روايات

رواية ست البنات الفصل التاسع عشر 19 بقلم نهى مجدي

رواية ست البنات الفصل التاسع عشر 19 بقلم نهى مجدي

رواية ست البنات الجزء التاسع عشر

رواية ست البنات البارت التاسع عشر

ست البنات
ست البنات

رواية ست البنات الحلقة التاسعة عشر

سار يومى بشكل طبيعى لا جديد فيه لم إبدى اى تغيير فى تعاملى مع عمر ووفاء , كنت ارى الترقب فى وجه وفاء والخوف فى وجه عمر فكأنما اصبح يخشانى العالم فجأه عندما قررت ان اصبح أصلب وأقوى , وبالفعل سمعت من قبل ان العالم يرضخ لقوانيننا نحن فعندما نقرر ان نصبح ضعفاء تتكالب الهموم فوق رؤوسنا وما إن قررنا ان نواجه ونقاتل حتى يتقهقر الجميع مطأطأ رأسه ومعلنا ً الأستلام غير المشروط وأنا قررت ان أقاتل وليتوقف كل ذى حد عند حده , كنت ارى فى عينين عمر شك دفين ولكنى تصنعت الامبالاه وكأن شيئا ً لم يكن ولكنى كنت على درايه بكل ما يحدث داخل هاتفه وعندما يغط فى نومه افتحه واعرف خباياه , وجدت رسائل كثيره من داليا تستعطفه وتحثه على الرجوع والكثير من عبارات الأسف والندم مع كلمات الحب الرنانه والمشاعر الدافئه , وكانت ردود عمر مقتضبه كثيرا ً وكأنه يراجع نفسه فى كل كلمه يلقيها , اعلم جيدا ً الصراع الذى يدور بداخل عمر ولكنى اكثر حسما ً منه فكيف اسامح من حاول إيذائى بل قتلى ولكن للأسف اجد تهاون غريب من عمر وكأنه يختبر نفسه ولكنى لن اضغط عليه وسأتركه يأخذ قراره بحريه شديده حتى يُحاسب عليه لاحقا ً فمن يأخذ قراره بيده لا يلوم نفسه .

فى الصباح يذهب لعمله وامكث انا مع وفاء ووالدته نتحدث فى امور عاديه حتى يعود فنتناول طعامنا ويصعد ليأخذ قيلوله أما انا فأستغل ذلك الهدوء الذي يعم على المكان وأتابع ما يحدث مع همسه وسمر , فى اليومين الأوليين لم يكن هناك جديد فقط تحاول سمر التعرف عليه وبالطبع أبدى ترحيب شديد مع تحفز واضح وكأنه يعلم انه من المحتمل ان يحاول الأخرون الأيقاع به او ربما نبهته داليا لذلك ولكن مع مرور الوقت والشك ينزاح تدريجيا ً حتى طمئنتنى همسه انه الان اصبح واقعا ً فى حب سمر ولا تخوف من ذلك مطلقا ً , طلبت منها ان تسجل لى حديثا ً بصوته يخبرها فيه بحبه لأستطيع ان اغرس الشك فى قلب وفاء التى تنظر لى كل صباح بعينين متسائلتين ماذا فعلت ولكنى اغص بصرى عنها وكأنى لم أرى ذلك ولم يحدث بيننا حوار سابق , حتى حصلت على ذلك التسجيل وانفردت بوفاء أنقل لها ماسمعت

– انا وعدتك من فتره انى اجيبلك الدليل اللى يثبت ان حسين مبيحبكيش وكمان يثبت ان داليا هيا اللى مسلطاه عليكى والقصه كلها من تأليفها وحبكتها
جزبتنى من يدى ودخلنا غرفتها واغلقت الباب خلفها وجلست امامى تتحدث بترقب شديد وأنفاس متقطعه
– وانا مستنيه من بدرى يا ميراس
أخرجت هاتفى وأدرت مشغل الصوت وأسمعتها ما يحويه
” انا بحبك ياسمر وعمرى ماحبيت غيرك ونفسى اتقدملك النهارده قبل بكره بس للاسف ظروفى دلوقتى مش سامحه
– ظروف ايه يا حسين انا اعرف ان اللى يحب واحده بجد يتمنى يتجوزها
– وانا والله اتمنى اتجوزك النهارده قبل بكره
– وايه اللى مانعك
– بنت عمى الله يسامحها
– مالها بنت عمك
– فيه شويه ظروف كدا مش هقدر اقولهالك هيا مخليانى مش قادر اتقدملك دلوقتى بسببها
– يبقى انت مبتحبنيش , لو بتحبنى بجد وواثق فيا كنت قولتلى
– طيب انا هقولك بس اوعدينى محدش يعرف حاجه عن الموضوع دى فيها خراب بيوت
– عيب عليك يا حبيبى بقى انا هتمنالك الأذيه
– بنت عمى اتطلقت من جوزها وعلشان ترجع له اتفقت معايا امثل على اخته انى بحبها علشان ترجعها لاخوها ولما ترجعها انفض لها
– طيب مش حرام البنت اللى قلبها هيتكسر دى
– ياشيخه كبرى دماغك دى بنت واقعه مخدتش فى ايدى يوم وكانت مقابلانى ولو كنت طلبت منها نتجوز عرفى يمكن كانت وافقت مش زيك انتى يا حبيبتى بنت ناس ومش راضيه لحد دلوقتى تخلينى اشوفك ولا اسمع صوتك الا لما اتقدم لك
– ماهو علشان انت ياحبيبى ابن ناس لازم تقع فى بنت ناس بردو ”
اغلقت الهاتف ونظرت لوفاء التى اغرقت دموعها وجهها وبللت حجابها وملابسها حتى تهدجت انفاسها وارتعش جسدها وغطت وجهها بكفيها , لم اتحمل رؤيه دموعها واحتضنتها فى أخوه حقيقه فكم من دموع ذرفتها فى حبى لعمر الذى تركنى عند قارعه الطريق وأوشك ان يعود لمن ذبحه بيده
– أهدى ياوفاء متعمليش فى نفسك كدا
تحدث بصوت متقطع بين نحيب لا ينتهى

– للدرجه دى هوا شايفنى رخيصه كدا
– متقوليش كدا واوعى مره تانيه تقللى من نفسك علشان خاطر حد انتى زيك زى اى بنت بتحب بجد ويمكن بتحب لأول مره بتبقى مستعده تضحى بكل حاجه فى سبيل حبها لكن فيه راجل يفهم ويقدر وراجل قليل الاصل يشوفها بعين مبترحمش وانت اختارتى غلط
– والله ياميراس انا ماعملت حاجه غلط انا وافقت اقابله واكلمه من ورا اخويا علشان قالى انه بيحبنى وعاوز يتجوزنى بس محتاج نعرف بعض اكتر ونقرب من بعض
– وانتى صدقتيه ياوفاء ودى غلطتك اللى هتمنعك من الغلط مره تانيه ومتزعليش نفسك علشان اللى بتكلمه دى اكتر واحده بتكره الرجاله وهتطلع عليه كل اللى عمله فيكى واكتر كمان
– انا مش عارفه اشكرك ازاى ياميراس
– تشكرينى بأنك تقولى لعمر كل حاجه
نهضت من مقعدها تمسح دموعها وهيا تشيح بوجهها عنى
– ايه ياوفاء مش دا اتفاقنا !؟
– حطى نفسك مكانى يا ميراس ازاى هقدر اقول لاخويا انى كنت بكلم واحد من وراه وكمان بقابله من غير ما يعرف , مش هعرف ارفع وشى فيه بعد كدا وهيفقد الثقه فيا
– بس دا كان اتفاقنا وانتى وافقتى
– لما فكرت لقيتنى مش هقدر سامحينى يا ميراس والله جميلك دا عمرى ما هنساه ابدا ولا هنسى وقفتك جمبى وانك رحمتينى من انتظار طويل من غير فايده وكمان رحميتنى انى اقع تحت ايد البنى ادمه اللى اسمها داليا دى
– طيب يا وفاء بس على الاقل متعرفيش داليا انك عرفتى حاجه وكلميها عادى جدا واسئليها على ابن عمها زى ماكنتى بتعملى واوعديها انك هترجعيها لعمر وبلغينى كل حاجه بتقولهالك
– حاضر
نهضت لاخرج وانا افكر فى خيط اخر بعد ضياع فرصتى الاولى مع وفاء وحزنى الشديد على تلك الخطوه الفائته فنادتنى وفاء من خلفى
– ميراس
التفت لها وعلامات الحزن واضحه على وجهى
– نعم يا وفاء
– عمر بيحبك ومن حقك تدافعى عن بيتك وخلى بالك داليا مش سهله وسامحينى
ابتسمت لها ولم أعقب وانصرفت آخذه تميم وصعدت للأعلى , ارسلت رساله لهمسه ان مهتنا نجحت وعلى سمر الأنسحاب الان لترد له نفس مافعله مع وفاء , صعدت للأعلى ووضعت تميم فى فراشه وذهبت لعمر الذى كان يغط فى نوم ثقيل , نظرت له نظره هيام لا استطيع تخبئتها او انكارها فكم اعشق ذلك الرجل الذى يغمض عينيه وكأن شيئا ً لا يحدث , مضت دقائق حتى شعر بوجودى وفتح عينيه ينظر لى بابتسامه , بادلته ابتسامته وحثثته على النهوض وكدت اقوم حتى جزبنى من يدى بقوه فارتميت عليه وبطع قبله على شفتاى وكأنها قبله اعتذار طويله , ازحت يده بهدوء وابتسامه واتجهت ناحيه نافذتى الصغيره انظر منها على عالم غريب اكاد لا افقه منه شيئا ً , نهض من فراشه واتجه ناحيتى يحتضننى ويضع قبله اخرى على رقبتى , ادرت وجهى لمقابلته وتلاقت عينانا العاشقه فى لحظات صمت قطعه هوا بكلماته
– انا بحبك اوى
– وانا اكتر للأسف
– وليه للأسف
– لأن اللى بيحب أكتر هوا اللى بيتوجع أكتر
– انا مقدرش اوجعك يا ميراس لو اتوجعتى اموت , انا سعادتى مبتكملش الا بيكى
– فيه ناس سعادتنا بتكمل بوجود اللى بتحبهم وناس تانيه مبتعرفش معنى السعاده فى غيابهم وانا من النوع التانى ىاعمر , مفيش معنى لحياتى من غيرك , مبعرفش اعيش وانت بعيد
– انا عمرى ما هبعد عنك يا حبيبتى
– اتمنى
– طيب ايه رأيك نسافر , انا وانتى بس ونقضى شهر عسل من جديد
– بجد يا عمر
– طبعا بجد , انا هكلم واحد صاحبى يحجزلى فى اى مكان حلو نقضى فيه يومين

شعرت بسعاده عارمه حتى كدا اطير فرحا ً وطربا ً , أتمنى لو تتوقف عقارب الساعات عن الدوارن لأهنأ بأطول وقت ممكن معه ولا يشوب شعادتنا شئ ولكنى اعلم جيدا ً ان الحياه لا تسير على وتيره واحده فكما تسعدنا تشقينا وعلينا ان نتحمل الاثنين معا ً, فإذا أتت السعاده عشناها وإذا أتى الحزن قاومناه حتى استعدنا سعادتنا او سرقناها سرقاً والكثير ممن حولنا أذا رؤوا سعادتنا اسكثروها علينا وتمنوا زوالها بل بذلوا جهدهم ليزيلوها بأنفسهم واعلم ان داليا بالرغم من الجيد الذى بداخلها الا ان مرضها بعقلها الذى لا يكف عن التفكير والتدبير تملك من الذكاء الكثير ولكنها تحوله دائما لدهاء كدهاء الثعالب و مكر الثعابين ولكنى على ثقه كبيره ان الامور ستصبح جيده يوما ً ما حتى وان طال انتظارها , لم يتاونى عمر حتى أكد الحجز ولملمنا حاجياتنا وتركنا تميم مع جدته وانصرفنا لنجدد اوقاتنا السعيده التى كاد الغبار ان يمحوها , ما إن وصلنا حتى وجدنا كل شئ بانتظارنا والمكان على قدر كبير من الجمال والهدوء فى إحدى القري السياحيه المطله على البحر الاحمر , حجز لنا غرفه مقابله للبحر فكان هوائه المنعش يدخل من النافذه مع نسمات الليل البارده وكأنما يجلى قلوبنا من احزانها ويترك روحا ً من الهيام والانسجام جعلتنى انسى امر هاتف عمر واكف عن البحث فيه وكأننى لا اريد لنفسى المزيد من المتاعب واترك العنان لروحى ان تغوص فى تلك السعاده دون ان يدنسها شئ اخر يقلل من قيمتها ويأخذ من قدرها , فكنا نقضى يومنا فى استمتاع تام , فكانا نهارا ً نقض الوقت عند الشاطئ وحول المسبح وبعد انكسار الشمس نذهب لتناول الطعام خارج

الفندق فكنا نجرب كل انواع المأكولات الجديده والغريبه ونتنافس على من يأكل القدر الأكبر من الطعام او من ينهى طعامه أولا ومن يخسر فعليه ان يتحمل عقوبات الطرف الرابح , فعندما خسر عمر كان عليه ان يحملنى حتى باب غرفتى فكان يتصبب عرقا ً وتتهدج انفاسه وكنت لا اكف عن الضحك عليه وعلى ملامحه الطفوليه العنيده وهوا يقسم الا يلعب معى مره أخرى , وعندما خسرت انا كان عليا ان اقبله مئه قبله وكان يخطئ هوا فى العد ويطلب منى البدء من جديد , وفى المساء نذهب للتنزه والتسوق فى منافذ البيع المختلفه فكلما وقعت عينى على شئ اشتراه وكلما احببت شئ نلته , كان دائما يريد ان يهبنى احساسا ً بالسعاده والرضا وكان قلبى يتملأ به ولكن سحقا ً لشعورى الأنثوى الذى يكدر اوقاتى ويشعرنى دائما ان هنالك شيئا ً لا أعلمه , كنت اغض الطرف عن كل ما يخالجنى من شعور سئ حتى لا تتصاعد الى رأسى وتملتئ به وتنتقص من سعادتى وبالرغم من استطاعتى فتح هاتف عمر الا انه لم يتركنى ويغفو بدونى او يجعلنى اغفو الا بين ذراعيه وكنت انا فى أمس الحاجه لذلك الأحتواء الذى يبعثه قلبه لقلبى حتى ليله مغادرتنا , فمن شده تعبه وتجولنا المستمر لشراء الهدايا للجميع ما إن وصل الغرفه حتى نام بسرعه وتركنى اعانى ألام التفكير التى لا تتوقف عن الضجيج بداخلى ولم تهدأ حتى نهضت وامسكت بهاتفه افتحه لأطمئن نفسه انه ليس هناك مايستحق القلق بشأنه حتى وان كنت أكذب على نفسى , مررت على رسائل داليا التى لا تنتهى فكانت لا تكف عن ارسال رسائل الاعتذار والندم والعتب مغلفه بكلمات الحب الرنانه والمشاعر الجياشه التى تلين لها الحديد وان عزائى ان عمر لا يجيب عليها حتى وان تعددت مرات اتصالها فلم اجده مجيبا ً على رسائلها ولا على اتصالها ولكن هيهات لرجل ان يصمد أمام أمرأه انتوت ان توقعه بحبها وتحيك شباكها بعنايه شديده حوله الا أن يكون رجل ذو بأس شديد واأنا اعلم ان عمر ممكن ان يلين لها فقلبه أرق من ان يقسى او يتجاهل كل تلك المحاولات ولكنى سأصمت للنهايه حتى اعلم ماسيحدث فمن الخطأ ان انسج الأحاكى والأحاذير واجعل قلبى ممتلئا ً بالحزن دون فعل قوى امسك به بين يدى , مررت على الرسائل بسرعه فلم اكن اريد ان اقرئها حتى وقعت عينى على جمله بين كلمات كثيره اختارتها عيناى لتتوقف عندها فكانت تكتب له
” اتمنى انك تكرر الزياره وان قلبك يحس بيا ويشتاقلى يمكن فى يوم تسامحنى وترجع لحضنى “

تشجنت يدى الممسكه بالهاتف وتهدجت انفاسى وتسارعت نبضاتى ونظرت لعمر النائم قرير العينين لا اعرف بما اشعر ولا ماذا افعل هل زارها عمر دون علم منى ولماذا فعل ذلك ؟ , مسحت وجهى بيداى المتعرقتين المرتعشتين واخذت نفسا ً عميقا ً اسيطر به على انفعالاتى , أعدت هاتفه بجواره وارخيت جسدى على فراشى افكر ماذا افعل , فكرت ان ارسل لها رساله قاسيه مهينه تجعلها تكف عن ارسال الرسائل له ولكنها لن تصمت وستخبر عمر بأمر تلك الرساله ووقتها سيعرف اننى استطيع ولوج هاتفه وسأفقد نقطه اتصالى الوحيده التى تجعلنى اعرف ما يدور بينهم , ظللت ابحر فى تفكيرى حتى غلبنى النعاس وغفوت ولم استيقظ الا فى اليوم التالى بعد ان انهى عمر تحضير حقائنا واستعدينا للمغادره , نهضت واخذت حماما ً دافئا ً امحو به عثرات اليوم السابق واحتسيت مشروبا ً دافئا ً اشفى به ألم بطنى الذى يتبعنى منذ ايام وجلست بجواره فى السياره عائدين لمنزلنا .
نظرات عمر كانت تتسائل عن سبب ضيقى وكنت احاول تخبئه ما يظهر على ملامحى رغما ً عنى ولكننى اخفقت فى ذلك حتى بادرنى بسؤاله
– مالك ياحبيبتى
نظرت لوجهى فى مرآه السياره فرئيت حزنا ً يخيم على ملامحى بشده فحاولت تغيير مجرى الحديث بعيدا عن السبب الحقيقى لذلك
– ولا حاجه بس عندى شويه مغص يمكن من الاكل الصينى اللى جربناه اخر مره
– بس انا كلت معاكى منه , تقريبا علشان انتى رقيقه بتتعبى بسرعه
– تقريبا

ادرت دفه الحديث متسائله عن اخر مشاريعه واعماله وعن خطتى المستقبليه لبدء الدبلومه وعن تميم وعن اسرتنا الصغيره التى ابذل كل غالى ونفيس لأنقاذها حتى لا يعود لسؤاله مره اخرى , وظللنا نتحدث وانا احاول ان ابدو طبيعيه حتى وصلنا بيتنا
ما إن وصلت حتى ركضت لأحمل تميم واحتضنه فكانت روحى تنسحب من جسدى كلما بعد عنى ولا تعود الا بعد ان اضمه , ظهرت له سنتان علويات واخرتان سفليتان فأصبح يشبه الأرنب الصغير اذا ابتسم وكلما خطى خطواته الصغيره أمامى شعرت اننى حققت انجازا ً عظيما ً بلا حول منى ولا قوه فكان هوا نجاحى وغراسى الذى سأحصده يوما ً , وكان عمر يساعدنى فى تنشئته جيدا فكان يحبه مثلما احبه انا فيحمله دوما ً على كتفيه ويركض به ويداعب اطرافه الصغيره ويقلبه كلما رآه فلم اكن اشعر بالاحتياج ولم يشعر ابنى باليتم وكنت ادعو الله دوما ً ان يرزقنى بطفل منه ليكون صلتنا الوثيقه التى تربطنا دوما ً وتجعلنا ملتفين حول بعضنا البعض , فكانت دعوتى صادقه وكانت تلبيه الله دائمه عندما أصر عمر ان اذهب للطبيب لمعرفه سبب ألمى المستمر وكنت ارفض دائما رفض شديد لمقتى لكافه الأطباء ولكن جذبنى عمر رغما ً عنى وذهبنا للطبيب الذى تهللت ملامحه وتوهج وجهه وهوا يخبرنا اننا على موعد للقاء طفلنا قريبا ً
كنت أرى دموع عمر المتساقطه غير مصدقه مااسمع وهوا ممسكا ً يدى بيداه فى قوه غير مقصوده فلم يتحدث فقط ينظر لى ودموعه تنساب ثم احتضننى فى قوه ودفئ وهوا يتلمس بطنى يده غير مصدق تلك الهبه التى اعطاها لنا الله وكأنه يكتب لنا بها الترابط اكثر , لم تكن سعادتنا اكثر من الباقين فكل من عرف بذلك الامر كانت يتراقص فرحا ً ويقفز فى سعاده عارمه , ظل عمر طوال الليل يتلمس جنينه المنتظر ويقبل يدى وكأنه يشكرنى على حلمه الذى تحقق على يداى , سيكون بينا طفلا ً يجمع بين قلبين أحبا بعضهم البعض حبا ًجما ً وسيكون لتميم أخ يشاطره حياته فلا يشعر بالوحده أبدا ً , وحتى بعد ان غفا عمر وابتسامته على وجهه ظللت افكر فى ذلك الطفل واعيذه من شرور القلوب الفاسده حتى ذهبت فى نوم ثقيل لم يوقظنى منه سوى كابوسا ً انتفض لسوئه قلبى وارتعش جسدى فقمت اصرخ حتى اوقظت عمر الذى اخذنى فى حضنه وظل يقرأ لى أيات قرائنيه كثيره لتهدأ روحى

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ست البنات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى