روايات

رواية سجينتي الحسناء الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم أسماء عادل المصري

رواية سجينتي الحسناء الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم أسماء عادل المصري

رواية سجينتي الحسناء الجزء الحادي والثلاثون

رواية سجينتي الحسناء البارت الحادي والثلاثون

رواية سجينتي الحسناء الحلقة الحادية والثلاثون

كل اسرار قلوبنا و وجداننا غير قابله للاندثار …
كل ما فى اﻻمر انها تُطمس تحت سطح الوعي …
و تتراكم فى عقلنا الباطن لتظهر مره اخرى فى اشكال جديده …
فى ذله لسان او نوبه غضب او حلم غريب ذات ليله
الدكتور / مصطفى محمود
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
مع كل ما مرت به الا انها اقسمت ان تتناسى الماضى بحلوه قبل مره و تفتح لنفسها باباً جديداً للسعاده مع من اختارها و فضلها على الجميع فنست اﻻلم النفسى و تناست اﻻلم البدنى و تزينت و ارتدت الفستان الذى اختاره لها و خرجت مبتسمه فبادلها اﻻبتسام هاتفا
_ الفستان تحفه
قضمت شفتها بحرج و هتفت
_ و لما نرجع مصر هتحجب
رفع حاجبه الايمن و هتف بحيره
_ مش قلتى لسه شويه على القرار ده ؟
اجابته و هى تقترب منه و ترتفع بجسدها لتحيط عنقه هاتفه
_ انا من حبى فيك مستعده اعمل اى حاجه عشان ارضيك فتفتكر انى بحبك اكتر من ربنا ؟
قوس حاجبيه بتعجب فاكملت
_ اكيد ﻷ فزى ما انا عايزه ارضيك عشان بحبك فاﻻولى انى ارضى ربنا لانى بحبه اكتر منك
ابتسم لها و قلبها بحب و ردد
_ و انا هبقا اسعد راجل فى العالم لما تحبينى بعد ربنا
تدللت هاتفه
_ عندك شك ؟
اماء بلا فعللت ثقتها بتلقائيه
_ بابا كلمنى مره واحده فى حياته عن اللبس و الحجاب و لما رفضت ماما قالت له سيبها تعيش سنها فوافق و اكرم متكلمش معايا فى الموضوع من اساسه
اكملت دون ان تنتبه لعضلات وجهه التى انكمشت و تغيرت للوجوم و هى تكمل بعفويه
_ اصلا لما كان بيطلب منى اى حاجه مكانش ﻻزم اعملها حتى لو اقدر عليها ، مكانش جوايا اﻻحساس انه لو زعل منى هضايق
ظلت تتحدث و هو صامت يستمع لها دون تعقيب منه رغم النيران المستعره بداخله لتنتبه هى بالنهايه على تجهم وجهه فصمتت على الفور و رمقته بنظرا معتذره ليظل هو جامدا امامها فترددت اكثر من مره ان تتكلم و لكنها آثرت الصمت و اطرقت رأسها لاسفل ليظل حالهما هكذا حتى ردد هو بصوت اجش
_ يلا عشان منتأخرش
تبعته و هو يتحرك بسرعه و كأنه يود الهرب من امامها حتى ﻻ يصفعها صفعه تؤلمها على إثاره غيرته بهذا الشكل و تبعهما فريق الحراسات المكلف به حمايتهما
حاول ان يتناسى ما حدث منذ قليل فامسك راحتها و خلل انامله بخاصتها و دلف بها لبهو القاعه داخل السفاره ليجد حفلا كبيرا لم يكن متوقعا انه بهذا الحجم
اجمتعت الجاليه المصريه بالاضافه لجنسيات عده من بين المدعويين و سفراء لكثير من الدول لحضور الحفل فذُهلت دارين من فخامته بل و فخامه الحاضرين به لتشعر انها لا ترتدى زيا مناسبا بل و اكثر من ذلك شعرت انها اقل من الموجودات بالحفل فشعرت بالضيق
تلفت سيف حوله بحثا عن مساعد السفير الذى قام بدعوته حتى يشكره على تلك الدعوه فوجده امامه يرحب بالضيوف فانحنى يحدثها مرددا
_ ديدو … تعالى نشكر اﻻستاذ رامى على الدعوه
ابتسمت بحبور بعد ان شعرت انه تناسى حنقه تجاهها فتحركت معه ليقف خلفه هاتفا بلباقه
_ استاذ رامى … متشكر جدا على الدعوه
التفت رامى ينظر له بفرحه و ردد بمزاح
_ و ﻻيهمك يا عريس و الف مبروك ، اتمنى يكون الرجاله قايمه بشغلها تمام
اجاب بامتنان
_ جدا و الله و يمكن قايمين بالواجب و زياده كمان
ابتسم بفرحه و نظر لدارين و ردد بفضول
_ المدام ؟
اماء سيف فمد اﻻخر يده هاتفا
_ مبروك يا فندم
مدت ساعدها لتحييه و اماءت بصمت ولكنه احكم قبضته على يدها و ركز بصره عليها و ردد بحيره
_ انا حاسس انى شفتك قبل كده
سحبت يدها منه بحرج قبل ان ينتبه سيف لقبضته المحكمه عليها و رددت بتلعثم
_ انا اول مره اشوف حضرتك
حرك رأسه بالرفض و ردد بتأكيد
_ انا متأكد … انا عمرى ما انسى حد قابلته قبل كده و متأكد انى اعرفك
ابتسم سيف بتكلف و احكم يده على راحتها و ردد ببهجه مصطنعه
_ يخلق من الشبه اربعين يا استاذ رامى
تحرك بها من امامه و ردد باستئذان
_ اسيبك انا عشان ترحب بضيوفك
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
صف سيارته بعيدا قليلا عن المحل لعدم وجود مكان شاغر و اتجه ناحيتها حتى يكملا شراء النواقص و باقى مستلزمات الزفاف فابتسمت له فور ان وجدته يقترب منها على عكسه هو الذى تجهم وجهه بشكل ملحوظ فتخوفت من ان يكون استقبل خبر تدهور حال والدته الا انه رأى تلك السيده من خلفها و هى تلوح له
حاول جاهدا انا يغير مساره و لكنه فشل فهى تقف خلف نيللى و كأنها تنتظره فاقترب من نيللى و امسكها من راحتها لتتجه هى داخل المحل فيوقفها صوت تلك السيده هاتفه
_ سعد …. ايه مش شايفنى ؟
ابتلع بضيق و قوس فمه هاتفا و نظر لنيللى معتذرا
_ معلش يا حبيبتى ادخلى انتى و انا هحصلك
امتعض وجهها و نظرت لمصدر الصوت فوجدتها سيده فى اواخر الثلاثينات من عمرها ترتدى فستان قصير و عارى و تلون شعرها بلون اشقر فابتسمت له بتصنع هاتفه
_ اوكى
تركته و دلفت لداخل المحل فاقتربت اﻻخرى منه مردده ببسمه
_ عاش من شافك
اجابها بايجاز
_ انا فرحى بكره و مش فاضى ، محتاجه حاجه ؟
لمعت عينها بالدهشه و رددت بسخريه
_ ﻻ مش معقول !!!! سعد الدين المحامى فرحه بكره ؟ دى كدبه ابريل و ﻻ ايه ؟
سحب شهيقا عميقا و ردد بصوت جاد و حازم
_ اسمعى …. انا مش عيل صغير هتعملى معاه التصرفات دى و هسكت، و انتى عرفانى كويس
اخرجت ضحكه مستهزأه منها و اجابته بيقين
_ طبعا عارفاك كويس ده احنا عشره يا سعد
ابتلع لعابه بغضب و ردد بحده
_ طيب كويس انك عرفانى و اتفضلى بقا من هنا انا مش عايز اتعطل اكتر من كده
لم يهتم لنظراتها الناريه و المتوعده و دلف للداخل فوجد نيللى ما زالت تقف خلف بوابه المحل التجارى تتابع مع يحدث بصمت فرمقته بنظره متجهمه و لكنه بادلها اياها ببسمه و امسك كفها يقبله هاتفا بمزاح
_ مش اتفقنا نرمى الماضى ورا ضهرنا ؟
اغلقت نصف عين و رددت بطريقه موحيه
_ و دى من الماضى ؟
اجابها بتاكيد
_ دى من زباله الماضى يا حبيبتى ، يعنى و ﻻاااا تشغلى بالك بيها
تنفست بحده و رمقته بنظره متوعده و رددت بتحفز
_ ماشى يا سعد ، اما اشوف ايه اخرتها
ابتسم لها هاتفا بمشاكسه
_ اخرتها احسن من اولها يا قمر انت
ضحكت بعفويه رغما عنها فقبل راحتها و ردد و هو يشير بساعده هاتفا بمرح
_ اتفضلى يا موﻻتى على رأى سيف باشا
تحركت امامه لتدلف للداخل فتغزل بها بطريقه سوقيه مغايره لطبيعته
_ يا ارض اتهدى ما عليكى قدى
التفتت تنظر له و بسمتها تزين وجهها و رددت بسخريه
_ لا يا سعد مش للدرجه دى بقا
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ناولتها سيجاره مشتعله و رددت
_ صباحك قشطا يا معلمه
اخذتها منها و رمقتها بنظره متوعده هاتفه بحده
_ و بعدين يا نور …. الرجاله دى هتخلص امتى بقا انا خلاص بقيت على نار
اجابتها و هى تتربع بجسدها امامها
_ الصبر حلو و الباشا العريس لسه مجاش من شهر العسل ، المهم دلوقتى الرجاله عايزين عربون … ربط كلام يعنى
احتدت بغضب صارخه
_ يا سلام ، عايزين عربون على ايه بقا ان شاء الله ؟
رمقتها نور بنظره جامده و رددت بضيق
_ بصى يا معلمه لواحظ … انا كده كده خارجه من هنا زى ما قلتلك ، و ممكن اخرج انهارده قبل بكره لو بس وافقت على جوازى من المعلم الحرش و زى ما فهمتك انه عايز يكتب عليا و انا فى السجن و تانى يوم هبقا فى الخلاعون من هنا ، بس انا اختارت ابقا معاكى لما نخلص موضوعك و بعدين نهرب سوا
سحبت من يدها السيجاره التى كانت تدخنها بحركه مسرحيه و وضعتها فى فمها و نظرت لها بجمود و اكملت
_ و مع انى متأكده ان الغدر فى دمك و عارفه و متأكده انك هتعملى اى حاجه عشان تخلى بالاتفاق اللى بينا ، لكن بالرغم من ده انا مكمله معاكى يا معلمه … عارفه ليه ؟
تهكمت عليها لواحظ مجيبه
_ عشان نارى و ﻻ جنه المعلم يا حلوه
اماءت رافضه و صححت لها مردده
_ ﻻ يا معلمه ، عشان انا عيزاكى تخرجى عشان تتمتعى بفلوسك اللى مكنزاهم على قلبك بدل ما تفضلى دفناهم تحت البلاطه و تدفنى انتى معاهم
رددت اخر كلماتها و هى تقف من مكانها و ترمقها بنظرات ناريه و تضغط على حروف كل كلمه تخرج من فمها و استطردت
_ و انا كمان ينوبنى من الحب جانب بدل ما استنى الحسنه اللى هيسبهالى المعلم ، فالاحسن ليا و ليكى اننا نتفق مع بعض من غير الطريقه بتاعتك دى
تنفست اﻻخيره بحده و هتفت بغل
_ ايوه يعنى عايزين فلوس كام ؟
اجابت و هى تشير بيدها و كأنها تشطر شيئ الى نصفين مردده
_ نص ارنب
لطمت صدرها صارخه بلهفه
_ كااام ؟ ليه كل ده ؟ و ﻻ دول من ضمن الاتفاق و يبقا فاضل لهم مليون و نص
اماءت نور هاتفه بتأكيد
_ لا .. دى فلوس لزوم المراقبه و التخطيط و الذى منه
اطرقت رأسها بضيق و اماءت موافقه هاتفه
_ امرى لله ، بس مين هيوصلهم الفلوس ؟
اجابتها نور بساطه
_ حد من رجالتك
اجابت بتنهيده حزينه
_ محدش يعرف مخابئ الفلوس غيرى انا و المعلم الله يرحمه و بصراحه اخاف اعرف حد مكان مخزن منهم و تبقا كارثه
امتعض وجهها و سألتها باهتمام
_ اومال ازاى اديتى السجانه فتحيه فلوس ؟
اجابتها بضحكه سوقيه
_ دى وليه غبيه … انا بعتها على مخزن من المخازن و قلتلها على مكان واحد فيه مبلغ كده صغير و لو كانت بتفهم كانت عرفت ان المخزن ده كله فلوس… مفيش حته فيه مفيهاش فلوس بس اللى يدور
لمعت عين نور و ابتسمت بحبور و رددت
_ طيب اقولك على حاجه ، استغنى عن كام الف تانيين نسكت بوقها بيهم و ابعتيها تجيب الفلوس للرجاله حاكم انا اخاف اقولك ابعتهم هما ياخدو الفلوس و يكتو !!
تعجبت لواحظ مما القته على مسامعها و رددت بدهشه
_ انتى مش قلتى ماليه ايدك منهم ؟
اماءت مؤكده و اجابت
_ ايوه لما تبقا الحكايه شغلانه هيعملوها و يقبضو فلوسها انما مخزن متروس فلوس ما اضمنش الصراحه
صمتت قليلا و عادت تنظر لها بخبث و رددت بحيره
_ هو المخزن ده فيه كام كده يا معلمه ؟
اجابتها بعفويه
_ فوق العشره مليون
تحشرج صوتها من اثر سعلتها و انسدادا مجرى تنفسها بلعابها من اثر الخضه و هتفت
_ و ده مخزن واحد من اللى عندك ؟
اماءت لواحظ بصمت فابتسمت نور و هى تردد
_ ربنا يزيد و يبارك
وضعت اﻻخرى يدها بخصرها و رددت بحده
_ انتى هتحسدينى بقا و ﻻ ايه ؟
اجابتها نور بضحكه رنانه
_ احسد مالى بردك ؟ ما المال ده مالى و مالك يا معلمه
ضربت على فخذها بفروغ صبر فاكملت نور حديثها هاتفه
_ مبدهاش , ﻻزمن تستغنى عن قرشين للسجانه فتحيه لان مفيش واحده بغباءها يا معلمه
زفرت باستسلام و رددت
_ شكلها كده مفيش حل غير ده
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وضع يده حول خصرها و سحبها داخل احضانه و تراقصا على انغام الموسيقى الغربيه الهادئه فاقتربت من اذنه لتهمس بها حتى يستمع لها جيدا من ضجيج الحفل حولهما
_ انا اسفه
نظر لها بعدم فهم او هكذا ادعى لتبتسم له و تردد
_ على زله اللسان اللى خرجت منى من غير ما اقصد
تجهم وجهه على الفور فاحاطت وجه براحتيها و رددت برجاء
_ عشان خاطرى متكشرش ، انت عارف انا بحبك قد ايه ؟
اماء بصمت فعادت تتغزل به عله يسامحها على ذلتها
_ شكلك حلو اوى بالدقن يا سيفو … متحلقهاش
ضحك باستسلام و حرك رأسه مستنكرا طريقتها العفويه فى اضحاكه و ردد بحزم
_ نزلى ايدك الناس بتبص علينا
ضحكت بخجل و اكلمت رقصتها معه و لكنها عادت فور انتهاء الرقصه من الهمس باذنه راجيه بدلال
_ سيفووو … حبيبى ، لسه مضايق ؟
قبلها من كفها و ردد
_ ﻻ يا مولاتى خلاص بس ابقى خدى بالك اكتر من كده عشان انا بتحرق من السيره دى
اماءت بطاعه فانحنى يهمس لها بضيق
_ اللى اسمه رامى ده مشالش عينه من عليكى من اول الحفله ، انتى تعرفيه فعلا و ﻻ بيستهبل عشان يعملها حجه و يفضل متنح كده
ضحكت باستسلام على غيرته و ردد بعبث
_ غيووور …. خلاص هيسيب كل القمرات اللى فى الحفله دول و اﻻجانب و يبص لى انا ؟
تجعد جبينه من اثر استنكاره لحديثها و ردد
_ هو انتى ليه دايما مقلله من نفسك كده ؟
رفعت كتفيها تردد
_ عشان دى الحقيقه ، انا مش حلوه يعنى لكل ده
رفع حاجبه اﻻيسر و ردد بضيق مصطنع
_ على كده بقا انتى بتشككى فى ذوقى
لم تفهم ما يعنيه فوضح لها
_ يعنى بما انى شايفك جميله الجميلات و انتى بتقولى على نفسك كده ابقا انا يا اعمى يا ما بفهمش !!!
تعلقت بذراعه التى تجاورها و ارتفعت على اطراف اصابعها حتى تصل لمستوى طوله و رددت بتأكيد
_ انت حبتنى و انا فى اسوء حالاتى و مسجونه لانك محبتنيش بعنيك يا سيف … انت حبتنى بقلبك و قلبك هو اللى شايفنى
حرك رأسه رافضا و ردد بتأكيد و دعم
_ لا يا قمر … انتى احلى بنت شافتها عنيا و الكل شايف كده ،بس انتى اللى معندكيش ثقه بنفسك
تنهدت بحب و هيام على غزله فافاقها على صوته الغاضب
_ برده بيبص عليكى ، انا شكلى هعمل جنايه انهارده
توسلته و هى تحكم قبضتها على ذراعه
_ عشان خاطرى بلاش مشاكل الراجل معملش حاجه وكفايه طقم الحراسه اللى مخصصه لينا ، عشان خاطرى يا سيف
تنفس بحده و غضب و حاول كبح جماح عصبيته و لكنه وجده يتجه ناحيتهما فامسكها من كفها و ردد و هو يتحرك بها بعيدا عن نظراته
_ يلا نرجع الفندق كفايه كده
تحركت معه او بالاحرى سُحلت وراءه و هو يسحبها بحده حتى جاء صوت رامى من الخلف هاتفا بصوت عالى
_ دارين الشامى .. صح ؟
تسمرا مكانهما و هى تلعن تلك المصادفه فهى تذكرته من الوهله اﻻولى و يبدو انه لم يتذكرها بسبب نحافتها البالغه و ربما اجهادها ومرضها قد غير من ملامحها قليلا
التفت سيف و هو يضغط بقبضته الفولاذيه على راحتها الرقيقه حتى شعرت بطقطقه عظام اصابعها الهشه و وجدته يردد بصوت مخيف
_ خير يا استاذ رامى
ابتسم اﻻخير بحبور و ردد
_ شوفت افتكرتها ازاى ؟ اصل انا مستحيل انسى حد اتعاملت معاه قبل كده و دارين مش بس اتعاملت معاها ده احنا كنا اصحاب و جيران كمان
هل نعتها توا باسمها مجرداً من اى القاب ؟ انها حتما النهايه فلعنت بداخلها حظها العسر فمن بين مئات البلاد يأتى بها لاخر العالم بجنوب افريقيا لتقابله بتلك الصدفه التى لو كان احداً قصها عليها لقالت عنه كاذب او انه يهذى حقا
انتبهت لنظرات سيف لها الناريه بشده فابتسمت بتصنع و رددت
_ رامى الصياد مش كده ؟
تصنعت عدم التذكر علها تخرج من الموقف الذى هى فيه بسلاسه و لكن رامى ظل يتحدث و كأنه لم ينتبه لنظرات سيف الحارقه و التى تهدد باحراقهما معا و هو يردد
_ طيب انا و اخدت وقت على ما افتكرتك عشان شكلك اتغير كتير ، خستى و احلويتى
ماذا ؟ ماذا قال ؟ هل يتغزل بها امام زوجها ذلك المعتوه ؟ لتشعر به بجوارها و صدره يعلو و يهبط بعنف و شعرت باناملها قد فقدت الشعور بهم من اثر احتباس الدماء بهم من قوه احكامه لقبضته عليها فاستطرد رامى
_ انت عارف اننا كنا تقريبا مش بنفارق بعض غير وقت النوم ، ده حتى ده ساعات كانت دارين بتشبط تبات عندنا و مامتها كانت بتوافق لولا جمال بقا اللى كان بيرفض و ييجى ياخدها من عندنا فى نص الليل
مسح على وجهه براحته الحره و هو يبتسم سخرية من موقفه و ليس مما يسمعه و ردد بداخله بهذيان
_ و الله كتر خيره جمال انه كان بيرفض
و الاخر يكمل استثارته دون ان ينتبه
_ لحد بقا ما عمو هشام قرر يعزل و يومها انا و هى كنا زعلانين لدرجه اننا حاسينا ان روحنا بتتسحب مننا
ظل يحرك رأسه باستماع له و هو يرسم تلك البسمه المصطنعه على وجهه و اﻻخر يكمل
_ و بعد عزالهم بيومين هربت و جت عندنا تصور !!!!
اتسعت ابتسامه سيف و كأنه امام عرض مسرحى هزلى ليكمل رامى
_ و انا خبيتها عندى فى اﻻوضه بتاعتى و فضل اهلها يدوروا عليها لحد ما ماما الله يرحمها اكتشفت انها عندى فى اﻻوضه و جه جمال و عمى هشام اخدوها
نظر لها و ابتسم و ردد بمزاح
_ فاكره اليوم ده ؟
شعرت بسخونه تجتاح جسدها و رأسها و هى تتضرع للمولى ان يمر اﻻمر بسلام و لكن هيهات فنظرات سيف لها توحى بانه سيقتلها لا محال ليكسر صمته اخيرا و هو يردد بسخريه
_ واضح انكم بينكم ذكريات كتير اوى !!!
ضحك رامى بعفويه و هتف
_ بص … لو عايز تعرف كل كبيره و صغيره عنها من و هى عندها خمس سنين لحد ستاشر سنه انا معاك لكن من اول ما دخلت الجامعه بقا انقطعت اخبارها و انا بعدها سافرت مع بابا بعد موت والدتى و من ساعتها و انا بتنقل من بلد لبلد بحكم شغلى
ربت سيف على جانب ذراعه بقوه مفرطه هاتفا بحنق
_ لاااا ربنا يقويك … انا هستأذنك لان انت عارف اننا عرسان جدادا و ورانا برنامج طويل بكره
اماء رامى باستحسان هاتفا بتوديع
_ مع السلامه ، و لو احتاجت اى حاجه متترددتش لحظه انك تطلبها منى ده احنا طلعنا اهل
ردد سيف بصوت مختنق
_ طبعا
ليكمل هامسا بسخرية
_ هلاقى مين اقرب لمراتى منك
فتلتقط اذنها صوته الساخر لتنظر له بخجل و رهبه فى آن واحد فتجد احمرار حدقتيه و صوته المخيف الآمر
_ مش عايز اسمع صوتك لحد ما نوصل الفندق

ظل صامتا طوال الطريق و كلما حاولت التحدث ترددت و عادت للصمت لتنظر له نظرات مترجيه و يبادلها هو بنظرات متوعده فتضطر اسفه لاطراق رأسها اسفاً و حزناً على حظها العسر
وصلا باب الغرفه و فور ان دلفا القى بسترته ارضاً و اخرج علبه سجائره ليشعل بها صدره المتقد بنيران الغيره و ظلت وافقه مكانها تنظر له بترقب و وجوم لتبتلع لعابها برهبه و تنحنحت هاتفه
_ سيف !!
رمقها بنظره جامده و رفع سبابته فى وجها محذرا اياها من التطرق لاى امر من شأنه اثاره ثورته فابتلعت باقى حديثها بجوفها و اتجهت لخزانه الملابس لتُخرج منامتها الحريريه و دلفت المرحاض لتغير فستانها
خرجت لتجده لا يزال على وضعه جالساً بالشرفه فاقتربت منه بتوجس و جلست امامه على عجزتيها و اسندت راحتيها على قدميه و رفعت وجهها لاعلى تحدثه بمهادنه و صوت رقيق
_ ممكن تسمعنى بدل ما تفضل تبنى افكار فى راسك تزعلنا من بعض
هتف بحده اجفلتها
_ مش عايز اسمع حاجه ، و من فضلك سبينى دلوقتى لوحدى
امتعض وجهها بالضيق و نظرت له نظرات لائمه و هتفت بوهن
_ انت مين؟
رمقها بنظرات حاده رافعا حاجبه اﻻيسر و ردد
_ اخفى من وشى يا دارين دلوقتى
انتحبت بصمت و ترقرقت عينها بالعبرات و اتجهت للفراش لتزيل عنه الغطاء و تندثر اسفله و ظلت تبكى بصمت فاستمع لصوت بكاءها ليتنهد بضيق و اتجه خارج الغرفه ليجلس ببهو الفندق يرتشف قهوته حتى يهدأ و لكن هيهات فعقله ظل يرسل له لمحات من حياته من لحظه ان رأها حتى تلك اللحظه و ما مر به معها و لاجلها فقوس فمه بضيق صارا على اسنانه بغل و ردد بداخله
_ ازاى اتسرعت كده ؟
لم يشعر بالوقت حتى شارف الصباح عن نسج خيوطه اﻻولى فتنبه عندما لمح اشعه الشمس تحجب حدقتيه و تشوش الرؤيه فنظر لساعته و تردد بالصعود لها و لكنه حسم امره بالنهايه و صعد لغرفته و فور ان دلف وجدها تجلس متربعه بجسدها على الفراش تسند رأسها على قدميها
رفعت وجهها عندما استمعت لصوت خطواته فنظرت له بحزن و معاتبه فاقترب منها و جلس بجوارها و استهل حديثه معها هاتفا
_ البسى عشان ننزل نفطر
اجابته بضيق
_ ﻻ مليش نفس تقدر تنزل انت لو جعان !!
سعل سعله صغيره ليزيل حشرجه صوته الغاضب و اتجه لخزانه الملابس لتغيير ملابسه التى ما زال يرتديها منذ ليله امس و حدثها مره اخرى
_ انا نازل … لو غيرتى رأيك حصلينى
لم يجد منها اى رد فعل او تجاوب معه فعاد بجسده هاتفا بحده
_ اظن ان المفروض انا اللى اخد الموقف ده مش انتى !!
من بين ما مرت به فى حياتها كانت تلك المره الاصعب على اﻻطلاق للتحمل فرددت بحزن و استنكار
_ موقف ايه الللى عايز تاخده منى يا سيف ؟ انت عايش مع دماغك فى حته لوحدك و مش بتحاول تسمع منى اى مبررات و ….
صاح بحده مقاطعا اياها
_ مبررات ايه اللى عيزانى اسمعها ؟ مبررات على حياتك اللى كلها غلط فى غلط و مستغربه ليه دخلتى السجن ظلم !! اللى زيك كانت ممكن تتقتل من كتر الاستهتار اللى هى فيه و محدش يحس بيها الا لما ريحتها تعفن
طعنه حاده بنصل حامى اخترق قلبها فشعرت بالم حاد يعتصر قلبها و هو يكمل
_ جواز فى السر و مرمطه و قبلت ، لبس لا بتاع مجتمعنا و ﻻ يتناسب مع ديننا و قلت اوجهك بعدين ، لكن بجد مش متصور انك توصلى للمرحله دى ابدا و اهلك دول فين من كل ده ؟
صاحت بغضب معترضه على اسلوبه الفج
_ انت بتقول ايه ؟ ده واحد متربى معانا زيه زى جمال و انا كنت عيله صغيره و ….
قاطعها صارخا
_ انا مش عايز اسمع مبررات ، سبينى افكر فى حياتى هتمشى ازاى بطريقتك دى
بكت و انتحبت و رددت و لا تزال آثار البكاء تحفر وجنتهيا
_ للدرجه دى شايفنى وحشه اوى ؟ اومال اتجوزتنى ليه ؟
ردد بتلقائيه و اندفاع غير محتسب لعواقب حديثه
_ كانت غلطه
ارتد جسدها للخلف و استندت على الحائط خلفها بعد ان شعرت بالدنيا تميد بها و رددت ببكاء
_ غلطه !!!
ابتلعت غصه الم ، غصه بكاء ، غصه انكسار و تخاذل و اطنبت
_ عموما فى ايدك تصلح الغلطه دى بدل ما تفضل تفكر ازاى تتعايش معاها
ادار لها ظهره و عقد ساعديه خلف ظهره و نظر امامه لضوء الشمس الساطع امامه و تلك المناظر الطبيعيه التى من المفترض ان تُشعر المرء بالراحه و السكينه و لكنها لم تهدئ ابدا من روعه و ظل صامتا لتردد هى
_ انا بجد مش مصدقه نفسى … مش مصدقه اننا بنتخانق بالشكل ده بعد اسبوع من جوازنا
ارتفع صوت تنفسه و تهدجه و ردد بصوت خشن
_ بلاش تستفزينى دلوقتى يا دارين انتى عارفه انى عصبى و مش بقدر اتحكم فى ردود افعالى فمن فضلك للمره اﻻخيره بقولك اقفلى كلام لحد ما اهدى
صاحت بحده
_ تهدى من ايه ؟ انت بتتكلم عن حاجه حصلت مش من قبل ما اعرفك و بس ده من و انا طفله و مكانش بينا اى حاجه غيرر…..
رفع يده امام وجهها ليسكتها و ردد بغضب اهوج
_ انتى ليه مصره تشوفى اسوء ما فيا ، بقولك اسكتى يبقا تسكتى … مش عايز ﻻ اسمع تبريرات و ﻻ كلام فى الموضوع ده
زفرت بانفاس حارقه و جلست على طرف الفراش تكمل بكاءها و شقاءها ، تلعن حظها العسر الذى دائما ما يوقعها بمصائب جمه و رددت بصوت ضعيف
_ انا عايزه ارجع مصر
اماء زافرا بحنق
_ هشوف اول طياره ميعادها امتى
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
دلفت بخطوات عسكريه منتظمه و صاحت بصوت عالٍ
_ نور البرهومى … زياره
تلكئت بخطواتها الكسوله و وقفت ترفع عباءتها البيضاء بشكل سوقى تتشدق بفمها بلبانه تردد
_ مين اللى جاى يزورنى يا ريسه ؟
سحبتها من ذراعها بقسوه و اخشوشنت بحده مردده
_ تعالى يا اختى ده المحامى بتاعك
خطت بقدمها بخطوات متعجله من اثر سحبها من قبل السجانه و وصلت لاعتاب مكتب رئيس المباحث و رفعت يدها تحييه بالتحيه العسكريه و تركتها امام الباب فتنحنحت و دلفت مطرقه رأسها لاسفل لتستمع لصوت وائل هاتفا
_ تعالى يا نور
انتبهت لتؤدى على الفور التحيه العسكريه هاتفه باحترام
_ تمام يا فندم
ابتسم و اشار لها بالجلوس و عماد ﻻ يزال جالسا يتابع بصمت فجلست و ردد اﻻول هاتفا
_ بما ان عماد عرف بشخصيتك الحقيقيه قلت بلاش خروج بالليل و نتقابل هنا احسن
اماءت بطاعه و هتفت
_ تمام يا فندم
سألها بحيره
_ ايه اخر اﻻخبار ؟
اجابته بدقه
_ لواحظ مستعجله جدا و بدءت تفقد حذرها لدرجه انها قالت لى على شويه اسرار مهمه جدا يا فندم
استمع لها تكمل
_ المخزن اللى راحت له فتحيه ده واحد من ضمن كذا مخزن فيهم فلوس متلتله لدرجه انها قالت ان المخزن ده فيه اكتر من عشره مليون
لمعت عين عماد و تدخل هاتفا
_ طيب ما تهجمو يا وائل و تصادرو الفلوس دى
اماء وائل هاتفا
_ هشوف اوامر اللوا طلعت الاول و …
قاطعته نور باحترام
_ اسفه على قطع كلامك يا فندم بس مش هينفع
تعجب من رفضها و سألها
_ ليه ؟
اجابت بتفسير
_ لان ممكن يكون ده طُعم منها عشان تتأكد منى ، و لو شكت فيا ساعتها الخطه كلها هتبوظ
اماء لها باستحسان و نظر لها عماد بنظره اعجاب لذكاءها و تفانيا بالعمل فاخرج علبه سجائره و قدم منها لوائل و ناولها لنور هاتفا
_ اتفضلى
ضحكت باستسلام هاتفه
_ ده انا ما بصدق الليل ييجى عشان ابطل شرب سجاير ، و انا اصلا مش مُدخنه
تعجب مما تفوهت به و ردد بذهول
_ ده انتى طول الوقت السيجاره فى ايدك
اجابت بحزن
_ ظروف الشغل يا فندم هعمل ايه بس ؟
ابتسم لها و ردد بمدح
_ بس بصراحه ما شاء الله عليكى ، انا نفسى كنت مقتنع جدا انك مسجونه
ضحك وائل هاتفا
_ ما اﻻستاذه كان نفسها تدخل معهد التمثيل بس والدها اللوا علاء الله يرحمه بقا دخلها الشرطه غصب عنها
لمعت عينه بدهشه و ردد بفضول
_ معقول !!! متقولش انها بنت اللوا علاء البرهومى الله يرحمه
اماءت موافقه فاعقب
_ انتى اخوكى ….
تنبه لنظرات وائل المحدقه به تحذره من التطرق لذلك اﻻمر الحساس فصمت فورا و ابتسم بتصنع فمسحت وجهها براحتها و ابتلعت تسأل بحيره
_ ايه اﻻوامر الجديده يا فندم ؟
ردد وائل بعمليه
_ خليكى زى ما انتى منيماها لحد ما سيف يرجع من اﻻجازه بتاعته ، هى كده كده مستنياه يرجع عشان التنفيذ
سألته
_ طيب و خطه التنفيذ ؟
ردد بتنهيده حائره
_ المشكله ان سيف عنده مشاكل اكبر من لواحظ فى الوقت الحالى فمش عارف اقرر و اللوا طلعت برده متردد فى المسأله دى
تدخل عماد للمره الثانيه مستوضحا
_ انا تقريبا فهمت خطتك يا نور و شايف انها كويسه جدا ، من ناحيه هتخلى لواحظ تثق فيكى و تقدرو تكملو القضيه و من ناحيه تانيه هتبعد شهاب البدراوى عنه لفتره كبيره
زفر وائل بضيق موضحا
_ و من ناحيه هتوقف حياته و حياه كل الى حواليه ، المسأله مش سهله زى ما اتنو فاهمين ﻻن دى حياه بنى ادم مش مشهد فى فيلم لعادل امام
رددت نور باستفاضه
_ يا فندم اللى فهمته ان سيف باشا واقع فى مشكله مع حد كبير و طالما حياته معرضه للخطر كده من كذا جهه يبقا ابدا منستخفش لا بقدرات لواحظ و اللى معاها و ﻻ بالناس اللى بره
اعقب عماد عليها مؤازرا
_ صح… و زى ما بيقولولو يوضع سره فى اضعف خلقه
هتفت تكمل
_ و لواحظ مش اضعف خلقه … دى حيه ليها جحور كتيره و لو منفذناش عن طريقنا هتتصرف و تنفذ لوحدها عن طريق الف حد ممكن يساعدها عشان الفلوس
تحير وائل و هتف اخيرا بعد ان طال به التفكير
_ انا ﻻزم اخد رأى رؤسائى قبل ما اتصرف فى اى حاجه و قبل كل ده ﻻزم اخد موافقه سيف نفسه لان لو وافق انه يعرض حياته هو للخطر فأنا متأكد انه مستحيل يعرض حياه عروسته للخطر ده
اطفئ عماد سيجارته بمنفضه السجائر و وقف يهندم زيه العسكرى و ردد بتأكيد
_ سيف لما يلاقينا كلنا موافقين على الفكره دى و سياده اللوا كمان موافق فى النهايه مش هيقدر يرفض ده لو اكدنا له انه الحل الوحيد و اللى هيشيل عنه و عن مراته الخطر
تنهد وائل تنهيده عميقه و ردد راجيا
_ اللى فيه الخير يقدمه ربنا
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بحفل ضم اكبر رجال الاعمال و المشاهير ممن يتعاملون معه و يترافع عنهم دلف هو بهيئته المنمقه و بجواره عروسه الفائقه الجمال بذلك الفستان الابيض و المرصع بالالماظ و عارى الصدر لتشهق والدته من فرط سعادتها فور ان رأته هو و عروسه اخيرا و بتلك السعاده لتصدح الزغاريد بالقاعه و تبدء فقرات الحفل برقصه العروسين على اﻻنغام الهادئه الغربيه

تنوعت الفقرات ما بين الغناء و الرقص ليتفاجئ بظهور رفيقاه وائل و عماد اللذان احتضناه بفرحه و ردد وائل بمشاكسه
_ خلى عماد يقرصك فى ركبتك بقا عشان النحس يتفك
ضحك سعد بخفه و نظر له عماد بوجوم و ردد بحده
_ يا بنى بطل بقا و راعى مراكزنا شويه
لكمه لكمه خفيفه بكتفه و ردد بمشاكسه كعادته
_ عشان مبقاش انا المتجوز الوحيد اللى فيكم ، كده محدش هيبقا احسن من حد و لو واحد فيكم فكر يسهر بعد مواعيد العمل الرسميه يبقا يسلم على الشهدا اللى معاه
خرجت اصوات ضحكاتهم العاليه و وجوههم السعيده التى ملأت اجواء القاعه بالفرحه و السرور
ظل ينظر بساعته و يظهر عليه القلق و التوتر فانحنت نيللى تردد بمزاح
_ مالك يا سعد انت وراك ميعاد و ﻻ ايه ؟
ابتسم لها هامسا باذنها
_ اه ورايا ميعاد مهم جدا
تجهم وجهها و رددت بحده
_ انت بتتكلم بجد ؟
ضحك عاليا و هو يرفع يده لمشغل الموسيقى ليقترب منه احد العاملين فيهتف
_ شطبلى الليله دى الله يكرمك
نظرت له بحيره فابتسم و غمز لها بطرف عينه و همس باذنها مرددا بعبث
_ عشان نروح بدرى يا حبيبتى …. موحشتكيش ولا ايه ؟ دى امى كانت عامله علينا حصار الملكين كأنك مش مراتى
ابتسمت بخجل و اطرقت رأسها فابتسم لها بمكر و خلل اصابعه بخاصتها فور ان استمع لمنسق الزفاف يعلن انتهاء الحفل و اختتامها بآخر رقصه هادئه بين العروسين
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وقفتا تتنظران بلهفه وصلولهما الى مطار القاهره بعد غياب عشره ايام ، فبالرغم من عودتهما مبكرا الا ان سيف قد علل سبب مجيئهما مبكرا لامر القضيه التى تتعلق بأمنه و سلامته فلم يشك احداً بعودتهما قبل الموعد
ارتمت دارين باحضان والدتها تحيط جسدها بذراعيها و احكمت قبضتيها عليها فشعرت فدوى بالغرابه و ردد هامسه لها باذنها
_ مالك يا دارين ؟
حاولت كبت مشاعرها الحزينه و عبراتها المتجمعه بقملتيها و رددت بصوت هادئ
_ مفيش يا ماما وحشتينى اوى
لم تبتاع اﻻمر و تفحصتها بعيون كالصقر لتقرأ ما بداخلها و ربتت على ظهرها هاتفه
_ الحمد لله انكم وصلتم بالسلامه يا بنتى
التفتت تنظر له و هو يسلم على والدته و رددت بموده زائفه
_ حمد الله على السلامه يا سيف ، يا رب تكونو اتبسطو
اماء لها صامتا باقتضاب و تحرك حاملا حقائبهما متجها لخارج ابواب المطار و ودعهما عند اعتاب البنايه التى يقطن بها و لم يدعوهما للصعود معهما لشقة الزوجيه
دلفت غرفتها فورا دون تعقيب منها على اى امر و اتجه هو للغرفه اﻻخرى يريح جسده من عناء السفر لتجلس هى على الفراش تتنهد بحيره و تفكر هل انتهت القصه عند هذا الحد ؟ هل استيقظت من حلمها الوردى على ذلك الكابوس الذى لا تستطيع اﻻستيقاظ منه ؟ ام ان ذلك هو واقعها اﻻليم و ما كان بينهما كان مجرد هذيان و تخيلات عقلها المريض الذى يبحث عن اى قشه ليعيش الرومانسيه التى تفتقدها ؟
مشت بخطوات حثيثه متوتره تجاه الغرفه اﻻخرى و طرقت بانامل مرتعشه على الباب فردد بصوت جامد
_ ادخلى
دلفت بتوتر و سألت
_ مش جعان ؟
رفع وجهه عن الهاتف الذى كان يعبث به و ردد
_ شويه و هنزل اجيب اكل
رفضت معلله
_ الديب فريزر مليان اكل بس عرفنى عشان اسخنه
اماء لها و توجه للخارج و هى متسمره مكانها لتجده يتخطاها تاركا اياها بمفردها متجها للمطبخ فتبعته مردده
_ شوف بس عايز ايه و انا اعملوهولك
امتدت يدها لتمسك منه اﻻناء فدفع يدها بقسوه للخلف ليسقط ارضا فينكسر ﻻشلاء و تتبعثر قطعه بكل ركن من اركان المطبخ
احتدت تعابيره فزفر بضيق و انطلق خارجا من المطبخ فتحركت خطوه واحده للوراء حتى ﻻ يرتطم بجسدها و لكنها دعست على قطعه من الزجاج فجرحت قدمها و خرجت منها صرخه الم عفويه ليلتفت لها بخضه و ينتبه لنزيف الدماء المتساقط من قدمها فهرع ناحيتها و ردد بخضه
_ متتحركيش اﻻرض كلها ازاز و انتى حافيه
ابتلعت لعابها بغصه متألمه و ظلت واقفه حتى جمع الزجاج من اﻻرضيه و فتح صندوق اﻻسعافات و اجلسها على المقعد الموضوع بالمطبخ و انحنى ليضمد لها جرحها فنظرت له باسى و رددت متألمه
_ احنا ليه بقينا كده ؟
تنفس عميقا و طرد الهواء من رئتيه بحده و لم يعقب فعادت تردد
_ طيب هنفضل كده لامتى ؟
رفع بصره بلمحه صغيره ينظر لها و عاد يركز بصره على تضميده جرحها و كأنه يحذرها من التمادى بالحديث
انتهى من مهمته و انتفض واقفا متجها لغرفته فاوقفه صوتها الحزين
_ خلاص يا سيف لو حابب نتطلق انا معنديش مانع
التفت ينظر لها بعيون ناريه و ردد بحده
_ انتى زنانه ليه كده ؟ ليه كل ما اقولك اسكتى بتفضلى تتلكمى ؟ و كأنك مصره تخرجينى عن شعورى !!
سألته بحزن
_ ما انا عايزه افهم كل ده ليه ؟ و متقنعنيش انه بسبب رامى ، انت عارف عنى كل حاجه و ده موضوع تافه لكن انت ندمت على اختيارك
اجابها بضيق
_ و ليه مقلتيش ان الغيره حارقه قلبى
اجابته بتنهيده
_ و انا متصرفتش اى تصرف يخليك تغير و مش منطقى انك تغير من حاجه ملهاش اساس و كانت و انا طفله
اجابها بتحفز
_ و سيره الزفت اكرم اللى كل شويه تجبيها ؟؟
رددت و هى تبادله النظرات الواجمه
_ مش بقول عنه غير قد ايه انا كنت غلط فى اختيارى ! و قد ايه بكرهه… مش بحلم بيه و دايما بنادى عليه و انا نايمه زيك يا سيف
احتدت تعابيره و صرخ بها
_ انتى بتقارنى مين بمين ؟ نسرين مينفعش تتحط فى مقارنه مع الحيوان ده و اخر مره احذرك انك تجيبى سيرتها تانى بالشكل ده
ضحكت ساخره و رددت
_ نفس الفكره اللى مش قابلها على نفسك بس قابلها عليا ، فى كل فرصه تتكلم عنها و كأنها ملاك… و هى الفكره واحده هما الاتنين مهما كانت ظروف جوازنا بيهم بقو ماضى و مينفعش نتكلم عنهم
ردد بحنق
_ انتى غيرانه من واحده ماتت و بين ايدين ربنا ؟
ضحكت بعفويه و هتفت
_ على اعتبار ان اكرم قاعد جنبنا على السرير ، ما هو مات هو كمان بس هو مات بعد ما انا اتطلقت منه لكن هى و زى ما انت قلتلى فى اول يوم جوازنا انها مراتك و هتفضل مراتك ، مش كده يا سيف ؟
امتعض وجهه و تحدث بحده و غضب
_ انتى ازاى قدرتى تحورى الموضوع و تخلينى انا المتهم هنا ؟
رددت بجمود
_ احنا اﻻتنين غلطانين يا سيف و ما اظنش اننا بعد الكلام ده هنقدر ننساه لبعض ابدا
التف حول نفسه يلف و يدور بانحاء الغرفه فاتجهت هى لحقيبتها التى ﻻ تزال مطويه و امسكتها فنظر لها بنظره ناريه و ردد متسائلا
_ انتى رايحه فين ؟
اجابته بثقه
_ عند اهلى و لما تعرف انت عاوز ايه تعالى و انت عارف العنوان
اقتنص ذراعها بحده و صرخ بها
_ مفيش خروج من هنا و ﻻ فكرانى عيل قدامك ؟
انتزعت يدها منه بشراسه بعد ان فقدت طاقتها على التحمل و رددت بحده
_ انت عايزنى افضل لحد ما انت تقولهالى فى وشى ؟ خد قرارك و بلغنى بيه فى بيت اهلى
هلل بحده
_ انا قلت مفيش خروج و كفايه استفزاز فيا لحد كده
ضحكت بسخريه و ردد باستثاره
_ انا عرفت ليه مراتك كانت بتخرج من وراك ، عشان تحكمك اللى زايد عن الحد ده …. تلاقيك كنت حابسها زى ما عايز تعمل معايا عشان كده كانت بتخرج من غير اذنك
هنا لم يتمالك نفسه من شده غضبه و اتجه ناحيتها بخطوات ناريه ففزعت من شكله و ايقنت انها ايقظت الوحش الكامن بداخله لتعود للوراء فزعا و رعبا من شكله المخيف و تتقلص بينهما المسافات حتى اصبحت حبيسته فانحنى قليلا و ردد بصوت جامد
_ كنت حابسها خوف عليها مش تحكم فيها يا دارين ، و هحبسك حب فيكى مش تملك منى

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سجينتي الحسناء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى