رواية خطى الحب الفصل الثامن عشر 18 بقلم أسماء إيهاب
رواية خطى الحب الجزء الثامن عشر
رواية خطى الحب البارت الثامن عشر
رواية خطى الحب الحلقة الثامنة عشر
وقف امام الباب و بـ يده حقيبة متوسطة الحجم سوداء بها اغراضها يخرج الصك لـ يدلف الي الداخل معها تلك الواقفة خلفه منكمشة علي نفسها بـ ارتباك و قلق يأكل قلبها و ازدادت دقات قلبها اضعاف منذ ان اصبحت رسمياً زوجته التفت اليها حين فتح الباب مبتسماً حتي تطمئن له و مد يده يشير اليها بـ التقدم الي الداخل ، ابتلعت ريقها بـ صعوبة و هي تخطو خطوات بطيئة الي الداخل و وقف تتطلع الي منزله ذو الالوان الهادئة و بساطة تفاصيله حتي لاحظت تقدم جهاد منها بـ هدوء بعد ان وضع الحقيبة خلف الباب و وقف الي جوارها يشير بـ يده الي الاركان قائلاً :
_ انا جعان علي ما اسخن الاكل اتفرجي علي الشقة براحتك محدش موجود ماما راحت عند خالتي النهاردة
انهي جملته و غمز بـ عينه اليسري لـ تحمحم بـ خجل و هي تلتفت الي الجهة الاخري ترفع خصلات شعرها الشقراء الي الخلف و انتظرت حتي توجه هو نحو المطبخ لـ تتوجه هي بـ فضول الي ارجاء الشقة و نظرت الي داخل غرفة ما و تعتقد انها غرفة والدته تفحصتها بـ نظراتها و هي تشعر بـ راحة و دفئ غريب بها ابتسمت بـ تلقائية و اغلقت الباب و توجهت نحو الغرفة الاخري ابتلعت ريقها بـ توتر بالغ حين اكتشفت انها غرفة جهاد فـ صورته تأخذ محلها فوق الفراش و شهادته معلقة علي الحائط الاخر غير ذلك هناك بعض اوراق الورود متناثرة علي الفراش و شموع صناعية متراسة علي الارض لـ تترك الغرفة و تخرج سريعاً تجلس بـ الردهة تنتظر ان يأتي مرت عدة دقائق قبل ان يأتي و بـ يده صنية معدنية كبيرة عليها الطعام وضعها علي الطاولة امامها و جلس الي جوارها ينظر اليها بـ هدوء قائلاً :
_ الاكل دا عمايل امي هيعجبك اوي
لم تستطع حتي النظر من الطعام من شدة حرجها ضمت يديها الي بعضها و هي تنظر الي الاسفل هامسة بـ تلعثم :
_ لا يسلمو ما بدي اكل شي
اقترب منها بـ جلسته و امسك بـ يدها يضمها بين كفي يده رغم شعوره بـ ارتجافتها و مال نحوها يقبل رأسها متحدثاً بـ هدوء :
_ اهدي كدا انا عايزك متخافيش مني يا براء انا عمري ما هأذيكي
توالت قبلاته من رأسها الي اذنها ثم اختتمها بـ قبلة رقيقة علي رقبتها و ابعدها عنها يتنحنح حتي يجلب الثبات الي مشاعره الثائرة الآن حتي لا يزيد من توترها لـ يبتعد عنها قليلاً يمسك بـ قطعة من اللحم يمدها نحو فمها و تحدث قائلاً بـ لطف :
_ كلي دي و هتدعيلي
قضمت قطعة صغيرة من ما بـ يده تتذوق مذاقها و اغمضت عينها و همهمت بـ استمتاع ثم نظرت اليه قائلة بـ انبهار :
_ عنجد بتجنن
ابتسم جهاد بـ ثقة و مد يده يقرب الطاولة الصغيرة منهما لـ يتناولا الطعام و بـ الفعل تناولت معه قدر بسيط من الطعام و انتظرت حتي انتهي لـ يدلها علي المرحاض …
خرجت من المرحاض و هي تجفف يدها و قد لازال بعض من توترها تنهدت بـ قوة و هي تراه يخرج من غرفة والدته بعد ان اغتسل بـ المرحاض المرافق لها و اخذ حقيبتها من امام الباب ثم تقدم اتجاهها بـ ابتسامة هادئة حاوط كتفيها بـ ذراعه يتوجه بها نحو غرفته و ما ان رأي ما بها من زينة حني هتف بـ مرح :
_ شغل ماما شغل فنادق دا
ضحكت براء بـ خفة علي حديثه المرح و تقدمت تجلس علي طرف الفراش وضع الحقيبة جوار الفراش و جلس الي جوارها يضرب كتفه بـ كتفها بـ رفق و مزاح متحدثاً بـ مشاكسة :
_ مش هتلبسي حاجة حلوة كدا من الشنطة
صمتت و الخجل يكاد يأكلها لـ تحني رأسها تنظر الي الاسفل تعض علي شفتيها بـ قوة تفرك يدها بـ توتر شديد لـ يحاول ان يخفف عنها متحدثاً بـ مزاح :
_ بس اوعي تكوني جايبة اطقم زي بتاعت مربوحة في الكبير
ضحكت بـ خفة علي مزحته لـ تقف عن الفراش تأخذ حقيبتها و تبدل ملابسها محاولة تفادي خجلها اخرجت ما تنوي ارتداءه و خرجت الي حيث المرحاض في حين هو اسرع يبدل ثيابه الي اخري منزلية …
دلفت الي المرحاض مرتجفة تنظر الي ما بـ يدها بـ خوف ثم نظرت الي نفسها بـ المراه تهمس الي نفسها بـ صوت هادئ محاولة بث بعض الهدوء الي نفسها :
_ خلص براء هلأ هو زوچك و اللي راح يصير طبيعي شو فيها ، هدي حالك انتي ياللي طلبتي منه الزواچ
ابتلعت ريقها الذي جف كـ الحجر و ابدلت ملابسها الي ذلك الثوب الابيض الحريري القصير دون الأكمام يغطي مقدم صدره خامة الدانتيل الشفاف رغم برودة الاجواء الا انه هو المناسب الآن امسكت بـ خصلات شعرها تحاول ترتيبها نظرت الي نفسها قليلاً قبل ان تتنهد بـ قوة و تتوجه للخروج من المرحاض ، فتحت باب الغرفة من جديد و دخلت بـ هدوء و نظراته لها جعلتها تكاد تنصهر من الخجل لـ تغلق الباب خلفها فقد صدمه مظهرها المثير ابتلع لعابه بـ صعوبة و هو يدقق بـ تفاصيلها التي تكاد تفقده عقله وجدها تقف تحني رأسها كما هي تنظر الي قدمها العارية تضم يديها الي بعضها و لم تتقدم عن ذلك لـ يقف هو متقدماً منها بـ هدوء و عينها تتجول علي وجهها الباهي شديد الاحمرار من الخجل التي تشعر به الأن و خصلات شعرها الشقراء التي تغطي اكتافها ينساب ثوبها علي جسدها يظهر خصرها النحيل وقف امامها مد يده يبعد خصلاتها الناعمة الي الخلف و هتف داعياً بـ البركة ثم ابتسم لها يميل لـ يقبل وجنتها اليمني و كررها علي وجنتها اليسري ثم مرر راحتي يده علي ذراعها بـ بطئ جعله يشعر بـ انتفاضة و تجمد جسدها بين يديه لـ يحاوط خصرها يضمها الي صدره و همس اليها بـ رفق :
_ اهدي و متخافيش
رفعت رأسها تنظر اليه و اومأت اليه بـ موافقة و امسك بـ ذقنها ينظر الي عينها الخضراء اللامعة لـ يدنو يقبل ثغرها بـ تروي يتذوق رحيق شفتيها و اختتمها بـ قبلات صغيرة تمر بـ جانب شفتيها حتي رقبتها و يده تتحسس جسدها بـ بطئ و ارتفعت وتيرة أنفاسها تغمض عينها بـ قوة لـ يعود يحاوط خصرها بـ ذراعيه يرفعها عن الارض متقدماً بها نحو الفراش يهمس لها بـ بعض الكلمات التي تبث الطمأنينة داخل روحها ، مددها علي الفراش و اتكأ بـ ذراعه الايسر علي الفراش يطل عليها بـ جسده مرر يده اليمني من جديد علي جسدها يقترب منها بـ حميمية حتي قبلها من جديد لـ تستجيب هي اليه و تبادله قبلاته و هي تحاوط عنقه بـ ذراعيها غارقة معه في هذا النعيم الذي جسده لها و ذلك الدفئ و الحنان التي لم تتذوقهما مطلقاً تاركة تيار تلك المشاعر يدفعها اليه لاتمام زواجهما شرعاً مستبعدة افكارها عن الغد متنعمة بـ احضانه و احتواءه لها
************************************
صوت المطر بـ الخارج يزداد الليل باردة بـ شكل غير محتمل و ما زاد الامر صوت الرعد الذي يدوي صداه بـ الارجاء بـ شكل ارعبها فـ اكثر ما يخيفها هو صوت الرعد و خاصةٌ رؤيتها لهذا الفيلم السينمائي المرعب تنظر في جميع الاتجاهات بـ ترقب و خوف شديد ازدردت لعابها و هي تنكمش علي نفسها تتدثر جيداً بـ الغطاء حاولت ان تهدئ قليلاً من خوفها و لكنها لم تستطع فـ صرخت بـ فزع حين انقطع التيار الكهربائي في موعده المحدد كـ كل يوم استعاذت بالله من الشيطان و قد استطاع هاجس خوفها تجسيد احداث مرعبة امامها لـ تبحث عن هاتفها جوارها علي الفراش حتي وجدته فتحت اضاءة الهاتف ينير حولها و هي تشعر بـ الخوف الشديد و دقات قلبها تزداد كلما استمعت الي صوت الرعد وسط هذا الظلام لـ تخرج من الفراش تنير بـ الهاتف حتي تخرج من الشقة ، وقفت امام الباب و قد شعرت بـ الهواء البارد يضرب جسدها بـ قوة حتي ارتجفت نظرت الي الدرج بـ تردد ثم التفتت تنظر الي شقتها المظلمة بـ خوف لـ تركض سريعاً الي الدرج صاعدة الي شقة عزالدين ، طرقت الباب بـ يدها بـ قوة منتظرة فتح عزالدين للباب و لكنه لم يفتح لـ تصيح في ذعر و هي تنظر الي الخلف :
_ عزالدين افتح بالله عليك
اكملت طرق الباب بـ قدمها حتي فتح عزالدين الباب يظهر عليه القلق نظر اليها يتفحصها ثم تقدم نحوها يحاوط وجهها البارد من شدة البرودة متسائلاً :
_ مالك يا ريحان في اية
شعر بـ ارتجافة جسدها لـ يلف ذراعه حول كتفها يوجهها نحو الداخل في حين اجابته هي بـ ارتجاف تلصق جسدها بـ جسده لـ تشعر بـ السكينة :
_ اتفرجت علي فيلم رعب و مرعوبة من صوت الرعد و كمان النور قطع عليا
اغلق الباب خلفهما و قبل رأسها و قد محي غضبه منها تماماً لـ يوجهها الي غرفة النوم المضاءة بـ مصباح يدوي كبير متحدثاً بـ حنو :
_ متخافيش يا حبيبتي انا معاكي اهو اقعدي تحت الغطا في الدفي علي ما اعملك حاجة سخنة تشربيها
ما كاد ان يتركها و يتوجه نحو المطبخ حتي امسكت بـ يده تمنعه من الذهاب تحاوط خصره محتضنة اياه بـ قوة متحدثة بـ نبرة مهتزة :
_ لا مش عايزة حاجة متسبنيش لوحدي
تنهد و هو يربت علي ظهرها يوقفها أمام الفراش يرفع الغطاء يشير اليها ان تصعد الي الفراش قائلاً :
_ متخافيش مش هسيبك
تسطحت علي الفراش و شعرت بـ الدفئ يحاوطها حين سطحت في محله علي الفراش لـ يدثرها بـ الغطاء جيداً و ما كاد يبتعد حتي اسرعت تمسك بـ يده متحدثة بـ لهفة و هي تخشي ان يتركها في تلك الغرفة ذات الاضاءة البسيطة :
_ رايح فين خليك معايا
مدت يدها الاخري تربت علي الفراش الي جوارها في رجاء صامت ان يجاورها الفراش لـ يرسل اليها ابتسامة هادئة قبل ان يترك يدها و اقترب يجلس علي الفراش الي جوارها مستنداً علي ظهر الفراش يدثر معها بـ الغطاء يمسد علي خصلات رأسها في حنو بالغ ، التفتت بـ جسدها لـ تقابله في حين انحني هو يستند بـ مرفقه علي الفراش و مازال يمسد بـ يده علي رأسها يردف في مرح يحاول ان يهدئ من حدة خوفها :
_ و لما انتي مش قد الرعب بتتفرجي لية يا جبانة
ظهر العبس في ملامحها علي هيئة انعقاد حاجبيها تتشدق بـ ضيق :
_ كنت زعلانة و قعدت اشوف حاجة تفكني الفيلم شدني و قعدت اتفرج فضول يعني
سأل و هو يتفحص ملامحها العابسة في ضيق جلي :
_ و زعلانة من اية ؟
اجابته عن سبب حزنها الشديد و الذي ارق يومها السعيد و جعلها مشتتة تبحث عنه بـ عينها كل لحظة و اخري علي امل رؤيته و الحديث معه لـ ينتهي هذا الخلاف المزعج بينهما :
_ عشان انت مكلمتنيش و لا جيت كتب الكتاب و لا عديت عليا و انت طالع زعلانة لاني زعلتك مني
ضم شفتيه و هو يمرر يده المربتة علي رأسها علي ذراعها يتحدث في جدية :
_ و انا خلاص مش زعلان منك دا مجرد رد فعل مني علي كلامك
اعتدلت في جلستها كما فعل هو التصقت به طابعة قبلة صغيرة علي وجنته اليمني المقابلة لها بـ تلقائية و لم تكن تخطط لـ فعل ذلك و لا تعلم من اين جاءتها الجراءة لـ فعلها و لكنها هتفت معتذرة :
_ انا اسفة بجد حقك عليا
ظهرت ابتسامة واسعة علي محياه اثر تلك القبلة الرقيقة واضعاً يده علي وجنته ينظر اليها مضيقاً عينه بـ مكر قائلاً بـ مشاغبة :
_ انتي جاية في الجو الشاعري دا و تبوسيني و انا ماسك نفسي و مش عايز اتغرغر بيكي
تسربت الحُمرة الي وجنتيها خجلاً من حديثه الماكر لـ تحاول التغاضي عن كلماته مغيرة مجري الحديث قائلة بـ صوت منخفض تشرح له ما مر بها بـ الاسفل :
_ دا انا شوفت كمية تخيلات فظيعة تحت كفيلة متخلنيش انام اسبوع
حاوط كتفيها بـ ذراعه يضم جسدها اليه و رفع يده الاخري يمسك بـ ذقنها مثبتاً رأسها لـ يري عينها الجذابة التي جذبته منذ الوهلة الاولي للوقوع في عشقها قائلاً بـ عبث يرمق شفتيها الوردية بـ نظراته الخبيثة :
_ لا متخافيش هتعرفي تنامي في حضني نوم عميق
غمز لها بـ عينه في نهاية جملته لـ تشعر بـ الخجل من تلميحه الصريح كونها لن تقدر علي النزول الي شقتها وسط الرعب التي تعرضت له اليوم و ستكون ضيفة مرحب بها بين ذراعيه اليوم و كم تتمني هي ان يمنعها من النزول و مجاورته لـ تنعم بـ الامان و الدفئ الذي يسيطر عليها بـ حضرته , حمحمت بـ حرج تخرج من افكارها تخبره في نبرة هادئة :
_ انا هنزل شقتي لما النور يجي علي فكرة
و كأن افكارها تجسدت امامها حين ضحك بـ خفة و و هو يضع يده خلف رأسها يداعب انفها بـ انفه قائلاً في تحدي :
_ دا بعدك يا حبيبتي مفيش نزول …
دا انا كنت زعلان منك اوي
هتف بـ جملته الاخيرة بـ مرح و هو يدنو يلتقط شفتيها مطبقاً عليهما بين شفتيه اخذاً حقه في قبلتهما الاولي يقبلها بـ هدوء مستشعراً ارتجافتها التي اصابة جسدها حين لامس شفتيها ثم تصلب اسفل يديه المحاوط لها حين اندمج في قبلته لها ، رفع يده اليمني يمرر انامله الدافئة علي وجهها و رقبتها يقرب نفسه منها اكثر حتي شعر بـ يدها التي تضعها علي صدره تدفعه بـ وهن عنها و بـ بطئ شديد ابتعد عنها يجذبها نحوه يضمها بين ذراعيه سانداً رأسه علي رأسها و علي صوت انفاسهما المتلاحقة بـ لهاث ، اغمضت عينها بـ قوة و هي تضع يدها علي صدره تدفن رأسها في رقبته ربت علي ظهرها في رقة
دقائق مرت علي حالهما الذي لم يتغير كلا منهما مستمع بـ احضان الاخر حتي عاد التيار الكهربائي من جديد ابتعدت عنه بـ هدوء و جلست معتدلة علي الفراش تعود مستندة علي ظهر الفراش وجهها يشع احمرار من شدة خجلها و ما يزيد من الامر نظراته الثاقبة عليها اخفضت رأسها في حرج تنظر الي يدها المتشابكة علي قدمها ، مال يقبل جانب رأسها متحدثاً جوار اذنها هامساً بـ صوت اجش اثر تلك المشاعر الذي خاضها معها الآن و يشهدها لاول مرة :
_ خليكي معايا متنزليش
اغمضت عينها بـ قوة تلملم شتاتها و حمحمت تخرج نبرة صوتها التي اختنقت بـ حنجرتها من شدة الحرج ثم التفتت تنظر اليه و هي تري بـ نظرته التي غامت و ازدادت عينه سواداً و اصبحت اكثر حدة تهتف بـ خفوت و نبرة مهتزة :
_ مش هينفع يا عزالدين
حاول كبح رغبته في معانقتها عناق ساحق يندمج فيه جسدهما و هو يمسد بـ ابهامه علي وجنتها بـ نعومة و شكر كونه اقنعها بـ عقد القران كونها الآن زوجته سمح له ان يتمادي معها لاول مرة اغمض عينه و هو يميل يطبع قبلة اخري علي جبهتها و هو يهمس بـ تحشرج يحاول اقناعها ان تظل اليوم بين ذراعيه يود لو يغفي و هي جواره مستشعراً قربها المحبب لـ قلبه :
_ هتعرفي تنزلي تنامي في الشقة لوحدك مش هتخافي
اخذت ذاكرتها تأتي بكل ما هو مرعب بـ النسبة لها ما ان اتم جملته متذكرة ذاك الفيلم اللعين الذي جذبها كـ المغناطيس لـ تتابع احداثه الشيقة و رغم تلك المشاهد المخيفة التي كانت تظهر امامها فجأة الا انها اجبرت نفسها علي اكمال مشاهدته فضولها كان اكبر من خوفها لـ تصبح الآن تخشي حتي التحرك خطوة بـ مفردها ، نفت بـ رأسها عدة مرات و قد اتسعت حدقتي عينها مبتلعة ريقها بـ صعوبة لن تقدر علي الجلوس بـ مفردها في الاسفل تفكر ان من الممكن ان يخرج لها وحش مخيف من اسفل الفراش او ان ينزاح الغطاء عنها عند نومها و تستيقظ فاقدة قدمها خرجت منها صرخة مكتومة و هي تنظر بـ اتجاه قدمها ممسكة بـ ذراع عزالدين متحدثة بـ ارتجاف :
_ لا مش هعرف انام لوحدي
استطاع السيطرة علي ضحكته بـ صعوبة و هو يرعب نظرة الذعر التي ترمق بها الغرفة و خاصاً جوار الفراش لـ يضم كتفيها اليه حتي تطمئن يردف مبتسماً بـ هدوء :
_ خلاص خليك هنا .. و متخافيش هكون محترم
انهي جملته بـ مشاكستها لـ تضحك بـ خجل تضربه بـ قبضتها علي صدره بـ خفة لـ يضحك قبل ان يمد يده الي جوار الفراش حيث مكبس الكهرباء يغلق النور لـ يسطحها علي الفراش بـ رفق و تسطح الي جوارها يحتويها بين ذراعيه يضع رأسها فوق ذراعه يتمتم بـ بعض الكلمات المطمئنة لها حتي لا تخف و تنام بـ هناء تتخلي عن الخوف و تسكن في امان ذراعيه تنهد بـ راحة غريبة انتابة صدره و هو ينظر الي وجهها و هي تغمض عينها تحاول الذهاب في النوم تدفع نفسها لـ تكون ملتصقة به حتي تطمئن بـ وجوده الي جوارها
************************************
اسعد طلاق بين زوجين هذا ما صرح به ياسين في نفسه ما ان انتهت اجراءات الطلاق بين سلمي و معاذ و قد اصر علي الحضور و ان يشهد علي هذا الحدث السعيد رغم تحذيرات سلمي الا يأتي و لكنه ضرب بـ تحذيراتها عرض الحائط ابتسامته الواسعة كانت محط أنظار الجميع كان يعلم انه قادر علي استعادتها من جديد غافلاً عن نظرات والدها الحادة الموجهة نحوه و التي كانت تعلم مقصدها سلمي جيداً و ابتسمت بـ سخرية علي احلام ياسين الوردية التي ستهدم فوق رأسه ما ان يعلم بـ موقف والدها منه خرج المأذون و معه خرج السيد سعد و معاذ و صديق والدها غريب الناجي و بعض من اقاربها و ظل جالس ياسين يجاوره فاروق ، انحني والدها يقبل رأسها بـ اعتذار عن زواجها من هذا الاهوج الغير مسئول و كأنه يحمل نفسه عبء هذا الزواج فقد ظل يقنعها به عدة أسابيع و معه اصدقائها و لم يكن يعرف ان هذه هي النتيجة و لكن ابتسامة بسيطة وجهتها له زالت عن قلبه بعض من هذا الثقل و جلس الي جوارها يربت علي ظهرها بـ رفق حتي لمح ياسين يجلس مبتسماً يطالع ابنته بـ سعادة حقيقية رآها بـ عينه متعجباً منها بحسب ما صرحت به ابنته انه من تركها و غادر دون سبب لـ ذلك قبل تحديد موعد خطبتهما لما هو سعيد بـ طلاقها و لما يشعر بـ لهفته عليها دائماً و حبه الظاهر لها في كل تصرف او نظرة اتجاهها تنهد بكل ما يعتري صدره من غضب موجهاً حديثه الصارم اتجاهه قائلاً في حزم :
_ اتفضل انت يا ياسين مش عايزين نعطلك اكتر من كدا
نظر اليه ياسين بعد ان فاق من تأملها السعيد حمحم بـ حرج و هو يقف عن الأريكة يتقدم اتجاهه و لم يفكر ان كان الوقت مناسب ام غير ذلك هو لم يعد يهتم الا بـ وجودها بعد هذا الفراق انحني يهمس اليه في تهذب :
_ ممكن اتكلم مع حضرتك شوية
و علي غير المتوقع بـ النسبة له نفي السيد عبد الهادي بـ رأسه يرمقه بـ شئ من الحدة قائلاً بـ ضيق :
_ انت شايف ان دا وقته يعني
حمحم من جديد بـ حرج و هو يقف معتدلاً يهندم من ملابسه في قلق من حدة والدها لم يكن يوماً يتعامله معه بـ هذا الشكل حتي حين انفصلا هو و سلمي كان يعامله معاملة طيبة و لم يهتم للامر لما الآن لا يحالفه الحظ في كسب وده نظر نحو سلمي الصامتة و لم تتحدث بـ بنت شفه منذ ان تم الطلاق يرمقها مستفسراً عن حالة والدها الحادة هو بـ الفعل يجد معه كل الحق في الحزن علي ابنته و لكن لما يفرغ غضبه به وقفت سلمي عن مقعدها و هتفت أخيراً بـ هدوء مناقضاً لما داخلها من حزن و هي تسير علي تعليمات والدها بـ الابتعاد عنه مشيرة بـ اتجاه الباب :
_ امشي يا ياسين دلوقتي مفيش كلام تقوله لا معايا و لا مع بابا كل حاجة بينا منتهية
اتسعت عينه في غضب عارم و هو يقطع المسافة بينهما واقفاً امامها يصك علي اسنانه يرسل لها نظراته المبطنة بـ تهديد لكنها لم تهتم عقدت ذراعيها امام صدرها تنظر الي عينه مباشرةً لحظات صمت تبعها ابتسامة ساخرة علي محياها تردف بـ تحدي :
_ ياما تقولنا نهيت اللي بينا و سافرت لية ياما يفضل اللي بينا منتهي للابد يا ياسين
رفع يده يمرر انامله في خصلات شعره لم يعد يعلم هل هذا الوقت المناسب لان يفصح عن ما يدفنه في قلبه تراجع خطوة الي الخلف و لم يجيبها لكنها لاحظت الضيق المرتسم علي وجهه في حين وقف السيد عبد الهادي يتحدث بـ هدوء منهي هذا النقاش :
_ و براحتك لو مش حابب تتكلم لأنها حاجة تخصك بس تبعد عن سلمي و مش عايز اشوفك قريب منها ابداً
ارتجف قلبها لـ قلة الحيلة التي رأتها في عينه قبض علي كف يده يطرقها في قدمه بـ قوة حتي يهدئ قليلاً لـ يجلس بـ محله جوار فاروق متنهداً بـ ثقل صامت يرتب افكاره و اخر احتمال يتواجد في عقله هو ترك سلمي لم يعد يتحمل فكرة الافتراق عنها يكفي ما مر بهما يكفي ما كان يعانيه في غيابها او في زواجها زفر بـ قوة و هو يجيب والدها بـ هدوء حاسماً هذا الامر :
_ انا هقولك يا عمي
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خطى الحب)