روايات

رواية سأنال مرادي الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم بسنت جمال

رواية سأنال مرادي الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم بسنت جمال

رواية سأنال مرادي الجزء السادس والثلاثون

رواية سأنال مرادي البارت السادس والثلاثون

سأنال مرادي
سأنال مرادي

رواية سأنال مرادي الحلقة السادسة والثلاثون

الأيام تمر دون جديد على جميع أبطالنا، مراد فى تحسن كبير، نور لازالت بعيدة تماما عنه نظرا لتعليمات الأطباء.
انتهت عقوبة نور التى كانت موقعه عليها وعادت للعمل من جديد، كان مراد قد خرج منذ يومين وعاد لمنزله، سعدت نور لأجله ولكن أحست بخوف كبير مما هو آت ولكن لابد من المواجهة.
معتز: يعنى هو لسه معرفش بموضوع حور؟
نور: لا.
معتز: ناوية تعرفيه ولا لا؟
نور : ناوية طبعا بس مش عارفة امتى؟ خايفة من رد فعله وخايفة عليه، لسه برده صحته مش تمام.
معتز: متبقيش فى المواجهة دى لوحدك.
نور: لا مش هقدر على المواجهة لوحدى، عمى ومراته هيبقوا معايا وممكن كمان مروان صاحبه.
معتز: ربنا معاكى.
نور : يارب.
معتز: هقوم أنا بقى.
نور: رايح فين؟
معتز: شكلى كده مش راجع تانى.
نور بفرحة: لا، معقول، إزاى؟ احكى لى.
معتز: هحكيلك أكيد، بس أتأكد الأول.
نور: شكل الموضوع كبير، واضح إنى غيبت كتير.
معتز: أوى، يلا سلام.
ذهب معتز عند غرفة مروة، فمنذ فترة وهى لا تتحدث معه مثل السابق فأراد أن يعرف ما يضايقها منه.
معتز: إزيك يا دكتورة؟
مروة بابتسامة: الحمد لله، اتفضل يا دكتور.
معتز: بقالك فترة مختفية ، قلت آجى أطمن عليك.
مروة: لا أبدا، الشغل كتير حضرتك عارف.
معتز: يعنى مفيش حاجة؟
مروة باستفهام: حاجة إيه؟
معتز: حاجة مزعلاكى منى.
مروة بتوتر: لا أبدا، هزعل من حضرتك ليه.
معتز ناظرا داخل عيونها : ما بلاش حضرتك دى.
أحست مروة بإحراج كبير منه ومن طريقته معها فلأول مرة يتحدث معها بهذه الطريقة.
معتز: تقبلى عزومتى عالغدا النهاردة؟
مروة ببلاهة : ليه؟
معتز بضحك: هو إيه اللى ليه؟ صعبانة عليا وشكلك جعان قلت أأكلك.
مروة بابتسامة كبيرة : أوك.
عند مراد
يجلس فى شرفة منزله المطلة على النيل، أصبحت هذه الجلسة هى جلسته المفضلة حيث يقضى يومه كله فيها ولا يتركها إلا على النوم، دخل عليه والده فهو لم يعاود إلى الآن الصعيد حتى يطمئن عليه.
عاصم: كيفك النهاردة؟
مراد: بخير الحمد لله.
عاصم: يارب دايما.
مراد: اطمن يا حج ، أنا بقيت كويس، عاوزك ترجع أنت وماما بقى كفاية تعب.
عاصم: ولا تعب ولا حاچة، هو إحنا عندنا أغلى منك.
مراد مقبلا يد والده: ربنا يخليكوا ليا.
عاصم: ناوى على إيه مع نور؟
مراد: ولا حاجة.
عاصم: مش ناوى ترچعها؟
مراد: لا.
عاصم: يعنى هتسيبها عايشة كده لحالها.
مراد: يا بابا هى بقالها أربع سنين عايشة بره مصر كلها لواحدها، خلاص لازم نغير التفكير ده، مش معنى إن الست تبقى عايشة لواحدها إن هيجرالها حاجة، وبعدين أنا هفضل معاها طبعا ومش هسيبها لو احتاجت حاجة.
عاصم: على راحتك يابنى.
مراد: متزعلش منى.
عاصم: لا مفيش زعل ولا حاچة، محدش عارف الأيام مخبياله إيه.
خرج عاصم محتارا فى تفكير ولده، فهو توقع أن أول شئ سيفعله عندما يخرج هو أن يرد نور لعصمته ولكنه تفاجأ بكلامه، ولم يرد أن يضغط عليه.
كريمة : يعنى إيه مش هيرجعها؟
عاصم بحزن: إيوة.
كريمة بانفعال: إيوة إزاى؟ وبنته هيسيبها تتربى بعيد عنه.
عاصم بحدة: بجولك إيه، متچيبيش سيرة بنته دى الوجت خالص، مش عاوزين نضغط عليه لاحسن يچراله حاچة.
كريمة بتأثر: بعد الشر عنه، بس بنته هيعرف عنها إزاى؟
عاصم بتفكير: أنا هشوف مع مروان ونكلمه.
كريمة: ربنا يهديك يا ولدى.
عند سوزان
حالتها تزداد سوء يوما عن الآخر، حيث دخلت طريق الشيطان الطريق الذى لا رجوع فيه.
يخرج سليم من غرفته وهو يرتدى ملابسه، ذهب ناحية الصالون ليشرب كأسا من الخمر، بينما تجلس سوزان فى الداخل ، فقد أصبحت تقضي معظم الأيام عند سليم.
ارتدت سوزان ملابسها استعدادا للرحيل، بحثت عن سليم حتى تأخذ منه دفعة جديدة من الأموال.
سليم: على فين يا قلبي؟
سوزان: همشي بقى.
سليم: هشوفك امتى؟
سوزان: وقت ما تحب.
سليم: الله الله، ده إيه الرضا ده كله.
سوزان: كنت عاوزة دفعة جديدة من الفلوس عشان فى بضاعة جديدة جاية .
سليم: اممممم، ماشي، عاوزة كام؟
سوزان: ٢٠٠ ألف.
سليم : يااااه، مش كتير يا روحى.
سوزان بدلع: كتير عليا؟
سليم: لا يا حبي، بكرة هيكونوا فى حسابك.
سوزان مقبلة خده: حبيبى والله.
سليم : بس أنا عاوز ضمان مقابل الفلوس دى.
سوزان باستغراب: مقابل إيه؟ ما أنا معاك أهو.
سليم: أنت معايا آه بس أنا عاوز ضمان تانى.
سوزان: جيب من الآخر يا سليم عاوز إيه؟
سليم : تكتبي لى محل من المحلات بتاعتك باسمى.
سوزان: نعععم، اللى هو إزاى يعنى؟ هو أنت ناقص محلات.
سليم: ملكيش دعوة، ده شرطى عشان أديكى فلوس بعد كده.
سوزان : أنت بتحلم.
سليم: خلاص براحتك، خلينى أحلم بعيد عنك.
صدمت سوزان من طلب سليم، فهى توقعت أن علاقتها المحرمة به هى طلبه الوحيد، لم تتوقع أن يصل به طموحه لأملاكها التى طالمت تعبت فيهم .
سوزان: طيب، خلاص أنا موافقة.
سليم : شاطرة، أحبك وأنت مطيعة، بكرة نسجل المحل باسمى وبعد كده المبلغ يتحول لحسابك.
سوزان بانهزام: ماشي.
فى المساء
أتى مروان بعد الاتفاق مع عاصم حتى يتحدثا سويا مع مراد عن وجود ابنته ، كلاهما يشعر بخوف شديد خوف من مراد وخوف عليه، ولكن لابد من إخباره بهذه الحقيقة.
مراد: مالكوا عمالين تبصوا لبعض ليه، عاوزين تقولوا إيه؟
مروان : فاكر الحلم اللى أنت حلمته من فترة؟
مراد: حلم إيه؟
مروان : بتاع عمك أحمد لما قالك الأمانة زادت.
مراد : أيوة، ماله الحلم ده؟
مروان بخوف: أصله اتحقق.
مراد: اتحقق إزاى؟ برجوع نور تقصد؟
مروان: آه برجوعها هى والأمانة الجديدة.
مراد بصوت عال: ما تقول اللى أنت عاوزة مرة واحدة وخلصنى.
عاصم مهدئا: اهدى يا بنى، هو يجصد إنها مرچعتش لوحدها.
مراد بنفاذ صبر: يوووووه، هو لغز ما تقولوا بقى.
مروان: نور رجعت هى وبنتك.
مراد: بنتى؟
عاصم: إيوة، الحمل منزلش زى ما چدك فهمك، ربنا ستر ، چدك جال كده عشان يحميها منك، هى سافرت وخلفت هناك وچابت لنا أحلى حور فى الدنيا، الأمانة الچديدة بتاعتك.
مروان: أيوة يا مراد، زى القمر دى هتبقى عروسة ابنى.
ظل عاصم ومروان يتحدثان مع مراد وهو لا يرد، كان فى قمة الذهول والصدمة ، يحاول أن يستوعب كل ما يحدث، صدمات كثيرة فى حياته، تأتى واحدة تلو الأخرى، ولكن الصدمة هذه المرة مختلفة.
و فجأة انتفض مراد من مكانه وأخذ مفاتيح سيارته وجرى خارج المنزل.
كريمة : رايح على فين يا بنى؟
عاصم: استر يارب.
مروان: أنا هنزل وراه.
عاصم: طمنى يابنى.
جرى مراد بسيارته بسرعة كبيرة جدا، يبدو أنه يعلم وجهته فهو مصمم على شئ.
أوقف السيارة أمام منزل نور ، أغمض عيونه بشدة وفتحهما ببطء شديد، يحاول أن يهدئ من نفسه حتى يستعد لهذه المواجهة.
نزل من السيارة وصعد لمنزل نور، طرق الباب عدة طرقات، فتحت له نور التى استغربت من وجوده عندها.
نور باستغراب: مراد!! فى إيه؟ تعبان ولا إيه؟
مراد: هى فين؟
نور بخوف: هى مين؟
مراد بتأثر: حور، بنتى.
لم تتمالك نور دموعها عندما نطق مراد هذه الكلمة، نعم لقد علم بحقيقة وجود ابنته، هو يريد رؤيتها بالفعل، يريدها فى حياته معه.
مراد بتوسل: أرجوك، عاوز أشوفها، متخافيش منى.
نور بدموع: عمرى ما أخاف منك.
مراد: فين أوضتها؟
نور: تعالى.
دخل مراد غرفة ابنته بخوف وترقب، فرحة كبيرة بداخله، لا يعرف ماذا سيكون رد فعلها عندما تراه، لا يعرف ماذا قالت لها نور عنه، وجدها نائمة مثل الملاك ، شعرها طويل مثل والدتها، يبدو عليها الهدوء مثل والدها، عندما تراها تعلم بالفعل أنها ابنتهما.
نور : حور، اصحى يا حبيبتى ، بابى رجع.
مراد بدموع : سيبيها نايمة.
نور ببكاء: كان نفسها تشوفك أوى.
جلس مراد بجانبها على السرير وأخذ يمسح بيديه على شعرها، ابتسامة حنونة تزين ثغره، يشعر بسعادة كبيرة لرؤيته لقطعة منه نائمة بجواره.
مراد بهمس: شبهك أوى.
نور بابتسامة وسط دموعها: لا شبهك أنت.
فتحت حور عيونها ووجدت والدها بجانبها، عيونها مثل عيون أبيها، نفس نظرته الحنونة.
حور : بااااابي.
نظر مراد مستغربا لنور.
نور بابتسامة: عارفاك من الصور.
حور بقفزة : مامى، بابى رجع.
نور: أيوة يا حبيبتى رجع من السفر وجه يشوفك.
احتضنت حور والدها حظن طفولى جميل أذاب كل الجمود الذى كان بداخله، بادلها الحضن وأخذ يبكى بصوت مسموع.
مراد ببكاء هستيري: سامحينى يا بنتى، سامحينى يا حبيبتى، أنا اللى بعدتكوا عنى، بغبائى، كان نفسي أشوفك يوم ما تتولدى، أشوف كل خطوة وأنتى بتكبرى، أسمع أول كلمة منك، أشوف ابتسامتك، أعيش معاكى كل تفصيلة فى حياتك، آسف يا حبيبتى، بس أوعدك هعوضك عن كل اللى فات.
حور ماسحة دموع أبيها : بابى بطل عياط.
ضحك مراد ونور على طريقتها الطفولية الجميلة، قضى معها بقية الليل يلعبان ويتحدثان حتى ناما سويا، أما نور فتركتهما سويا ينعما ببعض الوقت مع بعضهما.
استيقظ مراد ووجد نفسه نائمه وفى حضنه حور، ابتسم بشدة لها، قام بهدوء ثم قبلها وخرج من غرفتها.
بحث عن نور وجدها نائمة على الكنبة، حجابها سقط عنها، صدم من شكلها وشكل شعرها، حيث وجد طوله لا يكاد يصل لكتفيها، استغرب بشدة فهو يعلم جيدا أنها كانت تهتم به وتحب أن تطيله.
أدار بصره عنها فهى الآن محرمة عليه ولا يجوز أن ينظر لها بهذه الطريقة.
مراد بهدوء: احم احم، نور، يانور.
نور بنعاس: امممم.
مراد: أنا نازل، قومى نامى فى أوضتك.
انتفضت نور من صوته.
نور بخوف: فى إيه؟
مراد مهدئا: متخافيش ده أنا.
اعتدلت نور وأحكمت حجابها.
نور: رايح فين؟
مراد: هروح.
نور: طيب استنى لما حور تصحى.
مراد: أنا راجع لها تانى، هقضى اليوم كله معاها بره.
نور بحزن: ماشي.
نزل مراد وترك نور حزينة وحيدة.
نور لنفسها: بقى هتقضى اليوم معاها هى بس وأنا لا، شكل حكايتنا خلصت خلاص.
مرت الأيام سعيدة على مراد وحور، كل يوم يقضيه معها، لا يستطيع أن يتركها أبدا، تعلق بها بشدة وهى أيضا، ينهى عمله ويجرى عليها، لدرجة بعض الأيام لا يذهب للعمل من الأساس ، يشاركها كل تفاصيل يومها ، لا يتركها أبدا،أما نور فكانت سعيدة بهذا القرب ولكنها حزينة لبعدها عن مراد ولكن كانت سعادتها أكبر لسعادة ابنتها .
عند سوزان وسليم
سوزان بعصبية مفرطة: يعنى إيه مش هتدينى فلوس؟
سليم: يعنى مش هديكى حاجة، خلاص معنتيش تلزمينى.
سوزان بانفعال: يا كلب يا حيوان، بعد ما بيعتنى كل المحلات جاى دلوقتى تقولى متلزمنيش.
سليم: آه متلزمنيش، إحنا علاقتنا كانت واضحة من البداية، كان فى تبادل مصالح، والمصالح دى خلصت خلاص.
سوزان : خلصت إزاااى؟ والمحلات بتاعتى اللى راحت دى، شقى عمرى وتعبى.
سليم دافعا سوزان حتى سقطت على الأرض: بقولك إيه غورى بقى، متوجعيش دماغى.
سقطت سوزان على الأرض ، الشر يتطاير من عينيها، وجدت سكين الفاكهة على الطاولة أمامها، قامت من مكانها بسرعة وهجمت على سليم وطعنته فى قلبه.
سوزان بانهيار: تستاهل عشان تسرقنى كويس، ولسه الدور على كل واحد اتخلى عنى، الدور عليك يا مراد.
يوم الجمعة
اعتاد مراد على قضاء هذا اليوم مع نور وحور فى النادى، يريد أن يشعر حور بجو العائلة المترابط حتى وإن لم يعيشوا سويا.
يجلس مراد مع نور يتابعان حور وهى تلعب بسعادة مع الأطفال.
مراد: بالراحة يا حور عشان متقعيش.
نور: متخافش هى شاطرة.
مراد: بخاف عليها أوى أوى.
ابتسمت له نور وسكتت.
مراد : هو أنت قصيتى شعرك ليه؟
نور باستغراب: نعم.
مراد بتبرير: أنا شفته غصب عنى لما طرحتك وقعت وأنت نايمة، اتفاجأت بصراحة.
نور: اتفاجأت ليه؟
مراد: عشان عارف إنك بتحبيه طويل وأنا كمان بح…..
سكت مراد خجلا مما قاله ولكن المعنى وصل لنور.
نور: عادى تغيير.
مراد: لا مش عادى، أنت قصتيه عشان أن شديتك منه.
نور : ……..
مراد بتنهيدة: أنت عندك حق ، أنا لو عيشت عمرى كله أكفر عن اللى عملته مش هسامح نفسي أبدا.
نور: كلنا بنغلط يا مراد ولازم نسامح بعض، انسى عشان تعرف تعيش عشان حور على الأقل.
مراد بابتسامة حب لحور: أنت صح، تعالى نقوم نلعب معاها.
كانت هناك عيون تراقبهما، عيون اعتادت على رصد كل تحركاتهما، عيون شر، عيون تنوى على فعل شئ خطير، عيون انتقام، عيون غل، كانت عيون سوزان التى وصلت لمرحلة كبيرة من الانهيار بعد ضياع كل شئ منها وبعد قتلها لسليم.
سوزان بشر: وأخييييرا، هحرق قلبك على بنتك يا مورى هههههههه.
جرت بسرعة على حور وفى يدها سكين، تريد قتلها كما قتلت سليم، اقتربت من حور وهمت أن تغرز السكين بها ولكن تعرقلت قدم حور فوقعت، جرت عليها نور تساعدها فى الوقوف فتلقت هى السكين فى ظهرها بدلا من ابنتها.
علت الصرخات وسط الحضور ، مراد كان بعيدا يتحدث فى الهاتف، جرى على صوت الصرخات حتى يرى ما حدث.
نور بصراااااخ: آآآآه.
مرادبذعر: نور، فى إييييه؟
نور بتعب: المستشفى بسرعة.
مراد : إسعاااااااااف.
الفصل السابع والثلاثون والأخيييير
يجلس مراد على الأرض أمام غرفة العمليات، ملابسه ملطخة بالدماء، يحتضن حور بشدة ، يبكى كلاهما فى حضن الآخر ، يستمدا الآمان من بعضهما البعض، يحاول كل منهما طمأنة الآخر بأن هذه الأزمة ستمر مثل الأزمات السابقة.
أتى مروان وهنا بسرعة على المشفى، رأى مروان مراد من على بعد وهو على هذه الحالة، جرى عليه حتى يهدأ من خوفه.
مروان بخوف: فى إيه؟ إيه اللى حصل؟
هنا برعب: نور فين؟ وإيه الدم ده؟
رفع مراد بصره لهما ثم انهار فى البكاء.
هنا بصراخ: انطق نور فييييين؟
مروان : اصبرى يا هنا مش شايفة حالته إيه؟
جلس مروان بجانبه وأخذ يربت على كتفه .
مروان بهدوء: اهدى كده عشان بنتك منهارة زيك، خديها يا هنا.
مراد بصراخ: لاااااااا.
مروان مهدئا : خلاص، اهدى اهدى، خليها معاك.
ثم أشار مروان لهنا بأن تصمت حتى يهدأ هو ويتحدث من نفسه.
وبعد قليل، بدأ مراد فى التحدث قليلا ويحكى ما حدث ولكن بطريقة عشوائية، غير مرتب فى كلامه، يحاول مروان وهنا أن يفهما منه أى شئ.
مراد بشرود: سوزان.
مروان: مالها؟
مراد: ضربت نور، السكينة، الدم كان كتير أوى، نوووور نوووور.
مروان : اهدى بس عشان أفهم، هى سوزان ضربت نور.
هز مراد رأسه بمعنى نعم.
مروان بترقب: ضربتها بالسكينة؟
مراد: آه.
علت صرخة مكتومة من هنا مما سمعت من مراد، أعقبها نظرة تحذيرية من مروان بالصمت.
مراد ببكاء: ياريتنى كنت أنا، أنا اللى دمرت حياتها زمان ودلوقت راجع أموتها وأدمر بنتى .
مروان: هى فين دلوقت؟
أشار مراد بعينيه على غرفة العمليات.
بعد ساعة
تجلس هنا بعيدا عن مراد ومروان، تبكى بانهيار على صديقتها وأختها وابنة عمتها الغالية، لا تصدق كم العذاب الذى رأته نور فى حياتها، عانت ومازالت تعانى ، ولكن الوضع هذه المرة مختلفا بسبب وجود حور، هذه الطفلة الجميلة الرقيقة مثل أمها الهادئة مثل أبيها.
أتى لها مروان كى يهدأها قليلا.
مروان محتضنها: وبعدين يا حبيبتى، اهدى بقى وادعى لها.
هنا ببكاء: ياااااارب، قلبي مش مطمن وخايفة عليها أوى.
مروان: إن شاء الله تعدى منها المرة دى.
هنا: اتأخرت أوى جوه، أكيد فى حاجة.
مروان: بلاش تشاؤم إن شاء الله تقوم بالسلامة.
هنا: حور صعبانة عليا أوى.
مروان: فعلا، صغيرة أوى إنها تشوف المناظر دى.
هنا: حاول تقنعه ناخدها نروحها البيت تقعد مع مروة ومراد.
مروان: حاضر.
عند مراد
كان على نفس هيئته الجالسة فى الأرض محتضنا ابنته التى راحت فى سبات عميق نتيجة للضغط العصبي الكبير الذى تعرضت له.
مروان : مراد، هات حور أروحها البيت عندى.
مراد : لا، أنا مطمن عليها كده.
مروان: اسمع الكلام، حرام إنها تشوف اللى شافته ده النهاردة، خليها تروح وترتاح وتلعب مع مراد يمكن تنسى اللى حصل.
مراد: تفتكر هتنسى؟
مروان: أكيد كلنا هننسى.
امتثل مراد لكلام مروان فكلامه فيه شئ من العقل، أعطى البنت لهنا التى ذهبت بها إلى المنزل وتركت مروان مع مراد.
مروان: أيوة يا مروة، عاوزك تروحى عالبيت الوقت.
مروة بقلق: ليه فى حاجة؟
مروان: نور تعبت شوية فأخدنا حور عندنا.
مروة : مالها نور؟
قص عليها مروان ما حدث، فزعت مروة بشدة لما سمعته، جرت بسرعة ناحية منزل أخيها حتى تنفذ كلامه.
شاهدها معتز وهى تجرى خارج المشفى، قلق بشدة خصوصا عندما نادى عليها ولم ترد عليه ثم اتصل على هاتفها مرارا وتكرارا حتى ردت عليه فى النهاية.
مروة: أيوة يا معتز.
معتز بقلق: في إيه؟ بتجرى ليه كده؟ وبكلمك مش بتردى ليه؟
مروة: معلش أصل الدكتورة نور اتضربت بسكينة فى جنبها وأنا روحت عشان كده.
معتز بصدمة: جنبها!! مين اللى عمل كده؟
مروة : لسه معرفش أى تفاصيل.
معتز: هى فى مستشفى إيه؟
وصل معتز المشفى عندهم، وجد مراد ومروان يقفان مع الطبيب المعالج لنور يشرح لهم حالتها، جرى عليهم معتز حتى يسمع ما يقال.
الطبيب: للأسف الشديد السكينة دخلت فى كليتها اليمين وده أدى لتهتك فيها، حالة الكلية مش تمام وممكن نفقدها فى أى لحظة.
معتز: لا يا دكتور أرجوك لازم تحافظوا على الكلية دى.
الطبيب : مين حضرتك؟
معتز: أنا دكتور زميلها.
الطبيب بضيق : متقلقش، احنا بنحاول والباقى على ربنا.
معتز: ونعم بالله، آسف إنى اتدخلت فى شغل حضرتك بس نور من أربع سنين عملت عملية استئصال فى الكلية الشمال 😳
الطبيب: محدش بلغنى بالمعلومة دى.
معتز: محدش يعرفها أصلا.
الطبيب: هى عامة فى الرعاية المركزة وهتخضع لملاحظة دقيقة .
معتز: ربنا يستر.
الطبيب: ممكن تتفضل معايا عشان آخد من حضرتك شوية معلومات عن حالتها الصحية.
معتز: تحت أمرك.
يقف مراد ومروان فى حالة ذهول تام مما سمعوه من معتز والطبيب الآن، لا يصدقان أن نور عانت كل هذه المعاناة بمفردها.
مروان: أنت تعرف الموضوع ده؟
مراد: لا، مقالتش حاجة.
مروان: يبقى دى العملية اللى عملتها ساعة ما أنت……
قطع مروان كلامه عندما استوعب ما يقوله لمراد، انصدم مراد بشدة ، أيعقل أن يكون هو السبب فى هذا أيضا؟ أيمكن أن يكون ضربه لها فى الماضي تسبب لها فيما حدث؟ أيعقل أن تكون هذه هى النهاية؟
فلاش باك
أمسك مراد نور من شعرها وجرها بعنف على سلم البيت وسط صرخاتها المتألمة، وصل عند جده ثم ألقاها تحت رجليه وأخذ يركلها فى جنبها بشدة إلى أن علت صرخة مدوية منها فقدت على أثرها وعيها.
باك
مروان: معلش يا مراد، مكنتش أقصد حاجة بالكلام ده.
مراد بإحباط: ولا تقصد، مش هى دى الحقيقة؟
مروان : خلاص اللى حصل حصل ، دلوقت ندعى لها تقوم بالسلامة.
مراد: يارب، حسابي تقل أوى أوى.
مروان: متحملش نفسك فوق طاقتها عشان صحتك.
مراد: هيجرى لى إيه يعنى هموت؟ الموت هيبقى رحمة ليا على اللى عملته ونور بتدفع تمنه لحد النهاردة.
مروان: أنت كنت مخدوع ، وده كان رد فعل طبيعى منك.
مراد بسخرية: قصدك كنت مغفل، وبعدين متحاولش تهون عليا وتضحك عليا بكلمتين أنت نفسك مش مقتنع بيهم.
ثم نهض مراد من جانب مروان.
مروان: رايح فين؟
مراد: رايح لها.
مروان: الدكتور قايل الزيارة ممنوعة وهى لسه تحت تأثير البنج.
مراد بصوت متعب حزين: روح يا مروان، روح أنت وارتاح.
فى الرعاية المركزة
استطاع مراد الدخول عند نور، جلس بجانبها يتأمل ملامحها الجميلة، لقد اشتاق لها بالفعل، طوال الفترة السابقة لم يتأملها مثل الآن، ابتسم لها بحب وعشق ثم أمسك يدها وقبلها برقة.
مراد: أنا بحبك أوى، وعارف إنك بتحبينى ، مش عارف أعمل إيه عشان أكفر عن اللى عملته، كل لما أبدأ أقول هنسى وهسامح نفسي أتفاجئ بحاجة أكبر من اللى قبلها، وأنت بتسامحى وبتعذرى، أنت إزاى كده؟ قلبك أبيض بزيادة، عارفة أنا مردتش نرجع لبعض ليه؟ مع إن كل الناس توقعت إننا نرجع لبعض بس الحقيقة غير اللى كنت بقوله، الحقيقة إنى كنت بعاقب نفسي بالبعد عنك، بعاقب نفسي بالحرمان من أكتر حاجة بحبها فى الدنيا يمكن أسامح نفسي، اللى حصلك زمان بسببي واللى حصل لك دلوقت برده بسببي، قومى وابقى كويسة عشان خاطر حور، عشان خاطر كل اللى بيحبوك.
ابتسمت نور ابتسامة هادئة وفتحت عيونها ببطء.
نور: هبقى كويسة عشان خاطرك أنت.
مراد بدموع: حمد لله على السلامة.
نور: الله يسلمك.
مراد: مش قادر أقولك سامحينى.
نور: متقولش عشان أنا مسمحاك من زمان أصلا.
مراد: كلامك ده بيقطع فى قلبي.
نور: سلامة قلبك.
عند سوزان
بعدما طعنت نور، جرت بسرعة هربا من الناس الذين حاولوا القبض عليها، استطاعت الهروب خارج النادى ولكن أمن النادى كان يلاحقها ، بينما هى تعبر الطريق مسرعة حتى أتت سيارة نقل محملة بالبضائع فدهستها فتوفت على الفور.
نهاية متوقعة للشر، نهاية عادلة لكل إنسان يمشي فى طريق الشيطان.
فى المشفى
يجلس مراد مع الطبيب المعالج لنور كى يطمئن على حالتها التى لا تتحسن.
مراد بعصبية: حالتها مش بتتحسن ليه يا دكتور؟
الطبيب: حالة الكلية بتتدهور كل يوم عن التانى.
مراد: والحل إيه؟
الطبيب: مفيش إلا حل واحد وهو إنن

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سأنال مرادي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى