روايات

رواية شاهد قبر الفصل العاشر 10 بقلم اسماعيل موسى

رواية شاهد قبر الفصل العاشر 10 بقلم اسماعيل موسى

رواية شاهد قبر الجزء العاشر

رواية شاهد قبر البارت العاشر

رواية شاهد قبر الحلقة العاشرة

لقد عصفت بى العديد من الأزمات التى ظننت انها ستعصف بى ولن استطيع النهوض بعدها ابدآ، لكنى شخص لا احب البقاء فى القاع لفتره طويله، احيان احتاج لبعض الوقت للتكيف مع آلامى فى صمت ومحاولة الهرب منها، فكلما استمعت للناس اكثر غرزو مخالبهم فى حياتك أكثر.
الأنتظار صعب، لكن هناك أشخاص يستحقون ان ننتظرهم، صدقنى
فالحياه نادرآ ما تجود بشخص يتوافق معنا كليآ، يفهمنا ولا يسألنا عن اسباب وينبش فى ذكرياتنا التى نحاول نسيانها تحديدا
كونك جميل، رائع، لا يتعلق بك، ومن يؤمن بك لا يستحق نظرة اللوم والعتاب وعدم التصديق التى تطل من وجهك، نحى تلك النظره الاتهاميه جانبآ، جرب…

 

 

كان الأمر مبهم بالنسبه لى، فى طريقى فكرت الف مره ان تقى لا تستحق ان تقف مثل وقفتى ولا ان يتاملها شخص أخر عاريه غير محتشمه، ما اقبله على نفسى ليس بالضروره ان اقبله على أشخاص اخرين، كان ذلك يعنى أننى سأفقد وظيفتى الجديده، اليد التى تمنحنى النقود، لازال ذلك الشعور يرافقنى دومآ منذ ايام صغرى
ان اليد التى تمنح تكون ملوثة، فلا احد يمنح الهدايا بالمجان حتى الأسره والعائله، هناك مطالب مستتره خلف كل هبه
كانت تقى مستلقيه على سريرها تبكى حينما عدت، ولأن نفس تقى عزيزه احتجت اكثر من ساعه من الاستجداء حتى قررت فتح فمها
لقد ابتلعت حزنها، هزيمتها، انكسارها كأنها تخصنى شخصيا
قلت لها حسنا، علينا زيارة الطبيب مره أخرى
الطبيب؟ قالت تقى ذلك الذى قال لقد فقدتى عينك ولا يمكننى ارجاعها؟
قلت لدى خطه أخرى، بدلى ملابسك ربما تنجح
ولأن تقى تعلم أننى كاذب كبير كانت متشككه من كلامى لكنى نجحت فى اقناعها تلك المره أيضا
بغض النظر عن اى شيء، الفتيات طيبات وليسو مثلنا
قطعنا كشف وانتظرنا فى الرواق حتى حان دورنا نعاين المرضى الأخرين، ذلك العالم المليء بالقرح والآثام
فأنت لا تشعر انك أفضل من غيرك الا في باحات المستشفيات والعيادات، تفضلو، خاطبنا قاطع التذاكر النحيل
كان الطبيب جالس فوق مقعده عندما دخلنا، ولابد انه أبتسم
تمددى على الطاوله خاطب تقى، قلت لقد حضرنا من أجل شيء آخر
كما تعلم لقد فقدت أختى عينها ولن تعود مره أخرى؟
بدا الفضول يجوب ملامح الطبيب الشاحبه
قلت تعلم، انت تدرك، تدرى تلك التى يضعها الذين فقدو عيونهم على وجوههم وتخفى العين؟
رفع الطبيب حاجببه، قلت يا دكتور تلك القماشه السوداء التى تغطى العين
مثل جاك سبارو؟
أجل، او اي شخص لا أعرف، المهم ان نخفى ذلك التجويف فى وجه أختى

 

 

فكر الطبيب دقيقه، لكننا سنحتاج للمال، اسمع لدى فكره افضل
ها ! ؟
هناك تقنية العين البديله
عين بديله؟
أجل، عين قريبه من العين الطبيعيه توضع مكان المفقوده ولا يعرفها اى شخص الا بصعوبه
اخرج مجموعه من الصور كانت متقنه ولم نعرف الفرق
هكذا ستبدو أختك بعد اقتنائها تلك العين
قلت موافق
كانت تكلفة العين كبيره وكنت احتاج لسلفه، قلت سأحضر لك المال قبل أن توفر العينه
كنت سعيد أننى ساستطيع ان امنح تقى بعض السعاده، لو كنت رجل حقيقى لا اوسعت كل من سخر منها ضربا
لكننى لا استطيع فعل ذلك وأبى غير مهتم
جزء بسيط من المبلغ، منحت الطبيب كل ما أملك فى جيب بنطالى
نهض الطبيب من على مقعده كان له وجه المليجى فى الافلام القديمه
للحظه ظننت انه سيلطمنى على خدى
لماذا يتمسك انسان مثلك بالحياه؟
لأنك لا تمتلك حل آخر، إنها غريزة البقاء
لقد رأيتك من قبل؟
قلت انا؟
قال اجل!!

 

 

لم تسرقنى ضحكة تقى التى صدحت فى غرفة الكشف كنغمة هاربة من لعبة العروش
بحقك يا دكتور كنا عندك منذ اسبوعين تقريبا
أطلق الطبيب العنان لضحكه خبيثه قبل أن يقول ان تفهم ما اعنى
أخطر البشر عاده الذين يعيشون فى الظل
اه، وضع الطبيب يده فوق رأسه، انت، رأيتك عند البنايه التى اقطن فيها أكثر من مره
كنت جالس على الرصيف ترافقك شكاره جلديه
قلت انت أيضآ تقطن تلك البنايه؟
أجل، ان اقطن هناك، أرأيت الأمر ليس غريب كما يبدو
انه العمل ايه الطبيب، تعلم أن شخص مثلى من أجل جمع كلفة كشف يحتاج للنقود
جلس الطبيب على مقعده مره أخرى، انظر انت يا وجه السلحفاه الخبيث سأبرم معك اتفاقيه
تأففت تقى من الكلمه مع انها كانت معتاده ان تغمرنى بكل الصفات الوسخه، كانت تدافع عن حقها الطبيعي كأخت يحق لها فقط ان تبهدل أخاها
قلت حسنآ، تفضل
ستخبرنى عن السبب الحقيقى لحراستك للبنايه ومراقبتك لها كمخبر سرى، بالمقابل سأتحمل نصف تكلفة العين البديله
قلت شكرا لك يا دك، سأدفع لك كلفة العين
صمت الطبيب للحظه،أبتسم، فعلا ان تبدو لعين حقيقى
سأمنحك العين ولن تدفع ولا قرش
لماذا قد افعل ذلك يا دكتور؟
لأنك ليس الشخص الوحيد الذى يرغب فى معرفة لماذا تحضر تلك الفتاه الحسناء للبقاء فى شقه فارغه مدت ساعه او ساعتين كل يوم قبل أن ترحل
اسف قلت، لا أعرف السبب، انا غير مهتم بنبش مقابر الأخرين
صافحنى الطبيب، العرض قائم، فكر، ربما يحتاج كل منا الاخر
صبت تقى فوق رأسى العديد من الأسأله عن علاقتى بمرأه غامضه ولماذا يحاول الجميع اكتشاف سرها
قلت لا اعرف، صدقا لا اعرف، ثم تلك المرأه الغامضه ترغب بمقابلتك
طلبت منى ذلك

 

 

جميله سألتنى؟
قلت مذهله، غير عاديه، تتساقط النجوم من وجنتيها ولها رائحة الورد
شعرها يرفرف كشراع قارب ولديها ابتسامه تشبه القمر
تشبهنى يعنى؟
لم يكن من بد، ضحكت، تقى تشبه اخى الذى لم تنجبه امى
ثرثره، لو توقفت النساء عن الثرثرة سيموت نصفهم كمدآ، النصف الاخر سيصاب بالجنون
عدنا للمنزل وقت العصر، اسوء وقت على الإطلاق موعد استيقظ والدى
اوقفنا على عتبة الباب وطرح علينا اسأله لعينه ثم طلب المال
لم يكن بجيبى ولا جنيه
وتعرضت لضرب مذل كان ان يكسر احد اضلاعى، لم يتوقف والدى عن ضربى الا عندما وعدته أننى سأحضر المال من أجله.
……..
إستقبلني ذلك الرجل على باب الشقه، كان سعيد وهو ينطق أسمى ناصر، قال زوجتى تنتظرك
تصدق؟ لم تخرج اليوم من المنزل
كانت مستلقيه كما تركتها على السرير تقراء رواية مكتب البريد لبوكوفيسكى وعلى وجهها نصف ابتسامه، نصف اطلاله لافروديت
عليك ان تذهب للحلاق، وجهك سيبدو اكثر لمعانآ مع قصة سايكو باتا
لكن الآن ذكرنى، ماذا فعلت بخصوص امرى
قلت تقصدين أختى؟
صمتت لم ترد
قلت سيدتى

 

 

قالت اجل ماذا فعلت
ستكون هنا لاحقآ لديها بعض الأمور التى تهتم بها
نهضت، كانت حافيه وسارت ناحيت البيانو، امرتنى ان اطوى ستائر الشرفه، أشعلت سيجاره، ووضعت يدها على البيانو
كل ظفر كان بلون طلاء مختلف عن الأخر
دوري مى، اغمضت عينيها، استجمعت تلك العواطف الجامحه
حركت اناملها، صدحت الموسيقى، معذوفه قديمه لموزرات
عشرة دقائق من الغفله، عندما انتهت كانت عيونها دامعه وامرتنى بالخروج.
اعتذر عن التأخير كان لدى ظروف قهريه

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شاهد قبر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى