روايات

رواية روفان الفصل الثاني 2 بقلم نورهان إسلام

رواية روفان الفصل الثاني 2 بقلم نورهان إسلام

رواية روفان الجزء الثاني

رواية روفان البارت الثاني

رواية روفان الحلقة الثانية

___فى قسم الإسعافات_________
وصلت روفان وهى تبحث بعينيها عن ” إبتسام” ، سمعت صوت بكاء ” شهد” والذى هى بالتأكيد تعلمه جيداً .. إمتعض قلبُها وهى تقترب رويداً رويداً لترى ممرضة تُمسك بها وطبيب يخيط الجرح بدقة .. وعلى الجانب الأخر” إبتسام” تحاول تهدئه الطفلة بمواستها ببعض الكلمات اللطيفة…
اقتربت منهم وهى ترى طفلتها تبكى أمامها بألم .. بلعت ريقها وهى تنطق” شهد” .. كانت الأُخرى قد نظرت لها وهى تبكى وتتفوه بعبارة: ماما.. متقطعة من البكاء.
مسدت على شعرها محاولة تهدئتها ولكن إرتفع صوتها اكثر حين شد الطبيب الخيط .
إنتهى من عمله ثم قامت الممرضة بتضميد الجرح….
جلست روفان بجانبها وهى تقول بصوت هادئ : الف سلامة عليكِ يا حبيبتى
حضنتها “شهد” وهى تحاول وقف البكاء : وقعت على الرخامة يا ماما .. مش عيزاها فى البيت بعد النهاردة.
حضنتها روفان وهى تنظر لإبتسام وقالت: حاضر يا حبيبتى .. هتمشي من البيت ..
قامت روفان وهى تنظر لإبتسام ثم تحدثت : خلى بالك منها على ما اروح أحاسب المستشفى.
إبتسمت ” إبتسام” وهى تجلس بجانب ” شهد” وتلعب معها لتُنسيها الألم ..
____________________________
بعد أن دفعت تكلفة جراحة الخيط وكانت فى طريقها إليهم… سمعت صوت الأمن وهو يصرخ فى أم لطفل ويهددها بالإتصال بالبوليس لعدم إستطاعتها سداد تكاليف المستشفى الخاصة بإبنها ، وقفت روفان وهى ترى الأمن يمسك السيدة من ذراعها لحين أن يتصل احد اخر بالشرطة… وقفت وهى تسأل موظفة الدفع عن تلك الحالة..
نظرت الموظفة للمرأة بحزن وهى تقول: ست غلبانة إبنها مريض سكر وكل شوية تجيله غيبوبة سكر ويحتاج يجى هنا ، صرفت اللى وراها واللى قدامها عليه وجوزها سابها لوحدها .. ودلوقتي مش عارفة تدفع حساب المستشفى ..
نظرت روفان لحالة الأم وهى تترجى الأمن بأن يتركوها هى وطفلها .. أرجعت نظرها للموظفه وهى تتسأل مجدداً عن حساب تلك السيدة لتجيب الموظفة بإن المبلغ الف وخمسة وعشرون جنيهاً …
نظرت روفان للأمن وهى تقول فى استهجان لطريقة التعامل مع الأم وطفلها: هى الرحمة انعدمت من قلوبكم للدرجادى .. ماسكينها علشان متخرجش من المستشفى ومقيدنها علشان فلوس .. انتوا بجد بنى ادمين!!!
وقفت المرأه وهى تبكى على حالها وتنظر لطفلها الذى يجلس على كُرسي متحرك ويبكى على حالة والدته ..
أكملت روفان حديثها: عايزه اعرف فين مدير المستشفى اللى سمح بالمهزلة ديه .. يعنى المريض لو مش معاه فلوس يموت !! .. وانت واقف تتطلب البوليس علشان شوية فلوس مش قادرة تتدفعهم .. مش مكسوف من نفسك .. حطيت نفسك فى الموقف ده قبل ما تطلع تليفونك من جيبك وتفكر تطلب الرقم!!!!!
فتحت حقيبتها وأخرجت بعض المال وهى تعطيه للسيدة وتقول : ادفعى حساب إبنك يا امى وانا ليا تعامل ثانى مع المستشفى ديه..
نظرت للأمن وهى تقول بأمتعاض: حد يندهلى مدير المستشفى .
بعد أن انتهت السيدة من دفع المال أمام اعين الجميع وقفت روفان أمامها وهى تقول بلُطف: انتِ شخصية طيبة وقلبك ابيض .. كفاية إنك واقفة مع أبنك الوقفه ديه و إن شاء الله ربنا هيجزايكى خير..
نظر الطفل لها وهو يقول بتعب: هو فيه حد هياخد ماما يا طنط!!؟
نزلت إلى مستوى الطفل وهى تنظر لبرأئته ثم
هزت رأسها بالنفى وهى تحاول التغلب على دموعها ، وضعت يدها على وجه الطفل وهى تقول بحنان : لا يا حبيبى . انت وماما هتروحوا مع بعض ولو احتاجتوا اى حاجه هتتصلوا بيا .. ماشي ..
هز الطفل رأسه بفرح موافقاً لحديثها .. حينها أخرجت كارت به الرقم الشخصي لها وهى تعطيه للطفل .. وقفت مجدداً وهى تُكلم الأمن :فين المدير بتاعكم!!؟
سمعت من خلفها صوت رجل اربعينى يقول: فيه حاجه يا أستاذة!!؟
التفتت له ثم قالت : عايزه اعرف المكان اللى انا واقفه فيه ده مستشفى ولا بنك هدفه الفلوس وخلاص!!؟
نظر المدير إلى جميع الواقفين والذى كانت نظراتهم بها إشمئزاز من تعامل المستشفى مع المرضي….
تكلم المدير بعد أن عدل نظارته: مستشفى بس..
روفان بتهديد: مفيش بس .. يبقى التعامل مع أهل المريض يكون بلين ولطف خصوصاً لو كان المريض بيستمر على علاج معين وبيضطر إنه سجى هنا كثير…
تحدث الأخر وقد اكتفى بنظرات الناس إليه: وحضرتك مين علشان تفهميني شغلى فى المستشفى!!
نظرت روفان له ثم بدأت تنظر حولها إلى أن نطقت السيدة الذى فى يدها الكارت الشخصر ل روفان : روفان احمد عبد العزيز.
بدأ الجميع يتهامس إلى أن قال رجل من بين الحضور: حضرتك اللى كسبتى اخر قضية رأى عام فى الدولة!!
صمتت قليلاً إلى ان سمعت صوت ” شهد” وهى تركض إليها .. و”إبتسام” تركض خلفها .. أمسكت روفان بيدها إبتسمت لها ثم رفعت نظرها للمدير وهى تقول بتحدى: من الأفضل ليك بقا تشوف شغلك بعد كدا فى المستشفى كويس .. علشان انا هتابع الموضوع بنفسي ولو حصل كدا ثانى هرفع قضية على المستشفى وفيه بدل المريض ألف اللى هيشهد بتعاملكم الق_ذر معاه هو وأهله …
رفعت شهد إلى مستواها وهى تمشي بها وتقول بضحك: تعالى بقا علشان هقضي معاكى اليوم كله .
نظرت لإبتسام وهى تنادى عليها لتأتى .. استقلوا معاً السيارة حتى وصلوا المنزل.
صعدت روفان منزلها ثم أدخلت ” شهد” غرفتها لتستريح .. خرجت من الغرفة لتجد إبتسام واقفة فى الخارج تنتظرها ما إن خرجت حتى بادرت إبتسام بالحديث: يا أستاذة انا ..
اوقفتها روفان بيدها وهى تقول : انا عارفة إنه مش قصدك ديه حادثة، عموماً قدر الله ما شاء فعل … شيلى بس الرخامة ديه من البيت علشان ” شهد” متتضايقش من وجودها .. انا هدخل ارتاح فى اوضتى.
هزت “إبتسام” رأسها بفرحة وهى تدعى لروفان بالعمر الطويل والرزق الوفير.. ثم ذهبت لتُكمل عملها…
_____________فى غرفة روفان_________
فردت جسدها المُهلك على السرير وهى تحاول النوم بدون تفكير ، ولكن هيهات فعقلها دائما ما يحوم حوله الماضي بكل تفاصيله اغمضت عينها لعلها تنام ولكنها كانت ترى دائما ذلك اليوم فى أحلامها ، فتحت عيونها مرة أخرى وهى تحاول عدم التفكير فى شئ .. أى شئ يُعكر صفوها ..سرعان ما استسلمت إلى النوم لترى ماضيها الذى يُعكر صفوها.
بعد أن إستلمت المال مقابل السلسة ذهبت لتستأجر غرفة فى فندق وقد كان فندق عادى تكلفة الليلة الواحدة به خمسمائة جنيه فقط.. حجزت ٤ ليالى ليتبقى معها خمسة الآف جنيهاً .. صعدت إلى غرفتها وهى مُرهقة فقد استغرقت ما يقارب الساعتين لتعثر على فندق بهذا السعر.. ما إن رأت السرير حتى تمددت فيه وهى تُريح جسدها المُهلك من أثر اليوم …….
___________صباح اليوم الثانى_______
كانت قد استيقظت على ضوء الشمس يداعب وجهها .. للحظة تذكرت إنها بتلك الفندق نظرت إلى ساعة الحائط لتجد الساعه الثامنة والنصف …. قامت سريعاً وهى تستعد لمحاضرة اليوم والذى أخبرهم الدكتور فى أخر لقاء بأهميتها بالنسبة لهم .. فى خلال نصف ساعة كانت تنزل من سيارة أجرة لتكون أمام كليتها ” كلية الحقوق”
نظرت إلى الكلية وهى تُصبر نفسها بسنة واحدة لتُصبح محامية … دخلت الجامعه وهى تبتسم حوى لا يلاحظ احداً عبوسها .. ما إن تقدمت خطوتين حتى سمعت صوت شخصاً ينادى عليها ..إلتفتت لها لتجده خالد صديقها .. إقترب منها قليلاً وهو يحيها ثم قال: اول مرة تيجى متأخر ..مش عادتك..
أكملت سيرها بجانبها وهى تقول: راحت عليا نومة ..
توقف قليلاً وظهر عليه الإرتباك من امراً ما نظرت إليه فى استعجاب ثم قالت : هستأذن انا علشان متأخرة ..
قبل أن تنسحب كان يناديها روفان..
وقفت وهى تنتظر حديثه ..إبتسم بِود ثم قال: كنت عايزة لو نقعد النهاردة فى اى كافيه بعد الجامعه .. كنت عايز اتكلم معاكى فى موضوع مهم ..
لاحظ صمتها المُبهم ببعض الأسئلة فأكمل حديثه: موضوع مهم جداً ولو مش مهم مكنتش هكلمك.. ارجوكِ
صمتت قليلاً وهى تفكر .. ثم رفعت رأسها بقلة حيلة له .. ظهر على وجهها القبول فهى تعرف خالد لطالما كان من الطلاب الذين لا يداعبوا الفتيات ولا يتحدثون معهم فى أمور غير الدراسة .. هزت رأسها بإيجاب .. فأبتسم وهو يرحل ويُذكرها بالمحاضرة .. إبتسمت وهى تهرول سريعاً إلى المدرج….
سرعان ما انتهى اليوم لتخرج من مبنى الكلية منهمكة من اليوم .. قابلت خالد فى وجهها .. إبتسم ثم قال: هنروح اى كافية برا الجامعه علشان عارف إنك مش هترضي تقعدى معايا فى الجامعه..
هزت رأسها بإيجاب وهى تتبعه .. ظلت الصمت بينهم إلا أن جلسوا فى كافيه يبعد عن الحرم الجامعى بحوالي نصف ساعة ..
طلب هو قهوة بينما هى اكتفت بالماء فهر تريد أن تسمع ما يود قوله وترحل حتى تنام ..
ظل ينظر لها فى توتر إلى أن اكتفت من الإنتظار فتحدثت: ارجوك قول عايز ايه علشان تعبانة وعايزة اروح..
شعر بالإحراج فحمحم وهو يبدأ حديثه: بصراحة يا روفان .. انا .. انا معجب بيكى..
جحظت عينيها وسرعان ما أنزلت كوب الماء من يدها وهى تنظر له بدهشة.. تكلم مرة اخرى: عارف إنك مستغربة ..بس انا مش قصدى حاجه.. ممكن اطلب ايدك من والدك وبعد ما اتخرج نتجوز .. وتقضي اخر سنة بيتك و..
قبل أن يكمل حديقه كانت قد وقفت وهى تقول: اسفة يا خالد بس مش هقدر ..
وقف أمامها وهو يقول: طب سبينى اكمل كلامى.. صدقينى مش همنعك عن كليتك ولو حبيتى تعملى ماجستير او دكتوراة مش همانع ده بالعكس هساعدك..
أمسكت حقيبتها وهى تقول بتفهم: اسفة لكن فعلاً مش هينفع ..
غادرت المكان قبل أن ينطق بأى شئ اخر .. بينما هو جلس يحاول أن يفكر بطريقة أخرى للتحدث معها او إقناعها بالأمر…..
_________ الساعه التاسعة مساء________
استيقظت روفان على صوت هاتفها يرن .. نظرت لأسم المتصل فكانت ” ندى” أجابت ليأتيها صوت ندى المرح دائماً :مساء الفُل يا يا محامى الكل ..
إبتسمت روفان رُغماُ عنها .. ثم ضحكت بصوت مسموع وهى تقول لندى: المداعب الشخصى بتاعى عامل ايه!!؟
_ بخير يا كابتن .. المهم الأمورة الصغيرة ..قوليلى عاملة ايه!!؟
ضحكت روفان وهى تقول: الحمد لله بقت كويسة ..
_ طب كويس .. هاتيها معاكى بكرا علشان عايزه اشوفها والعب معاها..
إبتسمت روفان : من عنيا ..بس انتِ اللى هتخلى بالك منها طول اليوم ..
ضحكت ندى :اكيد يعنى فيه غيرى ..
إبتسمت روفان ثم صمتت لتكمل ندى حديثها: هيكون فيه بكرا مقابلات كثير شوية .. فكويس إنك ملغتيش اليوم ..
_ الحمد لله ..
انتهت المكالمة واغلقت روفان الإتصال .. قامت من مكانها حتى تذهب إلى غرفة شهد .. وت فى الصالون تعلب بالعابها .. فأبتسمت وهى تذهب لتلعب معها .. إلى أن سمعت صوت هاتفها يرن ..ذهب لتجيب فقد كان رقم غريب: الو ..أستاذة روفان معايا!!؟
_ ايوا! مين!؟
= إحم، انا اللى جيت لحضرتك الصبح
_ اه تمام افتكرتك ..
= الف سلامة على بنت حضرتك..
_ الله يسلمك
= كنت عايزك فى قضية مهمة وللأسف مش هعرف احكى معاكى القضية فى التليفون لكونها طويلة شوية ومهمة …
روفان بإستفسار اكثر: ممكن تقولى طيب اى حاجه عن القضية علشان اخد فكرة …
_ قضية خلع
رأيكم مهم بالنسبالى…

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية روفان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى