روايات

رواية خطى الحب الفصل السادس 6 بقلم أسماء إيهاب

رواية خطى الحب الفصل السادس 6 بقلم أسماء إيهاب

رواية خطى الحب الجزء السادس

رواية خطى الحب البارت السادس

رواية خطى الحب الحلقة السادسة

استيقظت ريحان في الصباح علي رنين هاتفها بـ شكل متكرر مزعج لها تأففت بـ ضيق و فتحت عينها الحمراء التي لم تنعم بـ النوم سوا سويعات قليلة فقد طالت ساعات بكائها في الليل و هي تفكر فيما اصبحت عليه الآن اصبحت تدين لـ رجل يعرفها منذ يومين بـ حياتها علي ما فعله معها من احسان ، اخذت الهاتف عن وحدة الادراج فتحت الاتصال حتي تجيب هذا المزعج تهتف بـ نعاس :
_ الو مين
تأفف الطرف الاخر بـ غضب و هو يصيح بها بـ ضيق :
_ انا جهاد يا ريحان انتي يا بنتي نسيتي ميعادنا انا مش باعتلك رسالة امبارح !
امتعض وجهها بـ ضيق و هي تنظر الي الساعة بـ الهاتف و اعتدلت جالسة علي الفراش تفرك عينها علي تستفيق قائلة :
_ معلش يا جهاد نمت متأخر هفوق كدا و البس اهو
اجابها جهاد من الطرف الاخر قائلاً بـ جدية و تعجل :
_ اتأخرنا علي الراجل كدا مش هعرف اجي اخدك من البيت هروحله قبل ما يلغي اتفقنا و هستناكي اركبي تاكس و انا هحاسب عليه ، عارفة المكان ؟
_ اه عارفة فين هاجي بسرعة و الله اقل من ربع ساعة و اكون عندك
قالت تلك الجملة ريحان و هي تخرج من الفراش تتماطع حتي تبعد شعورها بـ الكسل عن جسدها ثم اغلقت معه لـ تذهب الي المرحاض تغتسل سريعاً و تتعجل بـ ارتداء ملابسها فـ ان تأخرت تعلم أن جهاد لن يصمت عنها …
انتهت من ارتداء ملابسها و عقصت خصلات شعرها بـ مشبك شعرها و خرجت سريعاً ممسكة بـ هاتفها و ما ان فتحت الباب حتي وجدت عزالدين امامها يرفع يده يكاد يطرق علي بابها ابتسمت بـ مودة و هي تخرج من المنزل مستمعة الي صوته الذي يهتف بتعجب :
_ انا كنت رايحة اخبط عليكي ، انتي نازلة و لا اية ؟
هزت رأسها بـ ايجاب و هي تضع هاتفها بـ جيب تنورتها الفضفاضة و قد اختارها عزالدين بـ عناية حتي لا تظهر تفاصيل جسدها يعلم تناسق جسدها بـ شكل ملفت للجميع و هذا اخر شئ يفضل ان يحدث حمحم و هو يسأل بـ هدوء :
_ رايحة فين انا ممكن اوصلك
عدلت ريحان كنزتها البيضاء التي ادخلتها بـ التنورة كونها طويلة ترفع ذراعي الكنزة عن ذراعيها متحدثة بـ هدوء و لم تغب ابتسامتها اللطيفة عن محياها مجيبة :
_ اصل انا اتفقت قبل ما بيتي يوقع علي چيم هنشتريه انا و جهاد و دفعنا نص الفلوس خلاص و رايحين نكتب العقود
ابتسم عزالدين علي حماسها التي تتحدث به و هي تلوح بـ يديها الصغيرة امامها بـ لطف و سأل قائلاً :
_ الچيم دا فين ، محتاجة فلوس انا اكملك باقي الفلوس
هزت رأسها بـ نفي و هي تشرح له الامر قائلة :
_ لا الفلوس مع جهاد اصلاً و كاملة و الچيم قريب من هنا هما شارعين بس
_ اه اللي هو جنب الجامع
تحدث بها عزالدين بـ استفهام ، اومأت هي تؤكد علي حديثه لـ يشير الي الدرج لـ ينزلان معاً و تحدث اليها قائلاً :
_ طب هوصلك في طريقي ، انا كنت مشترك في الچيم دا و طلعت منه الشهر اللي فات
ثم وقف علي الدرج يلتفت اليها غامزاً بـ عينه اليسري لها قائلاً بـ مرح :
_ بس شكلي هرجع اشترك فيه تاني
ضحكت علي تعابير وجهه المشاكسة و هي تكمل نزول الدرج قائلة بـ مزاح :
_ دا حتي يبقي عيب في حقي لو مكنتش اول واحد يشترك دا احنا حتي بقينا جيران
***********************************
دلفت الي تلك الصالة الرياضية حيث كان ينتظرها جهاد منذ ما يقرب من الساعة نظرت نحوه بـ حذر لـ تجده يستشيط غضباً ينظر الي هاتفه و يعبث به و لحظات و صدح صوت هاتفها لـ ينظر جهاد نحوها و هو يتقدم منها بـ خطوات غاضبة رفع يده اليسري يوجه اليها ساعة يده قائلاً :
_ هو دا اللي هاجي بسرعة بقالي ساعة مستني و الراجل زهق مني
ابتسمت له بـ لطف حتي يسامحها و يهدئ و اجابته بـ صوت رقيق هامسة اليه :
_ انا اسفة
مسح علي وجهه بـ غضب شديد و زفر بـ قوة مشيراً الي الداخل قائلاً :
_ ادخلي اقعدي مع الراجل و انا هحاسب التاكسي و اجي
اشارت اليه بـ يدها بـ نفي قائلة :
_ ما هو عزالدين اللي وصلني في طريقه
ضيق جهاد عينه نحوها بـ شك و هو يتحدث اليها بعدم ارتياح :
_ يا خوفي من الاستاذ دا كمان
تأففت ريحان بـ ضيق من حديثه و هي تتذكر ان هذه الجملة قالها أيضاً حين كان يحاول معاذ التقرب منها رمقته بـ غيظ قائلة :
_ متنبرش فيها انا مالي و ماله هو بس بيساعدني كتر خيره حاسس بغلط اخوه
تقدمت من ذلك الرجل الجالس بـ الزواية هناك ينظر اليهما متأففاً علي تأخرهما و تعطيل اعماله و سرقت وقته الثمين في حين تحرك جهاد خلفها يتمتم بـ ضيق و لم يقنع بما قالته قائلاً :
_ اه تقولي كدا و في الاخر ترجعي تعيطيلي
التفتت ترمقه بـ غيظ فمن غيره سـ يتحملها الم يقل ان الصديق وقت الضيق لما يتذمر حين تأتي تشكو له كل ليلة و اخري لما لا يتحمل صديقها بكائها و تقلباتها المزاجية المستمرة لـ تمد يدها تمسك بـ ذراعه تردف :
_ اتفضل قدامي و بلاش رغي الراجل هيطفش
************************************
جلس السيد سعد بـ مكتبه علي الاريكة الجلدية السوداء بـ اخر ركن للغرفة يستند بـ يدها علي العصا واضعاً ذقنه فوق كفي يده شارد في صورة عزالدين و طريقة تعامله الجافة معه و لا طريقة له لـ يراضي ذلك المتمرد لم يغتر بـ المغريات المادية التي قدمها له سعد و لم يهتم حتي حين اظهر له الاهتمام و ظل شعور الجفاء ينتابه اتجاه جده ، تنهد سعد في ضيق من نفسه و هو يعلم انه اخطأ في حق ولده الحبيب “مصطفى” و اسرته لم يكن لهم يد العون حتي في ازمته الاخيرة و التي اجبرت عزالدين علي اللجوء اليه و التوسل له ان يساعد والده و ينقذ والدته ، هذا الشاب الصغير الذي كان يتوسل يومها لم يكن هو نفسه الذي يقف امامه اليوم بـ قوة عينه تحتد بـ قسوة ، مرر يده علي شعره الرمادي الكثيف في حين دق باب المكتب بـ هدوء لـ يأذن للطارق بـ الدخول و لم يكن سوا معاذ الذي تقدم منه بـ خطي بطيئة ينظر الي الاسفل رفع السيد سعد بصره نحو معاذ بـ غضب و التف وجهه الي الاتجاه الاخر بـ ضيق قائلاً :
_ عايز اية يا معاذ ؟
تقدم معاذ سريعاً يجلس الي جواره علي الاريكة و يمسك بـ يده يقبلها رغماً عنه يتحدث بـ اسف قائلاً :
_ انا اسف يا جدي اني خيبت ظنك فيا
سحب السيد سعد يده بـ عنف منه و وقف عن الاريكة بـ حدة مبتعداً عنه و تحدث غاضباً عليه :
_ انت اثبت انك عيل و مش قد المسئولية انا جوزتك عشان افرح بيك و عيالك يملوا عليا البيت و تعوضني علي ابوك و اخوك لكن اللي عملته دا ميتغفرش سلمي بنت حلوة و متربية طباعها غير طباعة البنات المدلعة اللي بنضايق منها لية تعمل فيها كدا
فرك معاذ عينه يزفر بـ ضيق يومأ بـ ايجاب يؤكد علي صدق حديث الجد عن زوجته فـ هو يعلم ان سلمي لم تكن يوماً مثل هؤلاء الفتيات الذي يشمئز منهن و من افعالهن المصطنعة و دلالهن الزائف كانت دائماً عاقلة هادئة لا تصطنع الدلال و لا تتفاخر بـ مركز والدها علي عكس كثيرات بـ مركزها المرموق اغمض عينه بـ ندم و وقف يقترب من جده يهتف بـ أسف :
_ انا عارف اني غلط في حق سلمي و في حق نفسي اني خونتها و عرفت واحدة عليها
عض علي شفتيه بـ قسوة و هو يشعر بـ عيني جده التي ترمقه بـ غضب ثم اكمل حديثه قائلاً :
_ سلمي مكنتش بتكلمني حلو و لا بتحاول تقرب مني و لا تعرف دماغي
_ و ريحان اللي عرفت ؟
صاح بها الجد بـ صوت حاد و هو يلتفت اليه ناظراً اليه لـ ينزل معاذ رأسه ينظر الي الاسفل بـ حرج ، مد سعد يده المرتجفة نحو معاذ يمسك بـ ذقنه يرفع رأسه الي الاعلي لـ ينظر اليه ، تفادي معاذ النظر الي جده و هو يهمس :
_ انا اللي حبيت اكون مع حد غير سلمي و ارتحت لـ ريحان و فضلت وراها لحد ما وافقت نرتبط كانت مهتمة بيا اكتر من مراتي نفسها روحت فين جيت منين احكيلي يومك اكلت شربت كل حاجة كانت مهتمة بيها
ثم نظر نحو عيني جده الغاضب بـ حزن يتمتم :
_ انا اسف يا جدو اني قولت عليك السبب
ابتعد الجد عن معاذ يلوح بـ يده بـ نفور حتي يخرج من الغرفة رافضاً مسامحته علي ما فعل و ستكون كارثة حقيقية ان علم بـ فعلته اي من زوجته او والدها و تحدث بـ حدة :
_ اطلع برا يا معاذ
مال معاذ بـ رأسه يقبل كتف الجد يردف بـ رجاء :
_ اوعدك اني هصلح علاقتي بـ مراتي و هنكون احسن بكتير يا جدو بس تسامحني
تنهد الجد بـ قوة و هو ينظر اليه لـ وهلة صامتاً ثم هز رأسه بـ ايجاب قائلاً :
_ لما اشوف بعيني ابقي اسامحك يلا اطلع برا
************************************
خرجا من الصالة الرياضية التي اصبحت ملكاً لهما الآن لقد كانا يخططان لـ هذه الخطوة منذ ثلاث سنوات تقريباً هذا الحلم كان دائماً امامهما و بـ الأخص هي التي كانت تجلس جوار والدتها تخبرها انها ستكون مدربة في احدي صالات الرياضة و سيكون ملكاً لها ان شاء الله ، تنهدت ريحان بـ ارتياح واضعة يدها علي قلبها لـ يلوح جهاد بالصك الموجود بـ يده امام وجهها مبتسماً لـ تضحك ريحان بـ سعادة هاتفة :
_ اخيراً الحمد لله حلمنا اتحقق
ضحك جهاد بـ فرحة عارمة سكنت قلبه و هو يلتفت ينظر الي المكان بـ أعين لامعة يردف بـ حماس :
_ بعد ما نسجلوا بكرا بأسمنا في الشهر العقاري هنبدأ نوضب فيه
التفتت تقف امامه تتأمل أيضاً المكان بـ سعادة و رفعت يديها تشير الي اللائحة المعلقة اعلي باب الصالة الرياضية قائلة :
_ و هنزل اليافتة دي و نسميه چيم Active زي ما كنا عايزين فاكر
التفت ينظر الي ابتسامتها الواسعة التي اظهرت بهجة وجهها البشوش يعلم صديقته جيداً ستتحسن نفسيتها قريباً و خصيصاً بعد ان حققت حلمها و ما كانت تنتظره منذ فترة طويلة لن تهتم لـ قصة خائن مثل معاذ الحقير بعد لن تعطي ذلك اكثر من حقه في احتلال كيانها سوف تبكي و تتألم في الليالي كما اعتادها حين يحدث شئ ترفضه كرامتها و لكن في النهاية ستبتهج كما هي الآن يشكر الصدف و الاقدار التي وضعت امامه فتاة مثل ريحان لـ تكون صديقته المفضلة لقد شاركته كل شئ الفرح و الحزن و الألم و الضعف و الضحك و البكاء و كل شئ و نقيضه ، انتبه الي اصابع ريحان التي تطرقع أمام وجهه و صوتها المرح متحدثة :
_ انت الفرحة عملتلك صدمة و تنحت و لا اية يا جهاد
ضحك الاخر بـ خفة و يمد يده يبعثر خصلات شعرها كـ عادته ثم اشار اليها علي سيارات الاجرة التي تفر أمامهما دون توقف قائلاً :
_ فرحان يا لمضة ، تعالي بقي اروحك و اروح افرح امي
_ تعالي الاول شوف شقتي الجديدة و اشرب الشاي و روح
قالتها ريحان بـ هدوء و هي تراه يشير الي سيارة الاجرة القادمة نحوهما لـ يلتفت يومأ اليها و هو يفتح باب السيارة الخلفي حتي تصعد ثم اغلق الباب خلفها متوجهاً للجلوس جوار السائق …
_ علي جنب هنا يا اسطا
قالت تلك الجملة ريحان و هي تشير للسائق بـ التوقف امام البناية المقتنة بها و نزلت سريعاً حين توقفت السيارة ثم خرج خلفها جهاد بعد ان اعطي السائق حقه تلفت حوله بـ المنطقة بـ اكملها ثم رفع رأسه ينظر الي تلك البناية يتفحصها قبل ان تشير اليه ريحان التي تراه يقف يتفحص مع حوله ببلاهة تهتف متأففة بـ ضيق :
_ يلا يا جهاد هتفضل واقف مكانك
مرر جهاد يده علي خصلات شعره و هو يتقدم منها علي عجل لـ تنهي تلك المتعجلة صراخها به دون اي داعي صعد معها الي الشقة التي ما ان فتحتها حتي انطلق لـ يري كل جزء بها و يلقي عليها الملاحظات و ما تحتاج اليه و ما هي بحاجة لـ تغيره ضحكت ريحان و هي تتحرك نحو الداخل تاركة الباب مفتوح خلفها تردف مازحة :
_ جهاد فوق دي مش الفيلا بتاعت بابي دي شقة ايجار و واحد غريب هو اللي دافعلي الايجار و التأمين
ضحك بـ خفة و هو يشير الي المطبخ بـ يده اليسري يهتف :
_ و انا يعني بقولك جددي الديكور دي حنفية المطبخ عايز تتغير و سباكة الحمام عايزة تتظبط
اشاحت بـ يدها و هي تتقدم من الاريكة تلقي الهاتف عليها بـ اهمال و تنظر اليه قائلة بلا مبالاة :
_ يا جهاد كبر دماغك ، اعملك شاي و لا قهوة
اجابها و هو يتقدم لـ يأخذ المقعد الخشبي المبطن المرافق للطاولة السفرة يحمله الي خارج الشقة متحدثاً :
_ قهوة و هشربها برا عشان معملكيش شوشرة
_ يا بني مانا فاتحة الباب علي اخره اهو
هتفت بها ريحان و هي تدلف الي المطبخ المكشوف علي الردهة مشيرة الي الباب بـ ضيق لـ يضع جهاد المقعد داخل باب الشقة و هو يزفر بـ ضيق علي تصرفاتها الغير عاقلة بـ المرة و الذي حذرها منها عدة مرات لكن لا تستمع اليه لا تهتم لـ رأي احد و لا تري ان هناك داعي لـ ذلك اصلاً حتي و ان مس كرامتها كـ انثي ، جلس علي المقعد يستند بـ ظهره عليه هاتفاً :
_ كدا احسن يا ريحان و انا قاعد جوا اهو انتبهي لـ تصرفاتك بقي يا بنتي
تأففت بـ غضب من ذلك الحديث الذي يكرره جهاد علي مسامعها دائماً و اشعلت مقود النار لـ تنضج القهوة قائلة بـ غيظ :
_ انا مبعملش حاجة غلط يا جهاد لو انا شايفة اني بعمل حاجة غلط مش هعمل
زفر جهاد و هي يمرر يده علي قدمه بـ غيظ اشد منها يهتف بـ امتعاض :
_ يا بنتي انتي هنا خطيبة عز يعني محسوب كل خطوة عليكي
صمتت ريحان تتذكر ذلك و لم تجيبه انما وقفت تراقب القهوة منتظرة ان تنضج نهائياً لـ يبتسم جهاد بـ سخرية عليها لم تجد رد منطقي علي الأغلب كونها لم تصيح به بـ انفعال مدافعة عن نفسها ، هز رأسه يضيق عينه عليها يغمغم بـ ضيق :
_ انتي كدا علي طول بتعرفي امتي تسكتي
زفرت بـ قوة و هي تغلق المقود حين نضجت القهوة و سكبت القهوة بـ القدح الخاص بها و خرجت بـ الصنية الفضية الصغيرة تتقدم منه و هي تجيبه عاقدة ما بين حاجبيها بـ حدة :
_ و انت بتعرف تضايقني ازاي اشرب القهوة و امشي يا جهاد دا انت مستفز
تمتم بـ كلمات عديدة بـ صوت منخفض و هو يأخذ القدح يرتشف منه و لم يرد عليها لـ تتأفف و هي تأخذ قدحها تضع الصنية علي الطاولة جوار الباب ترمق الاخر بـ غل
***********************************
خرج عزالدين من الشركة الذي يعمل بها و قد حان وقت استراحته القصيرة لـ يتناول الطعام تردد في ان يهاتفها و يطمئن عليها لكنه فكر ان يشتري الطعام و يذهب الي المنزل لـ يطمئن عليها بـ نفسه و يقدم لها من الطعام لـ تأكل معه اسرعت خطواته نحو ذلك محل الوجبات السريعة الصغير القريب منه حتي يأتي بـ الاطعمة لهما ، خرج من ذلك المحل يقف لـ ينتظر سيارة اجرة تقله بسرعة نحو المنزل حتي لا يتأخر عن موعد العمل رفع ذراعه يشير بـ كف يده ذات العروق البارزة لـ تلك السيارة المتجهة نحوه …
وقف علي باب البناية يبتسم بـ سخافة علي نفسه لاول مرة يعود الي المنزل قبل انتهاء موعد العمل الرسمي فقط لـ يراها لم يعد يعلم صحة ما يفعله و لا يعلم ان كان سياخذ تلك الخطوة نحوها من الاصل ام سيبتعد انقلب كيانه منذ ان علم بـ علاقتها بـ معاذ دائماً ما يسأل نفسه عن كيفية تخطي تلك العثرة امامه في التقدم نحو محبوبته ، صعد علي الدرج و هو يزفر ما بـ صدره بـ قوة يحاول الا يؤثر هذا التفكير علي تعكير صفوه اسرع الخطي نحو شقتها لـ يجد باب الشقة مفتوح و شاب نحيف اسمر يجلس علي مقعد أمام الباب ، تجمد جسده يقف عن اخر درجة قبل الوصول للشقة و احتدت عينه و قبض علي كف يده اليسري و هو يجد ريحان تضحك بـ صخب مع ذلك الشاب ضاربة كفها بـ كفه بـ مرح و الاخر يتحدث بـ ثقة ممازحاً :
_ يا بنتي دا انا حافظك صم بتتدلعي عليا مش اكتر
كاد ان يلقي ما بـ يده الا انه هدئ و صعد يقف بالمساحة الواسعة امام الباب لـ يضع هذه الحقيبة علي النافذة العريضة الموجودة جواره و تقدم نحوهما بـ خطوات واسعة سريعة و قد تحولت نظراته الي حادة كـ صقر يستعد للانقضاض علي فريسته زفر انفاسه بـ عنف و هو يقف امام باب الشقة ينظر فيما بينهما و هو يشعر بـ الاختناق كان يصدق ان شقيقه اقتحم حياتها بـ خدعها لكن ما يراه الآن هي من تخدعه علي علاقة مع آخر و اتي الي شقتها أيضاً اي شيطانة احب هو لقد صدق انها بريئة مخدوعة ، انتبهت ريحان لانفاس عالية غاضبة خلفها التفتت لـ تجده عزالدين الذي يبدو غاضب و عينه الحادة التي بدت مخيفة للغاية رمقها بـ نظرة اقشعر لها بدنها و ابتلعت ريقها بـ صعوبة و هي تنظر اليه بـ استفهام علي غضبه تهتف بـ ارتجاف واضح بـ نبرتها المهتزة :
_ اتفضل يا استاذ عزالدين
التفت جهاد بـ رأسه الي الواقف حين ذكرت ريحان اسمه لـ يبتسم بـ هدوء و هو يقف عن المقعد يود الترحيب به و التعرف عليه شاكراً اياه علي المعروف الذي قدمه لـ صديقته ، استعر القلق صدره و هو ينظر الي هيئته المتناقضة مع حديث ريحان عنه و عن هدوءه و رزانته المعتادة تقدم منه بـ حذر يتفرس معالم وجهه بـ ترقب حتي وقف امامه يمد يده لـ مصافحته هاتفاً :
_ ازيك يا استاذ عز انا جهاد صـ
قاطع حديثه نظرة عزالدين الحادة الذي رمقه بها جعله ينزل يده الممدودة له بـ التحية و التفت ينظر الي ريحان بـ استفهام عن هيئته و حالته تلك لـ تتقدم ريحان ببطئ نحوهما حتي وقفت خلف جهاد بـ الضبط و قبل ان تتحدث ببنت شفه كان عزالدين يهتف بـ هدوء مخيف دب الذعر بـ قلبها :
_ مين دا يا ريحان ؟
نظرت اليه بـ توتر و هي تضع يدها علي كتف جهاد تعرفه عليه هامسة :
_ دا جهاد صاحبي ، البيست
اغمض عينه بـ قوة يحاول تمالك نفسه قبل ان يتهور دون العادة و يحدث مالا يحمد عقباه يمد يده لـ يبعد يدها بـ عنف عن كتف ذلك المذهول من ردة فعله ثم فتح عينه يصك علي اسنانه بـ غضب يظهر علي ملامح وجهه يردف من بين اسنانه الملتحمة :
_ و انتي مصاحبة راجل !
هزت رأسها بـ ايجاب و هي تبتلع ريقه بـ صعوبة خشي من هيئته و نبرته الحادة و هي تعلم انها غير ملزمة بـ التبرير له لكن الخوف قد تملك من قلبها بلا مبرر لم يتحدث اليها احد بـ هذا الغضب من قبل و لم تري ردة فعل قوية كـ تلك و كأن عينه سهمان يصيبان قلبها بـ الرعب منه لـ يتقدم منها خطوة واسعة بـ قوة جعلتها تشهق بـ قوة تعود الي الخلف و يقف جهاد امامه يصد عنه الطريق اليها غير مستوعب ما يحدث و لما كل ذلك الغضب الم تقل هي انه هادئ وديع هيئته لا تدل علي الوداعة ابداً ، وضع جهاد يده علي صدر الاخر يوقف خطواته متحدثاً بـ جدية :
_ براحة يا وحش اهدي شوية انت هتضربها و لا اية
ازدادت وتيرة انفاسه و هو ينظر الي يد جهاد و بـ لحظة و دون تفكير امسك عزالدين يده ينتزعها عن صدره و يقبض عليها بـ قوة و جذبه قليلاً يقربه منه و هو يتحدث بـ همس بـ القرب من اذنه و نبرته الحادة و صوته الغاضب يصدح بقوة رغم الهمس قائلاً :
_ مش انا اللي امد ايدي يا جهاد
نطق اسمه في تهكم واضح و رغم ان غضبه معلوم لـ نفسه و هو بدافع غيرته عليها و قلبه يحترق من كثرة علاقتها في حين انه يعف نفسه من الارتباط بـ غيرها لكنه برر تبرير واهي يردف بـ ضيق :
_ هي هنا خطيبتي و لما حد يشوفك قاعد في بيت خطيبتي و معدش معاكم هكون قدام الكل لامؤاخذة بقرون
دفعه بـ قسوة عنه لـ يرتد الي الخلف بـ قوة ضارباً ظهره بـ الحائط و وجه أنظاره نحو الواقفة بـ الزاوية امام الباب تنظر بـ دهشة لما يحدث و تشدق بـ غل اصابة جملته قلبها بـ الحزن :
_ و مش هسمح لواحدة مستهترة زيك تضيع كرامتي بين الناس

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خطى الحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى