روايات

رواية سليمة الفصل الثالث عشر 13 بقلم ميمي عوالي

رواية سليمة الفصل الثالث عشر 13 بقلم ميمي عوالي

رواية سليمة الجزء الثالث عشر

رواية سليمة البارت الثالث عشر

سليمة
سليمة

رواية سليمة الحلقة الثالثة عشر

عدت فترة حوالى شهرين ، من وقت اجتماع عبد العزيز بولاده ، و رحيم كلف المحامى يشوف لهم قطعة ارض مساحتها مناسبة لدار التحفيظ اللى سليمة عاوزة تعملها ، و اللى كان سهل انهم يلاقوها لان المبلغ اللى كان موجود معاهم كبير فماكانش عندهم عائق فى ده ، و بالفعل المحامى قدر يلاقى قطعة ارض مساحتها معقولة و مبنى عليها بيت من تلات ادوار ، و بعد ما كان عبد الهادى عرض عليهم انهم يبتدوا بالدور الارضى فى بيته على ما المكان يجهز ، لكن سليمة و رحيم لما لقوا ان معاهم مبلغ كبير بعد ما سليم اتنازل للدار عن نصيبه فى ورث رقية ، قرروا انهم يبتدوا فى المقر الاصلى على طول ، و كمان قرروا يوضبوا الدور الارضى اللى فى البيت اللى اشتروه عشان يقعد فيه الشيخ مدبولى و الحاجة نبوية بعد ما يوصلوا من ميت كنعان ، و اللى رحيم صمم انه يوضبه كله على حسابه الشخصى
و فى الوقت ده ، كانت سِليمة قدرت تقنع الشيخ مدبولى انه يتنقل هو و مراته للفيوم عشان دار التحفيظ ، و قدر عبد العزيز انه يتفق مع تلات محفظين تانيين منهم اتنين ستات عشان يتقسم عليهم العمل
و فى خلال شهرين تانيين كان اتحدد معاد افتتاح الدار و اللى واكب معاد افتتاح الهايبر ماركيت بتاع عبد الهادى و ناهد و اللى كانوا مأجلينه لحد ما فاطمة تخلص امتحاناتها بالكامل ، عشان عبد الهادى يقدر انه يركز مع المشروع بتاعهم
خلال الاربع شهور دول كانت سهير رجعت بيت سامى ، لكن كانوا بيتواجدوا باستمرار فى بيت عبد العزيز بحجة انهم يتطمنوا على الولاد ، و كان دايما سامى بيحاول انه يشيل اى حواجز فى تعامله مع سِليمة اللى كانت بتتعامل معاه هو و اخته بحذر شديد جدا من بعد الكلام اللى سهير قالتهولها
لحد ما فى يوم .. كان قبل افتتاح الدار بتلات ايام ، كان ده اليوم اللى هيوصل فيه الشيخ مدبولى و الحاجة نبوية ، و اللى رحيم بعتلهم عربية مخصوص تجيبهم من ميت كنعان ، و كانت سِليمة استأذنت فيه رحيم و خالها انها تعمل لهم عزومة غدا مخصوص عشانهم و هم رحبوا جدا بده ، و كان عبد العزيز و رحيم بيشرفوا على التجهيزات استعدادا لاستقبال الاطفال اللى اهاليهم قدموا لهم فى الدار عشان يحفظوا القرآن ، و كانت سلوان فى بيتها و ناهد مشغولة فى الهايبر مع عبد الهادى ، و ماكانش فى البيت غير سِليمة و ولاد رحيم و معاهم ولاد عبد الهادى بيلعبوا مع بعض

 

 

و كانت سِليمة فى المطبخ هى و مسعدة ، و كانوا بيحضروا الغدا مع بعض ، و سمعوا صوت جرس الباب
فسِليمة طلبت من مسعدة انها تروح تفتح الباب و تناولها الطرحة بتاعتها اللى سايباها قريب من الباب لو لقت حد غريب
مسعدة راحت تفتح الباب .. لقت سامى لوحده ، و اول ما دخل عينه كانت بتدور فى كل المكان و هو بيسأل مسعدة و بيقول : ازيك يا مسعدة ، هو مافيش حد هنا و اللا ايه
مسعدة بسلامة نية : ماحدش هنا غير الست سِليمة ، و موجودة فى المطبخ ، و الولاد بيلعبوا فوق فى اوضهم
سامى بخبث : طب اطلعى قولى للولاد انى هنا ، بس اوعى ينزلوا جرى لا يقعوا ، خليهم على مهلهم
مسعدة : حاضر يا استاذ سامى ، و راحت ناحية السلم عشان تنده له الولاد و نسيت موضوع الطرحة بتاعة سِليمة
سامى لمح الطرحة بتاعة سِليمة المتعلقة جنب الباب ، خدها بسرعة و طواها و حطها فى شنطته اللى سابها جنب الباب و راح بسرعة على المطبخ لقى سِليمة واقفة قدام البوتاجاز و كانت بشعرها لانها عارفة ان ماحدش فى البيت ، سِليمة كانت زيها زى اى بنت او ست من الارياف بتعتز بشعرها جدا و ما بتقصهوش ابدا ، فكان شعرها طويل جدا و لونه متخضب بالبنى و الاحمر و كانت عملاه ضفيرة واصلة لحد خصرها ، و كانت لابسة قميص بيت عادى بنص كم و رابطة مريلة المطبخ على وسطها و اللى بينت تقسيمة جسمها المنحوت ، كانت سِليمة مشغولة بتقليب الاكل على النار و اول ما حست بحركة وراها قالت من غير ما تحاول انها تلتفت : مين يا خالتى اللى كان بيرن الجرس دلوقتى ، حد جه و اللا ايه ، و لما مالقيتش رد التفتت فجأة فلقت سامى واقف بيتفرج عليها و بيفصصها بعنيه و هو بيقول لها : ازيك يا سِليمة.. وحشتينى و الله
سِليمة التفتت بخضة و هى بتدور بعينها على حاجة تحطها على شعرها و مش لاقية فقالت بحدة : ايه اللى دخلك هنا يا ابن خالى
سامى بخبث و هو بيدعى الصدق : اصلك وحشتينى فقلت اجى اشوفك
سِليمة : مايصحش كده ، من فضلك اخرج برة على ما خالى او رحيم ييجوا ، و بعدين ندهت بصوت عالى و قالت : خالتى مسعدة ، و مدت ايدها خلعت مريلة المطبخ حطيتها على راسها
سامى بضحك : ليه كل ده ، ده انا ابن خالك مش غريب يعنى
سِليمة : طب لو سمحت اطلع اقعد برة

 

 

سامى و هو بيحاول يخلى صوته هادى و حنين : انتى ليه بتعملى معايا كده يا سِليمة ، ااه لو بس تعرفى انى اكتر حد بيحبك و خايف على مصلحتك فى قلب البيت ده ، و يمكن كمان فى الدنيا كلها مش فى البيت ده و بس
سِليمة بقلة صبر و هى حاطة ايدها على راسها تسند بيها المريلة اللى حطتها على شعرها : من فضلك اطلع برة ، اللى بيحصل ده غلط و ما يصحش ابدا ، و لو خالى و اللا رحيم وعيولك و انت واقف معايا كده لوحدنا هيحصل مشكلة كبيرة
سامى بخبث : اوعى تفكرى انهم لو عملوا مشكلة … هيعملوها عشان خاطر غيرانين عليكى ، و اللا عشان خاطر اللى يصح و اللى مايصحش زى ما انتى فاهمة ، لا ابدا ، دول عشان هيبقوا خايفين لا افتح عينك على الحقيقة و اعرفك انهم طمعانين فيكى و فى مالك
سِليمة بحدة : لا خالى و لا رحيم قليلين و لا محتاجين مالى يا ابن خالى عشان يطمعوا فيا ، و عيب اوى اللى انت بتقوله ده ، و لو سمحت ياللا بقى اخرج ، كفاية كده
سامى و هو بيتصنع الزعل : حاصر يا ستى ، هخرج ، بس خليكى فاكرة ان كل اللى بعمله ده بس لانى بحاول احميكى ، بس انتى اللى مغمضة عينيكى و مش عاوزة تشوفى حد غير اللى طمعانين فيكى و بس ، رغم انك لو لفيتى الدنيا كلها مش هتلاقى حد يحبك و يخاف على مصلحتك غيرى
و سابها و خرج ، و اثناء ماهو خارج كانت مسعدة راجعة على المطبخ بعد ما ندهت للولاد من فوق ، و اول ما شافها سامى عمل انه اتخض و قعد يعدل فى هدومه و راح سلم على الولاد بسرعة و اخد شنطته و سابهم و مشى من غير ما يقعد معاهم
مسعدة استغربت جدا من اللى حصل و لما رجعت المطبخ لقت سِليمة بتقول لها بزعيق : انتى كنتى فين يا خالة مسعدة و انا عمالة انده عليكى و ما بترديش
مسعدة : كنت فوق يا بنتى بنده للبنات عشان يسلموا على خالهم زى ما قاللى
سِليمة : ماتبقيش تسيبيه لوحده تانى و انتى عارفة انى لوحدى فى البيت
مسعدة بتوجس و هى بتضرب بكف ايدها على صدرها : هو ضايقك و اللا عمل لك حاجة
سِليمة بلخبطة : لا لا لا ، ماحصلش حاجة ، بس بعد كده ابقى اعملى زى ما بقول لك و خلاص
مسعدة بقلة حيلة : ماشى يا بنتى اللى تشوفيه ، و حقك عليا
سِليمة بتنهيدة رجعت المريلة من على راسها و لبستها تانى وقالت : و ابقى فكرينى احط هنا كمان طرحة و اللا طرحتين عشان لو حد جه فجأة الحق استر روحى ، بس هاتيلى الطرحة اللى عند الباب دلوقتى خليها جنبى
مسعدة بهزار : ما انتى اتصرفتى اهوه و حطيتى المريلة
سِليمة بامتعاض : ااه ، و زمان شعرى بقى كله ريحته اكل دلوقتى
مسعدة : خلاص روحى انتى بقى خدى دش كده و غيرى هدومك و انا هاخد بالى من الاكل ، ماتقلقيش
سِليمة و هى بتظبط درجة النار على الاكل : طب ماشى ، انا خلاص طفيت على الاكل ، خدى انتى بالك بس من الاكل اللى فى الفرن لا يتحرق

 

 

و سابتها و راحت بصت على الولاد قبل ما ترجع اوضتها عشان تظبط نفسها و نسيت تماما موضوع الطرحة بتاعتها
اخدت حمام و لبست عباية استقبال بالطرحة بتاعتها و نزلت عشان تبقى جاهزة لاستقبال الشيخ مدبولى و الحاجة نبوية اللى عرفت من رحيم لما كلمها انهم خلاص على وصول
وصل الشيخ مدبولى و الحاجة نبوية اللى سِليمة اترمت فى حضنها اول ما شافتها زى العيل اللى تايه من امه ، و نبوية كمان خدتها فى حضنها بحنية و قالت لها : وحشتينى يا ضنايا ، ازيك يا بنتى و ازى احوالك .. طمنينى عليكى
سِليمة بحب و هى بتمسح دموعها : انا فى نعمة يا اما ، انتى وحشتينى اوى انتى و ابويا ، و بعدين التفتت للشيخ مدبولى و سلمت عليه و باست ايده و قالت له : ازيك يا ابا وحشتنى و وحشتنى دعواتك ليا
الشيخ مدبولى بطيبة : يعلم ربنا يا بنتى ، عمرى ما نسيتك و انا بدعى ربنا كل يوم بعد كل صلاة ، على طول بدعيلك بالخير اللى بييجى على بالى
رحيم و عبد العزيز كانوا داخلين من الباب فرحيم قال بترحيب بعد ما رمى السلام هو و عبد العزيز : يا اهلا و سهلا بحمايا الغالى و حماتى الغالية
الشيخ مدبولى قام اخد رحيم بالحضن و قال له بمودة : اهلا بجوز بنتى الغالى … ازيك يا رحيم يا ابنى
رحيم مال على الحاجة نبوية و باسها من راسها و قال لها بحب : ازيك يا اما ، و ازى صحتك
الحاجة نبوية بسعادة : تسلم لى من كل شر و كل ردى يا ابنى و يديك على اد نيتك
سِليمة كانت مبسوطة اوى ان رحيم بيتعامل بالود ده مع الشيخ مدبولى و الحاجة نبوية ، و اتلموا كلهم يحكوا و يتحاكوا فى مواضيع كتير معظمها عن طفولة سِليمة ، و اللى كانت طول عمرها هادية و نادية على حد تعبير الحاجة نبوية
شوية و وصل عبد الهادى و ناهد من الهايبر ماركيت و اللى بيتمموا على اخر الاستعدادات عشان خاطر الافتتاح بتاعه هو كمان ، و انتظمت ناهد فى مرواحها الماركيت كل يوم لانها كانت مسئولة عن الحسابات و الفواتير
اول ما دخلوا رموا السلام و عبد الهادى سلم عليهم بحب و قعدوا يتكلموا عن احوال ميت كنعان و عن ارض الجناين بتاعة عبد الهادى اللى اقترح عليه عبد العزيز انه يعرضها للبيع و يشترى مكانها فى الفيوم ، فالشيخ مدبولى قال : و الله يا عبد الهادى يا ابنى ، لو فكرت فعلا تبيعها قوللى و انا ادلك على اللى ياخدها منك من غير مايخسفلك بتمنها الارض
عبد الهادى بفضول : و مين بقى اللى ممكن ابيعهوله ده يا شيخنا
الشيخ مدبولى : انا عرفت ان ابو عزة بيدور على ارض قريبة من ارضك ، و انه عاوزها برضة ارض جناين
رحيم : ابو عزة حبيبنا من زمان يا شيخنا

 

 

الشيخ مدبولى : ما انا عارف ، و عشان كده قلت ابلغكم ، انتو اولى ببعض من الاغراب
عبد الهادى بابتسامة : و الله يا شيخنا عندك حق ، و ابو عزة له فى رقبتنا جمايل ماتتعدش
عبد العزيز : اهتم بالموضوع ده يا عبد الهادى عشان لو كده اكلملك المحامى و السماسرة يشوفولك ارض هنا كويسة
عبد الهادى : ربنا يقدم الخير يا عمى ، ان شاء الله انا و رحيم نتصل بابو عزة و نشوف الحكاية هترسى على ايه
سِليمة قالت لهم : طب ياللا عشان الغدا ، و بعدين قالت لناهد بضحك : ااه يا ناهد لو شفتى عزة و فاطمة اول مرة شفتهم مع بعض
ناهد : مين عزة دى بقى
سِليمة بمرح : عزة دى سبب معرفة الهنا اللى بينى و بين فاطمة
عبد الهادى ضحك اوى و قال : و ماتنسيش كمان انها كانت سبب العيش و الفطير السخن اللى كنا بنتقوت بيه انا و العيال الغلابة دى
ناهد : لا افهم بقى
سِليمة حكت على اول مرة شافت فيه فاطمة لما كانت بتتحامى فيها من ضرب عزة ، و ان فاطمة استنجدت بيها عشان عزة كانت حابسة فهمى
الكل ضحك على اللى حصل و بعدين سِليمة قالت بابتسامة : طب والله وحشتنى البت دى
الحاجة نبوية بحنية : و الله يا بنتى انتى اللى وحشتى الكل
الشيخ مدبولى : و مين فى ميت كنعان كلها اللى ماحبش سِليمة و اتمنى لها الخير
الحاجة نبوية : ااه و الله يابنتى ، الكل باعتلك السلام حتى تفيدة
سِليمة بصت باستغراب للحاجة نبوية ، لكن قبل ما الحاجة نبوية توضح كلامها ، لقت الشيخ مدبولى اتنحنح و الحاجة نبوية سكتت ، فسِليمة فهمت ان فى حاجة الشيخ مدبولى مش عاوزها تتقال قدام الكل ، فهى كمان سكتت و ما علقتش
بعد الاكل قعدوا يشربوا الشاى ، و كان الرجالة فى ناحية و سِليمة و ناهد و الحاجة نبوية فى ناحية لوحدهم ، فسِليمة بصت للحاجة نبوية و قالت : ايه يا اما ، ما كملتيليش كلامك و ما قلتيليش مالها امى تفيدة
الحاجة نبوية بابتسامة : لسه بتقولى عليها امك بعد كل اللى عملته فيكى يا ضنايا ، طول عمرك قلبك اخضر زى الطير يا بنتى

 

 

سِليمة بطيبة : انتى بس عشان بتحبينى يا اما شايفانى حلوة طوالى
ناهد بحب : بس انتى بجد حلوة يا سِليمة ، و قلبك اخضر زى ما خالتى نبوية بتقول بالظبط
سِليمة : ماقولتيش برضة يا اما ، مالها امى تفيدة
الحاجة نبوية : تفيدة ربنا انتقم لك منها و من جبروتها يا بنتى
سِليمة بقلق : حصل لها ايه يا اما بعد الشر
الحاجة نبوية : شر عنك يا ضنايا ، بس ثريا خلصت حقك منها تالت و متلت ، كانت مستقوية القلب عليكى اكمنك غلبانة و طوع ، و كنتى على طول حاضر و نعم ، ثريا عرفتها قيمتك و غلاوتك
سِليمة : عملت ايه ثريا يا اما
الحاجة نبوية حكتىلها على اللى ثريا عملته لحد ما رجعت لسيد حقه فى الارض من تانى باسمه و بعدين قالت : و من بعد ما حصل اللى حصل ، تفيدة كانت مفكرة ان اخوات عبد الهادى هيرجعوا يكتبولها نصيبهم فى البيت و الارض من تانى ، لكن كل نسوان اخواته صمموا ان اجوازهم كمان يرجع لهم حقهم باسمهم و خلاص على كده ، و من بعدها بقت كل واحدة تعاملها بمعاملتها ، اومال ايه ، ما هى كل واحدة فيهم كانت بتاخدها على اد عقلها عشان ماتعملش مشاكل مع جوزها
انما بعد ما كل حاجة رجعت لاصلها و مابقالهاش الا يادوب كام سهم فى الارض اللى هم حقها الشرعى من الورث ، و السيد اللى كان بيراعيهملها مع ارضه ، و ساب كل واحد من اخواته يراعى نصيبه ، و ماحدش فيهم كان بيفهم فى الفلاحة من اصله
سِليمة : اومال عملوا ايه يا اما
الحاجة نبوية : السيد اجرها منهم و بقى يزرعها و يقلعها براحته ، و يادوب يحاسب تفيدة على نصيبها من ريع الارض ، و بقت تاكل و تشرب مع روحها
سِليمة بزعل : و هانت على السيد يسيبها لوحدها كده
الحاجة نبوية : هى اللى اختارت يابنتى و صممت
سِليمة : ثريا كان حقها برضة تاخدها بالراحة شوية ، و الطيب احسن
الحاجة نبوية : مش دايما يا بنتى الطيب بيبقى احسن ، و اهو اديكى كنتى طيبة ، خدتى ايه من طيبتك معاها
سِليمة : بس برضة يا اما اللى ثريا عملته ده مش صح ابدا
الحاجة نبوية : ثريا قالت انها عملت كده عشان تركب جوزها على ورثه اللى سايبه لامه و بتزله و تزلها بيه ، و انها لو ماكانتش عملت كده كانت هتطردهم من الدار ، و بعدين فى الاول و فى الاخر هى ما اخدتش حاجة لروحها ، انا عارفة انه مايبررش اللى عملته ، لكن ساعات يابنتى الحق ما بيرجعش غير باللف و الدوران ، هنقول ايه بقى ، ربنا يهدى الجميع
سِليمة : طب هى امى تفيدة قالت لك ايه عليا
الحاجة نبوية : و الله يا بنتى انا اولة امبارح بعد ما صليت العصر ، لقيت الباب بيخبط و لقيتها هى اللى على الباب ، و لما رحبت بيها و ضايفتها لقيتها بتقوللى
فلاش باك

 

 

تفيدة : حقه بصحيح اللى سمعته ده يا حاجة
الحاجة نبوية : و سمعتى ايه يا ترى يا ام السيد
تفيدة : انا سمعت انك هتسيبى البلد انتى و الشيخ مدبولى
الحاجة نبوية : ايوة ، سِليمة عاوزانا نروح نقعد حداها فى الفيوم
تفيدة : و جوزها هيوافق انكم تقعدوا حداها و هى مش من صلبكم
الحاجة نبوية بكيد : اهى اللى مش من صلبنا دى ، فاكرة اننا كنا طول عمرها اكنها بنتنا اللى من صلبنا ، و اول ما استلمت ورثها ، صممت تبعت تاخدنا حداها
تفيدة : ورثها
الحاجة نبوية : ايوة اومال ايه ، دى طلع اهلها مبسوطين اوى ماشا الله عليهم ، و طلع ليها ورث مش قليل ابدا من امها
تفيدة : والله صبرتى و نولتى يا سِليمة ، و هو انتو هتقعدوا عندها على طول على كده
الحاجة نبوية : سِليمة عاملة دار لتحفيظ القرآن زى الكتاب كده بس حاجة كبيرة ، و عاوزة ابوها مدبولى هو اللى يشغلهولها
تفيدة بحسرة : راحت و راح الخير معاها
الحاجة نبوية بتأنيب : من اعمالكم يا ام السيد ، بس الحمدلله ربنا عوضها بأهلها اللى كنتى بتعايريها انها عدماهم ، اهو ربنا بعتهملها و بعتلها معاهم الخير و الستر و العوض ، لو تشوفى جوزها و هو فرحان بيها و شايلها من على الارض شيل .. ربنا يحرسهم و يحفظهم قادر يا كريم
تفيدة : خلاص يا حاجة ، ربنا يهنيها ، و بعدين قالت بكسوف .. و امانة تسلميلى عليها و قوليلها ماتشيلش فى قلبها حاجة من ناحيتى ، انا كان كل غرضى مصلحة ابنى
الحاجة نبوية : و يا ترى مصلحة ابنك جاتلك يا ام السيد
تفيدة قامت عشان تمشى و قالت بزعل : اهو كل حى بياخد نصيبه يا حاجة ، فوتتك بعافية و هتوحشينا
عودة من الفلاش باك
سِليمة باستغراب : بس دى ما كانتش بتتحرك من الدار خالص ، تقوم تخرج و تيجى كمان لحد دارنا
الحاجة نبوية : و بقت تروح السوق تبيع البيض بتاع الطيور و تبيع طيور ، و لولا ان الجاموسة اللى اشتروها بعد كده السيد اللى جابها ، كانت باعت جبنة كمان ، لكن ثريا بقى هى اللى متولية الكلام ده
سِليمة بتنهيدة : صدقت اما قالت كل حى بياخد نصيبه ، بس حق السيد يراضيها و يريحها ، مايسيبهاش للبهدلة دى بعد العمر ده كله
الحاجة نبوية : هم ادرى بحالهم با بنتى ، و كل حى يشوف مصلحته فين و يعملها ، و على فكرة الجبنة القريش و القشطة اللى جايبهم لك دول ثريا اللى بعتاهم لك هدية و بتسلم عليكى كتير اوى
سِليمة بابتسامة : انا عارفة من زمان ان ثريا بتعزنى
الحاجة نبوية : و بتقول لك كل ما تيجى على بالك ادعيلها
سِليمة : ربنا يهديها و يهديلها حالنا
ناهد بمرح و هى بتحسس بايدها على سِليمة و بعدين تحسس على نفسها اكنها بتتبارك بيها : بركاتك يا شيخة سِليمة
اليوم خلص و اتفقوا انهم هيفتتحوا الدار بعد تلات ايام ، و رحيم اخد الشيخ مدبولى و وصله لحد بيته و اتطمن انه مش ناقصه اى حاجة
عند سامى فى بيته .. كان قاعد فى الصالة و ماسك الطرحة بتاعة سِليمة و عمال يلعب بيها ، لحد ما دخلت عليه سهير و كانت لسه راجعة من النادى و لما شافت الطرحة فى ايده استغربت و قالت له : ايه الايشارب اللى معاك ده ، بتاع مين ، و اللا جايبهولى

 

 

سامى بمكر : لا .. جايبهولك ايه ، ده بتاع صاحبته و هيرجعلها
سهير : و مين بقى صاحبته دى
سامى : سِليمة بنت عمتك
سهير باستغراب : و ايه اللى جاب الايشارب بتاع سِليمة عندنا
سامى بخبث : قصدك المفروض يتفهم ايه من وجوده عندنا
سهير : تقصد ايه
سامى : قبل ما اقول لك اقصد ايه ، انا محتاجلك تساعدينى فى حاجة كده
سهير : حاجة ايه
سامى : عاوزك تجيبيلى كام حاجة كده من حاجات سِليمة
يهير بغضب : انت اتجننت ، انت عاوزنى اسرق على اخر الزمن
سامى بحدة : هو انتى هتسرقى فلوس و لا الماظ ، ده كام حتة هدوم كده تبقى معروفة و مميزة انها بتاعتها ، ما يتغلطش فيهم يعنى
سهير بفضول : انت ناوى على ايه بالظبط
سامى بغل : ناوى اخلى رحيم يطلقها
سهير بسخرية : و انت بقى مفكر ان رحيم ممكن يصدق ان سِليمة تترمى فى حضنك انت بالذات
سامى : و ليه لا
سهير : طب حتى لو نفرض ، تفتكر ان لو ده حصل سِليمة ممكن توافق انها تتجوزك بعد ما تتسبب لها فى فضيحة زى دى
سامى بتفكير : يبقى خلاص ، مش لازم الفضيحة تبقى معايا ، نخليها مع حد تانى ، و يوم مايحصل المراد ، ماتلاقيش غير دراعاتى اللى مفتوحة لها عشان تترمى فيهم
سهير : اعقل يا سامى و بلاش تلعب بالنار ، و خد بالك لا سِليمة و لا رحيم هيسيبوا بعض ، فكك انت بقى من الهبل ده و شوف مصلحتك فين و اعملها
سامى بغضب : انتى تعملى اللى اقول لك عليه من سكات ، ده بدل ما تساعدينى و تفكرى معايا بتقطمينى ، ده رد جميلك ليا و انا كنت بساعدك عشان رحيم يرجعك لولا انك غبية و مش وش نعمة
سهير بحدة : احنا هنضحك على بعض و اللا ايه ، انت ما بتعملش حاجة غير عشان خاطر مصلحتك و بس
سامى : و هو انا لو قدرت اتجوز سِليمة مش هتتنعمى معايا بورثها و ورث ابن عمتك الاهبل التانى اللى سابلها نصيبه عشان الدار اللى بتعملها

 

 

سهير : ده انت مكوش على بقية ورثى من ابونا ، تقوم تقول انك هتنعمنى بحاجة مش ملكك اصلا
سامى بمراوغة : انا اخوكى و مالناش غير بعض ، طاوعينى يا سهير ، الخير هيبقى بتاعى انا و انتى
سهير بفضول : الا هو انت عاوز ايه من سِليمة يا سامى ، ماتحاولش تقنعنى انك طمعان فى فلوسها و بس ، لان اللى عندك اد اللى عندها تلات اربع مرات
سامى بغل : بيحبها
سهير باستغراب : هو مين ده
سامى : رحيم ، هيكون مين يعنى
سهير : طب ما يحبها .. و احنا مالنا
سامى بقسوة : زى ما حرمنى من البنى ادمة الوحيدة اللى حبتها فى عمرى كله ، وهربها منى و راح جوزها لصاحبه ، هحرمه هو كمان من الست الوحيدة اللى دخلت قلبه
سهير : و افرض ما عرفتش تعمل اللى بتقول عليه
سامى بغل : لو وصلت انى اقتلها عشان احرق قلبه عليها هقتلها ، فيا اما تساعدبنى عشان يطلقها يا اما هقتلها و هتبقى انتى كمان شايلة ذنبها زيى بالظبط

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط علي : (رواية سليمة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى