روايات

رواية ذرية فاسدة الفصل التاسع 9 بقلم روزان مصطفى

رواية ذرية فاسدة الفصل التاسع 9 بقلم روزان مصطفى

رواية ذرية فاسدة الجزء التاسع

رواية ذرية فاسدة البارت التاسع

رواية ذرية فاسدة
رواية ذرية فاسدة

رواية ذرية فاسدة الحلقة التاسعة

الخوف الذي يُحاصر عينيكِ على الرغم من أنكِ لا ترين شيئًا، يُحطمني.. أود حمايتك حتى من مُجرد شعور، وأشعُر أن تلك المُهمة المُثقلة كاهلي واجب لابُد منه. لا أستطيع التخلي عنك لذا ف أفلتي ذلك الخوف الذي يقبض قلبك وثقِ بي.
غزل بإرتجاف: لما جاتلي الزبونة دي كُنت شغالة وقتها في محل هدايا مع منار لكن منار مكانتش موجودة في المحل في الوقت دا.. كُنت واقفة لوحدي و..
تك تك تك
قاطع حديثهُما طرق باب الغُرفة، ف بحثت غزل بكفي يديها عن يد عُمر لتقبض عليهُما بقبضتها وهي ترتجف
همس لها بنبرة مُطمئنة قائلًا: متخافيش، تعالي معايا.
سحبها بهدوء من ذراعها والباب مُستمر بالطرق، سارت معه بخطوات موزونة حتى أدخلها الحمام ورد الباب
ذهب ليرى من طارق باب غُرفته، فتحه ليجد أمامه والدته ريما وهي تقول بإبتسامة: إيه يا حبيبي مش جعان؟ الغدا بتاعك جهزتلك طبقك زي ما بتحب وحطيتهولك في الميكرويف، ولا مش عاوز تاكُل زي تيا؟
عُمر بسُخرية: تيا مش عاوزة تاكُل؟ غريبة والله.. لا يا أمي مش جعان دلوقتي

 

 

تذكر عُمر ضيفته التي تجلس في الداخل وبالتأكيد جائعة ف إبتسم بهدوء ليقول لوالدته: إلا إذا كُنتِ عانلة أكل أنا بحبُه
ريما بإبتسامة: عاملة شيش طاووق ورز بسمتي، عارفة إنك بتحبُهم
عُمر وهو يقبل وجنتها: حاضر هخلص بس كام حاجة وأنزل أخُد طبقي
ربتت ريما على كتفه بهدوء ثُم إتجهت للأسفل..
أغلق عُمر باب غُِرفته ثُم ذهب بهدوء للحمام وهو يقول بهمس: أنا أسف ليكِ
غزل بإحراج وهي تنظُر أمامها: أنا اللي أسفة، عملالك توتر وجو مش لطيف وطبيعي إنك مش واخد راحتك في وجودي
عُمر بهدوء: هتكمليلي اللي حصل بس مش دلوقتي، عاوزك تهدي وهتكونِ بأمان.. ووعد صاحبتك منار ترجع بالسلامة
قالت بنبرة حزينة للغاية: معتقدش، دول عالم معندهُمش رحمة ولا ضمير، أنا خايفة منهم وخايفة عليها وعليك
إبتسم عُمر إبتسامة جريئة ثُم قال وهو يستند بجسدُه على الحائط: عليا أنا؟؟ لا أنا بالذات متخافيش عليا.. الأهم من البودي جاردز والفلوس والعضلات.. العقل، وأنا عقلي يوزنهم ويوزن عشرة منهم حتى لو كانوا مين.. عن إذنك هنزل تحت أجيب حاجة وأرجعلك
سحبها عُمر بهدوء وأجلسها على فراشه، خرج بهدوء من الغِرفة ثُم أغلقها خلفه بالمُفتاح
نزل على الدرج ليجد عامر يقف في المطبخ ويغسل صحن طعامه الفارغ
ميل عُمر هامسًا في أذن أخيه ببعض الكلمات ف نظر له عامر بإستنكار له وقال بهمس: أبوك وأمك لو عرفوا إنها هنا وفي أوضة نومك هيعملولنا حوار وإحنا مش ناقصين
إستند عُمر على الطاولة وهو يقول بنبرة تغلب عليها عاطفته: عاوز أساعدها، أكتر من شعور الشفقة شعور إن البنت دي من سننا وفقدت بصرها بطريقة بشعة.. مش قادر أسيبها وحاسس إنها مسؤولة مني
إقتحمت تيا المطبخ وهي عاقدة حاجبيها بضيق ثُم قامت بفتح الثلاجة لتُخرج زُجاجة مياه معدنية وترتشف منها
بدأ عُمر في الحديث مع شقيقه وقال: مش ملاحظ يا عامر إن تيا رفضت تاكُل؟ غريبة دي طول عُمرنا بنصحى بنلاقيها خلصت الأخضر واليابس وبنطلُب دليفري إحنا
أغلقت تيا زُجاجة المياه وهي تلتقط أنفاسها ثُم قالت: في إيه يا عُمر بتجُر شكلي ليه؟
تركت الزُجاجة على الطاولة ثُم خرجت للحديقة لتستنشق بعض الهواء
نظر عُمر لعامر وهو يقول بصدمة: مالها بجد؟ في حد ضايقها؟
عامر وهو يُجفف يده بمنشفة المطبخ: لا خالص دا حتى أبوك مشبرق عليها بفلوس الصُبح
وضع عُمر صينية متوسطة الحجم على الطاولة وبدأ بإخراج زُجاجة عصير من الثلاجة ووضع زُجاجة مياه
أخذ طبق الغداء الخاص به ووضعه في الصينية
قال عامر بإستغراب: هتاكُل في الجنينة!

 

 

عُمر بهدوء: لا هاكُل في أوضتي، واخد الأكل عشان البت اللي فوق يا غبي
عامر بهمس: أااه، ربنا معاك خلي بالك حد يشوفها
حمل عُمر الطعام وصعد به للأعلى، باليد الأخرى قام بفتح باب غُرفته ثُم أغلقه خلفة بإحكام
إقترب بخطوات هادئة تجاه غزل التي كانت تجلس على الفراش وعلامات القلق ترتسم على ملامحها الجميلة
وضع عُمر الطعام بجانبها وهو يُمسك بكف يدها ويضعه على الطعام ويقول: جبتلك الأكل وجبتلك عصير ومياه، كُلي لإن شكلك جعانة
وضعت يدها الأخرى فوق كف يده ف نظر لها عن قُرب وهو يتأمل أنفاسها الدافئة
قالت له غزل بحُزن: ماليش نفس أنا عاوزة أطمن على منار يا عُمر من فضلك
عُمر بهمس لها: متخافيش هطمنك عليها وكُل حاجة هتبقى كويسة، عاوزك تاكلي وتحكيلي
إلتقط الملعقة ووضع بها القليل من الأرز وقربها من فم غزل التي فتحته على مضض وبدأت بالأكل.
* في غُرفة تيا
كانت ريما تجمع الملابس المُبعثرة وتقول بضيق: تياا، إنتي يا بنت! ليلتك سودا على اللي عملاه في أوضتك دا ، دا إخواتك الشباب أوضتهم أنضف منك بس هقول إيه قاسم اللي مدلعك
بدأت ريما بترتيب فراش تيا وألعابها، وجدت وسط الفراش شريط لدواء ف عقدت حاجبيها وهي تقول: البنت تعبانة ولا إيه؟ من إمتى بتاخُد دوا منها لنفسها.. ودا بتاع إيه إن شاء الله!
أخرجت ريما من جيب بنطالها هاتفها لتبحث في محرك جوجل للبحث عن إسم الدواء
ظلت تقرأ الكلام بيعينها ثُم فجأة إتسعت عيناها وهي تقول: يا نهار إسود!! طفلة بتاخُد حبوب منع حمل!!
كانت تيا قد صعدت للأعلى ووقفت أمام غُرفتها، فتحت فمها بصدمة وهي تنظُر لشريط الدواء بيد والدتها
نظرت ريما ليتا الواقفة بالقُرب من الباب ثُم قالت: إيه دا؟؟ بتاخدي منع حمل ليه! أغمضت تيا عينيها ثُم إبتلعت ريقها بتوتر وقالت: هفهمك.. هف.
لم تُكمل حديثها إذ أن ريما قد سحبتها من ذراعها وهي تقول: عيلة مفعوصة زيك تاخُد الحبوب دي ليه؟؟ يا نهار إسود إنتي عملتي في نفسك إيه انتي مش عارفة إنتي بنت مين؟؟ إنتي بنت قاسم الكاشف!! دا يدفنك حية يخربيتك دا أنا بترعب منه
سحبت تيا ذراعها بضيق وهي تقول بتأفف: يدفني حية ليه؟ أنا كان عندي نزيف بيريود ومش معايا مسكن، ف بحثت عن حجات توقف النزيف عشان رايحين حمام السباحة بُكرة، لقيت إسم الدوا دا

 

 

وضعت ريما في جيبها شريط الدواء وهي تقول بصوت واضح: دا غلطط وإياكي مرة تانية تاخدي دوا من غير إني ومن غير ما ترجعيلي، دا يأثر عليكي في المُستقبل إنتي فاهمة ولا لا! وقولي الحمد لله إنه موقعش في إيد أبوكي كان زمانه مبهدلك من غير ما يفهم
تنفست تيا الصعداء وهي تقول: أوك حاضر
لانت ملامح ريما بحنان وهي تقول: عشان كدا بقى مش عاوزة تتغدي ولا ليكي نفس؟
نظرت تيا بقرف أمامها وهي تقول: مش الفكرة، بس لما أخدته سد نفسي بجد.. بعدين أنا مبحبش البيريود عشان بتسببلي ألم صعب
ريما بإبتسامة: في فوار ممتاز إسمه كاتافاست، هو قديم كنت بستعمله قبل ما أتجوز أبوكي ولسه بيتباع لكن مفعوله حلو، لو عُمر أو عامر نازلين هخلي حد منهم يجبهولك
تيا بخوف: بس متقوليش ليهم ليه عشان بتكسف
ملست ريما على شعر تيا وهي تقول بحنان: مش هقولهم لا، تعالي معايا أعملك حاجة سُخنة، أهو تعبك دا شفعلك إني منفُضكيش زي السجادة بسبب أوضتك اللي تسد النفس دي
خرجت برفقة والدتها وقاموا بالنزول للأسفل، حتى تتناول شيئًا يعوض مظهرها الهزيل.
* داخل المشفى
جلست بيان على فراشها وهي تُراجع بعينيها كِتابها وتقرأ بتمعُن، فاجئها دخول فاطمة ” المُعجبة بكتاباتها ”
وهي تجلس بهدوء وتنظُر لها بحُزن وتقول: ألف سلامة على كاتبتنا الحلوة، مُفتقدين وجودك على الفيس وعلى الجروب
بيان بتوتُر: الله يسلمك تعبتي نفسك
فاطنة وهي تلتقط أنفاسها: دخلوني بالعافية بعد ما شافوا بطاقتي، هُما خايفين ليه.. أو بمعنى أصح كُنتِ خايفة من إيه عشان تكتبيلي كدا في الإهداء بتاع كِتابك؟ وهل اللي كتبتيه ليه علاقة بالحادثة اللي حصلتلك؟
بيان باضب غير مقصود: هو تحقيق!
أغلقت بيان عينيها وشعرت أنها بحاجة للبِكاء ف فتحت لها فاطمة ذراعها وهي تحتضنها

 

 

بكت بيان بين ذراعي فاطمة ف قالت فاطمة بلُطف: إحنا الفانز بتوعك كُنا عارفين إنك مضغوطة نفسيًا بسبب حاجة بس منعرفش طبعًا هي إيه ف كُنا بنقدر دا لكن متوقعتش إنك تعبانة للدرجة دي، عيطي لو العياط هيريحك
مسحت بيان وجهها بيدها وهي تقول بألم: قريتي الكتاب؟
فاطمة بهدوء: بصراحة قريت نُصه لإني مقدرتش أنام من اللي حصلك، وكالعادة إسلوبك وخيالك ماشاء الله عُمرهم ما فشلوا يبهروني.. فكرة إنك عاملة شخصيات روايتك شخصيات مشهورة ش_واذ دي فكرة رووعة عجبتني، خيالك يُحترم
بيان صمتت قليلًا ثُم قالت بإرهاق: دا مش خيالي يا فاطمة..
صمتت فاطمة قليلًا حتى إتسعت عيناها صدمة لتقول برُعب: يعني دول ناس حقيقيين وإنتي بتفضحيهُم!!!

يتبع ..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (ذرية فاسدة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى