رواية سجينة قسوته الفصل الرابع 4 بقلم أميرة مدحت
رواية سجينة قسوته البارت الرابع
رواية سجينة قسوته الجزء الرابع
رواية سجينة قسوته الحلقة الرابعة
صحيت يارا من النوم لقت نفسها نايمة على صدره، حاولت تفتكر أحداث إمبارح بليل، وفعلًا أفتكرت وأفتكرت حلمها إللي خلاها تقوم من النوم تصرخ بخضة، وسؤاله وإهتمامه بيها لغاية ما نامت في حضنه وهي مش دريانة، إبتسمت يارا وبدأت تتأمل في ملامحه، ملامحه جميلة و هادية وهو نايم، على الرغم من ده، لما بيكون صاحي بيكون شخص تاني، بيحاول بقدر الإمكان يعاملها بطريقة كويسة وحلوة، بيعمل كل إللي بتحتاجه من غير ما تطلب، هي حاسة أنها كل يوم بتقع في حبه للأسف، بتقع في حب نظراته حتى لو قاسية، في قلقه، في حزنه، حتى عصبيته! وقعت في حبه.
حست أنه هيصحى، فعملت نفسها أنها لسة نايمة، فـ لقته بيبعدها عنه براحة، وبيقوم بشويش قبل ما أحس بيه و نزل، إبتسمت يارا وهي حاسة من جوا قلبها إن هيكون في حاجة حلوة بينهم، حاجة هتخطفهم سوا لمكان جميل مش هيكون فيه غيرهم.
بعد يومين، دخلت يارا عليه أوضة مكتبه لقته بيبص قدامه بشرود، حست بنظرة عينيه الحزينة، بس دي مش أول مرة، لدرجة الحزن إللي موجود فيه، بقى للنظرة دي بذات ليها عمق، عمق يخليها تغرق فيه، وفي آلالامه إللي مش بيظهرها لحد، حس بيها هو فـ أتعدل في قعدته وهو بيقولها بثبات:
-أتفضلي يا يارا، واقفة عندك ليه؟
قربت منه لغاية ما وقفت قدام مكتبه وسألته بإهتمام:
-أنت كويس؟
سألها بهدوء:
-يهمك أكون كويس!
ردت عليه بثقة
-طبعًا يا أدهم، يهمني أنك تكون كويس حتى لو أنا مش كويسة.
سألها بجدية:
-وانت دلوقتي مش كويسة؟
ردت عليه بسال تاني خالص:
-أنت أتجوزتني ليه؟
رد عليها بتنهيدة حارة نابعة من قلب:
يمكن القدر هو إللي عايز كدا، أنا مؤمن بالقدر.
مردتش عليه، فكمل أدهم وهو بيقول بلهجة جميلة أول مرة تسمعها منه:
-بيقولوا أنك جميلة جدًا يا يارا، جميلة جدًا زي ما قلبك كدا جميل.
أرتعشت من أثر كلماته إللي خطفتها بفرح قبل ما تهمس:
-بجد؟
سكت أدهم شوية قبل ما يرفع إيده ويطلب منها:
-تسمحيلي ألمس وشك وأحاول أرسم شكل ليكي في خيالي.
ردت عليه وهي تايهة في ملامحه:
-مفيش مشكلة.
و غمضت عينيها قبل ما تحس أن إيده بتقرب منها ويلمس وشها، خدودها، مناخيرها، شفايفها، عينيها، كل حاجة وهو بيحاول على أد ما يقدر يرسم ليها لوحة في خياله، لغاية ما يعمل العملية ويبقى كويس، وقتها يشوفها على الحقيقة ويتأمل فيها براحته.
رجع إيده لورا قبل ما يقول:
-شكلك فعلًا جميلة جدًا يا يارا زي ما حكولي عنك.
إبتسمتله يارا بحب قبل ما تقوله:
-أنا بشكرك يا أدهم.
رد عليها أدهم باستغراب:
-على إيه؟
أبتسامتها وسعت قبل ما تجاوبه:
-على كل حاجة قدمتهالي.
سكت شوية قبل ما يقول:
-أنا بوظتلك حياتك.
ردت عليه بثقة كبيرة:
-أنت حليتلي حياتي، أنا حياتي مكنتش حياة من غيرك، أنا لأول مرة مكنتش أون خايفة ومطمنة كان في حضنك يا أدهم، على طول كنت أنان وأنا شايلة الهم علشان مش عارفة بكرا شايلي إيه، و من أول ما جيت هنا كنت بحلم بـ كوابيس، أنا مش عافة لغاية دلوقتي إيه سببها، لحد ما وجودك هو إللي خلاني أنام مطمنة لأول مرة.
أندهش من كلامها، فـ زادت نبضات قلبه بشكل غير مسبوق، وأضطربت مشاعره، وهو بيقول:
-يارا..
قاطعته بسؤال ألجمه:
-أنت ناوي تطلقني؟
رد عليها بسؤال تاني:
ليه بتقولي كدا؟
ردت عليه في شيء من الحدة:
-جاوبني من فضلك.
أتنهد أدهم بعمق قبل ما يسألها:
-أنتي حابة إيه؟ لو أنتي عايزة تطـ…
قاطعته بسرعة قبل ما يكمل كلامه:
-أنا بحبك مش بكرهك يا أدهم، ولا عمري كرهتك.
كانت مبتسمة بكسوف وهو باصصلها بصدمة أول ما نطقت بالأعتراف ده، هي مش عارفة جابت الجرأة دي منين، بس إللي كانت متأكدة انه أن طول ما هو فاكر أنها بتكرهه فـ مش هياخد خطوة واحدة حتى ناحيتها أبدًا.
الأيام كانت بتعدي وكنا بنقرب لبعض أكتر، بقى يشتكيلي هم، يحكيلي عن حزنه، عن فقدانه لمامته، عشان كدا كان دايمًا حزين.
أنا عارفة أن البنات دايمًا قلبها بيميل للشخص اللي بعذبها، بيتقل عليها، يمكن عشان كدا قلبي وقع فيه بالسرعة دي.
مش مهم، المهم إنها fixed him.
سألها أدهم بإهتمام:
انتي متأكدة أنك مبسوطة معايا.
ردت عليه يارا وقالتله:
-انت لسه بتسأل لغاية النهاردة؟
رد عليها أدهم:
-أنا مكنتش متخيل أني ممكن أتحب بشخصيتي المتعبة دي، ومن مين كمان، من حد عنده مخزون الحنية إللي في العالم كله.
قالتله بقوة:
-ثق فيا زي ما أنا وثقت فيك.
رد عليها بثقة:
-أنا وثقت وسلمتلك قلبي من زمان.
قلبها وقف فجأة وهي بتسأله:
-يعني؟
رد عليها بدفى مش غريب عليه:
يعني بحبك.
بصتله يارا والفرحة مش سيعاها وهي بتسأله بلخبطة:
-بتحبني؟ ده بجد؟!
ابتسم لها ابتسامته الجميلة اللي مش بتظهر لأي مخلوق وهو بيقول:
-أيوة حبيتك يا يارا.
اضطربت مشاعرها من اعترافه المفاجئ ليها، ودقات قلبها بتزيد بجنون، بتبصله بذهول وعيون مليانة فرح وبتلمع، اتردد أدهم يسألها ولكن حسم أمره عشان يقضي على مخاوفه فقال:
-يارا لو العملية فشلت، وقضيت عمري كله أعمى، مش هتسبيني وتمشي؟
إبتسمت يارا بحب قبل ما تمسك ايديه وهي بتقوله بصدق:
-أنا حبيتك يا أدهم مش عشان فلوسك، ولا وسامتك، ولا مركزك ولا أي حاجة من دول، أنا حبيتك انت بشخصيتك، تأكد أن عمري ما همشي لسبب زي ده أبدًا.
ابتسامتها وسعت قبل ما ترفع ايدها تمسح خده بحنية وهي بتقوله:
-وبعدين مين قالك انك أعمى؟ الأعمى هو اللي بيبقى قلبه كل سواد، واللي مش بيشتغل دماغه، لكن انت.. انت برغم انك مش بتشوف لكن بتعمل لغاية دلوقتي كل حاجة بنفسك، مهتم بشغلك وبتكبر فيه وشغلك مش سهل! انت بتخلي عقلك هي مرايتك اللي تشوف بيها اللي حواليك، وده مش أي حد بيعمله من اللي في ظروفك.
ابتسم أدهم وهو حاسس بأنه نفسه يترمي في حضنها من لمسة ايدها الجميلة واللي فيها حنية افتقدها من وقت وفاة والدته، كملت يارا بدموع وخوف عليه:
-هتعمل العملية يا ادهم، هتعملها وهتنجح بإذن الله، بإذن الله هتنجح.
-بإذن الله.
مسك ايدها فجأة وهو بيقولها:
-تعالي معايا.
اخدها من ايدها وطلع بيها برا المكتب على أوضته على طول، كان ماشي بخطوات ثابتة وكأنه شايف كل حاجة وحافظ المكان، وهي مش فاهمة حاجة فسألته:
-في إيه يا أدهم.
مردش عليها واتجه ناحية الدولاب وفتحه، وهي بتبص عليه بإستغراب لغاية ما لقته بيخرج علبة قطيفة لونها ازرق و شكلها جميل جدًا، قرب منها ادهم وهو بيقول بابتسامة:
-مش معقولة مراتي مش لابسة خاتم لحد دلوقتي.
عيونها وسعت بدهشة وهي بتقول:
-الله يا أدهم ده ليا انا؟
هز راسه والابتسامة لسه موجودة فـ حضنته يارا من فرحتها، لكن لقته بيرفعها من على الأرض وبيلف بيها، كان مشاركها في فرحتها وده فرحها اكتر من الخاتم.
******
تاني يوم الصبح، كانوا بيفطروا سوا قبل ما يتكلم أدهم ويقولها:
-يارا انا مسافر النهاردة بليل.
المعلقة وقعت من ايدها وهي بتبصله بذهول قبل تعتدل في قعدتها وهي بتسأله:
-مسافر فين؟
رد عليها باضطراب:
-العملية ميعادها اتحدد قبل الحفل السنوي للشركة بشهرين، وصعب يأجلوا، فـ هسافر النهاردة بليل.
قالت بلهفة:
-طب انا عاوزة اجي معاك، ارجوك يا أدهم خدني معاك.
رد عليها برفض قاطع:
-لا مش هينفع يا يارا، عمومًا اطمني والدي هيكون معايا ويعرفك كل حاجة أول بأول.
مكنش عاوزها تشوفه ضعيف، هو بيكره أصلًا الضعف، فمكنش هيسمح أبدًا أنها تكون موجودة معاه تشهد على لحظات ضعفه وتعبه النفسي، عشان كدا بلغها بالخبر في نفس اليوم اللي هيسافر فيه عشان متلحقش تتعرض.
اتكلمت يارا بضيق:
-يعني اونكل عارف بميعاد السفر ورغم كدا مقاليش!
مسك ادهم ايدها وهو بيقولها بلهجة قوية:
-متضايقيش يا يارا، ميهونش عليا زعلك.
إبتسمت من كلمته لمن خوفها عليه كان مسيطر على تعبيرات وشها، فقالت بضعف:
-يا أدهم أنت..
قاطعها ادهم وهو بيقول بلهجة جادة:
-يارا انا مش عاوز اسافر وانا حاسس انك مضايقة، أنا عاوز اسافر ودعواتك تكون معايا.
ردت عليه بصوت حزين:
-أنا مش مضايقة منك، أنا كنت عاوزة اشاركك في ايامك الصعبة يا أدهم.
ابتسم بحب قبل ما يقولها:
-هتوحشيني يا نور عيني.
في نفس الوقت مكنوش واخدين بالهم أن مايا واقفة ورا باب أوضة السفرة وبتسمع كلامهم، الدم غلي في عروقها وهي شايفة أن العلاقة اتطورت لدرجة الحب! ازداد جنونها قبل ما تقول بغل:
-بقى كدا ؟ طيب.. انتي اللي ابتديتي يا يارا لما خطفتيه مني، والبادي أظلم.
******
بعد كام يوم، بليل.
كانت يارا أعدة في أوضتها، قافلة الانوار ماعدا نور الأباجورة اللي جنبها، و كانت بتسمع اغنية زي الهوى لعبد الحليم حافظ، دي اول اغنية تسمعها لعبدالحليم فعشان كدا بتحب تسمعها دايمًا، خصوصًا مع محاولاتها انها توقف عقلها شوية في التفكير عن ادهم، لسه معملوش العملية دول كل ده بيجهزا ويستعدوا وده بيزود مخاوفها، قفلت الأغنية وبعد كدا فضلت تدعي لأدهم انه يقوم بالسلامة، فضلت تدعي لغاية ما محستش بنفسها ونامت من التعب.
في نفس اللحظة، دخلت مايا بشويش، وهي بتبص حواليها ليكون في حد شافها وقفلت الباب بحرص، قبل ما تلف بقى ليارا وتقرب منها بعيون مليانة حقد، فضلت تبصلها للحظات قبل ما تقول:
-خجتيه مني، انبسطي لما خدتيه مني؟
نزلت دموعها وهي بتبصلها بغل:
-خلتيه يحبك بالسرعة دي وتبقي الملكة في كل حاجة؟
هزت رأسها ب لأ وهي بتقول باصرار:
-لأ انتي لازم تكوني، لازم تموتي، ادهم وكل حاجة بتاعتي انا يا يارا، أنا وبس.
سحبت المخدة اللي كانت جمب يارا قبل ما تحطها على وشها تكتم بيها نفسها، انتفض جسم يارا وحاولت تقاوم لكن مايا كانت بتحاول تخلص عليها وهي بتقولها:
-موتي، موتي بقى.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سجينة قسوته)