رواية سجينتي الحسناء الفصل الثلاثون 30 بقلم أسماء عادل المصري
رواية سجينتي الحسناء الجزء الثلاثون
رواية سجينتي الحسناء البارت الثلاثون
رواية سجينتي الحسناء الحلقة الثلاثون
الحُب هو تلك اللحظة التي يحس بها المرء بأنه إنسلخ عن العالم ليعيش وحده مع الحبيب فى عالم بنُي من كلمات و صُنع من احاسيس و رُصع بالاضواء
كولييت خورى
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
شعرت بآﻵم حاده تضرب معدتها و اسفل بطنها جعلتها تنهض من نومتها شاعره بسكاكين تقطع اوصالها جعلتها عاجزه عن النوم بشكل مريح
اتجهت للمرحاض على اطراف اصابعها حتى لا توقظه و اغلقت وراءها الباب لتبدء رحله معاناتها مع اﻻلم الذى هتك بها فحاولت ان تتقيئ ما بجوفها عل اﻻلم يهدأ قليلا و لكنها شعرت بحنجرتها تتقطع اثناء ذلك ، و مع هذا ظل اﻻلم على حاله بل ازداد معه الم حنجرتها التى جرحت و زاد معه الم معدتها
تقلصاتها ازدادت حده لتجد صعوبه بالغه فى اﻻخراج حتى تتخلص من بقايا الطعام التى بجوفها و لعنت نفسها على شهيتها التى اجبرتها على تذوق الطعام بالرغم من تحذير زوجها لها فتألمت بصمت و وضعت اصبعها داخل حلقها عميقا لتجبر نفسها على التقيئ فخرج صوتها بالرغم من محاولاتها اخفاءه لينتفض سيف على اثر صرختها
نظر حوله يبحث عنها فلم يجدها فاتجه على الفور للمرحاض و طرق الباب بقلق هاتفا
_ دااارين …. دارين مالك ؟
اجابته بصوت مبحوح
_ تعبانه شويه
حاول فتح الباب و لكن وجده مغلقا فردد بلهفه
_ افتحى طيب
عادت للتقيئ و هى تتألم بشده فظل يدير مقبض الباب هاتفا بحده
_ انتى قفلاه ليه ؟ افتحى
ارتمت على اﻻضيه الرخاميه للمرحاض و بكت بشهقات عاليه حتى استمع لصوت بكاءها فاحتد و صرخ عاليا
_ افتحى يا دارين بدل ما اكسر الباب
رددت ببكاء حار
_ تعبانه اوى … بموت
هلل بصوت عالٍ و مخيف
_ افتحى بقا …. دااارين
استمع له من الخارج افراد الحراسه فطرقوا على الباب فذهب يفتح لهم ليتحرى احدهم باحترام
_ فى حاجه يا فندم ؟
تحرك بصره عفويا تجاه باب المرحاض و عاد ينظر له هاتفا بحيره
_ عايز اكسر باب الحمام
اماء ضابط الحراسات و اشار بيده لمن معه ليتجهزوا و قامو بكسره و استداروا على الفور بظهورهم حتى لا يلمحوها بالداخل فهرع هو ليجدها على تلك الحاله فانحنى بجوارها هاتفا بخوف
_ قد كده تعبانه ؟
حملها و اتجه بها للخارج و هو ينظر حوله فوجد افراد الحراسه قد غادروا الغرفه فوضعها على الفراش و دثرها بالغطاء و هى تصرخ من اﻻلم
خرج لمرافقيه هاتفا برجاء
_ انا محتاج دكتور بسرعه بس مش دكتور طوارئ عايزه جراحه باطنه
اماء الظابط باحترام هاتفا
_ اوامرك يا فندم
ربت سيف على كتفه بامتنان مرددا
_ متشكر يا رجاله
دلف و جلس بجوارها يمسد شعرها و ردد بضيق
_ قلتلك بلاش تاكلى مسمتعيش كلامى …. بجد عامله شبه الاطفال
امسكت بطنها بقوه و نظرت له و عبراتها تغرق وجهها هاتفه بألم
_ مش هعمل كده تانى بس خلى الوجع ده يقف
تمزع من داخله لرؤيتها بهذ الضعف فدمعت عيناه لعلمه انها قويه و تستطيع التحمل و ما يراه اﻻن دليل ان الالم ﻻ يحتمل فانتفض للخارج و تحدث بحده
_ فين الدكتور ؟
اجابه احد الضباط
_ جاى يا فندم
دلف و ظل يذرع اﻻض جيئا و ذهابا و امسك هاتفه و فتح تطبيق المراسلات و ردد
_ هخلى اهلك يبعتولى التقارير بتاعتك اكيد الدكتور هيحتاجها
حاولت اﻻعتدال بجلستها لتردد
_ بلاش … هيقلقلو عليا و …
قاطعها سيف بحده اجفلتها
_ اعمل ايه طيب ؟ اسيبك كده ؟
قضمت شفتيها بألم فردد
_ طيب انا هكلم جمال
بالفعل هاتفه عبر ذلك التطبيق ليجيب اﻻخر بمرح
_ ايه يا عريس ؟ اختى عامله ايه معاك؟
اجاب اﻻخر بجديه
_ جمال … انا عايز التقارير بتاعه دارين كلها تبعتالى على الماسنجر
تعجب جمال و سأله بفضول
_ حصل حاجه و ﻻ ايه ؟
اجاب بحنق
_ تعبانه
سأله بتخوف على صغيرته
_ مالها ؟ ايه اللى حصل ؟
اجاب بضيق
_ عكت فى اﻻكل … لحم غزال على مكرونه على اسماك و كل ما اقول لها هتتعبى تقولى متخافش انا كويسه
زفر جمال بانفاس متضايقه و ردد بجزن
_ معلش … اعذرها ، برده مش سهل الواحد يتحرم من كل حاجه كده
اجابه سيف بضيق
_ منا عارف يا جمال … بس انا مش مستحمل اشوفها كده
كل هذا و هى متكومه بجواره تأن بألم فردد جمال
_ انا هبعتلك كل حاجه دلوقتى و ابقا طمنى عليها
اغلق معه و عاد سيف يجلس بجوارها و وضع كفه على بطنها ليخفف عنها الالم هاتفا بحزن
_ معلش …. شويه و الدكتور ييجى
بالفعل دلف الطبيب و بدء سيف يشرح له حالتها باﻻنجليزيه بالطبع و لكن وجد صعوبه قليلا فى توصيل كل المعلومات التى يريد اخباره بها بالرغم من تحدث سكان البلده للانجليزيه بطلاقه اﻻ ان سيف لم يعلم بعض المصطلحات الطبيه لذلك استعان باحد الضباط التابعين للسفاره و على درايه باللغه اﻻم
بعد توقيع الكشف عليها و اﻻطلاع على تقاريرها ردد الطبيب
_ ليس من السهل على جهازها الهضمى بحالتها تلك ان يهضم انواع عديده من اﻻطعمه و بالاخص اللحوم و اﻻكلات المعقده و المركبه لذا من اﻻفضل ان تتناول اطعمتها مسلوقه فقط و يمكن ادخال البروتين الى نظامها الغذائى عن طريق مرق اللحم فقط
خرج الطبيب بعد ان كتب لها بعض اﻻدويه و نصحها بالراحه و عدم بذل اى مجهود و وصف لها بعض اﻻدويه المكلمه لادويتها التى تتناولها بالفعل و غادر متمنيا لها الشفاء العاجل
اعطى سيف الوصفه الطبيه للضابط المرابط لهما و ردد بحرج
_ انا اسف و عارف ان دى مش مهمتك بس …
صمت حرجا فتناول منه الوصفه و اماء برسميه هاتفا
_ ربنا يشفيهالك يا سيف باشا
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
لم يتبق سوى يومين على موعد الزفاف و لكن بسبب لهفته عليها انتقل هو و والدته لمنزل الزوجيه معها ليظل كل منهما بغرفه منفصله بناء على اصرار والدته مردده
_ لو كان ليا بنت مكنتش هوافق غير بكده ، بعد الفرح اعمل اللى انت عاوزه
ابتسم و قبلها من رأسها و غادر لعمله بعد ان ودع نيللى بقبله خاطفه كالمراهق الذى يجرب الحب ﻻول مره
لمحت والدته اﻻبتسامه التى تزينت على ثغرها بعد ان ودعته بابتسمت هى اﻻخرى لسعادتهما و لكن ذلك اﻻلم الذى ضرب بجسدها جعلها تأن بصمت لتلاحظ نيللى تغير لون وجهها فانحنت بجوارها تردد بحنين
_ مالك يا ماما ؟
تألمت بشده و رددت بصوت وهن و متعب
_ ناولينى الميه و المسكن يا بنتى
ناولتها المياه و الادويه المسكنه و هى تربت عليها بحنان و امسكت هاتفها ترد بلهفه
_ انا هكلم سعد يرجع يوديكى المستشفى
امسكت يدها هاتفه برجاء
_ بلاش ….خليه يخلص شغله من غير ما يبقا باله عندى و بلاش تقولى حاجه متكسريش فرحته
امتقع وجهها بالرفض و هتفت بضيق
_ ما هو ﻻزم يعرف عشان …..
قاطعتها مفسره
_ يا بنتى انا فى المراحل اﻻخيره و ده بكلام الدكاتره …. انا كنت مش حاسه بجسمى و ﻻ رجليا و دلوقتى بقيت بحس بيهم ، يمكن يكون اﻻحساس اه مؤلم جدا بس ده فضل من ربنا انه خلانى فى اواخر ايامى احس
ابتلعت ما فى حلقها من غصه مؤلمه و رددت
_ سعد طول عمره شايل همى و انا كنت بدعى ربنا انه يقصر ايامى عشان يرتاح من تعبى و خدمتى ، بس كنت برجع اقول اهو باخد بحسه بدل ما هو لوحده كده
وضعت راحتها برقه على وجه نيللى و ابتسمت تخبرها
_ من ساعه ما حبك و وشه نور و بقا مبسوط على طول و اول مره احس انى قضيت رسالتى للنهايه و ممكن اموت و انا مرتاحه و مطمنه عليه
بكت نيللى رغما عنها هاتفه بحزن
_ بس انا ااا…
صمتت لتمسح عبراتها و اضافت
_ انا وحيده و بجد حسيت بالونس و جو العيله فى الكام يوم دول و عيزاكى تفضلى معانا على طول و تربى عيالنا ، عشان خاطرى وافقى انك تتعالجى مش يمكن !!!
تحسست وجها ببسمه فرحه و هتفت
_ مفيش امل يا نيللى …. تفتكرى لو كان فى امل كان سعد سابنى كده ؟
اراحت ظهرها على مقعدها المدولب و تنهدت بحسره و رددت
_ متقوليش حاجه لسعد بدل ما ازعل منك ، خليه سر ما بينا … انا كده كده مش مطوله بس نفسى اشوفه فرحان قبل ما اقابل وجه كريم
انحنت نيللى تقبل كفها و رددت بحزن و تضرع
_ ربنا يخليكى لينا و ما يحرمناش منك ابدا
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
جلس حزينا متوترا فاقتربت منه زوجته تردد بطمأنه
_ متقلقش يا جمال ، سيف اكيد هيخلى باله منها
زفر بانفاسه و ظل جالسا ينظر لشاشه هاتفه و ردد بحيره
_ طيب اتصل اطمن و ﻻ استنى شويه كمان ؟
قوست فمها بحيره و اجابته
_ و الله ما انا عارفه … هو قالك ايه فى اخر مكالمه ؟
اجاب و هو ممسك بهاتفه بتردد
_ قالى الدكتور عطاها علاج و نامت
اقتربت منه اكثر و ربتت على كتفه بحنين هاتفه
_ طيب استنى نص ساعه كده و اتصل بيه
اماء مستسلما فابتسمت له هاتفه بمرح مصطنع
_ طيب اعملك حاجه تشربها و ﻻ اجيبلك تاكل
نظر لها برضا عن محاولاتها المستمره للتخفيف عنه فى احلك الظروف فهى دائما ما تقف بجواره و اظهرت معدنها اﻻصيل وقت انشغاله عنها بقضيه اخته الصغرى فلم تتذمر او تتحدث معه بالامر بل احترمت خصوصيه الموضوع و تركته يفعل ما يراه مناسبا حتى انتهت تلك اﻻزمه و ظلت كما هى معه دائما
تنهد بحيره و ردد
_ اعمليلنا شاى
وقفت ترفع طرف عبائتها المنزليه بمزاح و تدللت برقه هاتفه
_ امرك يا سى جمال …. عايزه كشرى و ﻻ مغلى يا سيدى
ضحك رغما عنه لتقليدها الخادمات فوقف امامها و عض على شفته السفلى هاتفا بهمس
_ ابنك فين ؟
ضحكت بعفويه و رددت هامسه هى اﻻخرى
_ نايم من بدرى
سحب شهيقا عميقا و انحنى يقبلها من عنقها و همس باذنها بنبره خطيره
_ طيب مش كنتى تقولى كده من بدرى
ضربته على صدره و رددت بتعجب
_ انت فى ايه و ﻻ فى ايه ؟
ابتسم بعد ان استطاعت اخراجه من حالت المزاجيه الحزينه و ردد بحب
_ ما هو اللى متجوز واحده زيك ميعرفش يزعل ابدا
احتضنته و رددت بفرحه
_ حبيبى ربنا يخليك ليا يا رب
ابتعدت عنه فور ان وجدته يحاول تقبيلها فقوس حاجبيه بدهشه لتردد هى مفسره
_ اتصل بس اﻻول اطمن على دارين و بعدين انا تحت امرك
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ظل جالسا بجوارها يمسد رأسها و شعرها بحنان و هو يدعو الله ان تطيب فقد مزق فؤاده رؤيتها هكذا و ظل يؤنب نفسه على تركها تفعل ما يحلو لها ظناً منه انه بذلك يُسعدها و لكن ها هو تسبب باذيتها حسبما يرى فابتلع غصه بحلقه
صدح صوت رنين هاتفه بالاتصال على تطبيق المكالمات المرئيه ففتحه ليجيب جمال القلق بشده مطمئنا
_ متقلقش يا جمال بقت كويسه الحمد لله
تنهد الاول براحه و ردد
_ الحمد لله …. هى لسه نايمه ؟
اماء باقتضاب فرأى جمال ملامحه الحزينه فهتف يواسيه
_ معلش تتعوض
رمقه بنظره غاضبه و ردد بحده
_ انت متخيل انى زعلان على الاجازه ؟ انا بموت عليها و على تعبها
اعتذر بايماءه خفيفه منه و ردد
_ و انت برده ملكش ذنب
زفر باختناق و هتف
_ ذنبى انى طاوعتها
ردد جمال بمواساه
_ عشان بتحبها ، و دارين مش صغيره و ادرى بمصلحتها و جربت قبل كده موضوع الاكل ده و عارفه بتتعب ازاى
اطرق رأسه و اخرج تنهيده حاره فاعقب جمال
_ هسيبك ترتاح شويه و طمني عليها لما تصحى
اغلق معه و اتجه يجلس بجوارها فاقتربت منه و احتضنته هامسه بنعاس
_ انا اسفه
انحنى براسه ليرى وجهها النائم و قبلها من صدغها مرددا
_ اسفه على ايه بس ؟
ضيقت ذراعيها عليه اكثر و هتفت
_ عشان كل حاجه … عشان بزعلك من غير قصد ، و عشان مش بسمع الكلام و عشان بوظت شهر العسل بتصرفاتى الغلط
مزح معها علها تكف عن البكاء
_ قصدك بسبب طفاستك
لم تضحك او تبتسم حتى و لكنها رددت بجمود
_ مش ده و بس ، بسببى ضاع تلات ايام من الاجازه على الفاضى ، يوم البحر و يوم ما حرقت الهدوم و انهارده
سحبها اكثر و ادخلها داخل اضلعه و هتف بمشاكسه
_ اممم … و طبعا عايزه تعوضيهوملى مش كده ؟
لم يمهلها كثيرا لتجيب فاعقب
_ طيب ايه رأيك نمد الاجازه تلات ايام نعوض فيهم اللى حصل؟
رفعت وجهها الباكى فالتقط عبراتها النازله على وجنتيها بفمه و لثم ثغرها بقبله رقيقه متريثه و استطرد
_ ها …. ايه رأيك ؟ نعوض يوم البحر بس تلبسى مايوه محترم و نعوم مع البطاريق
نظرت له بحب و ابتسمت مردده بتساؤل
_ مايوه محترم ازاى يعنى ؟
ضحك ملئ فمه و هتف
_ اللى هو قطعه واحده و شورت بنص كم ده
قوست حاجبيها بتعجب و سألت باطناب
_ و ده هنلاقى منه هنا ؟
ردد بعبث
_ خلاص تنزلى بشورت و تى شيرت و لا اقولك خليها قميص و بنطلون
ضحكت بشده و رددت
_ اصلا انت مخلتش هدوم تتلبس مش يتنزل بيها الميه كمان
دفن رأسه بتجويف عنقها و ردد بصوت مكتوم من اثر دفنه لرأسه
_ خلاص البسى هدومى
وقفت بمرح بعد ان تناست الالم و اتجهت لخزانه الملابس و اخرجت منها سروال قصير و قميص قطنى يخصه و ارتدهما ليخرج شكلها مضحك فالسروال واسع من الخصر و اضطرت ان تربط رباطه ضيقا جدا حتى لا يسقط منها و اما القميص القطنى كان بنصف كم فخرج طويل يغطى نصف جزعها و اكثر و اكمامه وصلت لمنتصف ذراعيها
خرجت من المرحاض بمرح تريه شكلها فانفجر ضاحكا على طفولتها فسحبها و القاها على الفراش يدغدغها بمزاح و مداعبه هاتفا
_ لا لا … اقلعى شكلك مسخره و هدومى مغطياكى بالشكل ده ، هو انا ضخم اوى كده ؟
ردت عليه من بين كل ضحكاتها
_ لا انا اللى معصعصه و قصيره
قبلها من وجنتها هاتفا
_ معصعصه و قصيره ايه بس …. و الانوثه المتفجره دى اللى بتجننى راحت فين ؟
عضت على شفتها بخجل فانحنى يقبلها برقه و شوق و اعتلاها بلمح البصر و لكنه تريث يسألها يقلق
_ بقيتى كويسه ؟
اماءت بنعم و حاوطت عنقه بذراعيه فردد بتردد
_ هتستحملينى ؟
قضمت جانب فمها و ابتسمت خجلا فاقتنص شفتاها بقبله جامحه بادلته اياها بحب
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وقف بشموخ و هيبه يتابعهن عن قرب فمنذ ان تولى مهام رفيقه و هو تقريبا لا يذهب لبيته سوى ساعات قليله لتحمله عبئ المسجونات كثيرات المشاكل
نظر من نافذه مكتبه و الذى يطل على ساحه التريض الخاصه بالمسجونات و ركز بصره ناحيتها و هى تجلس باريحيه تدخن سيجارتها و الجميع من حولها يهابونها فابتسم رغما عنه فبالرغم من صغر سنها و جمالها اﻻ انها ذات شخصيه قويه استاطعت ان تطوى المسجونات جميعهن بقبضتها حتى لواحظ الصعبه المراس
طرقات على باب مكتبه من فتحيه التى دلفت بضيق تهتف
_ عماد بيه
التفت و اماء لها لتتحدث فهتفت بحده
_ البت اللى اسمها نور دى مش عايزه تجيبها لبر ….. و شكلها كده ناويه على حاجه هى و لواحظ
سألها بحيره
_ انتى اخدتى بالك من حاجه ؟ انا شايفهم عاملين دويتو مع بعض جامد اوى
ايدت حديثه هاتفه
_ طول الوقت مع بعض و المعلمه لواحظ اللى مبتحبش حد ياخد مكانها بقت تقريبا بتشورها فى كل حاجه ، ده غير الودوده و الوشوشه اللى طول الليل و النهار كأنهم بيخططو لحاجه
زفر بانفاسه و هتف
_ طيب خدى بالك منهم كويس بس من غير ما يحسو انك بتراقبيهم
رددت اﻻخرى هاتفه بحنق
_ المعلمه لواحظ انا اصلا مبقتش نازللها من زور و ﻻ طيقالى كلمه من ساعه البت دى ما جت و كأنها استغنت عن خدماتى
قوس شفتيه بعدم رضا و ردد
_ ما هى اكيد كشفتك يا فتحيه
رفعت كفها ترفض ما قاله مردده
_ ﻻ يا عماد بيه … هى لو كشفتنى كانت عتقتنى ، دى نابها ازرق و مش بتسيب حقها ده انا كان زمانى بيترحمو عليا
ضحك عماد من طريقتها المرحه فى الحديث فسألته باهتمام
_ هو اللى اسمه عطوه ده عملتو معاه ايه ؟
رفع حاجبه اﻻيسر دلاله على دهشته و اجابها
_ و انتى دخلك ايه بالحكايه دى ؟
اجابته
_ مش هو اللى حاول يقتل سيف باشا ؟ يبقا ﻻزمن يتقبض عليه و …
قاطعها عماد هاتفا بحده
_ فتحيه … ملكيش دعوه بحاجه ، ده شغل المباحث لا شغلك و ﻻ شغلنا بدل ما تضيعى الدنيا بغباوتك دى
امتقع وجهها فاستدار ينظر من النافذه من جديد و ردد و هو يوليها ظهره
_ روحى شوفى شغلك و زى ما فهمتك عينك عليهم هم اﻻتنين
همهمت بطاعه و خرجت ليعود ينظر بدقه لتلك الجالسه تضحك بصوتٍ عالٍ و سوقيه لا تتناسب مطلقا مع رقه و عذوبه شكلها فاخرج ضحكه مستنكره و عاد للداخل ليهاتف رفيقه وائل ليطلع على اخر التطورات و فور ان اجاب اﻻخر سأله على الفور دون استهلال الحديث بالسلام
_ اخر اﻻخبار عندك ايه ؟
ردد وائل متعجبا
_ يا بنى طيب قول السلام عليكم اﻻول
زفر بفروغ صبر هاتفا باقتضاب
_ السلام عليكم يا سيدى …. ها ، ايه آخر التطورات ؟
ابتسم وائل و اجاب
_ عايز تعرف ايه ؟ اخبار العريس بتاعنا و ﻻ اخبار شهاب و ﻻ مراقبه رجاله عتريس المر و اخوه ؟
صاح بحده اجفلت الاخر
_ يا بنى اتكلم ده انت رخم
ردد وائل بجديه زائفه
_ ما تتكلم عدل يا حضره الظابط … اسال سؤال محدد عشان اجاوبك اجابه محدده
ردد عماد بقلق
_ اﻻول اخبار سيف ايه ؟ كويس و ﻻ فى حد وراه من رجاله شهاب ؟
اجابه وائل بعمليه
_ ﻻ مفيش وراه حد
عاد يسأل
_ و شهاب البدراوى ؟
اجابه بتوضيح
_ لسه فى النمسا بس غالبا هو هناك لحد تحقيقات النيابه ما تخلص و لو اسمه جه فى التحقيقات يبقا مش هيرجع
تعجب من هدوءه و سأله بحيره
_ و عادى مش مضايق انه ممكن يهرب ؟
اجابه وائل
_ مسيره يتمسك يعنى هيروح فين ؟
زفر بضيق و هتف متسائلا
_ و القضيه ؟
اجابه و هو يخرج سجائره يشعل واحده و ردد
_ ﻻ دى قصه طويله متنفعش فى التليفون ، بس الخلاصه ان ناصر الصواف هيعترف بس شارط علينا ان سعد الدين يبقا المحامى بتاعه
ردد عماد بتأكيد
_ و سعد طبعا رافض
ايده مؤكدا
_ اه هيتجوز بقا و خايف على نفسه
انفجر ضاحكا و هو يستطرد
_ عزمك على فرحه ؟
اجابه عماد بايجاز
_ اه
عاد وائل للضحك فسأله بحيره
_ بتضحك على ايه ؟
اجابه و ﻻ تزال ضحكته ملئ فاهه
_ عشان نحس الشله اتفك على الكل الا انت يا فقر
تعجب عماد و لم يفهم مقصده و سأله بحيره
_ انت تقصد ايه ؟
اجاب وائل بسخريه
_ اقصد شله العوانس بتاعتنا انت و سيف و سعد ، اهو كلهم دخلو القفص و فاضل انت و بس
شاركه الضحك و هتف مرددا
_ انا نفسى اتجوز بصراحه
اندهش اﻻخر من طلبه و هلل ساخرا
_ الله …. هى العدوى صابتك و ﻻ ايه ؟
اجابه
_ بصراحه غِرت منهم ، سيف و اتجوز بنت زى القمر و بالرغم من ظروفها اﻻ انها بتعشقه و قدرت تخرجه من الحزن اللى كان فيه ، و سعد اخيرا لقا فتاه احلامه اللى كان نفسه تكون متعلمه و حلوه و شخصيتها قويه و فى نفس الوقت تقبل بوضع مامته و حياته و ده شيئ نادر بصراحه
شاكسه رفيقه مرددا بتحفز
_ و انت بقا مش كنت قرفان من الستات !! ايه اللى جد ؟ وﻻ لقيت فتاه احلامك انت راخر ؟
اجابه بتنهيده
_ ابدا و ﻻ ليا اى مواصفات غير انها تخطف قلبى زى ما مرات سيف عملت فيه كده … بس هلاقيها فين دى ؟
اجابه بتلقائيه
_ اكيد مش فى السجن …. دور و انت تلاقى ، اقولك يمكن فى فرح سعد الدين تلاقيها اهى اﻻفراح معموله عشان كده و معظم اصحابنا اتجوزو من اﻻفراح
ضحك عماد على طريقه تفكير رفيقه و ردد بسخريه
_ و انت عرفت مراتك منين ؟
اجابه بانهيار ضاحك
_ من فرح واحد صاحبنا كانت بنت عمه و ادينى اهو عايش معاها بقالنا عشر سنين شد و جذب و ربنا يقدم اللى فيه الخير
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
استندت بجسدها على جزعه العارى و ظلت تتنفس انفاسه العاشقه و هو يداعب اناملها بخاصته منعزلان عن العالم فتنهدت تنهيده عميقه ليردد بفضول
_ ياااه … كل دى تنهيده ؟ مالك يا قلبى ؟
اجابته و هو ترمقه بنظرات والهه
_ تفتكر لو كنا اتقابلنا فى ظروف تانيه غير ظروفنا دى كان ممكن نحب بعض ؟
اجابها بتاكيد
_ اه طبعا … ﻻن ربنا كاتبنا لبعض من قبل ما نتخلق
اعتدلت فى نومتها جالسه تنظر له مردده
_ كان نفسى نبقا اول ناس فى حياه بعض
ابتسم لها و ردد بدبلوماسيه
_ كل حاجه ربنا مقدرها فيها خير يا ديدو … يعنى جوازتى و جوازتك ربنا كان مخليهم لاسباب معينه و كل مرحله عملت الهدف الى ربنا حاطه ليها و انتهت عشان نكمل للمرحله الى بعدها
تنهدت بضيق و هتفت
_ انت بتقول كده عشان تجربتك كانت كويسه مش كلها عك زي تجربتى
زفر بفروغ صبر و ردد بحده طفيفه
_ ايه ﻻزمته الكلام ده دلوقتى !!! احنا مبسوطين مع بعض ليه بتفتحى مواضيع تزعلنا ؟ ليلى عندها حق …بومه
تجهم وجهها بالضيق و رددت بحزن
_ كان نفسى تكون اول راجل فى حياتى و …..
قاطعها قبل ان تكمل استثارتها لاعصابه و رجولته دون قصد
_ قفلى كلام فى الحكايه دي يا ديدو لو بتحبينى و خلينا نتفق على البرنامج بتاع الاجازه هنعمل فيه ايه قبل ما تخلص ؟
ابتسمت محاوله ان تخف حزنها و رددت بحيره
_ كان ايه برنامج انهارده ؟
اجاب و هو يعتدل بجلسته و تناول ملابسه الملقاه على اﻻرض و بدء بارتداءها
_ كان المفروض هنطلع الجبل عشان نعمل كامبيينج و بالليل عندنا حفله فى السفاره
سألته بفضول
_ حفله ايه ؟
اجاب على الفور
_ معرفش … سكرتير السفير عزمنى عليها و انا وافقت و على فكره لو قومتى لبستى ممكن نلحق
انتفضت من نومتها هارعه لخزانه الملابس و رددت بتساؤل
_ طيب هى حفله ايه يعنى عشان اشوف عندى لبس مناسب و ﻻ ﻷ ؟
امسكها من راحتيها و ضمهما معا و سحبها لتصبح فى مواجهته و نظر بعمق عينيها الساحرتين و ردد بغزل
_ بحبك
ابتسمت و رددت
_ ده ردك على سؤالى ؟
اجاب
_ بصى يا موﻻتى …. انا راجل شرقى و متدين ، يمكن مش شيخ يعنى بس بجاهد على قدى
اماءت بصمت فاستطرد
_ انا عايزك تتحجبى ، و عارف ان تفكيرك و تفكير اللى حواليكى ممكن يخليكى ترفضى و تشوفى ان مش من حقى و كلام بقا الفيمنيست و بتوع حقوق المرأه ان انت واخدها مش محجبه و عارف طباعها و عارف طريقتها و انت بتستغل حبها ليك او سلطتك كزوج و كل الهرى ده
صمت و نظر لتعبيراتها فوجدها تستمع له بتركيز فتشجع اكثر ليكمل
_ بس انا ﻻ هجبرك و ﻻ هقولك لو معملتيش و ﻻ اهددك و كل ده ، ده مجرد رجاء منى عشان ننفذ شرع ربنا ﻻن الحجاب فرض حتى لو انتى شايفه غير كده
ابتلعت بحرج و رددت
_ ﻻ انا عارفه ان فرض بس كنت شايفه ان ده قرارا لسه مجاش وقته
اماء يستمع لها و سأل
_ و امتى وقته من وجهه نظرك اذا ربنا و الرسول قالو ان بمجرد بلوغ الفتاه لازم تستر نفسها ؟
تنهدت بحيره و هتفت
_ الزمن مختلف يا حبيبى و الحكايه كلها انى عايزه القرار يكون نابع من جوايا فعلا مش ارضاءاً ليك و ﻻ ضغط منك عشان اكون فرحانه بيه و انا لبساه مش زهقانه منه و ابقا عايزه اقلعه
اماء ببسمه منمقه و ردد
_ اوكى … و انا هسيبك براحتك لما تحسى انك مستعده للخطوه دى و صدقينى انا كزوجك ربنا بيحاسبنى عليكى و على كل حته فى جسمك بس انا قابل انى استنى لحد ما القرار يبقا خارج منك انتى مش منى انا
انحنى للامام قليلا و سحب فستان اسود ذو اكمام و طويل و ينزل على جسدها بانسيابيه و ردد بحبور
_ اظن ده هيبقا يجنن عليكى و هيتناسب مع الحفله اى ما كان نوعها لانى فعلا معرفش هى حفله ايه !!
تناولته منه و اتجهت للمرحاض لتغتسل حتى تتجهز للذهاب للحفل
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تلفحت بوشاح لتخفى وجهها و مشت على اطراف اصابعها و فتحت قفل الباب بالمفتاح الذى بحوزتها و بدءت بالسير متحاشيه الاضواد المنتشره بكل مكان حتى وصلت لاعتاب البوابه الكبيره فاخرجت مفتاح آخر و فتحت به المزلاج الحديدى و توجهت للامام قليلا حتى مصباح السياره المضيئ الذدتى تقف بعيدا قليلا ففتحت باب السياره هاتفه بلهفه
_ اطلع من هنا بسرعه
قاد مسرعا حتى ابتعد قدر اﻻمكان عن بوابات السجن و صف السياره باحد اﻻزقه و اطفئ محركها و اعتدل بجلسته و نظر لها بفضول هاتفا بتخوف
_ فى ايه ؟ احنا متفقين ان مفيش تواصل بينا و تليفونك ده خوفنى
ابتلعت و رددت بلهاث انفاسها من اثر ذعرها
_ الموضوع شكله دخل فى الجد و لواحظ مستنيه التنفيذ و ليها رجاله بره لو منفذتش بجد مش هتصدقنى و ﻻ هنعرف مكان الفلوس مهما عملنا
نظر لها وائل بتمعن و سأل بحيره
_ طيب انتى ايه اللى فى دماغك يا حضره الملازم ؟
اجابته بحيره
_ بص … الموضوع ﻻزم يبان طبيعى عشان عيونها اللى برا توصلها انه حصل ، مع انى شبه متأكده انها ناويه على الغدر بس طبعا انا كل اللى يهمنى اننا نوصل للفلوس اللى بيها بتقدر تمشى الدنيا دى كلها و هى حاطه رجل على رجل
سالها بتخوف
_ انتى عيزانا ننفذ ازاى يعنى ؟ و سيف مستحيل يوافق
تنهدت بفروغ صبر و هتفت
_ سيف باشا انا بعرف اتفاهم معاه بس وصلنى بيه فى اقرب فرصه و هقدر اقنعه بالخطه اللى فى دماغى
سألها مجددا
_ طيب افهم بدل ما انا زى اﻻطرش فى الزفه كده
اجابته تشرح باستفاضه
_ هنوهم الكل ان محاوله القتل نجحت و يمكن كمان ننزل نعى فى الجرنال و بكده ….
قاطعها وائل ضاحكا
_ ده فيلم النمر و اﻻنثى ده اتهرس كتير اوى و …
قاطعته مجددا
_ صدقنى يا فندم مفيش غير الحل ده ، انا بقالى خمس شهور فى السجن و بجد تعبت و عايزه اخلص المهمه دى باسرع وقت ممكن ، انا قربت ابقا مدمنه يا فندم
ربت على كتفها و ردد بجديه داعمه
_ انا عارف يا نور انتى قد ايه تعبانه و لولا ثقتنا فيكى انا و سيف مكناش حطناكى فى مهمه صعبه زى كده خصوصا انك لسه خارجه من مهمه تاينه اصعب مع المعلم الحرش
ترددت قبل ان تعقب هاتفه
_ انا وافقت بس على المهمه عشان حضرتك عارف ظروفى و تريقتى اللى متعطله بسبب …
قاطعها وائل مرددا بحزم
_ خلاص يا نور انا وعدتك انا و سيف ان موضوعك منتهى و اللوا طلعت والد سيف كمان وعدك
اماءت باستحسان فردد هو يؤكد لها
_ الموضوع ده لازم يكون بالاتفاق مع سيف و موافقته قبل كل حاجه عشان كده معلش احنا مضطرين نستنى لحد ما يرجع من شهر العسل بتاعه
ضحكت نور برقه و رددت بسخريه
_ و الباشا بصراحه اختار اصعب وقت عشان يتجوز فيه و سايبنا هنا كلنا فى حوسه
ابتسم لها و ردد بحبور
_ معلش يا حضره الملازم ، اصل ده كان معقد و احنا ما صدقنا ان عقدته اتفكت و خوفنا نعطل الجوازه ليرجع فى كلامه
اماءت ببسمه منمقه فرددت
_ طيب ارجع بيا بقا قبل ما حد ياخد باله
قاد مجددا لنفس المكان الذى اخذها منه و فتحت باب السياره استعدادا للخروج و العوده لعنبرها و لكن كانت يده اﻻسبق بسحبها من داخل السياره هاتفا بغضب اهوج
_ انتى خرجتى ازاى ؟ و ناويه تهربى تروحى على فين ؟
اندهشت من وجود عماد بذلك الوقت تحديدا و تلعثمت حتى خرج وائل من الناحيه اﻻخرى و عماد يستل سلاحه فردد بصياح
_ ايه يا بنى انت !!
اندهش عندما وجده اماه فردد بتعجب
_ وائل !!! هى ايه الحكايه ؟ انت مشغلها جاسوسه لصالحك و ﻻ ايه ؟
اماء وائل مرددا
_ حاجه زى كده
امتقع وجهه و ردد بحده
_ حتى لو …. ازاى تخرج من السجن ؟ خرجتها ازاى و …
قاطعه وائل و هو يسحبها من بين مخالبه هاتفا
_ دى تبقا الملازم اول نور البرهومى شغاله معايا فى المكافحه يعنى مش مسجونه و ﻻ حاجه يا عماد
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سجينتي الحسناء)