رواية سن الزواج الفصل السادس 6 بقلم ح إبراهيم الخليل
رواية سن الزواج الجزء السادس
رواية سن الزواج البارت السادس
رواية سن الزواج الحلقة السادسة
:مالك يا بنتي بس قالبة خلقتك من ساعة ما جيتي من برة ليه
نور: مفيش يا ماما أنا بس تعبانة شوية من المشوار
سعاد؛ طيب يا حبيبتي نفسك في حاجة تكليها أعملهالك؟ ولا أقول لأبوكي يجبهالك
نور: لا يا ماما أنا عايزة أنام بس
سعاد: طيب براحتك أنا رايحة أعمل الغدا
خرجت سعاد من الغرفة ونور سحبت الغطاء وضعته فوق رأسها وبدأت دموعها في الهطول
فلاش باك.
بعد أن أخبرت نور ساهر عن حملها و أخذها ليريها الشقة التي سيسكنون بها لاحظت أنه شارد طوال الوقت
نور: مالك يا ساهر إنت مش مبسوط لأني حامل؟
ساهر بضيق: إنتي مش شايفة الظروف الي إحنا فيها دلوقتي؟ يعني كان المفروض تأجلي الموضوع ده شوية لحد ما ضروفنا تتعدل
نور بدموع: بجد؟ يعني هي دي ردة فعلك على خبر حملي و المفروض أول فرحة لينا؟
ساهر: يا نور إفهميني أنا يعتبر لسا ببني مستقبلي ودي مش ضروف مناسبة أبقى مسؤول فيها عن طفل
نور بسخرية: والله؟ بما إنك مش حمل مسؤولية دلوقتي كنت إتقدمتلي ليه من الأول؟ ليه مفكرتش تأمن مستقبلك و تكون نفسك قبل ما تتجوز و تبقا مسؤول عن بيت و عيلة؟ ها ولا كنت فاكر إن الجواز هيبقى عبارة عن منيكانة تجيبها تلبس لك و تدلعك و تبسطك كل يوم ها؟ وقتها كان الجواز حلو صح؟ بس دلوقتي أول ما دخلنا في الجد الموضوع بقى فيه طفل ولازم نبقى مسؤولين عنه بقيت مش مستعد و مش وقته؟
باك
أغمضت نور عينيها بأسى على حالها فهي بعد أن تقبلت وضعها و بدأت برسم أحلام حول حياتها الجديدة و بدأت تستعد نفسيا لدخول فرد جديد لعائلتها الصغيرة وهي سعيدة تلاشت فرحتها بعد كلامها مع زوجها بدأت بالبكاء مجددا من كل تلك الفوضى التي تشعر بها داخلها فهي بعد أن تخلصت من شعورها من أنها كانت حملا ثقيلا على والديها ليسرعا في تزويجها بتلك الطريقة عاد زوجها ليوصل لها نفس إحساسها بأنه يرها مجرد شخص يثقل على كاهله بشكل مضاعف بسبب حملها
كم تمنت أن تصرخ بكل قوتها لتخرج كل تلك المشاعر السلبية التي تضغط على قلبها قبل أن ينفـ،جر
___________________
عند ريحانة كانت حياتها هادئة منذ أن عرفت بحملها و بدأت بمتابعته عند طبيبة مختصة و حماتها غيرت معاملتها معها و أصبحت تهتم بها و بحملها و ترسل لها كل ما تشتهيه نفسها في تلك الفترة حتى أنها ترسل لها إحدى حفيداتها لتساعدها كل أسبوع لتنضف معها البيت لكي لا تثقل على نفسها في العمل و تتأثر صحتها و صحة جنينها سلبا
___________________
: نور إصحي
نور بنوم: إمم
سعاد: جوزك جه و مستنيكي في الصالة
نور فاقت من نومها بأستغراب: طيب أنا هغسل وشي و جاية
دخلت نور للحمام و غسلت وجهها تنهدت وهي ترى إنتفاخ حول عينيها من أثر البكاء
حاولت إخفاؤه بوضع بعض مساحيق التجميل و الكحل على عينيها وبعد ذلك توجهت للصالة لتجلس مع زوجها تركتهما ولدتها يجلسان وحدهما ليأخذا رحتهما في الكلام
نور ببرود: خير عندك حاجة لسا مقولتهاش عشان تسـ، دم بدني بيها في يوم زي ده؟
نفخ ساهر بضيق: هو إنتي إدتيني فرصة أتكلم ولا أشرحلك وجهة نضري؟
نور بغضب مكتوم: وجهة نضرك في إيه بالضبط؟ كنت مستني مني إيه لما ألاقيك بتعاتبني على حملي؟
ساهر نضر لها بندم عندما رأى لمعان عينيها التي تحارب كي لاتسقط أمامه تلك الدمعة وقف وجلس أمامها ليحتضنها بيده وهو يقبـ،ل على رأسها
ساهر: حقك عليا يا روحي أنا مكانش قصدي أوصلك الي فهمتيه أنا بس إتفاجئت من خبر حملك في وقت زي ده عشان كنت مخطط إني أحوش فلوس أشتري بيها شقة ملك و نعمل أوضة لأميرتنا الصغيرة
قال ذلك وهو يمسد على بطنها ثم نضر لها بحب: كنت عايز أكون موفرلها كل حاجة من قبل ما تشرف
بس الضاهر إنها مستعجلة عشان تيجي و أنا كنت متضايق لإني مش هعرف أوفر لبنتي أو إبني الي جايين الي هما محتاجينه في الضيقة الي أنا فيها دلوقتي
نور وهي تمسك يده التي يضعها على بطنها: متقولش كده يا حبيبي الولاد دول رزق من عند ربنا و ربنا هيرزقنا برزقهم من حيث لا تحتسب إرمي إنت حمولك على الله وقول يارب
بعد مدة كان ساهر إشترى أجهزة لشقته و فرشها و أخد نور ليسكنا بها و يبدآ حياتهما مع بعض
نور وهي ترتب البيت: ماما شوفي مين الي بيخبط على الباب
سعاد: هيكون مين يعني أكيد ساهر نسي المفتاح
فتحت الباب وقالت بدهشة: ريحانة؟
ريحانة بإبتسامة: مساء الخير أنا عرفت من عمر إن نور هتبقى جارتي من النهاردة قولت أجيبلكم ضيافة و أجي أبارك
نور: مين يا ماما؟
عندما رأت ريحانة قابلتها بإبتسامة: أيه ده ريحانة يا أهلا وسهلا إتفضلي واقفة على الباب ليه
ريحانة: لا أنا مش جاية أعطلكم أكيد مشغولين بترتيب البيت أنا جيت أرحب بجيرانا الجداد بس إتفضلي ده الأكل الي أنا عملته عشانكم
أخذت نور الصينية من يد ريحانة: تسلمي يا حبيبتي كلك ذوق
عادت ريحانة إلى بيتها و أغلقت نور الباب: مالك يا ماما بتبصلي كده ليه
سعاد بضيق: وجود ريحانة معاكي في نفس العمارة مش مريحني
نور: ليه بس يا ماما دي حتى طيوبة و تدخل القلب
سعاد بسخرية: طيبة؟ دا إنتي الي طيوبة دي وحدة مغرورة و شايفة نفسها
نور دخلت بالصنية ووضعتها على الطاولة: مغرورة عشان رفضت إبن عمك السكـ،ري؟ ده ربنا نجدها ولا إنتي عاجبك الحالة الي وصلتلها رقية بسببه؟
سعاد: نور عيب تتكلمي على خالك كده و بعدين رقية هي الي غبية و معرفتش تسايسه و تكسبه لصفها
نور بسخرية: ادي الي أنتو فالحين فيه تجيبو كل الحق على الست
سعاد نضرت لها بضيق و سكتت بعد قليل من الوقت كان ساهر يتصل
نور: ألو لا مفيش داعي تجيب حاجة للغدا جارتنا الي قدامنا جبتلنا الغدا، اه لأ دي عادتنا لما يجي عندنا جيران جداد في المنطقة بناخدلهم الغدا او العشا و كحك طول الأسبوع
ساهر: وهي عرفت عادتكم منين
نور: مهي قريبتنا بس من بعيد
ساهر: إيه ده بجد؟ طب دي حاجة كويسة على الأقل هبقى مطمن عليكي لو حصل حاجة و أنا بعيد او في الشغل، طيب سلام دلوقتي خمس دقايق و أكون في البيت
أقفلت نور الخط
سعاد: بقولك إيه مش معنى إن تربطنا معرفة بريحانة تقومي تاخدي راحتك معاها و تفضل داخلة خارجه عليكي و إنتي كمان مفيش داعي تروحيلها خليكي في حالك وبيتك
نور: ليه بس يا ماما ده انا حتى هبقى طول اليوم لوحدي
سعاد: بت أنا بحذرك من الثقة الزايدة الي بتحطيها في الناس بسرعة ممكن توديكي في داهية بكرة تاخدي عليها في الكلام وتحكيلها عن يومك و الي بيحصل في البيت و الكلام يجيب بعضه لغاية ما توقعك في الكلام لغاية ما تحكيلها أسرارك و هي تنقل الكلام من وحدة لوحدة و يوصل لحماتك و جوزك و تخر، بلك بيتك
نور: لا أنا عارفة شخصية ريحانة مش بتحب تدخل نفسها في أسرار الناس ولا بتنقل كلام وحش عن حد
سعاد لوت ثغرها بضيق من سذاجة إبنتها و سكتت
بعد أيام كان ساهر متسطح على سريره و هو شارد لتجلس نور بجانبه: مالك سرحان في إيه؟
ساهر: بابا لسا زعلان مني من يومها
نور: طيب إيه رأيك تروحله و تصالحه و تحكيله وجهة نضرك يمكن يسمعلك المرة دي و إبقى إعزمه هو و ماما إلهام و سمية ييجو يتعشو هنا و قولهم إنك مش هتقدر تتهنى في حياتك غير برضاهم عليك
ساهر: تفتكري هيرضى
نور: طبعا في النهاية إنت إبنه و ملوش غيرك هو عايز إيه غير الي فيه مصلحتك؟ لما يفهم إن مصلحتك إنك تعتمد على نفسك وتوريله إنك تقدر تتحمل مسؤولية عيلة لوحدك هيتبسط ويفتخر بيك أوي وفرحته هتكمل لما يعرف أنه هيبقاله حفيد قريب، ولا إنت إيه رأيك؟
ساهر إبتسم بأمل: إن شاء الله بكره هروحله و أكلمه
في اليوم التالي ذهب ساهر لوالده: و تحدث معه ليطلب رضاه و بعد ساعة من الحديث أقنع فيه والده أنه يفعل ما يجعله فخورا بنفسه أمام أبنائه في المستقبل وهذا لا يعني أنه يتخلى عن والده بل سيكون حريصا على متابعة حسابات المحل و الإشراف أيام أجازته على العمال
إقتنع والده قليلا و قرر تركه يتحمل مسؤولية قراراته و حتى لو أخطأ أحيانا سيعمل على توجيهه و نصحه فقط. حتى يصبح شخصا مسؤولا و يعتمد عليه من بعده
سيد (أبو ساهر): إلي تشوفه يا بني في النهاية أنا يهمني تبقى عارف مصلحتك فين كويس
ثم نضر له نضرة ذات مغزى: بس لو رجعت و مليت من شغلك زي ما متعود خليك فاكر إن محل أبوك موجود
بلع ساهر ريقه ونضر للأرض بخجل عندما فهم قصد والده فهاته ليست أول مرة يحاول أن يفرد جناحيه ليطير بعيدا عن جناح والده و يحاول الإعتماد على نفسه بعيدا عنه لكنه كان يفشل في إيجاد عمل مناسب له أو يشعر بالملل من عمله في كل وضيفة كان يعمل بها لذلك كان يستقيل و يعود للعمل في محل والده حتى يجد شغفه في مكان أخر لكنه قرر هذه المرة أن يبذل ما بوسعه ليثبت لوالده ولنفسه أنه أصبح شخصا ناضجا و يستطيع تحمل المسؤولية
سيد: يلا نطلع للبيت عشان تسلم على أمك
ساهر فاق من شروده و إبتسم: طبعا أنا جاي مخصوص عشان أعزمكم على العشا و كمان عندي ليكم خبر هيبسطكم
سيد: خبر إيه؟
ساهر: لما نروح للبيت هتعرف
صعد ساهر ووالده للبيت ليسلم على على والدته و أخته و يخبرهم بأنه ينتضر قدومهم للعشاء ليحافلو بمناسبة حمل زوجته بأول مولود له ليفرح له الجميع و يباركو له
_____________
في المساء كانت نور تقف في الطبخ تجهز العشاء لعائلة زوجها
ساهر: بابا أتصل و قال إن زمانهم على وصول إنتي خلصتي؟
نور: أيوة يا حبيبي خلاص فاضل شوية بس هطفي على الصنية الي في الفرن و كل حاجة تبقى جاهزة
ساهر: تمام أنا نازل أشوف لو وصلو تحت
نور: تمام
بعد أن خرج بقيت نور تتفقد الصالة و تتأكد من جاهزية كل شيء و الأطباق و المقبلات و السلاطات
وعند حضروهم إستقبلتهم و رحبت بهم و بعد السلامات و الحديث المعتاد من السؤال عن الأحوال طلبت إلهام من نور أن تريها البيت
قامت نور و أخذت إلهام و سمية لتريهما بيتها المتواضع إستغلت إلهام إنشغال ساهر بالحديث مع والده عن العمل و بدأت في إنتقاد نور في كل شيء ولم تترك شيء إلا وسخرت منه من الأواني إلى الأثاث الذي يبدو قديم
نور كانت ترد بإبتسامة و برود: معلش هو ده الي قدرنا عليه دلوقتي بكره لما ربنا يرزقنا هتجيب أحسن من دول، يلا نرجع للصالة عشان هحط العشا دلوقتي
إلهام: ماشي
بعد أن جلسو وبدأو في تناولو العشاء إلهام لم تستسلم لمحاولة إستفزاز زوجة إبنها لجعلها ترد و لتلقي عليها اللوم أمام إبنها
إلهام: حاسة إن الأكل ناقصه حاجة، هي أمك علمتك إن دي بتتعمل كده؟، معملتهاش زي ما نصحتك ليه؟
أنا مش عارفة أمك إزاي وافقت تجوزك طلما مش بتعرفي تعملي أكلة عدلة كده
نور فضلت الصمت خصوصا في حضور حماها الذي لاحضت أنه ينضر لزوجته بتحذير
نور بإبتسامة: معلش يا ماما أنا إتعودت أعمل الوصفات دي كده المرة الجاية هكلمك تديني سر الوصفات بتاعتك
سيد: لا يا بنتي ده الأكل طعمه حلو تسلم ايدك
نور: الله يسلمك يا عمي
ثم نضرت لحماتها بخـ،بث لتجدها تكاد تنفجر من الغيظ
بعد نصف ساعة أو أكثر كانو أنهو عشاءهم و يجلسون وهم يتسامرون و بيدهم أطباق التحلية( سلطة الفوكه) حاولت نور خلال تلك المدة تجنب الإحتكاك مع حماتها إلى أن غادرو
جلست نور على الأريكة وهي تتنفس الصعداء: و أخيرا اليوم خلص
ساهر: اه كان يوم متعب مش كده
نور وهي مغمضة العينين: أوي
ساهر مد يده: يلا نروح أوضتنا نستريح
نور قامت بتعب: و حياتك ما قادرة أتحرك من مكاني حتى
ثم مشت خطوتين وصرخت بفزع: اااه
ركض لها ساهر: مالك يا حبيبتي في إيه
نور بخوف: ساهر إلحقني أنا شكلي بسـ،قط
ساهر بصدمة: إيه؟
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سن الزواج )