روايات

رواية سرقتي قلبي الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم شمس مصطفى

رواية سرقتي قلبي الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم شمس مصطفى

رواية سرقتي قلبي الجزء الحادي والعشرون

رواية سرقتي قلبي البارت الحادي والعشرون

رواية سرقتي قلبي الحلقة الحادية والعشرون

ان قلنا ان قلبه خُلع من موضعه سيكون قليلا علي الحال الذي كان يتلبسه حين وجدها بين يديه غارقه في دماءها ،، هو حتى الان لا يعلم كيف حملها بين يديه و هي تصرخ و الدم يسيل منها هكذا ،، بل هو لا يعلم كيف استطاع ان يحضرها الي المشفي دون ان ينهار بجوارها ،، لا يصدق انها هي غزل حبيبته و زوجته هي من كانت بين يديه منذ قليل تموت من الالام معدتها و تلك الدماء الكثيره التي كانت تنزف منها ،، فزع كلمه قليله ،، لوهله ظنها قد انتهت دماءها ،، لوهله ظنها قد ماتت حين سكنت صرخاتها داخل السياره الخاصه به حين كان يقود بها ذاهبا الي مشفي انس ،، لوهله ظن نفسه فقدها للابد …
تساقطت دمعاته الحبيسه دون اراده منه و هو يري هدوء صرخاتها و استسلامها الي الظلام الدامس الذي كان يحيط بها ،، استسلمت تغمض عيناها تغوص في ظلام حالك بينما صرخ هو بفزع و هو يراها تغلق عيناها ،، شعر في تلك اللحظه انه فقدها و للابد ،، لذا صرخ بشده و هو يهزها بعنف :
_ غززل ، فوقي يا غززل … لا متقفليش عنيكي .. لا ،، فوووقي يا غزل فوووقي .
لا يعلم حتي كيف اوقف سيارته امام المشفي ، و متي نزل بها و ركض الي داخل المشفي يصرخ في الاطباء و الممرضين ،، لا يتذكر نظراتهم الغريبه و المفزوعه التي رمقوه بها ،، لما لا أليس هو الشخص الوحيد المجنون الذي قد يأتي الي المشفي قبيل الفجر ؟ .. و لكن ماذا يفعل ؟؟ ،، هو يخسر زوجته و حبيبته الصغيره الان ،، سيموت و يقتل نفسه ان توفت ،، سيلحق بها ان غادرت الدنيا ، لقد اصبح مهووسا بوجودها و حبها ،،
لا يتذكر متي اتي انس الي المشفي و لا متي حضرت الطبيبه خاصتها ،، لم تكن حواسه منتبهه ليري اي فرد من عائلته الذين التفو حوله ،، لم يري حسام او ماجد ، مؤمن او مراد ،، لم يبصر احد ،، كان فقط يبصر باب تلك الغرفه المقيته التي اختفت خلفها …
حاول كل من مراد ، مؤمن ، و حسام الوقوف الي جانبه و الشد من أذره ، و طمئنته بانها ستخرج معافاه ،، ‘ لكنه لم يكن يسمعهم ،، بل لم يكن يعي وجودهم من الاساس ،، حواسه جميعا منتبهه علي باب الغرفه حيث اختفت ،، ينتظر اي شيئ يطمئنه …
دقائق مرت عليه كدهر كامل ،، خرجت بعدها طبيبه غزل النساءيه التي كانت مختصه بمتابعتها في فتره حملها و التي كانت المشفي قد احضرتها علي وجه السرعه بناءا علي تعليمات انس المشدده ،، خرجت بوجه مكفهر تنزع عنها القناع الطبي ،، نظرت ناحيه حازم الذي ما ان رأها تخرج من الغرفه حتي انقض يمسكها من ذراعيها يسألها بلهفه عن زوجته ….
ازاحت يديه و هي ترمقه بحزن علي حاله هذا فيبدو شديد الحزن علي حال زوجته ، ما بال اذا علم ما حل بها !! ،، تنهدت بشده قبل ان تنظر له تخبره بعمليه :
_ انا اسفه يا استاذ حازم مقدرتش انقذ الجنين ،، مدام غزل كانت واخده حبوب للاجهاض نشطت هرمون الاوكسيتوسين زياده عن الحد في جسمها فأدي لانقباضات عنيفه نزلت الجنين ،، انا اسفه يا حازم بيه .
وقف لمده ثوان في صمت يحاول استيعاب كلماتها ،، أقالت انه خسر طفله الجنين الان ؟؟ .. أقالت ان غزل تناولت حبوبا لإجهاض طفله ؟؟ .. أهذا حقيقي ام انه يتوهم ام ماذا ؟؟ .. لم تصدق اذناه ما سمعه ،، صرخ بعنف و هو ينقض علي الطبيبه يرجها بعنف و هو يصرخ فيها بهستيريه و كأنه قد فقد الاحساس من حوله قائلا بصراخ :
_ يعني ايه ؟؟ .. ايه الي انتي بتقوليه ده يعني اييه ؟؟ .. مستحيل لا مستحيل يكون مات .. انتي اكيد اتجننتي .
كان يهذي اجل يهذي دون ادراك و هو يحاول منع دمعاته من السقوط ،، امسك كل من مراد و حسام به يبعداه عن الطبيبه بصعوبه شديده ،، افلت الطبيبه من يده و هو لا يكاد يصدق ،، كيف هذا ،، كيف فقد طفله ؟؟ ،، هو لم يُؤذها يوما لتفعل به هذا ،، كيف طاوعها قلبها ان تتناول دواءا كهذا ؟؟ .. كيف قتلت طفلهما الذي كانا يتمنيااه بفارغ الصبر بدم بارد هكذا ؟! …..
تصنم لثوانٍ معدوده عقله يوازن ما حدث ،، و كأن ذكره لاشتياق كلاهما للطفل قد أيقظ عقله ،، كيف يمكن لغزل ان تقتل طفلهما ؟؟ .. لا يمكن هي كانت ترغب به بشده اكثر من هو نفسه ،، كيف يمكن ان تقتله ؟؟ ،، هما البارحه كانا في حفل عمر ابن حسام …. هل يمكن ؟؟ .. هل يمكن ان يكون قد سقاها احد ما هذه الحبوب ليتخلص من طفليهما ،، و لكن من قد يفعل شيئا كهذا ،، و ما مصلحته ؟؟ …
اشتعلت عيناه بغضب و هو يفكر في احتمالية قتل احدهم لطفله ،، سيتأكد من الحقيقه عند استيقاظ غزل ،، و ان صح تفكيره سيذيق من فعل هذا ويلات الالم و العذاب لانه فكر في حرمه من طفله ،، اغمض عيناه بالم و هو يحاول التماسك لعدم البكاء امام رفيقيه تأثرا لما حدث بطفله الحبيب ….
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
دخل يقتحم غرفتيهما بغضب شديد و هو يتوعد لها باشد عقاب ،، ما رأه اليوم في عين رفيقه من انكسار و حزن اعلمه ان ما حدث كان بالتأكيد من تدبير زوجته ،، دموع حازم كانت واضحه له ،، نبره الانكسار الذي كان يسمعها منه كانت كفيله باشعال غضبه ،، و هو محق لا يوجد اغلي من الابناء قد يبكي الفرد عليهم ،،
اقتحم غرفتهما ينظر لها بغضب ،، انتفضت تقف امامه بخوف و هي تري حاله الغاضبه و كيف الصق الباب بالجدار بغضب شديد ،، وقفت امامه تسأله بقلق :
_ مالك يا مراد فيه ايه ؟؟ انت رزعت الباب كده ليه انت كويس ؟؟ .
زمجر بغضب و هو يمسكها من ذراعيها يعتصر بقبضتيه ذراعيها و هو يهتف بغضب و حنق متساءلا من بين اسنانه :
_ انتي السبب في الي حصل لمرات حازم صح ؟؟ .
تألمت بشده و هي تخبره بتساءل :
_ في ايه يا مراد انت بتكلمني كده ليه ؟؟ ،، و ايه الي حصل لغزل ؟؟ .
زفر بحده و هو يجذ علي اسنانها يخبرها بغضب :
_ متتمسكنيش يا حلا انتي اكيد عارفه انها سقطت ! .
شهقت بعنف و تفاجئ و ملامحها تحتلها الالم و الحزن ،، تجمعت الدموع في عينيها و هي تتخيل خساره غزل و حازم لطفلهما المنتظر ،، زفر بحده و هو يتوقعها تتصنع التفاجئ ،، فهو يعلم انها كانت تحسد زوجه حازم ،، و لكن بالتأكيد لم يصل الامر معها ابدا للقتل !! …
بدأ ذراعها يؤلمها من ضغطه فوقه ،، لذا بدأت تتأوه في صمت و هي تحاول ايقاف دموعها من التساقط تأثرا لما القاه علي مسامعها ،، رجها بعنف و هو يهتف فيها بغضب :
_ بطلي عياط و دموع التماسيح بتاعتك دي و فهميني ،، انتي الي عملتي كده فيها صح ؟؟ ،، انتي الي قتلتي ابنها ! .
شهقت بعنف و هي تنظر له بلوم تبكي اكثر و هي تهتف بتبرير :
_ ايه الي انت بتقووله ده ، استحاله طبعا ،، انا اه كنت بحسدهم علي حملها لكن عمري ما تمنيت انه يروح منها ،، مراد انا بحب غزل و بعتبرها اختي الصغيره ،، استحاله اعمل فيها كده انا مش مجرمــــه !! .
صرخت بها بعنف في وجهه ، نظر الي عيناها و استشف صدقها ، لذا لفظها من يديه و هو يستدير يزفر بعنف و غضب و هو يمسح وجهه بكفيه ،، جلست فوق الفراش تبكي بعنف و هي تتالم بسبب شكه فيها ،، من المفترض انه هو من يبرأها ان شك احدهم فيها ،، ليس اول من يشك فيها يكون هو ….
تنهد بعنف و هو يلتفت ينظر لها بحزن ،، جلس الي جوارها علي الفراش و التقطها بين ذراعيه يربت علي شعرها هاتفا بندم و اسف :
_ انا اسف يا حلا مش عارف انا اتعصبت عليكي كده ازاي ، بس الحاله الي شوفت فيها حازم النهارده بعد ما خسر ابنه خلاني مش شايف اودامي ،، انا اسف يا حبيبتي .
بكت بعنف و هي تتمسك به تخبره ببكاء :
_ ليه يا مرااد ليه تشك فيا ،، المفروض انت الوحيد الي تبقي واثق فيا .
_ انا اسف يا حبيبتي اسف ،، سامحيني الغضب عماني .
قالها و هو يقبل رأسها و يربت علي كتفها ،، دقائق و توقف بكاءها ،، ظلت تحتضنه بحمايه بصمت لبعض الوقت و عقلها مازال مشغولا بالتفكير في ما مر به كل من غزل و حازم ،، تنهدت قبل ان تكسر الصمت تسأله بهدوء : .
_ هو ايه الي حصل لغزل يا مراد ؟؟ .. سقطت ازاي ؟؟ .
_ خدت حبوب إجهاض .
شهقت بعنف و هي تسأله باستنكار :
_ و هي تاخد الحبوب دي ليه ؟؟ ،، غزل كانت طيره من السعاده بسبب البيبي .
_ ممكن متكونش اخدتها بنفسها ،، حازم شاكك انه في حد شربها الحبوب من غير ما تاخد بالها .
نظرت له بعتاب و هي تخبره :
_ و انت طبعا اول حد جه فدماغك انه عمل كده هي انا صح ؟؟ .
تنهد بالم يخبرها :
_ انا اسف يا حلا و الله غصب عني مكنتش عارف افكر و انا شايف صحبي بالحاله دي ،، سامحيني يا حبيبتي .
قالها و هو ينحني عليها يقبل شفتيها ، عبست بلطافه و هي تدير وجهها له تتصنع الحزن قائله :
_ لا لسه زعلانه منك .
_ لا يبقي اصالحك بقي .
قالها و هو ينظر لها بتسليه ،، ثوانٍ و كان يلقيها فوق الفراش يركد فوقها و هو ينهال عليها بالكثير من القبل ،، متناسيا زمانه و مكانه و جميع المشكلات التي تملأ رأسه ……
💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛
جلس علي المقعد المقابل للفراش الذي تنام عليه براحه داخل تلك المشفي الكبيره ،، جلس ينظر لها بألم لا يعلم اهي فعلت ذالك بنفسها ام انه جُني عليها ،، و لكن في كلتا الحالتين ابنهما من دفع الثمن ،، تحررت دمعاته بألم و هو يمسك يدها بحنان ينتظر استيقاظها ،، لا يدري لما يؤمن قلبه ببراءتها ،، لما لا و هي تلك البريئه التي تخاف قتل نمله ،، أيمكن ان تقتل ابنها ؟؟ ..
بكي بألم و هو ينظر لها بألم اكبر ،، ان لم تكن تعلم بالامر فكيف سيكون حالها عندما تستيقظ و تعلم بوفاته ؟؟ …
بدأت تفتح عيناها بألم و هي تتأوه بخفوت ،، اقترب منها يستمع اليها و هو يهتف لها بحنان :
_ غزل ،، غزل سمعاني ؟؟ .
اماءت بخفوت و هي تقبض بخفه يدها الموضوع داخل راحه كفه ،، ابتسم بألم و هو ينهض يرفعها هي و الوساده التي خلف ظهرها يجلسها بعنايه ،، جلس مقابلا لها علي الفراش ينظر لها يحاول تجميع كلمات مناسبه لسؤالها عن الامر ،، بينما لفت هي الغرفه بنظرها ، و هي تنظر لابره المحلول المغذي بيدها ،، و مقياس نبضات القلب المتصل باصبعها ،، نظرت له بتساءل ، و كاد هو ان يتحدث حين سبقته تسأل بارهاق :
_ حازم هو ايه الي حصل ؟! .
ذاكرتها تحاول استذكار ما حدث .. اغمضت عيناها لبضعه ثواني تتذكر ما حدث قبل اغمائتها الطويله ،، انتفضت تفتح عيناها بفزع و هي تنظر اتجاهه تسأله بقلق شديد و دمعاتها تتساقط :
_ حازم هو ايه الي حصل .. بطني .. بطني كانت بتوجعني ،، و الدم .. كان في دم كتير علي السرير .. احنا فين يا حازم و ايه الي حصل ؟!! .
حسنا من نظراتها الملتاعه و لهفتها الخائفه تلك يستطيع ان يدرك انها لا تعلم شيئا عن خسارتهما طفلهما ،، اغمض عيناه بألم لبضع ثواني قبل ان يخبرها بألم و حزن :
_ غزل عاوز اقولك علي حاجه ….
صمت قليلا يحاول تجميع الحديث قبل ان يهتف لها مجددا :
_ انتي عارفه ان النونو ربنا هو الي بيدهولنا صح ؟؟ ،، و لو عاوز يخده مننا هياخده صح ؟؟ .
اماءت له في صمت و هي تشعر بالالم في قلبها ،، تشعر ان حديثه القادم سيتلف قلبها ، لذا اغمضت عيناها تنتظر ما سيلقيه و يحطمها ،، بينما نظر هو لها بالم و حزن يخبرها بدموع حاول جاهدا حبسها و لم يستطع :
_ ربنا خد مننا النونو بتاعنا يا غزل ، هو كان مديهولك امانه في بطنك علشان يكبر ،، و اهو .. اهو خده .
قال جملته باسي شديد و عيناه تذرف الدموع ،، فتحت عيناها بصدمه تنظر له بذهول تسأله بعدم تصديق :
_ ايه بتقول ايه ؟؟ .. لا لا مستحيل النونو بتاعي في بطني … و هولده زي مني .. و انت هتعمله سبوع زي عمر .
صرخت بألم و هي تضع يدها فوق معدتها تبكي بحسره ،، انتفض يضمها اليه بألم و هو يبكي معها طفلهما الاول الفقيد ،، ظلت تبكي و هي تصرخ بألم :
_ ليه يا حازم ليه ،، لييه ربنا خده انا تعبت اوي علشان اخليه يكبر ،، انا خدت حقن كتير و دوا كتير ،، ليه ربنا خده يا حازم ليه ؟؟ .
بكي بالم و هو يضمها بشده هامسا لها بحزن :
_ دي كانت امانه و ربنا استردها يا غزل ،، معلش يا حبيبتي ربنا هيدينا غيره ان شاء الله .
_ لا يا حاازم انا عاوزااه ،، انا عاوزه النونو بتاعي ..
.صرخت بألم و هي تضربه بكفها فوق صدره ،، تركها تعبر داخل احضانه عن المها ،، المها يضاهي المه اضعاف المرات ،، لما لا هي كانت تحلم به لليال طويله ،، هي من كانت تحمله داخل رحمها ،، و هي من كانت تتوق لولادته ،، اغمض عيناه يبكي بالم و لما لا يبكي ؟؟ ،، بكاء الرجل ليس ضعفا ابدا ،، اغمض عيناه بتوعد في صمت شرس لمن تجرأ علي افقاده طفله ،، لقد اقسم بكل هذا الالم الذي رأه في عينها الان ان يحضر قاتل طفلهما امامها مكبلا فتقتله هي كما قتل هو طفلها ،،،
شعر بانتظام انفاسها و ثقل جسدها فوق جسده ،، علم انها نامت ، فانزاح يضعها برفق فوق الفراش ،، ينظر لها بالم و هو يلمس علي وجهها ،، دثرها بحرص و هو يعدها بالانتقام بمن فعل ذالك بطفلهما الحبيب ،، قبل جبينها قبل ان يستقيم يجلس فوق المقعد المقابل لفراشها مجددا يمسك كفها بين يديه يقبله من حين لاخر و هو يهتف لها بمئات الجمل من الاعتذار …..
في الايام التاليه خرجت من المشفي و كان حالها ليس افضل مما كانت عليه داخل المشفي ،، حالتها النفسيه سيئه بسبب فقدها لطفلها ،، نصحت الطبيبه حازم بالسفر معها لاي مكان لالهاءها عما حدث و تحسين الجو النفسي لها ،،
اجتمع حولها الجميع ما ان عادت الي منزلها ،، الجميع أتي للاطمئنان عليها ،، بكت بشده في احضان مؤمن و هي تتمسك به بألم ،، مؤمن ذالك الشقيق الروحي الذي دائما ما كان بجوارها ،، اخاها الحنون الذي احتملها في جميع اوقاتها ،، انهارت في البكاء داخل احضانه تعزي نفسها فقدها لطفلها ،، و حالها من سيئ لاسوء …
كل يوم تنهار هكذا في احضان حازم و كأنه اخر طفل لها ، هو يعلم انها كانت تريده و لكن ليس بهذا الشكل من الالم ،، هي تؤلم قلبه ايضا ببكاءها المتواصل هذا ،، اصبح يخاف ان يتركها وحدها في المنزل و يذهب الي العمل فتؤذي نفسها ،،،
توالت الايام وحالها كما هو ،، اعطي حازم “هنا” أجازه طويله و طلب منها البقاء معها طوال اليوم اثناء وجوده في عمله خوفا عليها من ايذاء نفسها او شيئ مثل هذا ،، يحاول انهاء اعماله الكثيره في ايام قليله حتي يستطيع ان يأخذها في رحله خارج البلاد لتغير حالتها النفسيه تلك قليلا ،،،
كان يجلس فوق مكتبه يدفن رأسه في الاوراق يحاول انهاء عمله باسرع وقت ،، يريد ان ينتهي ليعود لها ،، لم يكن يريد تركها في حزنها هكذا ابدا ،، و لكن ماذا يفعل سينهار عمله ،، و يحتاج لاخذ أجازه لذا يجب ان يعمل لوقت اضافي حتي لا يُهلك شركته ،،
دلف حسام الي غرفه مكتبه فرأه بهذا الحال ،، شعر بالشفقه من أجله ،، فهو هكذا منذ خسر طفله و هو يدفن نفسه في العمل … اتجه يضرب بكف يده فوق الطاوله ليجعله ينتبه لوجوده ،، رفع حازم رأسه عن الاوراق ينظر لفاعل تلك الحركة ،، و ما ان ابصر حسام حتي عاد يدفن رأسه داخل الاوراق يتابع عمله بتركيز ،،
نظر له حسام بشفقه و حزن و هو يهتف يحاول تلطيف الأجواء :
_ انت يا عم بقالي ساعه واقف هنا ،، مفيش تعشرب شاي حتي ؟؟ .
_ حسام اخلص قول جاي ليه انا ورايا شغل مش فاضيلك .
_ هو ايه الي جاي ليه ؟؟ ،، حازم دوام الشغل خلص بقاله ساعتين ،، حرام عليك نفسك انت مش شايف منظرك ،، دافن نفسك الاربعه و عشرين ساعه في الورق ،، مبتروحش بيتك الا متأخر ، سايب مراتك مع هنا طول اليوم ،، انت بتنتقم منها و لا من نفسك و لا من مين ؟؟ .. انا عارف ان الضنا غالي و خساره ابنك مش سهله ،، بس حرام عليك انت بتقتل نفسك و بتقتل مراتك معاك ….
تنهد بارهاق يلقي الاوراق فوق المكتب ينظر لحسام بالم و حزن و هو يخبره ببحه :
_ اعمل ايه يعني يا حسام ؟؟ ،، قلبي وجعني علي ابني الي مشفش النور ،، و غزل كل ما تشوفني تعيط .. انا عارف انه من حقها بس بتصعب عليا اوي ،، بحاول اقنع نفسي اني اخلص الشغل بتاع الفتره الي جايه علشان اعرف اخد أجازه و اسافر بيها بره البلد ، بس مش عارف .
تنهد حسام يخبره بضيق و حزن :
_ حازم انت عارف انك لو حبيت تسافر الوقتي هتعرف تسافر و انت مطمن علي شركتك معايا ،، انت الي مش عاوز تسافر يا حازم ،، بتتلكك باي حاجه علشان بس تهرب من مراتك .
تنهد باسي و هو يغمض عيناه بالم ،، ربت حسام علي كتفه يخبره بحنان :
_ متزعلش يا صاحبي بكره ربنا يرزقكو بطفل احلي من الي كان هيجي ،، قوم روح يا حازم اطمن علي مراتك و خدها في حضنك طمنها ، متنساش انها هي الي كانت حامل فيه ، و هي وجعها اكبر ،، و خدها يومين سافرو في اي حته تغيرو جو ،، و لو علي الشركه متخافش يا عم وراك رجاله .
قالها بمرح و هو يربت علي كتفه ،، ابتسم حازم بحنان و هو يخبره بابتسامه ممتنه :
_ شكرا يا صاحبي …..
وصل الي منزله بعد ان اقنعه حسام بترك العمل و السفر معها الي اي مكان ،، قرر انه في الصباح سيحجز لكليهما في رحله خارج البلاد ،، و لكن اولا يجب ان يطمئن عليها ،، فبقاءها مع هنا فترات طويله قد يقودها للجنون … يحتاج لضمها و تنفس عبقها ،، دخل الي المنزل يبحث عنها يطوق لضمها ، و لكنها غير متواجده ،، صعد غرفتهما يبحث عنها و لكن لا اثر لها ،، هوي قلبه اسفل قدميه و هو يتوقع حدوث الاسوء لها ،، هاتف هنا مرارا و تكرارا و لكن هاتفها مغلق ،، هاتف حسام يسأله ان كانت هنا قد عادت للمنزل ، و لكن حسام نفي حضورها حتي الان …
اصابته الصدمه و هو يتخيل اختطافها من قبل مجهول ،، مجهول حاول قتلها بالسم من قبل ، ثم تخلص من جنينها و الان يختطفها !! .. اصابه الفزع و هو يركض حول نفسه يصرخ بشده يحاول التوصل لاي شخص قد يساعده في العثور عليها ،، هاتف جميع اصدقاءه في مخافر الشرطي ،، المستشفيات ،، الجمعيات الخيريه ،، دور الرعايه ،، النوادي ، و الحدائق ،، الخوف و القلق نهشا قلبه دون رحمه و هو يتخيل قتلها الآن ،، صرخ بالم و هو يلكم نفسه عده مرات ،، فهو السبب هو من اهملها و اخذ موت طفلهما حجه لكي يهرب من لوم عينيهااا ،، و ها هو الان سيفقدها هي الاخري كما فقد طفله ،، و كأنه لم يكن يكفيه فقدان طفله فقط ليفقد معه زوجته و حبيبته و طفلته الصغيره !! ………
🙈🙈🙈🙈🙈🙈🙈🙈🙈🙈🙈🙈🙈

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سرقتي قلبي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى