روايات

رواية الشيطان شاهين الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم ياسمين عزيز

رواية الشيطان شاهين الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم ياسمين عزيز

رواية الشيطان شاهين البارت الثالث والعشرون

رواية الشيطان شاهين الجزء الثالث والعشرون

الشيطان شاهين
الشيطان شاهين

رواية الشيطان شاهين الحلقة الثالثة والعشرون

…إستيقظت ليليان على صوت منبه هاتفها
أغلقته بسرعة ثم تجلست في سريرها تنظر
إلى الجهة الأخرى من الفراش لتجدها فارغة…
لوت ثغرها باستهزاء و كأنها كانت تتوقع حدوث
ذلك. مطت ذراعيها و هي تتثاءب بكسل
متتمتة:”أصبحنا و أصبح الملك لله..
ربنا يعدي اليوم داه على خير”.
قامت من مكانها لتقوم بروتينها اليومي
و تنزل إلى الاسفل لتجد بقية العائلة متحلقة
على طاولة الفطور ألقت عليهم التحية ثم قبلت رأس
عمها قبل أن تجلس مكانها….
كريمان بتساؤل بعد أن لاحظت تأخر أيهم في
النزول:” هو أيهم لسه نايم و إلا إيه؟ “.
ليليان و هي تترشف قهوتها:”لا يا طنط… هو أصلا
مش بايت هنا إمبارح”.
كاريمان بدهشة :”مش هنا؟؟ أمال فين؟؟
ليليان بنفس البرود:” مش عارفة قال إن عنده شغل
متأخر…و فضل في المستشفى عشان يكمله و
إمبارح لما كلمته قلي إنه حييجي متأخر بس
مجاش”.
حدقت بها كاريمان بعدم رضا ليقاطعهم محمد
قائلا :”يا ماما أيهم مش صغير و بعدين ماهو
ياما بات برا البيت يا إما في المستشفى
و إما مع أصحابه “..
كاريمان بتلميح:” زمان مكانش متجوز يعني مكانش4
عنده حد يرجع علشانه .. بس دلوقتي
الأمر إختلف و متنساش إن هو لسه عريس
مكملتش شهر يعني إيه اللي حيخليه يبات برا بيته
مثلا “.
تأففت ليليان بصوت مرتفع و هي ترمي
المنديل على الطاولة بعد أن فقدت أعصابها
و صبرها من تلميحات زوجة عمها في كل
جلسة :” و الله يا مرات عمي داه إبنك و إنت أدرى
بطباعه فلما يروح الليلة إن شاء الله إبقي إسأليه “.
وقفت من مكانها و هي تكمل :” عن إذنكم انا رايحة
المستشفى عشان تأخرت”.
خرجت ليليان من الفيلا تاركة العائلة تتحاور في
مابينها بعضهم يلوم كاريمان على تغيرها مع ليليان
منذ زواجها و بعضهم يذكرها بتصرفات أيهم الغريبة
قبل أن يتفرق كل واحد منهم إلى وجهته.
تستمر القصة أدناه
وصلت ليليان إلى المستشفى و هي في قمة الغضب
ألا يكفيها ما تعانيه من الابن حتى يأتي دور الام.
ألقت حقيبتها فوق مكتبها بإهمال ثم رفعت سماعة
الهاتف لتطلب قهوة لها.
دخلت عليها أمنية دون أن تطرق الباب و هي
تقول بصوت لاهث:”صباح الخير يا لولو مالك… كنت
بنده عليكي من أول مادخلتي باب المستشفى بس
مسمعتنيش”.
ليليان :”صباح الخير… سوري أصلي جاية من البيت
مش شايفة قدامي….
أمنية و هي تجلس على الكرسي:” إيه مالك حصل
إيه؟؟؟
أسندت ليليان ظهرها على كرسيها بتعب قبل أن تتكلم:” كالعادة طنط كاريمان و إبنها “.
تأففت أمنية من سيرتهما و هي تجيبها:” هي مرات
عمك دي مالها إتقلبت مرة واحدة كده مش كانت
بتحبك و بتعتبرك زي بنتها؟؟ “.
ليليان بملل:” داه كان زمان قبل أن ابقى مرات إبنها
العزيزة اللي لازم تهتم بالبيه و تعامله معاملة الأسياد
و متزعلوش حتى لو على حساب كرامتها و
مشاعرها”.
همهت أمنية قليلا قبل أن تجيبها :”ربنا يكون في
عونك يا لولو…مش عارفة حكايتك دي حترسي على
فين… انا أنصحك إنك تحكي لعمك على كل حاجة
و هو اكيد حيتكلم معاه يمكن يغير معاملته ليكي
شوية “.
ليليان بنفي:” مستحيل… انا طبعا مقدرش أقول لعمي
على حاجات زي دي و بعدين لو كنت عاوزة أقله
كنت قلتله من زمان من قبل ماتجوز… يمكن ساعتها
كنت أقدر اتخلص من أيهم و لو إن داه إحتمال
ضعيف… انا عارفة أيهم و عمايله و مفيش حاجة
حطها في دماغه إلا و وصلها… انا خلاص إنتهيت
و رضيت بقدري انا اللي مضايقيني حاجة واحدة بس
مرات عمي بقت مصتقصداني في الرايحة و الجاية
يا رتني كنت وافقت أيهم إننا نعيش في شقته على
الاقل حبقى مرتاحة انا بقيت في نظرها مذنبة و إن
أنا اللي مطفشة إبنها من البيت “.
أمنية بتأسف :” انا مش عارفة أقلك إيه يا لولو ربنا
معاكي يا حبيبتي…”في مكتب آخر لا يبعد كثيرا عن مكتب ليليان..
طرقت هند الباب طرقات متتالية قبل أن يسمح لها
بالدخول.
إبتسمت هند و هي تلقي التحية :” صباح الخير يا
دكتور أسعد… ”
أسعد بابتسامة :”صباح الخير يا دكتورة هند…
إتفضلي “.
جلست هند و هي تضع ساقها على الأخرى بأناقة قبل
أن تتحدث :” إيه أخبار الشغل يا دكتور؟”.
بادلها أسعد إبتسامة عمليه قبل أن يجيب باختصار
:”كل حاجة تمام شكرا يا دكتورة”.
تنحنحت هند و هي تستوي في جلستها و قد ظهر
على ملامحها بعض الاهتمام:” انا الحقيقة… كنت
عاوزة أتكلم معاك في حاجة مهمة جدا… بس
متخصش الشغل، حاجة شخصية يعني… بس أتمنى
متفهنيش غلط يا دكتور”.
أسعد بهدوء :”إتفضلي يا دكتورة إتكلمي”.
هند بجرأة :”انا الحقيقة سمعت شوية إشاعات
بتقول إنك معجب بالدكتورة ليليان..”.
قاطعها أسعد بحدة :” من فضلك يا دكتورة…مفيش
داعي للكلام داه…داه كان ماضي و إنتهى و دلوقتي
الدكتورة ليليان متجوزة و ميصحش نتكلم عليها
بالطريقة دي “.
هند بخبث :” الواضح إنها كنت بتعزها أوي…عشان
كده مش طايق تسمع كلمة وحشة عليها… على
العموم صدقني انا كنت عاوزة مصلحتك و بس
و كمان انا فكرت كثير قبل ماجي أتكلم معاك
إنت الوحيد اللي حتقدر تنقذ الدكتورة ليليان.. داه
لو بتحبها بجد… “.
أسعد بتساؤل و قد جذبت إنتباهه بكلامها :” مالها
الدكتورة ليليان و أنقذها من إيه…. مش فاهمك “.
هند و هي تمثل شعورها بالاسف:” انا بصراحة
عرفت صدفة و بما إني ست زيها و تقريبا مريت
بنفس الظروف اللي هي فيها فأنا حسيت بيها أوي
الصراحة و صعبت عليا بالرغم من إن علاقتي بيها
عادية مجرد زملاء بس هي معروفة في المستشفى
كلها بأخلاقها و طيبتها و كل اللي هنا بيحبوها و انا
لما سمعت اللي حصل حسيت قد إيه هي مظلومة
تستمر القصة أدناه
و متستهلش كل اللي بيحصل معاها”.
أسعد باندفاع و قد ضاق ذرعا بمماطلتها فهو اكثر
شخص يعلم بأخلاق ليليان :” إتكلمي يا دكتورة
و بلاش لف و دوران “.
هند بهمس:” أنا سمعت إنها وافقت تتجوز الدكتور
أيهم غصب عنها عشان عيلة عمها و إن أيهم هو اللي
هددها و أجبرها إنها توافق… داه غير حياتها اللي
تقلبت جحيم بعد الجواز.. طبعا إنت عارف أخلاقه
كويس، داه بتاع ستات و كل يوم مع واحدة شكل
داه بيخون مراته كل ليلة داه غير الضرب و الإهانة
بس المسكينة ساكتة و مش قادرة تتكلم علشان2
الفضايح…”.
أسعد باستغراب:” بيضربها…و بيخونها “”.
هند :”أيوا و انا متأكدة من الكلام داه و لو عاوز
حخليك تشوف بعنيك… دي كل الناس عارفة أصلا”.
أسعد باستدراك :”طيب إنت عاوزني أعمل إيه؟؟”.
هند و هي تبخ سمها في أذنه كالافعى :”لازم تحاول
تنقذها… هي دلوقتي لوحدها و مفيش حد معاها غير1
صاحبتها أمنية و دي اصلا متقدرش تعملها حاجة….
داه غير إن الدكتورة ليليان بتحبك، انا مرة كنت في
الاسانسير و سمعتهم بيتكلموا بالالغاز بس أنا
فهمتهم كانت بتقولها يا ريته كان تقدم عشان
ينقذني من العذاب اللي أنا فيه… “.
أسعد و هو يخفي حماسه :” طيب و انا حتأكد إزاي
من كلامك ده مش يمكن تكوني فهمتي غلط “.
هند بتأكيد :” لا انا حخليك تتأكد من كل كلمة انا
قلتهالك و مش بس كده انا حخليك تشوف بنفسك
بس لازم توعدني إن الكلام داه يبقى سر بينا ما إنت
عارف المستشفى…أي حاجة بيشوفوها بتنتشر
بسرعة”.
أسعد بتأكيد :” إتفقنا بس ياريت بسرعة عشان لو
الكلام اللي إنت بتقوليه داه صحيح يبقى ليليان
في خطر.. أقصد الدكتورة ليليان “.
هند بخبث :” طبعا يا دكتور أسعد انا حاكدلك صدق
كلامي في أسرع وقت و لو مش النهاردة يبقى
بكرة”.
________________________________________
في فيلا الألفي…..
إستيقظت هبة من نومها على على لمسات حانية
لتبتسم تلقائيا قبل أن تفتح عينيها لتجد عمر أمامها
يمسك بوردة حمراء و يمررها على وجهها بنعومة.
” صباح الورد و الفل و الياسمين على أجمل عيون
شفتها في حياتي”.
نبس عمر بنبرة حب قبل أن ينحني ليقبل ش**يها
قبلة رقيقة.
صباح النور “. ردت هبة بخجل و هي تستقيم في
جلستها.
عمر بابتسامة :” يلا قومي غيري هدومك عشان ننزل
نفطر تحت… طنط ثريا متحمسة جدا عشان
تشوفك”.
هبة بخجل و هي تزيح الغطاء من فوقها :”حاضر
خمس دقائق بس…
إتجهت نحو الخزانة لتختار بعضا من ملابسها قبل أن
تدخل إلى الحمام تحت نظرات عمر العاشقة.
بعد دقائق عديدة خرجت لتجد الغرفة فارغة، جلست
على السرير و هي تفكر في ما ستفعله قبل أن تستمع
إلى صوت عمر قادما من الشرفة.
وقفت من مكانها لتذهب إليه ليتجده يتكلم على
الهاتف… نظرت أمامها بانبهار نحو الحديقة الغناء
التي كانت تمتد أمامها لاميال ….
أحس عمر بقدومها لينهي مكالمته بسرعة ثم إلتف
إليها ليجدها في عالم آخر تنظر أمامها و تبدو مستمتعة جدا بما تراه.
إحتضنها بخفة و هو يقبل رأسها قائلا :”عجبتك؟؟
هبة بلهفة:” جدا…المنظر من هنا تحفة طبيعة و هواء
نقي يا ريت نقدر نفضل هنا على طول “.
ضحك عمر عليها قبل أن يقول :” طب و بيتنا مين
حيسكن فيه…”.
هبة بلهفة:” فيه جنينة؟ “.
عمر بحب:” أيوا جنينة كبيرة قد دي عشانك… “.
لفت هبة ذراعه حوله تحتضنه بحب قائلة :” بجد.. انا
طول عمري بحلم إني أعيش في بيت فيه جنينة “.
عمر :” إنت أحلامك أوامر يا حبيبتي.”.
هبة بخجل :”انا مش حطلب منك حاجة ثانية… “.
عمر مقاطعا:”. تؤ مش تطلبي إنت تأمري… يلا
دلوقتي ننزل علشان زمانهم مستينيا”.
في الأسفل على طاولة الإفطار جلست هبة بجانب
عمر بعد أن سلمت على ثريا التي سعدت كثيرا
تستمر القصة أدناه
برؤيتها….
ثريا بسعادة :” مراتك زي القمر…يا عمر عرفت2
تختار “.
عمر بضحك و هو ينظر لهبة:” طبعا يا طنط انا طول
عمري ذوقي حلو “.
ثريا بابتسامة :” ربنا يسعدك يا حبيبي إنت تستاهل
كل خير، يلا تفضلوا و إلا العروسة مش عاجبها
الفطار لو عاوزة حاجة معينة قوليلي و انا حخلي
فتحية تعملهالك “.
هبة بخجل :” لا طنط مفيش داعي…”.
إرتشفت قهوتها بارتباك من نظرات عمر المتفحصة لها
فهو تقريبا لا يكاد يزيح عينيه من عليها طوال
الوقت.
إستغرب عمر من عدم وجود شاهين و زوجته ليسال
خالته قائلا :” هو شاهين فين يا طنط…مش ناوي
يفطر معانا و إلا….توقف قليلا قبل أن يكمل بجرأة
بيفطر فوق يا بخته عريس”.
ثريا بضحكة :”و الله مش عارفة يا ابني اصل بعد
بعد جوازه نادرا ما بيفطر معانا..”.
صباح الخير “. هتفت زينب و على وجهها إبتسامة
و هي تمسك بيد فادي الذي إرتمى في أحضان عمر
الذي إلتقفه بمرح قائلا :”صباح الخير يا بطل…
فادي ببراءة و هو يحتضن عمر :” صباح الخير يا
أنكل… وحشتني اوي “.
قبله عمر من خده المكتنز و هو يجيبه :” و انت كمان
وحشتني جدا جدا جدا…. أخبارك إيه بطل و عامل
إيه في المدرسة.
أجلسه عمر بجانبه على كرسيه الصغير ليقول
فادي :”انا مش بروح المدرسة انا بروح الحضانة يا
أنكل “.
عمر بضحك :”معلش نسيت… يا أستاذ فادي إيه
أخبار الحضانة “.
فادي :” كويسة انا بقيت شاطر في الرسم و بقيت
بعرف ارسم سفينة في البحر و كمان برسم سمكة
كبيرة بتبقى تحت السفينة…”.
عمر بتشجيع :”برافو يا بطل و انا حبقى أجيبلك
أدوات رسم كثير بس بشرط توريني كل الرسمات
إلى إنت رسمتها “.
فادي بفرح:” حاضر يا أنكل…انا بعد الفطار حجيبلك
كل الرسمات أصل مامي حطاهم كلهم مع بعض
في المرسم بتاعنا… “.
تستمر القصة أدناه
عمر باستغراب :” مامي… “.
فادي ببراءة :”أيوا مامي كاميليا هي حطاهم في
المرسم”.
نظرت هبة لعمر باستغراب غير مصدقة لما تسمعه
إذن هذا هو فادي الصغير الذي لا طالما سمعت عنه
من كاميليا.
تحدثت ثريا لتدد حيرتهم التي ظهرت جليا على وجه
عمر :” أصل فادي بيحب يناديها مامي…”.
إرتخت ملامح عمر و هو يربت على رأس فادي
بحب… أما هبة فكانت ترمقه بعدم إرتياح لمعرفتها
بما عانته صديقتها بسبب هذا الصغير… رغم انه
لا ذنب له في كل ما حصل لها.
___________________________________
في الأعلى… في جناح شاهين.
وقفت كاميليا من السرير بصعوبة و هي تلف الغطاء
على جسدها العاري… إلتفتت إلى الجهة الأخرى من
السرير لتلمح شاهين نائما بسلام…
رمقته بكره قبل أن تتجة إلى الحمام بخطوات حذرة
مخافة ان توقضه…
تركت الغطاء على الأرضية لتدخل تحت الصنبور…
لتختلط المياه بدموعها و هي تتذكر ليلة البارحة.
ليلة أخرى تنتهي بانتهاكها دون رحمة او شفقة
ليلة أخرى تروي ضعفها و إستسلامها أمام جبروته
ليلة أخرى تؤكد لها مدى وحشية زوجها و قسوته
فكرت جسدها جيدا تزيل لمساته المقرفة من عليها…
تذكرت همساته المتلاغلقت صنبور المياه ثم أخذت منشفة كبيرة قاتمة
اللون كأيام حياتها لتلفها على جسدها الأبيض الذي
تزينه كدمات ملونة.
فتحت باب الحمام و خرجت… وجدت شاهين يقف
أمام التسريحة كان يرتدي ملابسه و يمسك بقنينة
عطر.
إبتسم و هو يتفرس جسدها المغطى بمنشفة قصيرة
قبل أن يقترب منها… إنحنى ليقبل كتفها العاري
محيطا خصرها بذراعيه.
تشبثت كاميليا بالمنشفة و هي تقول بتوتر:”صباح
الخير”.
شاهين بصوت أجش:”صباح الجمال… ادخلي غيري
هدومك حتلاقي فستان إلبسيه عشان ننزل “.
أومأت له كاميليا و هي تخفي ضيقها من لمساته
و تتجه إلى داخل غرفة الملابس.
وجدت فستانا شتويا يتكون من قطعتين و معهما
حزام جلدي أسود إرتدته كاميليا على عجل ثم
خرجت لتجد شاهين يجلس على طرف السرير
يعمل على حاسوبه.
رفع رأسه ليجدها تتجه نحو التسريحة.. أخذت
المشط لتمرره على خصلات شعرها الحريرية.
تأملها شاهين بإعجاب لم يعد يخفيه لم يشعر بنفسه
إلا و هو يقترب منها ليحتضنها من الخلف و يضع
ذقنه على كتفها و هو ينظر إلى صورتهما معا
في المرآة…. تصنمت كاميليا مكانها بعد أن وضعت
المشط على الطاولة دون أن ترفع عينيها نحوه….
فهي قد تعودت مؤخرا على تصرفاته الغريبة.
طال سكوتهما و هما يقفان في نفس الوضعية
و شاهين لا يفعل شيئا سوى تأملها، تنهد قليلا قبل
ان يتحدث :”عندنا ضيوف… عمر و مراته تعالي ننزل
عشان تسلمي عليهم”.
كاميليا و قد غلبها فضولها:”هو الاستاذ عمر تجوز
إمتى؟؟”.
شاهين و هو يزيح شعرها ليقبل عنقها :”تجوز إمبارح
… قبلة أخرى :” هبة صاحبتك…. و هما دلوقتي
هنا “.
شهقت كاميليا بتعجب و هي لا تكاد تستوعب كلامه
تستمر القصة أدناه
لتردد:”هبة…هبة تجوزت ؟
اطرقت رأسها بحزن و هي تتخيل ان صديقتها
قد تزوجت و لم تحضر زفافها…هي لم تسمع صوتها
او تراها منذ حوالي اسبوعين..منذ زواجها.
جذبها شاهين من خصرها لتمشي معه إلى خارج
الغرفة بصمت عكس ضجيج عقلها الذي يصور
لها عدة أفكار متى و كيف تزوجت؟؟ هل فاتها شيئ
آخر غير زواج صديقتها بينما هي قابعة في هذا
السجن الإجباري.وصلوا للأسفل لتبتعد عنه كاميليا ما إن رأت هبة
تنظر إليها.. مما أثار حنق شاهين.
إحتضنت صديقتها باشتياق و هي تشعر و كأنها
لم ترها منذ سنوات مما أثار دهشة هبة عندما
إبتعدت لتجدها تبكي.
سلمت على عمر قبل أن تجلس بجانب شاهين
على الطاولة بعد أن سحبها من أحضان هبة بصعوبة.
تداركت كاميليا نفسها بصعوبة و هي تمسح دموعها
بسرعة حتى لا تنهار أمام الجميع متمتمة بأسف :”انا
آسفة اصل هبة وحشاني جدا و هي تعتبر صحبتي
الوحيدة”.
شاهين و هو يحدث عمر :” قررت إيه بخصوص
اللي حصل”.
عمر بثقة:”قررنا إننا نعمل الفرح يوم الخميس فميش
داعي للتأجيل”.
أنصتت لهما كاميليا باهتمام و هي تنظر لهبة التي
كانت تطئطئ رأسها بخجل،شعرت بالسعادة لأجل
صديقتها فهي أخيرا سوف تحقق حلمها و تتزوج من
الرجل الذي طالما أحبته،و فرحت أيضا بأنها لازلت
لم تقم حفل زفاف علها تحضره لنتمكن من رؤية
عائلتها.
إنتهى الجميع من تناول طعام الإفطار ثم قرروا
الجلوس في الحديقة للإستمتاع بأشعة الشمس
رغم تردد كاميليا و رفضها.
توقفت كاميليا عن السير عند عتبة باب الفيلا الخلفي
لتهمس لشاهين الذي توقف إلى جانبها :”انا مش
عاوزة أخرج برا انا حاخذ فادي و نطلع فوق نلعب
مع بعض”.
وضع شاهين يده على ظهرها ليدفعها بلطف لتستأنف
سيرها بخطوات مترددة و هو يقول بأمر :”حنقعد
شوية و بعدين لو عاوزة إطلعي”.
تستمر القصة أدناه
اومأت له كاميليا و هي تخفي فرحتها بالتخلص
اخيرا من سجنها و لو لوقت قصير.
جلسوا جميعا على تلك الكراسي البيضاء التي في
الحديقة لتتذكر كاميليا ذلك اليوم الذي تعرضت فيه
للعقاب بسبب خروجها إلى الحديقة دون إذن.
إستيقظت من شرودها لتسمع عمر يقول بحماس
:”يا ريت أهو نغير جو على الاقل… انا أصلا بقالي
كثير مرحتش المزرعة و كمان عاوز هبة تشوف
اللايغرز”.
إبتسمت هبة و هي تنظر لكامليا و كأنها تذكرها
بزيارتها لتلك المزرعة لتبادلها نظرات حانقة فهي
طبعا لا تريد العودة هناك لكنها ستتمكن على الاقل
من الخروج من الفيلا.
شاهين و هو يجيب عمر :” تمام…جهز كل حاجة
عشان بكره حنروح كلنا و معانا ماما و فادي.. هي
اكيد حترفض بس انا ححاول أقنعها”.
أومأ له عمر و هو يحتضن هبة بحب قائلا بحماس :”
حتتبسطي اوي هناك مش إنت بتحبي الطبيعة
هناك بقى في حيوانات كثير و طيور… حتشوفي
بلاك الحصان بتاعي…. “.
ظل يحدثها بحماس عن المزرعة و عن ماسيفعلانه
هناك لتبتسم كاميليا دون شعور منها و هي تتخيل
كم كانت ستكون سعيدة لو أن شاهين كان مثل عمر.
شعرت بذراع شاهين تلتف حولها لتنكمش ملامحها
بحنق و كأنه بهذه الحركة يذكرها بوجوده حتى في
أحلامها…قربها منه لتصبح ملاصقة له ليهمس
في أذنها بمكر:”حلوين مع بعض صح…اومأت له بنعم
ليستأتف همسه مرة أخرى :” ياريت كنا زيهم… بنحب
بعض “.
نظرت له كاميليا بخوف لكلامه الغريب و كأنه يقرأ
أفكارها ليقابلها بابتسامة متلاعبة قبل أن يكمل :”
بس للاسف انا مش عمر و إنت مش هبة… و لو إنها
بتشبهك شوية انا اصلا لسه مش فاهم عمر حب
فيها إيه…”.
أغمضت عينيها بقوة قبل أن تعيد فتحهما من جديد
و هي تشعر بغصة كبيرة في حلقها…
إبتسمت رغما عنها عندما وجدت هبة و عمر ينظران
تستمر القصة أدناه
إليهما،بعد قضاء وقت طويل من الأحاديث الجانبية
إستأذن عمر ليأخذ هبة إلى غرفتها لترتاح قليلا و
تجهز حقيبتها للذهاب إلى المزرعة غدا.
شعرت كاميليا بعدم الراحة لبقائها لوحدها مع شاهين
في الحديقة لتطلب منه الدخول…تجاهلها و هو
هاتفه ليبعث بعض الرسائل تخص العمل عبر بريده
الإلكتروني، وقفت من مكانها إستعداد للمغادرة و
تفاجأت بيد شاهين تسحبها بقوة و توقعها فوق
ساقيه… صرخت بفزع و هي تظن بأنها ستقع أرضا
لتجد نفسها في أحضانه…و لم تشعر بنفسها إلا
تدفعه على صدره بقوة محاولة الوقوف من مكانها و
الهرب بعيدا عنه، ثبت شاهين جسدها بسهولة
و هو يضحك عليها لترمقه هي بكره و هي تتمتم :”
فاكر نفسك بتتسلى ها… إنت ليه كده”.
عقد حاحبيه باستغراب و هو هو يسالها مدعيا
البراءة كده إزاي يعني؟؟ مش فاهم “.
حركت كاميليا رأسها لتزيح خصلات شعرها
التي سقطت على وجهها و هي تقول بنفاذ صبر :”
مفيش حاجة انا عاوزة اروح اوضتي تعبت و عاوزة
ارتاح”.
حرك شاهين انامله على وجهها ليزيح خصلات شعرها
التي فشلت في إزاحتها بسبب تقييده بيديها
الاثنتين… رمقها بنظرات غامضة قبل أن يتحدث
بصوت مشاكس :” إنت لسه تعبانة من إمبارح…
غمزها بوقاحة لتتسع عيني كاميليا بدهشة
من كلامه خاصة عندما اكمل :”معاكي حق إنت تعبتي
جدا و لازم ترتاحي “.
نفخت اوداجها بغضب قبل أن تتمتم بهمس :” قليل
الأدب ااه “.
صرخت بألم عندما شعرت به يضغط على خصرها و
يقول بصوت محذر:” إوعي تتجاوزي حدودك معايا
المرة الجاية ادفنك مكانك”.
كاميليا بتحدي :” ياريت تقتلني و تريحني بدلالعذاب اللي انا عايشاه ده…. انا بجد زهقت و معتش+
قادرة اتحملك اكثر”.
شاهين ببرود :” لا إتحملي عشان قعدتك هنا حتطول
كثير”.
رمقته بغضب ليبتسم هو على ملامحها اللذيذة ليزداد
حنقها و هي تتململ في أحضانه محاولة التخلص
منه… توقفت فجأة عن التحرك لتسأله :” إنت عاوز
مني إيه و مستحمليني جنبك رغم كرهك ليا ليه؟؟
ممكن اعرف السبب”.
شاهين بكذب :” لما أزهق منك حقلك متخافيش
ساعتها حرميكي برا من حياتي…”
كاميليا بجرأة :”يا ريت ابقى إرتحت من سجنك داه”.
شاهين بحدة:”وحشتك الحارة المعفنة الل جيتي
منها…إوعي تفتكري إنك خلاص ضمنتي الفلوس
اللي إنت إدتيها لعيلتك… لا يا قلبي انا بإشارة واحدة
مني و أخليهم يشحتوا في الشارع…
كاميليا بيأس و قد بدأت دموعها بالنزول :”إعمل
اللي إنت عايزه معادش يهمني انا معادش فيا طاقة
أستحمل أكثر من كده…حقتل نفسي عشان ارتاح
منك و من تهديداتك ليا و ساعتها مش حتقدر
تعملي حاجة……

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشيطان شاهين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى