روايات

رواية زحليقة إلى زحل الفصل التاسع 9 بقلم آية محمد رفعت

رواية زحليقة إلى زحل الفصل التاسع 9 بقلم آية محمد رفعت

رواية زحليقة إلى زحل الجزء التاسع

رواية زحليقة إلى زحل البارت التاسع

رواية زحليقة إلى زحل الحلقة التاسعة

(حرب دامية..)
اهتزت المركبة بقوةٍ كادت بجعل اجسادهم تترنح عن المقاعد، تماسك الجميع، وراقب يونس ما يحدث متسائلًا بدهشةٍ:
_ماذا يحدث؟
اجابته زاد وهي تحاول التحكم بحركة السفينة:
_جنود ارثا يهاجمونا.. بالطبع لن تسمح لك بالفرار بتلك السهولة.
حاول استكشاف ما تحاول فعله وهى تسحب أشياءًا بدت مخيفة اليه:
_لا أعتقد اننا بحاجة للمواجهة!
حركت مقود غريبًا ليصبح قبالة مقعده، ثم أشارت له بشراسةٍ:
_سأختار المواجهة بالتأكيد.. شكرًا لنصيحتك أيها المحارب الشجاع!
وتركته يتطلع لفراغها بصدمةٍ ثم خرجت من باب المركبة السفلي لتسدد بسلاحها الأبيض ضربة فتكت باحدى السفن المحاطة بها، ولم تكتف بذلك، استهدفت عدد من المركبات فجعلت يونس يراقبها بصدمةٍ، لم تكن بفتاة عادية قط بل محاربة خطيرة وعليه الحذر بالتعامل معها، مثلما يجاهد في محاولةٍ للتعامل مع قيادة تلك المركبة التي اعتاد رؤيتها بالافلام الغربية..
بالخلف
سقط مؤمن أسفل مقعده، فحاول مرارًا البقاء أعلاه، ولكن مع انحناء المركبة كان يسقط من أسفلها، فصاح بيونس:
_هتولع فينا في زحل كمان… يا أخي منك لله انت واليوم اللي اتجوزت فيه أختك..كويس انك بتحاول تقتلنا عشان انا لو وصلت الأرض حي ههد بيت فتح الله فوق دماغك ودماغ جدك اللي وافق على الجوازة من غير ما يعترض!
وتمسك بحافة مقعد مسك حتى صعد لاعلى مقعده، فقال بغضبٍ:
_هما تقريبًا محتارين يختارولنا نوع الموتة… زي واجب الضيافة كده.
وتحامل على المقاعد الأربعة حتى وصل للمقعد المجاور ليونس، فتمكن من رؤية زاد وهي تتقاتل مع تلك المخلوقات المخيفة بمفردها، ابتلع مؤمن ريقه بخوفٍ جارف، فأشار ليونس الذي يتابع انفعالاته بضيقٍ:
_انسى اللي بتفكر فيه… الزحلين لو اتجوزتها هيسحقوا بيت فتح الله… مش بعيد يسخطوه بطريق عشان ينتقموا منك.. فجو مينفعش نسيبها والكلام اللي بيدور جواك ده فاكس، هي تنزلنا الارض وكل واحد لحال سبيله يمضي!
انحنى برأسه بعصيية وهو يحاول تفادي ضربات المعاكسة للمركبة، فصاح بعنفوانٍ:
_ده وقته ارجع ورا جنب مراتك واحميها وخليك راجل لمرة واحدة في حياتك!
وزع نظراته بينه وبين من تراقبه بسخطٍ، فحركت صدغيها بشفقة مذرية عقب سماع كلمة يونس، فانحنى تجاهه وهو يتساءل بقلق:
_قصدك أيه بكلامك الجارح ده.
مال يونس بلوح المركبة ليجرفها لليسار حتى يتفاد مهاجمة العدو، فاجابه:
_انت متعود تهرب من المعارك اللي انت السبب فيها، وبما انها بقت مراتك يبقى تتحمل مصايبها وترجع ورا تحميها.
شكك بكلامه حينما قال:
_عمرك شوفتني هربت من خناقة حصلت بيني وبينها مع انها بتتحول لامنا الغولة وبيحصلي خساير جسدية لا تعد ولا تحصى ومع ذلك بقف قدامها زي الأسد.
حانت منه نظرة جانبية لتورم عينيه الأزرق، فهمس ساخرًا:
_بدون اثباتات واضح جدًا.
فتح عينيه بصعوبةٍ، وهو يستكمل همسه اليه:
_هو انتوا بتأكلوها ايه يا يونس.. يعني في نظام غذائي معين ماشية عليه؟
رمش بعينيه بذهول، فقال وهو يحاول البحث عن اي سلاح يخص المركبة:
_هي مين دي؟
أشار بعينيه المتورمة:
_اختك؟ اصلها ما شاء الله عندها قوة خارقة.. زي ما تقول عندها كبت بتطلعه عليا.
وانحنى على يده وهو يردد بصوته المحتقن:
_ارحمني وطلقني منها معتش فيا حتة سليمة تستحمل ضربها.. دي بتقولي انها كانت بتتمرن كارتيه!
انحنى بعيدًا عنه حتى وجد لوحة الكترونية تحمل صور اسلحة غريبة يراها لأول مرة، فقال وهو يحاول تشغيلها:
_فعلا كانت بتروح وهي صغيرة.. وبعدين انت زعلان ليه هي اتعلم الكونغ فو واغلبها.
صاح بغيظ:
_يا عم انا لا عايز اتشقلب ولا أهزمها انا عايزة أدخل دنيا.. فاهمني!
صاح به يونس بذعرٍ وهو يلمح احد الضربات تحيط بالمركبة:
_انزل بسرعة.
انحنى اسفل مقعده، فتفادى يونس الضربة القاتلة التي كادت بتدمير المركبة، فعكس وجهتها، انقطع حزام الأمان الخاص بمقعد مسك مع انجراف حركة المركبة فكادت بالسقوط، أمسك بها مؤمن فتعلقت برقبته حتى تتمكن من الصعود اليه بعيدًا عن الباب المحطم، فيبتلع الهواء كل ما يقابله، ازرق وجهه وسعل بقوةٍ وهو يجاهد للحديث:
_كده أنا اللي هموت.. متحرمنيش اقدم مساعدتي لحد تاني طول ما أنا على الكوكب الفقري ده.
شددت من تعلقها برقبته وصاحت به:
_واجبك كزوج يحتمك تساعدني وتضحي بحياتك عشاني.
زاد اختناقه، فحاول ابعادها عنه ودفعها تجاه الباب ليخلص ذاته، مرددًا بصعوبة بالحديث:
_بطلي تقري روايات وتتفرجي على افلاك فكسانه… أنا اضحي بأمي نفسها عشان أعيش!
التحمت المركبة بنظامها التلقائي في لمح البصر، فسقطوا أرضًا حينما انتهت الجاذبيية داخلها، سقطت مسك فوقه فصرخ ألمًا وهو يحاول تخليص ساقه اليسري، فحاولت التدحرج بجسدها مما زاد من ألمه، فدفعها بقدمه الاخرى وهو يصيح بصراخٍ:
_آآه. رجلــــــــــي… انتي بتأكلي ايه!!!!!
اعتدلت مسك بجلستها، فزجرته بنظرة جعلته يضم قدمه المصابة بالمٍ، وهو يختار من الكلمات ما تنقذ موقفه:
_أنا مش عايزك تفهميني غلط الموضوع وما فيه اني مينفعش ارجع الارض من غير رجلي… الجثة لازم ترجع على بعضها زي ما اتنقلت!
نهضت لتحتل المقعد، فربطت حزام امانها وهي تشير له بعصبية:
_أول ما نرجع بلدنا تطلقني.. انا لا يمكن أكمل معاك ثانية واحدة.
استند على المقعد المجاور لها، حتى تمدد عليه بوجعٍ، اتبع نبرته الواهنة:
_والله لو الجماعة هنا عندهم مأذون عربي وابن ناس نتكل على الله ونفض العمل.. وفلوس السفر مسامح فيها من غير حلفنات.
وردد بصوتٍ منخفض:
_كنت فاكر العريس اللي خلع غبي طلع أعقل مني.. أهو كان زمانه بيتغربل على زحل مكاني هنا!
********
بالأمام..
الكل يواجه معركته الخاصة، زاد بالخارج تواجه معركة مصيرية، ويونس يحاول بشتى الطرق حماية عائلته من طلقات الاسلحة المشعة، وبالرغم من قيادته البارعة التي فاجئت زاد الا انه كان يحاول مساعدتها باستخدام أسلحة المركبة، ونجح باستهداف أخر مركبة خاصة بالملكة، فأخفضت زاد اسلحتها وعادت للصعود للمركبة لتنضم اليه مرة أخرى، فما أن جلست على المقعد المجاور له قالت باعحاب:
_قيادة ممتازة يوناس.
ابتسم لسماعه نطق اسمه الغريب، ومع ذلك كان يرغب بسماعه منها، فسلم لها درع القيادة، وهو يتساءل باهتمامٍ:
_والآن ماذا سنفعل؟
أشارت له على اللوحة الصغيرة المجاورة له:
_استخدمها لتحدد المكان المختبئ أسفله النزال.
جذب يونس اللوحة، وما أن لامسها حتى خرج منها ضوء أبيض اللون، تشكل من أمامه كوكب الأرض بشكله الدائري، ومن ثم انقسمت الكرة لعدة اماكن، ليركض به الضوء لخريطة خيالية لا يستعبها عقله، ومع ذلك حاول التأقلم على ايجاد الدولة التي سافر اليها، فحدد البلد ومن ثم المنطقة بذاتها التي ولجوا بها للمخبئ السري، فحددت زاد بمركبتها المكان الواجب للمركبة الهبوط اليه بأمانٍ تام، لثقتها بأن الملكة لا تملك ادنى قوة للحاق بها، فما أن اخترقت المركبة الأرض، اتجهت للمكان المحدد لها، لتصل الى وجهتها أخيرًا..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية زحليقة إلى زحل)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى