روايات

رواية خطى الحب الفصل التاسع عشر 19 بقلم أسماء إيهاب

رواية خطى الحب الفصل التاسع عشر 19 بقلم أسماء إيهاب

رواية خطى الحب الجزء التاسع عشر

رواية خطى الحب البارت التاسع عشر

رواية خطى الحب الحلقة التاسعة عشر

كان ساكن بلا حراك و لم يتحدث حتي الآن بعد مقدمة طويلة بالغة الأهمية عن حبه لها و انما الفراق كان لـ مصلحة الجميع قبل مصلحته تأفف السيد عبدالهادي في ضجر و هو ينظر الي صمته المريب و كأنه عاجز عن اخراج كلماته الصحيحة او المناسبة او انه لا يود الحديث بـ الاصل كاد يصرخ به بـ حدة ان يتحدث و ينهي هذه الليلة التي طالت عن اللازم لكنه التزم الصمت و هو يراه يتنهد بـ ثقل يستصعب ما سيقول هز ياسين رأسه مرة بـ عزم يشجع نفسه قبل ان ينظر الي سلمي بـ أعين تترجي التفهم و شرع في الحديث يسترسل بـ بعض الهدوء :
_ انا كنت بحاول استقل عن شركة بابا و اعمل شركة بـ اسمي و اتعرف في السوق و كان طموح اني اكبر بعيداً عن لقب وريث آل ابو الدهب
تنهد مجدداً و هو يلعن غباء تفكيره حينها و قدرة بعض من الحمقي علي ايقاعه في مأزق حقيقي لم يقدر علي الفرار منه استطرد مكملاً :
_ و في شركة كانت لسة في بدايتها و عاملة شغل كويس عرضت عليا الشراكة عشان نستفاد من بعض و نقدر نكبر و وافقت و بعد ما دققت في كل الورق و العقود مضيت
اخرج كلمته الاخيرة بـ ندم شديد ابتلع لعابه الجاف و هو يراقب الفضول الواضح بـ مقلتيها و تحمسها لـ سماع بقية الحديث عينها السوداء اللامعة تطالبه بـ اكمال حديثه تحثه ان يقول ما يثلج صدرها يخبرها بما اضطره لـ فراقها بـ تلك الطريقة التي ألمته قبل ان تؤلمها و تؤلم روحه المتعلقة بها همهم السيد عبد الهادي يحثه علي استكمال حديثه لـ يهز رأسه و هو يكمل حديثه بـ ضيق :
_ و بعدها عرفت انهم شغالين في صفقة مشبوهة و شغل شمال و لما هددتهم اني هبلغ عنهم طلعوا ورق انا مضيت عليه وسط الورق اللي بيجي كل يوم امضي عليه كـ مدير ادارة و كنت متورط زي زيهم و يمكن اكتر بس انا مهتمتش و اصريت اعمل اللي في دماغي بس هما مسكتوش
شردت عينه في ذكري كانت السبب الرئيسي في التخلي عنها دون تفكير يتذكر ذلك اليوم تمام التذكر في الذكري السنوية لـ لإنشاء الشركة الأولي لـ والده و الذي اصر وقتها ان يقيم احتفال في حديقة المنزل سعيداً بما وصل اليه من نجاح كان يقف ياسين الي جوار سلمي يتحدث اليها بـ مرح يتناقشون في امر خطبتهما ، اشارت بـ يدها علي المكان بـ اكمله و هي تبتسم بـ اشتراق متحدثة بما جال بـ خاطرها الآن :
_ تصدق ممكن نعمل الخطوبة في جنينة بيتنا انا حبيت الموضوع
ابتسم علي حماسها التي تتحدث به لـ يمسك بـ يدها يقبل اطراف أناملها بـ حب مجيباً علي حديثها قائلاً :
_ اللي تحبيه يا حبيبتي هعملهولك
ابتسمت بـ خجل و هي تسحب يدها منه بـ هدوء و كادت ان تتحدث الا انها استمعت الي صوت هاتفه حين انتهت الأغنية التي تصدح صوتها عالياً لـ تشير الي جيب سترته قائلة :
_ فونك بيرن
اخرج ياسين الهاتف من جيب سترته و تجهمت معالم وجهه و هو يري الاسم المنير للشاشة لـ يصك علي اسنانه و هو يقرر الرد علي هذا الاتصال استأذن من سلمي بـ الابتعاد و الرد علي مكالمة عمل هامة و ما ان ابتعد عن ضوضاء الحفل حتي فتح الاتصال قائلاً بـ حدة :
_ نعم عايز اية ؟
صدح صوت ضحكات عالية ساخرة من الطرف الاخر قبل ان يتحدث المتصل بـ مكر :
_ انت كنت فاكرني بهزر لما قولتلك انك معانا غصب عنك انت شكلك مش مصدق فيا
زمجر ياسين بـ غضب و كاد ان يتحدث مهدداً اياه ككل مرة الا ان انه توقف عن الحديث حين صدح صوت الاخر من جديد قائلاً :
_ طب حتي بص علي حبيبة القلب كدا
شعر بـ توقف دقات قلبه عن الخفقان للحظات قبل ان تعود لـ دقاتها القوية قلبه ينتفض بـ ذعر بين ضلوعه و التفت سريعاً الي مكان تواجد سلمي التي تواليه ظهرها لـ تقع عينه علي بقعة من الضوء الاحمر الصغيرة علي ظهرها تهدجت انفاسه و كاد يركض اليها الا انه توقف من جديد حين تحدث ذلك الرجل من جديد بـ تحذير :
_ اياك تقرب لو قربت الطلقة هتبقي في نص قلبها بالظبط و بعدها هيكون ابوك و امك و هصفي عيلتك واحد واحد ورا بعض
توقفت قدمه تلقائياً عن التحرك و عينه تعلقت بها امسك بـ رابطة عنقه يفكها عنه شاعراً بـ الاختناق الشديد ثم همس بـ صوت مهتز :
_ ملكش دعوة بيها الموضوع دا بيني و بينك قولي عايز اية و انا هنفذ
صدرت ضحكة عالية رجولية من الطرف الاخر بـ انتصار و قد حقق ما اراد لـ يتحدث بـ ارتياح :
_ كدا احنا اتفقنا يا شريكي بكرا تيجي الشركة و هتمضي علي الورق اللي هقولك عليه و متفتكرش انك بتسايرني سلاحنا المرة الجاية هيكون في دماغ السنيورة سامع
اغلق الهاتف عقب حديثه و لم ينتظر منه رد لـ ينزل ياسين الهاتف عن اذنه بـ بطئ و هو يستند علي الحائط خلفه و قد تلفت اعصابه تلك الدقيقة حتي ابعد هذا الحقير توجيه السلاح عليها وضع يده علي رأسه و كاد يسقط علي الارض من شدة ما شعر من خوف عليها كادت ان تزهق روحها بين ثانية و اخري اصبحت هي نقطة ضعفه الواضحة للعيان و التي سيستغلها الجميع علي الاغلب .
انتهي من سرد تلك الحادثة لهم و هو يراقب ذهول سلمي و الخوف الذي ظهر بـ مقلتيها لـ ذكره محاولة اغتيالها دون علم منها اغمض عينه يزفر بـ قوة و قد أخرج ما كان يرهقه لـ ليالي طويلة و اضطره ان يقطع علاقته بها و يبتعد عنها حتي لا تظل هي الضعف الذي يستغله هؤلاء الشياطين ، انهمرت الدموع من عينها غير قادرة علي السيطرة علي حزنها لـ تشير الي نفسها بـ ايدي مرتجفة و هي تردف بـ صوت حزين نابع من قلبها الملكوم :
_ و مقولتش لية يا ياسين متقولتش لية انك هتبعد عشان خايف مش عشان كاره
صمت و لم يجد جملتها مناسبة اخبرها انه كان مضطراً و كان عليه أيضاً ان يكون حريصاً اكثر من ان يبوح لها عن هذا الامر لـ تخبر عائلتهما و ستتمسك به اكثر هو يعلم دواخلها اكثر من اي شخص اخر لم يتعلق بـ فتاة من قبل كما تعلق قلبه بها رغم لقائهما التقليدي في محيط العائلة و لكنها كانت دائماً ملفتة للانتباه دون الحاجة الي التصنع كما تفعل الاخريات حتي الآن يعلم ان انهيارها الواضح امامه ليس الا خوف عليه و قلق اتجاه ما حدث له في تلك الفترة رغم معاملته القاسية لها حينها ، زفر بـ قوة و كأنه قد دفع عنه ما اهمه و ارهق عقله دائماً و مرر لسانه علي شفتيه قبل ان يردف بـ نبرة هادئة :
_ طب اهدي يا سلمي كنت هقولك ازاي يعني طبعاً مينفعش
زمت شفتيها بـ غضب و هي لا تري ضرورة لما فعل كان يتوجب عليه اللجوء الي من هم اكبر منه لـ يرشدوا للطريق الصحيح انساق وراء خوفه عليه و علي عائلته من تهديدات فارغة لا وجود لـ صحتها من هؤلاء الحمقي التافهين غير مقدر لـ مكانته و نفوذه التي كانت ستقضي عليهم لا محال هبت واقفة بـ حدة و نظراتها اتجاه جامدة لا يحدد معناها وقف هو الاخر بـ ترقب لما ستفعله لـ تتخطاه صاعدة الي الاعلي و كأنه لم يتحدث و كأنها لم تسمعه جعلته في ذهول من ردة فعلها الخارقة للطبيعة نجاها عدة مرات و لكنها لم تلتفت اكملت طريقها حتي اختفت عن انظاره ، ضرب كف بـ الاخر و هو ينظر بين السيد عبد الهادي و فاروق حتي ينطق احدهما بـ تفسير لـ فعلتها حتي نطق أخيراً فاروق بعد ان تقدم يقف الي جواره يربت علي كتفه بـ هدوء قائلاً :
_ سيبها دلوقتي يا ياسين بعدين تبقوا تتكلموا ، انت بردو غلطان
اتسعت اعين ياسين بـ ذهول و هو يستمع الي حديث فاروق الغير صحيح بـ النسبة له بـ المرة كان يسعي لان يحميها و لا يمسها سوء لـ يهتف مشيراً الي نفسه :
_ انا غلطان عشان حاولت احميها و احمي عيلتي !
هز فاروق رأسه بـ ايجاب و هو يجيبه بـ شئ من الحدة حين رأي عدم اعترافه بـ الخطأ :
_ اه ، انت دلوقتي لما رجعت مش بقيت قوي اكتر بـ اهلك و بتستخدم نفوذك و قوتك معملتش كدا لية من الاول ، علي فكرة انت ممكن مكنتش تلحق ترجع اللي راح و ممكن اوي كانت سلمي تممت جوازها من معاذ
الي هذا الحد و انتفض قلبه و كأنه يستشعر الصدق بين حديث فاروق و ذبذب هذه الثقة التي كانت تتملك منه و هو يحسم امره انه هو فعل ما عليه فعله و ما كان من الصواب وقتها لـ يرمقه بـ نظرة حادة مستنكرة قبل ان يغادر المكان بـ اكمله و من الخلف فاروق لازال يتهمه بـ الهرب
************************************
فتحت عينها الخضراء بـ ثقل و النعاس لازال يحاوط جفنيها التفتت تنظر الي ساعة الحائط المعلقة لـ تجد الساعة تشير الي الساعة التاسعة صباحاً التفتت الي الطرف الاخر لـ تجد جهاد نائماً علي بطنه بـ عمق وجهه مقابل لها و ذراعه العضلي القوي الي جوار رأسه ابتسمت بـ اتساع و هي تعض علي شفتيها السفلية و هي تلتفت اليه بـ جسدها تندثر جيداً تحت الغطاء تنظر اليه تتأمل ملامحه الوسيمة بـ نفس مطمئنة و سعادة تغمر روحها تشعر بها لاول مرة كانت تود الا تنتهي الليلة لم تود ان تنتهي اي شئ الي جواره ذلك الوقت كم شعرت بـ الالفة و الحنان بين يديه شعور غمرها و مشاعر جديدة عليها لم تشعر بها حتي مع زوجها السابق الذي كانت تكره معاملته لها ، مدت يدها تحاول ان تتلمس خصلات شعره في عفوية منها الا انها تراجعت عند اخر لحظة حين تململ هو في نومته حين شعر بـ حركتها لـ تضع يدها اسفل الغطاء من جديد ، فتح عينه يطالعها ثم ارتسمت ابتسامة واسعة علي ثغره حين لمحها متسطحة الي جواره تماطع و هو يعتدل علي جانبه قائلاً بـ صوت اجش :
_ صباح الفل
لم تظهر اي تعابير علي وجهها و هي تجيبه بـ هدوء :
_ صباح النور
اقترب منها و حاوط خصرها بـ ذراعه يضمها نحوه ثم قبل جبهتها بـ عمق لـ يبتعد عنها ناظراً اليها مبتسماً يردف بـ لطف :
_ مبارك يا قمري
ابتلعت ريقها و هي تنظر اليه بـ توتر و لم يلقي منها رد لـ يضع كفه حاوط وجهها و هو يمرر ابهامه علي بشرتها متسائلاً بـ رفق :
_ مالك يا براء ، انتي مضايقة مـ
قاطعت حديثه قبل ان يسوء فهمه و اجابته سريعاً :
_ لا بس عم فكر اذا عرف صفوان بـ شي راح يأذينا اكتير
عقد ما بين حاجبيه بـ تعجب و استند علي مرفقه الي جوارها متسائلاً من جديد :
_ و هو هيعرف حاجة حصلت بيني و بين مراتي منين ؟
تأففت بـ ضيق و الخوف ينهش داخلها قبل ان تجيبه قائلة بـ توتر :
_ ما بعرف چهاد ، راح قوم حتي اجهز حالي لحتي ننهي هالقصة بقي
اعتدلت جالسة علي الفراش تضم الغطاء اليها بـ يد و الاخر ترفع خصلات شعرها تزيحها عن عينها لـ يبتسم بـ خبث و هو يعتدل الي جوارها و تسائل مصطنع عدم الفهم :
_ ننهي اية ؟
نظرت اليه بـ استغراب لـ تساؤلاته المتتالية و التفتت اليه تجيبه عن سؤاله الغير منطقي بـ النسبة لها الآن :
_ زواجنا بدنا نطلق ، شو نسيت ؟
سألت عن قصد هل نسي ذلك حقاً متخطياً اتفاقها معه اما عن رده فـ كان صاعقة اصابتها فـ جمدتها محلها حين تحدث قائلاً بـ هدوء :
_ و مين قالك اني هطلقك
فرغت فاهها و هي تنظر اليه بـ عدم تصديق لما يتفوه به الآن و صاحت بـ ضيق :
_ شـــــو ! شو عم تقول يا چهاد نحنا اتفقنا
اشار الي نفسه و هو ينظر اليها قائلاً بـ براءة :
_ انا اتفقت معاكي و اتكلمنا في الطلاق احنا اتكلمنا في الجواز بس
حاولت ان تهدئ من روعها و هي تتنفس بـ انتظام تدور عينها بـ المكان بحيرة لـ تنهي هذا النقاش الغير مجدي قائلة :
_ تمام ، و انا بدي اطلق هلأ
تماطع يخرج النعاس عن جسده و هو يتحدث بلامبالاة :
_ معندناش ستات تطلق في الصباحية الناس تقول اية
ارتجف جسدها بـ خوف شديد مما توقعت ان يفعله صفوان ان علم انها اتمت زواجها من جهاد او ما سيفعله به هو حين يعلم انه لا يريد ان يطلقها شهقت بـ قوة و هي تتيقن انه سيتخلص منهما بـ اي شكل كان مهما كلفه الامر لـ تصيح بـ انفعال و هي تلوح بـ يدها امام وجهه :
_ شو ناس و ما ناس بدك تطلقني چهاد انتهت مهمتك لهون انا بدي ارچع لـ صفوان
طرق بـ يده علي كتفها بـ حدة و ظهر علي وجهه معالم الغضب لـ يتحدث من بين اسنانه :
_ قومي حطي فطار يا براء متستفزنيش
تأوهت واضعة يدها علي كتفها ثم نظرت اليه شزراً ثم ضربت كتفه مثلما فعل معها متحدثة بـ حدة :
_ ما راح اعمل شي راح غير تيابي و روح من هون
وقفت عن الفراش بعد ان اخذت المئزر من طرف الفراش وضعته عليها و احكمت اغلاقه ثم اشارت له بـ سبابته متحدثة بـ تحذير :
_ و بدي اطلق چهاد اذا ما بدك يصيرلك شي
تركته و خرجت من الغرفة متوجهة نحو المرحاض و هو ينظر في اثرها بـ ذهول من حدة تحذيرها معه لـ يشير الي نفسه و هو يرفع حاجبه الايسر لاعلي يهتف بـ خفوت :
_ هي هددتني انا !!
سبها بـ ذات النبرة قبل ان يخرج من الفراش بـ حدة يبحث عن كنزته كونه عاري الصدر ، ما ان وجدها حتي ارتداها علي عجل و خرج خلفها لحقها قبل ان تدلف الي المرحاض امسك بـ رسغها يجذبها نحوه محاوطاً خصرها بـ ذراعه يقربها اليه اكثر يردف ناظراً اليها بـ حدة :
_ انت بتهددي مين يا ماما انا لو مش عايز اطلقك محدش هيجبرني علي فكرة و لا حتي صفوان بتاعك دا
انهي حديثه تاركاً اياها متوجهاً نحو المطبخ لـ تحضير القهوة الصباحية لـ تتنهد براء بـ قلة حيلة ضاربة جبهتها بـ كف يدها متحدثة بـ صوت عالي حتي يصل اليه :
_ يضرب اليوم اللي طلبت فيه انك تساعدني الله لا يعطيني عافية علي هيك عاملة ان شاء الله
**********************************
استيقظ عزالدين الساعة العاشرة صباحاً فـ اليوم عطلة من العمل و لم يضبط المنبه للاستيقاظ ككل صباح فقد تمتع بـ نوماً هنيئاً و هي الي جواره لاول مرة ابتسم و هو يتماطع بـ كسل شديد و خمول و نظر الي جواره و لم يجدها فرك وجهه بـ راحتي يده لـ يستفيق و هو يقوم عن الفراش يبحث عنها و ما ان خرج من الغرفة حتي وجدها تضع اخر صحن يمكن ان تضعه علي طاولة الطعام و التفتت اليه ما ان شعرت بـ حركته خلفها لـ تبتسم بـ هدوء و هي تشير اليه بـ التقدم نحوها قائلة :
_ تعالي انا حضرت الفطار كنت لسة هصحيك
تقدم منها يحاوط كتفها طابعاً قبلة حانية علي رأسها ثم نظر الي الطاولة يري ما عليها من تحضيرات قائلاً :
_ اية الرضا دا تسلم ايدك يا حبيبتي
ابتسمت من جديد و هي تنظر اليه بـ أعين لامعة بـ سعادة لـ تجده يسأل بـ هدوء يمسد علي خصلات شعرها بـ رفق :
_ نمتي كويس
هزت رأسها بـ ايجاب و هي تضع يدها علي يده المتحركة تربت عليها و هي تجيبه ناظرة اليه بـ لطف :
_ ايوة الحمد لله
_ اي خدمة
هتف بها و هو يغمز بـ عينه بـ مشاكسة لـ تضحك هي بـ صخب و انزلت يده و ابتعدت عنه قليلاً تردف بـ مرح :
_ طب اتفضل بقي عشان نفطر انا جوعت
كاد ان يتحدث الا ان وقعت عينه علي ركن الصلاة الخاص به لـ يمتعض وجهه بـ ضيق و توجه الي الغرفة من جديد عقدت حاجبيها بـ تعجب و سألت عن ما به و لكنه لم يجيب بل غاب للحظات و خرج من الغرفة متوجهاً الي ذلك الصندوق الموجود بـ ركن الصلاة و وضع به عملات معدنية عديدة ثم وضع يده علي رأسه بـ غيظ شديد من نفسه لاول مرة لا يستيقظ بـ موعد اذان الفجر بل غاص بـ النوم و لم يشعر بـ اي شئ نهائياً تقدمت تقف خلفه تضع يدها علي كتفه تسأل من جديد عن ما به لـ يلتفت اليها ينظر اليها و هو يبعثر خصلات شعرها قائلاً :
_ اول مرة مصحاش علي صلاة الفجر يا واخدة عقلي
ضمت شفتيها بـ أسف و قد شعرت بـ الضيق الظاهر علي ملامح وجهه مدت يدها تمرر يدها علي ذراعه معتذرة :
_ معلش انا اسفة ، طب حطيت اية في البوكس دا
حاوط كتفيها و التفت يشير الي الصندوق متحدثاً بـ تفسير :
_ دا يا ستي حصالة عمالها عشان كل ما تفوتني صلاة احط فيها الفكة اللي معايا جنية اتنين اي حاجة بقي معايا
همهمت بـ تفهم و هي تراقب هذا الركن بـ اعجاب نظيف مرتب و رائحة المسك تفوح منه ابتسمت بـ تلقائية كم هو مكان مريح ودت لو تجلس به مطولاً تنهدت بـ ثقل و هي تتمني ان تنال تلك الراحة التي نالها هو بـ التزامه بـ الصلاة التفتت اليه قائلة بـ هدوء :
_ يلا نفطر قبل ما الاكل يبرد
جلسا علي الطاولة لـ تناول الطعام و قدمت ريحان اليه كوب من القهوة الطازجة شكرها بـ هدوء مبتسماً و هو يتناول ما وضعته امامه من البيض كما يفضل لـ تتنحنح قائلة بـ تساؤل :
_ هو انت ناوي تروح في مكان النهاردة بما انه الجمعة يعني
هز رأسه نافياً و هو يبتلع ما بـ فمه من طعام مستفسراً :
_ لا هفضل هنا بما انك معايا ، بتسألي لية خايفة لسة ؟
نفت بـ رأسها و هي تضع الجبن علي الخبز لـ تقدمه له متحدثة :
_ لا كنت بسأل عادي عشان عايزة اقعد معاك
ابتسم و هو يأخذ منها الخبز لم يعد فقط مجرد أمل بل اصبح يقين انها ستقع بحبه قريباً اتسعت ابتسامته من سعادة تفكيره و رفع القدح يرتشف منه القليل قبل ان يستمع اليها تتحدث :
_ هو انا عايزة اقولك علي حاجة
انتبه اليها ملتفتاّ بـ جسده ينظر اليها بـ تركيز يراقب يدها التي تفرك بعضها ببعض بـ قوة و التوتر الذي ظهر جلياً علي معالمها المليحة لـ تمد يدها المرتجفة تمسك بـ يده و هي تخبره بـ هدوء بما تريده قائلة :
_ عايزين نحدد ميعاد الفرح
ارتسمت الدهشة علي وجهه و هو ينظر اليها بـ عدم تصديق انها هي من تريد تحديد موعد الزفاف هي من تريد ان تكون جواره كان يظن انه سيتوسل طويلاً حتي توافق علي اقامة العرس كان يفكر مليا في هذا الامر و كيف يقنعها ان تنهي فترة الخطبة تلك ان تكون بـ جانبه دائماً ان يطمئن قلبه انها اصبحت رسمياً و دون عودة زوجة شرعية له ظهرت ابتسامته رويداً رويداً حتي اتسعت و هتف متسائلاً :
_ انتي متأكدة
اومأت اليه حتي توكد صدق حديثها لـ تتحول ابتسامته الي قهقهات رجولية عالية و هو يقف عن المقعد واضعاً يده خلف رقبته يدور بـ المكان بـ سعادة ثم التفت اليها مشيراً بـ اتجاه الباب قائلاً بـ حماس :
_ انا هروح اشوف القاعات و اتفق علي واحدة
ما كاد يتقدم نحو الباب حتي صاحت به ان يقف و تحركت هي تقف امامه تمسك بـ يده توقفه عن الحركة و هي تردف من بين ضحكتها :
_ الساعة لسة عشرة الصبح يا بني و بعدين النهاردة قاعدين مع بعض يا عزالدين خليها بكرا عشان اجي معاك
تنهد بـ صبر و هو يحاوط خصرها بـ ذراعيه يرفعها علي الارض يدور بها حول نفسه بـ سعادة و هي تستند بـ كفيها علي كتفه صارخة بـ مرح حين هتف بـ مزاح :
_ انتي عارفة لو رجعتي في كلامك هعمل فيكي اية
تأتأت بـ دلال نافية لـ يرفعها هو اكثر بين ذراعيه و التقطها بين ذراعيه حاملاً اياها لـ يستند بـ جبهته اعلي جبهتها قائلاً بـ خفوت و عينه لا تحيد عن شفتيها الوردية :
_ مش هطلعك من هنا ابداً لحد ما تقولي حقي برقبتي حدد الفرح يا زيزو
ضحكت بـ صوت مرتفع و هي تحاوط عنقه اتبعت ضحكتها شهقة خافتة حين التهم شفتيها بين شفتيه في قبلة حانية ضاماً اياها الي صدره اكثر حتي يتنعم بـ قبلته لها التي لم يكن يحلم بـ سواها تتحقق احلامه علي يديها ختم قبلته بـ قبل صغيرة متتالية علي ثغرها يهتف بـ خفوت و عينه تتفرس ملامح وجهها الذي تخضب بالحُمرة القانية قائلاً :
_ الدنيا كلها في كفة و انتي لوحدك في كفة تانية

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خطى الحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى