رواية ذرية فاسدة الفصل الثامن 8 بقلم روزان مصطفى
رواية ذرية فاسدة الجزء الثامن
رواية ذرية فاسدة البارت الثامن
رواية ذرية فاسدة الحلقة الثامنة
الساكت عن الحق شيطاناً أخرس ، والمُتدخل في شيئاً ما لا يعنيه سيطاله الأذى ، وصاحب الضمير الحي مُشتت بين هاذين الإختيارين .. من الصعب عليه التستُر برداء الغير مُهتم بما يحدُث من حوله خاصة ولو كانت هُناك أرواح بريئة تتأذى من خلف تلك الأحداث
وأنت إذا وضعك القدر بين الصمت أو الحديث ، ماذا ستختار ؟
#بقلمي
ظلت غزل ترتجف وحيدة في الشقة حتى شعرت أن الوقت يمُر هباء ، قامت من الأريكة وهي تصفع الهواء حولها خوفاً من أن تصطدم بشيئاً ما لا تراه ، المُشكلة أنها لا تعلم أين باب الشقة
حتى فُزعت عندنا إستمعت لجرس الشقة يرن بعُنف ، ظلت ترتجف وهي تُحاول الإختباء ولكنها لا ترى شيء !
أحدهم يصفع الباب بيده من الخارج مما سبب ذُعر مُبالغ فيه لغزل التي بدأت تذكُر الله وتحتمي به وتقول : يارب إحميني وإبعد شرهم عني ، ساعدني أستخبى أنا مش شايفة ..
* داخل فيلا قاسم الكاشف
كان يجلس عُمر على أجهزته بعد ما قام بتهكير حسابها الشخصي على الفيس بوك ، المُحادثة الأخيرة بالفيسبوك كانت مُريبة وجعلت عُمر يقلق كثيراً على غزل .. حساب وهمي قد أرسل لها رسالة محتواها ( لو فضلتي ورا الموضوع دا كتير جسمك هيبقى مكان العروسة دي ) وصورة لُعبة فتاة مُعلقة من عُنقها
توقف عقل عُمر قليلاً وهو ينظُر للمُحادثة بتعجُب ، إجابة واحدة فقط من الإثنتين اللتان تدوران بعقله
إما أن ذلك المُترصد لا يعلم أن غزل كفيفة ، أو أنه يعلم كُل خطواتها جيداً ويعلم بإن صديقتها منار هي عينها التي تقرأ لها المُحادثات ، ولكن السؤال الأهم يبقى مطروحاً
ما سر تلك التهديدات وسر هالة الغموض التي تُحيط بتلك الفتاة التي ألقاها القدر في طريقه ؟
ظهر أمامه أن منار لم تُجب على تلك الرسالة وقد حظرت ذلك الحساب المُزيف .. وبقية الرسائل عادية
رفع هاتفه وهو يتصل برقم غزل للمرة الأخيرة مُتمنياً من كُل قلبه أن تُجيب ليطمئن عليها
الرنة قبل الأخيرة توقفت وجاء صوت لأُذنه لاهثاً يقول : أيوة مين معايا ؟؟ ليك علاقة بصاحبة الرقم ؟
عُمر بقلق مُبالغ فيه : أيوة !! هي فين ؟ وإنت مين !
الرجُل على الجهة الأخرى : أنا واحد من الجيران ، في ناس حاولوا يتهجموا عليها بس إحنا ك سُكان العُمارة حاولنا نمسكهم ولحقناها ، والتليفون عليه كلمة سر مش عارفين نفتحه ف ما صدقنا حد يتصل ، هي فاقدة الوعي دلوقتي لوحدها في الشقة
عُمر بغضب : إديني العنوان يا باشا أنا جايلك في السكة
* داخل المشفى
كانت بيان مُمدة على فراش المشفى وهي ترتجف ، ميعاد الزيارة المُخصص لأقارب المرضى إنتهى وبقت وحدها ، صديقتها ومُرافقتها لتلك الليلة ذهبت لتُحضر أغراض هامة من المنزل وقد تتأخر
حاولت بيان النوم وأغلاق عينيها لكن نور الغُرفة إنطفأ !
فتحت عيناها بوسعهما وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة وتُحاول مد يدها لرن جرس المُمرضة
صوت أزيز الباب يُفتح ببُطيء جعلها تضرب الجرس بقوة وهي تُنادي بصوت عال : حد يرُد علياا ويلحقني
إنفتح الباب أخيراً لتدلُف صديقة بيان إلى الغُرفة سريعاً وهي تقول بقلق : بيان !! مالك بتصوتي كدا ليه متخافيش
بكت بيان بتوتر أعصاب وهي تقول : وبتفتحي الباب بالطريقة دي ليه وقعتيلي قلبي
جلست صديقتها وهي تقول بقلق عليها : خوفت تكوني نايمة يا بنتي وأزعجك ، أنا معاكي قوليلي إيه مخوفك .. كتابك إياه ؟
تنهدت بيان بتعب وهي تقول : مش ندمانة إني فضحتهم ، كفاية قرف وأذية غيرهم .. لااازم يتفضحوا
صديقتها بقلق : أنا خايفة عليكي ، الناس دول كُبار ومش سهلين وإنتي كدا بتلعبي بالنار ، ياريتك ركزتي في موهبتك وحُب الناس ليكي ومتطرقتيش في كتاباتك للقضايا اللي زي دي
بيان بصوت ضمير حي : مقدرش ، اللي إتأذى بسببهم صديق ليا ، كاتب شاب نهى حياته بسببهم .. دي حاجة لازم كُل الناس اللي بيطمحوا لمُستقبل باهر يخلوا بالهم منها .. مينفعش نخاف من ناس واسطتهم في الدنيا .. أنا بس طبيعتي ك إنسانة بتخليني أخاف لو أجلي قرب
صديقتها بأعيُن دامعة : بعد الشر عليكي إنشالله هما وأهاليهم يارب
بيان بنظر أمامها : متخافيش وثقي فيا ، أنا طول عُمري قوية وهفضل قوية حتى لو مُت ف كتابي إتنشر خلاص .. ومفيش في إيديهم حاجة يعملوها
صديقتها بخوف : ما يمكن يكلموا دار النشر يهددوها ويسحبوا النُسخ !
إبتسمت بيان وهي تقول نُص الطبعة الأولى إتباعت ، وفس واحدة من القُراء بتوعي أنا سيبتلها رسالة لو حصلي حاجة تنشُر هي النُسخة اللي معاها :))
* داخل شقة غزل
صف عُمر سيارته ونزل منها ركضاً إلى داخل البناية ، وجد أحد الشُقق في أحد الطوابق بابها مفتوح على مصراعيه ف علم أنها شقة غزل ، دلف لها دون أذن وهو ينظُر للسيدات البُسطاء الذين يجلسون حولها وهي تُمسك بيدها كوب من العصير ويدها ترتجف بقوة وتنظُر أمامها بلا هدف ..
عُمر بصدمة : إيه اللي حصلك يا غزل !!
ما إن وصل صوته لأُذنيها بكت وهي ترتجف وتقول : عُمر ، منار مرجعتش وفي ناس حاولوا يتهجموا عليا و .. إهيء
ربتت إحدى السيدات على ظهرها بحنو وهي تقول : إسم الله
عليكي يا بنتي ، معندكيش حد يما هقعدك مع بناتي متخافيش
غزل ببُكاء : لا عشان متتأذوش بسببي
عُمر بحزم : قومي معايا يا غزل ، ومتخافيش هنلاقي منار كويسة
غزل بصوت مُرتجف : مش عاوزة أسببلك ..
عُمر بمُقاطعة حازمة : غزل ! من فضلك يلا مش هسيبك هنا
قامت معه وهي تستند على السيدة حتى إلتقطها عُمر وهو يتوجه بالشُكر لسُكان البناية الذين دافعوا عنها
نزلت برفقته بعد ما أعطاه أحد الرجال حقيبتها التي لم تفتحها بعد
وصلوا للسيارة ووضع الحقيبة وجعل غزل تجلس بجانبه
إستدار عُمر حول السيارة حتى وصل لمقعد السائق وأدار السيارة
غزل وهي تتشبث بالمقعد تقول : انا مش شايفة متسرعش خايفة
عُمر بحنان : متخافيش ، هوديكي مكان مفيش حد هيقدر يلمس شعره منك فيه
غزل ببُكاء : مش عاوزة أورطك معايا مُمكن يأذوك
عُمر وهو يقود السيارة بغضب : أيووة ، هُما مين بقى ؟
غزل بإرهاق : هحكيلك ، بس خُدني في مكان بعيد ، إخفيني عن عيون الناس وعيون أي حد
جُملتها كانت تبحث بها عن الحنان وطلبته منه هو فقط ، شعر برجفة قلبه للمرة الأولى ثُم عقد حاجبيه وكأنه غير مُنتبه لما قالت
وصل أمام الفيلا الخاصة بقاسم الكاشف ثُم نزل وهو يفتح باب السيارة لغزل ويُسندها
غزل بتساؤل : وصلنا ؟
عُمر بهدوء : أه وصلنا ، ثقي فيا وتعالي
كان يُمسك بذراعها حتى يُساعدها على السير ، لطنها توقفت وهي تلمس ذراعه حتى وصلت لكف يده وأمسكته برجاء لتقول : منار يا عُمر ، خايفة يكونوا قتلوها !
امسك عُمر بجسدها بين يديه وهو يُحركها ويقول : ميين دول اللي مُمكن توصل معاهم للقتل ! وهل أنتي مولودة كفيفة ولا حصلك حاجة خلتك كدا ؟ فهميني عشان أعرف أتصرف
غزل بخوف : هحكيلك ، بس إحنا في الشارع صح ؟
نظر عُمر لحديقة الفيلا من حوله وهو يقول بتنهيدة باردة : لا إحنا في الحديقة ، هندخُل دلوقتي
إصطحبها لداخل الفيلا ثُم أغلق الباب ، نظر حوله ليجد الفيلا هادئة ولا يوجد بها صوت ف تنهد براحة وهو يصطحبها خلفه حتى صعد بها لغُرفته وأغلق الباب للمرة الأولى وهو بالداخل بالمُفتاح
جعل غزل تجلس على فراشه ثُم جلس على ركبتيه على الارض أمامها وهو يقول بهمس : وطي صوتك وإحنا بنتكلم عشان إخواتي ، فهميني بالظبط مين بيهددك
كانت غزل ترتجف وهي تسمع أسئلته ف أضاف قائلاً : أنا فتحت الفيس بوك بتاعك وشوفت رسالة التهديد اللي منار قرأتها ليكي عشان كدا سألتك إنتي كفيفة بسبب حادثة ولا إتولدتي كدا أصله باعتلك صورة
غزل بصدمة : إنت هكر !!
عُمر من بين أسنانه مُحاولاً الهدوء : أيوة بس مش وقته ، جاوبيني عشان أفهم .. صدقيني محدش هيقدر يساعدك غيري
تذكرت غزل صديقتها ف بكت وقالت : منار زمانهم قتلوها بسببي إهيء
عُمر بتكرار السؤال : هُما مين !!
إرتجفت شفتيها وهي تقول : دول ناس كُبار في البلد يا عُمر ، ولا أنا متولدتش كفيفة .. أنا حصلي كدا بسبب حادثة مُدبرة ، دا بسبب زيارة زبونة غريبة ليا وقت ما كُنت شغالة في محل هدايا .. بعدها .
( تفتكروا غزل هتحكي لعُمر إيه وهيقدر يساعدها ولا لا ؟؟ ومنار عايشة ولا خاطفينها بس من غير ما موتوها
وبيان ! كاتبة إيه عن الناس دول وأيه اللي خايفين يتكشف عنهم ؟؟ تابعوا وهتعرفوا غير كدا البارت الجاي هيجيبوا كلب للفيلا هيقلب موازين البيت .. وعُمر وغزل هيحبوا بعض ولا إيه ! وعامر هيقابل بيان إزاي ؟ ♡ )
يتبع ..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (ذرية فاسدة)