روايات

رواية ساعة الانتقام الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم دينا أسامة

رواية ساعة الانتقام الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم دينا أسامة

رواية ساعة الانتقام البارت السادس والثلاثون

رواية ساعة الانتقام الجزء السادس والثلاثون

ساعة الانتقام
ساعة الانتقام

رواية ساعة الانتقام الحلقة السادسة والثلاثون

الخاتمه
خرجت “ريم” ومعها “هنا” التي كان تُهدأها بكلِماتها :
” معلهش ي ريم أن شاء الله تعوضي في الكويزات الجايه ”
_ أنا مش عارفه إزاي غلطتت! كنت مذاكره كويس جدًا
قالتها “ريم” بحزن ثم أضافت :
” المشكله أن الكويز كان كويس ويتقفل وأنا العاقه الوحيده اللي غلطتت! ”
_ يا ستي دول كلهم غلطتين ولا يهمك وبعدين لسه فيه كويزات جايه كتير ابقي عوضي فيهم.
_ مبقتش فارقه بقي ي هنا، بقولك إيه مش هتيجي معايا؟!
_ بلاش النهارده ي ريم الوقت اتأخر، خليها بكره هنطلع بدري من الجامعه ونبقى نروح.
_ خلاص اتكلي أنتي على الله هروح أنا لأحسن لو روحت كده هيجرالي حاجه.
_ طيب تمام بس متتأخريش.
قالتها “هنا” بضحك ثم ودعتها ورحلت هي بينما “ريم” اتجهت ناحيه ذاك المطعم وجلست أعلى تلك الطاوله البعيده عن الأعين تُخرج هاتفها ثم بدأت ترسل رسائل إلى خالد الذي رد في نفس الوقت مُردفًا :
” الوقت اتأخر ي ريم ارجعي أفضل”
_ مش حاسه إني أحسن حاجه علشان كده جيت أقعد شويه ولو أنت فاضي لو مش هتعبك أبقى عدي عليا خدني.
_ طيب ابعتيلي اللوكيشن بتاعه وأنا راجع من عند شهد هعدي عليكي.
أرسلت له الموقع ثم أغلقت هاتفها وطلبت واحده من البيتزا الإيطالي التي تعشقها، بينما هي تأكل بشرود وقع بصرها عليه يدلف المطعم، تّجمع الطعام في فمها بصدمه ثم حاولت تنظيم وتيره أنفاسها التي بدأت تتسارع وهي تُخفي ذاتها بعيدًا عنه كي لا يراها.
_ غريبه مفيش غير الترابيزه دي في المطعم؟!
آتها صوته الرخيم لتنظر إليه في صدمه وتوتر ولسانها عاجزُ عن الرد، رمقها بتعجب ثم اردف وهو يجلس مُقابلها :
” معنديش مشكله إنك تشاركيني الترابيزه بس أعرف إيه سر حُبك للمكان ده؟! ”
_ وهتعرف لي؟! وبعدين إيه أشاركك دي!
قالتها بضيقٍ وهي تترك طعامها ترمقه بغضبٍ بينما هو تنهد بضيقٍ مقابل ثم هتف :
” أنتي قاصده بقي! ”
_ اللهم طولك ي روح.
أردفت بها لكنه لم يُبالي عندما نادي بأحد الموظفين يقول له :
” الترابيزه دي شكلها عليها العين أعمل زيها كام واحده في نفس المكان علشان مجيش وأشوف المنظر ده تاني ”
_ أنت تؤمر ي ماهر بيه.
قالها بإحترام ثم رحل وسط إندهاش “ريم” التي لم تستطع التماسك أكثر من ذلك لتردف بغيظ :
” هو حضرتك ليه قاصد تضايقني بكلامك؟! ليه كل ما تشوفني تتصرف بنفس الطريقه! ”
_ أنا برضو!
قالها “ماهر” مُبتسمًا بسخريه ثم أكمل :
” بس غريبه الوقت اتأخر ليه لسه لحد دلوقتي في المكان ده؟! على ما أعتقد عيلتك مش بتسمح
بده ”
_ ليه هو مكان مشبوه لا سمح الله؟!! وبعدين أنا حره أنت مش واصي عليا علشان تقعد كل شويه تسألني ومنتظر ردي!
_ ي بنتي أنتي ليه كده بجد؟! لي كل ما أحاول أكلمك بهدوء تنفعلي وبيبقي الموضوع مش مستاهل!
قالها ” ماهر ” بإحباط وألم من تجاهلها وطريقتها معه التي تدفعه لحاله أشبه بالجنون.
_ بنتك! لأ أنت زودتها خالص.
قالتها وهي تنهض بغضبٍ تحمل حقيبتها بيد واليد الأخرى تمسك بها هاتفها وهي على وشك الرحيل، اردف هو وقتها بنبره جامده :
” استني”
توقفت هي بإبتسامه ظهرت أعلى خديها فلا تعلم لِما تتصرف معه هكذا بل تشعر بالسعاده عندما تجده يهتم لأجلها أو يريد التحدث معها لذا نظرت إليه بخبثٍ تعقد حاجبيها بثقه لم تدوم طويلاً عندما هتف بسخريه :
” نسيتي الحساب ”
دبت الأرض بغيظ طفولي ترمقه شزرًا ثم هتفت بلهجه مُستاءه :
” حاسب أنت ”
أنهت جملتها ثم رحلت وبينما هي تحاول الخروج بعصبيه اصطدمت بأحد موظفي المطعم الذي كان يحمل عمودًا وبآخره نيران حتى تسربت تلك النيران إلى ملابسها من الأسفل مما جعلها تصرخ في حاله صرع وهي ترى النيران تنتشلها، نظر “ماهر” وقتها بصدمه مُنتفضًا من مكانه يلتقط إحدى المفارش المطويه ثم قام بإخماد تلك النيران وإحاطتها بِه وبعدما نجح في ذلك، احاط وجهها بين يديه بقلبٍ كاد على التوقف :
” أنتي كويسه؟؟ حصلك حاجه، في حاجه واجعاكي؟؟ ”
بينما هي كانت تنظر إليه ودموعها لم تكفٍ عن التوقف حتى وقعت برأسها أعلى صدره وارتفعت صوت شهقاتها مما جعله في حالة جنون من أن يكون قد أمسها ضرر لذا اردف بلهجه لا تحمل الثبات :
” فيكي حاجه؟ حاسه بأيه قوليلي؟ ”
هزت رأسها علامه النفي ولسانها عجز عن الرد حتى تجمع عمال المطعم يعتذرون بخوف بينما “ماهر” اشاح لهم بيده ثم خرج بها سريعًا مُتجهًا إلى سيارته بقلقٍ غير طبيعي عندما وجدها ما زالت تبكي في صمت.
_ طيب بتعيطي ليه الحمد لله جات سليمه، تعالى نروح على المستشفى قريبه من هنا.
هزت رأسها سريعًا ثم اردفت ببكاء :
” عاوزه أروح ”
_ طيب هوصلك بس نطمن عليكي الأول ليكون في حاجه لا سمح الله.
_ لأ أنا عاوزه أروح قولتلك وإلا همشي أنا.
قالتها بجنون وسط شهقات بكائها مما جعله يومأ لها ثم فتح باب سيارته وجلست، وهو الآخر ثم بدأ بالقياده وبينما هو ينظر إليها من حين لآخر كي يطمأن على حالتها، لمح يدها التي اُصابت محترقه مما جعله يتنفس بصعوبه يقول بلهجه متوتره :
” أنتي إيدك مجروحه مش قولتلك كنا لازم نروح المستشفى، أكيد في جروح تانيه وأنتي ولا على بالك ”
_ أنا استاهل.
قالتها ببكاء ثم أكملت وهي تخفي وجهها :
” ربنا بيعاقبني ”
_ بيعاقبك ليه؟! هو أنتي عملتي حاجه؟!
قالها “ماهر” بتعجب يُتابع حالتها لترد هي وقتها سريعًا :
” علشان بحاول اضايقك، كل ما أشوفك بحب استفزك بكلامي مش عارفه ليه، انا والله مش ببقى قاصده كده بس هي بتطلع مني غصب عني، ي ريتني كنت روحت وسمعت كلام خالد، انا السبب ”
_ اعترفتي اخيرًا إنك قاصده؟!
اردف بها بضحك على سذاجتها وطريقتها عندما فجأه نظرت إليه بصدمه من ما قالته في لحظه ضعف مما جعلها تعض شفتيها بطريقه ارغمته علي الضحك وهو يُضيف :
” مش أنتي السبب ولا حاجه متعاقبيش نفسك، وبعدين اهي كانت فرصه حلوه علشان نتقابل
تاني ”
_ هو أنت مش زعلان؟!
قالتها بتوتر وهي تمسح دموعها المتوهجه أعلى خديها ليرد هو بعدما توقف بسيارته أمام هايبر ماركت مشهور بتلك المدينه مما جعلها تنظر في تساؤل وهي تقول :
” إحنا وقفنا هنا لي؟! ”
أخرج في هذا الوقت صندوق من الإسعافات الأولية وبدأ في تضميد جروحها السطحيه الذي رآها وهي تُتابعه بشرود متجوله فوق تفاصيل ملامحه التي تاهت بها مما جعله ينظر إليها ولعينيها المثبته تجاه خاصته بإندهاش يردف بقلق :
” إيه في حاجه وجعاكي؟! ”
_ أنت.
قالتها دون وعي وما زالت تتمعن النظر بِه بطريقه جعلته يكتشف حقيقه نظراتها وما كانت تخبأه في كلِماتها المسمومه له حتى وجدته يزيل دمعه كادت على وشك الهطول وهو يقول بنبره بها الحب :
” دموعك غاليه ”
ابتعدت عنه قليلاً في توتر وهي تُهندم ذاتها، تعود بخصلاتها إلى الخلف ثم أردفت بإمتنان :
” شكرًا ”
_ أنا كماهر مش مصدق.
قالها “ماهر” مُبتسمًا ثم اخذ هاتفه وخرج من السياره يقول لها :
” خمس دقايق وراجع ”
امآت له وهي تكتتم الضحك وبعدما رحل انفجرت ضاحكه اثر جملته ثم أعادت ظهرها إلى الخلف مُعتدله في جلستها وهي تتنهد براحه، ثم حملت هاتفها سريعًا وأخبرت خالد بأنها عائده، وبعد مرور عشره دقائق، اعتدلت في جلستها لتجده يجلس وهو يُعطيها كيس بِه بعض الأشياء، نظرت إليه بتعجب ثم أردفت :
” إيه ده مش فاهمه؟! ”
_ دول ليكي شوفيهم.
_ ليا أنا!
قالتها وهي ترى ما بالداخل بإندهاش ثم أعادت بصرها إليه بصدمه عندما وجدت ثلاثه عِلب من البيتزا الإيطالي ومعهم مشروب الديتوكس التي تعشقه.
_ أنت عارف إزاي إني باكل البيتزا من النوع ده مع مع الديتوكس؟!
قالتها بصدمه لتجده يرد :
” المرتين اللي شفتك فيهم في المطعم كنت بتاكليها مع المشروب ده وبما إنك معرفتيش تاكلي مني النهارده فقولت لازم اعوضك ”
_ بالعكس مكنتش أنت السبب، هو بصراحه النهارده مكنش أحسن حاجه فروحت هناك علشان أقعد شويه وبالمره طلبت رغم إني مكنتش جعانه.
_ ليه خير حصل حاجه ضايقتك؟! وطبعًا مش هنتظر ردك لأني عارف إنك مش هتردي بس بسأل كنوع من الفضول مش أكتر.
_ طيب هو أنت فضولي بطبعك؟!
قالتها “ريم” بإنبهار وإعجاب واضح ليرد هو بالمُقابل نافيًا :
” في الحقيقه لأ، لكن معرفش إزاي ببقى فضولي معاكي ”
إبتسمت بخجل وهي تنظر إلى الناحيه الأخرى ولسانها عاجزُ عن الرد، نعم ليست المره الأولى التي تتعرض بها لهذه المواقف أو إعجاب شخصًا بها لكنه الوحيد الذي شغل عقلها ولمس قلبها من أول لقاء، حاولت الكثير كي تُخمد ذلك الشعور لكنه كل مره كان يزداد حتى بدأت فعليًا تشعر معه بالسعاده، تريد رؤيته، تريد أن تحظى بتلك الدراما التي تحدث معهم في كل لقاء ويكون هو مُدللها الذي كان يتمناه قلبها منذ زمن ولم ترى أحد مثله، فقد اختاره قلبها وفضله عن الجميع.
_ شكرًا على البيتزا بجد تعبت حضرتك معايا النهارده.
_ تعبك راحه المهم إنك كويسه دلوقتي.
قالها مُبتسمًا بهدوء حتى توقف أمام منزلها وهي تحاول الخروج قائله :
” مش هتنزل تقعد شويه؟! ”
_ معلهش مره تانيه، ابقي سلميلي على الجماعه.
نظرت إليه بحزن طفيف بدي عليها ثم اومأت رأسها بعدما خرجت لتجده يردف بنبره خلفها الكثير :
” الجايات أكتر أن شاء الله هزوركم قريب ”
إبتسمت هي بتوتر من ما يقصده حتى أنها تلعثمت بالرد لذا اكتفت بالايماء وهي تُتابع رحيله وسط دقات قلبها المسموعه.
********************
بينما عند الساعه السابعه مساءً، وصلت “آيه” إلى منتزه فخم رِفقه فريد الذي كان يردف بعدم فهم :
” غريبه جيباني هنا ليه؟! ”
_ أنت مش فاكر المكان ده معقوله؟!
قالتها “آيه” بتعجب وهي تترك يده بينما هو اردف سريعًا :
” أكيد فاكره هو ده مكان يتنسي ي حبيبتي بس أقصد المكان هنا برد عليكي، كده هتبردي ”
_ مش مهم طالما أنت معايا.
قالتها بحبٍ رغم ذاك البرد لكنها عزمت أن تأتي بِه بمثل هذا اليوم المُميز إلى مكان دق قلبها له سابقًا، وجدته يقترب منها بطريقه تعلمها جيدًا حتى لكزته في يده مُحذره له :
” فريد!! إيه هيبقي جوه وبرا؟! ”
_ هدفيكي.
قالها بنبرته اللعوبه مصاحبه لابتسامه واسعه زينت ثغره لتطالعه بخجلٍ كبير، لم تقدر على مواكبه ما يقول بوقاحه لذلك أردفت بصرامه :
” لو فضلت تتصرف كده في الأماكن العامه همشي بجد! ”
_ آسف يا ستي بوعدك مش هعمل كده تاني يلا بينا نقعد بقي.
قالها بمرح بينما هي أردفت آمره :
” غمض عينك وتعالي معايا ”
_ إيه هنلعب استغمايه ولا إيه؟!
قالها بضحك وهو يعلم جيدًا بِما تخطط حتى تبعها بعدما صاحت به بضيق ووصل إلى مكان مُزين بطريقه عصريه وأعلى تلك الطاوله التي تتوسط المكان قالب من التورته كبيرة الحجم ويوجد به صوره لهما سويًا، نظرت “آيه” إلى المكان بِرضا ثم هتفت :
” فتح عينك ”
_ أديني فتحت يا ستي.
قالها مُفتتحًا عينيه تدريجيًا حتى وقعت أعلى تلك الطاوله بإنبهار وهو ينظر إليها بصدمه قائلاً :
” إيه ده أنتي اللي عملتي كل ده؟!! ”
_ كل سنه وأنت حبيبي.
قالتها مُقتربه منه وهي تمسك يديه بين يديها ثم أضافت :
” ربنا يخليك ليا وتفضل منور عليا حياتي”
شدد “فريد” من جذب يديها بفرحه مُردفًا :
” كل ده علشاني معقوله!! أنتي فاكره إزاي عيد ميلادي! ”
_ زي مانت فاكر كل لحظه حلوه في حياتي أنا كمان فاكره، يلا نقطع التورته، تعالي شوف صورتنا بس.
اقترب معها ينظر إلى تلك الصوره الوحيده التي تجمعهم مُبتسمًا عندما تذكر كيف التقطها كي يُراضيها ثم أعاد ببصره إليها يردف بلهجه تحمل كل الحب :
” ربنا يخليكي ليا ي حبيبتي ويديمك نعمه في حياتي ”
نعم كان يعلم بِما تخطط له عندما سمعها بالصباح الباكر وهي تتفق معهم كي تفاجئه لكنه لم يُظهر ذلك، أراد أن يراها سعيده كما الحال لذا امتنع عن البوح بذلك ثم بدأ يقطع معها قالب التورته وهي تنظر إليه مُردفه بمرح :
” أحلى 36 سنه ماشيه على الأرض ”
_ كمان عرفتي سني! دانتي طلعتي شغاله في المخابرات ولا أنا دريان.
قالها بضحك بينما هي أسندت رأسها أعلى صدره ترد مازحه :
” مخابرات إيه وأنت معايا هو انا أقدر، وبعدين عادي عرفت من بطاقتك بالصدفه إنك مواليد 88 إيه أجرمت؟! ”
_ أنتي تعملي اللي انتي عايزاه هو حد يقدر يقول حاجه غير كده ي ست الحُسن؟.
أقترب بحلته الخاطفه للقلوب، وأمسك يدها بين يده بإبتسامه واسعه :
“ربنا يجعل حياتنا كلها سعاده، وأكون العوض اللي يعوض قلبك وتكوني حبيبه فريد علطول!”
التمعت عيناها بالدموع فخطفها بين أحضانه يضمها له واخيرًا، فبعد طول إنتظار الآن أصبحت زوجته وحلاله كما كان يريد.
_”بحبك أوي يا فريد، أنت أحن وأحسن حد عرفته في حياتي كلها، أنت الأمان اللي جه بعد كل الخوف اللي عيشته، أنت اللي رجعتني للحياه!
قالتها وهي تشدد العناق متمسكه به ليردف هو بنبره بها الحب :
” أنتِ الحياه ليا ي أم العيون الخُضر!”
***********************
_ ناوي تسافر ي خالد! بتهزر!
_ شغل يا شهد هعمل إيه وبعدين كلها كام شهر وراجع.
_ وانا أعمل إيه من غيرك طول الفتره دي؟!!
_ ي بكاشه أنتي مش بقيتي بتشتغلي ومشغوله يعني الموضوع هيبقي أسهل عليكي.
_ ولو برضو، هشوفك إزاي واقعد اتكلم معاك كده؟! وبعدين تعالي هنا أنت هتعمل إيه في موضوع هنا؟!
_ والله أنا بقيت أفكر في مستقبلي دلوقتي وازاي اطور نفسي، لغيت فكره الجواز الفتره دي، سيبيها لوقتها وربنا يقدم اللي فيه الخير.
_ مبقتش فهماك يا خالد!
_ مبقتش فارقه كده أحسن.
قالها بضحك بينما هي امتعضت بغيظٍ وسط اقتراب “رجائي” الذي اردف :
“لسه ملبستيش؟!”
_ هقوم أهو.
قالتها وهي تنهض ليردف خالد بعدم فهم :
” على فين كده؟!”
_ إيه أنت نسيت أن ليا أم وعيله هناك، عاوز تقطعني منهم ي متوحش ؟!
انفجر ضاحكًا ثم جذبها في أحضانه بشده يردف :
“بركاتك ي رجائي باشا”
_ دي صعبه أوي أختك دي! انا مش فاهم دماغها الناشفه دي لمين!!
قالها “رجائي” مُكتتمًا ضحكه حتى كادت أن تضربه في صدره بغيظٍ لكنه تفادي ذلك عندما جذب يدها ثم أقترب منها يقول وعينيه مصوبه فوقها بتحدي :
“بس على مين، ده انا ألين الحديد ولا إيه رأيك يا شهد هانم؟!”
_ أنت سخن بجد؟! قولي لو كنت عيان ولا حاجه!
_ اهو ده كلامها من ساعه ما عرفت إني إبن خالتها مبقاش فيه إحترام خالص ولا حتي حفظًا لماء الوجه زي ما بيقولوا!
قالها “رجائي” رافعًا أحد حاجبيه بتذمر بينما هي شهقت بصدمه ثم قالت :
” تقصد إيه هاا؟!! تقصد إني بدّلع عليك! وهتدلع عليك ليه اساسًا وخلودي حبيبي موجود!!”
_ مهو أنا مش زي خالد برضو ولا إيه رأيك؟!
قالها غامزًا لها بينما هي صمتت بتوتر ثم رحلت من أمامهم بخجلٍ بينما إبتسم “خالد” يقترب وهو يحاوط ذراعيه مُردفًا :
” هتلين متقلقش شهد أختي وعارفها هي بس بتاخد فتره عمل ما تنسي ”
_ أنا مبحاولش افرض نفسي عليها ولا اجبرها على أي شعور بحسه تجاهها يا خالد بس صدقني مفيش أسوء من ده شعور إنك تحس أن الوحيده اللي اختارها قلبك وحبها تكون بتحب حد غيرك وعايشه على ذِكراه
دي مش حاجه هينه برضو، متمنهاش لالد اعدائي.
أشفق” خالد” على حالته لكنه أجزم يقول بثقه تامه :
“صدقني قريب أوي هتحس بيك وبعدين هي هتلاقي أحسن منك فين؟!”
بينما كانت “شهد” بالخارج تسمع ما يدور بينهم بتوتر وصدمه من حقيقه مشاعره التي كانت تتجاهلها كل مره بل تؤذيه وهي على غير درايه حتى فرت دمعه هاربه من مقلتيها ثم ولجت إلى المرحاض تغتسل كي تذهب معهم.
وعلى الجانب الآخر، كانت “ريم” تجلس رِفقتها وهي تقول :
“بس إيه الحلاوه دي ي ماما سوسن؟ الواحد خايف عليكي لأحسن تاخدي عين”
إبتسمت “سوسن” بِخفه ثم اردفت :
“حلاوه إيه بقي، خلاص ي بنتي السن ليه حُكمه برضو”
_ متقوليش كده دانتي زي القمر ولسه في عز شبابك.
احتضنتها “سوسن” بحب وهي تقول :
“تعرفي يا ريم أنك غاليه عندي أوي زي شهد”
أنهت جملتها بحزن ثم أضافت :
” مبتشوفيهاش يا بنتي تطمنيني عليها؟ ”
حزنت “ريم” وهي تنظر ارضًا ولسانها لم يجدر على التحدث لكن صوت طرقات الباب انقذتها في هذا الوقت حتى نهضت وهي تفتح لتجد أمها ومعها “ناهد” :
” الله ماما ناهد ده إيه النور ده كله، تعالي أدخلي”
ولجت “ناهد” مُتجه صوب غرفتها ثم طرقت الباب وبعدها تقدمت بهدوء وهي تقول :
” ازيك عامله إيه دلوقتي”
نهضت “سوسن” من مكانها بخجلٍ تفرك بكلتا يديها تُجيبها :
“الحمد لله انتي عامله إيه”
خرجت “ريم” ومعها أمها يتركونهم يتحدثوا قليلاً كي تعود حياتهم كما كانت في سلام، وبينما كانت “ريم” على وشك أن تجلس ليطرق أحد الباب مره أخرى، فتحت بهدوء مُتوقعه أنه خالد إلى أنها صُدمت وتوسعت عيناها بذهول عند رؤيته وهي تهمس :
” ماهر! ”
_ آسف على الوقت غير المناسب بس نسيتي حاجتك.
نظرت إليه بصدمه أكبر وهي تلتقط الكيس من بين يديه بتوتر حتى صدر صوت أمها وقتها عندما قالت :
“اهلاً ي ماهر بيه اتفضل، نورت الدنيا”
_ معلهش مره تانيه، الدكتوره نسيت معايا حاجتها فكان لازم أرجع بيهم.
توترت أكثر من إدعائه لها بهذا اللقب الذي فور قوله تسري حراره غريبه في جسدها وبينما هو على وشك الرحيل رأي “رجائي” الذي اردف بتعجب :
“ماهر! خير؟!”
_ إزيك ي ماهر.
قالتها “شهد” ثم لكزت “خالد” الذي كان ينظر إليه بتعجب ليزفر بقوه مُردفًا على مضض :
“اهلاً إزيك”
_ ولاد حلال مصفي ادخلوا ادخلوا دي سوسن هتفرح أوي بوجودكم.
تقدموا جميعاً ومن بينهم “ماهر” الذي شعر بالتوتر عندما دلف يقول إلى ريم المُصوبه نظرها إليه :
“أنا دخلت علشان مزّعلش والدتك”
ابتمست في خجل وهي تضع الكيس أعلى الطاوله ثم ردت :
“حضرتك منورنا عمومًا اتفضل”
جلس “ماهر” ومعه رجائي الذي كان يُتابع نظراته المُصوبه تجاهها، إبتسم بخبثٍ وهو يقول :
“مال عنيك وجعاك ولا إيه؟!”
_ عنيا! لأ مفهاش حاجه.
قالها مُحمحمًا في حرج بينما “رجائي” اومأ بسخريه وخبث حتى اختفت “ريم” بعيدًا عن عينيه قليلاً.
خرجت بعدها بِعدة دقائق وهي تحمل أكوابًا من العصير تقوم بالتقدمه، حتى تقدمت منه فأخذ منها كوبًا يردف :
“شكرًا”
_ عفوًا.
قالتها على استحياء زين ملامحها المُنمنمه، المرسومه بإتقان، فتأرجحت مشاعره وقرر اخذ خطوه جاده ليعبر لها عن مكنونات دواخله قائلاً :
“إيه رأيك اعزمك على العشا بكره في نفس المطعم؟؟”
_ موافقه!
قالتها دون تردد فأهداها ابتسامه جميله لتبادل ابتسامته بأخرى اذابت اعصابه من رقتها تومئ برأسها إيجابًا، وفي هذا الوقت استأذن بالانصراف كي لا يقترف فعلاً متهورًا ويعلن حبه لها أمام الجميع وبالغد سيخبرها أنه قضى عمره يبحث عنها حتى وجدها بعد طول إنتظار.
وبعدها فاقت من ما كانت عليه عندما وجدت “سوسن” تخرج ومعها “شهد” التي كانت تبتسم بسعاده مُحتضنه أمها وهي تقول :
“أنا آسفه يا ست الكل على اللي عملته فيكي سامحيني، أنا مقدرش أعيش من غيرك”
_ مسامحاكي ي بنت قلبي.
قالتها “سوسن” مُجهشه بالبكاء يتابعهم الجميع بسعاده حتى ابتعدت وقتها عندما تقدمت “فرودس” وهي تحتضن أختها هي الأخرى وتقدمت إلى “رجائي” التي كانت عيناه لامعه بالدموع وقالت :
” مبسوط صح؟ ”
_ أكيد، طول مانتي مبسوطه هكون مبسوط.
قالها وعينيه بعيده عنها كي لا يقترف أي تهور هو الأخر وسط هذه الفرحه بينما هي أدركت فِعلته لذا توقفت أمامه وهي تقول بخبثٍ :
“علشان بس قلبي طيب هديك فرصه أنت كمان”
_ فرصه!
قالها بعدم فهم ليردف “خالد” وقتها الذي اقترب منهم :
“إيه ي باشا ده أنا قولت إنك لمّاح بتقولك فرصه أفهم بقي!”
أرسلت إبتسامه جميله له اذابته وابتعدت مُقتربه من عائلتها وهي تحتضن كل منهم بسعاده بينما هو نظر إليها وقد إبتسم كالابله بعدما أدرك ما تقصده يضع يده فوق فمه بعدم إستيعاب وهي تنظر إليه بسعاده، ترى به العوض من الله بعد ما مرت به فكان هو ملجأها ومُنقذها الوحيد بالحياه.
علاقات الحياه استمرت،
وستظل مستمره،
وسيُبني على اثرها حب، عشق، حنان، دفء.
وهكذا كانت النهايه التي دونت بقلبٍ مفطورٍ من الحزن على الوداع، وداعًا ليس بالحسبان ولكنه كان حتمًا آتيٍ.
بقلبٍ يرتجف أقولها
<< تمت بحمد الله وتوفيقه >>

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ساعة الانتقام)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى