روايات

رواية ذكريات مجهولة الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم قوت القلوب

موقع كتابك في سطور

رواية ذكريات مجهولة الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم قوت القلوب

رواية ذكريات مجهولة الجزء الرابع والعشرون

رواية ذكريات مجهولة البارت الرابع والعشرون

ذكريات مجهولة
ذكريات مجهولة

رواية ذكريات مجهولة الحلقة الرابعة والعشرون

« البيت .. »
فى اليوم التالى …..
تركيا ….
إستيقظ (علاء) ليجد (يامن) جالساً إلى جواره ينظر له بتلك العينان الصغيرتان الزرقاوتين ليصيح به قائلاً …
يامن: إصحى بقى … مش عارف أفتح الباب وأروح لمامى ….!!!
إبتسم (علاء) على براءة هذا الصغير ليفيق بسعادة لم يشعر بها لسنوات طويله ….
علاء: يلا بينا …
ربما لم تمر رياح تلك الليله هادئه أبداً على (اميمه) التى ظلت متيقظه طوال الليل غير مصدقه لما حدث .. لم تستطيع استيعاب الأمر بعد … أهو هنا إلى جوارها ؟؟! يفصل بينهما مجرد جدار فقط …
ثورة مضطربه بداخلها تلاشت بها قوتها وقسوتها فور رؤيته فقد إشتاقت له بالفعل لكنها أخذت تحث نفسها بكلمه واحده فقط ” إنه خائن ..” وليس عليها الرضوخ له بتلك السهولة ….
جلست تنتظر وتنتظر حتى حل الصباح …
فتح (علاء) الباب باحثاً عن (أميمه) التى وجدها تجلس بتوتر بالغ فى إنتظار (يامن) …
اميمه: أخيراً …. إيه دة كله …. (مينو) مش متعود على أنه يتأخر فى النوم كدة ….
علاء : (مينو) كويس أهو … ممكن ….اا…
اميمه مقاطعه: لأ ….
علاء: مش تعرفى ممكن إيه …. أنا عاوز جواز السفر بتاعك وبتاع (مينو) عشان أحجز لكم التذاكر ….
اميمه: أنا حجزت الصبح تبع المكتب إللى بتعامل معاه …
علاء بتعجب: وأنا …؟!
اميمه بتهكم : زى ما جيت روّح .. مش بتعرف تروّح …..؟!
علاء: (أميمه) …!!!
أمسكت (أميمه) بكف (يامن) الصغير قبل أن تتحرك مبتعده عن (علاء) بلا مبالاه …
اميمه: أنا رايحه عند ناس بحبهم … أودعهم … لأن بكرة معاد سفرنا …. البيت بيتك يا ….. حضرة الضابط ….
وقبل أن تتركه وترحل إلتفت (يامن) نحو (علاء) بإنبهار ..
يامن: بابى …. إنت ظابط ….؟!!
علاء بغرور: أشطر ظابط كمان ….
أطلقت (اميمه) ضحكه تهكميه وهى تصطحب (يامن) إلى غرفته لتبدل له ملابسه قبل خروجهم ….
بينما أعجب (علاء) بتلك المناورات الشقيه لأنه يعرف نهايتها جيداً ….
___________________________________________
هشام….
بدأ بترتيب بعض الأعمال التى ستنشر بالجريدة مع مراجعتها قبل النشر ليترك العمل مبكراً متجهاً إلى المستشفى لإصطحاب (نهال) إلى شقتها الجديدة …
قابلته (نهال) بإبتسامتها العذبه فلقد جلست فى إنتظاره منذ طلوع الشمس من فرط حماسها ….
هشام: صباح الخير …
نهال: صباح الخير …
هشام: ها … جاهزة ….
نهال: من بدرى …. حضرت شنطتى فيها كل حاجه ….
هشام: هى الشنطه الصغيرة دى ولا فيه غيرها …؟؟!
نهال: لأ هى دى بس .. أنا أصلاً حاجتى مش كتير ….
إقترب (هشام) ليحمل الحقيبه وسط رفض تام ل(نهال) …
نهال: مفيش داعى تتعب نفسك … هى صغيرة أوى أقدر أشيلها لوحدى ….
هشام : وانا يبقى إسمى إيه بقى لما أسيبك أنتى تشيلى الشنطه لوحدك وأنا موجود …. حتى لو خفيفه .. أنا إللى المفروض أشيلها …. طول ما أنا معاكى متشيليش هم أى حاجه خالص … ممكن ….!!!
اومأت (نهال) رأسها بسعاده وإبتسامه : ممكن …
هشام : يلا بينا التاكسى مستنى بره ….
إستقلا (هشام) و(نهال) احدى سيارات الأجرة مودعه المستشفى بعيناها بعد قضائها ذلك الوقت الطويل الذى ظنت أنها لن تخرج منها أبداً …..
توقفت السيارة أمام بنايه أشار إليها (هشام) ليترجلا من السيارة دالفين إليها وسط تطلع (نهال) لكل ما يحيط بها بالتفصيل …
تقدم (هشام) أولاً لتلحق به (نهال) وهى تستكشف هذا المكان الجديد عليها …
وقف (هشام) أمام باب إحدى الشقق ليخرج المفتاح وسط إبتسامه خفيفه بإتجاه (نهال) وهو يحدثها ….
هشام: نورتى بيتك ….
نهال: هى دى الشقه ..؟!
هشام: أيوة …. تعالى إتفضلى ….
دلف (هشام) إلى الداخل ليضع حقيبه (نهال) فوق المنضدة الصغيرة مبتعداً بإتجاه الباب مرة أخرى مردفاً قبل رحيله ….
هشام: أنا جهزت لك الشقه على ذوقى يا رب تعجبك …. إكتشفى أنتى بقى إللى عندك ولو إحتاجتى أى حاجه يا ريت تتصلى بيا على طول …
مد (هشام) يده بورقه صغيرة مستكملاً ….
هشام: ده رقمى وأنا ساكن فى الدور إللى فوقك ده على طول …
إبتسمت (نهال) بإمتنان مردفه …
نهال: شكراً ليك على كل حاجه ….
هشام: لا … مفيش بينا شكر خالص .. بس برضه متنسيش تقفلى الباب كويس … فيه كمان ترباس أنا ركبتهولك للأمان برضه ….
نهال: حاضر …
هشام :سلام ….
نهال: سلام …
ترك (هشام) (نهال) بشقتها الجديدة وفى داخله يتمنى ألا يتركها أبداً ، لكن يجب عليه العودة إلى الجريدة مرة أخرى ….
بينما أخذت (نهال) تستكشف شقتها الجديدة فلأول مرة يصبح لديها بيت خاص بها …
نهال: البيت بسيط ومريح أوى … وهو إشتري كل دة ليا ..؟؟!
أخذت تنظر حولها بسعادة متمعنه بتفاصيل الشقه كلها ثم إتجهت للغرفه الوحيدة بالشقه لتجد سرير كبير وخزانه لم تحظى بهم فى حياتها إطلاقاً
وضعت الحقيبه وأخرجت ملابسها البسيطه وكتبها وبدلت ملابسها وخرجت إلى المطبخ لتجد المطبخ مملوء بالطعام …
نهال : ياااااه … كل ده … دة كتير أوى … ألف حمد وشكر ليك يا رب … أنت الكريم يا رب العالمين … بس أول ما ربنا يقدرنى حرد له كل حاجه … شكله هو كمان مش محتاج عبء زيادة عليه ….
__________________________________________
علاء….
بعدما تركته (أميمه) مصطحبه (يامن) معها لفت نظره مجموعه من الأوراق التى قد جهزتها (أميمه) للتصميمات التى تقوم بها ….
نظر نحوها بإعجاب ليجد قصاصه من الورق موضوعه فوق سطح المكتب …
أمسك بها لتتسع إبتسامته فهو لا يدرى هل تركتها (أميمه) سهواً أم عن قصد ….
علاء: مش مهم كنتى تقصدى ولا أنا عشان ظابط شرطه أخدت بالى … المهم أنى عرفت معاد الرحله والشركه إللى أنتى مسافرة معاها ..
إتصل (علاء) على الفور بمكتب الطيران ليقوم بحجز تذكرة له أيضاً على متن نفس الرحله التى ستسافر بها (أميمه) و(يامن) …..
علاء: لما نشوف آخرة هروبك منى دة إيه .. مش حسيبك إلا لما نرجع لبعض …. بس دلوقتى كفايه إنك جنبى ومعايا ومعاكى ليا أجمل هديه مكنتش أتخيل أبداً أنها موجودة … (يامن) …..
__________________________________________
اميمه….
صُدمتا (توتشا) و(سيلا) من قرار (أميمه) المفاجئ بالسفر لكنها أوضحت لهم أن (والد يامن) عاد وتصالحا لهذا ستعود إلى القاهرة لكن صلتهما لن تنقطع وأن على (سيلا) و(ضيا) إكمال العمل الذى بدأوه ، لتودعهم (أميمه) و(يامن) قبل أن يغادروا ، كما طلبت من (سيلا) أن توضح ل(ضيا) ما حدث فهى لن تستطيع أن تشرح له ما حدث بعد مشادته مع (علاء) بالأمس ….
لتعود (أميمه) مرة أخرى إلى منزلها وهى ترسم قناع عدم الإهتمام بوجود (علاء) وأنها لا تبالى به لتصعد إلى غرفتها مستكمله باقى اليوم بعيداً عنه تاركه (يامن) لتشبثه ب(علاء) فور رؤيته كما حدث بالأمس تماماً ….
___________________________________________
بيت حوريه….
بعد إصرار إخوة (حوريه) بأن تترك غرفتها وتجلس معهم لمشاهده فيلم جديد إنصاعت لهم (حوريه) بإمتنان لم يفعله إخوانها الصغار من محاولات لإبعاد الحزن عنها ….
جلست بغرفه المعيشه وسط إخوانها ووالديها حتى مع مساوئ والدها وطمعه إلا أنها بالفعل تفتقد وجودها معهم ، تفتقد شعورها لهذا الدفء الأسرى ، تفتقد معنى البيت حقاً ….
طرقات تدق الباب لينهض (والد حوريه) قائلاً ..
ابو حوريه: خليكوا إنتوا … أنا حفتح الباب ..
ليعود بعد قليل وقد صدحت كلمات الترحيب معلنه بقدوم زائر نحوهم ….
ابو حوريه: أهلا ً أهلا ً… إتفضلوا إتفضلوا ..
ترقبوا جميعاً فى إنتظار هذا الضيف القادم نحوهم ليلقى (أبو حوريه) على مسامعهم أسماء الزوار …
ابو حوريه: يا (أم حوريه) … دى (أم عماد) الله يرحمه و(إسلام) أخوه …
هنا إنقبض قلب (حوريه) فور سماعها أسماء الزوار ..
إنتفض جسدها كأن القادم هو (عماد) نفسه مرة أخرى …
إنقباضات متتاليه سببت الآم بمعدتها وغثيان مفاجئ ، إنتفاض جسدها الواضح الذى أخذت تخفيه ، إضطراب تنفسها وإحساسها القوى بالبكاء لكنها تماسكت ….
ذلك الشعور بالذعر لمجرد سماعها عن قدوم أحد من أهله فقط فكيف لو كان قد عاد بنفسه مرة أخرى ….
ظنت أن الإضطراب الذى يحتاجها هو أقصى شعور يمكن أن تشعر به لكنها فاجئها بأضعاف ذلك حين وقعت عيناها على أخيه (إسلام) فور دخوله غرفه المعيشه فقد كان صورة أخرى من (عماد) لا يختلف فى هيئته وملامحه ولا حتى صوته …
شعرت أنه هو … هو (عماد) من جديد … إحساس بالقوه والضياع ، رغبه ملحه فى البكاء والصراخ …
لم تستطع حوريه المقاومه كثيراً ليسقط قناع التحمل لتبدأ بالبكاء …
ظن الجميع أن (حوريه) تبكى على فقدان زوجها عندما شعرت بقدوم أهله وإقتراب جزء منه إليها ….
سلمت (والده عماد) وأخيه عليها وجلست (والده عماد) إلى جوارها ….
والده عماد بود مصطنع: كلنا خسرناه يا حبيبتى … يااااه…. تعرفى وأنا جنبك كدة حاسه زى ما يكون (عماد) معايا والله …..
نظرت إليها (حوريه) بخضراوتيها الباكيتان متمعنه فى حديثها …. لتتمنى لو تُقطع من نفسها بخنجر ولا يكون بها شئ يشبه (عماد) أبداً…
ام حوريه: ربنا يصبر قلبكم يا رب … كلنا حزنا أوى على فراقه ….
اسلام: فعلاً … كلنا مفتقدينه أوى ….
كان صوت (إسلام) القريب من صوت (عماد) ينغرس كسكين حاد بقلب (حوريه) …
حوريه : بعد إذنكم … أصل أنا حاسه أنى تعبانه شويه …..
أسرعت (حوريه) نحو غرفتها لتلحق بها والدتها على الفور وهى تنهرها على تركها إياهم بهذه الصورة …
ام حوريه: مالك … إيه …هو ينفع تسيبيهم كدة … دول جايين يزوروكى أنتى …. من الذوق أن أنتى إللى تقعدى معاهم مش إحنا…!!!!
حوريه بإنهيار: مش قادرة يا ماما .. مش قادرة …
ام حوريه: لا برضه … ميصحش … يعنى هم كمان مش حزانا زيك … أنا ربيتك على كدة …. لازم تجامليهم وتقعدى معاهم … ميصحش … الناس تقول علينا إيه ..؟؟
كعاده (حوريه) السلبيه من المواجهه قبلت بالأمر الواقع وخرجت لهم مره أخرى لتجلس معهم وكلما مر الوقت تشعر بالإختناق أكثر وأكثر ولم تشعر بالراحه إلا عندما إنصرفوا وقتها فقط إستطاعت التنفس بحريه وأسرعت إلى غرفتها لترتاح فيها من مشقه هذه الزياره ….
___________________________________________
اليوم التالى…
اميمه ..
لملمت (اميمه) كل إحتياجاتها وملابسها فى الحقيبه الكبيرة ولم يتبقى سوى ملابس (يامن) التى بغرفته فهى لم تستطيع أن تحضر حقيبته لوجود (علاء) طوال الوقت بتلك الغرفه مع (يامن) الذى إستطاع أن يعرف الكثير عما حدث ل(أميمه) من هذا الصغير …
لم تجد (اميمه) بُدا من أن تطرق الباب عليهما حتى تستطيع أخذ ملابس (يامن) من الخزانه …
فتح (علاء) باب الغرفه وتوسط بوقفته بمنتصف الباب بمقابلتها فهو يدرك أنها تريد أن تدفعه إلى الداخل فهذه اللحظه ينتظرها منذ الأمس ، بل وتعمد البقاء بالغرفه حتى تأتى إليه مرغمه حتى لا تتأخر على موعد الطائرة ….
علاء: صباح الخير …
اميمه : عن إذنك كدة … وسع شويه …
ليقترب بوجهه من وجهها لترتجف بقربه وهى تشعر بضربات قلبها المتسارعه لتلعن نفسها على ما فعلته وقرارها بالمجئ له الآن ….
علاء بهمس: بقول .. صباح الخيييييير…
اميمه بإرتباك: صباح النور … وسع بقى …
علاء: لأ … عايزة تعدى …. عدى …
نظرت (أميمه) بإستنكار نحو تلك المساحه الضيقه التى تركها لها لتعبر من خلالها لتنظر له بتعجب …
اميمه: إيه دى …. فار أنا … !!! وسع كدة…
حاولت (أميمه) إزاحه (علاء) عن طريقها لكن هيهات أن تحرك ذلك الجبل من أمامها بتلك اليدين الضعيفتان أمام قوته ، لتنفعل من فشلها قائله بحدة …
اميمه: ما بلاش لعب العيال دة حنتأخر كدة….
علاء: طول عمرك رشيقه يعنى ولا ….. تكونيش تخنتى شويه ومش حتعرفى تعدى … عموما أهو يا ستى … وسعت لك …
إبتعد (علاء) خطوة صغيرة وهو يكظم إبتسامته من ضعفها أمامه لتضطر أن تعبر بتحدى لتثبت له أنها مازالت تتمتع برشاقتها ، لكنها بصعوبه عبرت من تلك المساحه التى تركها لها بقرب أرجف كلاهما معا ، كم إشتاق كلاً منهما للآخر ، نبهت (أميمه) نفسها بجمله وضعتها بعقلها تذكر بها نفسها من آن لآخر أنه “خائن “….
لتتحرك بغضب مبتعده عنه بسرعه وهى تضع ملابس (يامن) بالحقيبه بعصبيه …..
اميمه لنفسها ” عاوز يضغط عليا … أنانى …. عاوز كل حاجه … يخونى … وعايز يرجع لى عادى كدة … كأنه معملش حاجه …. كأن السنين مغيرتش حاجه …. لااااا …. دة بعده … أبداً مش حيحصل ….”
علاء لنفسه” وحشتينى أوى …. بس عمرى ما حتخلى عنك ولازم تفهمى الحقيقه كلها .. لازم أقولك إيه إللى حصل … لازم”
علاء بحزم: (أميمه) … أنا والله العظيم ما …..
قاطعته (اميمه) مرة أخرى مثل كل مرة حاول أن يفهمها ما حدث ….
أميمه محذره بصرامه : قلت لك قبل كدة يا (علاء) …. متكذبش عليا …. وأنا مش عايزة أعرف حاجه … عشان أنت خلاص متهمنيش فعلاً … ولو فاكر أن حركاتك دى حتخلينى أسامحك يبقى أنتى متعرفنيش كويس … قلت لك أنا نازله مصر عشان إبنى يتربى ويعيش وسط أهله … راجعه أشوف بابا وماما إللى اتحرمت منهم وإتحرموا منى بسببك …. غير كدة … متحلمش …. ولو حاولت تعترضنى أو تتكلم فى إللى فات والله.. والله.. حبعد بجد المرة دى ولا يمكن تعرف طريقنا أبداً أبداً فاهم …
(علاء) وقد إستطاعت إثارته بتلك الكلمات فهو ليس على إستعداد لفقدانهم مرة أخرى ، ليحاول تهدئه (أميمه) التى علا صوتها ليصبح كالصراخ المرتجف ، فيبدو أن مازال جرحها نازفاً منذ ذلك اليوم المشؤوم لكنه سيصبر وينتظر وليس لديه أى سبيل آخر حتى لا تبتعد مرة أخرى وتميت قلبه مرتين وتبعد عنه وتبعده عنها وعن إبنه بعد أن وجدهما أخيراً …
تراجع (علاء) إلى الخلف وهو يشير بكفيه لتهدأ (أميمه) التى إحتدت بحديثها جداً حتى أن انفعالها أصاب (يامن) بالخوف وبدأ يبكى لصراخ والدته بهذه الصورة لتهدأ (أميمه) مقبله على (يامن) الذى تناست وجوده لتطمئنه أن هذا مزاح بينهما لا أكثر ….
ليهبط (علاء) إلى الدور السفلى حاملاً حقيبه (أميمه) مبتعداً عنها بحزن لكنه لن يستسلم أبداً ….
________________________________________
مرت الساعات ليستقلا الطائرة معا دون أى حديث بينهما إطلاقاً فكل ما كان بداخل نفس (علاء) أن تعود ، وكل ما بداخل نفس (أميمه) أن تصمت …
وبعد عدة ساعات من الصمت بينهم برحله لم تخلو من بعض النظرات الخفيه من كلا الطرفين دون أن يشعر به الآخر كما لو كانا يتناوبان ، وصلا أخيراً إلى مطار القاهرة ….
شعرت (أميمه) براحه كبيرة بعودتها إلى بلدها وآمانها الأول …
أوقف (علاء) إحدى سيارات الأجرة لتقلهم إلى بيت أهل (أميمه) أولاً ….
____________________________________________
فى الطريق…
علاء: (أميمه) … ممكن رجاء يعنى… تقعدى فى شقتك … أنا سايبها زى ما هى على فكرة … عشان كمان أقدر أجى أشوف (مينو) براحتى وأنتى كمان تاخدى راحتك فى بيتك ….
قالها (علاء) بتمنى أن تعود (أميمه) إلى بيتهم الذى تركته منذ خمس سنوات متعللا ب(يامن) أن يكون سبباً ، لكنه يتمنى عودتها إليه فكم إشتاق لوجودها ببيته حتى لو لم يمكث هو به يكفيه إحساسه بقربه منها ..
لكن ما لم يدركه (علاء) أنها كانت تتمنى هى الأخرى العودة إلى تلك الشقه فقد قضت بها أجمل أيام حياتها على الإطلاق ….
تصنعت اللامبالاة فى الرد وكأنها مرغمه على ذلك من أجل (يامن) فقط …
اميمه: طيب …. تمام … أسلم على بابا وماما ونروح شقتنا أنا و(يامن) ….
وإلتفتت نحو (علاء) وهى تحذره ..
اميمه: أنا و(يامن) … وبس …..
علاء بابتسامه: وبس …..
__________________________________________
هشام ونهال..
تعدلت أحوال (نهال) النفسيه بمكوثها بتلك الشقه مستقله بحياتها الجديدة التى بدأتها للتو كمن ولدت من جديد ….
مر (هشام) ب(نهال) قبل ذهابه للجريدة يطرق بابها بنفس موعد لقائهما بنافذه المستشفى …
هشام: صباح الخير …
نهال: صباح الخير …
هشام: أنا قلت أصبح وأنا رايح الجريدة … مش محتاجه أى حاجه أجيبهالك وأنا راجع ..؟!
نهال بخجل: تسلم …
هشام بإبتسامه: سلام …
نهال : مع السلامه …
لقاء قصير لكنه ذا أثر بالغ بقلبيهما ، يمدهما بجرعه قوة حتى لقاء آخر ….
__________________________________________
بيت أهل أميمه …
لقاء عاصف بعد غياب طويل نعم كانوا على إتصال معها دون معرفه مكانها بالضبط كانوا يتمنوا أن يروا (أميمه) و(يامن) عن قرب لكن كانت (أميمه) دوماً تطلب ألا يتقابلوا حتى لا يبحث عنها (علاء) ويصل إليها وإلى (يامن) ….
تفاجئ والدا (أميمه) بقدومها بصحبه (علاء) لتحاول أن تشرح لهم ما حدث بإيجاز ….
اميمه: (علاء) يا بابا ضابط شاطر عرف يوصل لنا … ولما عرف إن (يامن) إبنه خفت ياخده منى … وقلت لنفسى خلاص حهرب من إيه … أرجع لكم بقى وأبقى وسطكم …
ابو اميمه: ودلوقتي مش خايفه ياخده منك …؟؟!!!!!!
اميمه: أنا أقوى من كدة يا بابا …
ام اميمه: بس لو تقولى لنا عملك إيه خلاكم تسيبوا بعض بالشكل دة ويدور عليكى بالصورة دى …؟؟!
تذكرت (اميمه) للحظه حين عادت من الفندق بعد رؤيتها ل(علاء) و(هند) ومرورها بوالديها أنها أخبرتهم أنه حدثت مشكله كبيرة بينهما سببت الطلاق ولم تفصح عن أى تفاصيل أخرى ، ظن والديها أنها لم تفصح عن ذلك بسبب طبعها الكتوم ، بينما كانت (أميمه) مازالت لا تصدق ولا تعى أن ما حدث حقيقه بالفعل ……
اميمه: إحنا فى إيه ولا فى إيه يا ماما … أنا حرجع شقتى مع إبنى وجيت أسلم عليكم قبل ما أروح هناك ..
ام اميمه: خليكى معانا يا بنتى ..
اميمه: لأ … دى شقتى … بيتى … حروح أعيش هناك ….
ابو اميمه: على راحتك يا بنتى … بس برضه بيت أبوكى مفتوح لك دايماً….
بعد تلك الزيارة القصيرة عادت (أميمه) إلى بيتها بعد غياب تتلمس بإشتياق كل أركانها التى مازالت كما هى كما تركتها وكأن لم يمسها غيرها بالفعل ….
لكنها قبل أن تدلف من باب تلك الشقه أصرت على (علاء) أن يظل محتفظاً بتلك المسافه بينهما وأن ما يربطهما هو (يامن) فقط …..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ذكريات مجهولة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى