روايات

رواية ست البنات الفصل الثامن 8 بقلم نهى مجدي

رواية ست البنات الفصل الثامن 8 بقلم نهى مجدي

رواية ست البنات الجزء الثامن

رواية ست البنات البارت الثامن

ست البنات
ست البنات

رواية ست البنات الحلقة الثامنة

عندما قرئت رسالته التى يخبرنى فيها انه قادم وقع قلبى واختفى نبضى وشحب وجهى وصرت أشبه بالاموات حتى ترددت فى أذنى جمله السيده مريم حينما قالت ياليتنى مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا . نهضت من فراشي بخطى مرتجفه ارتديت عبائتى وحجابى وجلست على المقعد امام الباب انتظر صدرو الحكم . بعد دقائق سمعت طرقات على الباب فارتفع نبضي وبلعت ريقى بصعوبه وازدادت دقات قلبى واتجهت نحو مصيرى افتح الباب .

فتحت الباب ببطئ فوجدت عمر امامى ينظر لى بحده والشرر يتطاير من عينيه حتى احمر لونها . ما إن فتحت الباب حتى حتى دخل واغلق الباب خلفه محدثا صوت عالى جعل تميم يستيقظ فزعا . هربت من نظراته الناريه وقلت له فى ارتجاف

– تميم صحى هروح اشوفه

لم ينطق وإنما اتجه نحو المقعد دون ان يشيح بنظره عنى فركضت نحو تميم احتضنه حتى يهدأ ولكن فى الحقيقه كنت احاول انا ان اهدء واتمالك نفسي فلدى شعور قوى ان ذلك اليوم لن ينتهى بسلام . مكثت مع تميم قرابه العشر دقائق اخشي الخروج حتى نام هوا ومازلت جالسه بجواره حتى وجدته يقف امام باب غرفه نومى ويتحدث بهدوء

– متيهألى تميم نام

استدرت والفزع يتملكنى فقد كنت شارده فى تفكيرى ولم اتخيل انه سيدخل ليحثنى على الخروج فحاولت الهرب مره اخرى لأادرى الى متى ولكنى احاول ان اؤجل المواجهه قدر الامكان فأجبته بصوت مرتعش

– اصله جعان وهيصحى تانى هعمل له رضعه

اعدت تميم لفراشه ومررت بجواره بسرعه ومازال واقفا علة باب متجهه ناحيه المطبخ وبيد مرتعشه وضعت الماء على النار حتى اننى ظللت احاول اشعال النار اكثر من مره حتى تملكت اعصابى واشعلته ولكنه اتى خلفى واستكمل حديثه

– هتفضلى لحد امتى بتهربى ؟

استدريت ببطئ ورفعت عينى لأنظر له فى خوف حقيقى فبرغم اننى لدى الحق الان اننى لا اعلم كيف اخبره بذلك . اخذت نفسا عميقا وسئلته بصوت منخفض لم اقوى على رفعه اكثر

– ههرب ليه ياعمر ؟

رفع حاجبيه تهكما

– فعلا متعرفيش

نظرت للأسفل ثم عدت للنظر اليه واستكمال حديثى

– عايزنى اقولك ايه ؟ . انا بعت لك اللى يثبت انى معملتش اللى اتهمنتنى بيه والمفروض ان ليا حق عندك

– وصلتى له ازاى . المحادثات دى من حساب داليا . على كدا بقي انتوا الاتنين بتتجسسوا على بعض وانا الاهبل اللى مش فاهم حاجه

– انا معملتش كدا غير لما هيا بدئت وكنت ببرئ نفسي من تهمه حقيره اتنسبت ليا ومليش يد فيها . متهيألى ان دا حقى

– ووصلتى لحقك دا ازاى

صمت لدقائق افكر كيف سأخبره بمافعلت . كنت خائفه ان يثور ويشتد غضبه فحاولت اختلاق اكذوبه اخرج بها من تلك الورطه بسلام ولكنى فشلت فلم اعتد على الكذب من قبل وسيفضح امرى بالتأكيد . اخذت نفساً عميقا ً وأخبرته بكل شئ منذ ان اعطيته الفلاشه , كنت اتابع نظرات عينيه لأتنبأ منها برد فعله ولكنه كان صامتاً تماما ً حتى انهيت حديثى كله

– يعنى انتى ياملاك ياللى كنت فاكر الدنيا مفيهاش اطيب منك تستغفلينى وتدينى فلاشه هكر احطها بنفسى فى الاب توب علشان تتجسسى على مراتى , دا انا كنت …

– كنت ايه ياعمر

– مش مهم كنت ايه الهم شايفك دلوقتى ايه

– انا عملت كدا علشانك

– علشانى انا ؟!

– ايوه , مستحملتش انك تشوفنى حقيره وبوقع بينك وبين مراتك كنت عايزه اثبت برائتى بأى شكل كانت عايزه اعرفك انى معملتش كدا , انا زى مانا يا عمر لكن الظروف هيا اللى بتضطرنا نبقى ملايكه او شياطين

صفق بيديه فى حركه مسرحيه تهكميه واستطرد

– برافو عليكى بتعرفى تتكلمى كويس , بس ممكن بقى اعرف جبتى الفلاشه دى منين وقدرتى ازاى تدخلى على حساب داليا وانتى معندكيش جهاز وحتى لو عندك مش هتعرفى , و لو كدبتى عليا او حاولتى متزعليش منى بعد كدا

صمت قليلا واخبرته بارتجاف كل ماحدث بينى وبين صفى وكأننى القى ما على عاتقى من اسرار وليحدث مايحدث , ولكنه للاسف ثار اكثر حتى اصبح صوته هادرا ً وكأنه يوشك على افتراسي

– وانتى بقى من امتى بتكلمى ابن خالتك وبتعملى معاه خطط , وبتكلمى مين تانى وانا طرطور

اجبته بصوت حاد ونبره صارمه

– مسمحلكش تتكلم عنى بالشكل دا

– انتى مين انتى علشان تسمحى ولا متسمحيش قولى بقى انك ماصدقتى اتجوزتى علشان تعملى اللى انتى عايزاه من غير ماحد يعرف

– انت اتجننت ياعمر

– انا فعلا اتجننت لما اديتك اسمى وآمنتك على شرفي وانتى بتستغفلينى , هاتى التليفون بتاعك انا هعرف انتى بتكلمى مين تانى

لم أشعر اننى ممسكه بهاتفى فى يدى وفى حركه لا إراديه خبئته خلف ظهرى لم يكن به اى شئ يديننى ولكن خوفى وثورته ألجمتنى ولكنه مالبث ان تهجم علي ليجتذبه بالقوه , عدت للخلف لأبتعد عنه ولم اكن ادرى اننى مازلت واضعه الماء على النار فانسكب على ظهرى حارقا ً جسدى حتى صرخت صرخه مدويه وسقطت على الارض مغشيا ً على من شده الألم

أفقت بعدها فوجدتنى فى السياره بجوار عمر وتميم نائم فى الكرسي الخلفى , حاولت ان اتحرك ولكننى شعرت وكأن جلدى التصق بعبائتى فكلما تحركت كان يتمزق اكثر فصرخت مره اخرى وصرت ابكى بهستيريه لااستطيع التحرك ولا حتى البكاء , ألم مُبرح يحتاج خلايا جسدى وعقلى وبجوارى عمر يقود بسرعه جنونيه حتى كاد ان يستصدم اكثر من مره , وصلنا للمشفى العام ونزل عمر بسرعه وفتحت الباب الذى بجانبى وحملنى بين يديه وركض ناحيه باب الطوارئ كنت اصرخ من الالم وأصرخ بأسم تميم ولكن عمر لم يتوقف حتى أدخلنى واستقبلته الممرضات فصرخ بهم بصوت عالى

– حروق بسرعه ارجوكم

أجلسنى على كرسي متحرك وأخبرهم ان ينتبهوا لظهرى جيدا حتى لا يلمسه أحد فأتألم اكثر وركض ناحيه السياره يحضر تميم , ركضت الممرضات وادخلونى غرفه الكشف وجاء خلفى عمر حاملا ً تميم , استقبلته إحدى العاملات وحملت منه تميم حتى يستطيع مساعده الممرضات فى إسعافى , طلبت منى الممرضه ان تخلع عنى عبائتى حتى تستطيع ان ترى الحرق وتعلم شدته ولكن بين ألمى وعذابى كنت انظر لعمر لا ادرى ماافعل وهوا بجوارى , فهم عمر ما قصدته بنظراتى واستئذن للخروج حتى ينتهوا من إسعافى ولكن استوقفته الممرضه وأخبرته انه لابد له ان يبقى معى لأنهم سيضطرون لإزاله الجلد المحترق ولابد لى من التواجد لأمساكى جيدا , كنت ابكى من الألم ومن الخوف ومن رؤيه عمر لجسدى محترقا ً ورفضت ان اخلع عبائتى , فقامت الممرضه بقص العبائه من المنطقه التى بها الحرق وبدئت فى إزاله الجلد الميت ليتيح لظرى بخلق جلد آخر بدلا من ئلك الذى لم يعد له فائده , جلس عمر فى المقعد المقابل كما طلب منه الطبيب وأمسك بيدى وهوا ينظر لوجهى نظره ارى فيها أسفا ً واعتذارا ً وتألما ً فكنت كلما تحركت لأهرب من يد الطبيب التى لا ترحم كان يمسكنى بشده اكبر حتى لأ اتسبب بجرح اخر لنفسي , ولكننى كنت احرك ظهرى فلم اعد اتحمل الالم فكانت كل ئره من جسدى تئن وبكائى اصبح سيلا ً لا يقف حتى طلب منه الطبيب ان يحتضننى جيدا ويمنع حركتى تماماً حتى ينتهى من عمله .

نظر لى عمر وكأنه يستئذننى ان يفعل ذلك كنت انظر له بعينان متألمتان ونفس متقطع من كثره البكاء فكنت كالطفل الممسك بيديه والذى يقوده كيفما يشاء , فأمسح برأسى وضعها على صدرى ووضع يده اليمنى خلف رأسى حتى يثبت ظهرى ويده الأخرى ممسكه بيدى الاثنتنان بيده الواحده .

حتى وان كنت تتألم وتتمزق ويقتطعوا من جسدك فعندما يحتضنك من تحب تسكن روحك وتشعر ان ألمك قل بالتأكيد , ظللت على هذا الوضع ابكى وتنسكب دموعى على صدر عمر حتى انتهى الطبيب من عمله ووضعه اللاصقات على ظهرى وطلب من عمر ان يغير تلك اللاصقه يوميا ً حتى لا يتعفن الجرح ويتقرح .

امسك عمر بيدى فأوقفنى واقترب منى ليحملنى ويعيدنى الى السياره ولكنى اوقفته بإشاره من يدى

– هقدر امشى

ابتعد عمر وحمل تميم دون ان ينطق واتجه نحور السياره وانا خلفه فوضع تميم فى الكرسي الخلفى وفتح لى الباب لأدخل وساعدنى على ثنى ظهرى الذى لم اعد اشعر به من كثره المخدر الذى حقنوه به

جلست بجواره لا اتحدث ولا يتحدث فكلانا يحدث الاخر دون ان ينطق فهوا لا يقوى على النظر لى ولا انا استطيع ان اتجاوز ماقاله بسهوله , فآثرنا الصمت حتى وصلنا ولكن قبل ان انزل من السياره سئلته

– حد عرف حاجه ؟

اجاب بعينان يملئهما الحزن

– لا , انا خرجت من الباب الحديد على العربيه على طول محدش شافنى

استطرد بصوت مبحوح خرج بالقوه

– ياريت محدش يعرف حاجه

اومأ برأسه موافقه ونزلنا من السياره وطلبت منه ان احمل تميم وان اذهب لشقتى وليذهب هوا حيث يريد , رفض وطلب ان يوصلنى لكنى تحدثت بصوت جعلته صارما على قدر مااستطعت

– من فضلك سيبنى فى حالى كل اللى عايزاه منى تحط تميم فى ايدى علشان مش قادره اوطى اشيله

حمل تميم من الكرسى الخلفى ووضعه بين يدى فكان اثقل عشر مرات من وزنه الحقيقى وأن ظهرى فى ألم ولكنى عضضت على شفتى السفليه وتحركت ببطئ شديد أجر رجلى جرا ً حتى وصلت لشقتى الذى مازال بابها مفتوحا ً فدخلت واغلقت الباب خلفى ووضعت تميم على سريره وأخذت قرصين من المسكن الذى اضعه دائما فى ثلاجتى والذى لم يعطى مفعولا ً قويا ً فكنت لا استطيع الوقوف ولا الجلوس ولا حتى النوم , فكانت ليلتى الأولى من أكثر الليالى تألما ً التى مرت على من قبل .

فى اليوم التالى لم اذهب لوالده عمر ولم اغادر شقتى فوجدتها تتصل بى بعد أذان العصر وتسئلنى عن صحتى انا وتميم ولما لم يرانى اليوم , ولكنى تحججت بأننى ارتب بعض الامور فى شقتى ولم استطع ان انزل , اطمنت لحديثى واخبرتنى انها تطمئن علينا فقط , اغلقت الهاتف وقمت امشى ببطئ شديد وانا استند على الحائط تاره وعلى الاثاث تاره اخرى حتى وصلت لتميم فأرضعته فى ألم مبرح فكان ظهرى يتمزق حتى نام فوضعته بفراشه وجلست ابكى كالأطفال .

بعد ساعه تقريبا سمعت طرقات على باب شقتى فقمت متكأه على الحائط لأرى الطارق فوجدته عمر يحمل بين يديه اكياس بلاستيكيه كثيره , دخل واغلق الباب خلفه ووضع مافى يديه على الارض دون ان اتحدث اليه , فقط انظر اليه بغضب شديد لم استطيع اخفائه فبدء هوا بالحديث

– انا عارف اك اكيد مكلتيش حاجه جبت لك اكل والعلاج اللى كتبه الدكتور والحاجات اللى هغيرلك بيها على الجرح

نظرت له بفزع وانا احرك رأسى يمنه ويسره واستدركت اننى حتى الان لم اغير العبائه الممزقه التى ارتديها ولم اتذكر وضع حجابا ً على رأسى فوضعت يدى على صدرى ادارى التمزق ولكنه نظر لى بشفقه وانا اقف امامه منحنيه الظهر لا استطيع صلبه فكنت ارتعش من شده الهزال ولا استطيع التحدث فكلما اخذت شهيقا كنت اتألم به , فأمسك بيدى وجذبنى ناحيه غرفه نومى وهوا يتحدث بابتسامه هادئه ونبره حنونه كأنه يعتذر بهما عما بدر منه سابقا ً

– اسمحيلى اساعدك لحد ماتخفى ومش هتشوفى وشى تانى

سرت بجانبه وهوا ممسك بيدى كأننى طفله صفيره بين يدى ابيها وذهب ناحيه غرفى نومى ليقوم بتغيير ضمادات ظهرى

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ست البنات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى