رواية سأنال مرادي الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم بسنت جمال
رواية سأنال مرادي الجزء الحادي والثلاثون
رواية سأنال مرادي البارت الحادي والثلاثون
رواية سأنال مرادي الحلقة الحادية والثلاثون
فى فيلا مروان
استيقظ مروان مبكرا على غير عادته، وجد هنا لا تزال نائمة بجواره، أحست به بمجرد ما فتح عيونه.
هنا بنعاس: صباح الخير يا حبيبى.
مروان بابتسامة: صباحك فل، برده قلقتك ، أنا مش عارف أعمل إيه عشان مصحكيش معايا.
هنا بحب: متعملش حاجة، أنا بحس بحبيبي أول ما يفتح عيونه.
مروان : الله على الاصطباحة الحلوة دى.
هنا : بس قولى هنا، أنت إيه اللى مصحيك بدرى؟
مروان: أنت ناسية إن النهاردة يبقى إيه؟
هنا: مش واخدة بالى، الأيام دخلت فى بعض.
مروان: النهاردة ٣/١٢ ذكرى جواز مراد بنور، اليوم اللى بيختفى فيه ومحدش بيعرف بيروح فين.
هنا: غريب أوى، أرجع وأقول نفسي أعرف سابها ليه؟
مروان بتفكير: امممم، احنا طول السنين اللى فاتت دى وإحنا بنستغرب هو إزاى طلقها، مش يمكن هى اللى طلبت الطلاق.
هنا بتفاجؤ: معقول؟ نور؟ لا لا، دى كانت بتموت فيه.
مروان بتنهيدة: مش عارف بقى، هقوم أنا ألحق الشركة مش هيبقى احنا الإتنين مش موجودين.
هنا : أوك، وأنا هجهز لك الفطار.
مروان: تسلمى لى يا قلبي.
يجلس مراد على شاطئ النيل منذ الصباح الباكر، يفكر فى أحداث هذا اليوم ، هذا اليوم ليس يوم كتب كتابه عليها وإنما هو يوم زواجه الرسمى منها، يتذكر العريس الذى تقدم لخطبتها، يتذكر رغبة جده فى تطليقها منه، يتذكر ثورته عليهم بمجرد سماعه لهذا الخبر، يتذكر دموعها خشية تركه ، دموعها!! وآه من دموعها، كانت كدموع التماسيح، هو لا يتذكر هذا اليوم بتفاصيله حزنا على الفراق إنما يتذكر أحداثه ليسأل نفسه سؤالا واحدا وهو لماذا خنتينى يا نور؟
مراد بتنهيدة كبيرة أظهر فيها وجعه: ليه يا نور؟ كسرتى قلبي وحطمتى حياتى، ده أنا كنت عاوز أكمل معاك اللى جاى، تقومى تدمرينى كده، آه لو أعرف مكانك، نفسي ألاقيكى، مش هرتاح إلا لما أشوفك وأشفى غليلى منك.
ظل على هذا الوضع اليوم كله، ثم أخذ سيارته وذهب بها ناحية منزلهما، المنزل الذى أسسه لها، وترك لها كل شئ حتى تزينه هى، كان يريد أن يراها فى كل تفصيلة به، كان يقف تحت المنزل ولم يصعده ولم يره أبدا.
مراد: هو أنا ليه مدخلتوش لحد الوقت؟ مش يمكن ألاقى فيه حاجة توصلنى ليها، أو حاجة تفهمنى أى حاجة بدل ما أنا هتجنن كده.
ظل مترددا ما بين الصعود وعدم الصعود، لا يعلم لم يشعر بخوف وتردد، كان خائفا من أن يجدها فوق، ههههه تبا لك ولغبائك، كيف تجدها؟ وفى النهاية قرر الصعود.
وصل مراد عند باب المنزل، فتحه ببطء شديد وترقب، دخل بهدوء وأغلق الباب وراءه، أغمض عيونه ثم فتح النور، أضاءت الشقة حبا وليس إضاءة، أضاءت عشقا وليس كرها، أضاءت محبة وليس غدر وخيانة، أضاءت دفء وليس جفاء.
فتح عيونه ببطء ورأى كل هذه المشاعر بعينيه، وأحس بها بقلبه، يقسم بداخله أنه رأى نور فى كل ركن فى هذا المكان، وجد فى البداية صورة كبيرة تجمعهما سويا، ابتسم لأنه تذكر أنها طلبت منه أن يتصورا ولم تقل له السبب وتركته مفاجأة له، اختارت ألوان هادئة، كل الألوان التى يحبها هو .
تحرك ليرى المطبخ، أحس برائحة طعامها، أحس بمذاقه فى فمه، أحس بوجودها به، ثم ذهب لغرفة نومهما، وجد صورة له مطبوعة على مخدتها، هى كانت تريد أن تحتضنه حتى وهو غائب عنها، هربت منه دمعة لم يجاهد كثيرا فى منعها من النزول، كل مشاعر الحب تجاه نور ظهرت مرة أخرى داخله .
” من يوم شمسه ما غابت عني عيني ما شافت نوم
بمشي وبرجع نفس مكاني مهما بلف وأدور
إحساس بالعجز بيخنقني متكتف مسجون
زي الطير اللي بيتمنى يطير بجناح مكسور
كل حاجة بينا لسه بتفكرني بيه
ضحكته اللي فوق شفايفه وسلام إيديه
فاكر الكلام اللي قولته ليه والشوق في عينيه
كل حاجة بينا لسه بتفكرني بيه
ضحكته اللي فوق شفايفه وسلام إيديه
فاكر الكلام اللي قولته ليه والشوق في عينيه
أنا مش عارف أعيش من بعده
أنا مش عارف أموت
والناس حواليا بتتكلم وأنا مش سامع صوت
زي ما أكون تمثال من شمع تشوفه تقول إنسان
ممكن تبقى ملامحه بتضحك
ومن جواه بيموت تعبان”
خرج بعد مدة من الغرفة وذهب ناحية غرفة الأطفال، تردد كثيرا من هذه فتح هذه الغرفة ، تشجع فى النهاية وفتحها وصعق مما وجد.
وجد عمه أحمد يجلس فى هذه الغرفة، ينظر له بعتاب شديد، أحس بالخجل من نظراته، تحرك أحمد من مكانه واتجه ناحية مراد وأمسك كتفيه وتحدث معه ولكن لم يسمع له صوتا.
قام مراد مفزوعا من حلمه، ينظر حوله فى كل اتجاه، وجد نفسه نائما فى غرفتهما ، قام مسرعا وخرج خارج المنزل.
مراد وهو يتنفس بسرعة : لا لا، أنا كده هتجنن، خلاص لازم أتكلم مع حد.
بعد ساعتين، فى فيلا مروان
يجلس مراد وأمامه مروان يقص له أحداث يومه ، وحلمه بعمه.
مروان : اممممم، لسه بتحبها؟
مراد بتفاجؤ: إيه؟
مروان: مسمعتش ولا إيه؟
مراد : لا سمعت.
مروان : طيب رد عليا.
مراد: أنا هحكيلك كل حاجة حصلت، حاسس إنى بتخنق، حاسس إنى لوحدى.
مروان مهدئا: اهدى يا حبيبي كده، واحكى لى.
أخذ يقص مراد ما حدث بكل التفاصيل وسط ذهول مروان الذى لم يقاطعه وترك له كل الوقت للتعبير عما فى قلبه.
مروان بهدوء: أنت اتسرعت يا مراد، كان ممكن تروح وتحلل تانى، مش يمكن الشفا جه من غير ما تعرف، حد عارف ربنا كاتب له إيه؟
مراد بعصبية: بس أنا متأكد، عملت التحاليل تانى وطلعت نفس النتيجة.
مروان : أصل استحالة تقنعنى إن نور ممكن تخونك، دى كانت بتتكسف ترفع عينها فى عينى، بتتكسف تسلم عليا.
مراد ماسكا رأسه: مش عارف، خلاص هموت.
مروان: بعد الشر عنك، مسيرها هترجع تانى والحقيقة تبان، وأنا هقلب لك الدنيا عليها.
مراد : بجد؟
مروان بابتسامة : بجد يا صاحبي.
عند نور
استعدت نور لصعود الطائرة العائدة لمصر، كانت متوترة وخائفة بشدة، هى كانت تعلم أنها ستعود يوما ما ولكن الخوف مسيطرا عليها، ركبت الطائرة ورجعت بذكرياتها لآخر مرة زارت فيها والدها ووالدتها.
فلاش باك
تجلس نور على كرسي متحرك بسبب آلامها نتيجة ضرب مراد لها ، تبكى أمام قبرهما، تبكى بحرقة شديدة على ما جرى وسيجرى لها، تبكى على طريقة هروبها وتركها لكل الأحبة.
نور ببكاء: ياريتنى مت معاكوا، مكنش جرالى كل ده، والله يا بابا أنا معملتش حاجة وحشة من اللى بيقول عليها مراد، أنت ربتنى صح يا بابا،محتاجالك أوى يا ماما، محتاجة لحضنك ولحنانك، عاوزة أحكى لك حاجات كتير حصلت لى، محتاجة أفضفض لك زى زمان، بس مع الأسف مش هتردى عليا.
“تسمحي لى يامه من وقتك شوية
انسى جنبك حمل شايله تقيل عليا
وزى عادتك تسمعينى
لو بكيت استحملينى
يامه زادت قسوة الايام عليا
كل يوم بقى يشبه اليوم اللى عدى
حتى لون الدنيا باهت
والمعانى فقلبى تاهت
خوفى لا طول علينا الشِدة ديه
مادريتيش يامه اللى حاصل وانتى غايبه
حالنا مال بعدك خلاص الدنيا سايبه”
باااااك
معتز : حمد لله على السلامة.
نور: وصلنا؟
معتز: أيوة، مستعدة؟
نور بخوف: ربنا معانا.
أما مراد ينام وعلى وجهه علامات الفزع، يبدو أنه يحلم حلما يتعبه، حلمه يتكرر فى الأيام السابقة ولكن هذه المرة مختلفا.
رأى عمه أحمد يجلس فى منزل نور القديم الذى تم هدمه، ونادى على مراد حتى ينزل له.
مراد : عمى أحمد كل مرة بتتكلم ومش بسمع صوتك، أنت بتقولى حاجة مهمة؟
اقترب منه مثلما يفعل كل مرة .
أحمد : هما كلمتين، الأمانة زادت 🤔
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سأنال مرادي)