روايات

رواية دمية بين يدي بارد الفصل الثاني 2 بقلم سارة علي

رواية دمية بين يدي بارد الفصل الثاني 2 بقلم سارة علي

رواية دمية بين يدي بارد الجزء الثاني

رواية دمية بين يدي بارد البارت الثاني

رواية دمية بين يدي بارد
رواية دمية بين يدي بارد

رواية دمية بين يدي بارد الحلقة الثانية

فتحت ميرال عينيها الخضراوين على صوت والدتها المتذمر لتتأفف بضيق وهي تعتدل في جلستها وتسألها بصوت ناعس ضجر :-
” فيه ايه يا مامي …؟! ”
ردت فيفي وهي تجلس بجانبها تخبرها بإنزعاج :-
” مدايقة ومخنوقة جدا …”
مسحت ميرال على وجهها وهي تسأل بملل :-
” ايه اللي حصل عشان كل ده ..؟!”
نهضت فيفي من مكانها واتجهت نحو النافذة تتطلع من خارجها وهي تردد بصوت مختنق :-
” انا مبقتش طايقة حياتنا دي يا ميرا … انا هموت بجد ..”
أضافت بلهجة بائسة :-
” بقى انا فيفي هانم بنت الحسب والنسب أعيش فشقة زي دي … انا اللي إتولدت فقصر واتجوزت فقصر اعيش هنا… ”
” أهو ده اللي حصل يا مامي .. أعمل إيه أنا يعني …؟!”
نظرت إليها فيفي بضيق ثم قالت مغيرة الموضوع :-
” حصل ايه فحفلة إمبارح ..؟! إستفدتي حاجة من مرواحك ..؟!”
ما إن ذكرت والدتها حفلة البارحة حتى تذكرت ميرال على الفور لقائها بجاسر ودعوته لها للعمل معه في الشركة ..
قفزت من سريرها تهتف بحماس دب فيها فجأة :-
” انا لازم أجهز فورا ..”
” تجهزي ليه ..؟! انتي هتروحي الجامعة ..؟!”
سألتها فيفي بإستغراب لترد ميرال وهي تخرج بنطالها وتبحث عن أحد القمصان المناسبة :-
” جامعة ايه بس يا مامي …؟!”
” امال هتروحي فين ..؟!”
سألتها والدتها بإهتمام لتلتفت ميرال نحوها وهي تحمل القميص الذي وقع إختيارها عليه وتجيب بجدية :-
” هروح أقدم على شغل …”
رفعت فيفي حاجبها تهتف بإندهاش :-
” شغل مرة واحدة !! وده من إمتى ..؟!”
ردت ميرال بجدية :-
” من النهاردة …”
” ما تفهميني فيه إيه …؟!”
سألتها بتبرم لتجيب ميرال وهي تتجه خارج الغرفة نحو الحمام :-
” أجهز الأول وأروح الشركة ولما أرجع أفهمك كل حاجة …”
نظرت فيفي نحو آثرها بإستياء قبل أن تقرر التوجه نحو المطبخ وإعداد فنجانا من القهوة تحتاجه أكثر من أي شيء حاليا ..
…………………………………………………………..
دلف جاسر الى مكتبه تتبعه سكرتيرته وهي تخبره بأهم مواعيده اليوم ..
صرفها بهدوء بعدما أخبرته بأهم المواعيد وهو يخبرها أن تجلب له قهوته المعتادة ..
فتح حاسوبه الشخصي وأخذ يقلب به بتركيز عندما وجد هاتفه يرن فيجد لوسي تتصل به .. هي تحاول التواصل معه منذ يومين وهو يتجاهلها تماما … تلك الغبية تظن إنها تلوي ذراعه بفعلتها تلك …
شعر بالضجر من إتصالاتها المستمرة فقرر إجابتها أخيرا ليأتيه صوتها المتلهف قبل أن يتحدث بكلمة واحدة حتى :-
” جاسر ..!! وأخيرا رديت عليا … كده تتجاهل مكالماتي يا جاسر … كده أهون عليك …”
رد عليها بصوت مقتضب بارد :-
” والله انتي اللي جبتيه لنفسك … ”
قالت بسرعة وألم :-
” يعني هو كان فإيدي … ”
رد بصوت عصبي قليلا :-
” أمال فإيد مين يا هانم ..؟! بقولك ايه يا لوسي شغل الستات ده ميخلش عليا .. مش انا اللي تلبسيني حملك ده ..”
صاحت مستنكرة :-
” ألبسك ..؟! ده إبنك يا جاسر …”
قاطعها بغضب :-
” وانا بقولك مش عايزه .. يا تتخلصي منه يا أتصرف أنا بطريقتي ..”
سألته بتوجس :-
” هتعمل ايه ..؟!”
رد بفتور :-
” هعمل كتير .. مهو انا مش هخلف ولد غصبا عني على آخر الزمن ..”
هتفت بصوت متوسل حزين :-
” يا جاسر ده ابنك .. حرام عليك بجد ..”
أضافت تحاول أن تجذب تعاطفه :-
” انت ليه رافضه كده ..؟! هو انت مش عايز تبقى اب ويبقالك وريث ..”
ردد بجدية غير مبالي بترجيها :-
” لا مش عايز ويوم لما أعوز أجيبلي ولد يشيل اسمي هجيبه من الست اللي هتجوزها يا لوسي … الست اللي تنفع تبقى أم ابني ..”
إسترسل بقسوة وهو يستمع الى شهقاتها :-
” أظن من الأول علاقتنا واضحة … انت بقيتي معايا بمزاجك وانا عمري ما وعدتك فحاجة فبلاش تعيشي دور الضحية عليا … ”
أنهى كلماته وأغلق الهاتف في وجهها ليجد الساعي يدلف ومعه قهوته …
وضع فنجان قهوته أمامه ومعه كوب الماء ثم إنصرف بعدما سأله إذا ما يحتاج شيء آخر ..
عاد جاسر الى أعماله مقررا تجاهل مكالمة لوسي تماما وهو يفكر إنه لا داعي لإن يشغل باله بها فهو يعرف كيف يتصرف معها جيدا ويجبرها على التخلص من هذا الطفل الذي تحمله بين أحشائها …
…………………………………………………………………..
دلفت ميرال الى مقر الشركة الضخم للغاية وهي تتأملها بإعجاب …
كانت الشركة فخمة بشكل مبالغ فيه فحتى شركة والدها لم تكن بهذه الفخامة …
سارت بخطواتها الأنثوية المتأنية وأنظار الجميع بدأت تتجه نحوها لا إراديا مما ضاعف هذا من ثقتها الشديدة بنفسها ..
دلفت الى المصعد وضغطت على زر الطابق الأخير الذي يوجد به مكتب جاسر بعدما سألت موظفة الإستعلامات عن مكان مكتبه ..
خرجت بعدها من المصعد متجهة نحو مكتبه عندما وقفت أمام السكرتيرة التي أخذت تتأملها بذهول وإعجاب واضح …
” نعم يا فندم …”
هتفت بها السكرتيرة لترد ميرال :-
” انا عاوزة اقابل جاسر بيه .. هو عارف اني جاية .. قوليله ميرال العمري …”
أومأت السكرتيرة برأسها متفهمة ثم طلبت منها الجلوس حتى تخبره بقدومها …
لحظات وطلبت منها السكرتيرة أن تدخل فنهضت من مكانها بتمهل وسارت برأس مرفوع وخيلاء يليق بها الى الداخل ..
فتحت الباب وسارت نحوه حيث نهض جاسر من مكانه بهدوء يتأملها بكل تلك الهالة الجذابة المحيطة بها …
كانت ترتدي بنطال من الجينز يفصل قوامها الممشوق الجذاب وفوقه قميص بسيط لكنه راقي التصميم ذو فتحه مربعة تظهر رقبتها الطويلة المثيرة …
أما وجهها فكان فاتنا بحق رغم إنها لم تضع سوى الكحل الذي أبرز جمال عينيها وأحمر شفاه فاتح اللون بينما شعرها بلونه الخليط ما بين الذهبي والأشقر تركته طليقا حرا بخصلات المموجة…
كل شيء بها كان جذابا مثيرا بشكل يشتت تركيز أي رجل وهو لن يكون غبيا ويضيع هذا الجمال كله من بين يديه فلا يوجد أحسن منه في تقدير الجمال وإستغلاله جيدا …
” صباح الخير …
قالتها بنبرتها ذات البحة الأنثوية المميزة وهي تبتسم برسمية متعمدة وتمد يدها نحوه فيلتقطها بين كفيه وهو يرد تحيتها بهدوء :-
” صباح النور يا انسة ميرال ..”
ثم حرر كفها من قبضته وأشار نحو الكرسي المقابل له :-
” اتفضلي اقعدي …”
اتجهت نحو الكرسي وجلست عليه تضع قدما فوق الأخرى تخبره بجدية :-
” انا جيت اهو زي ما قلتلي .. اتمنى إنك تنفذ كلامك امبارح وتشغلني ..”
رد جاسر برزانه :-
” مش جاسر التميمي اللي بيرجع فحاجة يقولها يا آنسة..”
أضاف بجدية :-
” انا لقيتلك مكان مناسب خلاص … ”
سألته بإهتمام :-
” فين ..؟!”
أجاب بصوت غامض :-
” هتشتغلي معايا … هتبقي سكرتيرتي التانيه بعد نهلة …”
لمعت عيناها لا إراديا وهي تفكر إن كل شيء يسير بمثالية .. عملها كسكرتيرة سيجعلها بالقرب منه دائما وسيعطيها الفرصة لتحقق ما تنويه ..
” قلتي ايه يا انسة ميرال ..؟!”
أجابت على الفور وهي تبتسم بمكر :-
” موافقة طبعا .. ”
قال بصوته الرخيم :-
” كويس اوي .. تحبي تبدئي شغل من امتى …؟!”
قالت بحماس مفتعل :-
” النهاردة لو تحب .. انا جاهزة ومعنديش حاجة ..”
تأملها قليل وقال :-
” انتِ شكلك نشيطة جدا …؟! ”
أردف بخبث خفي :-
” وأنا بحب الناس النشيطة عموما …”
منحته إبتسامة خاصة لتجده يجري اتصالا مع سكرتيرته يطلب منها الحضور لتدخل بعد لحظات فيخبرها إن ميرال ستكون سكرتيرته أيضا معها ثم أخبرها أن تأخذها معها وتبدأ في إخبارها بتفاصيل العمل والمطلوب منها …
………………………………………………………………….
بعد مدة كانت ميرال تجلس على مكتبها تتطلع نحو الورق أمامها بملامح ممتعضة ..
من كان يصدق أن يأتي اليوم الذي تجلس به هكذا وتعمل …؟!
لكن بعدما حدث معها بات كل شيء متوقعا … ولكن المصيبة إنها بالفعل غير قادرة على فعل شيء بهذه الأوراق الغريبة الموضوعة أمامها …
تشعر بالضيق والملل ولم يمر سوى ساعتين على وجودها هنا …
تأففت بملل وهي تقلب في الأوراق بإنزعاج عندما سمعت صوت رجولي رخيم يلقي التحية فرفعت وجهها لتجد أمامها رجل في الخمسينات من عمره يتأملها بإعجاب صريح قبل أن يسأل مبتسما بهدوء :-
” انتي سكرتيرة جاسر الجديدة ..؟!”
نهضت من مكانها تتأمل الرجل بوسامته التي لم تفشل سنوات عمره وتلك التجاعيد القليلة في إخفائها ولا ذلك الشيب الذي يغزو شعره ولحيته …
ردت وهي تبتسم برسمية :-
” ايوه .. ”
اومأ برأسه متفهما وقال :-
” قوليله عصام التميمي هنا …؟؟”
وقبل أن تتحرك كانت نهلة تتحدث بسرعة وترحيب شديد بعدما دخلت الى المكتب ووجدته :-
” عصام بيه اهلا وسهلا .. اتفضل حضرتك .. جاسر بيه مستنيك …”
ابتسم لها عصام بهدوء ثم عاد يلقي نظرة أخيرة على ميرال بملامحها الفاتنة قبل أن يمنحها إبتسامة خاصة ثم يسير بهدوء متجها الى الداخل …
ما إن دلف الى مكتب جاسر حتى إلتفتت ميرال نحو نهلة تسألها :-
” هو مين ده ويقرب ايه لجاسر بيه …؟!”
أجابتها نهلة وهي تجلس على مكتبها المقابل لمكتب ميرال :-
” ده عصام بيه .. يبقى عم جاسر بيه .. ”
أضافت بتحذير متعمد وقد لاحظت نظراته :-
” بس خدي بالك منه يا ميرال .. عصام بيه مش سهل خالص ..”
” تقصدي ايه ..؟!”
سألتها ميرال بتجهم لترد نهلة بحذر وهي تنهض من مكانها وتقترب منها :-
” اصل يعني …”
صمتت قليلا ثم قالت بجدية :-
” يعني خدي بالك منه وخلاص …”
ثم عادت نحو مكتبها تصب جام تركيزها على الأوراق أمامها تاركة ميرال تتأملها بملامح ثابتة وقد فهمت ما تقصده ..
………………………………………………………………..
مرت ساعة أخرى وضيق ميرال وشعور الملل يزداد داخلها …
تأملت نهلة التي تعمل بلا ملل لتزفر أنفاسها بتململ ثم تضع كفها أسفل وجنتها تنظر أمامها بشرود ..
بعد مدة قصيرة وجدت فتاة في العشرينات من عمرها تتقدم الى الداخل ذات ملامح جميلة وقوام جذاب ترتدي ملابس شديدة الرقي …
تقدمت نحو نهلة تسألها :-
” جاسر موجود يا نهلة …؟!”
ردت نهلة بسرعة مرحبة بها :-
” اهلا مايسة هانم .. اه موجود .. اتفضلي …”
إلتفتت نحو ميرال بنظرة عابرة ثم عادت تسأل نهلة :-
” مين دي يا نهلة ..؟! هو جاسر جاب سكرتيرة تانية معاكِ …”
أومأت نهلة برأسها وهي تجيب :-
” ايوه يا هانم … دي ميرال سكرتيرته الجديدة …”
عادت مايسة تنظر لها بتمهل وهي تفكر إن وجهها ليس غريبا عليها بينما ميرال تنظر إليها بإستغراب …
أشاحت مايسة وجهها بعيدا عنها واتجهت الى الداخل بينما نهضت ميرال من مكانها واتجهت نحو نهلة حيث وقفت أمامها وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها تسألها بفضول وترقب :-
” هي مين مايسة دي يا نهلة ..؟!”
أجابت نهلة بتلقائية :-
” دي بنت عم جاسر بيه وخطيبته …”
والكلمة الأخيرة صعقت ميرال التي رددت بعدم إستيعاب :-
” بتقولي مين …؟!”
كررت نهلة ما قالته غير منتبهة لتعابير وجهها التي تجمدت كليا :-
” بقولك دي مايسة هانم بنت عصام بيه اللي دخل عند جاسر بيه من ساعة وكمان خطيبته …”
خطيبته ..!! أهو خاطب حقا …؟! هل ضاعت كل مخططاتها وآمالها هباءا ..؟!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية دمية بين يدي بارد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى