رواية سأنال مرادي الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم بسنت جمال
رواية سأنال مرادي الجزء الحادي والعشرون
رواية سأنال مرادي البارت الحادي والعشرون
رواية سأنال مرادي الحلقة الحادية والعشرون
استعد الجميع لمغادرة منزل نور، الحج عمران وولده وزوجته للسفر للبلدة مرة أخرى، ونور للذهاب وبدء حياة جديدة فى فيلا مراد.
يقف الحج عمران محتضنا نور التى تحاول ألا تبكى وتجاهد دموعها، يودعها ويطمئنها أنه معها .
الحج عمران بحنان: متجلجيش يا بنتى، أنا اخترت لك الصالح، وإن شاء الله مراد مش هيخيب ظنى، ولو احتاچتى أى حاچة اتصلى بيا هتلاجينى جدامك أنا وعمك.
نور: متحرمش منكوا أبدا يا جدى، سافر واطمن عليا.
على الجانب الآخر، يقف عاصم مع مراد يوصيه على نور.
عاصم : خلى بالك من نور يابنى، دى أمانة عندك، خلى عينك عليها دايما، واوعى اللى حصل جبل سابج يتكرر تانى.
مراد : متقلقش يا حاج.
كريمة بمكر: عاوزين نسمع أخبار حلوة 😜
عاصم ناظرا لها بحدة: توكلنا على الله.
أوصل مراد عائلته للمطار وودعهم هو ونور، ثم عاد مع نور إلى بيته كى تستقر عنده، تجلس نور بجانبه طوال الطريق صامتة وهو أيضا لم ينطق بأى كلمة، حالة من الإحراج تسيطر عليهما بعد وضعهما الجديد.
دخل مراد من بابا فيلته وذهب ناحية المبنى الذى سوف تقيم فيه نور والذى استعد جيدا لاستقبالها.
مراد : حمد لله على السلامة، نورتى البيت.
نور بإحراج : الله يخليك.
مراد دون النظر إليها : هنا فى كل حاجة، المطبخ هنا والحمام جوه ودى أوضة النوم، وده الريسبشن، دى تصميمها أمريكانى، يارب تعجبك.
نور : جميلة جدا.
مراد : تمام ، فى واحدة هتيجي من بكرة تساعدك فى شغل البيت اسمها صفاء.
نور: لا ملوش لزوم، أنا هعمل كل حاجة.
مراد : لا طبعا، أنت ركزى فى مذاكرتك وبس.
نور : متشكرة جدا.
مراد : على إيه، ده بيتك، أنا هخرج أجيب شنطتك من العربية.
تضايقت نور من طريقة الحديث بينها وبين مراد، فليس هذا من طبعهما، عزمت أمرها أن تتحدث معه بكل وضوح حتى تعود علاقتهما مثل السابق.
دخل مراد وهو يحمل حقيبتها ثم أدخلها داخل غرفة النوم.
مراد : مش محتاجة حاجة أجيبها لك؟
نور: آه.
مراد : أؤمرى.
نور: عاوزة أتكلم معاك خمس دقايق بس.
مراد : اتفضلى.
نور: بص يا مراد ، أنا مش عاوزة اللى حصل ده يحط حاجز ما بينى وما بينك، إحنا عاوزين نتجاوز اللى حصل كأنه محصلش من الأساس، أنت ابن عمى وأخويا اللى حامينى وواقف فى ضهرى ، إنما طريقة كلامنا ومعاملتنا الرسمية مع بعض دى مش هتنفع، إحنا قاعدين فى وش بعض الوقت ليل ونهار.
مراد مبتسما: أكيد طبعا، أنت مكانتك عندى زى ما هى، وعندك حق اللى حصل ده نشيله من دماغنا خالص.
نور بفرحة: تمام كده.
مراد: خلاص يا ستى، قومى بقى رتبي حاجتك عقبال لما الغدا يجهز وتكون سوزان وصلت.
نور بتوتر: هى اعترضت ولا حاجة على إنى أعيش معاكوا؟
مراد بنفى : لا لا أبدا بالعكس دى رحبت جدا.
نور : طيب كويس.
مراد : يلا ساعة كده وهاجي أندهلك للغدا.
نور: أوك.
بعد ساعة
تجلس نور مع مراد على مائدة الطعام يستعدان لتناول طعام الإفطار، بالطبع لم تحضر سوزان فى موعدها المتفق عليه مع مراد الذى يجلس يشعر بإحراج كبير لعدم وجودها كما قال لنور.
نور : هو إحنا مش هنستنى سوزان؟
مراد بإحراج: هى كلمتنى وقالت هتتأخر شوية بس هتحصلنا .
نور بخجل: ربنا يعينها.
دخلت الخادمة كى تضع لهما الطعام.
مراد : تعالى يا دادة، دى بقى يا نور دادة حليمة، يعتبر هى اللى مربيانى مع ماما، حتى مرضيتش تسيبنى لما جيت وعيشت هنا.
نور بابتسامة ودودة: أهلا وسهلا بيك يا دادة.
حليمة : أهلا بيكى يا حبيبتى.
مراد: يلا، اتفضلى بالهنا.
بعد قليل حضرت سوزان التى دخلت وسلمت على نور بعدم اهتمام وبلا مبالاة مما أحرج مراد ونور.
سوزان: هااااى، إزيك يا نور؟
نور بإحراج: الحمد لله، إزيك أنت؟
سوزان : هلكانة جدا، هطلع أرتاح شوية.
مراد : مش هتقعدى تاكلى معانا؟
سوزان: لا مش قادرة، هخليهم يطلعولى الأكل فوق، سلام.
ثم تركتهم وصعدت لغرفتها، الأمر الذى جعل نور تحزن بشدة وتشعر أنها غير مرغوبة فى هذا المكان، فاستأذنت من مراد لتذهب لغرفتها لتنعم ببعض الراحة أيضا، فما كان من مراد إلا أنه وافقها فهو شاعر بإحراجها.
صعد مراد لغرفته فوجد سوزان فى الحمام تستحم، انتظرها قليلا كى يلومها على ما فعلته مع ابنة عمه.
سوزان: إيه خلصتوا غدا؟
مراد: لا طبعا، اتحرجنا من اللى حضرتك عملتيه فنفسنا اتسدت.
سوزان بعدم فهم : هو أنا عملت إيه يعنى؟
مراد بعصبية : والله دى تبقى كارثة لو مش عارفة عملتى إيه؟
سوزان وهى تصفف شعرها: عشان طلعت على أوضتى على طول؟
مراد : ما أنت عارفة أهو.
سوزان: أعمل إيه يعنى تعبانة ومحتاجة أرتاح شوية.
مراد: بس من الذوق كنتى ترحبي بيها فى بيتك.
اقتربت منه كعادتها وحاوطت عنقه وتحدثت بهمس أمامه شفتيه.
سوزان بهمس: سورى يا مورى، مكنش قصدى.
مراد باعدا يديها عنه بعنف: بلا مورى بلا زفت.
ثم تركها وخرج من الغرفة صافعا الباب وراءه.
سوزان : براحتك.
فى منزل خال نور
إيمان : أنا داخلة أنام شوية يا هنا عقبال ما أبوكى ما يرجع.
هنا: أوك يا ماما.
تركتها إيمان ودخلت غرفتها.
هنا بفرحة: دى فرصة كويسة عشان أكلم نور أطمن عليها.
أخذت هاتفها وطلبت نور.
نور: أيوة يا هنا عاملة إيه؟
هنا: الحمد لله طمنينى عليكى.
نور بحزن: الحمد لله كله تمام.
هنا بقلق: صوتك ماله؟
نور: لا أبدا، لسه واصلة البيت عند مراد وبرتب فى حاجاتى.
هنا: ربنا معاكى، والأمور كلها تمام؟
نور: الحمد لله.
هنا: معلش يا نور، استحملى شوية وفترة وتعدى.
” نععععم نور مين اللى بتكلميها؟ ”
كان هذا صوت إيمان والدتها التى لم تنم ورجعت عند هنا لكى تبلغها شيئا.
إيمان بتفاجؤ: بقى أنت اللى بلغتى ابن عمها، وأنا أقول الراجل عرف منين، أتارى أنت الحية اللى ب١٠٠ وش اللى عايشة معانا.
هنا بخوف بالغ: يا ماما، افهمنى بس.
هجمت عليها إيمان وأخذت الهاتف منها وألقته أرضا حتى تحطم ثم أمسكتها من ملابسها : أفهم إيه؟ بعتينا عشان بنت عمتك يا خاينة، مخوفتيش علينا من قرايبها، مصعبش عليكى أخوكى واللى جراله.
هنا بدموع: يا ماما اللى عملته ده كان الصح، البنت كانت هتموت منكوا…..
إيمان مقاطعة: اخرسي، اطلعى بره البيت، ملكيش عيشة معانا.
هنا بصدمة: أطلع فين؟
إيمان بقسوة: أيوة، لمى هدومك وبرررررره.
على الجانب الآخر كانت نور تجلس بتوتر وخوف كبير على هنا، فهى تعلم مدى قسوة زوجة خالها، لكن لم يخطر ببالها هذا الرد الفعل العنيف التى فعلته مع ابنتها، حاولت الاتصال بها مرارا وتكرارا ولكن هاتفها مغلق.
نزلت هنا من المنزل والدموع تغرق وجهها وحقيبتها فى يدها، لا تعلم أين تذهب؟ ولمن؟ ليس معها أى أموال حتى هاتفها تحطم حيث كانت ستستنجد بأى شخص كى يساعدها، جلست على الرصيف أمام عمارتها تحاول أن تهدأ حتى تعرف تفكر جيدا ولكن الصدمة شلت تفكيرها.
فى شركة مراد
كان مروان قد أنهى كل ما يتعلق بالعمل، فهو عليه عبء كبير هذه الأيام بسبب عدم وجود مراد فى الشركة.
مروان بتعب: كفاية كده بقى النهاردة، وأقوم أروح.
كان مروان كل يوم وقبل أن يعود لمنزله لابد وأن يمر على منزل هنا، كان يتمنى أن يراها أو يلمحها من شباكها، ولكن لم يرها أبدا.
مروان: برده هروح وأقف زى الأهبل كده لوحدى، بلاش بقى النهاردة، ملوش لزوم، ولا أروح ويمكن تظهر لى، والله أنا هتجنن خلاص، لا لا مش بنت زى دى اللى هتعمل فيا كده، أنا هروح عالبيت على طول.
بعد تفكير كثير من مروان، أيذهب أم لا، فى النهاية استقر على الذهاب كى يلمح طيفها على الأقل.
مروان لنفسه: أهو برده مش موجودة، همشي بقى.
ثم أدار محرك سيارته وتحرك بها، وما هى إلا خطوتين حتى لمح هنا وهى تجلس على الأرض تبكى.
نزل مروان بسرعة كبيرة كى يرى ما بها.
مروان بلهفة : آنسة هنا، فى إيه؟ مالك؟
رفعت هنا نظرها كى ترى من، كانت الرؤية مشوشة بسبب كثرة الدموع فى عينيها، اتضحت الرؤية لها، وما أن رأته حتى ازدادت فى البكاء.
مروان : ممكن تهدى، طيب تعالى معايا فى العربية.
حركت هنا رأسها يمينا ويسارا بمعنى لا.
مروان: ما هو مينفعش كده هتفضلى قاعدة فى الشارع لوحدك؟ الليل دخل ميصحش.
انصاعت هنا لطلبه، فيمكن أن يكون قد أرسله الله لنجدتها من هذه الأزمة الصعبة التى تمر بها.
صعدت لسيارته، سار بها مروان فى الشوارع دون هدف، تركها تبكى وتبكى حتى تفرغ ما بداخلها من شحنات الحزن، شعر بها أنها بدأت تهدأ قليلا، فعزم أمره أن يتكلم معها.
مروان : ها، عاملة إيه الوقت؟
هنا بصوت مبحوح: أحسن الحمد لله.
مروان بابتسامة : طيب خير، ممكن بقى تقبلى عزومتى عالعشا.
هنا ملتفتة له بحدة : لا طبعا، نزلنى هنا لو سمحت.
مروان : طيب اهدى اهدى، والله دى عزومة بريئة فى مكان عام.
هنا بحدة : برده لا.
مروان : طيب تحبى أوصلك فين؟
صمتت هنا ونظرت له وبدأت الدموع تتجمع مرة أخرى فى عينيها، فهى لا تعلم أى مكان تذهب له ، ليس لها أقارب فالكل مقاطع لهم بسبب سوء معاملة والدها ووالدتها لهم ، بكت فى صمت شفقة على حالها.
مروان : طيب بلاش عياط والنبى، تحبى أرجعك البيت.
هنا بفزع : لا.
مروان : والعمل طيب؟
هنا : مش عارفة.
مروان : يا بنت الناس تعالى معايا فى أى مكان عام نتكلم وأشوف لك حل، واضح إن عندك مشكلة كبيرة، والله متخافيش منى مش هضايقك خالص.
هنا بتنهيدة يأس: أوك.
ذهب مروان وهنا لمطعم فاخر كى يتناولا معا الطعام، فهو يريد أن يهدئها ويعرف ماذا جرى لها؟
مروان: تحبي تاكلى إيه؟
هنا: مليش نفس.
مروان: لا، ما أنا مش هاكل لوحدى وتقعدى تبصى لى فى اللقمة.
رفعت هنا نظرها له ونظرت له ووجدته يبتسم لها ابتسامة ساحرة فابتسمت له.
مروان : أيوة بقى اضحكى خلى الدنيا تنور.
هنا : تعرف أنت آخر واحد كنت أتوقع إن ربنا يبعتهولى يساعدنى.
مروان لاعبا بحاجبيه: عيونى.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سأنال مرادي)