رواية خطى الحب الفصل الخامس عشر 15 بقلم أسماء إيهاب
رواية خطى الحب الجزء الخامس عشر
رواية خطى الحب البارت الخامس عشر
رواية خطى الحب الحلقة الخامسة عشر
تبكي بكاء مرير بين أحضانه منذ ان جاء بها الي المنزل مغادراً منزل الجد بكل ما يعتريه من غضب لم يكن يدري ما يفعل بـ شقيقه بعد ان صُدم بما يقول حين سرد القصة كاملة لم يدرك الا حين قام بـ صفعه صفعة قوية تأوة علي اثرها بـ ألم شديد مما دفع الجد و ريحان للدخول الي غرفة المكتب و حين شرح لهما عزالدين لما فعل و ما الامر بـ الكامل خرجت صدمة ريحان علي هيئة بكاء هستيري و الخوف أدرك أوصالها و الي الآن لم تكف عن البكاء صدمها من وقاحته و هو يعترف انه كان يستغلها دائماً في ايصال بعض الممنوعات عن طريقها ، ربت عزالدين علي كتفها و هو يقبل رأسها يردف بـ حنو :
_ خلاص يا حبيبتي كفاية عياط بقي
ابتعدت عنه تنظر الي بـ حزن عميق يظهر علي معالم وجهها الباكي رفعت يدها تمسح دموعها التي تساقطت بـ غزارة و اردفت بـ حزن :
_ انا مش قادرة استوعب اللي قالوا لحد دلوقتي افرض واحد من اصحابه دول كان البوليس مراقبه و اخدني معاه طب افرض واحد منهم اذاني
لم يجد رداً مناسباً يهدئ به من روعها فما تقول الا الصواب و ما كان محتمل ان يحدث و ان كان احتمال ضئيل و ما كان رده الا قبلة حانية علي رأسها و هو يمسد علي وجنتها اليمني بـ ابهام يمناه يهمس لها بـ هدوء :
_ اهدي يا ريحان و صدقيني حسابه معايا
عادت الي بكائها بـ ندم انها بـ الفعل كانت علي علاقة بـ ذلك الخبيث و قد اكتشفت تواً عنه عديم الرجولة كان يجعلها تلتقي بـ اناس تعمل بـ تجارة المخدرات و بـ حسن نيه منها تعتقد انهم اصدقائه و يخشي الالتقاء بهم في المنزل لان الجد يغضب من وجود الغرباء في منزله ، ضربت علي فخذيها بـ قوة و هي تلعن ساذجتها كيف لها الا تشك في ذلك و هو كل اسبوعين تقريباً يضع عندها صندوق كرتوني و يخبرها انه “أمانة” لاحد اصدقائه المقربين و سيأتي لها لـ يأخذه من أمام باب المنزل اردفت بـ صدمة من ما تذكرته من غباء :
_ ازاي كنت هبلة كدا و صدقته رسم عليا الحب عشان ابقي وسيط لـ قذرته
نيران شديدة الاحمرار احتلت مقلتيه و هو يستمع اليها كانت وسيط لأعمال شقيقه المشبوهة و تصف علاقتهما بـ الحب ! اي حب قد يجعله يستغل محبوبته مد يده يربت علي ظهرها حتي تستكين قليلاً و داخله يخشي ان تكن لازالت تحب معاذ لذلك لا تهدئ ابداً عن بكائها ، تنهد بـ حرارة و هو يمسد عليها بـ حنو متحدثاً :
_ قومي معايا اغسلي وشك و هعملك كوباية لمون
وقف عن الاريكة و جذبها معه بـ رفق حتي المرحاض و تركها لـ تغتسل و ذهب الي المطبخ لـ يعد لها كوب من عصير الليمون … كانت تملئ كفي يدها بـ الماء و تصدم به وجهها بـ قوة و كأنها تلطم خديها بـ ندم علي ما اقترفته في حق نفسها و حقاً تحمد ربها الآن انها تخلصت من معاذ و علمت حقيقته كاملة انه انسان دنيئ وضيع لا يستحقها ابداً عكس شخصية شقيقه تماماً كم ان عزالدين مُحب نبيل يخشي عليها اي اذي زفرت بـ قوة و هي تنظر الي المراه حيث صورتها الباهتة و عينها المنتفخة من البكاء و التفتت تخرج من المرحاض و قد عقدت العزم الا تتخلي ابداً عن عزالدين و ان تهدي قلبها لمن يستحق وقفت علي باب المطبخ و قد شعرت بـ البرودة تجتاح جسدها بعد اغتسالها بـ الماء البارد لـ تضع يدها بجيب سترتها
لعلها تستشعر بعض الدفئ و ما ان شعر بها خلفه حتي تحدث اليها بـ لطف :
_ عملتلك احلي كوباية لمون هتدوقيها في حياتك
انهي جملته و هو يلتفت اليها يمد يده بـ كوب من عصير الليمون امسكت منه الكوب و بدأت الارتشاف منه القليل و هو يترقب ردة فعلها ، ظهر الاعجاب جلياً علي وجهها و هي تتحدث تمدح ما صنعت يداه لاجلها :
_ بجد تحفة تسلم ايدك
اتسعت ابتسامته بـ حب و هو يقترب منها واضعاً يده علي رأسها يداعب خصلات شعرها كـ طفلة صغيرة ثم هتف بـ مزاح :
_ عارف ، يا بنتي انا مشهور بـ كوباية اللمون دي
ضحكت علي مزاحه و توجهت نحو الخارج و بـ يده الكوب ترتشف منه بـ استمتاع ، جلست علي الاريكة و هو الي جوارها حتي انتهت من الكوب واضعة إياه علي الطاولة الصغيرة امامها متحدثة بـ امتنان :
_ شكراً بجد يا عزالدين
رفع ياقة كنزته الصوفية بـ غرور و هو يجيبها قائلاً :
_ العفو يا ستي هعملك منه كل يوم
نفت بـ رأسها و هي تلتفت اليه بـ جسدها مبتسمة و اردفت بـ هدوء :
_ مش علي العصير بس ، شكراً انك جنبي
ابتهجت روحه و هو يستمع الي تلك الجملة البسيطة منها التي بثت به السعادة لـ يحاوط خصرها يقربها اليه يضمها بـ رفق واضعاً رأسه علي كتفها بـ استرخاء متنهداً و التفتت هي بـ رأسها تنتبه بـ كل حواسها الي فعلته و هي تستمع الي صوته الهادئ يهتف :
_ كلمة بسيطة منك بـتحسسني اني اسعد انسان في الدنيا
ابتسمت هي بـ خفة تستريح بـ رأسها علي رأسه الموضوعة علي كتفها تستسلم لما ترغب في فعله هو زوجها و من حقه عليها ان تعطيه القليل من السعادة و ان كان يسعده كلمات بسيطة منها فـ لا يضرها ذلك في شئ لـ تردف بـ هدوء :
_ لو كنت النهاردة لوحدي في الموقف دا كنت روحت فيها بس وجودك طمني و هون عليا
صرحت له عما يدور بـ خُلدها بـ نبرة صادقة رقيقة لـ يبتعد عنها قليلاً وضع كف يده علي وجنتها و مال يقبل وجنتها الاخري بـ رقة و ابعد شفتيه عنها بـ بطئ دب الرجفة في قلبها الذي اخذ يطرق بـ قوة بين جنبات صدرها ابتعد يرمقها بـ نظرة اربكتها لـ تحمحم مبتعدة عنه متحدثة بـ توتر :
_ انا عايزة اسألك سؤال بس خايفة اكون بدخل في حاجة مليش فيها
نظر اليها بـ استفهام و اجابها بـ هدوء ممسكاً يدها :
_ انتي لازم تسألي اي سؤال يجي في بالك علي طول من غير تردد لان المفروض تعرفي عني كل حاجة و انا عمري ما هخبي عليكي حاجة
ابتسمت سعيدة بـ قوله الذي بث الطمأنينة الي قلبها و جعلها تردف عما بـ خاطرها بـ شجاعة :
_ انا بصراحة ملاحظة ان في حاجة بينك و بين جدك ينفع اعرفها اصل تعاملك معاه غير تعامل اخوك
اصرت الا تنطق اسم معاذ لـ غضبها الشديد منه و لـ حساسية عزالدين من وجود معاذ في اي جملة تقولها و صبت كامل تركيزها عليه حين تنهد بـ قوة ينظر اليها و قد ظهر الحزن بـ عمق عينه الحادة و اجابها بـ هدوء قائلاً :
_ علاقتنا مش تمام لانه رفض يساعدنا في تمن عملية ماما الله يرحمها
عقدت حاجبيها و سألت بـ تعجب و هي تري كم هو يلقي بـ الكثير من الاموال تحت اقدام معاذ و لم يكن معه بـ البخيل ابداً :
_ لية مع انه مش بخيل
تأتأ هو ينفي صحة ما توقعته و اجابها بـ هدوء مفسراً :
_ مش حكاية بخل بس عشان مكنش راضي عن جوازة بابا من ماما اصلاً
لمعت عينها بـ فضول و اعتدلت بـ جلستها بـ انتباه لـ حديثه ابتسم و اردف مستكملاً حتي يرضي فضولها :
_ امي من كفر الشيخ و كانت مع بابا في الجامعة و حبه بعض بس عيلة ماما عندها الجواز من جوا العيلة حد برا العيلة لا يمكن ابداً يوافقه .. بابا اصر علي جدي انه يروح معاه يخطبها و ساعتها اهل ماما اتعاملوا بطريقة وحشة معاهم و طردهم و قالوا انها مخطوبة لابن عمتها
تنهد و هو يمرر يده علي خصلات شعره الكثيفة يرتبها و اكمل حديثه قائلاً :
_ طبعاً بابا مقبلش بـ الرفض دا و حاول كتير و دا ضايق جدي جداً لان كدا بابا بيقل من احترامه مع الناس اللي طردته من بيتهم .. بابا اخد ماما و هربوا من عيلتها قبل كتب كتابها بـ اسبوع واحد ، بس جدي مقبلش بـ دا و هدد بابا انه لو مرجعش ماما لأهلها هيتبر منه و مش هيطول مليم واحد من فلوسه
راقب تعابير وجهها المنتبهة الي كل حرف يخرج من فمه حتي انها احياناً تسلط عينها علي شفتيه و هو يتحدث ثم اكمل حديثه قائلاً :
_ بابا قال انه الوقتي يصفا و انه كلام وقت غضب و اخد شقة في المكان اللي كنا ساكنين فيها الاول في الشارع بتاعنا و اتجوز ماما غصب عن جدي و حاول كتير جداً يصالحوا بس هو مرضاش ابداً
اسندت مرفقها فوق ظهر الاريكة تسند رأسها بـ كف يدها و سألت بـ استفسار :
_ ها و بعدين
رتب خصلات شعرها مقلداً جلستها و هو يتنهد بـ ثقل و قد انتقل الي ذكريات اسوء فترة في حياته علي الاطلاق :
_ ماما تعبت اوي و كانت حرفياً مش قادرة تتحرك من السرير و اكتشفنا احنا مريضة قلب و عايزة عملية هتتكلف كتير و بابا مكنش معاه غير ربع المبلغ بس قررت اروح لجدي اطلب منه فلوس و روحت من ورا بابا
صمت يحضر ذاكرته لـ ذلك اليوم المطبوع بـ عقله و لا ينساه ابداً حين كان شاب في مقتبل عمره يقف امام جده يسرد له ما حدث لـ والدته يتمني منه ان يساعده في تكاليف تلك العملية الجراحية و توسل اليه الا يرفض ذلك و لكن ما ادهشه هي ردة فعل الجد حين غلف الجمود معالم وجهه و القسوة قلبه و سمع صوته الحاد متحدثاً بـ جحود :
_ خليه يتصرف زي ما اتصرف زمان من غير شوري انا مليش دعوة بـ اي حاجة تخصه
ظهر الذهول جلياً علي وجهه عزالدين و هو يري تصرفه الذي وصفه هو بـ الأنانية و عدم الرحمة لكنه تغاضي عن كلمات السيد سعد و هتف بـ رجاء :
_ بالله عليك يا جدو سامحه و ساعده في مصاريف العملية ماما تعبانة اوي وخايفين عليها و بابا و الله بيحبك و هيراضيك بس ارجوك ساعدها
رفع السيد سعد كفه الي الاعلي يحثه علي الصمت و التفت عنه يواليه ظهره و تحدث اليه بـ قسوة :
_ لا عايزه يراضيني و لا عايز اشوف وشه هو عمل اللي في دماغه و لغي وجودي و قوله اني انا كمان لغيت وجوده و مليش دعوة بيه خليه يتصرف لوحده .. ارجعله و قوله انك معرفتش تأثر فيا و لو فعلاً عايزني اساعده خليه يجي هو
شعر عزالدين بـ حرارة الدموع التي تكاد تهبط من عينه بـ قهر و قلة حيلة فـ ابتلع غصة مريرة و هو يتحدث بـ صوت ضعيف يشوبه اللوم :
_ انا مش هسامحك ابداً و افضل فاكر اللي انت عملته دا عشان انا مش هنساه
تنهد عزالدين بـ قوة يغمض عينه حتي يزيح ذلك المقطع المصور الذي يمر امام عينه و هو يسرد لها ما حدث معه ذلك اليوم و ختم حديثه قائلاً :
_ و بعدها بـ اسبوعين امي توفت ، ومقدرتش اسامح و مش قادر اسامحه لحد دلوقتي
ادمعت عينها بـ تأثر لما قال و لـ حزنه الشديد الواضح علي تقاسيم وجهه لـ تذم شفتيها و هي تمد يدها بـ تردد تحاوط وجهه بين كفي يدها بـ حنو و اردفت بـ ندم :
_ انا اسفة يا عزالدين فكرتك و ضايقتك اسفة بجد
امسك بـ يدها اليسري عن وجنته يقبل باطنها بـ لطف متحدثاً بـ ابتسامة باهتة :
_ عمري ما نسيت اصلاً يا حبيبتي متقلقيش انا كويس
ما ان انهي جملته حتي قربها منه يضمها الي صدره يقبل قمة رأسها و كأنه يمتن لها علي شعورها بـ تأثر لاجل حزنه علي والدته الذي لا ينتهي
***********************************
انتهت سلمي من الاجتماع المعقود لـ اتمام صفقة عمل مهمة و انصرف شركائها بـ العمل و قررت تجاهله نهائياً و عدم اعطاءه فرصة للتحدث معها حيث وجدت فاروق يستعد للخروج من قاعة الاجتماعات و هو لازالت يتمركز بـ محله لا ينوي القيام لـ تغلق الملف الخاص بـ العمل و تنظر نحو فاروق متحدثة بـ مزاح :
_ انت عايز تجري و خلاص افرض عايزاك في موضوع
تأفف فاروق و هو يحرك رقبته يمنياً و يساراً حتي اصدرت صوت طرقعات قوية و هو يتحدث بـ ضيق :
_ مش قادر انتي مثبتاني بقالك ساعتين علي ام الكرسي
ضحكت بـ مرح متجاهلة ذلك المراقب لهما و ربتت علي كتف فاروق بـ قوة متحدثة :
_ قدها و قدود يا ابو الفواريق
_ ابو الفواريق !! دا انا هقوم اطربق وشك الحلو دا
صاح بها فاروق بـ غضب و قد ظهر الغيظ جلياً علي وجهه لـ تكبح ضحكتها عنه و هي تغير مجري الحديث حتي يختفي غضبه :
_ طب خلاص متزعلش ، المهم وراك حاجة النهاردة
نفي فاروق بـ رأسه و اجابها بـ هدوء :
_ لا ، لية في حاجة
همهم بـ ايجاب و هي تومأ بـ رأسها تخبره بـ هدوء :
_ بفكر تخرج معانا انا و معاذ و تجيب معاك خطيبتك عشان تتصالحوا ، و كمان عشان تيجي معانا
قبض ياسين علي كف يده يضغط عليه بـ قوة يكبح شعوره بـ الغضب الآن يقنع نفسه انها تحاول اغاظته لا اكثر و اخذ يترقب جوابها حين سأل فاروق بـ تعجب عن المكان الذي تطلب منه التواجد به هو و خطيبته لـ تغمزه بـ عينها تشير علي ياسين بـ خفاء كـ علامة علي عدم رغبتها في الافصاح عن هذا المكان امامه ثم التفتت الي ياسين متحدثة بلا مبالاة :
_ تقدر تخرج علي فكرة يا ياسين احنا مش هنتكلم في الشغل تاني
اعادت بصرها نحو فاروق و كأنها لم تكن تتحدث اليه لـ يحاول الهدوء و هو ينظر اليها بـ حدة و هي تتجاهل وجوده تماماً و تمرح من فاروق توعده انها ستخبره بـ هذا المكان في وقت لاحق و ما كاد ان يتحدث بكل ما بداخله من غضب حتي سمعها تتأفف قائلة بـ حنق :
_ يخربيت الزن يا فاروق ، رايحين نشوف قاعة للفرح قررنا نتجوز خلال ١٥ يوم بالكتير
_ نـــعـــم !!!!
صاح بها ياسين هادراً بـ عنف و صوت جهوري جعلها تنتفض من مكانها بـ خضة لـ يقف مبعداً المقعد عنه الذي ارتطم بـ الارض بـ قوة و تحرك بـ اتجاهها الا ان منعه فاروق عن الاقتراب يدفعه بـ صدره الي الخلف متحدثاً بـ حدة :
_ ما تهدي يا عم في اية ارجع ورا انت هتضربها و لا اية
تشجعت سلمي بـ وجود فاروق و وقف خلف ظهره مشيرة بـ غضب نحوه قائلة :
_ سيبه يا فاروق نشوف هيعمل اية ما هو همجي و بربري
صاح ياسين بـ غضب شديد و هو يحاول الوصول اليها تحت دفعات فاروق القوية له حتي يبتعد عنها :
_ ايوة انا بلطجي و هوريكي هعمل اية
اخذت حقيبتها و قد انتابها الخوف من همجية ياسين و ثورته العارمة و فرت هاربة نحو باب القاعة متحدثة سريعاً الي فاروق :
_ انا ماشية يا فاروق و ابقي رد عليا بعدين
دفع ياسين فاروق و اقترب منها بـ خطي واسعة يلحق بها حتي وقف امامها يمنعها من التحرك خطوة واحدة ، لـ يتملك الخوف منها و تركض من امامه الي خلف فاروق تحتمي بـ ظهره قائلة :
_ بقولك اية يا ياسين انت مش من حقك تعمل كدا ، هو حد قالك انهم هيعملوني مخلل ما اكيد كنت هعمل الفرح
_ دا بعدك انتي و هو يا بنت عبد الهادي
قالها ياسين و هو يصك علي اسنانه في غل لـ يضع فاروق يده علي صدر الاخر حتي لا يقترب و هو يصيح بـ غضب و قد طفح الكيل به :
_ هو في اية يا ياسين ما تهدي انت اتجننت و لا اية
دفع يده عن صدره بـ عنف و اجابه مشيراً الي سلمي المتمسكة بـ كنزة فاروق قائلاً :
_ هي عارفة هي بتعمل اية كويس عارفة تضايقني ازاي
زفر فاروق بـ نفاذ صبر و تحدث بـ عدم تصديق لـ تبجح الماثل امامه :
_ انت عايز اية دلوقتي يا ياسين انت مستوعب انك بتمنع واحدة تعمل فرحها علي جوزها ؟!
انهي جملته و هو يشير الي رأسه كـ علامة لـ وصفه بـ الجنون ، امسك ياسين بـ تلابيب ملابسه يبعده عن طريقه بـ قوة و اخذ ذراع تلك التي صرخت بـ ذعر و خرج من القاعة و هي معه و لحق به فاروق الذي ما ان شعر به ياسين حتي التفت اليه يرفع سبابته امام وجهه بـ تحذير :
_ اقسم بالله لو مشيت ورانا يا فاروق لـ هعمل فضيحة لينا كلنا و هقول للكل انك قفشتنا مع بعض في المكتب
اتسعت اعينها بـ صدمة من وقاحة حديثه ثم رفعت رأسها نحو فاروق و هي تبتلع ريقها بـ صعوبة بالغة و رفعت يدها اليه ان يبتعد عنهما قائلة بـ خوف من جنون أفعال ياسين و هي علي يقين انه يفعل ما هدد به :
_ فاروق ابعد الله يخليك دا مجنون و يفضحنا بجد
اشار ياسين الي سلمي علامة ان حديثها صحيح و انه سوف يفعل بـ حق لـ يهز الاخر رأسه بـ استنكار من افعاله قائلاً :
_ انت من ساعة ما جيت من السفر و انت لاسع
تأففت سلمي و هي تربت علي كتف فاروق متحدثة بـ لين :
_ خلاص يا فاروق انا همشي معاه و هشوف عايز ايه و متقلقش عليا
ظهر الضيق جلياً علي معالم وجهه و صمت لوهلة يحاول ان يقبل بما تقول و ان تغادر معه بـ كل بساطة و هو يفور من الغضب و حين طال صمته جذبها ياسين معه نحو الممر المؤدي للمصعد قائلاً بـ جدية :
_ متحاولش تيجي ورانا
انغلق باب المصعد الكهربائي و هي تقف الي جواره صامتة تحاول التماسك و الا تقفز عالياً بـ سعادة لـ نجاح خطتها التي رسمتها بـ عقلها و تمت كما خططت بـ الضبط حاولت رسم الجمود علي وجهها حين نطق غاضباً :
_ هتطلبي الطلاق و النهاردة يكون المأذون في بيتكم
التفتت اليه و قد رسمت الغضب علي وجهها بـ احترافية متحدثة بـ انفعال :
_ دا بعدك مش هطلق من جوزي مهما حصل
مد يده الي جواره يوقف حركة المصعد و امسك بـ ذراعها يجذبها نحوه حتي ارتطم جسدها بـ جسده بـ قوة عينه تلتمع بـ بريق غاضب يغلفها القسوة و صاح بـ غيظ يفصح عن حقيقة زوجها المزعوم :
_ جوزك دا اللي انتي متعرفيش عنه حاجة تعرفي انه كان مرتبط من و انتوا مخطوبين ؟ و لا تعرفي ان اللي مرتبط بيها دي اخوه اتجوزها عشان يبعدها عنه تعرفي اية عن شغله الشمال انتي قوليلي كدا حاجة تعرفيها عن الاستاذ اللي بتقولي عليه بكل ثقة جوزك
جحظت عينها بـ صدمة شلت اجزاء جسدها حتي شعرت بـ تجمد اطرافها لـ تشهق بـ قوة تحاول ان تجعل الهواء يصل الي رئتيها و تمسك بـ سترته تشدد قبضتها عليها و هي تنظر الي عينه بـ عدم تصديق ، اسندها يحاوط خصرها بـ ذراع و الاخر لازال يمسك بـ ذراعها حين همست تسبه :
_ الله يلعنك يا معاذ
************************************
كان يسير جهاد بـ اتجاه الصالة الرياضية بعد ان كان يبتاع بعض الاشياء اللازمة له و لكن اوقفه صوت رجولي قبل ان يفتح الباب منادياً التفت لـ يجد رجل يخالط الشيب شعره الاسود يظهر عليه الوقار طويل القامة لياقته البدنية تجعله يبدو اصغر سناً من سنه الحقيقي نظر اليه جهاد بـ استفهام لـ يتحدث الاخر قائلاً :
_ لو سمحت تنادي مدام براء عايزها ضروري
نظر اليه جهاد من اعلي الي اسفل بـ دقة ثم هز رأسه ملبياً طلبه و دلف الي الداخل يبحث عنها بـ عينه حتي وجدها علي احد الاجهزة الخاصة بـ تدريبات الرجل تقدم منها وقف امامها متحدثاً :
_ براء والدك برا و عايزك
انتبهت براء الي حديثه و وقفت عن ما تفعله تنظر اليه بـ تعجب ثم هتفت مستفسرة :
_ ابي ببيروت مانو هون ، شو شكله طيب
بدأ جهاد بـ وصف الرجل الواقف بـ الخارج حتي تتعرف عليه قائلاً :
_ راجل تقولي في الاربعين كدا و لابس بدلة ، طويل و اسمراني شوية و عنده دقن سودا و فيها شعر ابيض من النص
شهقت حين استمعت الي هذا الوصف ثم اسرعت الي الخارج قبل ان يكمل حديثه و دون ان ترد بـ كلمة واحدة نظر الي أثرها بـ تعجب ثم رفع كتفيه يهمس بـ هدوء :
_ اكيد مكنتش متوقع انه جاي
وقفت براء امام ذلك الرجل بعيداً عن باب الصالة تعقد ذراعيها امام صدرها متحدثة بـ حدة تحاول التحدث بـ المصرية كـ عادتها و لكنها تفشل :
_ شو عاوز مني ، شو جابك هنا
تفحصها الاخر من رأسها الي أخمص قدميها بـ شغف قبل ان يردف مبتسماً :
_ عايزك انتي يا براء عايزك ترجعيلي
رفعت براء ثلاث اصابع من يدها اليمني يشير اليه قائلة بـ ضيق :
_ نحنا مطلقين تلات مرات ما عاد فينا نرجع
نظر لها بـ غموض قليلاً حتي شعرت بـ القلق حيال ما يفكر به ، عقدت ذراعيها امام صدرها حتي يتحدث هو بدوره لـ يتنهد بـ قوة و هو يضع يده علي وجهها يتلمس بـ ابهامه بشرتها ثم هتف قائلاً :
_ ممكن نرجع لو لقينا محلل
عقدت حاجبيها بـ استياء و هي تنطق بـحدة :
_ محلل ! شو يعني يا صفوان بتزوچ رجال تاني لحتي ارچع اتچوزك !
هز الاخر رأسه بـ ايجاب يؤكد علي صحة الحديث ثم احتدت نظراته و هتف بـ قوة :
_ و هتوافقي يا براء
صاحت براء بـ غضب :
_ و ان قولت لا
ابتسم بجانب شفتيه ابتسامة تعلم معناها الخبيث جيداً لـ تبتلع لعابها بـ توتر و هي تراقب اقترابه منها و همسه الخافت الذي جعلها تنتفض بـ قوة و تصارعت دقات قلبها بـ خوف شديد …
____________________
دلفت من جديد الي الصالة الرياضية تبحث عن اغراضها بـ لهفة حتي تغادر المكان علي الفور و لم تنتبه الي جهاد المُقبل عليها ما كان منها الا انها انتفضت حين صدح صوته بـ اذنها متحدثاً :
_ هتروحي من غير ما تكملي التمرين
نظرت نحوه و هزت رأسها بـ ايجاب مؤكدة انحنت تأخذ هاتفها الملقي علي اريكة جلدية رفيعة لـ وهلة شرد ذهنها في جهاد لما لا يكون هو محللاً لـ عودتها الي زوجها وقفت بـ اعتدال تنظر اليه بـ توتر استشفه هو منها و جاء بـ خاطره انها ستذهب مع والدها و تريد الاموال التي دفعتها اليوم للاشتراك الشهري لـ يهتف متسائلاً :
_ انتي هتسافري مع باباكي ؟
تمني داخله الا يكون هذا صحيح انجذب قلبه لها و لا يمكن الآن ان تذهب و كأنها لم تكن موجودة لـ تنفي هي بـ رأسها بـ هدوء لـ يبتهج من جديد و ابتسم و هو يجدها تنفي رحيلها و لكن تلاشت ابتسامته الواسعة حين نطقت قائلة :
_ لا ، هاد بيكون صفوان طليقي
و قبل ان يستوعب ما قالت عن كون هذا الرجل الذي يتخطي الاربعين هو زوجها السابق كانت تلقي بـ جملتها التالية المرتبكة و هي تفرك بـ يدها بـ قوة بـ توتر واضح :
_ انا بعرف اني راح اطلب منك شي غريب شوي و بعتذر كتير
استمر في صمته حتي يعلم ما تريده لـ تخرج حديثها متلعثم تكاد تجمع حروفها المتبعثرة من شدة حرج هذا الموقف العصيب :
_ انا بدي ياك تكون محلل لحتي ارچع لـ زوچي
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خطى الحب)