روايات

رواية ساكن الضريح الفصل التاسع 9 بقلم ميادة مأمون

رواية ساكن الضريح الفصل التاسع 9 بقلم ميادة مأمون

رواية ساكن الضريح الجزء التاسع

رواية ساكن الضريح البارت التاسع

رواية ساكن الضريح الحلقة التاسعة

الساعة الان الثانية بعد منتصف الليل.
فضل المكوث في غرفته حتى يطمئن بأن الجميع نيام…
و لما تأكد من نومهم سحب منشفته و ولاا ذاهباً الي المرحاض حتى يغتسل، فمنذ ان حمل الاجولة و هو يريد الإستحمام، لكنه يأبى ان يشغل المرحاض في وجود النساء بالبيت.
❈-❈-❈
كانت هي جالسه بمفردها في غرفتها.
أصبحت والدتها تحتل خلوته كل ليلة حتى بزوغ الشمس.
ظلت متمسكه بهاتفها القديم بيد، وباليد الاخري كانت تمسك تلك الحقيبة التي تحتوي بداخلها على هذا الهاتف باهظ الثمن.
الي ان سمعت صوت قدماه و هو يصق بابه، مترجلاً نحو الاسفل.
علمت انه ذهب ليتوضأ، ربما سيذهب للمسجد من الان او الي عمله.
بدئت الحديث مع نفسها بصوت مسموع..
-اهو نزل من اوضته، كده يأما هايروح الجامع يأما رايح المستشفى.

 

هايحصل ايه يعني، انا هادخل الاوضه براحه احطله تليفوني وكمان هاسيبله التليفون اللي هو جايبه ده،
بس افرضي رجع وانتي جوه اوضته، ده مش هايرحمك، هايفضل يزعق فيكي يا شذى….
استهدي بالله وماتبقيش غبيه، ابقي اديهم لمامتك و هي تديهمله،
لاء انا هاروح احطهم ليه، مش هيحصل حاجه، هو انا يعني كنت داخله قصر الأمير.
و بعد مده طويله من التردد….
قررت ان تبدء ما نوت عليه و ما هداها له تفكيرها.
فتحت باب غرفتها بهدوء، شبت على أطراف قدميها، ملتفته برأسها يمين و يسار…
واذا بها تسرع خطوات قدميها الحافيتين بمنامتها القطنيه التي تصل إلى حافة ساقيها، لكنها تظهر مقدمة اصابعها،
و اظافرها ذات الطلاء الأحمر، كعبها المرمري الذي لا يلمس الأرض، واضعه حجابها على كتفيها تحسباً لهجومه عليها.
فتحت باب غرفته، في اقل من الثانية كانت بداخلها.
كان هو قد أتم استحمامه وارتدي ملابسه مستعيد نشاط جسده، قبل ان يصعد اخر درجة من السلم، رأي تلك الشيطانة الصغيرة و هي تسبقه الي داخل غرفته..
مالك لنفسه
-يا نهار اسود، داخلة عندي تعمل ايه المجنونه دي.
دي لو امي مجيدة لمحتها جوه الأوضه، هاتقلبها فضيحه و ربنا بصوتها العالي ده، جرى إليها بوجه متهجم.

 

وقفت معطية الباب المفتوح ظهرها، منبهرة بكم الكتب الموضوعه على مكتبه، بفراشه الغير مرتب، و خزانة ملابسه المكتزه بالملابس المنظمة.
وضعت ما بيدها علي الفراش، جرت الي مرأته، أمسكت عطره الرجولي ذو الرائحة النفاذة والماركة المشهورة sigare
سمحت لنفسها ان تنثر بعضاً منه على معصمها، استنشاقته بهيام و هيا مغمضة العينين دون أن تلاحظ وجوده خلفها.
-بتعملي ايه؟
قالها مالك مندهشاً مما يراه..
لتشهق بفزع، و تترك زجاجة العطر من يدها، لتسقط منفجرة، تنثر عطرها وشظايا زجاجها ارضاً، محدثة صوت قوي.
شذي برعب: اااااانا
مالك برعب اكثر… و هو يحاول ان يغلق باب الغرفة، متمنياً بأن لا يكون صوت كسر الزجاجه وصل إلى غرفة والده.
-الله يخربيتك ايه اللي عملتيه دا، انتي طلعتليلي من انهي مصيبة بس.
شذي ببكاء
-الله يسامحك اانا كنت جاية اسيبلك تليفوني، زي ما انت طلبت، و كمان ارجعلك التليفون بتاعك اتفضل عندك اهو..
انا مش عايزة منك حاجه…
تملك منه الغضب وهجم عليها ممتسكاً بذراعيها، ضاغطاً بأصابعه في لحمهم
-انتي تخرسي خالص دلوقتي، مش عايز اسمع صوتك، هاتتسببي ليا انا وانتي في فضيحة يا بلوة..
-الله الله!!

 

قالتها مجيدة و هي مواربه ذلك الباب، واضعه يدها في وسط خصرها، وعلى وجهها ابتسامه صفراء…
-بتنيل ايه عندك يا شيخ مالك، مدخل يا اخويا بنت خالتك اوضتك في نص الليل، زانقها في ركن الاوضه، وبتهبب ايه يا دكتور؟
كاد ان يتركها من يده، و يلتفت الي والدته الا انها ابت وسقطت مغشية عليها بين يديه،
او على ما يبدو أنها هربت من الموقف برمته بهذه الحيلة الصغيره.
مجيدة بصوت مرتفع
-يا لهوي انت كمان مخدر البت، يا مصيبتك السوده في ابنك يا مجيدة…
تعالي يا شيخ حسان، تعالي يا اخويا شوف ابنك الدكتور الشيخ، ساكن الضريح المصلى حافظ كتاب ربنا!
تعالي شوفه بيهبب ايه..
ما كان منه إلا أن ارقدها على فراشه وتركهم وذهب للأسفل سريعاً، متجنباً حديث والدته العنيف والمخجل له برمته.
فتحت شذي عيناها نصف فتحه، لترى خالتها تبتسم وتغمز لها بعيناها اليمني، و تشير لها بأن تستمر في اغمائتها.
حضر الشيخ حسان مهرلولاً، متفاجئاً بصوت زوجته وحديثها
-في ايه يا مجيدة مالك جراله حاجه؟
مجيدة بعنف
-مال حاله يا اخويا، تعالي شوف مخدر بنت خالته ومنيمها في سريره، وريحة الأوضة كلها برفان يا شيخ حسان برفان يا اخويا.

 

مطلع امها في خلوته فوق السطح، عشان يعرف هو يستفرض بالبت الغلبانه طول الليل، واحنا ولا دريانين بحاجه.
نهر الشيخ حسان ما تقوله بهزة نافية من رأسه.
-بتقولي ايه! ابني طاهر نقي على خلق، لا يمكن يعمل كده هو فين مالك.
-البيه هرب على تحت، انا بقولك اهو مش هظلم بنت اختي، يكتب عليها حالاً اه كفاية عليها الظلم اللي شافته.
لتثبت قدمي العجوز في مكانهم ويلتفت إليها بوجه تكسوه معالم الصدمه.
-لاء لا يمكن دا يحصل، و وطي صوتك كفياكي فضايح.
-فضايح وهو في اكتر من كده فضايح، انا بقولك اهو ان ماكتبش على بنت اختي بكره الصبح ، لهو ابني ولا اعرفه دانا داخله عليه وهو حاضنها هاستني ايه اما يجيبو عيال.
جري الشيخ حسان الي الاسفل، بينما دلفت هي موصده الباب خلفها إليها..
اعتدلت شذي من رقدتها، منحنية الرأس هامسة…
-مافيش حاجه من اللي في دماغك دي حصلت يا خالتو، انتي كده بتظلميه و بتظلميني.
مجيدة بضحك
-عارفه يا بت، بس ابني مش هتيتجوز غير بالغصب، وانا مش هلاقي ليه عروسه احلى منك اغصبه عليها،
و لا انتي فاكراني مابشوفش الفرحه اللي بتبقى فيها، و عنيكي اللي بتلمع لما بتشوفيه.

 

بكت شذي بغزارة، اجباتها بكلمات متقطعه:
-بس هو يستاهل احسن واحده في الدنيا، مش بنت كانت عرضه ل…..
مجيدة بعنف
-بس اخرسي مش عايزة اسمعك بتقولي على نفسك كده تاني، و لازم تفهمي انك لحمه وعرضه، و هو اللي لازم يصونك، و يعملك تاج فوق رأسه،
و دلوقتي بقى كملي نومك هنا في سريره للصبح، و انا هانزل اكمل اللي بدئته، و عايزاكي بكره وشك الجميل ده يكون مورد كده، ومرتاح عشان كتب كتابك ياعروسة ابني.
ثم قبلت رأسها، وملست على ظهرها بهدوء وتركتها وذهبت
❈-❈-❈
-قسماً بدين الله ما في حاجه من اللي هي بتقولها دي حصلت.
قالها مالك لأبيه، الذي جلس امامه مستفهماً
الشيخ حسان بهدوء
-طب ايه اللي جابها اوضتك، و نيمها في سريرك.
-انا اللي نيمتها في سريري لما اغمى عليها، بس اقسم بالله ما اعرف كانت داخله عندي تهبب ايه.
استمعت والدته لحديثه الممزوج بالغضب، وهي مترجلة للأسفل، متأهبة لخوض تلك المعركة الشرسة،
و التي تعلم جيداً مدى شراثة خصمها في خوضها، لذلك عليها ان تبدء بالهجوم عليه، و عدم الاستسلام له..
-كداب يا سيدنا الشيخ كداب..
ياواد دانا شايفك وانت حاضنها، ومكلبش فيها بأديك الاتنين!
هب واقفاً منزعجاً من طريقتها هذه، واذا به يرفع صوته عليها بعصبية..

 

-بطلي طريقتك دي يا أمي بقى، انتي عارفه كويس اني لا يمكن اعمل حاجه زي دي.
مجيدة بمكر
-اعرف منين يا نن عيني! انت راجل و بألك عشر سنين عايش وسط الاجانب.
ثم اكملت بسخرية..
وحتى لما نزلت مصر مانت بتبات بره البيت بالأسبوع، على اسم انك بايت في المستشفى وسط الدكاتره والممرضات،
حد عارف انت بتعمل ايه بره، ولا بتكون فين ومع مين.
-أعوذ بالله ، خلاص حكمتي عليا اني فاسق، لمجرد انك شوفتيها في اوضتي، طب ليه ماتقوليش انها هي ال…..
صفعته على وجنته لأول مره، قبل أن يكمل حديثه، و بعين جامده مثل حجر الصوان، ألقت عليهم أمرها، الذي تعي جيداً انه لن يرده لها.
سيأخذ وقتاً طويلاً على ما ينفذ طلبها، لكنه بالاخير سينفذه حتماً.
مجيدة بهدوء غاضب
-أخرس قطع لسانك، يمين بالله لو كملتها، ما تكون ابني ولا اعرفك، هي كلمه واحده هقولهلاك،
يا تنفذها يا تنسى أن ليك ام اسمها مجيدة من أصله.
بعين جاحظة تفاجئ بردة فعلها القوية، التي الجمته مكانه، كاصنم مثبت في الأرض.
تدخل الشيخ حسان بالحديث قائلاً
لاء يا مجيدة، ابني مش هايشيل شيلة غيره انتي فاهمه.
ضربت كف فوق الاخر ساخرة من كلامه، و هي توليهم ظهرها صاعده للأعلي
– لاء اطمن يا شيخ حسان، ابنك عارف كويس اوي ان البت صاغ سليم.
و اللي عندي قولته، هي كلمه يا تكتب على بنت خالتك، يا تبعت تجيب المأذون لابوك عشان يطلقني منه، و تنسو خالص انكم تعرفو في حياتكم واحده اسمها مجيدة..
جلس الشيخ حسان مصدوماً بكلامها يتمتم.
-لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم
ربنا لا تأخذنا بما فعل السفهاء منا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به
❈-❈-❈

 

و بعد مرور ما يقرب من ساعة، كان صوت أول اذان منبه لصلاة الفجر قد أصدح في مأذن المساجد،
صعد الي غرفته عازماً على حزم امتعته، والرحيل من البيت بأكمله.
فتح باب الغرفة ليجدهم مازالو محتلين فراشه، هي تتوسطه تبكي بشدة، تلقي برأسها على صدر خالتها،
التي تجلس بجانبها تشد من ازرها، وكأنها مجني عليها بالفعل.
غلت الدماء في عروقه و واجها بصراخ
-بتعيطي ليه، هو كان حصل حاجه بيني و بينك عشان تعيطي،
و لا عاجبكي اللعبه اللي لعبتيها على خالتك، و عايزة تكمليها للأخر.
شذي ببكاء : و الله قولتلها ان مافيش حاجه من دي حصلت.
مجيدة بهدوء حازم
-ولااا مالكش دعوه بيها و من الآخر كده، يا تنفذ كلامي يا تنسى أن ليك ام اصلاً.
مالك بعناد
-و انا مش هانفذ حاجه، مش مالك الرفاعي اللي تيجي حتة بت على اخر الزمن، و يتلوي دراعه عشانها اشبعي بيها يا ام مالك، انا سايبلك البيت بحاله..
مجيدة ببرود أعصاب تحسد عليه حقاً.

 

-في ستين د…. يا عين امك المركب اللي تودي، بس ابقى نبه على ابوك بالمره انه يطلقني، و انا من ناحيتي هاخد اختي وبنتها ونسيبلكم البيت بلي فيه.
-لااااااء
صرخت بها شذي وهي تترك يد خالتها، تحاول الوقوف جانب الفراش وهي تكمل،
-لاء والنبي يا ابيه ما تمشيش حقك عليا انا، انا مش عايزة حاجه من دي تحصل، بس والنبي ماتسيب البيت.
-ابعدي عني…
دفعها بكل قوته لترجع خطواتها للخلف، ضاغطه بقدمها على قطع الزجاج الحاده، لتقطع جلدها الرقيق، وتصرخ هذه المره من الألم.
-اه ه ه رجلي..
سقطت ارضاً تبكي بشدة من الألم، لا تقوى على سحب قطعة الزجاج السمكية، التي شقت اللحم و استقرت بقدمها، والدماء نفرت منها بغزاره.
لتصرخ مجيدة وتضرب على صدرها بخوف:
-يا لهوي عملت ايه يخربيتك، البت رجلها اتفتحت.
هذه المره لم يعيرها اي اهتمام، قرر ان يكمل ما اتي من أجله، و يتركهم و يرحل.
مدت مجيدة يدها، محاولة سحب قطعة الزجاج من قدمها الا انها صرخت.
مجيدة بغضب
-يا واد تعالي شوفها حتة الازاز كبيرة، وداخله في رجلها جامد، شكلها عايزه تتخيط.
-اوعي سيبيها
رفعت رأسها لتجده يقف اعلاهم بشموخ، فاتزحزحت من جانبها، متكئه على الاريكة لتجلس عليها.
مد لها يده ليعاونها على الوقوف، ثم جلست بجوار خالتها، التي حاولت مسح دموعها مطمئنة بحنان.
انحني هو على إحدى ركبتيه، امسك قدمها واضعها على فخذه، حتى يرى مدى عمق الجرح.
مالك بجدية
-عايز ماية دافيه وقطن وشاش ومطهر.

 

مجيدة بسرعه
-عيني يا خويا، جرت للخارج لتحضر له ما طلبه.
و على حين غرة منه، جذب قطعة الزجاج من قدمها، لتدوي صرخة قوية.
التفت هو يمين ويسار، يبحث عن شئ يكتم به نزيف الدماء، لم يجد سو حجابها، الموضوع على رأسها، و منسدل من الجانبين على كتفيها.
واذا به يجذبه من طرفه، و يقول بسخرية
-مالوش لازمه دلوقتي، مش المفروض اني كنت جايبك هنا في اوضتي، يبقى اكيد بقى شوفت شعرك و حاجات تانيه..
وضعه بقوه على الجرح قاصداً المها، مستمتعاً بأهاتها مكملاً..
-عارفة إن مافيش حد قدر يقتحم حياتي، وينغص ليا عيشتي ادك انتي.
عارفه اني لأول مره اتهان، و امي أغلى حد عندي، تمد ايدها عليا وتفرط فيا بسهوله كده، بسببك انتي.
شذي بألم
– اه والله ما ليا ذنب، انا عمري ما فكرت إني أأذى حد، اقوم اذيك انت ازاي بس.
-اخرسي بقى، و بطلي تمثيل انا مابكرهش في حياتي ادكم يا جنس الحريم، وخصوصاً الماكرين اللي من عينتك كده.
-اااه طب و حياة أغلى حاجة عندك، و غلاوة الحسين اللي انت بتحبه ماتسيب البيت.
حضرت والدته واحضرت ما طلبه ، وضعته بجانبه وجلست مره اخرى بجانبها.
وضع هو قدمها في الماء، نظفها من الدماء العالقه بها وهي تتألم.
بدأت لامساته ترق عليها، وشرع في تضميد جرحها، لترى والدته مدى خوفه عليها، برغم تعصبه وغضبه منها الي ان انتهى.
ابتعد عنها، سحب حذاءه الرياضي، وجوارب نظيفه له، و انتعله و أغلق حقيبة ملابسه، وحمل حقيبة حاسوبه علي كتفه، وجمع مقتنياتة الصغيره، واستعد للرحيل.
شذي سريعاً
-برضو هتمشي، طب لو اشرف ابن عمتي جيه، وانت مش هنا هاعمل ايه، مش انت وعدتني انك هاتحميني منه، ومش هتخليه ياخدني.
ليجيب مالك بغضب
-ربنا ياخدك يا شيخة، قبل ما يخدك هو، سحب حقيبته من خلفه تاركاً لها الغرفه، بل البيت بأكمله وذهب.
❈-❈-❈
وقفت تستند على قدمها السليمه و يدها على حافة النافذة، تراه يضع اشيائه بحقيبة سيارته و يغلقها عليها.
صوت شهقاتها تصل إلى اذنه، تجبره على ان يرفع رأسه، وينظر في عيناها.
مالك بعصبية
-ادخلي جوه واقفلي الزفت ده، كفاية فضايح بقى، ثم جلس داخل سيارته وقادها بأقصى سرعه.
وضعت خالتها يدها على كتفها، محاولة تهدئتها وجذبها من النافذة.

 

-خلاص مشي تعالي اقعدي بقى.
-انا السبب في كل اللي حصل، بس انتي برضو مكانش لازم تعملي كل ده.
-لاء كان لازم، وهاتشوفي بنفسك ان كلامي هايتنفذ، خلاص انتي كده مهمتك انتهت.
اقعدي بقى واتفرج وانتِ ساكته، بكره على أذان المغرب هتكوني مرات مالك الرفاعي.
-ازاي بس، ما هو مشي قصاد عينك اهو.
-يا بت ماتوجعيش قلبي معاكي، هايرجع هو هيروح فين يعني، يلا بقي ندخل ننام شوية، و اوعى تجيبي سيرة لأمك بأي حاجه، خليها تتفاجئ بيه وهو بيكتب كتابه عليكي بكره.
❈-❈-❈
إنها التاسعة صباحاً، مازال مرتدياً ملابسه الشبابية المريحه، موصداً ذراعيه على مكتبه بالمشفى، منكباً برأسه عليهم ذاهباً في نوم عميق.
-مالك مالك مالك…
ماتقوم بقى يابني الساعه بقت تسعه
كان هذا صديق دربه حسام، الذي تفاجئ بحضوره الي المشفى بهيأته هذه!
مالك بنوم:
-سيبني انام شوية يا حسام، وابقي تعالي صحيني تاني.
حسام بسخريه
-امتى يا سيدي، ما تقوم يلاا بقى، انت فاكر نفسك نايم على سريرك، فوق يا سيادة المدير، انت في مكتبك في المستشفى.
بدء يفرك وجهه بكفيه، معتدلا للخلف على مقعده.
-اديني فوقت عايز ايه بقي
حسام بعدم فهم، وقد جلس على المقعد المجاور للمكتب
-عايز ايه ازاي يعني، ما تنطق يا بني، ايه اللي جابك من طالعة النهار كده، و انت اجازة اصلاً، و ايه الدم اللي على تشيرتك وبنطلونك ده!

 

-دا دم شذي.
حسام مندهشاً
-انت قتلتها؟
مالك بغضب
-بس يا حيوان، دي امي قفشتني معاها في اوضتي، وهي اتخضت مني قامت سابت ازازة البرفيوم بتاعتي اتكسرت و فتحت رجلها، قام الدم جيه على هدومي وانا بطهرها ليها.
وامي رأسها والف سيف لكتب عليها النهارده.
حسام وقد فرغ ثغره، غير مستوعب ما يا يقوله صديقه.
-قفشتني!!
ستيناتي اوي الكلمه دي يا مالك، انا مش فاهم منك حاجه، بص انت تدخل يا معلم كده حمامك، تغسل وشك وتغير هدومك دي،
واكيد الشنطة دي فيها قميص وبنطلون مكوين يعني، وانا هطلب اتنين قهوة لينا، وتحكيلي على كل حاجه واحده واحده.
يلا يا مالك يلا يا حبيبي، قبل ما حد من الدكاترة يدخل علينا، وياخد باله من لبسك ده.
امتثل لأمر صديقه، فعل كما طلب منه، بعد أن استعاد مظهره الحضاري، خرج من المرحاض، ليجد زوجة صديقه قد حضرت، و وقفت تبحث في اشيائه، عن شيء وعلى مايبدو انها وجدته، حذائه الجلدي الاسود اللامع.
مالك بغضب
-انت لحقت تبلغها، وانتِ بتعملي ايه عندك.
واذا بها تلتفت له قاذفه الحذاء أسفل قدمه، وجلست على المقعد مقابل زوجها،
رانيا
-أهلاً انت شرفت، البس يا آخرة صبري، وتعالي اقعد جمب اخوك.
انحني ليلتقط حذائه، و هو يستفهم منها..
-طلاما تقمستي شخصية مجيدة، تبقى هيا اللي كلمتك وحكتلك.
-برغم كل اللي حضرتك هببته، بس قلبها مشغول عليك، و هاريه نفسها من العياط عشانك،
وانت اصلا انا ماتستهالش، يا زئب يا زير النساء…
مالك بهجوم
-و عزة وجلال الله ما حصل حاجه من اللي قالته ليكي ده، انا مظلوم و ربنا.

 

-بسسسسسسس
صرخ بها حسام منفعلاً.
-ما تفهموني انتو الاتنين ايه اللي بيحصل بالظبط.
ليلتفت مالك إليه.
-حلو اوي هاحكيلك يا عم، وانت احكم
وبدء يقص عليه كل شيء من وقت دخولها غرفته، الي ان أدار محرك سيارته، وحضر الي هنا.
-ابقى مظلوم في الحكايه دي بقي ولا لاء يا جدعان؟
رانيا بهجوم
-مظلوم ازاي، وهي داخلة لاقياها في حضنك.
مالك وقد صفق يد على الاخري.
-برضو هتقولي في حضني، بقولك اتنيلت اغمى عليها، كنت اسيبها تقع على الأرض يعني.
ليهتف حسام من بينهم
-ياجدعان اسمعوني.
رانيا بتهكم
-استنى انت، بص امك ملهاش غير اللي شافته، و اللي عقلها وصلها ليه، انت متهم في نظرها، سمعة البنت في ايدك و..
مالك قد فلتت منه لفظه لها:
-سمعة مين يلي تنشكي في بطنك، انا مالي بسمعتها.
حسام
-ما تسمعوني بقى يا جدعان، وَتشاركوني معاكم في الكلام الله…
مالك
-نعم اتفضل عايز تقول ايه انت كمان
-والله انا اصلاً مش شايف ان البنت وحشه، بالعكس دي اية فى الجمال، وانت نفسك بتقول انها غلبانه، يبقى انت رافض المبدء ليه بقى.
-مبدء ايه هو انا بنت يا حسام، هاتغصب على الجواز، وبعدين دانا اكبر منها بيجي عشره اتناشر سنه، وهي حياتها كلها مشاكل كده، لاء بص الحكاية كلها ماتنفعش.

 

غمزت رانيا لزوجها الذي تفهم مقصدها، لقد بدء عقل صديقه يلين، ويفكر في الأمر.
رانيا بصوت هادئ
-طب هي الواحده مننا بتحتاج ايه في حياتها غير راجل، يكون سند بجد ليها، يقف في وش اي حد يحاول يضرها.
وقف معطيهم ظهره، ينظر من النافذة،
أخرجت رانيا هاتفها بهدوء ورنت على رقم والدته رنتان، ثم اغلقت الهاتف سريعاً منتظرة اتصالها.
تحت أنظار زوجها، الذي تأكد انهم يدبرون لصديقه مكيدة.
واذا بهاتفها يهتز و يصدح رنينا عالياً، معلناً عن اتصال من والدته..
رانيا متصنعه الاندهاش
-الله دي مامتك بتتصل تاني، تلاقيها يا روحي عايزة تطمن عليك.
التفت إليها سريعاً، يريد أن يطمئن هو الأخر عليها.
أجابت هي الاتصال فاتحة مكبر الصوت.
-الو ايوا يا ماما مجيدة.
لكنه بدلاً من ان يستمع الي صوت والدته، اتاهم صوت تلك الجنية الصغيرة، قصيرة القامة البيضاء ذات العيون الزرقاء.
شذي ببكاء

 

-انا شذى، الحقيني و النبي يا دكتورة، خالتو وقعت مننا، و اغمى عليها، وانا وماما وعمو حسان مش عارفين نتصرف.
سريعاً ما جذب مفاتيحه من علي مكتبه وجرى نحو الخارج وهو يصرخ.
-لاء امي لاء، الحقني بسرعه يا حسام…
اغلقت رانيا الهاتف بهدوء، و بدئت تجمع اشياء صديقهم بالحقيبة، وتغلقها بروية وهي تبتسم لزوجها.
-واقف ليه ما تلحق صاحبك يلا، عشان تقف جمبه، وتشهد على عقد جوازه يا دكتور.
حسام مغلوب على أمره
-سامحني يا صاحبي، غصب عني هشارك معاهم في الجريمه دي..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ساكن الضريح)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى