روايات

رواية رحمه تقي الفصل السادس والعشرون 26 بقلم سارة مجدي

رواية رحمه تقي الفصل السادس والعشرون 26 بقلم سارة مجدي

رواية رحمه تقي الجزء السادس والعشرون

رواية رحمه تقي البارت السادس والعشرون

رواية رحمه تقي الحلقة السادسة والعشرون

أكبر قاعات البلده تم حجزها من أجل عرس كبير عائلة الحسيني و لكن ليس بمفرده أيضاً إبنة عمه تتزوج و الجميع يحب عائلة الحسينى و يحترمون الحج راضي و غازي كثيراً
لكن هل يتركهم عبدالسميع يسعدوا فهو مثل أخته تماماً و لديه زوجه تشبه ريحانه كثيراً
تحب المال و تسيطر عليه بالكامل لا يستطيع أن يقوم بأي تصرف إلا بعد مشورتها و أخذ رأيها
أنه لم يهتم بمصير أخته و لم يسأل عنها و لكنه أتصل بهم يطالبهم بماله
لم يتمالك غازي أعصابه و صعد إلى سيارته ومباشرة إلى بيت خاله الذي أستقبله بابتسامته السمجه كالمعتاد لكن غازي لم يكن أبداً فى حاله تسمح له بالتعامل بهدوء فقال بغضب
– عايز فلوسك يا خال … حلو نتحاسب بقى و كله بالورقة و القلم و أمي ليها عندك ميراث و لو فاكر إننا هنسيبه تبقى غلطان و أعرف إنك من دلوقتي بقيت عدو عيله الحسيني و إللى كنا عاملين حسابها مش فارقه معاك أصلاً فأنت كمان ملكش قيمه عندنا …. يا خاااال
و تحرك ليغادر إلا أن عبدالسميع وقف أمامه و هو يقول بخوف رغم الإبتسامة الواسعه المهتزه
– أيه يا غازي الكلام ده … ريحانه أنا مطمن عليها و إن ولادها مش هيسيبوها … و أتكسفت أجي أزور ماهر بس كنت بدعيله فى كل صلاة
رفع غازي حاجبيه ببعض الضيق ليكمل عبدالسميع كلماته
– و أكيد مفيش فرق بينا و إللى عندكم ميضعش و إللى عندي أكيد فى الحفظ و الصون
ظل غازي صامت دون رد ليقول عبدالسميع من جديد
– مش كده برضو ؟!
ليتحرك غازي حتى يغادر و قال عند الباب
– أخلص من فرحي و أفرح بعروستي و أفضالك يا خال
و غادر بهيبته المعروفه و الذي يلاحظها الجميع حتى ضعاف النظر تاركًا خلفه جسد يرتعش خوفًا و عيون تحمل الكثير من اللوم
~~~~~~~~~~~~~~~
كانت الفتايات يستعدوا فى غرفة رحمه من أجل ليلة الحناء رُبىٰ هي ملكة هذا الحفل و كان الجميع يطوف حولها حتى رحمه رغم أنها أيضاً عروس لكنها كانت سعيدة بسعادة صديقتها أكثر منها خاصه بعد ما حدث منذ أسبوع حين حضر غازي دون سابق إنذار و كان على وجهه معالم الغضب على أثر إتصال من عم رُبىٰ كانت رحمه تجلس مع رُبىٰ تعد معها حقيبتها و تساعد لمياء فى جمع الأغراض حتى يرسلوها إلى البيت الكبير في البلده حين سمعوا طرقًا عاليا على الباب و قوي لتركض لمياء تفتح الباب لتجد غازي يقف هناك يظهر عليه القلق
أشارت له بالدخول بعد أن قالت بصوت عالي أنه موجود حتى ترتدي رحمه نقابها
جلس على أقرب كرسي حين خرجت الفتايات من غرفة رُبىٰ … يرتسم على وجه الأخيرة إبتسامة أختفت بمجرد ما وقعت عيونها على وجه الذي يبدوا عليه الإرهاق و أيضا بعض القلق و قال مباشرة
– في حد جالكم هنا ؟
شعروا بالأندهاش من ذلك السؤال ليقول من جديد و عيونه ثابته على عيون رُبىٰ
– عمك أتصل بيا و قال أنه جاي هنا خوفت يوصل قبل مني
ليجلسوا ثلاثتهم و هم ينظرون إلى بعضهم بعضاً باندهاش و لكن لم يمر الكثير من الوقت حتى سمعوا طرقات على الباب وقف غازي ليفتح ليجد مرسي يقف هناك ينظر إليه بعيون حزينه و أكتاف مهدله
أشار له غازي بالدخول مر من جانبه و عينيه أرضا و وقف مكانه ليغلق غازي الباب و أشار له بالجلوس ليرفع عينيه ينظر إلى الواقفين و قال
– السلام عليكم … آسف أني جيت من غير معاد بس
– شرفت يا مرسي .. و طالما أتصلت براجل البيت قبل ما تيجي يبقى البيت مفتوح لك
قاطعت لمياء كلماته ليشعر غازي ببعض الفخر حقًا حين قال مرسي
– مقدرش أعمل غير كده … أحنى مش قد غضب راجل البيت
ليرفع غازي حاجبيه و قال ببعض الضيق
– خير جاي ليه ؟ جهزت ورث رُبىٰ ؟
ليرفع مرسي عيونه اليه وقال
– أنا بعت البيت و المصنع علشان علاج سمير و الفلوس خلصت جاي أستسمحكم تصبروا عليا شويا أنا مش ملاحق على العمليات و سمير مش بيقدر يحرك دراعاتوا الأتنين
لتنظر رُبىٰ إلى غازي بتوسل ليفهم نظراتها فأومىء بنعم لتقول هي ببعض الشفقه
– أنا مش عايزه منك حاجه .. ربنا يعينك على إللى وراك … بس لازم تعرف أن ده عقاب صغير من ربنا علشان كنت عارف إن إبنك بيتعدى حدود الله معايا و كنت ساكت .. كنت عايز تسرق ورثي و كنت عايز تسرق مهري من غازي … ربك عادل و قلب السحر على الساحر يا عمي
أنهمرت دموع مرسي و هو يستمع لكلمات إبنة أخيه هي معها حق لقد ترك إبنه يتطاول على حرمه إبنه أخيه … زرع الرعب و الخوف داخلها … لم يعطيها حقها و مال أبيها و الأن يدفع ثمن كل هذا … ثمن نسيانه أن الله موجود يعلم كل شىء يرى حتى ما بداخل قلوبنا
وقف على قدميه و أقترب منها خطوه و قال
– معاكي حق في كل إللى قولتيه و أديني بدفع الثمن كل الفلوس ضاعت و بقيت في الشارع .. ده ذنبك و ذنب والدتك و ذنب أخويا إللى محافظتش على أهله من بعده و كنت زي كلاب الشوارع عايز أنهش لحمهم
ثم نظر إلى غازي و أكمل قائلاً
– ربنا رزقك براجل حقيقي .. و أنا و إبني نستحق كل إللى أحنى فيه
ثم عاد بنظره لها و قال
– سامحيني يا بنتي يمكن ربنا يسامحني
وغادر و الدموع تغرق عينيه و الجميع رغم كرههم له و لكنهم أيضًا شعروا بالشفقه على حاله
عادت رحمه من أفكارها على صوت هاتفها و إسم تَقِي ينير شاشته
نظرت حولها حتى تجد مكان هادىء تستطيع سماعه فيه دون أن تكون بمفردها كما إعتادوا الفتره الماضيه
– السلام عليكم
– وعليكم السلام … قبل ما أكلمك أتصلت بعمي أخدت منه الأذن قبل ما أتصل
قال كلماته سريعًا موضحًا موقفه لتبتسم إبتسامة خجوله و هي تقول
– طيب .. عايز أيه دلوقتي ؟
– أيه رأيك بكره بدل ما يكون كتب كتابنا بس … يبقى كمان فرحنا زي غازي و آنسه رُبىٰ
أجابها ببعض التوتر و القلق لتردد خلفه
– فرحنا ؟!!
– أيوه و على فكره أنا قولت لعمي عبد الرحمن وهو معندوش مانع لو أنتِ موافقه .. أنا شقتي جاهزه كنت بفرشها علشان خاطر يوم ما ربنا يقبل توبتي و يرزقني بالحب الحقيقي و يكرمني بيه صحيح كنت عايش فيها لكن كنت عامل أوضة صغيره بنام فيها و لو قولتي اه هجيب حد ينظف الشقه قولتي أيه ؟
قال شارحًا و موضحًا لتقول هي بخجل
– لو بابا موافق فأنا كمان موافقه
– الفستان هيوصلك خلال ساعتين
قال و أغلق الهاتف سريعاً لتبتسم بسعادة و خجل و نظرت إلى والدتها لتجدها تنظر لها و الدموع تلمع في عيونها بسعاده أم ترى وحيدتها قد أصبحت عروسًا
أقتربت منها و أخذتها إلى غرفتها لتجد الكثير من الأكياس التي تضم ملابس جديده عيونها تدور حول كل تلك الأغراض التى تخطف نظراتها و قلبها بسعادة عروس ترى أغراضها الجميله
لتقترب كريمه منها و تضمها إلى صدرها و قالت
– كنت كل فتره أنزل أشتري ليكي حاجه منهم يارب يعجبوكي
لتنظر رحمه لها و دموعها تغرق وجهها و قالت بسعادة كبيرة
– ربنا يخليكي ليا يا ماما .. أنا بحب ذوقك جدا
و ركضت سريعا إلى السرير تمسك الأغراض و تقلبها و الإبتسامة تزداد و عيونها تلمع بالسعادة و عدم التصديق
~~~~~~~~~~~~~~
تجلس أرضًا أمامه تمسك إحدى الصور الخاصه به و هو طفل تشاهدها و تضحك بصوت عالي و كان هو يتابع تعابير وجهها باستمتاع
رفعت إحدى الصور أمامه و هي تقول
– أنت كنت حلو أوى و أنت صغير
– مش أحلى منك
قالها وهو ينظر إلى عيونها لتختفي الإبتسامة عن وجهها و ظلت تنظر إليه باندهاش ليقول من جديد
– أنتِ فعلاً حلوه ملامحك مميزة مصرية بعيون كحيله روحك طيبة و هادية … إبتسامتك تخطف
تحول الاندهاش لصدمه … و فتحت فمها بزهول ليبتسم و هو يقول
– أقفلي بؤقك ده بدل ما دبانه تدخل فيه
لتغلق فمها و هي تقطب حاجبيها و قالت
– ليه بتقولي كده ؟ بتتريق عليا ؟ و لا تقصد أيه ؟
مد يده لها لتضع يديها في حضن يديه ليضم أصابعه عليها و قال و عيونه تغرق فى ظلمه عينيها
– فين التريقه في كلامي ؟ أنا بتكلم جد أنتِ أحلى بنت شوفتها في حياتي
لتتسع عيونها بصدمه ليكمل كلماته
– عارف بتفكري في أيه و أنا دلوقتي محتاج أتكلم و أخرج كل إللى جوايا بعد ما فكرت كويس أوى و عدت كل حسباتي
أبتسم إبتسامة صغيره جانبيه و قال
– طول عمري بسمع أمي بتتكلم عن رحمه بطريقة مش حلوه و قد أيه أحنى لازم نبعد عنها يمكن علشان كده حسيت أنها لازم تكون ليا و أني أوصل لها أوهمت نفسي بحبها و علشان كده عشت عمري كله في وهم أني لازم أوصل لها و أنها لازم تحبني و علشان كده مقدرتش أشوف حب سعاده الكبير ليا بس بعد الحادثه أكتشفت حاجات كتير .
أخذ نفس عميق وقال بحزن
– أن أوقات كتير رمز الحب الكبير بيستخدم و بيبقى مجرد وهم و كذبه كبيرة .. و إن مش كل أحلامنا بتكون حقيقه و أوهامنا دي لينا أحنى بس مش لحد تاني
نظر إليها بعيون صافيه … يلمع بداخلها بريق الراحه و الرضا و هو يكمل كلماته
– الأزمة الأخيرة دي خلت عيني تفتح أفهم أشوف كل حاجه بحجمها الطبيعي قدرت أحكم على الناس بروحهم و قلبهم و أخلاقهم مش من شكلهم و لا من ماركة عربياتهم و لا حتي من كلامهم
حاول الأنحناء قليلاً رغم الألم القوي الذي يشعر به أسفل ظهره و قال و أنفاسه تلفح جبينها
– أتعلمت أن مش لازم يكون ليك أب و أم علشان تتعلم الأخلاق … مش لازم تكون من عيله كبيرة علشان تكون إنسان محترم و تجبر الناس أنها تحترمك كفاية بس إني أكون زيك يا وهاد قلبي كبير و صادق … رافعه راسك لفوق رغم كل الصعاب إللى في حياتك قادره تدي مشاعر حب وصداقه خليتي قلبي التايه يرسى على بر و يلاقي بر الأمان
كانت دموعها تغرق وجهها و هي تستمع إلى كلماته التي تقدر لديها بأغلى أموال العالم ليختم تلك الكلمات بما لم تتخيل يومًا أن تسمعه
– تقبلي تتجوزيني يا وهاد
ظلت صامته تنظر إليه بعدم تصديق عيونها تلمع بالحب و نبضات قلبها تتسارع تجعلها تشعر بسعاده لم تجربها من قبل
أنحنت تقبل يديه بحب عده قبولات ثم أراحت وجنتها على راحة يديه و هي تقول بقلبها الذي ينزف دماً
– مينفعش … أهلك هيقولوا أيه و الناس دكتور ماهر الحسيني و إللى كان متجوز سعاده بنت الحج متولي الصعيدي أكبر عائلات البلد و ف الآخر تتجوز واحده لقيطه
ليضع يديه فوق فمها يسكت سيل كلماتها و قال بصدق شعرت به بكل كيانها و روحها
– أنتِ تشرفي أي حد … و تاج فوق راسي يا وهاد و قبل ما أفاتحك في الموضوع ده كلمت بابا و غازي و الأتنين موافقين
رفعت رأسها تنظر له بسؤال غير منطوق ليقترب بوجه من وجهها وقال
– كرامتك و إحساسك عندي أهم من أي حاجه هما عارفين حقيقة كونك يتيمه الباقي ده بتاعي انا بس و مش فارق معايا عارفه ليه
هزت راسها بلا ليقول بحب
– لأنك مش محتاجه أب و أم علشان تكوني عالية المقام … أنتِ و أنتِ بس كفايه اوى
صمت لثوان ثم قال
– وهاد أنا بحبك ممكن تتجوزيني
أومئت بنعم و الدموع تتساقط من عيونها لكن عيونها تضحك و قلبها يرقص و يديها أرتاحت داخل حضن يديه بأمان كبير
ليكمل سيل مفاجئاته وقال
– جوه الدولاب ده الفستان بتاعك كتب كتابنا و فرحنا بكره مع غازي و رحمه
لتضحك رغم الدموع ليتحقق الحلم رغم الصعاب … سوف تصبح زوجة الطبيب ماهر من سرق قلبها دون مجهود و دون أن يعلم و كان بطل أحلامها لسنوات الأن أصبح حقيقه و كان هو ينظر لها بعشق وليد و قلب سعيد
~~~~~~~~~~~~~~
تجلس في حديقة منزل والدها تتابع أولادها يلعبون أنها بدأت تعود إلى طبيعتها الهادئه بعد نوبات الغضب الشديدة التي كانت تمر بها منذ شعرت بالظلم الشديد و أن رغم كل ذلك الحب بداخلها لماهر هو لم يراها حتى حين أكتشف أن ما كان يركض خلفه مجرد أوهام لن تتحقق حتى أنها كانت لا تغادر غرفتها و رفضت أن ترى غيث أو تتحدث معه و رغم أن متولي كان قد أخبره بموافقتها على الزواج إلا أن الخوف كان يسيطر على قلبه و عقله و لا يستطيع تصديق الأمر إلا حين يسمعها منها أو تصبح بالفعل زوجته
كان يقف بعيد يتابعها منذ أكثر من نصف ساعه يبتسم مع إبتسامتها … يرفع يديه يبعد تلك الخصله التي تمردت على حجابها و سقطت فوق عينيها … يغمض عينيه كما تفعل و هي تتناول قهوتها باستمتاع
لم يعد يحتمل أكثر من ذلك الصمت و رفضها مقابلته فقرر أن يأتي أتصل بعمه و أخبره أنه قادم للحديث معها و طلب منه ألا يخبرها
ترجل من السيارة و أقترب منها بهدوء شعرت به و بخطواته الثابته فوق الأرض المثقله إبتسمت إبتسامة صغيره و هي تتابع تقدمه منها بطوله الفارع و هيبته بذلك البنطال و القميص و العبائه فوق كتفيه هيبه كهيبة غازي أنهم بالنسبه لها رمز الرجوله الحقيقه رجال قادرين على الوقوف في وجه اي شخص لا يخافون لومة لائم في الحق … قادرين على مواجه أي شخص بما هم مقتنعين به … كيف رفضته سابقًا و ظنت ان ماهر أفضل منه … ماهر المتردد ، الخائف المنتظر دائماً لمن يخبره ماذا يفعل و كيف يفعل
و تركت من أصبح رغم صغر سنه كبير عائلته
وقف أمامها مباشرة و قال بهدوء
– السلام عليكم … إزيك يا بنت عمي ؟ يارب تكوني بخير
– و عليكم السلام … الحمد لله بخير
إجابته بابتسامة رقيقة و إشارات له بالجلوس ليجلس بهدوء و هو يقول
– أنا أتصلت بعمي قبل ما اجى بس طلبت منه ميعرفكيش خوفت ترفضي زي كل مره
إبتسمت ببعض الخجل ثم نظرت فى إتجاه أبنائها و قالت
– أنا آسفه يا غيث بس كنت حاسه أني … أقصد
– مش متوازنه
أكمل كلماتها لتنظر إليه باندهاش و لكنها أومئت بنعم ثم إبتسمت بخجل و قالت موضحه
– كنت محتاجه شويه وقت أفهم نفسي و أحساسي
أبتسم إبتسامه صغيره و أقترب يريح ذراعيه فوق الطاولة الفاصله بينهم وقال
– فاهم إحساسك و عارف كل إللى أنتِ بتمري بيه دلوقتي … لأني مريت بيه قبلك يا سعادة
قطبت جبينها باندهاش و عدم فهم ليقول هو موضحًا و عينيه تنظر إلى عمق عينيها بثبات
– اول مره أتقدمتلك أنا كنت مغرم بيكي أنتِ ملكة حياتي و أحلامي .. كل حاجة في حياتي حلمت أن أنتِ إللى تشاركيني فيها علشان كده مقدرتش أجيب ولاد من غيرك
جحظت عيناها بصدمه و كلماته تجعل أسئلة كثيرة تُطرح في عقلها و لا تجد إجابه واضحة لكل تلك التسائلات و الحيرة ليكمل كلماته
– أنتِ و بس إللى حلمت بيها و أتمنتها علشان كده أنا فاهمك اوى … علشان أنا أستحق تبتدي معايا بدايه جديده لازم تقفلي بيبانك القديمة كلها … أنا أستحق كل الأحترام و الإخلاص و أستحق كمان تكوني معايا بكامل كيانك معايا و ليا
كانت تستمع إليه و قلبها ينبض بقوة و كأنه لم يكن ينبض من قبل … عقلها يفكر فى كل حرف و كلمه و عيونها تلمع بدموع لا تعرف هل هي دموع الحسره و الندم على ما ضيعت من يديها سابقاً … أم هي دموع على كل ذلك القهر و الذل الذي ذاقته على يد ماهر و والدته ليقف سريعاً و أقترب منها جثى على ركبتيه و هو يمد يده فى الهواء يريد أن يمسح تلك الدمعات التي تسيل فوق وجنتيها و قال بحزن شديد
– ليه الدموع يا سعادة قلبي و روحي … دموعك دي سكاكين بتقطع قلبي .. لو بتبكي بسبب كلامي فأنا اس
لتضع يديها أمام فمه تسكت سيل كلماته و قبل أن ينطق كلمه آسف قالت بصدق
– خليني أبكي لآخر مره يا غيث خلينا ننظف الجرح لآخر مره علشان كل إللى جاي يكون على نظافة
ليبتسم و تحولت إبتسامته الوقورة الي ضحكه سعادة عاليه و هو يردد خلفها
– خلينا نبدء على نظافة
نظر فى إتجاه الأولاد و قال
– فات شهرين ربنا يهون الباقي … بس الولاد ؟!
وقال الأخيرة و هو ينظر لها بأستفهام لتقول بأبتسامة صغيرة
– لسه صغيرين … و ماهر كان باني سور عالي اوى بينهم هيفضل طبعاً أبوهم بس هما محظوظين علشان هيكون ليهم اب تاني حنون زيك
ليبتسم إبتسامة رضا لكلماتها و أومىء بنعم و هو يقول بصدق
– ولادك هما ولادي يا سعاده
لينظروا سويًا في إتجاه الأولاد حين صرخ أحدهم بسعاده حين أحرز هدف
كل هذا كان يتابعه متولي و راضيه من نافذة غرفتهم و الراحه أخيراً تسكن قلوبهم
~~~~~~~~~~~~~~
لم تتوقف المفاجأت في صباح يوم العرس أرسل غازي سيارة كبيرة حتى تأتي بعائلة زوجته و عمه و عائلة تَقِي و حين وصل الجميع إلى البلده أخذ الفتايات إلى الغرفة الخلفيه و هناك كان مركز تجميل بكامل معداته و أدواته مستعد ليكون فى خدمه العرائس
و بالداخل وجدوا وهاد التي كانت تجلس بخجل تشعر أن كل ما يمر بها الأن هو مجرد حلم سوف تستيقظ منه كما كانت تحلم يوميًا و تستيقظ على واقع أن ماهر بعيد عنها بعد السماء عن الأرض و لكن اليوم الحلم تحقق
كان الفتايات الاربع كل منهم تحت يد إحدى الفتايات المتخصصات كانت سعادة رحمه لا توصف خاصه و إن الفرح منفصل و سوف تكون الفتايات على راحتهن يفعلن ما يُردن و ستكون بدايتهم بسعادة كبيرة دون أشياء تغضب الله
أجتمع الرجال فى غرفة ماهر حتى يتجهزوا جميعاً لذلك العرس الجامعي الذي يجعل السعادة تتضاعف خاصة و إن الجميع قد حصل على ما يريد … و كل صفحات الماضي قد أغلقت دون رجعه
كان الوقت يمر بين مزح و ضحكات
و المنزل الكبير لا يخلوا من الناس و الكل على قدم و ساق من تجهيز الطعام و هناك تلك النسوة الذين يضربون على الطبول و يغنون الأغاني الشعبية القديمة المبهجة
كانت كريمه و لمياء يشرفون على كل ما يحدث بمهارة و سعادة و الأخوين راضي و عبد الرحمن يستقبلون المعازيم من أهل البلده بالترحاب
حل الليل و تلونت البلده بألوان المصابيح الملونة و بدأت الموسيقى التي تشير لبداية العرس يعلوا صداها في كل مكان
و بعد أذان المغرب أصطفوا جميعاً لأداء الصلاة ثم عقد القران لكل من تَقِي و رحمه و ماهر و وهاد وسط أجواء من السعادة و الفرحة
لم تكن راندا أقل جمالاً من جمال العرائس بفستان أبيض رقيق فقد قرر يوسف أن يقيم لها حفله عرس و لكنها كانت تخبىء له مفاجئه مميزه أيضاً
حين أنتهوا من عقد القرآن و حضروا الرجال حتى يستلم كل منهم عروسه و بسيارات مزينة ساعد غازي أخيه فى الصعود إلى السيارة و حين أنطلقت سيارته أقترب يقبل جبين وهاد و هو يقول بحب
– ألف مبروك يا حبيبتي
– الله يبارك فيك يا حبيبي
أجابته بخجل ثم رفعت يديها أمامه و قالت
– أقرصني علشان أصدق أن إللى أنا فيه ده حقيقي
ليضحك و هو يمسك يديها بين يديه و قبلها بحب لتشهق و كأنها لأول مره تتنفس و أقتربت ترد له قبلته على يديه و عيونهم تلمع بالسعادة و الكثير الكثير من الوعود
وقف عبدالرحمن أمام تَقِي حتى يسلمه رحمه و الدموع داخل عينيه قال
– أنا بسلمك روحي و كل دنيتي شمعة بيتي و فرحته من النهارده هتكون شمعه بيتك و فرحتك أمانة عندك حافظ عليها
ليقترب تَقِي منه يقبل رأسه و قال بصدق
– رحمه جوه قلبي و عيني و تاج فوق راسي … رمز توبه و بداية حياة جديدة .. أوعدك أحافظ عليها
ليعطيه يد إبنته بعد أن قبلت يد والدها و ضمت والدتها لتصعد إلى السيارة و حين أنطلقت أقترب تَقِي من أذنها و قال ببعض المشاغبة
– أمتى الفرح يخلص بقى عايز أشبع من النظر فى ملامحك و عنيكي … أنتِ وحشاني اوى يا رحمه كنتِ فين من زمان أتأخرتي أوي عليا
لتهمس له و هي تضم يديه إلى صدرها بحنان
– أنا معاك و هفضل معاك … أنت هدية ربنا ليا
– أنتِ إللى نعمة كبيرة و فرحه عمر
أقتربت لمياء من الحج راضي و قالت له بابتسامة حانيه
– ممكن تسلم رُبىٰ لجوزها علشان يعرف أن ليها أب و ظهر
ليبتسم الحج راضي بسعادة و عدم تصديق و أومىء بنعم
ليقبل جبين رُبىٰ حين وضعت يدها فى حضن يديه و قبلتها بإحترام أبوي أشتاقت له منذ سنوات
ليسير بها فى إتجاه غازي الذي يقف بهيبته المعهوده ينظر في إتجاههم بسعادة لم يشعر بها من قبل
حين وقفوا أمامه قال راضي بصدق
– صحيح أنا أبوك أنت لكن من النهارده أنا أبوها و مش هسمح لك أنك تزعلها … أنت فاهم ؟
لتتسع إبتسامة غازي و هو يقول
– فاهم .. أصلاً مش هقدر أزعلها في حد يقدر يزعل روحه
لينظر راضي إلى رُبىٰ وقال
– مبروك يا بنتي ربنا يسعدك
– الله يبارك فيك يا بابا
قالتها و هي تشعر بها بكل كيانها … رفع غازي يديه يضعها فوق موضع خافقه الذي يضرب داخل صدره بقوة و هو لا يصدق كم السعادك الذي يشعر بها الأن
وضع والده يدها بين يديه ليقبلها بحب و صعدت إلى سيارتهم
وقبل أن تتحرك كان يقبل جبينها و هو يقول
– و أخيراً مبقاش في بعد … و أخيراً كل المسافات أختفت و بقيتي جمبي و للأبد
لتبتسم و هي تحاوط وجهه بيديها و تقول بصدق
– أنت أجمل حاجة حصلت ليا أنت الأمان إللى كنت بتمناه طول حياتي
ليقبل يديها بحب وعيونه تعدها بالكثير من المحبه و الأمان و الثقه … و الحياة التي تتمناها طوال حياتها و تعده هي بأن تظل جواره تسقيه من حنانها و عطفها و تملىء حياته بالسعادة
أقترب يوسف من راندا وقبل جبينها ليصعد بها إلى السيارة مثلها مثل باقي العرائس وحين صعد إلى السيارة قال
– أحلى عروسة و أحلى حاجة حصلت ليا أني حبيتك و إنك بقيتي مراتي
– و أنت أحلى هدايا ربنا ليا بعد كل العذاب إللى شوفته في حياتي
قالت كلماتها و هي تمسك بيديه ليقول لها بحب كبير
– ربنا يقدرني وأقدر أسعدك
لتقول هي بابتسامة خجوله
– عندي ليك مفاجئة
لينظر لها باستفهام لتضع يديه التي تحتضنها بين يديها فوق بطنها وقالت
– هتبقى أحلى بابا في الدنيا
جحظت عيونه بصدمه و عدم تصديق لتقول من جديد
– ربنا بيعوضني يا يوسف … ربنا هيرزقني بمروان يا يوسف
كانت تتحدث وعيونها تلمع بالدموع كان يشاركها تلك الدموع بسعادة و هو يرى عوض الله له و لها ليضمها بحنان و سعادة وهم يحمدون الله على كل عطاياه لهم
رغم الطابع الديني الذي يسود العرس إلا أنه كان أسطوري … كل شيء به مميز و مختلف و مبهج … و سعادة تملىء قلب الجميع … و القلوب جميعها راضية سعيدة
~~~~~~~~~~~
هنا نختم فصل من حياة أبطالنا … نطوي صفحة تحمل الكثير من الألم و الحزن و التجارب و كثير من الحب و التضحيه على موعد مع فصول أخرى تشبه كثيراً فصول العام و كحال كل البشر دائماً هناك صعاب لكن أيضا بالحب كل الأمور تتحسن
بين سطور قصتنا وجدنا أشخاص تشبهنا و لن ينتهي الأمر عند هذا الحد فمؤكد هناك المزيد
تمت

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية رحمه تقي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى