روايات

رواية زهرة الفصل الخامس 5 بقلم ندى أشرف

رواية زهرة الفصل الخامس 5 بقلم ندى أشرف

رواية زهرة الجزء الخامس

رواية زهرة البارت الخامس

رواية زهرة الحلقة الخامسة

بعد مرور بضع شهور في واقع زهرة المشتت لكنه واقع تتخلله بعض التفاصيل الجميلة كانت نائمة كالزهرة متوردة الوجنتين في ثبات عميق رغم تأخر الوقت عن ميعاد استيقاظها اليومي حتى دلفت عليها هنية بعد أن طرقت عدة طرقات على الباب دون رد من زهرة، دلفت ثم بدأت تنادي فيها بهدوء:

– زهرة هانم، إصحي يا زهرة هانم بقينا بعد الضهر..

فتحت زهرة عيناها الخضراويتين بكسل:

– صباح النور ياهنية.. إيه عاملالي قلق كده ليه مش تسيبيني أصحى براحتي.

أجابت هنية بشيء من السعادة:

– صباح النور ياهانم، كل ده نوم.. أنا عندي ليكي خبر حلو..

مسحت عن وجهها وكأنها تزيل النعاس بأيديها ثم أجابت:

– خير خبر إيه..؟

 

 

 

 

 

 

 

– النهاردة الصبح أحمد إبن عم محمود جارنا رجع من السفر بشهادة تخرجه، بقى مهندس قد الدنيا وشاب زي الورد، طول إيه وجمال إيه، هوا والاستاذة هايا كإنهم فولة واتقسمت نصين..

تسائلت:

– معقولة! قالتها ثم نظرت لها بتعجب:

– طب وانتي إيه اللي مفرحك أوي كده، مش فاهمة يعني ليه الحماس ده كله! وإيه علاقة ده بـ هايا..!

أجابت هنية بتردد:

– ها..! يعني انتي كل ده مش واخدة بالك من حاجه!

– انتي بتقولي إيه؟

– لا لا مافيش أنا بس قولت أعرفك اللي بيحصل حواليكي مش أكتر.

– هممم قولتي تعرفيني.. طيب تمام مسيري هفهم إيه بيحصل بالظبط، المهم حضريلي القهوة بتاعتي مع الفطار لحد ما أقوم.

أجابت:

– من عيني الاتنين

– يسلمولي ياهنية يا بكاشة

ابتسمت لها بسعادة ثم غادرت.

قامت زهرة عن فراشها ثم توجهت إلى غرفة هايا بعد أن اغتسلت وتوضأت فوجدتها تاركة باب غرفتها مفتوحاً، دلفت الى الداخل كانت جالسة في شرفة غرفتها التي تُطِل على مناظر تعيد للروح بهجتها وسعادتها، الخضرة التي يتوسطها مسبح بسيط والزهور على حافته كما في الأرجاء تنتشر الزهور بألوانها الرائعة والطيور العابرة كما أصواتها المتغنية بالحُب التي غطت على صوت الصمت فجعلت من المكان لوحة فنية مكتملة أركانها ناهيك عن دفء شمسها الذي كسر حدة برودة الشتاء، كانت تنظر في أرجاء الشوارع وكأنها تراقب الأجواء من حولها أو تبحث عن شيئاً ما..

هتفت زهرة قائلة:

– صباح الخير ياقلب ماما، الجميل سرحان في إيه كدة..!

نظرت لها هايا وقد تفاجئت بوجودها في غرفتها ثم أجابت بخجل:

– صباح النور.. أنا..؟ أنا مش سرحانة، قولت بس أشم شوية هوا.

رفعت زهرة إحدى حاجبيها ثم نظرت لها بشك قائلة:

– سمعت إن أحمد رجع من السفر النهاردة..

شعرت هايا بالتوتر وتصنعت الجهل بالأمر فقالت:

– والله! هوا رجع طيب كويس والله..

ضحكت زهرة ثم قالت:

 

 

 

 

 

 

 

 

– دا على أساس إنك مش عارفة بقى وكدة صح!

صمتت هايا لبضع ثوانٍ ثم تنهدت قائلة:

– بصراحه بقى كنت عارفة بس كنت خايفة تفهميني غلط، وبعدين انا أصلا كنت قايلالك بس إنتي مسألتيش على تفاصيل..

أخذت تفكر ثم قالت:

– طيب بما إنك بقيتي فاضية إحنا ممكن نتناقش في الموضوع، هنتكلم عالفطار بس هصلي الضهر تكون هنية حضرته تمام..؟

ابتسمت هايا بسعادة فقالت:

– تمام.

دقائق واجتمعن على مائدة الطعام ثم قطع الصمت صوت زهرة قائلة:

– يلا بقى قوليلي أنا كُلي آذانٌ صاغيه..

اذدردت هايا ريقها بصعوبة ثم أجابت بتوتر:

– والله يا ماما انا مش عارفة ابدأ منين وإزاي.. بس انا ماتعودتش أخبي عليكي حاجه..

بصي يا ماما أنا وأحمد بنحب بعض من زمان أوي..

قاطعتها زهرة بتعجب:

– بتحبوا بعض! ومن زمان أوي كمان..

حاولت أن تصبر لكي تفهم قبل أن تُصدر أي ردة فعل أو رأي قائلة:

– طيب إحكيلي الموضوع بدأ ازاي؟

أجابت هايا بحرج:

– أول أيام ليا في الكلية.. كنا بنتصادف كتير في الشارع، مواعيد معينة كانت بتبقى نفس مواعيد بعض.. يعني كان معاد كورس الانجلش بتاعي بيبقى نفس معاد كورس ليه وكنت بشوفه كل يوم في وقت الكورس ده بالتحديد دوناً عن الباقيين، لحد ما في يوم اتأخرت جداً عن معادي وهوا كان جاله أوبر يوصله فعرض عليا انه يوصلنا إحنا الاتنين ويبدأ بالمكان الأقرب فالأبعد.. كان أنا مكان الكورس بتاعي أقرب.

– ها كملي..

– كنت مضطرة والله يا ماما مش لاقية أي تاكسي والاوبر اللي بيجيلي اتأخر جداً ومكنش قدامي غير إني اوافق.. المهم لما ركبنا مع بعض كان ساكت أغلب الوقت ولقيته فجأة بيقولي…

– استاذة هايا صح؟

– آه إسمي هايا..

– وانا أحمد.. جاركوا هنا

– اتشرفت بحضرتك، بس ازاي عرفت إسمي..!

– بالصدفة والله سمعت والدتك في مرة كانت بتناديكي وانتي ناسية حاجه كانت بتجيبهالك.

صمتت قليلاً ثم تذكرت:

– آه صحيح فاكرة الموقف ده، بس دي مش مامتي دي هنية المساعدة لماما في شئون البيت، كنت ناسية موبايلي وجت تلحقني قبل ما آخد الأوبر بثواني، سبحان الله عالصدف…

بعدها أخدت بالي إني زودتها فالكلام ما أنا غصب عني بلاقي نفسي بتكلم كإني أعرف اللي قدامي من سنين بالذات لو.. لو مرتاحه ليه يعني ومش خايفة منه..

المهم لما حسيت بنفسي كدة سكت عن الكلام خالص لقيته بيقولي وهو محرج:

– طيب ممكن تاخدي رقمي ونبقى أصحاب ولو احتاجتي أي حاجه أنا موجود..

– أنا اسفة مش هاينفع.

شعر بالحرج لكنه اجاب:

– تمام ولا يهمك بس أنا بردو عند وعدي لو احتاجتي أي حاجه أنا موجود…

 

 

 

 

 

 

 

ساعتها وصلت عند مكان الكورس ونزلت من العربية وكانت دي أول مرة اتكلم معاه فيها ومن ساعتها كل ما اتصادف بيه يسلم عليا ويحاول يكلمني، مرة على مرة اتعودت على شوفته وكلامه، حتى لما كان مش بيظهر كنت بزعل أوي وبتحمس للكورس ده عشان أشوفه وكنت معجبة بيه وبحبه بيني وبين نفسي.. أنا ساعات كنت بطلع أجيب طلبات قريبة مننا هنا والمكان بيكون مرعب أحياناً كنت بحس إنه محاوطني باهتمامه وأمانه وكان بينقذني في بعض المواقف.. والحمد لله كانت بتعدي على خير…

صمتت زهرة منتظرة منها أن تُكمل وهي تتسائل في نفسها “كيف لي ألا أعرف كل هذه الأمور عن ابنتي”..

أكملت:

– وبعدين جه في مره كنت قاعدة في الحديقة اللي جنبنا هنا لواحدي مستنية صاحبتي ومجاتش..

لقيته قدامي وبعدين لاحظت إنه اتفاجئ بوجودي، الله أعلم كان عارف إني هنا ولا ولأ بس بعدها جه وقف قدامي وبعد ما سلم عليا قالي:

– ممكن أقعد..؟

حسيت بالإحراج طبعا إن أرفض أو اقول مستنية صديقة بس قولتله ” اتفضل..”

أنا وقتها كنت محرجة جداً منه ومن وجوده بس ده مايمنعش إني كنت في قمة سعادتي وقلبي بينبض جامد وبحاول أهدي من توتري عشان متصرفش وحش قدامه..

ابتسمت زهرة وهي تقول في نفسها ” كبرتي يا هايا وبقيتي تحبي وقلبك يدق لحد..”

 

 

 

 

 

 

 

وبعدين لقيته بيقولي:

– استاذة هايا أنا في حاجه لازم أقولك عليها..

– أكيد اتفضل قول..

بعد صمت دام لثواني قال في حرج:

– أنا معجب بيكي جداً وبشخصيتك وأخلاقك.. وبتمنى لو أقدر اتعرف عليكي أكتر واقرب منك بس متخافيش والله أنا ناوي أدخل البيت من بابه..

أنا معرفتش أرد عليه وكنت مش مصدقة أصلا أنا بحلم ولا ده حقيقة، أول شاب تشوفه عيني ويعجبني يكون بردو بيبادلني نفس الشعور، رغم فرحتي دي وإن قلبي كان بيرد قبل مني بالموافقة بس مردتش عليه وقتها وفضلت معلقاه شهور لا بقوله اه ولا بقول لأ لحد ما وصلنا آخر أيام في أولى كُلية..

وقتها كان رد فعله إنه بدأ يبعد عني وبطل يهتم وبطل حتى يسلم عليا لما يشوفني، كان زعلان مني..

حسيت إني ضيعته بغبائي وبقيت بعاتب نفسي كتير وقتها ليه مكنش عندي الجرأة الكافية أقوله إني ببادله نفس الشعور، وكمان فقدت الأمل فيه وبدأت اتعامل عالأساس ده..

بس بردو قلبي كان بيوجعني كتير، كنت بحس إن حياتي بقت فاضية ورجعت وحيده مع إني كنت لواحدي أصلاً بس مجرد وجود الإحساس ده في حياتي كان بيبسطني وكنت مكتفية بيه أوي..

 

 

 

 

 

 

لحد ما عرفت بالصدفة إنه مسافر يكمل تعليمه برا.. اليوم ده يا ماما كان يوم صعب أوي عليا..

تسائلت زهرة:

– وانا كنت فين من ده كله..

– والله انا كنت بحاول ألمحلك باللي بيحصل معايا وبسألك على حاجات وغالباً كان ردك إن دي بتبقى مراهقة للبنات الصغيرين ومشاعرهم مش بتكون حقيقية وكلام شبه ده.. بس انا كنت حاسة إن مشاعري حقيقية فقررت احتفظ بيها لنفسي وكنت بزعل لواحدي في أوضتي وافرح لواحدي..

أنا اسفة بس ده اللي حصل..

– كملي يا هايا هانم..

تنحنحت هايا ثم أكملت في حرج..

– قبل ما أحمد يسافر بيوم كنت بتمنى من كل قلبي يكلمني، يطمني إني لسة جواه ومعجب بيا وعايزني.. أي رد فعل قبل ما يسافر ومحسش إني خسرته فعلا.

اليوم ده من خنقتي مقدرتش أقعد في البيت، أحمد خلاص هيسافر ومش هشوفه تاني..

فـ رجعت أقعد في نفس مكاني في الحديقة بس مكنتش مستنية حاجه غير أمل يرجع لقلبي الفرحه اللي كان عايشها من غير ما أعمل أي حاجه غلط طبعاً..

وفجأة لقيت أحمد قدامي وبيقرب عليا وعلى غير العادة بيمد إيده يسلم عليا..

سلمت عليه بطرف إيدي البارد وسحبتها بسرعه جداً.. وبعدها قعد جنبي من غير ما يسألني كالعادة..

بعدت عنه شوية وسبت بينا مسافة كافية إن أسمعه وهوا بيكلمني..

ضحك واستغرب رد فعلي وبعدين بص بعيد وهوا بيمرر إيده بين خصلات شعره الناعمة ورجع يبصلي تاني وقالي:

 

 

 

 

 

 

 

– إزيك يا هايا..

– الحمد لله أنا بخير، إنت ازيك.

– آهو كويس..

– يارب دايما كويس..

تنهد وبعدين قالي:

– أنا مسافر بكرة.. ومش راجع غير بعد ما أخلص دراسة خالص..

– ترجع بالسلامة إن شاء الله..

هوا سكت شوية وبعدين قالي:

– هايا ممكن سؤال..؟

رديت:

– أكيد اتفضل.

– ممكن أعرف ليه لحد دلوقتي مفكرتيش تردي عليا في طلبي منك! انتي حتى مقولتيش لأ عشان أفهم بكدة إنك مش بتبادليني نفس الشعور فـ أصرف نظري عنك مهو اكيد مش هتحبيني غصب عنك..

سايباني محتار وأفكر، تحت احتمالات كتيرة ما بين آه عايزاني أو لأ.. أقول لو مش عايزاني كانت رفضتني.. أرجع أقول بس لو عايزاني كانت وافقت.

أنا بالفعل قررت أصرف نظر عن الموضوع وأطلعه من دماغي بس مقدرتش أطلعه من قلبي إنتي مستوعبة!!

اتنهد بقوة وغضب وقتها وحسيت قد إيه هوا تعبان وموجوع بسببي، قلبي كان بيدق جامد كنت بقوله من جوايا بكل حاجه حاسة بيها تجاهه بس من برا أنا ببصله وساكتة.. وبعدين بصلي جوا عيوني وركز أوي لدرجة إني حسيت بدوخه من شدة خجلي فقالي بطريقة انفعالية:

 

 

 

 

 

 

 

– هايا أنا بحبك! ياريت متتعبيش قلبي معاكي أكتر من كدة.. أنا كل يوم باجي أقعد في المكان ده، على الكرسي ده بالتحديد، وأفضل مستنيكي وأقول دلوقتي هتيجي ده مكانها اللي بتحبه وبتقعد فيه دايما بس انتي مبتجيش..

هتصدقيني لو قولتلك إني دلوقتي جيت على آخر أمل ليا الاقيكي وأقولك كل اللي جوايا وارتاح بقى..!

أنا وقتها بصيت عالأرض بحاول أجمع الكلام اللي هقوله ما أنا أكيد مش هكتم جوايا أكتر من كدة..

فضلت باصة في الأرض استجمعت قوتي وجرأتي وانا بقوله:

– عارف يا أحمد في مغنية قالت جملة حلوة أوي، جملة بتوصف شعوري اللي جوايا ليك بالحرف الواحد.

غنتهاله من كل قلبي:

– ” لو اختار ما بين نفسي وما بينك هعترف.. بإن إنت أغلى وأولى وكمان أولاً..

بحبك سنين في السر ومحدش عرف.. وانا ادفع سنين تانيين واحبك في العلن.. “

كان بيضحك ضحكة مش غايبة عن خيالي وكان مبهور بصوتي كمان فقولتله:

– عارف ده معناه إيه ولا أوضح أكتر من كدة..!

 

 

 

 

 

 

 

 

مش قادرة أوصفلك يا ماما كم الفرحة اللي كان فيها وقتها واسمحيلي أحكيلك بالتفصيل باعتبار إنك صاحبتي مش مامتي، مش هلاقي أولى منك أحكيله سري.

قالت زهرة في حماس وتعجب:

– إحكي ياحبيبتي دا انتي غلبتيني أنا وباباكي في قصة حبنا، إحكي دا أنا هعمل منك شاورما دلوقتي..

ضحكت هايا بسعادة لا تُوصف فقالت:

– تخيلي رد عليا قال إيه..

قالي أنا لو مكنش حرام دلوقتي إني أقوم أحضنك كنت حضنتك قدام الناس دي كلها وأعوض نفسي كل اللي عملتيه فيا الشهور اللي فاتت دي، بس عموماً انا همسك نفسي لكن يوم ما تبقي حلالي أوعدك إن هاخد حقي منك تالت ومتلت يا هايا يا بنت.. زهرة.

وبس ياستي أخدت منه وعد قعدت سنين بتمنى يتحقق واتفقنا إن يجي يتقدم لما يتخرج واهو رجع وعايز يجي يوفي بوعده ليا…

تسائلت زهرة:

– وكل المدة دي كنتوا بتتكلموا؟

– أبداً والله يا ماما أنا كنت براعيكي في كل تصرف مكنش بيني وبينه أكتر من السلام وكل فترة والتانية يتطمن عليا عشان أنا ماعنديش أغلى من ثقتك فيا وإنك تفضلي رافعة راسك قدام الدنيا كلها وتقولي أنا فعلاً ربيت حتى لو.. حتى لو كان بابا مش موجود.

تأثرت زهرة وبشدة ترقرق الدمع في عينيها رغماً عنها وهي تقول:

 

 

 

 

 

 

 

– أنا فخورة بيكي جداً يا بنتي وبتمنى لو كان باباكي معانا دلوقتي وشايفك كبرتي واحلويتي وبقيتي عروسة زي القمر… ربنا يرجعه سالم غانم يعوض سنين الشوق والمرار اللي شوفتها في غيابه.

                                 ٭٭٭

٭في بيت عم محمود٭

محمود بفرحه :

– حمدالله على سلامتك يابني نورت بيتك أخيرا يا حبيبي شوفناك دي مامتك كانت طول الوقت تعبانه و قلبها دايما واكلها عليك عشان انتا مش قدام عنيها تخيل !

أجاب في سعادة:

– ربنا يخليكوا ليا يا بابا و لا يحرمني منكوا ابداً، كل دا بفضلكوا عليا لولاكوا مكنتش عملت حاجه بعد ربنا.. أمال ماما مالها سمعت إنها كانت تعبانة

أجاب محمود في أسى:

– اه والله يابني كانت تعبانة، دا لولا جارتنا مدام زهرة وبنتها هايا كان زمانها حالها حال دلوقتي.. الحمد لله .

اطمئن قلب أحمد لتلك السيره الطيبه و قال في نفسه “هاايل انا كدا مسكت طرف الخيط” ثم قال:

 – طيب عموما انا في موضوع عايز اكلمكوا فيه بس فين ماما الأول عايز اتطمن عليها..

أجاب محمود ضاحكاً:

 

 

 

 

 

 

 

 

– دي من الصبح و هيا شاغله نفسها في تجهيز كل الأكلات اللي بتحبها كإنك كنت عايش جعان، ماتعرفش إنك هناك بتاكل أحلى أكل..

– والله يابابا أكل الدنيا كوم وأي حاجه من إيد ماما كوم تاني خالص..

– ومافيش كلمتين حلوين زي دول لأبوك يعني؟

قبّل أحمد يد والده وقال ضاحكا:

– دا انتا الخير والبركه ياحبيبي، كنت واحشني أوي والله يا بابا..

أخذ يُربت على كتفه بحنان قائلاً:

– وانت أكتر ياحبيب أبوك.. تعالى ياحبيبي ارتاح من مشوار سفرك واحكيلي موضوع إيه اللي عايزني فيه

ذهب بصُحبته إلى الداخل قائلاً:

– كل خير إن شاء الله..

                                 ٭٭٭

انتهت زهرة من الحديث مع ابنتها وجلست تحتسي كوب الشاي الأخضر المفضل لديها على أثر ذكر سيرة زوجها جلست تستمر في تذكر ماضيها…

تأثر المنشاوي من حديث زوجته غضباً فشد على قبضة يده ثم قال:

 

 

 

 

 

 

 

– يا بدرية.. الشدة هيا اللي بتبين معدن الناس، الظاهر إني لما عرفتك اتخدعت في طيبة قلبك وانسانيتك لكن شوفي بقى.. برضاكي أو غصب عنك البنت دي هتقعد معانا لحد ما مامتها تقوم بالسلامة وأنا مستحيل أرمي لحمي فالشارع إنتي فاهمه!

كان أثر وقع الكلمة على مسامعها ماحياً لكل ما قاله فردت قائلة وقد استعت حدقتا عينيها:

– لحمك!!..

أجاب في جمود:

– اه لحمي.. إنتي ماتعرفيش كل حاجه عن عيلتي ردت في عدم فهم:

– ازاي بقى ممكن تفهمني!

أجاب:

– عبد الحميد يبقى إبن عمي من واحده تانيه في السر غير مراته الأولى.

عمي زمان كان شاف واحده غلبانه وحالها ميسرش كان في ناس دايما مستقصداها وعايزين يأذوها و شاف انه كان لازم يحميها منهم بجوازه منها.. فإتجوزها فالسر مش عشان فكرة الجواز نفسها لكن لهدف تاني وهوا انه يحميها من شرهم وقرر يخلي الموضوع سر واستأمني أنا على سره ولما مكنش بيقدر يروح لها كان بيبعتني ليها، مع الأيام بقى خلفوا عبد الحميد وعمل عقد جوازهم رسمي بدل عرفي..

تسائلت بدرية:

– وبعدين..!

 

 

 

 

 

 

 

 

أكمل حديثه في هدوء:

– وبعدين لما عمي اتوفى حصلت مشاكل علي الميراث كان عبد الحميد ليه حقوق عايز ياخدها والدته خافت عليه من المشاكل والاشتباك بأهل أبوه فمنعته من حقه، وطلبت منه يتنازل عن حقه فالميراث عشان ماتحصلش مشاكل وعشان ميحتكش بيهم أصلاً، هوا ساعتها كان في أشد الحاجه للفلوس دي ورافض انه يستغنى عن حقه لمجرد ان جواز امه من ابوه كان فالسر فمشي غضبان و ساب البلد.. بعد كدا لما حاله اتظبط اتجوز سنيه وجاب منها زهرة ورجعت علاقته مع والدته كويسة لحد ما اتوفت هي كمان واستقر هنا في مصر..

فهمتي يا بدريه انا ليه بعمل كدا مع زهرة بالذات لما أبوها اللي هوا أصلاً ابن عمي اتوفى! عرفتي ليه اهتميت بعزاه ومراته اللي في مقام أختي!

نظرت له بدرية وقد بدا على ملامحها الحزن والتشتت والندم فقالت:

– وانت ليه شايل كل دا جواك من غير ما تقولي أو تحكيلي عن كل ده، كنت هتخسر ايه لما تفهمني بدل ما انت سايبني كدا زي الأطرش فالزفة

أجاب في حنق:

– يعني يابدرية شويه الوقت اللي برتاح فيهم فالبيت هاجي احكي فالأمور دي و بعدين كل شيء بأوانه وأديكي عرفتي أهو.. يلا بقا خلينا نعشي البنت اللي سبناها برا دي..

هتفت قائلة وهي تتودد إليه بحنان:

– طيب أنا آسفة بصراحه كنت متأثرة بكلام سماح وفريدة خلوني أغير عليك.. مش من حقي أغير على جوزي حبيبي ولا إيه..

تبسم ضاحكاً وهو يقوم بتظبيط ياقته ثم قال:

– حقك، جوزك زي القمر ولازم تخافي عليه من عيون الستات..

يلا ياستي زمان بنت اختك أكلت البنت بقشورها، بزمتك شايفه البنت زي القمر ازاي؟

أجابت:

– ماشاء الله عليها حقيقي جميلة.. ربنا يقوملها مامتها بالسلامة..

أجاب:

– آمين يارب.. يلا بينا بقى.

 

 

 

 

 

 

 

 

٭في الصالون٭

سماح:

– اشربي يا زهره العصير .

قبل أن ترد زهره دلف سليم وجد زهره مازالت على حالتها فقال متعجبا:

– إيه دا معقول يا جماعه زهره زي ما هيا كدا قومي يا فريده خليها تلبس حاجه عشان تقعد بيها هوا انا اللي هوصيكي!

دلف إليهم منشاوي وبدريه..

فقالت:

– بالظبط كدا يلا يا دودو ياحبيبتي خدي زهره خليها تغير هدومها وبعد كدا تعالوا على أوضة السفرة عشان نتعشى

قالت زهره في حرج:

– لا معلش انا محتاجه ارتاح اتعشوا انتوا بالهنا والشفاء..

رد منشاوي:

– ليه بس كدا يا زهره انتي وسط أهلك مش عايزك تحسي انك غريبه بينا عالأقل اتعشي معانا بعدين ارتاحي براحتك تمام!

شعرت بالحرج فأومأت بالموافقة قائلة:

– تمام حاضر

هتفت فريده بتأفف ونفاذ صبر:

– يلا بقى يا زهرة!

تقدمت إليها بالخطوات قائلة:

 

 

 

 

 

 

 

 

– عن إذنكوا..

    يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية زهرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى