روايات

رواية ذكريات مجهولة الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم قوت القلوب

موقع كتابك في سطور

رواية ذكريات مجهولة الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم قوت القلوب

رواية ذكريات مجهولة الجزء التاسع والعشرون

رواية ذكريات مجهولة البارت التاسع والعشرون

ذكريات مجهولة
ذكريات مجهولة

رواية ذكريات مجهولة الحلقة التاسعة والعشرون

« كسر الحواجز ….. »
بيت أهل حوريه ….
جلست (حوريه) مرحبه ب(عبد الله) وزوجته بغرفه المعيشه حين إستمعوا لطرقات تدق باب البيت ليتقدم (مصطفى) أخو (حوريه) مجيباً الطارق….
إستمعت (حوريه) إلى ترحيب أخيها ب(سامر) الذى ميزت صوته على الفور لتتقدم بلهفه وترحيب به وتدعوه للجلوس معهم جميعاً بغرفه المعيشه ….
لم يقاوم (سامر) دعوة حوريه بالجلوس معها ومع ضيوفها الذى لا يعرفهم فقط يكفيه أنه يكون بالجوار ومعها بأى مكان وأى صحبه ….
حوريه: تعالى … إتفضل يا (سامر) ….
سامر: شكراً …
حوريه: دة أستاذ (عبد الله) … ودى مراته (هاجر) …
سامر: أهلاً وسهلاً …
عبد الله: أهلاً وسهلاً يا أستاذ (سامر) ….
جلس (سامر) بالمقعد المجاور ل(عبد الله) مقابلاً ل(هاجر) و(حوريه) ….
ليبدأ (سامر) بأطراف الحديث مع (عبد الله) متطرقين إلى عدة موضوعات عامه حتى علم (عبد الله) أن (سامر) يعمل ضابط بالشرطه ليستمتع (عبد الله) بحديث (سامر) عن عمله فى البحث عن المجرمين والمهربين …
كان الحديث شيقاً جداً حتى أنهم لم ينتبهوا ل(حوريه) و(هاجر) وأخذهم الحماس بالحديث الشيق ل(سامر) ….
بينما كانت (حوريه) و(هاجر) فى البدايه مجرد مستمعات للحوار بين (عبد الله) و(سامر) حتى بدأت (هاجر) بتوجيه حديثها إلى (حوريه) بسؤال يتراود إلى ذهنها منذ رؤيتها ل(حوريه) …
هاجر: أنتى عارفه إنك مُحيرة جداً بالنسبه لى …؟!!
حوريه بإهتمام: أنا …. !!! ليه … ؟!!
هاجر: شكلك طيبه وعيلتك على قد حالها زينا يعنى .. كمان مساعدتك ل(عبد الله) كان كرم أخلاق كبير أوى منك … بس يعنى … متزعليش منى … جوزك ااااا ..؟!!
حوريه بإنكسار : فهمت …. عندك حق …. أنتى عارفه يا (هاجر) …. أنا محدش يعرف اللى بينى وبين (عماد) خااالص … ولا أى حاجه من إللى كانت بتحصل ما بينا … ولا عارفين كنت عايشه معاه إزاى …!!
هاجر: ولا أهلك ….. ؟!!
حوريه بإنكسار: ولا أهلى …
هاجر: ليه كدة ….؟؟ أنتى لازم تتكلمى وتخرجى كل مشاعرك دى … لازم تفضفضى عن إللى جواكى …
حوريه: يا ريت … أنا إللى جوايا كاسرنى …. بس مقدرش أقول منه كلمه واحدة …!!!!
هاجر: ليه كدة يا (حوريه) … لازم تتكلمى وترتاحى … انتى كدة مش بتعذبى حد غير نفسك بس …. أول خطوه إنك تُخرجى بره مشكلتك إنك تتكلمى عنها ….ولازم تتكلمى وتعبرى عن مشاعرك إللى جواكى دى …
حوريه بأسى: الكلام صعب عليا أوى…
هاجر: إحنا قريبين من سن بعض… يمكن متعرفنيش كويس … بس لو حبيتى تفضفضى مش حتلاقى أحسن منى على فكرة … جربى بس ومش حتندمى….
تشككت (حوريه) لبعض الوقت بنفسها وأنها ليس لديها القدرة على إخراج ما بداخلها …
لكن اطمئنانها ل(هاجر) ورؤيتها لها بملامح الطيبه التى تعلو ملامحها الهادئه جعلها تحاول أن تخرج بعضاً من مشاعرها لأنها بالفعل فى حاجه لشخص مريح تجد به ملاذاً تبوح له ما بداخلها من صراع وخوف ليتجسد هذا الشخص بتلك الرقيقه (هاجر) ..
بدأت تقص ل(هاجر) بصوت خفيض عن طريقه زواجها من (عماد) من البدايه وكيف أنه تزوجها لجمالها فقط يتمتع بها لبعض الوقت حتى يمل منها ووقتها لم تكن لندرة ماذا كان سيفعل معها …
كيف أنه رفض رفضاً تاماً أن ينجب منها أطفال وأنها لا تستحق لقب أماً لأولاده ، كيف أصر على حبسها بالبيت دون أن تخرج منه أو تكلم حتى أهلها ولو بالهاتف ، كم كان قاسى بمشاعره تجاهها ، كم سبب لها الكثير من الآلام بضربه لها لأتفه الأسباب ، كم حاول أن يقلل منها ويذلها دوماً ، صوته يرعبها ، رائحته تخنقها وتغثيها ، كم كرهته وكرهت وجوده ….
شرحت لها بألم كيف كان (عماد) يدخرها لمتعته الشخصيه فقط فور إحتياجه هو ، حتى شعرت أنها لم تكن سوى عروس بلاستيكيه جميله لإشباع رغباته هو فقط بدون أن يبالى لها أو لمشاعرها إطلاقاً كيف كان يتعامل معها بحيوانيه فى أى وقت حتى لو كانت نائمه أو متعبه …
حتى أنها قررت الهرب منه بعد أن هددها بالقتل ، وكان هذا هو اليوم الذى قابلت فيه (عبد الله) وساعدها وذهب بها إلى المستشفى وأخذت تحمد الله الذى أكرمها بوفاه (عماد) وخلاصها منه ….
لم تكن (حوريه) تريد سوى أن تخرج كل ما بداخلها منعت كثيراً تلك الكلمات الحبيسه بداخلها من الخروج ، فضلت الصمت فقط لكنها الآن وحين أتيحت لها الفرصه لم تعى أو تفكر بما تقول بل وجدتها فرصه سانحه لتخرج كل ما بداخلها ، أن تقص كل معاناتها مع هذا الشخص البغيض كل تلك السنوات ، تركت العنان لنفسها بالحديث ولم تتوقف لبرهه بل أخرجت كل ما فى جعبتها مرة واحده …
ومع ذلك كانت تتكلم بصوت منخفض حتى لا يسمعها أحد غيرهما …
فى البدايه حاولت (حوريه) السيطره على دموعها لكنها بعد ذلك بدأت تتساقط فى صمت مع تذكرها لحياتها مع (عماد) ….
شعرت (هاجر) بأسى كبير على (حوريه) وحالها وكيف أن جمالها هذا أصبح نقمه عليها وعلى الرغم من غناها ومالها إلا أن هذا لم ينسيها ما حدث معها وترفض تماماً تلك الثروة والشركات فهى ما إلا مال حرام لا يخصها ولا تريده فكل قرش به مسمى بأسمه وهى تريد محو ذكراه من داخلها لكنها لا تقدر ولا تقوى على ذلك….
هاجر: أنتى مش لوحدك يا (حوريه) .. أنا معاكى وجنبك .. يا ريت لو تعتبرينى أخت وصديقه …
حوريه: يا ريت بجد تكون ليا صديقك زيك …
هاجر مازحه : لا وأزيدك بقى من الشعر بيت …. عندى كمان واحده صاحبتى إسمها (رحمه) حاتحبيها أوى أوى .. أخت (عبد الله) … لما آجى أزورك تانى حاجى أنا وهى ….
حوريه: يا ريت …. بجد …. أنا محتاجه صديقه تكون معايا وافضفض لها ونتكلم سوا وأخرج من إللى أنا فيه …
هاجر: من ناحيه الكلام … حتتكلمى لما تشبعى .. وتطردينا كمان من كتر ما بنتدخل فى حياتك … انتى خلاص … بقيتى بتاعتنا أنا و(رحمه) …
سامر …..
أخذ (سامر) يتحدث مع (عبد الله) لكن هذا لم يمنعه من ملاحظه حوريته التى جاء إليها من الأساس ، لاحظ أنها تبكى ….
ألم كبير يعتصر قلبه لحزنها كم أراد أن يجرى نحوها ويضمها بين ذراعيه ليخفف عنها الآمها ….
وأخذ يتساءل داخل نفسه لماذا تتحدث وهى حزينه هكذا؟؟
لم هى متألمه الى هذا الحد….؟
وعن أى شئ تتحدث …؟
اهى تبكى فقدانها لزوجها …. أكانت تحبه كل هذا الحب ….؟؟؟
إنتهت الزياره وإنصرف الجميع …
لكن عقل (سامر) تشتت بتفكيره وتساؤله ترى هل حب (حوريه) لزوجها الراحل سيصعب عليه إيجاد طريقه لوجوده بحياتها ….
____________________________________________
طارق…..
بعد إتفاق (طارق) و(سامر) على الإحتفاظ بتلك الأوراق ببيت (طارق) .. عاد (طارق) إلى بيته حاملاً معه هذا الجهاز الصغير والأوراق التى تحتوى على تلك المعلومات الهامه ليخبئها بخزنته الخاصه…
توقف بسيارته أمام البيت الهادئ فوق العاده ، ترجل من السيارة وهو ينظر إلى تلك البوابه المفتوحه بملل ليغلقها من خلفه دالفاً إلى الداخل ، وجد والدته تجلس بمفردها تنتظره عادة كل يوم ….
طارق فى نفسه ” والله أنتى أكتر واحده صعبانه عليا يا أمى ….. ”
انتبهت ام طارق لوصول ولدها ليضئ يومها بقدومه فالبيت بغيابه صامت كالقبر …
ام طارق: (طارق)… !! أنت جيت بدرى يا حبيبي ….!!
طارق: أيوة حبيبتى …. جاى معايا ورق مهم وراجع تانى …..
ام طارق: طب أقوم أحضر لك الغدا بسرعه كدة ….
طارق: مفيش مشكله …
صعد (طارق) إلى غرفته فاتحاً خزانته ليضع الجهاز والمستندات بداخلها محكماً غلقها جيداً …
أخذت تجول برأسه فكره قد تريح نفسه وتريح والدته فى نفس الوقت ….
طارق : أنا لازم أكلم (هايدى) إننا نسرع جوازنا شويه … كفايه أمى قاعدة طول الوقت لوحدها … أهى تبقى موجودة معاها تونسها ونتلم أنا وهى مفيش داعى للتأخير أكتر من كدة …. هى خلاص خلصت دراستها …..
عاد (طارق) إلى الدور السفلى لتناول الطعام مع والدته قبل أن يعود مرة أخرى إلى المكتب ، لكنه قبل مغادرته الحى فضل المرور ب(هايدى) أولاً للتحدث معها بخصوص تقديم موعد الزفاف فلا داعى للتأخير كل هذه المدة الطويله المتبقيه …..
_________________________________________
شقه عبد الله وهاجر….
عبد الله: مقولتيش رأيك يا (هاجر)… عجبتك الزيارة ولا لأ ….؟؟!
هاجر: عجبتنى طبعاً … بتسأل ليه السؤال دة ….؟!!
عبدالله: أبداً … أصلنا من ساعه ما طلعنا من بيت مدام (حوريه) وأنتى زعلانه ومقولتيش ولا كلمه ….
هاجر: بالعكس يا (عبد الله) … (حوريه) إنسانه جميله بجد … لكن يا خسارة ….
عبد الله: خسارة … ليه ..؟!!
هاجر: على رأى المثل … الحلو ما يكملش ….
عبد الله: مش فاهم ….
هاجر: أصلها صعبانه عليا أوى ….اللى يشوفها من بعيد يقول دى ربنا رزقها بكل حاجه …. مال وجمال … بس للأسف إللى يقرب منها يعرف هى قد إيه شقت فى حياتها … وقد إيه هى تعبانه كدة ….
عبد الله: ليه يعنى … جرى لها إيه عشان تصعب عليكى أوى كدة ….
هاجر: عارف جوزها دة … ربنا يرحمه مطرح ما راح بقى… عمل فيها عمايل …. يا ستار يا رب ….
عبد الله : معقول …!!! أنا برضه قلت باين عليها كدة لما شفتها مرميه فى الشارع…
هاجر: أمال لو عرفت اللى عمله فيها … ده فعلا كان إنسان مريض زى ما أنت قولتلى ..إستنى ححكى لك ….
سردت (هاجر) ما قصته عليها (حوريه) عن حياتها مع (عماد) وكيف قاست معه حتى يوم هروبها منه عندما قابلت (عبد الله) ..
عبد الله: أنا قلت دة مش بنى آدم فعلاً …. وأنا إللى كنت مستغرب لما ظلمنى وإتهمنى زور … وهى المفروض أقرب واحده ليه يعمل فيها كدة …!!!
هاجر: شفت بقى …. عشان كدة عايزه أنا ورحمه نبقى نروح نزورها نقرب منها أكتر …
عبد الله: فكرة جميلة جداً …. وهى تستاهل كل خير …
هاجر: خلاص حبقى أقول ل(رحمه) وأتفق معاها على يوم نزورها فيه …
________________________________________
طارق….
مر (طارق) ببيت (هايدى) قبل ذهابه لمكتبه مرة أخرى فلابد من الإتفاق معها على تعجيل الزفاف ليستقر بحياته وتبقى أنيساً لوالدته حين يغيب ….
تقدم (طارق) نحو بيت (هايدى) المقابل لبيته ليطرق الباب ….
قابلته الصغيرة (سمر) ببهجتها المعهودة ….
طارق بحب : (سمورة) … إزيك عامله إيه ..؟!!
سمر: الحمد لله… أنت عاوز (هايدى) ..؟!
طارق مازحاً: لو ممكن يعنى …
سمر: اه ممكن … إدخل جوا أنا حناديهالك …..
صعدت (سمر) لإبلاغ (هايدى) بوجود (طارق) بينما دلف (طارق) إلى داخل غرفه الإستقبال منتظراً (هايدى) ….
هايدى بإندهاش : (طارق) …!!
طارق : إزيك يا (هايدى) … عامله إيه …؟؟!
هايدى: أنا كويسه … خير إيه إللى جابك من غير ما تقول كدة ….؟!!
طارق بتجهم: آسف لو أزعجتكم يعنى …. بس كنت عاوز أتكلم معاكى بموضوع مهم ….
هايدى: وهو إيه إللى مهم أوى كدة وميستناش ….؟!!
طارق : (هايدى) أنتى عارفه طبيعه شغلى وأنى بغيب عن البيت كتير … وأنا ووالدتى بس إللى ساكنين فى البيت … إيه رأيك نعجل معاد الفرح شويه …؟!!
هايدى بتعالى: ياااااا سلاااام …. وأنت بقى عايز تعجل معاد الفرح عشان أبقى جليسه للست والدتك …
طارق بإحتقان : أنا مقصدش كدة …. هى عندها كل حاجه وأنتى مش حتعملى أى حاجه بس هو الونس … هى طول الوقت لوحدها …. وأنا خلاص خاطب وحتجوز … فليه نأجل …. ما نبقى كلنا حواليها …
هايدى بإصرار : لأ … أنت ناسى أنى أصلاً عايزه أقسم البيت عشان أبقى على راحتى ….
طارق: (هايدى) دة مكانش إتفاقنا.. وقلت لك كدة قبل كدة .. وأمى أعمل فيها إيه ….؟!!
هايدى بتهكم : أظن إنها كبيرة كفايه وتقدر تاخد بالها من نفسها ..مش محتاجانى فى حاجه … أو صح .. أختك … تبقى تيجى تقعد معاها براحتها إنما أنا لأ …
طارق: أنا مش عارف إزاى أعجبت بيكى و عايز أرتبط بيكى …. إسلوبك دة مش نافع معايا أبداً … وأنا صبرت عليكى كتير ….
هايدى بإنزعاج : إسلوبى …!!! هوه دة بقى إسلوبى ومش حغيره …أنا أساساً اسلوبى دة هو أكتر حاجه بتميزنى ….
(طارق) محاولاً كظم غيظه من تعالى (هايدى) الفائق عن الحد….
طارق : (هايدى) ..!!! مش عايز أتعصب عليكى … أنا مش عارف فين المشكله …. أنا عاوز نتجوز ونقرب من بعض عشان لو فيه أى خلافات بينا تدوب .. ومن العدل أننا بعد ما نتجوز نونس أمى بوجودنا خصوصا أنها مش محتاجه رعايه محتاجه ونس بس …
هايدى بحدة: مش حتجوز إلا فى بيت منفصل ليا لوحدى … فهمت …؟!!
طارق بغضب : ولو مفهمتش…؟!؟
وقفت (هايدى) ببرود وهى تنظر إلى طلاء أظافرها الأحمر الصارخ مستكمله حديثها مع (طارق) بلهجه تميل إلى فرض الرأى….
هايدى: أنا كدة كدة لسه محتاجه وقت كبير عشان أجهز فستانى وحاجاتى …
طارق بحزم: الفرح حيكون بعد شهرين وحنسكن مع والدتى فى البيت زى ما إتفقنا …. إنتهى يا (هايدى) … أقلمى نفسك على كدة …
زاد غضب (طارق) وعصبيته من تصرفات (هايدى) وردودها المستفزه خاصه فى تشبثها بموضوع سكنهم بمفردهم بعيداً عن والدته ، لكنه فضل الإبتعاد الآن عنها بدلاً من إلقاء غضبه عليها فهو يعطيها عذراً واحداً فقط أنها مازالت صغيرة ولم تتعلم بعد التصرف بشكل سليم ..
ليخرج (طارق) وهو يشعر بالغضب من (هايدى) ومن إسلوبها المستفز وتعاليها تاركاً إياها بدون حتى إلقاء السلام …
بينما ظلت (هايدى) ناظره نحو الباب الذى خرج منه (طارق) فى ذهول فهذه أول مره يفرض أحدهم شيئاً عليها بهذه الصوره ….
_____________________________________________
هشام ونهال…
بعد قضاء يوماً جميلاً فوق الشلالات والجلوس على شاطئ البحيرة …
يوما آخر كالحلم ل(نهال) ، فهى لا تصدق أنها تعيش فعلاً بالواقع وظنت أنها أكيد تحلم حلم جميل ….
لكنها حتى لو كانت بالحلم لا تود الإستيقاظ منه أبداً ….
عاد العروسين فى آخر اليوم إلى الفندق بسعاده ليرتاحا ليخطا ذكرياتهما فى الصباح بمكان جديد يسطران فيه ذكرى جميله لحياتهما سوياً …..
_____________________________________________
طارق…
جلس (طارق) بسيارته منطلقاً بإتجاه مكتبه بمديرية الأمن ……
سيطر غضبه من تصرفات (هايدى) عليه فلم تعجبه أبداً تلك التصرفات الهوجاء التى قامت بها ، لمح طيف نفس الفتاه أثناء سيره …
إنها فتاه العسل”رحمه” كانت متوجهه إلى المكتبه القريبه من بيته …
مجرد رؤيتها فقط جعلته تناسى ما حدث منذ دقائق مع (هايدى) مراقباً إياها حتى دلفت إلى داخل المكتبه ….
اكمل (طارق) طريقه إلى العمل لكن ذهنه كان معلقاً ب(رحمه) وكيف يراها هادئه ومسالمه وجميله فى نفس الوقت …..
____________________________________________
رحمه ..
كان تفكر وتحلم باليوم الذى ستستلم فيه شهادة تخرجها وتبحث عن عمل آخر بشهادتها فأخيراً حصلت على مؤهلها الذى يؤهل لها عمل أفضل و مربح أكثر ….
دلفت إلى المكتبه لمقابله صديقتها (نرمين) لتطمئن على أحوال (طارق) كالعادة فيبدو أن وجود (طارق) بقلبها إدمان لابد من العلاج للتخلص منه …
_____________________________________________
بعد إنقضاء إسبوع كامل قرر (هشام) و(نهال) إستكمال عطلتهم بالأسكندريه حتى يصبح لهم فى كل مكان يحبونه ذكرى جميله ليعودوا بعد ذلك إلى شقتهم فيعاود (هشام) عمله ، إستطاع (عم سلمى) أن يساعد (نهال) بالإلتحاق بإحدى الوظائف التى حدثها عنها بإحدى الشركات لتبدأ عملها هى الأخرى مما زاد من ثقتها بنفسها وكأنها شخصيه جديدة غير تلك (نهال) المستسلمه الضعيفه ….
__________________________________________
شهر آخر ينقضى …..
هاجر وعبد الله ….
كان التوافق سر حياتهم وحبهم وتفاهمهم
وصراحتهم بدأت تضع خطواتها فى حياتهم …..
إستقر مشروع (عبد الله) الصغير لتساعده (هاجر) دوماً وتقف معه يداً بيد حتى أصبح التعاون سمه بينهم وبدأوا يرتبان حياتهم على المشاركه بكل شئ …..
لكنها حاولت من وقت لآخر أن تقوم بزيارة (حوريه) برفقه (رحمه) كما وعدتها من قبل ….
________________________________________
رحمه…..
إلتحقت (رحمه) بالعمل بشركه صغيرة حصلت منها على راتب جيد جعلت من عملها شغلها الشاغل حتى يملأ حياتها محاوله أن تبعد تفكيرها عن (طارق) و(هايدى) لكن فى بعض الأوقات يأخذها الحنين وعندما تمر من أمام بيته تسترق النظر إلى البيت وكأنها تتمنى أن تراه لكنها سرعان ما تتدارك نفسها وتكمل طريقها للعوده إلى المنزل فلسوء حظها أن تلك الشركه قريبه من الحى الذى يسكن به (طارق) أيضاً …..
كونت صداقه من نوع فريد مع (حوريه) و(هاجر) بعد القيام بزيارتها عده مرات لتجدها فتاه ظلمتها ظروفها هى الأخرى وتشبههم كثيراً..
وكانت لتلك الزيارات أثر طيب بنفس (حوريه) التى إشتاقت ليكون لها صديقه قريبه من قلبها ووجدته فيهما إثنتيهما (هاجر) و(رحمه) ….
_________________________________________
هايدى وطارق….
بعد آخر لقاء لهما كان (طارق) يتجنب لقائه ب(هايدى) مطلقاً ، كذلك (هايدى) لم تحبذ رؤيته بعد ضغطه عليها بآخر لقاء لهما إلا أن تدخل والدته حتى تخفف من حده خلافهم الأخير ولأنها لا تمانع من بقائها بمفردها فى سبيل سعادة إبنها وزوجته المستقبليه حتى لو كان ذلك من وراء قلبها لكنها تود لو أن يتم زواج (طارق) بأقرب وقت لتطمئن عليه وعلى تكوينه أسرة وحياه جديدة ….
كما أحثت (والده طارق) ولدها على زياره خطيبته وتجاوز ذلك الخلاف الأخير حتى لا تكون سبباً فى إنفصالهما ، لكن (هايدى) كانت تتعمد فى تلك الزيارات القليله وجود أمها أو (سمر) حتى لا يتكلمون كثيراً وهو وضع فضله (طارق) بالفعل ….
__________________________________________
طارق…
بدأ يشعر بالتسرع فى إختياره ل(هايدى) لتشاركه حياته لكنه لا يستطيع أن يظلمها ويتركها لمجرد أن افكاره تختلف عن أفكارها ..
بل ظن أنه يجب عليهم أن يعطوا أنفسهم فرصه للتفاهم خاصه وأنهم فى البدايه فقرر ألا يضغط عليها بموضوع الإسراع فى الزواج حتى يتفاهموا أكثر ….
__________________________________________
حوريه وسامر…..
إستمرت زيارات (سامر) التى يقوم بها دون توضيح أى شئ ل(حوريه) عن مشاعره كذلك إعتادت (حوريه) على زياراته المستمره والتى تسعدها بالفعل دون أن تدرى لماذا .. لتُرجع سبب ذلك لإهتمام (سامر) كإبن عمها بها ويخاف عليها …
زادت (والدة عماد) وأخيه من زيارتهم لها فى الفترة الأخيرة ولا تعلم (حوريه) سبب
هذه الزيارات المتكرره التى لم تحبها لكنها كانت تضغط على نفسها لمقابلتهم دون أن تشعرهم برفضها لوجودهم فى حياتها ….
___________________________________________
علاء واميمه….
عادت المياه إلى مجاريها وكأن شيئا لم يكن ليعودا المحبين بحياتهم وروتينهم إلى عهدهم السابق فقط يزيد عليهم وجود (يامن) الذى أضاف روحاً جديدة على علاقتهما ، كما أعاد (علاء) علاقه (أميمه) بأبويه كما كانت فى السابق بعد إيضاحه كل ما قام به هو و(هند) بعد معرفته بمرضه وقراره الخاطئ بأبعاد (اميمه) عنه لتعتذر (والدة علاء) من زوجه إبنها على ما بدر منها لتبدأ إستقرار حياتهم ، وقيامهم بالبحث عن روضه مناسبه ل(يامن) …
________________________________________
هشام ونهال ….
مع عمل (هشام) بالجريدة خصص لنفسه غرفه بشقتهم كمكتب له يعمل بها بأوقات عودته إلى المنزل ….
لم يتعارض عمل (نهال) مع أوقات عمل (هشام) بل كان وصولها إلى المنزل غالباً قبله بفتره كافيه لإعداد الطعام وإستقبال عودته ….
كانت تراه دوماً يجلس بغرفه مكتبه بشقتهم يعمل كثيراً ويكتب ويدون الكثير وحين إنتهائه يغلق باب غرفه المكتب موصداً إياها بالمفتاح الذى يملكه هو فقط ….
“إجراء روتيني بحكم العادة ” هكذا برر لها إغلاقه لغرفه مكتبه عندما سألته (نهال) لكنها لم تكترث لذلك مطلقاً فقد كان كل ما يشغلها هو زوجها المحب وحياتها الجديدة فقط ….
إستيقظت (نهال) فى الصباح تتحضر للذهاب إلى العمل فقامت بتحضير الفطور لها ول(هشام) أولاً …
خرج (هشام) من غرفه مكتبه وعلى وجهه التجهم جلس ليتناول الفطور لكنه لم يتكلم كلمه واحده ، ثم قام وإستأذن من (نهال) وأسرع إلى خارج البيت ….
شعرت (نهال) بضيق شديد وبدأت تتسائل فى نفسها ….
نهال: معقول هو دة (هشام) …. إيه إللى حصل وغيرك أوى كده ؟!! … أنت كنت بتبدأ يومك بضحكتك معايا … ليه بقيت ساكت أوى كدة … ولا كأنى موجوده …؟؟! معقول يكون زهق منى …. بس ده هو شهر واحد بس … ممكن يكون زهق فى الوقت القصير أوى دة …؟!؟
شعرت (نهال) برغبتها فى الحديث مع أى شخص لتخرج هذا الضيق الذى ملأ نفسها …
لم تجد سوى صديقتها الوحيدة (سلمى) ….
نهال: السلام عليكم … إزيك يا (سلمى) …
سلمى : (نهال) …. وحشانى أوى أوى .. فينك يا بنتى ؟!!… أيوة يا عم (هشام) خلاص أخدك مننا …
نهال: أبداً والله …الشغل والوقت وكدة بقى أنتى عارفه … أنتى عامله إيه…؟!!
سلمى: مال صوتك … زعلانه ولا إيه …؟!!
تنفست (نهال) بضيق ثم ردت على (سلمى) قائله ….
نهال: مش عارفه يا (سلمى) .. (هشام) إتغير أوى اليومين دول .. مش عارفه ليه …؟؟!
سلمى: إتغير إزاى يعنى ..؟؟
نهال: بقى مش بيتكلم معايا خالص إلا فى أضيق الحدود … دايماً قاعد لوحده فى أوضه المكتب … بحسه دايماً مهموم كدة … لو أعرف بس إيه إللى غيره كدة من ناحيتى …!!!
سلمى: يمكن فيه شغل شاغل دماغه ولا حاجه … متبقيش قلوقه كدة … المفروض إنك تتحملى ضغط شغله وتعبه .. سيبيه يشتغل بحريه …
نهال: والله بعمل كدة ومش بدخل عليه حتى أوضه المكتب عشان ما أشتتش أفكاره .. بس هو أتغير من ناحيتى أوى … أنا حاسه بكدة …
سلمى: أكيد ضغط شغل … خليكى أنتى عاقله ومتحطيش الكلام دة فى دماغك تمام …
نهال: ماشى …. أنا يا دوب أنزل أروح الشركه بقى … يلا سلام … حبقى أكلمك تانى …
سلمى: مع السلامه…
نهال: مع السلامه …
أنهت (نهال) مكالمتها مع صديقتها وهى تحاول أن تقنع نفسها بأنه لم يتغير معها وأن كل ما تشعر به مجرد زيادة ضغط من العمل كما قالت لها (سلمى) ، لكن بداخلها لم تقتنع بذلك نهائياً فهى دوماً تثق بإحساسها … و إحساسها هذه المرة يؤكد لها إنه قد تغير تجاهها ….
__________________________________________
اميمه وعلاء….
اميمه: صباح الخير يا (علاء) … يلا بقى بلاش كسل …
علاء: صحيت أهو … حنروح فين من بدرى كدة ….؟!!
اميمه: أنت ناسى إن النهاردة أول يوم فى الروضه بتاعه (يامن) ولا إيه ….؟!
علاء: اه صحيح … تصدقى نسيت … معلش حبيبتى … المؤتمر بتاع إمبارح دة لخبط لى دماغى خالص ..
اميمه: بتتعب أوى فى الشغل بتاعك دة يا (علاء) … مش بتفكر تطلب نقل …؟؟!
علاء: نقل..!! ده كل زمايلى نفسهم يبقوا مكانى … انتى مش متخيله أنا قريب قد إيه للوزير …. وتقوليلى أنقل ….!!
اميمه: بس أوقات كتير وشغل مرهق أوى …
علاء: طول عمرى بحب الشغل المتعب … والناس المتعبه …
انهى جملته وهو يغمز بعينه تجاه (اميمه) … لتفهم أنه يقصدها على الفور فتثور ثورة زائفة …
اميمه: بقى كدة …. طيب… أنت حر .. ومش حتيجى معانا ..
أسرعت (اميمه) تخرج من الغرفه ليلحق بها (علاء) ضاحكاً …
علاء: خلاص والله …. أنتى ما صدقتى ولا إيه ..؟؟
اميمه: دور لك على الناس السهله … وسيب المتعبه ….
علاء: وأنا أقدر …. مفيش حد يدخل قلبى إلا المتعبين دول ….
يامن بحده: عاوز أروح الحضانه بقى … اوووف …
ضحكا كلاً من (علاء) و(اميمه) على هذا الصغير المنفعل ….
علاء: حتى أنت يا (مينو) …. طالع متعب أنت كمان ….؟!
مينو: حتيجوا معايا ولا أروح لوحدى ….!!
علاء باندهاش: لا … حنيجى معاك … ثوانى بس …
وإلتفت نحو (أميمه) هامساً ….
علاء: عصبى أوى (يامن) …
اميمه بهمس: طالع لأبوه …. إنجز يلا إحنا جاهزين …
علاء: حاضر دقايق وأبقى جاهز ….
__________________________________________
بيت والدا علاء ….
ام علاء: ولو يا (هند) … مكنش العشم تخبى علينا كل إللى حصل دة وتخلينا نظلم (أميمه) كدة ….!!!
رباب بلوم : لا وخلتنا نشك فى (يامن) ونروح ل(اميمه) نقولها تاخد الولد وتمشى ….
ام علاء: (مينو) … ده لو كان حصل كانت روحى راحت … أبعد حفيدى عنى بالساهل كدة ..
هند: يا خالتو …!!! دلوقتى بقت (اميمه) حلوة …. ده بدل ما تقولى بنت أختى أولى تبقى مرات أبنى وأم حفيدى … كدة برضه ..
ام علاء: وأخرب بيت إبنى بإيدى …. لا طبعا يا (هند) ….
رباب : إحنا إللى كنا فاهمين غلط … وأنتوا كمان خبيتوا علينا إللى عملتوه أنتى و(علاء) … لولا كدة … إحنا كنا بنحب (اميمه) وبنعتبرها زى أختى بالضبط … وطول ما هى مريحه أخويا أحطها على راسى من فوق ….
هند: بقى كدة …. ماشى يا خالتو …ماشى يا (رباب) …. أنا ماشيه …. سلام …
تركتهم (هند) وهى لا تستطيع التحكم بغضبها وغيظها من (أميمه) وعودتها بإبنها هذا الذى ملكت به مره أخرى قلوبهم جميعاً ……
ام علاء: ربنا يهديكى يا (هند) ….
رباب : لا وإحنا إللى كنا عايزين نجوزها ل(علاء) … وهى من جواها عملت كل ده عشان تبعد (اميمه) بأى شكل …
ام علاء: المهم أنهم رجعوا لبعض من تانى … ربنا يهنيهم ويهدى سرهم …

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ذكريات مجهولة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى