ويعرف أنا مين، وأمي وأبويا وأخويا لو عرفوا ممكن يدبحوني.
نهضت مريم و وقفت بجوارها لتخبرها:
– والله اللي أنا شايفاه إنك لازم تكوني صريحة مع نفسك قبل ما تكوني صريحة معاه، مش يمكن هو كمان بيحبك وخايف يكلمك وتحصل مشكلة ما بينه وبين خالي؟
نظرت إلى نقطة وهمية تسألها:
– تفتكري؟
وضعت يدها على كتف صديقتها وابنة خالها ثم قالت:
– كل شيء جايز.
ــــــــــــ
بداخل غرفة مليئة برائحة السجائر وزجاجات خمر متناثرة في الأرجاء، ثياب مبعثرة وملقاة بشكل عشوائي على الأرض، وصوت أنفاس ترتفع وتنخفض، كان متمدد بجانب فتاة، يلتقط أنفاسه وقطرات العرق تنتشر على جبينه فقام بتجفيفها بيده، مد يده نحو الكمود المجاور له والتقط علبة السجائر والقداحة، فأشعل سيجاراً وسحب نفساً عميقاً ثم نفثه من أنفه و فمه.
تذكر أمر يحيره منذ فترة، وهي صاحبة الحساب المجهول، أخذ هاتفه ليرى هل أرسلت إليه شيئاً أم لا، وقرر أن يتلاعب بها كما تفعل حتى يعلم بهويتها الحقيقية.
قام بتسجيل رسالة صوتية محتواها كالآتي:
– مساء الخير ولا نقول صباح الخير، عاملة إيه؟ وحشاني، على فكرة اكتشفت إن بقيت متعلق بيكي وتقريباً حبيتك، يا ريت أكون أعرفك وأشوفك، من الأخر أنا بحبك.
ضغط إرسال، وبعد إرسال الرسالة أعطاه الهاتف الإنذار الأخير بانخفاض بطارية الشحن، ثم أُغلق الهاتف تماماً.
– مين يا بيبي اللى بتبعت لها فويس دى؟
سألته الفتاة التي توسدت صدره العاري، فأجاب بسخرية:
– دي واحدة شكلها من البنات اللي كنت أعرفهم وبتشتغلني.
– طيب ما تعملها بلوك.
نفث الدخان باستمتاع وقال:
– لما أعرف هي مين الأول، وبعدها هعرفها مين هو جاسر الراوي ومصيرها زى مصير أي واحدة وقعت في طريقي.
انتهي من حديثه و نفث دخان سيجاره في الهواء

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على 🙁رواية شغفها عشقا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى