روايات

رواية وما معنى الحب الفصل العشرون 20 بقلم آية السيد

رواية وما معنى الحب الفصل العشرون 20 بقلم آية السيد

رواية وما معنى الحب الجزء العشرون

رواية وما معنى الحب البارت العشرون

رواية وما معنى الحب الحلقة العشرون

“ما إنتِ حلوه أهوه وسيباه ماسك إيدك ولا هي حلال ليه وحرام عليا!؟”
رفعت ناهد رأسها ترمقه بنظرات غاضبه، نفخت بحنق فهذا ليس وقته نهائيًا ألا يكفي ما مرت به منذ قليل، ومن ناحيه أخرى هب سعد واقفًا وأقبل نحوه يرمقه بنظرات حارقه وهتف بنبرة ساخرة:
-سمعني كدا يا حبيبي قولت إيه؟!
رفع فهد رأسه بثقه وكأن الحق معه وعقب قائلًا بنبرة حاده:
-قولت الي سمعته
ابتسم فهد بسخريه وحرك عينيه بينهما قائلًا:
-أنا برده حسيت إن فيه بينكم حاجه من يوم ما ضربتني عشانها
ضحك فهد ساخرًا ونظر لسعد مردفًا:
-طيب ما إنت بتعمل نفس إلي أنا عايز أعمله!
كان سعد يسمعه فقط ولا يبدي أي رد فعل سوى أنه مسح وجهه بغضب، يحاول تمالك أعصابه وينتظره حتى ينتهي من كلامه، وقفت ناهد جوار سعد وحاولت سحبه من ذراعه ليغادرا وهي تقول:
-سيبك منه يلا نطلع فوق
نظر سعد لناهد المرتبكه وقرر تجاهل فهد والسير معها وكادا ينصرفان من أمامه، لكن لم يكتفي فهد ومد يده يُمسك بناهد لتقف فبلغ الغضب ذروته عند سعد ودفعه بعنف، مسكه من ياقته وهو يهتف بنبره مرتفعة وحاده:

 

-إنت إزي تمد إيدك عليها؟
رقمه فهد بنظرة غاضبه وضغط على أسنانه قائلًا بحده:
-وإشمعنا إنت؟! هي بنت عمتي وأنا أحق بيها منك
دفع فهد سعد واتجه نحو ناهد مجددًا فتبعه سعد ولكمه بوجهه فاشتبك معه فهد ولكمه هو الأخر، حاولت ناهد أن تفض اشتباكهم، ارتفعت أصواتهم حتى وصلت لسيف الذي كان قد انتهى من تضميد جروحه فأقبل نحوهم محاولًا السير بطريقة طبيعيه لأن قدمه مصابه، دخل بينهم فدفعه فهد بقوة فوقع سيف أرضًا وهتف بنبرة مرتفعة ينادي رجال الأمن:
-يا أمن؟!
اشتد النزاع بينهما، صرخت ناهد بخوف، سرعان ما اتجه إليهما رجال الأمن وتم فك اشتباكهما، نظر فهد لناهد قائلًا بغضب وبنرة مرتفعه:
-سيباه يمسك إيدك وعامله نفسك محترمه وإنتِ واحده شمال
هتف سعد بنبرة مرتفعه وهو يقترب منه ليضربه مرة أخرى ورجال الأمن يمسكانه وهو يصيح بحده:
-مين دي إلي شمال ياد يابن ال….
لم يكمل جملته ونظر لناهد التي وضعت يدها على فمها باكية، حين رأها سعد هكذا تمالك حاله وتركه رجال الأمن فأأقبل نحوها وقبض على يدها مردفًا:

 

-دي مراتي يعني حلالي يالي مبتفهمش
ازدرد فهد ريقه وهو يبدل نظره بينهما ويرد بصدمه:
-مراتك!!!!
_______________________
ومن ناحية أخرى سمعت مروى أصوات مرتفعه فنظرت باستفهام للواقفين جوارها “نبيله ومعاذ وهدير” وسألت:
-إيه الصوت دا زي ما يكون فيه خناقه!
رد معاذ بتأكيد:
-أيوه فعلا أنا هروح أشوف فيه إيه!
سار مسافه لنهاية الممر ونظر لأسفل فوجد سعد يشتبك مع احد وسيف البادي عليه أثر الحادث فركض لأسفل مسرعًا وحين رأته والدته يركض صاحت قائله:
-فيه إيه يا معاذ؟!
تبعته لترى ما يحدث وتبعها مروى وهدير مهرولين، حين رأت مروى فهد علمت أنه سبب النزاع فركضت لأختها…
كان فهد مصدومًا مما يقوله سعد سألها مجددًا بصدمه:

 

-إنتِ مراته؟!
تمنى أن تنفي لكنها صدمته أكثر حين ردت بأعلى صوتها:
-أيوه مراته… كفايه فضايح بقا لحد كدا لو سمحت وابعد عن طريقي
أردفت بدموع:
-أنا دلوقتي ست متجوزه بطل تمشي ورايا لو سمحت
قالت جملتها وهي تضغط على كلمتي” لو سمحت”
أوما فهد رأسه بإقتناع ونظر لها قائلًا:
-مبروك يا ناهد
بدل نظره بينهما قبل أن يغادر ونظر لسعد قائلًا وهو يرفع كتفيه لأعلى بحسرة:
-يا بختك فزت بيها وأنا خسرتها للابد
رمقها بنظرة أخيره قبل أن يغادر، وانصرف ينعي حاله على خسارتها فلن يستطيع الإقتراب منها بعد الآن لأنها أصبحت في عصمة رجلٍ أخر، جلس في سيارته شارد الذهن يفكر هل أحبها فعلًا وهل يُسمى هذا حبًا؟ ضربت الأفكار رأسه بعنف وهو يفكر ما معنى الحب؟! وهل يوجد ما يُدعى حب، وما حقيقة هذا الشعور الذي يدق القلب فجأه ويعطيه الإنسان مُسمى الحب؟! وكي يهرب من كل تلك النقاشات التي فرضها عليه عقله أخرج من حاويته المخدرات التي بدأ بتناولها مؤخرًا وأخذ يستنشقها حتى ارتخى كامل جسده كان يفتح عينيه بصعوبة أدار محرك سيارته وانطلق بها بسرعة فائقه لم يستطتع التحكم بالسيارة وانقلبت به مرة وراء مرة وهو بداخلها.

 

_____________________________
وبعد أن سردت عليه منى كافة التفاصيل ضمها بقلق قائلًا:
-الحمد لله إن ربنا نجاكِ منهم
هتفت برضا:
-الحمد لله
أخرجها من بين ذراعيه قائلًا:
-صدقيني حقك هيجيلك… سيف مش ساكت إلا لما يقبض عليهم دا إذا مكانش قبض عليهم أصلًا
عقبت قائلة بحزن:
-حسبي الله ونعم الوكيل في كل إنسان ظالم وقاسي
مسح على وجنتيها ببطن كفيه بحنان وقال:
– بعد إذنك بقا تعالي نطلع لأحمد وهدى يطمنوا عليكِ عشان يروحوا بيتهم
نظر لوالدته النائمه وقال:
-عشان كمان ماما نايمه وبصراحه مش عايز أقلقها
أومأت رأسها بالموافقه وخرج معًا …
_____________________________

 

“إنتِ كويسه؟!”
قالتها مروى لناهد التي أصبحت في حالة لا يرثى عليها احمرت عيناها من أثر الدموع، هزت ناهد رأسها بالنفي ارتفعت دقات قلبها وشعرت بدوار يضرب رأسها سندت على الحائط وهي تقول بأعين عابسه:
-لأ أنا مش كويسه
أقبل إليها سعد يسندها وهتف معاذ قائلًا:
-أنا هروح اجيبلك عصير
سندها سعد قائلًا:
-حاسه بإيه؟
عقبت بوهن:
-الدنيا بتلف بيا
ساعدها سعد لتجلس على المقعد فقام سيف يفسح لها المكان، وأخيرًا لفت نظرهم سيف الذي يربط يده بضماد وجبينه بالاصقة الطبية، نظرت له والدته قائله بخوف:
-إيه الي عمل فيك كدا يا سيف!
التفتت مروى تحدق به فنظر لها وأجاب والدته بارتباك:
-حادثه بسيطه يا ماما متقلقيش

 

اقتربت منه والدته تتفقده وتطمئن عليه ثم تركته بعد أن أقنعها بسلامته وذهبت لناهد لتطمئن عليها…
أقبلت مروى نحوه وجلست جواره قائله بحزن:
-حمدي إلي عمل فيك كدا صح؟!
هز رأسه ينفي كلامها وقال بتلقائيه:
-أصلًا حمدي اتقتل قبل ما أوصله
عقبت بصدمه:
-يعني أيه اتقتل مين الي قتله؟
زفر بقوه وأجاب قائلًا:
-هحكيلك كل حاجه بعدين
قاطعها صوت نبيله التي قالت:
-خد مراتك يا سعد وديها البيت تريح شويه
كان معاذ قد وصل مع العصير وأعطاه لناهد ووزع الباقي على الجميع
نظرت نبيله لسيف قائله:
-وإنت كمان يا سيف خد مروى وريحوا شويه في البيت للصبح
زفرت بقوة قائله:

 

-أنا ومعاذ وهدير هنبات هنا للصبح ولما تيجوا نبقا نروح
وافق الجميع على عرضها وذهب كل منهم إلى بيته…..
______________________________
وبمجرد دخول سيف للشقه دخل لغرفته وألقى جسده على السرير بإرهاق، تبعته مروى قائله:
-أنا جعانه يا ترى فيه حاجه تتاكل في البيت دا!
عقب قائلًا:
-عندك تونه وجبنه ومربى في التلاجه والعيش في الفريزر
تركته ودخلت المطبخ وقامت بتحضير الطعام على صنية صغيره ثم عادت إليه، كان يرقد على السرير شارد الذهن يغلق عينيه ويضع إحدى ذراعيه على جبينه يفكر في تلك القضيه المعقده، وضعت الصينيه بجواره وتنحنحت قائله:
-سيف!
فتح عينه ونظر إليها فتلعثمت قائله:
-م…ممكن تاكل معايا عشان مبعرفش أكل لوحدي
ابتسم وتأوه وهو يعتدل جالسًا، جلست جواره وسألته:
-إنت إيه إلي عمل فيك كدا!؟
أخذ قطعة من الخبز وبدأ بتناول الطعام وهو يقول:

 

-دي حادثه بسيطه بالعربيه
لوت شفتها وعقبت:
-بس باين عليها مش بسيطه خالص!
ابتسم برضا وقال:
-الحمد لله قدر ولطف
شاركته تناول الطعام بصمت لكن لم يخلو من النظرات والابتسامات، وبعد أن فرغا من تناول العشاء حملت الصنيه للمطبخ ورقد سيف يفكر مجددًا، وحين إنتهت من تنظيف الأطباق نظرت إليه فظنته نائم، دخلت الغرفه بهدوء وأخذت تيشرت خاص به ودخلت غرفتها، ارتدته واستلقت على سريرها أغلقت عينيها لتنام لكن كلما حاولت النوم تذكرت حمدي ونظراته لها ظلت تحاول حتى غفت عيناها لكن لم يتركها عقلها الباطن وأخذ يصور لها الكوابيس، فتحت عينيها وهي تلهث ويكأنها تركض ارتفعت ضربات قلبها وقامت مسرعة لتذهب لغرفة سيف دخلت غرفته فلم تجده في سريره ظلت تبحث عنه بأنحاء الشقه حتى سمعت صوته بالحمام فتنهدت بارتياح سندت رأسها على الحائط أمام الباب ووقفت تنتظره بالخارج، وعندما خرج تفاجأ بها وابتسم قائلًا:
-منمتيش ليه؟
قلبت السؤال له قائله:
-إنت منمتش ليه؟

 

أجاب قائلًا:
-أنا كنت في الحمام وهدخل أنام تاني
عقبت قائله بتوضيح:
-أنا بعد ما نمت شوفت كابوس وقومت مفزوعه
ابتسم مغيرًا الحديث وهو ينظر لما ترتدي:
-بس التيشيرت بتاعي جامد عليكِ
ابتسمت قائله بتلقائيه:
-أهي حاجه من ريحتك تطمني شويه
عضت لسانها على اندفاعها فأقبل نحوها ونظر بعينيها قائلًا بمكر:
-وليه تاخدي حاجه من ريحتي لما أنا موجوده
رمقته بحياء فمسك يدها وسحبها قائلًا:
-تعالي نامي جنبي
لم تنبس بكلمه وسارت معه حتى وصلا للسرير استلقى ومد ذراعه لتنام عليه وحاوطها بالأخر ثم قال:
-من النهارده دا مكانك
قبلها من مقدمة رأسها قائلًا:

 

-تصبحي على خير يا حببتي
كان قلبها ينبض بقوه من تطور العلاقة بينهما بتلك السرعه لكنها مطمئنه وسعيده أغلقت عينيها وتنهدت بارتياح معقبه:
-وإنت من أهل الخير
________________________
وقفت ناهد بالشرفه وأغلقت عينيها لتسمح للهواء النقي أن يلمس وجهها بلطف وكأنه يلمس قلبها ويربت عليه، كان يقف جوارها ويتأملها نظرت له وعندما وجدته يحدق بها هتفت قائله:
-إنت بتبصلي كدا ليه؟!
ارتسمت ابتسامة عذبه على وجهه وقال:
-بحاول أدخل جوه دماغك وأشوفك بتفكري في إيه؟!
تنهدت بألم قائله:
-بفكر في حاجات كتير أوي
نظرت له قائله:
-تعرف إني كنت هتخطف النهارده!
عقد حاجبيه وهتف قائلًا بصدمه:

 

-تتخطفي! لأ يا ناهد أنا مقدرتش أستحمل إلي حصل لسيف ومصطفى
بدأت تسرد عليه تفاصيل ما حدث فعقب قائلًا:
-من النهارده مش هسيبك تغيبي عن عيني لحظه واحده
نظرت أمامها وتنهدت بأسى أغلقت عينيها مجددًا فقاطع شرودها قائلًا
-إيه رأيك أحكيلك قصة؟
قالها سعد وهو يدقق النظر لملامحها، وضعت إحدى يديها على خدها وركنت كوعها على سور الشرفه قائله بترقب:
-احكيلي!
كانت تحدق بملامحه التي ألفتها وفُتنت بها، ابتسم بمكر قائلًا:
-كان فيه واحد عاش طول عمره يتريق على الحب وحكايات الرومانسيه الي بيسمع عنها من أصحابه وقرايبه
دققت في ملامحه تحاول أن تستشف ما يريد، لوى هو شفتيه لأسفل وأردف مبتسمًا:
-كان رافض فكرة الجواز عشان بيكره نكد الستات وزنهم إلي سمع عنه برده
اعتدل في وقفته متجهًا إليها بكامل جسده، ووضع كلتا يديه بجيبه بثقه ثم زفر بقوه وابتسم مُردفًا بمكر:
-المهم قابل بنت صدفه في حمام الرجاله
ارتبكت حين قال جملته واعتدلت هي الأخرى في وقفتها وبدأت تفرك يدها بتوتر، نظر لعينيها بهُيام وأسبل عيونه قائلًا:
-خطفت قلبه بدون أي مقدمات ووقع في حبها

 

كانت تستمع إليه بعنايه فقد وصل لقلبها ما يريد ظهر الإرتباك عليها واحمر وجهها بحياء، تنحنحت بإحراج وحاولت الهرب قائله:
-أنا هدخل أنام عشان هروح لبابا بدري
كادت أن تغادر وهي تقول:
-تصبح على خير
لكنه مسك يدها لتتوقف واقترب منها حتى شعرت بأنفاسه على وجهها التقت أعينهما للحظات وزاد معدل دقات قلبها، أصبح صدرها يعلو ويهبط من شدة توترها، أخفضت بصرها عنه فقال هو بصوت ناعم:
-بحبك يا ناهد
ازدردت ريقها بتوتر ودفعته بعيدًا عنها ثم رجعت خطوتين للخلف وقالت بجديه قبل أن تغادر:
-تصبح على خير
تبعها بصمت وعند وصولها لباب غرفتها نادها قائلًا:
-ناهد
التفتت تنظر إليه فأردف قائلًا:
-بحبك
قالها وهو يعطي كل حرف يخرج من فمه حقه، خيانتها شفتيها حين ارتسمت ابتسامة تلقائية عليهما تؤكد رضاها التام عما قاله، دخلت غرفتها وأغلقت الباب خلفها ووضعت يدها على قلبها تحاول تهدئته من قوة نبضاته…
_____________________________

 

وفي اليوم التالي اقتحم عناصر من الشرطه بيت جابر وألقوا القبض على فاتن وفؤاد لأنهما مشتبه بهما بشهادة البواب وأفراد أخرى شاهدوا رامي برفقتهم نظرت فاتن لفارس “أخوهم الأكبر” والخوف ينبع من كلتا عينيها وكانا يسحبها أفراد الشرطه وهي تشهق ببكاء وتنظر لأخيها قائله:
-الحقني يا فارس…. الحقني يا فارس
كان فؤاد يحاول التملص من بين أيديهم لكنه قد وقع في شر ما فعل
نظر لهما فارس الذي كادت الدموع تخرج من مقلتيه وقال:
-متخافوش أنا هكلم بابا وهنشوف حل
فهو يعلم بما فعلوا كم مرة حاول ردعهما عن تلك الأفعال لكن الآن وقعوا في أيدي الشرطه، حمل هاتفه وطلب والده مرة وراء الأخرى لكن هاتفه خارج النطاق فطلب رقم المحامي ولحق بأخواته، جلست فاتن في سيارة الشرطه باكية ونظرت لفؤاد وسالته بصوت باكٍ:
-هيعدموني يا فؤاد؟
ضغط فؤاد على أسنانه بغضب وقال:
-إحنا شكلنا روحنا في داهيه!
_______________________

 

وفي المستشفى أخذت مروى ناهد ودخلت تطمئن على منى وكانت هدى برفقتها، كانت محرجة مما قالته لمروى بالأمس وتعدل من حجابها كل دقيقه بارتباك لاحظت مروى ارتباطها فنظرت لها قائله:
-مش زعلانه منك يا هدى… صحيح زعلت شويه بس خلاص نسيت كل حاجه فبطلي توتر
ابتسمت هدى وقامت من مكانها وأقبلت نحوها تضمها وتهتف:
-أنا آسفه سامحيني أنا طول عمري كدا غبية ومندفعه!
ابتسمت مروى قائله:
-مش مشكله أهم حاجه اتطمنا على منى
قاطعتها منى قائله:
-أنا مهما أحكيلكم الوقت دا مر عليا إزاي مش هعرف أوصفلكم صعوبة الإحساس
ربتت ناهد على كتفها قائله:
-الحمد لله إنك بخير وإن شاء الله هياخدوا جزاءهم
ابتسمت مروى وقالت بجراءه:
-إن شاء الله سيف حبيبي يجيبلك حقك منهم
غمزت ناهد لأختها قائله:
-إيه يا بت الجراءه دي؟!

 

عقبت مروى بمرح:
-الله! جوزي حبيبي وأنا حره
عقبت هدى بابتسامه:
-خلاص يا ناهد متحرجهاش بقا
ضحكت ناهد قائله بمرح:
-لأ دي وشها مكشوف مبتتحرجش أصلًا
ضحكك جميعهن وكل واحده تفكر بمن تحب……
______________________
كان جابر يجلس على سرير رث بعد أن كان يسكن قصرًا قتل الكثير من الأطفال والنساء وحتى الرجال لم يسلموا من شره، ارتكب أبشع الجرائم التي قد تخطر في ذهن أي إنسان تاجر بالمخدرات والسلاح والأعضاء لا يوجد جريمة لم يرتكبها، كم تمنى أن يكون مثل عوض الذي رفض تجارة أخوته وبنى مستقبله بطريقة شرعيه وقانونيه ولا يشوبه أي جرائم أما هو فقد سُحبت رجليه رويدًا رويدًا حتى سار طريق الجريمه لنهايته بل تعمق به تنهد بحسره حين تذكر أبناءه فرت الدموع من عينه، خرج من الغرفه يبحث عن رأفت فوجد رياض يجلس بجوار منار يحدق بها بجراءه وهي ترمقه مبتسمة على جراءته كأنها تطلب المزيد قاطعهما قائلًا:

 

-أنا مش هينفع أسافر من غير ولادي
نظر له رياض ساخرًا وأشار للباب قائلًا:
-الباب مفتوح تقدر تروح لهم
رمقهم جابر بغيظ وعاد لغرفته مجددًا فقد سلمهم رقبته منذ زمن بعيد وتلك هي نتيجة أفعاله!
________________________
وبعد أن وصل سيف للمستشفى تقابل مع مصطفى وأحمد وحكى له مصطفى تفاصيل ما قالته منى فقال سيف:
-القضيه دي معقده وتعبتني نفسيًا خصوصًا إنها دخلت لحياتي الشخصيه!
ربت مصطفى على كتفه قائلًا:
-ربنا يوفقك وتحلها في أقرب وقت
نظر له سعد قائلًا:
-وأنا معاك يا سيف لو عايز مني أي مساعده
رقمه سيف بقلق مصطنع ونظر لهم قائلًا:
-جماعه الواد دا عينه صفرا حد يحوشه عني
ضحك سعد حين تذكر تفاصيل الامس ورد قائلًا:
-يا عم أنا عيني عسلي والله ما هي صفرا

 

فتح عينه على أخرها ونظر لمصطفى قائلًا:
-حتى بص كدا صفرا ولا عسلي!
-لأ متحاولش تقنعني دا إنت امبارح مكملتش الجمله ولقينا الرصاص بينزل علينا زي المطر
انفجرا سيف وسعد بالضحك
رمقهم أحمد بتسائل وقال:
-لأ احنا مش فاهمين اي الحكايه؟ ضحكونا معاكم
ضرب سيف على كتف سعد بخفه وقال:
-الشيخ سعد يحكيلكم وأسيبكم أنا عشان أكمل شغلي
أردف سيف وهو يغادر:
-ادعولي
دعوا له جميعًا ثم نظر لهما سعد قائلًا:
-هحكيلكم بقا الي حصل امبارح………….
________________________

 

توجه سيف لغرفة عوض ليحكي له ما حدث بالأمس عله يرشده لشيء فيستطيع الوصول لجابر ومعاونيه، وبعد أن سرد عليه كل شيء تنهد عوض بحسره وقال:
-لو عايز توصل لجابر دور على رأفت
وبعد أن أنهى جملته فتح رأفت الباب ونظر لعوض قائلًا:
-حمد الله على السلامه يخوي..
نظر رأفت لسيف قائلًا:
-إزيك يا حضرة الظابط
وقف سيف ووضع يديه بجيوبه بثقه قائلًا:
-بخير يا رأفت باشا
أقبل رأفت نحو أخيه ولف عوض وجهه للناحيه الأخرى ووجه كلامه إليه قائلًا:
-إيه إلي جابك؟
-چاي أرچعلك المستشفى
ابتسم عوض ساخرًا وقال:

 

 

-يبقا عايز مقابل
رد رأفت قائلًا:
-لا مقابل ولا حاچه… أنا خدت المستشفى من چابر وسچلتها باسمك
أردف رأفت بندم مصطنع :
-أصل أنا ندمان على إلي عملته معاك
مد يده بالأوراق قائلًا:
-وأدي الورق إلي يثبت إن المستشفى بقت باسمك
أخذ سيف الأوراق من يده وقرأها ثم أعطاها لعوض، نظر رأفت لسيف قائلًا:
-ممكن تسيبني مع أخويا دقيقه واحده
نظر سيف لعوض يسأله بعينه عن رأيه فاومأ عوض برأسه مؤيدًا وخرج سيف من الغرفه، وبعد أن تأكد رأفت من خروج سيف نظر لعوض قائلًا:
-مقابل المستشفى تسيبني في حالي ومتچيبش سيرتي واصل للظابط
عقب عوض ساخرًا:
-ما أنا طول عمري بغطي عليكم وعلى جرايمكم وساكت وشوف النتيجه عملتوا فيا إيه!
عقب رأفت بحده:
-هي كلمه واحده ملهاش تاني يا عوض متچيبش سيرتي واصل
عقب عوض بمكر:

 

-ماشي يا رأفت مش هجيب سيرتك مهما كان إنت أخويا
تنهد رأفت بارتياح ونظر له قائلًا بخبث:
-على العموم لما تحاول تغدر بينا فكر في بناتك ومراتك إنت عارف كويس أنا أقدر أعمل إيه
ضغط عوض على أسنانه بغضب وزمجر قائلًا بنبرة حاده:
-اطلع بره يا رأفت
ابتسم رأفت ببردو وقال:
-أنا رچعتلك المستشفى عشان صعبت عليا مهما كان إنت أخويا الصغير والظفر ميطلعش من اللحم
كرر عوض جملته قائلًا:
-اطلع بره يا رأفت
خرج رأفت غاضبًا، ودخل سيف الغرفه مسرعًا سأل سيف بترقب:
-كان عايز منك إيه يا عمي؟
عقب عوض بأمر:
-راقبه يا سيف جابر معاه مفيش وقت لتفسير اي حاجه
اومأ سيف برأسه وغادر مسرعًا فأوقفته مروى التي نادته بأعلى صوتها:
-سيف…. سيف
التفت لها لكن ذهنه معلقًا برأفت أقبلت نحوه مهروله وسألته:
-رايح فين؟

 

ظل يتتبع رأفت بعينيه واجابها في عجاله:
-عند شغل ضروري هخلص وأكلمك
عقبت بخوف:
-طيب خلي بالك من نفسك
ابتسم لها وقبض على يدها قائلًا بحب:
-وإنت كمان خلي بالك من نفسك
هرول خلف رأفت بحاول تناسي ألم قدمه، وحمل هاتفه ليطلب أخيه قائلًا:
-سعد خلي عينك في وسط راسك متسيبش مروى وناهد ولا لحظه
رد سعد ليطمئنه:
-متقلقش بس فيه جديد ولا إيه؟!
أجاب سيف قائلًا:
-أيوه فيه جديد ادعيلي أخلص القضيه النهارده دي على خير
رد سعد قائلًا:
-يارب خلي بالك من نفسك ولو فيه أي حاجه كلمني
-ماشي يا حبيبي
عقب سعد قائلًا:

 

-أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه في حفظ الله
-في رعاية الله
أغلق الهاتف وتنهد بارتياح فقد رزقه الله أخ حنون يخاف عليه ويحبه بدون مقابل، بدأ مهمته بمراقبة رأفت وطلب رقم النقيب يبلغه بكافة التفاصيل…
_______________________
وفي مركز الشرطه
-يعني إنتِ إلي قتلتيه؟!
شهقت فاتن ببكاء قائله:
-لأ أنا مقتلتش حد مقتلتش حد هو إلي حاول يتهجم عليا
-حاول يتهجم عليكِ فإنتِ قتلتيه!
-أنا مقتلتهوش أنا بس ضربته على دماغه عشان يبعد عني
أردف المحقق ساخرًا:
-وإنتِ ليه تروحيله شقته أصلًا
-هو صورني صور وهددني بيهم إنه هيفضحني فأنا روحت
أشار على جهاز الابتوب أمامه وقال:
-بس الصور دي بتدل إنك كنتِ على علاقة معاه

 

انهارت من البكاء فأعطاها كوب من الماء لتهدأ فارتشفت منه وأكملت:
-أنا حبيته حبيته أوي وكنت متجوزاه عرفي
تنفس الظابط متحسرًا على تلك الحاله التي أوصلت حالها لها وقال:
-الغلط عمره ما دام يا فاتن ودائمًا طريق الغلط آخره مسدود ونهايته واحده
شهقت ببكاء واعترفت قائله:
-أنا أسوأ مما تتخيل أنا كان ليا صاحبه كانت دايمًا تنصحني بس أنا أذيتها عشان متبقاش أحسن مني وكل الي عملته فيها اتردلي أضعاف
هزت رأسها بعنف وهي تقول بصوت مبحوح من أثر الصراخ والبكاء:
-بس دا مش عدل هي اتجوزت وعاشت حياتها وأنا هتعدم
قالت كلمتها الأخير وانفجرت بالبكاء وهي تقول:
-أنا عايزه بابا…. أرجوك عايزه بابا
-باباكِ هربان يا فاتن والشرطه بتدور عليه
-أنا السبب أنا إلي عملت فيه كدا…. بابا ملهوش دعوه يا حضرة الظابط أنا إلي قتلت
هز الظابط رأسه باستنكار وأشار لأحد العساكر قائلًا:
-خدها للحجز يبني وهات أخوها…

 

___________________________
كانت ناهد تحاول التهرب من نظراته منذ الصباح لكن حين لاحظت تجعد ملامحه وظهور الحزن عليه أقبلت نحوه تسأله:
-مالك؟!
هز رأسه قائلًا:
-مفيش حاجه
نظرت أمامها ثم لفت وجهها تنظر إليه مجددًا وتحدق بوجهه تحاول فهم ما يجري معه فالتفت ينظر إليها وحدق بها قائلًا بابتسامة عذبه:
-بتبصيلي كدا ليه؟!
رفع كتفيه لأعلى قائلًا:
-صدقيني مفيش حاجه
ظهرت حمرة وجهها وابتسمت اومأت رأسها لأسفل وحملت هاتفها لتخفي به إحراجها فتحت النت وبدأت تلف بأخر الأخبار في سرعه حتى لفت نظره خبر عن فهد قد تم إصابته في حادث سير اختفت ابتسامتها ودخلت صفحته مسرعه لتتأكد من الخبر تجهم وجهها وطلبت رقم خالها على الفور فرد عليها بصوت باكٍ قائلًا:
-ابن خالك بيموت يا ناهد
سألت بصوت يوشك على البكاء:

 

-حصل إيه؟!
عقب ببكاء:
-عمل حادثه إمبارح بالليل وحالته صعبه
أغلق الهاتف وانهار من البكاء أما هي فكان سعد يتابعها بعينه عقد حاجبيها وسألها بترقب:
-مالك؟
أخفضت الهاتف من على أذنها ونظرت دون أن تنبس بكلمه فسألها مجددًا:
-فيه إيه طمنيني؟!
أصبحت أطرافها بارد ودقات قلبها في ازدياد طرقت الدموع باب عينيها للخروج فأطلقت لها العنان لتسيل على وجنتيها نظرت له وشهقت قائلة:
– أنا السبب…..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وما معنى الحب)

‫20 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى