رواية ست البنات الفصل العشرون 20 بقلم نهى مجدي
رواية ست البنات الجزء العشرون
رواية ست البنات البارت العشرون
رواية ست البنات الحلقة العشرون
لم يكن هناك اسعد منه ولا اكثر عشقا ً وهياما ً كان ينام طوال ليله يحلم بذلك الأبن الذى سيأتى له بعدما تكبد الكثير من المشقه وبذل الكثير من اجله , فذلك الشعور لا يتقنه سوى المحرومون الذى اوشكا على اليأس بعدما طال بهم الأمل ولكن قدره الله هيا من تخلق من الالم أمل عظيم يجعل الروح تدب فينا من جديد وكذلك عمر الذى امضى سنوات دون اطفال وماجعل الأمر اصعب تلك الجلسات التى كان من الضرورى التعرض لها لمقاومه وكبح جماح مرض كاد ان يخسر فيه حياته والان بعدما علم انه على اعتاب حياه جديده بها طفل من صلبه يحمل اسمه تغيرت حياتنا للأفضل , فكان يرافقنى طول اليوم فلا يغيب عن ناظرى اأبدا وكلما أتته رسائل متأخره اعلم جيدا ً من مرسِلها كان يغلق الهاتف ليتفرغ لى وحدى فلم أعد أعبأ بأمر داليا بعد ذلك الوقت وأعلم ان الحياه القادمه لنا وليست لها , حتى عندما كان يذهب لعمله لم يعد يتأخر كما كان حتى وفى نومه اصبح ينام القليل فقط ليمكث معنا بعد ذلك , كل يوم يمر وذلك الطفل فى أحشائى كان يقترب منى عمر أكثر حتى تميم اصبح متعلقاً به أكثر منى فكان بكائه عويلا ً أذا انصرف عمر وتركه وكانت فرحته تتخطى الأفاف أّذا رآه قادما ً ولم ينغمس عمر فى سعادته بطفله وتركه بل على العكس كلما احضر غرضا َ لأبنه المستقبلى كان يحضر مثلها لتميم بل أكثر , كنت اعيش سعاده لا توصف وكان الجميع يشاطرنى تلك السعاده حتى صفي اتصل بى وهنئنى ودعا لى بالبركه , كل شئ كان يسير بنهج مقنن وكأننى أرسمه بعنايه حتى فقدته ….
لا أعلم كيف ولا أعلم لماذا ولا أعلم حتى لما تفعل بنا الدنيا هكذا , أكلما ضحكت لنا صفعتنا ثانيه ً او كلما رأت السعاده فى أعيننا استكثرتها علينا , لماذا أنا ولما يحدث لى ذلك ؟ , كيف أصحو من نومى فجأه فأجد كل أحلامى وآلامى تحولت لبقعه دماء ساريه , كيف ذهب الشعور منى فلم أشعر بشئ فى ذلك الوقت حتى عندما حملنى عمر وركض بى للمشفى كما حدث مع حرقى سابقا ً لم اكن اشعر بشئ !!
لم أكن أبكى
لم أكن أتألم
لم أكن حتى أشعر
سمعت حديث الطبيب مع عمر وفهمت من بكائه انه فقد أملا ً كان يتعلق به كتعلق الغريق بتلك المقشه الملعونه , كان يصدم رأسه بالحائط وكأنه لا يعى ما يحدث وكنت انا لا اتحدث ولا اتجاوب , كنت انظر حولى فأرى الجميع باكون فأغمض عينى وارتخى فى سريرى واغلق النور المجاور لى حتى لا أرى أحد , لم أرهق نفسى بالتفكير ولا وضع الأسباب فما حدث لم يكن له تفسيرا ً لدى
عدت لبيتى هزيله تائهه مسحوبه اليدين شارده الذهن ولم يكن عمر بأقل منى احتضارا ً فلم يعد يتحدث إلى أحد ولم تعد الابتسامه تعرف طريقها لشفتيه , كل شئ انقلب على عقبيه فجأه حتى اننى لم استعبه بعد , فجأه تحول عمر من القريب للبعيد ومن الحبيب للغريب وكأننى انا من قتلت ابنه بيدى , كان يلومنى فى كل نظره وفى كل حديث , لا اعلم لم تلام الضحيه ولم ندوس بأقدامنا على المظلوم فنسحقه فليكفى ما تفعله الدنيا بنا لنكون اكثر رحمه ببعضنا لبعض ولكنى لم اجد تلك الرحمه من احد , كلما نام بجوارى أدار وجهه كى لا يواجهنى ولكما تحدث معى أقل حديثه او أنهاه سريعا ً , لا افهم ما حدث ولكنى اتيقن انه لم يعد ذلك الحبيب الذى يتوقف الوقت فى حضرته
كنت اشعر به وهوا يتسلل بجوار خارجا ً لا أعلم لماذا فكنت اتغافل كثيرا فما حدث لا يتحمل عواقب جديده ولكن زاد الامر وطالت مدته حتى قررت ان ارى ما كنت ارفض رؤيته وأكذب نفسى أذا حدثتنى به , تسللت انا الاخرى خلفه وسمعته وهوا يحدثها
سمعته يلومنى على اهمالى لطفله
سمعته يبكى ايامه وسوء حاله
سمعته يبكى بين يديها
سمعته يخوننى وانا التى اخلصت له ما طال الأمد وما قصر
لم استطع ان اتغافل أكثر او احيا كما تحيا الباقيات فمن يقبل بالذى والامتهان لا يلوم الا نفسه وانا لم اقبل بذلك قبلا ً لضعف منى ولكن لحب شديد وطأ فى قلبى فأغلق فمه وعقله وشعوره كنت اظن انها أتربه صيفيه تصيب المرء فى عينيه فتعمى قلبه وماتلبث ان تزول وتتضح الامور ولكن وجدتنى انا المخطئه فى النهايه فما فائده الحياه ان وضعتنا بين شقى رحا تطحن فينا ليلا ً ونهارا ً حتى يأكلنا السوس وينخر عظامنا , لم أعد قادره على المواصله ولا حتى الكذب على نفسى وإن من اشنع الكذبات هيا كذب الشخص على نفسه فيقلل منها ويضع عصابه ً على عينيى الحقيقه فنسير كالكائنات الأخرى مغلقه العين والفم
كان لابد للمواجهه ان تأتى يوما ً ولكنى كنت أؤخرها قد المستطاع , فما إن واجهت حتى أتخذت قرارا ً حاسما ً لا رجعه فيه , فما فائده المواجهه الا ان تكون كالسيف الحسام الذى يشق الأمر شقا ً
انتظرت حتى أنهى محادثته وسمعت جميل قوله بأذنى وهوا يقال لغيرى فصمدت وانتظرت حتى ولج غرفتى ووقف أمامى وفتحت امامه صفحات الحقيقه المغطاه منذ كثير
– خلصت كلام معاها ؟
– انتى صاحيه ؟
– اكيد مش هتكلم وانا نايمه
– انا تعبان وعايز انام
– وانا كمان تعبانه وعايزه اتكلم
– بعدين ياميراس انا مش رايق دلوقتى
– مش رايق ليا لكن رايق لغيرى
– غيرك مين ؟ بطلى التخاريف اللى فى دماغك دى
– تفتكر زمان ياعمر انا قولتلك انى موافقه اكون زوجه احتياطيه وانك ترجع داليا ومستعده اعيش طول عمرى كدا ومش هتكلم , ومن زمان اكتر وافقت انى حتى مكونش زوجه احتياطيه واتركن على الرف وبرده وافقت , مسألتش نفسك ياعمر انا كنت بوافق ليه ؟
– لا مسألتش
– طيب هقولك انا بدل ما تتعب نفسك بالأسئله , انا وافقت اكون ولا حاجه فى حضورك علشان بس تكون سعيده , علشان مشوفش فى عيونك نظره تشتت او ندم تقطع قلبى , علشان محسش انك موجوع فاتوجع انا ألف ألف مره , انا كنت بوافق ألغى نفسي وشخصيتى وحقى علشان انت كنت بالنسبه لى كل اللى اتمناه واحلم بيه , كان نفسى اسعدك وكان نفسى اعيش معاك عمرى كله وكان نفسى ,,,, كان نفسى يكون لى ابن منك , اللى راح دا ابنى انا كمان , كان جوايا بيتحرك وبحس بنبضه , كان بيتغذى من دمى ومن روحى , كان بالنسبه لى فرصه تخلينا نقرب اكتر من بعض , وبمجرد ما راح راحت معاه المعامله الكويسه والحياه الكويسه وحتى الاخلاص والوفاء ياعمر
ليه يا عمر بتتعمد توجعنى وتدوس عليا وعايزنى حتى متألمش !!
ليه بتبقى عارف اللى بيكسرنى وتعمله , بتبقى متأكد ان الحاجه دى مهينه اوى بالنسبه لى ومبيفرقش معاك , ليه محبتنيش زى مانا حبيتك ؟
فى الاول كنت بقول اننا مش قريبين من بعض وانه متعرفش قد ايه انا بحبك وووو كلام كتير كدا كنت بضحك بيه على نفسى علشان ابررلك قله الأصل لكن دلوقتى واحنا عايشين مع بعض واقرب لبعض من اى حد ومسبتش حاجه تسعدك الا وعملتها , عمرى ماسبتك فى اى موقف حتى لو كان اشدهم , طول الوقت موافقاك على اى حاجه بتقولها ومعاك فى كل خطوه بخاف على صحتك وسعادتك وراحتك اكتر ما بخاف على نفسى مليون مره , مقصرتش معاك فى حاجه ولو قصرت قولى فى وشى انى مقصره , سبت اللى اتمنت لك الحياه حتى لو كنت هتاخدها من روحها وجريت على اللى اتمنت لك الموت والعذاب , سبت حضنى اللى ياما ضمك لما سابك الباقيين علشان تروح تكلم واحده عمرها ماحبتك نص الحب اللى حبيتهولك وتبكى بين ايديها
انا عارفه كويس انك مش قادر تنطق ولا حتى ترفع عينك فيا علشان عارف كويس انا بعمل ايه وانت بتعمل ايه , بكل بساطه انا ببنى وانت بتهد , انا ماسكه حياتنا بإديا الاتنين عماله احاول انى اخليها تستمر حتى لو كانت ايديا بتنزف وانت بكل بساطه بتسيبها و تمشى لا وكمان بتشيل طوبها طوبه طوبه وانت ماشى
انا لما جيت على كرامتى وسكت على حاجات كتيييراوى كانت ممكن تنهى حياتنا من البدايه انت افتكرت انك ملكتنى وانا هموت من غيرك واقذر احساس ياعمر هوا احساس التملك اللى يخليك تدوس وتكسر وتجرح وتوجع وانت عارف ان اللى قدامك مش هيطلع صوت حتى وهوا بيبكى فيزيدك جبروت وظلم , بس انا دلوقتى بقولك خلاص ياعمر
– انا اسف ياحبيبتى , صدقينى انا مش قاصد اضايقك يمكن غباء منى او سوء فهم بس انتى عارفه انا بحبك قد ايه
– اللى بيحب ياعمر مبيخونش , اللى بيحب بيخلص ويوفى , اللى بيحب مبيوجعش حبيبه دا بيتمنى الرضا لحبيبه حتى لو على حساب نفسه , انا حبيتك ياعمر وعلشان حبيتك ضعفت واتهاونت فى حق نفسى لكن انت مستحيل تكون حبتى وفى اول أزمه حصلت بينا سبتنى
– انا مسبتكيش يا ميراس , انا معاكى اهو ياحبيبتى
– معايا بجسمك ؟! كلامك وروحك ومشاعرك مع واحده تانيه وتقولى انا معاكى
– والله يا ميراس هيا اللى كلمتنى وهيا اللى كانت بتلح عليا حتى تعالى وانا اوريكى الرسايل بتاعتها وشوفى كانت بتبعتلى كام رساله وانا كنت مكبر دماغى
– انا عارفه كل حاجه ياعمر ومش معنى انى ساكته ابقى غبيه ساعات بنسكت علشان خايفين من المواجه او بنسكت علشان مفيناش حيل نجادل , بنسكت علشان المركب تمشى لحد ما لمركب تغرق ياعمر
– متقوليش كدا يا قلبى , دى مجرد مرحله وهتعدى
– وانا مش هقدر اعدى
– يعنى ايه ياميراس
– يعنى من النهارده انت مش موجود فى حياتى ولو فاكر انى هموت بعدك صدقنى انت غلطان
اعلم جيدا ً ان الوقت متأخر وان كل من فى البيت وحتى خارجه نائمون ولكنى لم اطق الانتظار ولم استطيع تحمل وجودى بجواره طيله ساعات أخرى فما انتهى لابد له ان ينتهى الان وليس بعد سويعات , ادرت وجهى واتجهت ناحيه خزانه ملابسى افرغ محتوياتها واضعها فى حقائبى ولكنه لم يتركنى افعل ذلك وانما جزبنى من يدى يحاول احتضانى ولكنى ابعدته عنى بالقوه فلم اطق تلامس جسدينا فكيف لجسد يحتضن حبيب والقلب يحتضن آخر , عندما كان فى المشفى فى اشد اوقات مرضه كانت رائحته مزيج من الأدويه والبنج وبقايا الجلسات الكيماويه ومع ذلك كنت اعشق رائحته واعشق قربه أما الان فبالرغم من كثره المعطرات والمرطبات الا اننى انفر منه ولا اطيق ان اتحمل رائحته فى أنفى , فرائحته مزيج من الخيانه والكذب لا تُحتمل .
لكزته بعيدا ً فعاود الكره يحاول ان يقبل رأسى ويداى ولكنه كان قد سقط من نظرى سلفا ً ومن يسقط من نظر المرأه لا يعود بسهوله , صرخت فيه وابعدته بأقصى قوتى حتى اصطدم بقوائم السرير
– ابعد عنى ياعمر , لو اعتذرت ألف سنه مش هغفر لك , لو جواك ليا ذكرى حلوه طلقنى فى هدوء لانى مش هكون ليك يوم زياده
– دا اخر كلام عندك يا ميراس
– ايوه ياعمر
– انتى كدا بتهنينى ومتعمده تقللى منى
– انت اللى قللت منى وهنتنى وانا دلوقتى بدافع عن اخر ذره كرامه عندى فلو سمحت متخلنيش امشى من البيت دا وانا بكرهك , على الاقل خلينى فاكره لك ايام حلوه ومواقف حلوه , طلقنى ياعمر مفيش داعى للمشاكل , اللى كان رابطنا راح
– انتى طالق يا ميراس وانتى اللى هتيجى تتحايلى عليا اردك
– انت موهوم ياعمر , موهوم ومغرور وأنانى
تركته وانصرفت حتى لا يحتدم النقاش بيننا أكثر فيتطور لذكرى سيئه تقبع فى الروح والعقل وحتى الزمن لن يستطيع محوها
تركت له كل شئ حتى ملابسى وملابس تميم لم آخذها , فقط حملت ابنى وانصرفت فكيف لامرأه فقدت قلبا ً وحبا ً وزوجا ً ان تبحث عن بقايا اطلال زائله فليذهب كل شئ للجحيم الا ان يقهرنى حب ظننته يوما ً سيحيينى
من قرر ان المرأه لابد لها ان تكون مقرونه برجل حتى تكون ناجحه , هل المطلقه التى استطاعت ان تتحدى العالم وتصارع من اجل بقائها على وتيره طبيعيه دون ان تتأثر بأقوال وأحكام الجميع ليست ناجحه وهل الأرمله التى كُتب لها ان تربى اطفالا ً واستطاعت وحدها ان تجعلهم اسوياء يتشرف بهم العالم أجمع ليست ناجحه , والعذباء التى لم تلتق برجل يناسب حلمها ورغبتها ونجحت فى دراستها وواجهت المجتمع المقفرعديم الرحمه والانسانيه ليست ناجحه , نحن ناجحات بأنفسنا لا يٌشترط ان نكون متزوجات لنكون ناجحات ومتحملات للمسؤليه بل يتوجب علينا فقط ان نعلم فيما خلقنا الله وفيما وضعنا , فلكل إمرئ منا هدف خلقه الله من أجله , فمنا من يتعلم ويعلم ومنا من يربى وينشئ ومنا من ينجح ويتقدم , من الظلم ألا أشكو فتظن اننى استحق الألم , ومن القهر ان تضعنى فى مكان يقتلنى حيه كى تطلق عليا أحكامك الفاتره
الان برغم اننى عدت لبيت ابى مره ثالثه الا ان تلك المره مختلفه , تلك المره لست منكسره ولا تسبقنى عبراتى , اليوم انا عائده برغبتى وقوتى وصمودى , رفضت وضعا ً كاد يقتل كل خليه حيه بداخلى , عدت مرفوعه الرأس ثابته الخطى , برغم ما حدث لم أقص لعمر ماحدث مع وفاء ولم اخبره انها كادت تقع تحت براثن من يظن انها الملجأ والملاذ الآمن , جعلته ينصاع لها ويركض ورائها ركض المحموم ولم اشفق عليه , يوما ً ما عندما ينسدل الستار ويعلم كل ذى عقل ما حدث سيندم أكثر من الان بكثير وإن من الغباء ان اعطيه كل ما سيجده بعد عناء طويل على طبق من فضه , فلقد فعلت ذلك من قبل كثيرا ً ولم يشكرنى أحدهم أما الان فعليه ان ينقب بنفسه
اما انا فأنا الان اقف أمامكم فى ذلك البهو الرائع اقص لكم حكابتى , حكايه تلك الفتاه التى ظلمها المجتمع وكادت ان تمزقها الحياه حتى نجت من براثنها وتقف أمامكم الان بكل ثبات تعترف بأخطائها ولا تلوم سوى نفسها , تريدون ان تعلموا بقيه قصتى وكيف اصبحت هنا الان أحاضر فيكن ايتها الحسناوات وأغرس بيدى بذور الأصرار والنجاح لديكن, إذا سأقص لكم ما حدث بعدها وليتسع صدركم لى ….
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ست البنات)