روايات

رواية دموع ممنوعة الفصل الثامن عشر 18 بقلم هناء النمر

موقع كتابك في سطور

رواية دموع ممنوعة الفصل الثامن عشر 18 بقلم هناء النمر

رواية دموع ممنوعة الجزء الثامن عشر

رواية دموع ممنوعة البارت الثامن عشر

دموع ممنوعة
دموع ممنوعة

رواية دموع ممنوعة الحلقة الثامنة عشر

استمر عقل عادل فى الدوران فى حلقات مفرغة لم تصل به لأى نهاية مجدية ، هو يعلم أنها ليست قريبة من والدها لتذهب إليه ، كما أنها لم تخبره ابدا ان لها أصدقاء ، أيضا لا يعلم لها أى مكان غير مكتبها وبيتها، حتى شقتها المجاورة للمكتب ، اتصل بريهام لتبحث عنها فيها ولم تجدها ، كما أن حارس المبنى أخبرهم أنها بالفعل خرجت وانطلقت بسيارتها ،
سوف يجن ، لا يعلم أين يبحث عنها ، حتى أنه لا يعلم ماذا حدث لتختفى هكذا ، فريهام لم تخبره بشئ ، فقط أخبرته أنها كانت متوترة طوال اليوم ،
وبالطبع يشاركه عمه اكرم كل هذا ، فقد لاحظ تأخرها ، وعندنا سأل عادل ، لاحظ اضطرابه، فصمم على معرفة ما يحدث ، فأخبره عادل .
أما عن فريدة ، فخرجت ولا تعلم لأين ، فقط غاضبة مضطربة حاقدة على هؤلاء ، ناقمة على حياتها ووحدتها، حزينة على بنوة أمها لهؤلاء البشر و على ضياع حياتها بلا ثمن ،
حالة غريبة تدخلها ، ليس لها أى معالم ، تشعر أنها فى حالة غيبوبة مشاعرية ، لا تخرج منها إلا بحدث قوى جدا يطغى على كل ما تضمه نفسها من مشاعر ،
خرجت تجرى ، لا تعلم لأين ، تبحث عن أى شئ تنفث فيه هذا الغضب العارم ، ليس مما قال هذا الرجل نفسه ، وإنما مما آثاره كلامه من ضغط سنين داخلها ، تريد الصراخ ، تحتاج للبكاء ، تحتاج الدموع لتخفف بها ما يحدث بداخلها ، لماذا حرمها الله من نعمة البكاء والدموع .
ظلت تدور بسيارتها فى الشوارع لأكثر من ساعة ، بدون نية معينة للوصول لأى مكان ، لم تشعر بنفسها إلا وهى قريبة من فيلا المصرى ، عندما ترائت لها من بعيد توقفت فجأة حتى أن العجلات أصدرت صوت عالى ناتج عن الوقوف فجأة ، وكأن مجرد روية الفيلا من بعيد يعيد ما بها ، كان الشارع هادئ جدا ومظلم بعض الشئ ، لا تتخلله إلا أسهم نور بسيطة صادرة عن أعمدة النور المتباعدة فى الشارع ،
ترجلت من السيارة بعدما ركنتها على جانب الطريق ، اتجهت لأحد الكراسى المثبتة فى الأماكن الخضراء الجانبية للطريق ، كان الكرسى فى مكان مظلم أكثر من الشارع ، جلست عليه وأخذت تراقب الفيلا من بعيد والأنوار المنبعثة منها ،
سيل من الذكريات اجتاح عقلها عن والدتها وما حدث لها ، عن كل من انتقمت منهم وعاقبتهم على ما فعلوه مع والدتها ، حتى والدها لم يسلم منها ،
أما الآن ماذا تفعل مع هذا الرجل ، هو لم يؤذي أمها أذية فعلية على أرض الواقع ، هو فقط كان أب تجرد تماما من مشاعر الأبوة ، تخلى عن ابنته وتركها للذئاب ، تخلى عن حمايتها ، ورفض مساعدتها بعد ما حدث لها ، بل اعتبرها آثمة وتستحق العقاب ، عواقبها باقصائها عن حياتهم تماما ، بل ومنع كل من حوله من مساعدتها ، والآن يرفض تماما دخول أبنتها عائلته ، ابنتها لم تصل لشرف نسبه ونسب حفيده ،
رجل مثل هذا ، كيف سيعاقب على قسوته وجحوده هذا ، الأمر سيحتاج منها تفكير طويل ، بل هدوء داخلى لتصل لنتيجة وخطة جيدة .
اقتربت الساعة من التاسعة وطبعا كل من فى المنزل فى وادى خاص به ، فالمكان مملوء بالمهنئين بعودة الجد ، والكل مشغول بهم ،
أما عادل فلا يعلم عنها أى شئ حتى الآن ، ماذا سيفعل ؟ كيف سيتحمل الجلوس هكذا والانتظار حتى تظهر هى ؟
خرج يجرى بإتجاه سيارته مع محاولات عمه الغير مجدية فى اللحاق به ،
انطلق بسيارته خارج الفيلا ، ولا يعلم إلى أين يتجه ، فقط خرج ليبحث عنها ، فالقلق عليها يقتله ، فلم يكن يعلم أنه يهتم بها لهذه الدرجة ، وأنه لا يتحمل فكرة غيابها ،
فى خضم ما يدور بعقله ، اتجه نظره لشئ فتوقف بسيارته فجأة ، ونظر خلفه ليتأكد ، نعم ، هى سيارتها ، عاد بسيارته للخلف ، وترجل منها ، انحنى وبحث عنها داخل السيارة ولم يجده ، أخذ يتلفت يمينا ويسارا يبحث عنها ،
وهى تراقب كل هذا من بعيد ،
أخرج تيليفونه واتصل بها مرة أخرى ، فسمع رنات التيليفون صادرة من داخل السيارة .
مجرد رؤيته بالقلق الذى بدا على وجهه أثار بداخلها مشاعر معينه لم تفهمها ، مشاعر وضعت غطائا عابرا على ماكانت تشعر به الآن ولو لثوانى معدودة . قامت من مكانها وسارت فى اتجاهه حتى اقتربت قليلا لتستوضح معالمه جيدا ، وقفت وأسندت جانبها لشجرة قريبة من الشارع ووقفت لتتابع ما يفعل .
بدأ يتلفت بتدقيق أكثر قليلا ، ويبتعد عن السيارة فى اتجاهات مختلفة ، رفع تيليفونه ليتصل بمكتب الأمن فى المنطقة ، ليساعدوه ، أو ، ليفتحوا كاميرا المراقبة ، ليعرف أين هى من خلالها ، وفى نفس لحظة فتح الخط من الاتجاه الآخر ، وقعت عينيه عليها ، تنفس الصعداء ، وبدأ يقترب منها ليتأكد مما يراه .
استمرت عينيها فى التعلق به حتى اقترب منها ، وقف على بعد خطوات منها ، بصمت تام وقف يتبينها جيدا ليتأكد أنها بخير ، نعم ، هى بخير ، لكن يبدوا على وجهها البركان الموجود داخلها ، ظل واقفا أمامها لثوانى معدودة ،
وفجأة وبدون أى مقدمات ، اقترب منها ، وامسكها من خسرها بإحدى يديه واليد الأخرى خلف رأسها ، الصق جسدها بجسده وكأنها جلد ثانى له ،
وانقض على شفتيها بشفتيه ،
قبلة أودع فيها كل قلقه عليها طوال الساعات الماضية ،
قبلة رغم عنفها إلا أنهما أنه أحتاجها بشدة ليطفئ بها نار قلقه كما احتاجتها هى الأخرى لتطفئ بها نار غضبها ،
قبلة لم يعلما كم من الوقت استمرت ، قدر ما أحس بدقات قلبه تتزايد كطفل ارتمى فى أحضان والدته بعد طول غياب .
فهو علم الآن فقط انه يحبها ، هو يحبها ، ولن يتركها أو يتخلى عنها مهما كانت الظروف التى تحوطهما .
فك حصار شفتيها ، ولم يتركها لتبتعد بل ضمها فى احضانه ودفن وجهه فى طيات الحجاب الذى يغطى عنقها ، وفعلت هى بالمثل ، دفنت وجهها فى عنقه ، بالأحرى اسفل عنقه تستنشق عبير صدره ، فهى أقصر منه بسنتيمترات كثيرة ،
همست فى اذنه وهى مازالت بين يديه
…مش عايزة اروح البيت ده دلوقتى ، ابعدنى عن هنا أرجوك ….
ابعدها عنه بمسافة بسيطة ، واحاط وجهها بكفيه ثم امعن النظر فى عينيها لثوانى واماء لها بالايجاب ، بعدها أمسك بيدها وتوجه بها لسيارته ، فتح لها باب السيارة ، ركبت فى الكرسى المجاور له ، ثم ركب هو الأخر وانطلق بالسيارة ، واتجه لبيته الخاص الذى كانوا فيه ليلة أمس .

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية دموع ممنوعة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى