روايات

رواية رحيل العاصي الفصل السادس 6 بقلم ميار خالد

رواية رحيل العاصي الفصل السادس 6 بقلم ميار خالد

رواية رحيل العاصي البارت السادس

رواية رحيل العاصي الجزء السادس

رواية رحيل العاصي
رواية رحيل العاصي

رواية رحيل العاصي الحلقة السادسة

سقطت قطعة دجاج أخرى من العلبة ووقعت على الأوراق الموجودة أمام عاصي وقد خربتهم بسبب الزيت التي كان يحيطها بها!! شهقت رحيل بفزع ونظر لها الآخر بصدمه من فعلتها تلك!!
نظرت له بخوف ثم بكت بصوت رفيع وقالت بسرعه:
– مكنش قصدي والله ما كان قصدي
– اسكتي!! أنتِ إيه مينفعش تقعدي خمس دقايق من غير ما تعملي مصيبة
قالت رحيل ببكاء مضحك:
– أنا هقولك أنا والله أنا
ثم أغمضت عينيها بخوف من ردة فعله وقبل أن ينطق بأي كلمه دلفت ليلي إلى الغرفة وقالت:
– يا خالوا أنت نسيتني ولا إيه
نظر لها عاصي بغضب وقال:
– مين اللي قالك تيجي بدري كده يا ليلي!!
نظرت له الفتاة الصغيرة بدهشه وعيون متسعه وقالت:

 

 

– أنا آسفه بس أنت كنت واحشني أوي عشان كده..
قاطعها عاصي وقال:
– طيب يبقى خليكي في مكتب رامي لحد ما أخلص شغلي
نظرت له ليلي بحزن وعيون كادت تملأها الدموع وخرجت من الغرفة، نظرت رحيل إلى عاصي بغضب ولأول مره تتحدث معه بتلك الطريقة، قالت:
– أنت ازاي تتكلم معاها كده
– ممكن تخليكي في حالك ومتنسيش أن كل ده حصل بسببك
– حتي لو؟ مش مبرر عشان تكسر خاطرها كده حرام عليك
نهض عاصي من مكانه وقطب جبينه بغضب فقالت الأخرى:
– في إيه زعلان عشان بقولك الحقيقة يلا روح أعتذر لها
– أنتِ نسيتي نفسك ولا إيه!
– يا سيدي اسمك عاصي تمام بس مش لدرجة أنك تعصي كل الكلام اللي بيتقالك كده يلا روح زي الشاطر أعتذر لها
قالت تلك الجملة وضربته بخفه على كتفه فصاح بها الاخر:
– اطلعي برا
نظرت له رحيل بدهشة وقالت:
– كل ده عشان قولتلك الحقيقة
– كلامي واضح من هنا لحد ما أخلص شغلي وامشي مش عايز أشوف وشك .. برا
قالت رحيل وهي تلوح بيدها:

 

 

– يا سيدي برا برا هتطردني من قصر يعني
تقدم عاصي خطوة للأمام بغضب فهرولت الأخرى خارج الغرفة بسرعه، وجلس الآخر على مكتبه وأمسك رأسه بتعب وتابع عمله وخرجت رحيل واتجهت إلى مكتب رامي بعد أن دلها عليه إحدى الموظفين حتى تصلح ما فعله هذا الغاضب ..
***
في كندا..
تململت في سريرها بملل ونهضت من مكانها بعد أن تأكدت أن الصباح قد جاء وأخيراً بعد معاناتها طوال الليل حتى تنام قليلاً ولكن كعادتها يصاحبها هذا الأرق القاتل، خرجت من غرفتها لتجد خالتها حضرت الفطور، كانت خالتها فريدة قريبة من عمرها فكانت في الثلاثينات من عمرها وهذا القرب كان له فضل كبير في التوافق بينهم، اتجهت إليها وقالت:
– صباح الخير
– صباح النور .. نمتي كويس
ابتسمت بتعب وقالت:
– زي العادة
– أنا مش قولتلك لازم تروحي لدكتور .. هتفضلي كده لحد امتي
– كل ما أنام أحلم بكوابيس
– بتحلمي بأيه؟
– بحلم بيها بتجيلي في أحلامي هي زعلانه مني عشان سيبتها ومشيت أنا اتخليت عن صاحبة عمري

 

 

– لو نسيتي افكرك إنك مشيتي غصب عنك مش برضاكي .. أنتم الاتنين ادمرتوا بسبب الحيوان ده اللي اسمه أحمد ضحك على واحده وبوظ حياة التانية وطلع عليها سمعة وحشه
– أيوة بس كان لازم نفضل مع بعض .. مكنش ينفع نبعد ونعاني بعيد عن بعض على الأقل كُنا نهون على بعض
– متزعليش نفسك أكيد خير
الكاتبة ميار خالد
– كله بسبب عاصي .. هو اللي بعدنا وعمل كل ده وهو اللي مانعني أرجع مصر أنا مش فاهمه ليه بيعمل كده
– عاصي عارف مصلحتكم كل ده عشانكم .. أنتِ عارفه أنكم الاتنين واحد عنده مش بيفرق مين أخته ومين مش أخته .. أنتم الاتنين اتربيتوا سوا وكبرتوا سوا وهتفضلوا أخواته
– بس أنا مش مسامحاه على كل ده .. ولو هو فاكر إني هقبل بالمنفي ده ومش هرجع مصر يبقي غلطان
– قصدك إيه؟
– قصدي أني هرجع مصر قريب أوي .. من غير ما يعرف طبعاً
– أنتِ متأكدة؟
– أيوة .. هنشوف بقى هيعمل إيه لما يلاقيني قدامه!!
– طيب وليلى
– ليلى الضحية الوحيدة في كل اللي بيحصل ده بس أنا هغير كل حاجه صدقيني! ومش هسيبها تاني
***
دلفت رحيل إلى مكتب رامي لتجده يعمل على الحاسوب الخاص به وليلي تجلس على الأريكة بملل شديد وكلتا يديها على خديها، وعندما وقعت عينيها على رحيل ابتسمت ابتسامة واسعه ولوحت لها بيدها فبادلتها الأخرى نفس الابتسامة ثم اتجهت إليها وجلست بجوارها، قالت رحيل:
– أنا زهقانه أوي هما علطول ساكتين كده
– كل مره اجي أفضل قاعده لوحدي لحد ما خالوا يخلص شغل بعدين يفتكرني ويجي يخرجني
خطرت فكره على بال رحيل فابتسمت بغموض طفولي وقالت:
– إيه رأيك نعمل حاجه تكسر الملل ده
لمعت عيون ليلي وهي تقول:
– بجد! إيه؟!

 

 

– نعمل مقلب مثلاً ؟
ضحكت ليلى بشدة وكان رامي يسترق النظر إليهم وتعجب من حوارهم السري بصوت خفيض، وقبل أن ينهض من مكانه ليستكشف حديثهم صمت الاثنان، قال:
– بتتكلموا في إيه؟
قالت ليلي:
– وأنت مالك يا رامي
قالت رحيل:
– أيوة صحيح وأنت مالك يا رامي
ظل يطالعها بصمت وملامح جامده فقالت:
– هو ممنوع على أي حد في الشركة دي أنه يضحك ولا إيه .. متروق كده بلاش تبقى متنشن أنت هتعمل شبه التور اللي جوه ده
– ياريت تتكلمي عن مستر عاصي بطريقة أحسن من كده
– طيب يا سيدي متتحمقش كده
نظر لها رامي بفتور ثم خرج من الغرفة، وعندما تحرك من مكانه قفزت ليلي على أرجل رحيل وقالت بصوت خفيض:
– ها هنعمل إيه؟
– بصي يا ستي..
في مكتب عاصي..
كان منهمك في مراجعه بعض الأوراق في جهة وينظر إلى الحاسوب الخاص به في جهة أخرى واثناء كل هذا صدع هاتفه رنيناً برقم غريب، رد عليه وقال:
– الو
لم يجد رد من الطرف الآخر فكرر كلمته تلك حتى رد الطرف الآخر:
– احم .. الو
– أيوة مين معايا؟
– مش لازم تعرف .. المهم تعرف أن ليلي معايا وأنت مستحيل توصلها تاني!
كاد عاصي أن يفقد أعصابه ولكن لحظه..
قد انتابه شعور غريب وكأنه يعرف هذا الصوت جيداً، قال:
– والله؟

 

 

– ايوه والله
صمت عاصي ثم ضغط على الحاسوب الخاص به فظهرت أمامه كل كاميرات المراقبة الموجودة في الشركة فاتجه إلى الكاميرا الموجودة في غرفة رامي ليجد رحيل في إحدى الزوايا معها ليلي ولم يكن رامي معهم في الغرفة، لاحظ عاصي الهاتف الذي تمسكه رحيل في يدها وتبتسم بمرح ومعها ليلي ففهم على الفور ماذا يحدث، قال:
– ده على أساس إني كده مش هعرفك وهيدخل عليا الحوار ده
الكاتبة ميار خالد
قالت رحيل وحاولت أن تغير صوتها أكثر حتي أصبح أكثر خشونة، لقد حاولت وبشده ولكنها فشلت لأن صوتها له رنة خاصه ومميزه ورقيقة في نفس الوقت، قالت بتلك النبرة:
– أيوه أنت متعرفنيش لو عايز تشوف ليلي تاني اب…
ولم تكمل جملتها تلك حتى وجدت من يسحب الهاتف من يدها بقوه! التفتت بسرعه وكادت أن تتكلم ففتحت فمها بغضب ولكن أصابها الخرس عندما وجدت عاصي أمامها يطالعها بتهكم، نظر لها بانفعال وقال:
– ده بجد اللي بيحصل ده!! إيه الهبل اللي أنتِ بتعمليه ده المفروض إنك كبيره على الكلام ده!!
قد نسيت رحيل فمها مفتوح من الصدمة وعندما أفاقت على كلماته تلك ابتسمت بعفوية وقالت:
– أيوه أنا كبيره أكيد بس مفيش مانع لو هزرت شوية في إيه مش مستهله كل ده
– أنتِ متخيله كم الأحداث اللي عملتيها في يوم واحد بس!
– بالعكس ده أنا حتى مكسوفه عشان مكان أول مره أكون فيه
– فعلاً واضح جداً
رفَعت رحيل حاجبيها وانزلتهم مراتٍ متكررة بسرعه وابتسامه طفوليه على وجهها فصاح بها الآخر:
– اسكتي بطلي اللي بتعمليه ده!!

 

 

لم ينكر عاصي أنه كان على وشك الضحك من حركتها تلك ولكنه تحكم بنفسه ليبدو بهذا الثبات امامها، قالت ليلي:
– طيب يا خالوا ده وقت غدا يلا بقى فسحني
قالت رحيل:
– وأنا بقول أنا ناسيه إيه .. استأذنكم أنا هروح أكُل
أمسكت ليلي بيدها وقالت:
– مستحيل أنتِ كمان هتيجي معانا
قال رحيل وعاصي في نفس الوقت:
– نعم؟!!
***
في بيت رحيل ..
دلفت داليا إلى غرفتها بسرعه بعد أن تأكدت من خلو المنزل بعد خروج أبيها ووالدتها لزيارة إحدى الأقارب، أمسكت هاتفها واتصلت برقم ما وبعد لحظات جاءها صوته عبر الهاتف:
– حبيبتي .. خرجوا ولا لسه في البيت؟
– لا لسه خارجين دلوقتي
– جميل .. تحبي اجيلك دلوقتي ولا نخرج ؟
– مش عارفه .. أنت شايف إيه
قال الآخر:
– أنا شايف نفضل في البيت بدل الزحمة والحر برا
فكرت داليا للحظات ثم قالت:
– خلاص اللي يريحك ماشي هستناك

 

 

– ماشي يا حبيبتي أنا مسافة السكة وهكون عندك
الكاتبة ميار خالد
ابتسمت داليا وقالت:
– حاضر .. بحبك
– وأنا كمان .. يلا سلام دلوقتي
وبعد أن أنهت مكالمتها معه نهضت من مكانها وذهبت إلى المطبخ لتحضر لهم بعض الطعام وبعد فتره ليست طويلة صدع جرس الباب رنيناً فذهبت نحوه بابتسامه واسعه وفتحته ليطل عليها حبيبها الخفي حازم، أبتسم الآخر إليها أيضًا، كانت ملامحه عاديه هادئة، كان نحيل نوعاً ما مع بروز بعض العضلات في جسده طويل القامه تلون شعره باللون الأسود وتلونت بشرته باللون القمحاوي المائل للسمار المميز، قالت داليا:
– أخبارك إيه
– هنفضل واقفين عند الباب كده طيب
قالها بابتسامه واسعه فقالت الأخرى:
– اكيد لا أدخل يلا
دلف حازم إلى الداخل وجلس على إحدى المقاعد وذهبت داليا وحضرت لهم الطعام ووضعته على الطاولة وبعد لحظات كان الاثنان على طاولة الطعام يتناولون قليلاً ويتحدثون قليلاً، قال حازم بضيق:
– أنا مش عاجبني الحال ده .. مش عاجبني أننا كل مره نتقابل في السر كده
– ما أنت عارف الوضع بين عيلتي وعيلتك يا حازم
– الوضع مش بالسوء ده لو حاولنا نحل الخلافات دي كانت اتحلت .. غير كده الخلاف بين أبويا وعمك يعني أنتم ملكوش دعوة
– والله؟ أنت نسيت اللي حصل زمان
– معرفش بقى
– لا شكلك نسيت .. عمي باع حتة الأرض اللي كانت عنده لابوك وللأسف أخد الفلوس قبل ما يمضي العقد ده عشان كان أبوك واثق في عمي .. ويوم البيع عمي عرف أن أبويا مش موافق يبيع حصته في الأرض وأن عمي كان هيبيع بدون علم بابا .. وللأسف بعدها عمل حادثة وأتوفى هو ومراته وبابا هو اللي اتدبس في كل حاجه أنت جربت تجيب سيرة عيلتي ولا أبويا حتي مع أبوك ولا لا؟

 

 

– حاولت
– وإيه النتيجة؟
– مكنش طايق يسمع حاجه عنكم
– بالظبط ده اللي عايزه اوصلهولك
– طيب والحل يا داليا .. إيه نهاية اللي إحنا فيه ده أنتِ عارفه أني بحبك وإني مش هسيبك لحد غيري بس لازم نتحرك في علاقتنا أكتر
تنهدت داليا بضيق ثم قالت:
– صدقني كل حاجه هتبقى كويسة .. بس أرجوك أقفل السيرة دي إحنا ما بنصدق نشوف بعض ده أنا حتى مجهزه شوية أفلام عشان نتفرج عليها هتعجبك أوي حتى الفشار
ابتسم الآخر وقال:
– خلاص يا ستي اقفلي الموضوع ده
وبعدها ضحك الاثنان ونسوا كل مشاكلهم تلك وجلسوا ليشاهدوا تلك الأفلام سوياً في جو من المرح والضحك، كانوا يثقون بربهم أنه سوف يجمعهم سوياً رغم تخطيهم حدود دينهم في مقابلاتهم وعلاقتهم، كانا يعلمان أنه لا يجوز أن يجتمعوا في مكانٍ ما بمفردهم ولكن برروا هذا أنهم لا يريدون أن يراهم أحد حتى لا تحدث أزمه كبيرة، وللأسف هذا ما يحدث مع أغلب الشباب يعلقون خطأ تخطيهم لحدود الدين والأخلاق على كلمة الحب..
على الجانب الآخر، في سيارة بدر وزوجته..
قالت أمينه:
– الحمدلله أنه الراجل اللي خبط العربية تكفل بيها وصلحها بسرعه كان زماننا اتعطلنا عليها
– أنا مش عارف رحيل إزاي متقوليش حاجه زي كده
– معلش تلاقيها خافت
– الحمدلله .. طيب بما أننا خلصنا بدري الزيارة دي تحبي نخرج شوية ولا نروح
– أنت حابب إيه ؟
– أنا بصراحه نفسي أرتاح شوية عشان ضهري واجعني من امبارح بس لو حابه نخرج أنا معنديش مشكله إحنا كل فين وفين لما بنخرج أصلاً

 

 

– لا يا حبيبي خلينا نروح دلوقتي المهم صحتك وراحتك .. ونخلي الخروجه بعدين كده كده رحيل هتكون في الشركة وداليا بتذاكر
– خلاص ماشي
ثم اتجه بسيارته إلى منزلهم، وفي تلك الأثناء عند داليا قال حازم:
– أنتِ متأكده إن أهلك مش راجعين دلوقتي ؟
– متقلقش لسه بدري هما لما بيروحوا عند قرايبنا بيطولوا حبه حلوين
– طيب غيري الفيلم ده أنا زهقت منه
– ليه طيب ده جميل
– مش عارف حسيته ممل شوفي حاجه تانيه
– خلاص ماشي استنى
بدلت داليا الفيلم وبدأوا في فيلم جديد وقبل أن يصلوا إلى نصف الفيلم شعرت داليا بمفتاح الباب الذي أحدث صوت واضح وصوت والدتها التي تتحدث عند باب المنزل!! نهض الاثنان بفزع ونظرت داليا إلى حازم بفزع لا تعرف ماذا عليها أن تفعل!!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية رحيل العاصي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى