روايات

رواية ذكريات مجهولة الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم قوت القلوب

رواية ذكريات مجهولة الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم قوت القلوب

رواية ذكريات مجهولة الجزء الثامن والثلاثون

رواية ذكريات مجهولة البارت الثامن والثلاثون

ذكريات مجهولة
ذكريات مجهولة

رواية ذكريات مجهولة الحلقة الثامنة والثلاثون

« لقد خسرت »
حوريه…
أنهكت قواها لتجلس تسترد أنفاسها بصمت وذهول ، فى حين أغلق (سامر) الباب جالساً على مقعد بالقرب منها مردفاً …
سامر بحنو: أنتى كويسه …؟!
(حوريه) وهى مازالت تنظر فى الفراغ ..
حوريه: كويسه … كويسه أوى … أنا … أنا إشتريت حريتى ونفسى … أنا كنت حاسه إن الفلوس دى هم على قلبى … كفايه أنها بتاعته .. يمكن خسرت فلوس … بس أنا كسبت نفسى وحياتى …
سامر: مش مهم أى حاجه … المهم بس تبقى أنتى كويسه … شكلك تعبانه أوى …
(حوريه) وهى تنظر بغرابه بإتجاه (سامر) محاوله إدراك أنها قامت بذلك بالفعل بنفسها دون تردد أو خوف مثلما كانت تفعل دوماً ..
حوريه: أنا بس أهدى شويه وحبقى كويسه … حقوم أخد دش وأرجع … أنا حرتاح …
تحركت (حوريه) بآليه وذهول فهى مازالت غير مصدقه لما فعلته ، دلفت إلى المرحاض مرة أخرى لتستكين نفسها وهى تشعر بالماء المنهمر فوق رأسها الساخنه ….
_____________________________________________
جلس (سامر) في إنتظار عوده (حوريه( بقلق فتلك أول مرة يراها منفعله بتلك الصوره …
لكنها عند عودتها عادت بهدوء كما لو لم يحدث شيئاً لتعود إلى الطاوله وتتناول الطعام بصمت إلى جوار (سامر) الذى حاول أن يخرجها من وطأة هذا الحدث بحديثه العمل وما فيه ليلهيها عما حدث …
كان الحديث جذاب جداً بالنسبه ل(حوريه) فهى لم تعتاد على التحدث مع (عماد) إطلاقاً وهو يتناول طعامه ….
إنتهوا من تناول الطعام ووقف (سامر) حاملاً بعض الأطباق ليساعد (حوريه) بوضع الأطباق بالمطبخ ، لتبدأ حلقه التعجب من تصرفات (سامر) مرة أخرى ….
حوريه: أنت بتعمل إيه … ؟!!
سامر بعدم فهم : بساعدك …!!
حوريه: بتساعدنى ….!! بس أنت تعبان طول النهار ….!!
سامر: وأنتى كمان … واقفه طول النهار تعملى الأكل وتنظيف البيت الزيادة عن اللزوم دة … ده غير ..ااا .. الضغط إللى حصل عليكى … يبقى المفروض محتاجه منى مساعده بسيطه زى دى ….
أخذت تنظر (حوريه) إلى (سامر) بإندهاش يتزايد فكل ما يفعله معها يبدو أنه يفعله بأريحيه تامه وكأنه معتاد على ذلك ….
دلفا إلى المطبخ سوياً ليمر الوقت وهما يتحدثان ، حاول (سامر( أن يلقى ببعض المواقف المضحكه والنكات ليضحكا معاً وهذا شئ لم تعتاد عليه (حوريه) ولا حتى توقعته بأى إنسان تعرفه ….
ساعدها بترتيب الأطباق بعد أن قامت (حوريه) بغسلهم …
وبعد فترة طويله خرجا إلى غرفه المعيشه ليتجه (سامر) نحو مكتبه صغيره ملتقطاً لكتاب ما ، جلس بعدها على أحد المقاعد لتجلس (حوريه) على مقعد آخر بعيد عن (سامر) ….
سامر: عارفه الكتاب دة عباره عن قصه شاب كانت أحلامه بسيطه جداً بس قابلته عقبات كتير أوى فى طريق تحقيق حلمه إلا أنه نجح فى النهايه … إيه رأيك نقرأه سوا ….
حوريه بإهتمام: إزاى ….؟؟؟
سامر: أنا حقرا جزء جزء ونتكلم فيه سوا …
حوريه: من صغرى وأنا بحب الكتب أوى ….
سامر بهمس: عارف ….
بدأ الاثنان يتكلمان ويتناقشان حتى مر الوقت سريعاً وحان موعد نومهما …
تمنى كل منهما للآخر ليله سعيده وتوجه إلى غرفته ……
كانت سعاده (سامر) لا توصف بينما كانت (حوريه) غير مصدقه أنها تخلصت من كابوس تكرار حياتها مع (عماد) مره أخرى بزواجها من أخيه …
أخذت تتذكر كل ما حدث اليوم ، غير مصدقه ما فعلته مع (إسلام) ، ربما شجعها إحساسها بوجود (سامر) مسانداً لها وأنه لن يخذلها عندما تحتاج إليه ليقوى قلبها بتلك المواجهه ….
لتبتسم لخيال (سامر) الذى لاح بخيالها وتتذكر كيف كان إهتمامه بها وحنانه اليوم ورد فعله مدافعاً عنها أمام طغيان (إسلام) ، كما تذكرت تعليقاته الطريفه التى قام بها طوال جلستهم سوياً حتى غلبها النوم ..
__________________________________________
فى اليوم التالى…
طارق….
خرج (طارق) من البيت متعمداً جلوسه على الكرسى المتحرك فى إنتظار (رحمه) بنفس الموعد الذى تمر به يومياً ..
رآها تترجل من الحافله لتسير هذا الطريق الطويل الذى يمر ببيته متجهه إلى مقر عملها ….
____________________________________________
رحمه….
كانت تسير ببطء متجهه إلى عملها حينما رأت (طارق) جالساً على الكرسى المتحرك أمام باب بيته ….
دق قلبها بشده لكنها نكست وجهها بالأرض دون النظر إليه عابره من أمامه على الجانب الآخر من الطريق …
تود لو أنها تستطيع الطيران والتحليق فلم تعد تتحمل هذا التوتر وهى تراه بزاويه جانب عينيها بأنه يتبعها بحركه رأسه تجاهها …
لكن بمجرد عبورها سمعت صوته الشجى ينادى بإسمها …
طارق : آنسه (رحمه) ….
كم هو شجى ، حلو المذاق منه فقط ، لأول مرة تنتبه لأن إسمها حلو كنغمه موسيقية لأنه نطق به …
ستتعمد الصمت ربما يناديها مرة أخرى…
لم يكذب إحساسها وانتظارها لينطقها للمرة الثانيه ، أغمضت عيناها تحتفظ بتلك الترنيمه بآذانها …
أعادها المرة الثالثه …
طارق: آنسه (رحمه) … لو سمحتى ممكن أتكلم معاكى دقيقه …؟؟
توقفت (رحمه) وسط إرتباكها الملحوظ بين رفض وموافقه ، أتقترب منه وتتحدث معه وتحقق جزء من أحلامها بقربه أم تبتعد إكراما لنفسها وكرامتها خاصه وأن (هايدى) كانت تعد صديقتها فى يوم من الأيام ….
تيقن (طارق) أنها إستمعت إليه ليكمل مردفاً …
طارق:لو سمحتى … أنا عايز أتكلم معاكى فى موضوع ضرورى …
إضطرت (رحمه) للإستماع إليه فإلتفتت نحوه لتعبر الطريق مقتربه من البيت لتستطيع سماعه بوضوح ..
إقتربت نحوه لتعصف بقلبه برقتها الطاغيه كفراشه رقيقه ، لها جاذبيه أخذته من أعماقه دون أن يعرف سر هذه الجاذبيه الأخاذه ….
(رحمه) بثقه واهيه تخفى خلفها ذلك الإرتباك …
رحمه : إتفضل بس بسرعه لو سمحت عشان متأخرش على الشغل …
طارق : متقلقيش …
رحمه: إتفضل إتكلم … أنا مستنيه ….!!
طارق: إحم …. أيوه … الصراحه أنا كنت عايز أطلب منك طلب … بس متردد شويه …
قضبت (رحمه( حاجبيها بعدم فهم مقصد (طارق) لتردف متسائله…
رحمه: طلب … منى أنا ..؟؟؟
طارق بقلق : عارف إن حالتى متسمحش بكدة بس … أنا أعجبت بيكى جداً … وعاوز أرتبط بيكى … لو معنديكيش مانع ترتبطى وتتجوزى واحد زيى يعنى بحالتى دى … أنا حأكون فى منتهى السعاده إذا وافقتى …..
صدمت (رحمه) من طلبه وقالت لنفسها…
رحمه ” بجد … إللى بيقوله ده فعلاً بجد … (طارق) عايز يتجوزنى …. معقوووول …”
رحمه: بس اااا …. أنا…..
فهم (طارق) أنها ترفضه لإعاقته ليسخر بداخل نفسه من يظن أنها مختلفه عن (هايدى) ، فقد أصبحت صورة أخرى ولكن برتوش جديده وشكل مختلف ….
رحمه : أنا مقدرش …. (هايدى) مهما كان كانت صاحبتى ….!!!!
طارق بإستفهام : ثانيه واحده … يعنى إعتراضك بس على (هايدى) !!! …. ومش فارق معاكى إنك تتجوزى واحد عاجز ….
رحمه: محبش أبقى خاينه العشره …. لكن أنت مفيش حاجه تقل منك …. عشان كدة مقدرش أوافق …
طارق: (هايدى) هى إللى إختارت ومش حنوقف حياتنا عشان أنانيتها … إلا إذا كان فيه سبب تانى ..؟!!!
رحمه: لا طبعاً مفيش سبب تانى ولا حاجه … عموماً أدينى فرصه أفكر …
طارق: وهو كذلك …. آخر الأسبوع حتلاقينى مستنيكى هنا فى نفس المكان زى النهارده وقوليلى قرارك … تمام … ولو وافقتى حتلاقينى عندك فى نفس اليوم أطلبك من والدك ….
ابتسمت رحمه: طيب … بعد إذنك عشان إتاخرت …..
تركته (رحمه) وإتجهت للشركه وهى تكاد تقفز من شده فرحتها فاليوم لا تريد شيئاً آخر من الدنيا فقد تحققت كل أحلامها ….
عاد (طارق) إلى البيت على مقعده المتحرك حين قابل والدته …
ام طارق: الله … أنت قعدت تانى على الكرسى ليه؟!! … مش أنت بقيت كويس …؟!!
طارق: فيه بس موضوع كدة حخلصه ومش حقعد على الكرسى دة تانى … أدعى لى أنتى بس …
ام طارق: ربنا يحقق لك كل إللى بتتمناه يا رب ..
__________________________________________
إنتهى الأسبوع …..
حوريه وسامر ….
تخوفت (حوريه) أن يجبراها والديها على أى فعل آخر بغير إرادتها فإتفقت مع (سامر) الإستمرار بزواجهم الصورى حتى تستقر بحياتها بعيداً عنهم جميعاً ، بينما تنفس (سامر) الصعداء بأنها لن تتركه بعد إنتهاء مشكلتها مع (إسلام) …
خلال هذا الأسبوع إكتشفت (حوريه) يوماً بعد يوم وموقف بعد آخر أن (سامر) لا يشبه (عماد) بأى شئ على الإطلاق بل كانت مواقفه وردود أفعاله تجاهها غير ما كانت تتخيل أو تظن أن هناك شخص يحمل كل ذلك الحنان والإهتمام ….
كما رأت من (سامر) مواقف مسانده بكل ما تمر به خلال يومها كما أنه دوماً ما يتصل يطمئن عليها وعلى أحوالها وهو بعيد عنها حينما يشغله عمله إلا أن ذلك لم يمنعه من الإتصال دوماً …
كل يوم يمر بوجود (حوريه) فى حياه (سامر) يدفعه بأمل جديد وسعاده أكبر فلن يطلب أكثر من وجودها معه فحتى إن كان زواجهما صوريا إلا أنها له هو فقط ….
__________________________________________
فى الصباح….
بيت معروف….
جلس (معروف) بهدوء يستطلع أخبار اليوم وأهم العطاءات والمناقصات التى تهمه منها فبعد إنخداعه بهذا المدعو (شريف) أصيب (معروف) بصدمه كبيرة سببت له إرتفاع بضغط الدم وإضطر للبقاء بالمنزل حتى يتعافى تماماً مما حدث ….
وضعت الخادمه فنجان القهوة أمام (معروف) منصرفه بعدها مباشرة دون أى حديث بينهما كموقف يومى إعتيادي …
ليباغتها (معروف) بسؤال فتجيبه على الفور …
معروف: أمال فين مدام (جيهان) …؟!!
الخادمه: راحت النادى هى والأنسه (هايدى) وقالوا مش حيتأخروا …
معروف: ماشى …
أعاد بصرة تجاه هاتفه ليكمل تصفح ذلك الخبر بإنتباه لتقطع إنتباهه إبنته (سمر) وهى تركض نحو والدها قائله …
سمر : بابااااااا … ماما فين …. أحسن أنا نسيت خااالص ….؟!!
معروف: نسيتى إيه يا حبيبه بابا … ؟!!
سمر: نسيت أدى الورقه دى لماما …
أشارت (سمر) بالورقه أمام (معروف) ليمسكها من يدها متمعناً بها ليلقى هاتفه على المنضده وهو يحدق بها بغير تصديق ….
إنها الشيك الذى حرره ل(شريف) … هو نفسه الشيك الذى لم يصرف … ترى ما الذى أتى به إلى هنا ….
معروف: جبتى الورقه دى منين يا (سمر) …؟!
سمر: حد جابها هنا وإنتم مش هنا وقالى أديها لماما ضرورى ..
معروف: شكله إيه الحد ده … ؟!
سمر: راجل سخيف كدة … وبيقولى يا سكر …
وصف (معروف) هيئه (شريف) بالتفصيل ل(سمر( لتوافقه الصورة التى صورتها له بعقلها صائحه …
سمر: برافو عليك يا بابا …. هو دة ….
معروف: وقالك إدى الورقه دى لماما …؟؟!
سمر: أيوة … وأنا نسيت .. ولما جيت ألعب باللعبه دى دلوقتى لقيتها فى العلبه …
معروف: طيب روحى أنتى يا (سمر) … أنا حديها لماما ..
عادت (سمر) إلى غرفتها بينما جلس (معروف) تتأجج بداخله نيران الغفله التى كان يعيش فيها ظناً منه أنه لا يوجد مثيل ل(جيهان) ….
___________________________________________
أميمه….
عادت (اميمه) من بيت والديها لتستعد لسفرها مع (علاء) عند عودته اليوم كما وعدها بقضاء إجازة مصيف تجمعهما هما فقط بصحبه الصغير (يامن) ، لتبدأ (اميمه) تجهيز الملابس المناسبه لتلك السفره وتحضير بعد الأدوات واللوازم لذلك ….
____________________________________________
معروف….
لم ينتظر الكثير حتى دلفت (جيهان) ومعها نسختها المصغرة (هايدى) آتيتان من الخارج ليجلس (معروف) متحلياً بالهدوء وهو ينظر إليهما منتظراً كيف يوقع بها ويتأكد مما يظنه …
معروف: حمد الله على السلامه …
جيهان : الله يسلمك … أنت قاعد ليه كدة مش رايح المؤسسه ..؟!
معروف: أصل حصلت مشكله فإضطريت أستنى شويه …
جيهان: مشكله … مشكله إيه … ؟!؟
معروف: واحد إسمه (شريف) … جه وحاول ينصب عليا ….
إنتبهت (جيهان) لما يتفوه به (معروف) وسط ملاحظته إهتمامها بهذا الموضوع بشكل كبير …
جيهان: وبعدين …؟!!
معروف: هو إيه إللى وبعدين … خلاص كدة …
جيهان بإنفعال: هو إيه إللي خلاص كدة … لما تتكلم فى موضوع متعلقناش كدة …!!!
معروف بحده: وإيه إللى يهمك في موضوع زى ده …. هاه … إنك شريكته مثلاً …؟!!
إضطربت (جيهان) وهى تنظر نحو (معروف) بفزع محاوله التهرب من إتهام (معروف) لها …
جيهان: أنت بتقول إيه ؟!!…. متنساش أنا مين وبنت مين ….
معروف: كفايه بقى … أنتى فاكرة أنى مش عارف إن الباشا والدك أعلن إفلاسه ومعادش حيلته حاجه …
إتسعت حدقتاها بذعر وهى تنظر تجاه تجاه (معروف) متسائله كيف عرف ذلك …
جيهان : مين إللى قالك …؟؟!
معروف: أنا راجل سوق … وعارف كل كبيرة وصغيرة بتحصل حواليا .. لما عرفت الخبر قلت بلاش أكسفك قدامى وأعمل نفسى معرفش حاجه ، لكن توصل لإنك تسرقينى …. بقى دى أخرتها يا (جيهان) …. تسلطى عليا واحد نصاب وتسرقينى .. ليه … حوشت عنك إيه …؟!!
جيهان: الفلوس دى حقى … فلوسى .. أنا اللى عملتك بنى آدم … خليتلك قيمه وسط الناس ….
معروف بغضب: (جيهااااااان) …. لاحظى الفاظك كويس … لولايا أنا لا كنتى عشتى فى المستوى دة ولا حتى حلمتى بيه … ومش معنى أنى ساكت لعجرفتك دى يبقى أنا اقل منك ..
زمت (جيهان) فمها جانبياً وهى تنظر نحو (معروف) بتقزز ….
جيهان: من غير أسمى وأسمى عيلتى كنت حتفضل بياع حقير ولا بيفهم أى حاجه فى الناس الراقيه والاتيكيت …. ده أنت مكنتش تحلم بضوفرى ….
معروف: متخلنيش أتصرف معاكى بطريقه تزعلك يا (جيهان) ….
جيهان: ما تقدرش تعمل حاجه ….
معروف : اخزى الشيطان واسكتى خالص واطلعى فوق أنا ماسك نفسى عنك بالعافيه ….
هنا تدخلت المتعجرفه الصغيرة تدافع عن شبيهتها قائله…
هايدى: حيلك حيلك …. أنت فاكر نفسك ايه …. وبتكلم ماما كدة ازاى …. دى مهما كانت هانم بنت باشا … لكن أنت ايه … فوق لنفسك … ماما معاها حق … هى اللى خلتك بالمنظر ده .. لك قيمه وسط الناس … كله باسم جدو … وعشان خاطرة …
____________________________________________
إسلام….
بعد تسجيل تنازل (حوريه) عن كل ممتلكات (عماد) سافر (إسلام) وأمه إلى الإمارات لينعموا بما تركه (عماد) لهما ليستأنف (إسلام) العمل بشركات (عماد) والتصرف بأمواله التى أصبحت من حقه أخيراً ….
________________________________________
بيت معروف…
إغتاظ (معروف) من رد (هايدى) الغير مهذب فمهما كان يعتبر بمثابه والدها ، هو الذى اعتبرها كإبنته منذ صغرها ، الآن تحتقره وتنكر معروفه معها هى الأخرى ، وماذا كان سينتظر فهى تربيه والدتها …
نظر تجاه (جيهان) السعيده ب(هايدى) وهى تلقى بكلماتها اللاذعه بوجه (معروف) كمن تبعث له برساله أنها هنا ليست بمفردها ويحب أن يحذر….
لكن ما جال بخاطرة أن تلك السيده لا تصلح لأن تكون أماً مربيه لابنته الصغيره (سمر) ، فيكفى ما قامت به وفرقت بينه وبين ولده (هشام)..
ليثور بوجهيهما صادما كلتاهما …..
معروف: (جيهااان) …. انتى طااااالق … وخدى بنتك دى وامشى بره بيتى … و(سمر) بنتى حربيها بعيد عنك عشان متبقاش شبهك … روحى يا هانم للباشا والدك خليه ينفعك …
ثم مد كفه ل(هايدى) محركاً أصابعه وهو يوجه حديثه ل(هايدى) بإشمئزاز….
معروف: هاتى مفاتيح العربيه …. بسرعه ….
هايدى: دى عربيتى….
معروف: اللى متعرفهوش إن كل حاجه مكتوبه بإسمى … كل حاجه … حتى عربيتك دى …
مدت (هايدى) يدها بالمفتاح بذهول إلى (معروف) لتخرجا من باب البيت متجهات إلى الخارج …..
____________________________________________
طارق….
لم يظن أنه عند نهايه الأسبوع سيكون متلهفاً قلقاً إلى هذا الحد …
جلس على مقعده المتحرك بالقرب من باب البيت فى إنتظار مرور (رحمه) بموعدهما المنتظر ….
أخذ ينظر بإتجاه بدايه الطريق تاره وبين ساعه يده تاره أخرى ، فأصعب ما يمر به المرء هو الإنتظار ، فالإنتظار قاتل ….
لاح أخيراً طيفها من بعيد لترتسم إبتسامه بقلبه قبل شفتاه فى إنتظار إقترابها …
لم تكن (رحمه) أقل منه لهفه وتوتراً فقد شعرت أن قدماها الصغيرتان لا تلمسان الأرض من سرعه خطواتها وهى تتقدم نحو الطريق حتى لمحته ينتظر أمام البيت …
دقات قلبها المتسارعة رسمت إبتسامه عريضه وهى تقترب بلهفه نحو (طارق) …
من يرى هذا المشهد من بعيد يظن أن لقاء الأحبه جاء بعد غياب طويل …..
(رحمه) بأنفاس متهدجه من شده سرعتها …..
رحمه: صـ…ـباح …الـ…خير….
طارق: صباح الورد …
رحمه: إتأخرت عليك …؟!
طارق: أووووى ….؟!
خجلت (رحمه) من رد (طارق) بينما أعجبه خجلها وبساطتها ….
طارق: بصى بقى أنا مش مستحمل تأخير … ردك إيه …؟!!
رحمه: موافقه …. موافقه من أول يوم … بس كنت حابه أمهد لبابا وماما الموضوع الأول ….
طارق بشك : ورأيهم …؟!!
رحمه: موافقين طبعاً … وفى إنتظارك أنت وطنط …
طارق : يبقى معادنا النهارده بالليل …
رحمه: أروح أنا الحق الشغل …
طارق: هو لازم …؟!!
رحمه بعدم فهم : مش فاهمه ….!!!
طارق: الشغل براحتك طبعاً …. بس هو ضرورى أوى كدة … أنا مش عايزك تتعبى بقى …
رحمه: الشغل نفسه مش مشكله أوى …. نبقى نتفاهم فى الموضوع ده … بس لو إتفقنا أنى أسيب الشغل يبقى لما نتجوز أقعد عشان بساعد بابا وماما ….
طارق: زى ما تحبى … بس متضغطيش على نفسك … وأقله روحى النهارده إجازة بقى ولا إيه …؟!!
رحمه ضاحكه: تصدق صح …. أحسن أبقى عامله زى حنفى ….. يلا سلام …
أسرعت (رحمه) بالرحيل لترحم قلبها المتسارع دقاته من هذا التوتر البالغ بقربه بينما إبتسم (طارق) وهو يرفع من صوته لتسمعه جيداً بعدما إبتعدت بسرعه لعده خطوات ….
طارق: (رحمه) …. بالليل … ها …. إستنينى …
استدارت (رحمه) تجاه (طارق) لتتسع ابتسامتها بإشراقه ….
رحمه: مستنياك ….
___________________________________________
هايدى وجيهان…
إقتربت (هايدى) تسير جنباً إلى جنب مع والدتها هامسه ….
هايدى: والعمل … حتى العربيه أخدها ….؟!!
جيهان: إحنا كدة ضعنا … ولا معانا فلوس ولا جدك معاه حاجه ، دة حتى سكن فى شقه صغيره فى حته بيئه كدة … عارفه إحنا مفيش قدامنا غير (طارق) … لازم ترجعى له … بيت كبير وفلوس وقيمه …
هايدى : إيه !!! …. عموما متقلقيش من الناحيه دى … دة ميقدرش يستغنى عنى … أنا عارفه إزاى حجيبه لحد عندى …
جيهان بمكر : بنت أمها صحيح …
فتحت (هايدى) البوابه الكبيرة لتستمع بالصدفه لآخر حديث (طارق) و(رحمه)…
(( طارق : (رحمه) … بالليل … ها …. إستنينى …
رحمه: مستنياك …. ))
لتصدم (هايدى) و(جيهان) فها هو (طارق) طار من يدها ذاهباً لتلك الفقيرة … تابعت (هايدى) (رحمه) بذهول وهى تمر من أمامها لترمقها (رحمه) بنظرة خاطفه بجانب عينيها معيده نظرها تجاه الطريق بلا إكتراث ل(هايدى) المندهشه فاغره فاها ببلاهه وغير تصديق ….
فبدايه من اليوم ستبدأ حياتها التى حلمت بها لسنوات …..
عادت (هايدى) ببصرها بإتجاه (طارق) لتتسع عيناها بذهول وهى مازالت على وضعها المندهش لتزداد صدمتها برؤيتها ل(طارق) يقف على قدميه دافعاً المقعد المتحرك إلى داخل المنزل مغلقاً بوابته الحديديه بوجهها كرساله بطردها خارج حياته منذ تلك اللحظه …
نظرت بإتجاه والدتها المتابعه بصمت وحسرة لما رأته بعينيها فقد خسرتا كل شئ ….
بكت (هايدى) ولأول مرة شعرت بألم الإنكسار وخزى الندم على خسارتها ل(طارق) وتحقيره لها بتلك الصورة ..
هوت كل أحلامها أرضاً وعليها بقبول الفقر وذل الحاجه ورفض المحب …
وكأن كل ما كانت تعاير به (رحمه) و(هاجر) أصابها وأكثر فقد فازت (رحمه) بطيبتها وأصلها ورحمتها وخسرت هى بتعاليها وغرورها ….
هايدى بتحسر: شايفه يا ماما … شايفه …. أهو راح لها … وأنا خسرت كل حاجه …؟!!
جيهان : معدش ليه لازمه الكلام ده … يلا نروح عند جدك …
لتستند كل منهما على الأخرى يجروا أذيال الخيبه معاً فلقد خسرتا كل شئ …
___________________________________________
الإمارات….
أم عماد وإسلام ….
جلسا يتناولان وجبه العشاء حين طرق باب بيت (عماد) بصورة قويه أثارت قلق (أم عماد) وإبنها …
تقدم (إسلام) نحو الباب فاتحاً إياه لينظر بتعحب لهؤلاء الرجال الواقفون ببابه بتجهم شديد….
” أنت صاحب شركه العشماوى للتجارة ”
توجست (أم عماد) خوفاً بأن (حوريه) قد أبلغت الشرطه بما فعله (إسلام) معها وإجبارها على التنازل عن ملكيتها عن الشركه رغماً عنها فأسرعت بإتجاه هذا الرجل قائله ….
أم عماد: أيوه … (إسلام) هو صاحبها …. هو إللى ماسك كل حاجه ومفيش حد تانى غيره …
فهم (إسلام) مقصد والدته ليؤكد كلام والدته بغطرسه ساخره…
إسلام: أنا صاحبها ومديرها يا فندم … ومحدش تانى غيرى أبداً يعرف عنها حاجه أو ليه فيها أى حاجه …
” زين …. تعال معى الحين … أنت مطلوب بالشرطه للتحقيق معك والقبض عليك …”
بهت كلا من (إسلام) ووالدته وهما يتبادلان نظرات خوف و عدم إستيعاب لما قاله لهما هذا الشرطى للتو …
إسلام بإضطراب: ليه ؟!!
” الشرطه تحصلت على مواد مهربه وبضائع مهربه كلها بإسم شركتكم … وأنتم المسؤولين عنها فرجاء بدون تأجيل بتيجون معى ها الحين على المخفر .. ”
أمر الضابط الشرطيين المحاوطين لهما بالقبض على (إسلام) ووالدته لإتهامهم بجميع عمليات التهريب التى قامت بها الشركه والتى لم يستطع (إسلام) التهرب منها فقد كان كل شئ مثبت بالأوراق بملكيتهما لتلك البضائع المهربه ليخسر (إسلام) وأمه كل شئ ويلقى بهما بالسجن عقوبه لذلك فلم يستطيعا إثبات أن (حوريه) كانت صاحبه الشركه ف(عماد) كان يتولى الإدارة كامله بتوكيل منها وكان المتصرف بكل شئ فلم يوجه لها الإتهام خاصه وأن وقت ضبط تلك البضائع كانت الشركه ملكاً ل(إسلام) ووالدته ….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ذكريات مجهولة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى