روايات

رواية ذكريات مجهولة الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم قوت القلوب

موقع كتابك في سطور

رواية ذكريات مجهولة الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم قوت القلوب

رواية ذكريات مجهولة الجزء السابع والثلاثون

رواية ذكريات مجهولة البارت السابع والثلاثون

ذكريات مجهولة
ذكريات مجهولة

رواية ذكريات مجهولة الحلقة السابعة والثلاثون

« أصل وصورة »
اليوم التالى …..
حوريه …
إستيقظت من نومتها العميقه على المقعد تشعر ببعض التشنج برقبتها إثر هذه النومه الغير مريحه لكنها لم تشعر بنفسها إطلاقاً فقد غفت وهى جالسه أمام التلفاز ….
إستفاقت وهى تحرك رقبتها تجول بعينيها بمحيط غرفه المعيشه لتتذكر أنها بشقه (سامر) الجديده وهذا هو الوضع الجديد الذى يجب أن تعتاد عليه ، لملمت شعرها إلى الخلف وهى تنهض حامله الطبق بيدها متجهه إلى المطبخ لتضع الطبق أولاً ثم تذهب إلى غرفتها لتبدل ملابسها بأخرى لتبدأ بتنظيف الشقه وإعداد الطعام ليجهز بالمساء قبل عودة (سامر) ….
__________________________________________
نهال….
نظرت (نهال) من شرفه الفندق نحو هذا الشارع العتيق متأمله مسير المارة أمامها لتبتسم بسخريه فقد عاد بها الزمن للنظر إلى الدنيا من نافذه جديده ….
(نهال) بسخريه من حالها الذى آلت إليه مرة أخرى وكأن شيئاً لم يتغير بحياتها …
نهال: شباك مستشفى ولا بلكونه فندق كلها واحد …. معادتش تفرق ….
وضعت حقيبتها كما هى بالخزانه دون أن تفرغها أو حتى تهتم بأى تفاصيل حولها ، فقد كانت تتحرك بآليه حزينه تنتظر مرور الدقائق لتمر بعدها ساعات بملل جديد وإحباط أكثر ..
لم يكن بذهنها أى فكرة سوى أنها بعد بضعه أيام ستترك الفندق فلا داعى لإفراغ الحقيبه الآن فهى ستعيد وضع للملابس بها مرة أخرى بعد بضعه أيام تاركه الفندق ، لهذا آثرت أن تبقى مغلقه على محتوياتها لحين حاجتها لأي شيء منها ..
هكذا حدثت نفسها قبل أن تتجه إلى عملها بالشركه مثل كل يوم …
_________________________________________
حوريه ….
أخذت تلتقط أنفاسها المتلاحقة بشده وهى تنظف بقوة حتى لا تترك أى أثر لغبار ، تضع كل شئ بمكانه بدقه مرة أخرى بعد تنظيفه وتلميعه كما إعتادت ، أخذت تنظف وترتب دون وعى بأن (سامر) ليس بـ (عماد ) ، فقد سيطر عليها (عماد) بصورة تامه حتى ظنت أن (الجميع عماد) فهو الأصل والباقى صورة منه لن يختلفوا عنه أبداً …
__________________________________________
فى المساء ….
بعد أن أنهى عمله قرر (سامر) المرور ب(طارق) لزيارته والإطمئنان عليه كما إعتاد بالايام الماضيه ….
إبتهل (طارق) برؤيته ل(سامر) سعيداً بحضوره فقد إستطاعت تلك الأيام أن تبرهن له أن (سامر) ونعم الصديق الذى يسانده ويقف كتفاً بكتف معه بمحنته ليزيد من محبته بقلبه كأخ وصديق حميم …
طارق مازحاً : يا عريس يا عريس ….
سامر بإبتسامه متهكمه : ولو … عريس غصب عنك …
طارق بمكر : وأنا قلت حاجه يا أخى …. دايماً كدة ضميرك وحش ….
(سامر) بغمزه عين وهو يمزح بغير تصديق ..
سامر : ده أنا برضه ….
طارق: أقعد بس وإحكى لى …
سامر: أحكى لك إيه بس … ولا حاجه … زى ما قلت لك … جواز صورى … وبس …
طارق : بكرة لما تعرفك وتعرف قد إيه انت بتحبها أكيد حتتغير …
سامر بحالميه : أنا أصلاً كفايه عليا إنها قريبه منى … قربها لوحده كفايه عليا ..
طارق بتعجب : الدنيا دى غريبه أوى والله … فيه حاجات كتير مبنعرفهاش إلا لما بنقع فى مشكله … يعنى لولا مشكله مراتك مكنتش طلبت منك تتجوزوا وبالسرعه دى … ولولا الحادثه بتاعتى مكنتش عرفت (هايدى) على حقيقتها … و اااا ….
أنهى (طارق) جملته سارحاً بطيف (رحمه) الهادئ ليرى إبتسامتها الصافيه المشرقه تعبر كنسمه رقيقه تلون الحياه من حولها بألوان الربيع ….
ليقطع عليه (سامر) حلم يقظته بسؤاله …
سامر مستفسراً: وإيه …؟؟! مالك فصلت كدة ….؟! هو فيه حاجه تانيه أنا معرفهاش ولا إيه …؟!
طارق: عارف البنت إللى كانت فى الحادثه .. (رحمه) …
سامر بتفكر : مش دى أخت (عبد الله) ….!!!
طارق: أيوة هى …. الأول سمعت كلامها مع (هايدى) وأصلاً إستغربت ليه دخلت البيت وحاولت تنقذ أمى ، صعب أوى أن حد يضحى بنفسه للدرجه دى … وقبل كدة كنت كل ما أشوفها بحس فيها حاجه غريبه بتشدنى ناحيتها … تصدق أنى بستنى معادها كل يوم وهى رايحه وراجعه من الشغل قدام الشباك ….
إندهش (سامر) بغير تصديق لما يسمعه من (طارق) الذى لولا أنه يسمعه بأذنيه لم يكن ليصدق ذلك….
سامر بضحكه جانبيه: ده مين إللى بيتكلم دة ؟!! … معقول !! … أنت يا (طارق) تتشد لبنت … أخيراً ….
(طارق) وقد تعجب من نفسه هو الآخر فذلك كان آخر ما قد يسلم به ، أن ينجذب لفتاه بتلك الصورة التى إستحوذت على كل تفكير وعقله وربما قلبه أيضاً …
طارق : أنا مش فاهم إيه إللى بيحصل بس حابب أشوفها ، ببقى مبسوط وهى معديه كدة كل يوم قدام عينى …
سامر: مفكرتش تتكلم معاها طيب ..؟!!
طارق بتوجس : بعد موضوع (هايدى) بصراحه قلقان .. مش عارف أنا عايز إيه …
سامر: بس إللى أنا شايفه أن دى غير دى …
طارق بتفكير : تفتكر …؟!
سامر: جرب … أنت مش خسران حاجه …. حاول تتكلم معاها … مش يمكن تكون هى دى إللى تسعدك …
طارق بإقنتاع : ممكن … ليه لأ … عموماً ححاول مش يمكن هى كمان ترفضنى فى مرضى ويبقى كل إللى هى عملته مع (هايدى) من باب الشعارات الكدابه … ووقت الجد تهرب هى كمان ..!!
سامر: ممكن برضه … بس أنت خلاص كلها كام يوم ومش محتاج الكرسى والعلاج دة …
طارق : لسه … فيه حاجه فى دماغى الأول وبعدين نشوف ….
(سامر) وهو ينظر لساعته ناهضاً من جلسته لينصرف الآن فقد حان عودته المرتقبه ل(حوريه) قلبه ….
لحظه إنتظرها لسنوات وسنوات …..
سامر بتعجل: طيب .. فكر أنت فى إللى فى دماغك دة وسيبنى أروح بقى ….
طارق : ماشى … سلام يا … عريس …
____________________________________________
شقه أم عماد ….
أم عماد: يا أستاذ (فرحات) … إحنا كدة برضه موصلناش لحاجه ..!!!
فرحات ( المحامى) : أبداً يا مدام … الأمر واضح أهو … دة تنازل رسمى للأستاذ (إسلام) عن كل ممتلكات (عماد) بيه الله يرحمه … إللى مكتوبه بإسم الست (حوريه) مراته … والأوراق دى تثبت إن الأستاذ (إسلام) هو المتصرف والمالك لكل ما تملكه مدام (حوريه) بالكامل وأنها ليس لها صفه ملكيه أو حتى إدارة … بس هى توقع أو تبصم كمان عليها الأمر يكون منتهى …
أم عماد: وده حنعمله إزاى إن شاء الله …. ؟!!!!
فرحات: بأى صورة يا مدام … المهم إنها متطالبش أبداً بالشركات والحسابات وتمضى … ساعتها الأستاذ (إسلام) يسافر من بكرة يستلم الشركات وكل حاجه هناك لأنها مكتوبه بإسمها وبيتحط فى حسابها الإيراد الشهرى أول بأول زى ما فهمت حضرتك قبل كدة ..
أم عماد: طب إزاي برضه … حـ…..
قاطعها (إسلام) وهو ينهض قائماً وهو يضيق حاجبيه لتظهر سواد مقلتيه اللامعتان كأخيه (عماد) شكلاً وصورة طبق الأصل …
إسلام: حتمضى …. غصب عنها … برضاها .. حتمضى يعنى حتمضى ودلوقتى … قوم بينا يا أستاذ (فرحات) ….
تقدم (إسلام) نحو باب الشقه خارجاً منها يتبعه (فرحات) المحامى حاملاً حقيبته الجلديه منساقاً خلفه دون أن يدرى ماذا ينوى (إسلام) فعله الآن لكنه سيصاحبه فمصلحته تقتضى وجوده إلى جانب (إسلام) ووالدته الآن …
______________________________________________
شقه سامر وحوريه….
تلفتت (حوريه) عده مرات لتتأكد بأن كل شيء على أكمل وجه حين سمعت صوت المفاتيح تتحرك بباب الشقه مصدراً صوتاً لطالما أصابها بالغثيان لتبدأ معدتها بالتقلص وضربات قلبها تتعالى ، إحساس غريب وكأن هناك كفوف تقبض روحها وتخنقها لتتهدج أنفاسها ويقضب حاجباها بضيق معلقه بنظراتها المصدومه بباب الشقه ليشحب وجهها وتعلوه نظرات إرتعاب شديده …
لوهله ظنت القادم (عماد) لكن رؤيه (سامر) أراحتها بشكل كبير لكن التوجس مازال بداخلها ….
حوريه: (سامر) !! …حمد الله على السلامه …
نظر (سامر) نحو (حوريه) بقلق فشكلها لا يوحى إنها بخير أبداً فجسدها ينتفض ووجها شاحب للغايه …
سامر بقلق : مالك يا (حوريه) … أنتى تعبانه من حاجه …؟!!
حركت (حوريه) رأسها نفياً قائله …
حوريه: لا لا أبداً …. مفيش حاجه …
سامر بإبتسامته الهادئه : أخبار بيتك الجديد إيه …؟!
لم يكن لديه أدنى فكرة عما يدور بخلدها الآن وهى ترى إنقاذه لها مما كانت ستكون به الآن لولا وقوفه إلى جوارها …
حوريه: شكراً يا (سامر) بجد على وقفتك جنبى …
سامر: ما قلنا مفيش داعى للكلام دة … ولا تكونى معملتيش أكل وحتجوعينى ….؟؟
أنفرجت إبتسامه رقيقه على ملامحها التى اخذب بعقل (سامر) وقلبه وهى تردف برقتها التى ضربت بكيانه وصلابته الأرض …
حوريه : لالالا … خالص … الأكل خالص وكله تمام …
إستجمع (سامر) رباطه جأشه وهو يردف …
سامر : حلو أوى أحسن أنا ميت من الجوع حروح أغير هدومى وأجى نتعشا سوا ….
أخرج (سامر) محفظته وبعض الأوراق من جيبه وقبل أن يضعها على المنضده الخشبيه الصغيرة الموضوعه إلى جوار باب الشقه كعادته دوماً فى إفراغ محتويات جيوبه فور وصوله إلى الشقه أسرعت (حوريه) تلتقفها منه وهى تعتذر بشده …
حوريه: معلش آسفه والله … ما أخدتش بالى … أنا …
إختنقت الكلمات بحلقها لتلمع دموعها بعيناها وسط تعجب (سامر) الشديد لرده فعلها القاسيه جداً على نفسها …
سامر بتعجب : أسفه على إيه ؟؟! …. أنتى عملتى إيه تعتذرى عليه ….؟؟؟
رفعت (حوريه) بصرها نحو (سامر) متسائله ….أهو يتسائل بصدق أم يسخر منها لتأخرها عنه بحمل تلك الأشياء بمجرد دخوله مثلما كان يفعل (عماد) معها …
(حوريه) بتوجس وهى تجفل عيناها بحركات لا إراديه جعلت جفناها يرمشان بإرتعاش خوف عده مرات متواليه تحسباً من صفعه مفاجئه كما كان يفعل (عماد) وهى تنحى بكتفها إستعداداً لتلك الصفعه بذعر ….
حوريه: عـ عشان…اااا…. إتأخرت عليك و..ما …ماأخدتش الحاجات منك ….!!
سامر بدهشه: وتاخديهم منى ليه …؟! معنديش إيد أحطها فى مكانها … ومالك خايفه كدة … ؟!! متخافيش كدة يا (حوريه) ….
أراد (سامر) طمأنتها ليمد يده محاولاً أن يربت على كتفها بحنان حين ظنت أنه يمد يده ليصفعها لتتراجع عده خطوات للخلف بسرعه وخوف ..
حوريه بإرتجاف : حـ أروح … أحضر العشا….
قبض (سامر) يده المنبسطه ضيقاً وقهراً على ما فعله ذلك المخلوق بها ، لا شك وأنه سبب لها هذا الإضطراب الكبير لتظن أن الجميع مثله كصورة منه لا أكثر ….
سامر هامساً بضيق ” منك لله … حسبى الله ونعم الوكيل فيك على إللى عملته فيها ..”
بدل (سامر) ملابسه سريعاً ليجد (حوريه) قد أعدت بالفعل الطاوله لتناول الطعام …..
إقترب من الطاوله ليجدها قد حضرت أطعمه شهيه للغايه فرائحتها الذكيه أثارت لعابه وحفزت جوعه الذى لم يكن يدرك أنه جائع إلى هذا الحد …
لم يعرف هل هو جائع بالفعل أم وجوده بقرب حوريته هو ما فتح شهيته بهذه الصورة ، لتعلق عيناه بها وهى تنتظره ليجلسا لتناول الطعام سوياً فهو على إستعداد الآن لتناول كل ما وضع على المائده الآن بشهيه مفتوحه وحب للحياه بقربها …
سامر: ريحه الأكل تجنن … تسلم إيدك …
تفاجئت (حوريه) من مجامله (سامر) لها وإثناؤه على رائحه طعامها الشهى فهذه أول مرة يثنى أحدهم على طعامها على الإطلاق ….
حوريه: طيب مش تدوقه الأول …؟؟
سامر: من غير ما أدوق … كفايه إنك عملاه بإيدك وتعبانه فيه ….
مفاجأة أخرى ل(حوريه) فلم تعتاد سماع كلمات الإطراء أبداً ، كم أن وقعها جميل ومريح للنفس …
جلس (سامر) وتبعته (حوريه) ليحتار بين أصناف الطعام اللذيذه أيهم يبدأ ..؟!
مد يده لإلتقاط معلقه حين إصطدمت يده بكوب عصير موضوع على حافه الطاوله ليسقط متهشماً ساكباً محتواه على الأرض حينها إنتفضت (حوريه) واقفه معتذره للمرة الثانية بشده …
لم تعطى فرصه ل(سامر) للرد حيث هرولت بسرعه بإتجاه المطبخ مرة أخرى عائده تحمل بيدها منشفه ، أسرعت جاثيه تمسح الأرضيه بتوتر بالغ وتلتقط الزجاج المتبعثر أثر التحطم بيديها ….
جثى (سامر) بسرعه إلى جوار (حوريه) ليمسك بيداها المرتجفتان وهى تلتقط القطع المتناثرة تكاد تجرح يديها الناعمتان يحثها على أن تترك كل شئ من يدها قائلاً …
سامر: (حوريه) …. !!!! سيبى كل حاجه من إيدك … الموضوع بسيط مش مستاهل كل التوتر ده …. عادى … إتكسرت إيه المشكله ؟؟؟ … فداكى … هى وكل حاجه فى البيت … سيبى الإزاز من إيدك أحسن تتجرحى ….
تجمعت عبرات خفيه بعينا (حوريه) وهى تنظر نحو (سامر) متذكرة رد فعل (عماد) وقتما تحطم الكأس وإصراره أن تلتقط القطع المهشمه بيديها التى إنجرحت على الفور ، تذكرت سعادة (عماد) وهو يرى قطرات الدماء تتساقط من يدها المجروحه لتندهش من خوف (سامر) عليها لهذه الدرجه …
همست (حوريه) بإندهاش من رد فعل (سامر) وخوفه عليها وهو ينتزع قطعه الزجاج من بين يديها …
حوريه : أنظفها بس … والله ما حتلاقى حاجه على الأرض …
سامر بضيق : (حوريه) …. بلاش كدة …. متخافيش ….
ثم أكمل بنبره عاشقه يملؤها الحنان ….
سامر: كسرى البيت كله … بهدلى البيت كله … أنتى حره … ده بيتك … إعملى فيه ما بدالك …. أو متعمليش حاجه خالص … مش مهم …. المهم تكونى على راحتك ومن غير خوف … إيه المشكله إن الكوبايه إنكسرت ولا الأكل وقع أو كل حاجه راحت فى داهيه .. كل ده مش مهم … المهم إنك بخير ومفيش حاجه أذتك ولا ضايقتك … مش عايز أشوف الخوف دة فى عيونك … أنا مش …..
صمت (سامر) متلجماً حين أراد أن يقول لها إنه ليس (عماد) ، هو ليس بذاك الحيوان الذى كان يتلذذ بتعذيبها و إثاره الذعر بنفسها ، لكنه فضل الصمت فلن يأتى بذكر إسمه مرة أخرى وسيجعلها تنسى وجوده وقسوته معها ..
زفر (سامر) بحنق مستطرداً…..
سامر : قومى يلا … إغسلى إيدك ووشك وتعالى نتعشا ….
أومأت (حوريه) رأسها بصمت وهى تترك (سامر) دالفه إلى المرحاض غير مصدقه لما سمعته بآذانها منذ قليل ، أتحلم .. أهو مختلف بالفعل … أليس صورة مطابقه له مثلما تخيلت أن كل الرجال كـ (عماد) ..
___________________________________________
إسلام…
رفع وجهه تجاه تلك البنايه ومازال التقزز واضحاً على معالمه يزداد عليها الحده والغضب فهو سينهى أمر أموالهم اليوم بل والآن …
نظر بإتجاه الأستاذ (فرحات) المحامى آمراً إياه بالصعود إلى الأعلى …
إسلام: يلا يا أستاذ (فرحات) … يا أنا يا هى النهارده …!!
___________________________________________
سامر…
إنتظر (سامر) عودة (حوريه) لإستكمالهم تلك الوجبه الشهيه التى لم يستطع تذوقها حتى الآن ….
سمع طرقات عنيفه بباب الشقه تكاد تخلعه من موضعه ليتقدم بقلق ممزوج بضيق فمن هذا الذى يجرؤ على إقتحام سكينته بهذا الشكل العنيف …
لم يكاد أن يفتح الباب حتى دفعه هذا المتعجرف دالفاً إلى داخل الشقه بدون إستئذان أو مراعاه لحرمه هذا البيت ….
تصرف أطاح بهدوء (سامر) ليهتف به بقوة موبخاً إياه …
سامر: إيه ده … إنت مين إنت يا …… وإزاى تدخل بيتى كدة …؟؟!
أشار إليه (إسلام) بكفه طالباً منه أن يصمت تماماً وهو يبحث عن (حوريه) بعيناه الكاشفتان بداخل الشقه …
إسلام بتقزز: اششششش … هى فيييييين …. ؟!!
لم يستطع (سامر) تحمل هذا الفظ ليتحرك نحوه بحركه سريعه دافعاً به من إحدى كتفيه ممسكاً به بقوة ليديره بجسارة موقعاً إياه أرضاً بصورة مباغته لم يكن ليتوقعها (إسلام) قط …
ثم إنهال بلكمه قويه سددها إلى وجهه ليصمت (إسلام) تماماً بذهول فلم يكن ليتخيل رد فعل زوجها هذا ، فقد ظن أنه يفوقه قوة …
سامر بحنق: إنت مين وعايز إيه من مراتى يا ……؟!
نهر (إسلام) يد (سامر) وهو يزيحه من فوقه بحده محاولاً لملمه كرامته المبعثرة أمام (سامر) والمحامى ليقف معتدلاً وهو يعدل من وضع قميصه جيداً مستطرداً …
إسلام: ملكش … فيه… هى فين …؟!
إغتاظ (سامر) من هذا المتطاول فما له يتحكم ويأمر ببيته لكن هذه الملامح هو يعلمها جيداً …
تلك نفس ملامح السارق (عماد) … فيبدو أن هذا هو (إسلام) أخيه .. ليبتسم (سامر) بتهكم فيبدو أن الإثنان لم يختلفا نهائياً كنسخه واحده … أصل وصورة ….
يبدو أنه أتى لقضاه وسيعلمه (سامر) درساً لم يستطع أن يعلمه لأخيه …
وبدون أى رد متحلياً بصمت تام تقدم بقوه يسدد لكمات متواليه ل(إسلام) وكأنه يعاقب (عماد) بالأساس ….
حتى أفاق (إسلام) للحظات وقد نزف أنفه بسيل من الدماء وهو يتوعد (سامر) بأنه سيؤذيه …..
إسلام بحنق: أبعد عنى أحسن لك …. أنت مش قدى …. والله لأعلمك الأدب …
سامر بصرامه : تعلم مين الأدب ياد …. أنت مش عارف أنت بتكلم مين …؟؟!
تفاجئا بذلك الصراخ الذى أوقف شجارهما على الفور بإندهاش وصدمه ….
حوريه وهى تصارخ نحوهما…..
حوريه : بااااااااااااس …. كفاااااااايه ……!!
(منذ أن دلفت إلى المرحاض وقد إستمعت لطرقات قويه مخيفه على باب الشقه ..
كان وقع تلك الطرقات بقلبها الضعيف المهترئ مفزعاً ..
طلت بعيناها عبر فتحه صغيرة بباب المرحاض وهى تتوارى خلفه بذعر حين إتسعت عيناها مرتعبه حين رأته يدفع (سامر) جانباً مقتحماً شقتهما …
هو … قاسيها … معذبها … إنه نسخه من (عماد) …
هى تلك العينان البراقتان السوداوتين المقتضبتان اللتان ترعبانها ….
يسأل عنها .. يريدها هى … أسيقتلها بدلاً من أخيه …
تصدى له (سامر) ، ضربه للعديد من المرات … حتى بدأ بتهديده له …
هل سيقتله هو الآخر معها….؟!!
هل هذا ذنبه أنه ساعدها ؟؟ يكون جزاؤه الموت على يد هذا الطاغية …
لا … لن تتركه يؤذيه فـ (سامر) لا يستحق هذا لقد ساعدها وأراد أن يبعدها عن كل ما يؤذيها …..
لتخرج صارخه بهم فلابد أن يتركه وشأنه ….)
بدأت صراخها وهى تتنفس بصعوبه حتى أنها أصبحت تسحب الهواء لرئتيها بصوت عالٍ متهدج …
حوريه : كفاااااااايه… عاوز مننا إيه … هاااااا …. حرام عليك … هاااااااا …. سيبنا فى حالنا بقى … هاااااااا……
إبتعد (إسلام) عن (سامر) ليقترب بتلك النظرة الساخطه نحو (حوريه) معنفاً إياها بحده لترتعب من وجوده بنفس رد فعلها مع أخيه من قبل ….
إسلام: أنتى حراميه … أخدتى فلوس أخويا … حقنا .. مش حسيبك … مش حسيبك أبداً ….!!!
هنا قفز (سامر) أمام (إسلام) وهو يدفعه بكلتا يديه لخارج الشقه مهدداً إياه …
سامر: بررره …. إطلع برررره … أنت ازاى تكلمها كدة …إطلع بره بيتى ولو شفت خيالك حتى إعتبر نفسك منتهى فاهم …. منتهى ….
إختفت (حوريه) للحظات أثناء جدال (سامر) و(إسلام) لتعود مستكمله إنفجارها الذى لم تكن تتوقعه هى نفسها وليس (إسلام) و(سامر) فقط ، وقفا ينظران بذهول وثبات لثورة (حوريه) الغير متوقعه وهى تقترب من (إسلام) وتدفع بقوة بيدها الصغيرة فوق صدره بضربات تختل لها توازنه ليستعيده مره أخرى ناظراً نحوها بصمت وإندهاش …
حوريه : هااااا ….. غوروا كلكم من حياتى … هااااا …. إبعدوا عنى … أنتوا ولا عندكم أخلاق … ولا رحمه …. هااااا….. زيك زى أخوك … هاااا … بنى آدم مفترى … هااااا … ولا شفت معاه ولا يوم حلو … هااااا … ولا لحظه حتى حلوة .. هاااا … أفتكره بيها فى يوم … هاااا … عمرى ما حفتكر ….. حسناته عشان ادعيله … معنديش غير دعوه واحده حسبى الله ونعم الوكيل فيه ……. ربنا قادر يرد لى حقى وعمرى وكسرة نفسى …
هاااااا …. عايزة فلوس … خد فلوس …. خد …
دفعت (حوريه) بأوراق عده ملقيه إياهم بوجه (إسلام) ..
حوريه: خدهم وغور أنا مش عايزة فلوسه حتى .. مش عايزة أى حاجه تفكرنى بيه .. خدهم ومش عايزة أفتكر أننا نعرف بعض فى يوم من الأيام … ولو عايز أمضيلك على تنازل … أمضيلك ومشفش وشك تانى… أبدااااااا …… أبداااااااااا …..
إسلام بتوجس: معايا تنازل … أنا …
حوريه بحده: هاااااااته ….. هاته بسرعه …
مد (فرحات) بورقه التنازل بإتجاه (حوريه) بتوتر فقد أصبحت كمن خرج للتو من المسبح … قطرات العرق تنساب من فوق جبينها مبلله شعرها بغزاره ، وجهها يتوهج باللون الأحمر الدموى ، جسدها يرتجف بحده كمن يتخلص من مرض عضال ….
أمسكت الورقه والقلم لتوقع وتضع القلم فوق إبهامها تخطه بالحبر الأزرق لتضع بصمتها فوق إمضائها حتى يصدقا أنها لن تتراجع وستتخلص منهم نهائياً وإلى الأبد …
نال (إسلام) مراده لينصرف مسرعاً بصحبه (فرحات) المحامى فهو لم يصدق أنه خرج من هذا البيت سائراً على قدميه فقد أبرحه (سامر) ضرباً لكنه حاول ألا يظهر ذلك …
كذلك إنفعال (حوريه) لم يكن مطمئناً أبداً …

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ذكريات مجهولة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى