روايات

رواية خطاياها بيننا الفصل السابع 7 بقلم هدير نورالدين

رواية خطاياها بيننا الفصل السابع 7 بقلم هدير نورالدين

رواية خطاياها بيننا الجزء السابع

رواية خطاياها بيننا البارت السابع

رواية خطاياها بيننا الحلقة السابعة

استدار جابر و وقف خلفها يستند ظهرها الى صدره ثم اخفض رأسه هامساً باذنها متجاهلاً صراخات المعترضة للبيبة و فراج الذى كان يحاول التحرر من قبضة الرجال
=خدى حقك…
هزت غزل رأسها برفض و دموعها تنساب على خدييها مما جعله يضغط على فكيه بغضب هامساً باذنها بصوت حاد صارم
=قدامك حل من الاتنين لتمسكى المسدس و تضربيه زى ما ضربك و يبقى فى امل ان ضربتك تيجى غلط وتصيب اى حته فى جسمه غير قلبه و يعيش لأما هضربه انا يا غزل و ساعتها رصاصتى مالهاش مكان الا قلبه..
ادارت غزل رأسها تنظر اليه باعين متسعة بالذعر و الخوف و هى لاتدرى ماذا تفعل
ليكمل و هو يضغط برفق على ذراعها
=خدى حقك يا حبيبتى و بردى نارى… و عرفى كل كلب فيهم مصيره هيبقى ايه لو فكر تانى يأذيكى..
ظلت غزل صامتة تنظر الى فراج باعين فارغة و هى تتذكر كل ما كان يفعله بها فقد كان يتعمد ان يؤذيها فعندما كان يأتى لزيارة لبيبة كان يدخل المطبخ حيث كانت غزل تعمل هناك مخالفاً أوامر جابر بألا يدخل اى رجل الى المنزل.و فور رؤيته لها كان يقوم باهانتها و نعتها بالعمياء ذات الاربع عيون و يقوم بالقاء الصحون و الاطباق على الارض محدثاً ضجة عالية حتى تأتى شقيقته و تسأل ما الذى حدث يخبرها بان غزل العمياء لم ترى الصحون و اوقعتها ارضاً ليبدأ هو و شقيقته بالسخرية منها و من ضعف نظرها جاعلين منها تسليتهم…
كانت فى البداية ترغب غزل باخبار جابر عما يفعلونه بها لكنها بالنهاية قررت عدم اخباره…
فقد كانت تعلم انه يكرهها واذا اخبرته فربما يقوم بالسخرية منها هو الاخر…

 

 

لذا صمتت و تعمدت تجاهل فراج مما جعله يغضب و يزيد من مضايقته لها اكثر ناعتاً اياها “بالضبشة بنت ازهار الفاجرة ”
وقتها وقفت امامه و هددته كاذبة بانه ان لم يتوقف سوف تخبر جابر بانه خالف اوامره و دخل الى المنزل ..
وقتها شحب وجهه و استدار ذهاباً بصمت و منذ ذلك اليوم لم يدخل للمنزل مرة اخرى لكنه لم يتوقف عن مضايقتها لذا كانت طوال مدة زيارته لشقيقته كانت لا تخرج الى الحديقة…
همس جابر بأذنها وهو يضمها اكثر لجسده فى حماية
=خدى حقك و افتكرى اللى عمله فيكى…
تذكرت غزل ضرب فراج لها و محاولته لقتلها و اهانتها امام الجميع و طعنه و سبها بشرفها ثارت الدماء بعروقها مما جعلها ترفع يدها و تصوب المسدس نحو فراج الذى ما ان رأى ما فعلته صاح بغل و عينيه تشع منها
=اية هتضربينى بالنار يا بنت ازهار…
ليكمل و هو يبثق كلماته بشراسة و اشمئزاز
=صحيح ما انتى فاجرة و زبالة زى امك متفرقيش عنها كتير
غطى ستار اسود من الغصب عينين جابر فلم يفكر كثيراً قبل ان يقبض على يدها التى كانت تمسك بالمسدس و التى كانت ترتجف بعنف يضغط هو على زناد السلاح الذى صوبه نحو صدر فراج موضع قلبه لكن اسرعت غزل و فى ردة فعل سريعة منها بخفض يدها التى كان يمسك بها مخفضة فهوة السلاح لتصيب الرصاصة التى انطقلت من مسدسه فخده الأيمن
شاهدت غزل باعين متسعة بالصدمة و الذعر فراج وهو يسقط ارضاً غارقاً فى دماءه و هو يصرخ متألماً بأعلى صوت لديه مما جعلها تلتف و تدفن وجهها فى صدر جابر منفجرة فى بكاء و كامل جسدها كان ينتفض بقوة و هى لا تصدق انها شاركت فى اطلاق النار عليه حقاً…
تعالى غى الارجاء نواح و صراخ لبيبة التى كانت تبكى بشهقات عالية ممزقة وهى جاثمة بجانب شقيقها
=يا خويـــــــــا قتلوك يا فراج… قتلتك بنت ازهار يا فراج…..
كان عثمان جالساً فى مقعده يشاهد ما يحدث بأعين ممتلئة بالرضا..
بينما ضم جابر جسد غزل المرتجف اليه بقوة عندما شعر بارتجاف جسدها و هى تهمس بصوت ممزق عند سماعها كلمات لبيبة تلك ظناً منها بان فراج قد مات بالفعل..
=قتلته… انا قتلته… قتلته

 

 

احاط خصرها بذراعيه يضمها بحنان اليه هامساً باذنها
=ممتش يا غزل…اهدى يا حبيبتى جت فى رجله متخفيش..ده بسبع أرواح….
ثم انحنى حاملاً اياها بين ذراعيه عندما شعر بارتجافها يزداد قاومته غزل معترضة لكنه شدد من احاطته لها دافناً وجهها بعنقه قبا ان يلتف الى جميع الرجال الذين كانوا ملتفين حول فراج قائلاً ببرود و هو يضغط على حروف كلماته بقوة
=استأذنكوا انا بقى رجالة اصل…مراتى تعبانة و محتاجة ترتاح شـ……
لكنه توقف عن تكملة جملته مطلقاً هسيس متألم عندما قامت غزل التى كان تخفى وجهها بجانب عنقه بغرز اسنانها فى كتفه بقسوة تعضه بغل مما جعل لهاث متألم يصدر منه لكنه حاول التماسك و عدم اظهار ألمه حتى لا يفضح امام رجال العائلة استدار نحو الدرج مولياً ظهره للجميع متصنعاً الصعود قبل ان يخفض رأسه هامساً باذن تلم التى كانت لاتزال تغرز اسنانها بكتفه هامساً باذنها بصوت حاد صارم
=غزل لمى نفسك بدل ما عليا النعمة اخلى جنانى يطلع عليكى…قدامهم
نزعت اسنانها من كتفه فور سماعها تهديده هذا زاجرة اياه بقسوة لكنه تجاهلها و التف الى الرجال مرة اخرى قائلاً ببرود كالصاقيع
=اها و قبل ما انسى كلكوا معزومين على فرحنا الاسبوع الجاى……
ليكمل بسخرية لاذعة و هو يخفض نظره نحو فراج الجالس على الارض ممسكاً بساقه النازفة
=اوعى يا خال متجيش هستناك لازم تيجى…. ده انت مهما كان الخير و البركة بتاعتنا برضو…..
زجره فراج بنظرة قاتلة ممتلئة بالغل والكراهية قابلها جابر بنظرة باردة ممتلئة بالتهكم قبل ان يلتف و يصعد الدرج وهو يحمل غزل بين ذراعيه غافلاً عن والده الذى كان جالساً فى مقعده يتابعه وعلى شفتيه ترتسم ابتسامة واسعة فرحة فما كان يتمناه يتحقق اخيراً..
༺༺༺༺༻༻༻༻

 

 

مشى جابر بالممر الذى بنهايته غرفة غزل و هو لايزال يحمل جسدها بين ذراعيه تململت محاولة جعله ان ينزلها هاتفة بحنق
=نزلنى…
تجاهلها و استمر فى طريقه مما جعلها تغرز اصابعها بشعره الكثيف تجذب خصلاته بقسوة و هى تصرخ بغضب
= نزلنى…بقولك….
ارجع رأسه للخلف بحدة محرراً شعره من قبضتها وهو يتمتم بكلمات حانقة غاضبة غير مفهومة مستمراً فى طريقه حتى وصل الى غرفتها التى فتح بابها و دلف بها الى الداخل و اخفضها برفق فوق الفراش خوفاً على جرحها
تراجع الى الخلف ينظر اليها بحدة و هو يفرك فروة رأسه التى كانت تؤلمه بشدة اثر جذبها لشعره قائلاً بحدة
=عيلة مفترية….
زجرته بحدة هاتفة بغضب يعاكس ارتجاف جسدها
=تستاهل…..
زفر جابر بحدة و قد لانت تعبيرات وجهه الغاضبة عندما لاحظ ارتجافها هذا بينما كان وجهها شاحباً بشدة مدركاً انها لازالت تحت تأثير الصدمة فقد كان الخوف يلمع مثل منارة في عينيها لقد كانت خائفة أصاب ذلك قلبه
اقترب منها بهدوء ممسكاً بيدها السالمة جاذباً اياها منها برفق حتى اصبحت تقف على قدميها امامه سحبها بين ذراعيه يضمها بحنان لكنه قاومته و حاولت الابتعاد عنه هاتفة بغضب
=اوعى سيبنى….
لكنه رفض تحريرها وضمها اليه اكثر لكنه كان حريصاً فى ذات الوقت على الا يؤذى كتفها المصاب..
مرر يده بحنان على ظهرها محاولاً تطمئنتها هامساً فى اذنها بصوت اجش
=مش عايزك تبقى خايفة انتى خدتى حقك… و لازم تتعودى من هنا و رايح اى حد فيهم يعمل فيكى حاجة تاخدى حقك منه
قاطعته بسخرية لاذعة و هى تحاول دفعه بعيداً
=لو نفذت كلامك ده يبقى انت اول واحد هاخد حقى منه و اول رصاصة هضربها هترشق فى قلبك لأن مفيش حد أذانى قدك….
لتكمل بقسوة و هى مستمرة فى استفزازه
=بعدين عايزاك تعرف انه كان ارحملى ان ابقى مرات خليل العمر كله… ولا انى أبقى على ذمتك ليلة واحدة….
انهت جملتها متخذة خطوة الى الخلف بعيداً عنه عندما سمعته يصدر هدير عاصف من بين شفتيه بينما تحولت عينيه الى ظلام عاصف من الغضب..

 

 

لكنها رفضت التراجع اكثر و ثبتت قدميها بالأرض رافضة ان تظهر له خوفها مرة اخرى..
رفعت رأسها عالياً متجاهلة وجهه الذى كان محتقناً بالغضب مرمقة اياه ببرود كما لو كان غضبه هذا لا يهمها لكنها انطلقت راكضة تهرب من امامه نحو الحمام و هى تصدر صرخة مدوية عندما رأته يتحرك نحوها محاولاً الامساك بها و هو يتمتم بكلمات غاضبة..
هربت لداخل الحمام مغلقة بابه سريعاً بوجه جابر الذى كان لا يفصله عنها سوى خطوتين فقط و ينجح بالأمساك بها…
استندت على الباب تزفر براحة بينما تسمعه يهتف من الخارج
=ماشى يا غزل… افضلى استفزى فيا…و احرقى فى دمى بكلامك اللى زى الزفت ده و لما اجى ألمسك تقعدى تعيطى و تصوتى زى العيال الصغيرة….
قاطعته من خلف الباب بحدة
=انا لا بعيط ولا بصوت….
لتكمل ببرود مستمرة فى استفزازها اياه
=بعدين انا ذنبى ايه انك بتتحول و تتعصب كل ما اجيب سيرة خليل جوزى…قصدى اللى كان جوزى…..
وضعت غزل يدها فوق فمها تحاول كتم ضحكتها عندما سمعته يطلق هدير عاصف ضارباً الباب بقبضته بقوة كما لو فقد السيطرة على اعصابه لكنه صمت فجأة لعدة دقائق قبل ان يهتف مرة اخرى بصوت حاد ملئ بالغضب و نفاذ صبر
=انا هخرج من هنا…هخرج قبل ما ارتكب جريمة ده انتى عيلة مستفزة و باردة..و معندكيش دم….
ثم عقب كلماته تلك الصوت الحاد لإغلاق باب الغرفة الذى اهتز بسببه ارجاء المكان..
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور ساعة…
كانت غزل مستلقية على الفراش
بينما ألام جرحها يزداد كما كانت تشعر بالحكة بسبب الجبيرة القماشية التى تضم ذراعها الى صدرها حتى يضمن الا يتحرك كتفها فقد تسببت الرصاصة ببعض الأذى به.
طرق الباب و دلفت بعدها احدى الفتيات التى تعمل بالمنزل قائلة بابتسامة خبيثة
=جابر بيه..بعتنى ليكى بصنية الاكل دى…و بيقولك تاكلى كويس و تاخدى دواكى..و تخلصى الصنية كلها
لتكمل سريعاً و هى تضع الطعام على المنضدة التى بجانب الفراش
= و طلب منى اساعدك فى الأكل علشان دراعك مش هتعرفى تحركيه….
هزت غزل رأسها هامسة وهى تشعر بالخجل من اهتمامه هذا الذى اظهره امام الاخريين.. خاصة امل المعروف عنها القيل والقال
=تسلمى يارب يا امل… بس انا هاكل لوحدى…….

 

 

همهمت أمل قائلة بتردد
=بس جابر بيه اكد عليا ان اساعدك و ممكن يضايق منى لو عرف انى….
قاطعتها غزل بهدوء
=متخفيش هقوله ان انا اللى قولتلك..
لوت امل شفتيها فى ابتسامة قبل ان تتنهد و هى تهز كتفيها باستسلام قبل ان تلتف و تخرج من الغرفة…
تراجعت غزل تستند الى ظهر الفراش و هى تفرك بطنها بيدها فقد كانت جائعة للغاية فطعام المشفى لم يكن يشبعها نهضت محاولة الوصول الى صنية الطعام عندما فجأة انفتح الباب بقوة جعلته يرتطم بالحائط ولبيبة تدلف الى الغرفة بوجهها الذى كان اسود من شدة الغضب و عينيها المختنقة كالدماء بينما كان اسفل عينيها و خدييها ملطخان بسواد كحلها الذى سال بسبب بكائها
=اتجوزتيه… ها…. اتجوزتيه يا بنت ازهار…. و نفذتى اللى كنت مخططاله انتى و امك من الاول……
لتكمل بغل وهى تندفع نحوها
=حرباية و عقربة زى اللى جابتك تفضلوا تلفوا و تحوموا حاولين الراجل لحد ما توقعوه فى حبالكوا….
قاطعتها غزل ببرود و هى ترسم على شفتيها ابتسامة واسعة
=على الاقل احنا احسن من اللى بتفضل طول عمرها تلف و تحوم حاولين الراجل لحد ما بتخنقه و تكرهه فى حياتهو عيشته وفى الاخر بيديها بالشبشب فوق دماغها…..
فهمت لبيبة انها تقصد بكلماتها تلك حبها لعثمان و رفضه لها فبالتأكيد والدتها قد اخبرتها فلم تشعر بنفسها الا وهى تنزع نعالها و تهجم عليها محاولة ضربها به…
تراجعت غزل على الفور الى الخلف محاولة الهرب منها عندما وقع عينيها على المسدس الذى تركه جابر هناك عندما صعد بها الى هنا..
لم تتردد لثانية واحدة قبل ان تمسك به و تشهره بوجه لبيبة التى تراجعت الى الخلف و الخوف والصدمة يملئان عينيها
هتفت غزل بها بغضب يعاكس ضربات قلبها التى تقفز بصدرها من شدة الخوف و الرهبة
=لو قربتى منى عليا النعمة لأضربك…
صرخت لبيبة مقاطعة اياها بقسوة و قد احمر وجهها من شدة الانفعال
=فكرك جابر هيسكت لما تضربى خالته اللى مربياه….
قاطعتها غزل ببرود وهى تحاول التحكم فى ارتجاف يدها التى تحمل المسدس فلم تكن ترغب ان تلاحظ ارتجافها هذا
=جابر مين.. جابر اللى بايده خالانى اضرب خاله…
لتكمل كاذبة وهى ترمقها بشماتة عندما لاحظت وجهها الذى شحب

 

 

=و لا جابر اللى ادانى المسدس وقالى بالحرف اى حد يفكر يلمسنى فى البيت المعفن ده اضربه بالنار…..
صرخت لبيبة بغل و عينيها تكاد ان تخرج من مقلتيها من شدة الغضب فقد كانت تشعر كما لو هناك نيران تلتهم قلبها حياً
=ليــــه و احنا فراخ هتخلصوا علينا انتى و سى جابر بتاعك لا البلد دى فيها حكومة…..
قاطعتها غزل مشيرة نحو الباب بالمسدس
=بقولك ايه يا لبيبة روحى زورى اخوكى فى المستشفى و اطمنى عليه مش زيارة المريض واجب برضو….
قاطعتها لبيبه هاتفة بكلمات مليئة بالحقد و الغل
=عقبال ما ازورك كدة و انتى راقده جنب امك… و ميبقاش ليكى وجود فى الدنيا الا نفسك اللى طالع.. داخل زى امك كدة……
رسمت غزل ابتسامة على شفتيها مقاومة الألم الذى عصف داخل قلبها عند سماعها كلماتها القاسية تلك مجيبة اياها ببرود
=انا و انتى يا خالتى يا رب…..
هزت لبيبة رأسها تنظر اليها باعين تصرخ بالحقد و الكراهية
=ماشى يا بنت ازهار… وحياة امك لهدفعك تمن وساختك دى غالى… حاضر….. ابقى افتكرى اليوم ده كويس
ادارت غزل عينيها بسخرية كما لو ان تهديدها هذا لا يهمها قائلة بسخرية
=حاضر.. هبقى افتكره حاضر
التفت لبيبة مغادرة الغرفة وهى لاتزال تسبها و تلعنها بافظع الشتائم
༺༺༺༻༻༻
بعد مرور ساعتين…
كانت غزل جالسة على الفراش تتنهد بحدة و هى تفرك بطنها التى كانت تصدر اصوات مزعجة فقد كانت جائعة للغاية ولم تأكل شئ منذ وجبة الافطار بالصباح…
فهى لم أكل الطعام الذى أتت به أمل حيث لم تستطع الأكل بيدها الشمال حيث وجدت صعوبة فى التحكم بالملعقة فكلما رفعت ملعقة طعام الى فمها يسقط الطعام من عليها قبل ان يصل الى فمها… فجابر من كان يساعدها فى الطعام بالمشفى…
فكرت النزول الى الاسفل و اخبار احدى الخدم بصنع شطيرة لها لكنها تراجعت فهى لا تريد الخروج من غرفتها و مواجهة لبيبة مرة اخرى فيكفى مواجهتهم الاخيرة ابتسمت غزل وهى تفكر فيما فعلته فهى لا تدرى من اين اتتها تلك الشجاعة او الجرئة حتى تقف بوجهها وتشهر المسدس نحوها…
لتنفجر ضاحكة فور تذكرها كيف شحب وجه لبيبة فى خوف و ارتعاب همست بخبث محدثة نفسها وهى تطلق ضحكة قصيرة
=يلا ما هى طيبة برضو وتستاهل كل خير …
انهت جملتها متراجعة الى الخلف فوق الفراش تتمدد باسترخاء لكنها انتفضت جالسة عندما فجأة فتح باب غرفتها و دلف جابر الى الغرفة

 

 

هتفت به بحدة و هى تجذب حجابها وتضعه على رأسها
=ايه ده مش تخبط..مش تعمل حساب لحُرمة الاوضة و لا هى زريبة…؟!
اتجه نحوها بخطوات هادئة جالساً بجانبها على الفراض ممسكاً بحجابها ينزعه من فوق رأسها و يلقيه بعيداً متجاهلاً شهقتها الصادمة قائلاً ببرود
=حُرمة ايه يا متخلفة… انا جوزك
شهقت غزل قائلة بسخرية
=جوزى…!!! لا ده انت صدقت نفسك اوى……
امسك بفكها بيده قائلاً بحدة و عينيه تعصف بالغضب
=اها جوزك يا ام لسان و ربع…يعنى حقى ادخل الاوضة دى و اى اوضة انتى فيها فى اى و قت انا عايزه….
ليكمل و هو يمسك بطرف منامتها العلوى يرفعه للاعلى
=و لو قلعتك هدومك دى دلوقتى برضو حقى….
ضربته غزل بيدها السالمة على يده الممسكة بمنامتها بينما تركله بقدمها فى ساقه و ذراعه هاتفة بغضب و قد احمر وجهها بشدة
=لا بقولك ايه احترم نفسك… و لو فاكر ان انا بقى غزل بتاعت زمان الطيبة اللى مبيطلعلهاش صوت لا انسى دهانا اتغيرت و مش هسكتلك…….
دون ارادته ابتسم جابر فور سماعه كلماتها تلك مع رؤيته لحركاتها العصبية المنفعلة و هى تنتفض فى مكانها
=اها ما انا عارف بقيتى بلطجى….
ليكمل وهو يقبض على ساقها التى كانت تركله بها محاولاً تقييد حركتها لكنها ظلت رغم ذلك تحاول تحريرها و ضربه مرة اخرى
=برضو…انا جوزك غصب عن عينك و عين اى حد فى البيت ده… جوزك يا غزل….
توقفت غزل فجأة عن محاولاتها لضربه قائلة بهدوء يعاكس لثورتها الغاضبة
=يعنى انت جوزى… مش كدة
همهم جابر بالموافقة و هو يحرر ساقها من قبضته قبل ان يمسك بمشبك شعرها ينزعه ممرراً يده خلال خصلاته مستمتعاً بنعومته الحريرية حتى اصبح مسترسلاً على كتفيها كشلال من الحرير….
اومأت غزل برأسها قائلة بدلال بينما عينيها تلتمع بخبث
=طيب انا جعانة… و عايزة أكل….

 

 

هز جابر كتفه قائلاً بينما هو مستمر بتمسيد شعرها
=طيب ما تاكلى هو انا منعتك…
اجابته قائلة وهى تتصنع الخوف بينما المكر يلتمع بعينيها
=اصل كل اللى شغالين ف البيت زمانهم مشيوا…. و انا جعانة اوى مأكلتش حاجة من ساعة الفطار…و دراعى مش قادرة احركه علشان اعمل اكل ليا فعايزاك تيجى معايا تحت تعملى اى حاجة أكلها…
قاطعها جابر بحدة و عصبية
= و ماكلتيش ليه يا غزل من الصبح… انتى بتستعبطى انا مش بعتلك الاكل مع امل و قولتلها تساعدك…. انتى بتاخدى ادوية و مضاد حيوى عايزة تموتى….
ثم انتفض واقفاً جاذباً اياها معه قائلاً و هو يجذب معطفها المنزلى الثقيل الطويل من فوق المقعد و ويضعه فوق كتفيها فارتداءه بالكامل سيكون صعباً بسبب ذراعها وضعه عليها ليصبح يغطى منامتها متدلياً على الأرض
ثم وضع الحجاب على رأسها عاقداً اياه بشكل غير مرتب مما جعلها تغمغم بتهكم
=كدة مش ناقص الا ان اروح اشحت قدام اى جامع بمنظرى ده….
قاطعها جابر و هو يضع ورقة من المال في جيب معطفها المنزلى
=اها.. و ادى أول 10 جنية منى….
لوت غزل شفتيها ساخرة منه قائلة بحدة
=طيب و لزمتها ايه الطرحة… مفيش غيرنا فى البيت و بابا عثمان و خالتك… يبقى لزمتها ايه… قولى
احاط خصرها بذراعه يحثها على التقدم معه لخارج الغرفة و هو يجيبها
=لما ننزل و اطمن ان مفيش حد تحت ابقى اقلعيها براحتك.. و اتكتمى بقى شوية مش عايز صداع
هتفت غزل بحنق و هى ترجع رأسها فى سخط
=يا رب ارحمنى من دى دماغ مش هتتغير ابداً…… مين يعنى اللى هيبقى موجود الساعة 12 بليل
لم يجيبها و استمر فى طريقه الى الاسفل و هو يحيط خصرها بذراعه يساعدها برفق على المشى لكنه و فى منتصف طريقهم كما لو تذكر انه يجب عليه عدم تركها تمشى على قدميها انحنى و حملها بين ذراعيه مما جعله تصرخ معترضة لكنه تجاهلها و استمر فى طريقه الى الاسفل…
فور دخولهم المطبخ اجلسها برفق على مقعد متجهاً نحو البراد يبحث به عن شئ تأكله..
استدار اليها قائلاً و هو يمسك بطبق من السمك
=كانوا عاملين النهاردة سمك… تاكلى….
عكصت وجهها فى اشمئزاز و رفض
=انت عارف انى مباكلوش يا جابر متستعبطش…..
لتكمل سريعاً وهى تشير نحو البراد
=دور كدة عندك كان فيه شوربة خضار و فراخ امل كانت مطلعة منها ليا النهاردة….
تنهد جابر بحنق قبل ان يستدير و يبحث مرة اخرى بالبراد قبل ان يستدير اليها قائلاً
=مفيش حاجة….
تنهدت باستسلام قبل ان تنهض وتقف امامه قائلة بوداعه يعاكس المكر الذى يلتمع عينيها
=جابر مش انت جوزى….
ضيق عينيه عليها يفحصها و هو يعلم انها تنوى على شئ قائلاً بهدوء
=اها بيقولوا انى جوزك….
تلاعبت غزل بازرار قميصه قائلة بدلال و هى تحاول كتم ضحكتها

 

 

=طيب يبقى تطبخلى شوربة خضار و فراخ…….
لمفاجأتها اومأ برأسه قائلاً بموافقة
=قوليلى اطبخهم ازاى و انا اعملهم… انتى عارفة عمرى ما دخلت المطبخ فى حياتى اصلاً
فتحت عينيها على مصراعيها فى صدمة فقد كانت تتوقع ان يرفض فالرجال فى قريتها يعدون دخول الرجل الى المطبخ حتى ولو لمساعدة زوجته نوع من الاهانة و عدم الرجولة همست و هى لازالت لا تصدق انه وافق
=هتطبخ بجد…؟
اومأ برأسه قائلاً بحنق و حدة
=ما قولت اها… قولى اعمل ايه؟
اجابته هامسة وهى تشير نحو براد التجميد
=طلع الفراخ و الخضار من الديب فريزر…
اومأ بالموافقة و ذهب بالفعل ليخرج ما اخبرته به ثم بدأت تخبره بكل بما يحتاجه لاعداد الوجبة و كان ينفذ كل شئ تخبره به خطوة خطوة…
جلست غزل على المقعد الذى بالمطبخ تشاهد باعين متسعة بالصدمة جابر و هو واقفاً امام موقود الغاز يعد الطعام لها وهى لازالت لا تصدق بان جابر العزايزى بجبروته و غروره واقفاً يطبخ لها فاذا شاهده احد يفعل هذا سوف يصبح محل سخرية جميع من بالقرية…
التف اليها قائلاً و هو يقلب حساء الفراخ
=احط ملح قد ايه…؟!
نهضت غزل واقتربت منه واقفة بجانبة ممسكة بملعقة بيدها السالمة و اخذت بعض من الملح و وضعته فوق الحساء التى كان يبدو شهياً لكنها حاولت استفزازه
=استغفر الله العظيم هى شكلها عامل كده ليه…؟!!
اجابها بعصبية و هو يضع الغطاء فوق الطنجرة بحدة
=مالها شكلها ؟!! مش عاجبك متاكليش منها…
تنهدت قائلة و هى تتصنع الاستسلام
=مضطرة اكلها.. اعمل ايه يعنى مفيش غيرها….
زجرها جابر بغضب قبل ان يلتف ويزيل الغطاء مقلباً الحساء مرة اخرى عندما سمع صوت لبيبة يأتى من خلفه
=ايه ده بتعملوا ايه..؟!
لتكمل هاتفة بصوت صاعق وهى تضرب صدرها بيدها
=يا مصيبتى…. بتعمل ايه يا جابر…؟
اجابها جابر ببرود

 

 

=بعمل أكل لمراتى ..
=
قاطعته لبيبة بحدة و هى تزجر غزل بغل
=مراتك….!!!
لتكمل وهى تقترب منهم
=و هو يصح برضو ان انت اللى تطبخ بنفسك…دى تبقى عيبة و فضيحة
ظل جابر يتطلع اليها بصمت عدة لحظات كما لو كان يفكر بالأمر قبل ان يغمغم قائلاً
=عندك حق و الله يا خالتى…
ارتسمت ابتسامة واسعة راضية على شفنى لبيبة ناظرة الى غزل بشماتة لكن سرعان ما ماتت ابتسامتها تلك عندما سمعته يكمل
=علشان كدة كملى انتى الاكل بقى…
صاحت لبيبة بحدة وغضب
=اكل ايه اللي اكمله…..!!
تجاهلها جابر و استدار نحو غزل التى كانت تحاول كتم ضحكتها ملتقطاً ملعقة و غمسها بالحساء ثم وضعها امام فم غزل قائلاً
=شوفى كدة يا حبيبتى محتاجة ملح كمان لو كد خالة لبيبة تزودهولك….
تناولت غزل الملعقة وهى تبتسم قبل ان تجيبه
=لا مظبوطة…
لكن اتسعت ابتسامتها عندما سمعت لبيبة تهمهم فى الخلف بكلمات غاضبة حانقة وضع جابر الغطاء على الطنجرة قبل ان يلتف الى لبيبة قائلاً
=خلصى الاكل يا خالة… و ابقى هاتيه لغزل برا فى اوضة السفرة…
لم ينتظر اجابتها حيث احاط خصر غزل بذراعه وسحبها معه للخارج تاركاً لبيبة واقفة بجسد مهتز من شدة الغضب بوجه مشتعل بالغضب و عينين تصرخان بالحقد و الكراهية
=مبقاش الا اخدم على بنت ازهار….
التفت ممسكة بالاكواب واخذت تلقىيهم ارضاً و هى تصرخ غضباً شاعرة بالاهانة و المذلة
༺༺༺༻༻༻
كانت غزل تجلس بجانب جابر على طاولة الطعام بينما كان يتحدث بالهاتف عن عمله كالعادة
=ظبط الدنيا انت بس يا عمروسى.. وانا ساعة و هجيلك…
ليكمل قائلاً سريعاً عندما رأى لبيبة تدلف الى الغرفة وهى تحمل صنية من الطعام
=اها خاليهم يطلعوا المحصول على دفعات و براحة مش عايز خساير ماشى….
اغلق معه و عينيه مركزة باهتمام على خالته التى وضعت الطعام امام غزل قائلة بحدة
=الاكل اهو… يكش يعجب السانيورا…
ابتسمت غزل قائلة بمحبة مزيفة
=تسلم ايدك ياخالتو……
لتكمل و هى تلمس صحن الحساء و هى تعقد حاجبيها

 

 

=بس الشوربة باردة… معلش ممكن تسخنيها…..
هتفت لبيبة بغضب وهى تشير نحو الابخرة التى تتصاعد من الصحن
=هى ايه اللى باردة…. و نبى ما فى بارد الا دمك.. ده انا لسه منزلها من على النار و مولعة قدامك اهها….
التفت غزل الى جابر الذى كان جالساً يتابع باستمتاع ما يحدث فقد كان يعلم انها تأخذ ثأرها من خالته على ما فعلته بها بالسابق
=جابر.. قولها تسخن الشوربة انت عارف مبعرفش اشربها باردة
اومأ جابر بينما يقاوم بصعوبة الابتسامة التى ترتجف بها شفتيه راسماً الجديه على وجهه
=معلش يا خالة سخنيهالها… هى بتحبها فعلاً سخنة….
ظلت لبيبة واقفة مكانها تكاد الابخرة تتصاعد من اذنيها تنظر الى غزل بنظرات سامة قاتلة قبل ان تتناول طبق الحساء مت امامها و تذهب للمطبخ حتى تعيد تسخنيه..
اقترب جابر من غزل قرب شفتيه من اذنها يهمس لها بصوت اجش مثير
=هدى الدنيا بقى..مش عايز مشاكل….
نظرت اليها باعين متسعة تمتم ببرائة كما لو كانت لا تعلم عما يتحدث
=مشاكل؟!! ليه عملت ايه…؟!
هم جابر باجابتها لكنه صمت عندما رأى لبيبة تعود مرة احرى و هى تحمل صحن الحساء الذى كان يبدو عليه انه ساخن حد الغليان و تعبير من الشر على وجهها تذكر جابر بالمرة الماضية عندما احرقت يد غزل بالحساء لكنها وقتها كان الحساء ليس بسخونة هذا فماذا سيفعل هذا اذا وقع على فسوف تتضرر ضراراً بالغاً بالتأكيد..
انتفض واقفاً يقف بين لبيبة و غزل كحائل بينهم قائلاً وهو يمد يده نحو لبيبة محاولاً الحصول منها على الصحن
=هاتى يا خالة….
هزت لبيبه رأسها رافضة تسليمه له قائلة
=لا اوعى انت يا جابر عنك انا هحطه على الطرابيزة… الطبق سخن
رفض جابر التزحزح من مكانه قائلاً باصرار و حدة
=هاتى الطبق يا خالة بقولك….
القت لبيبة نظرة جانبية غاضبة على غزل التى كانت جالسة لا تفهم ما يحدث قبل ان تعطى الصحن لجابر وتعبير من الامتعاض على وجهها…
وضع جابر الصحن امام غزل قائلاً بهدوء و هو يتنفس براحة ان الامر قد مر بسلام
=يلا كلى…علشان تاخدى علاجك و تنامى……
اشارت غزل برأسها نحو الملعقة قائلة بهدوء
=أكلنى……
رفع حاجبه قائلاً بصدمة
=أعمل ايه…؟!!!
اجابته غزل بخبث شيطاني و هى تعلم انها تستفزه و تقوم باحراجة امام لبيبة
=أكلنى… مش عارفة اكل بسبب ذراعى…..بعدين ايه ما انت كنت بتأكلنى فى المستشفى على طول
جلست بجانبها لبيبة التى كانت تشعر بانها على وشك الاصابة ازمة قلبية قائلة سريعاً
=هأكلك انا… يا حبيبتى ما انتى زى بنتى برضو…
هزت غزل رأسها قائلة بدلال و رقة مثيرة غيظها اكثر
=لا انا عايزة جوزى اللى يأكلنى….
لتكمل بحدة و قد اختفى الدلال و الرقة وهى تنظر بتحدى باعين جابر

 

 

=مش انت جوزى برضو يا جابر….
ابتسم جابر و هو يخبر نفسه بانه يجب عليه تحمل افعالها تلك فقد كان يعلم ان ما مرت به خلال الايام الماضية لم يكن بالأمر الهين عليها.. و رغم افعالها المشينة بحق شقيقته الا انه لا يمكنه انكار انها تعرضت لعدة صدمات عنيفة و يكفى انه كاد ان يفقدها الى الابد على يد فراج الملعون…
تناول الملعقة وبدأ ملئها بالحساء قبل وضعها امام فمها لكنها رفضت فتحه قائلة و هى تنظى اليه ببرائة
=الشوربة سخنة بردهالى….
اومأ جابر برأسه ثم بدأ ينفخ برفق فى الملعقة محاولاً تبريد محتوياتها قبل ان يعيد وضعها امام فمها الذى فتحته بطاعة هذة المرة و تناولتها..
مما جعل لبيبة تنتفض واقفة و هى تهتف بغيظ و هى تضرب يدها بساقيها
=يا حزن الحزن.. لا… لا… دى هتفقعلى مرارتى….. مش قادرة.. مش قادرة…
لتكمل وهى تتجه نحو الباب و اضعة يديها بفوق رأسها
=انا طالعة انام قبل ما انجلط…
ارتجفت شفتي غزل فى ابتسامة و هى تشعر بالرضا و الفرح من الحالة اتى اوصلت لبيبة لها..
لكنها انفجرت ضاحكة عندما سمعتها تهمهم محدثة نفسها كما لو جنت وهى تصعد الدرج
=سخنلى الشوربة… لا بردلى الشوربة… اكلنى الشوربة لا انفخلى الشوربة… اها هتجلطنى يا ناس…والنعمة هتجلطنى…
شهقت غزل ضاحكة بصوت رنان مرتفع و هى لم تعد قادرة على التحكم فى نفسها اكثر من ذلك
بينما جلس جابر يراقب ضحكها و ابتسامة كبيرة تملئ وجهه مستمتعاً بسماع صوت ضحكها بعد ان كاد ان يفقدها الى الابد
تنحنحت غزل متوقفة عن الضحك فور ان لاحظت ابتسامته تلك تشير برأسها بصمت نحو الطعام ليبدأ جابر باطعمها بهدوء بينما اخذت هى تتناول وجبتها بشهية كبيرة فقد كانت جائعة للغاية مما جعل جابر يشعر بالذنب من انه لم يتأكد بنفسه من تناولها طعام الغداء و ترك الأمر لأمل..
فور انهت طعامها اصطحبها جابر الى غرفتها ساعدها فى تناول دوائها ثم ساعدها فى الاستلقاء على الفراش فى وضعية مريحة دون ان تؤذى كتفها المصاب..

 

 

وقف بجانب الفراش قائلاً بهدوء و هو يجذب الغطاء فوق جسدها
=هروح انا بقى اشوف اللى ورايا سايب العمروسى بيراقب العمال و هما بيحصدوا المحصول….
اتسعت عينين غزل بالصدمة فور ذلك و هى لا تصدق بانه جلس معها يحضر لها الطعام و يطعمها بنفسه تاركاً حصاد المحصول فقد كانت هذة العملية اهم خطوة فى عمله حيث كان بكل عام لا يعود للمنزل عدة ايام بسبب اشرافه على عملية حصد المحصول و تخزينه بالمخازن التابعة له..
اغلقت غزل عينيها متصنعة النوم مخبرة اياه بصمت ان يغادر لكنها اهتز جسد و قد تثاقلت انفاسها عندما شعرت بشفتيه تلمسان جبينها مقبلاً اياه بحنان بينما يده تمسد شعرها برفق جاذباً الغطاء حتى عنقها قبل ان يلتف ويغادر الغرفة بهدوء..
༺༺༺༻༻༻
فى اليوم التالى….
كانت غزل جالسة فى حديقة المنزل تتناول افطارها بمساعدة صديقتها حلا التى اتت منذ الصباح الباكر حيث اخبرتها ان والدها هو من اتصل بها و ايقظها من النوم مخبراً اياها ان تأتى الى هنا لمساعدة غزل فى تناول افطارها و ان تتأكد من تناول ادويتها كما وصفها لها الطبيب..
علمت غزل ان جابر بالطبع هو من جعله يفعل ذلك..كما انه اتصل بها مرتين منذ استيقاظها يطمئن عليها لكن غزل لم تتأثر بذلك و لم تفسر اهتمامه هذا على انه حباً فكل ما بالامر انه يشعر بالذنب بسبب خطته الحقيرة التى ادت الى اصابتها بطلق نارى…
وضعت حلا قطعة من الخبز المغطاة بالمربى بفم غزل و هى تضحك
=يالهووى… يا غزل ده انتى قادرة يا بت خلتيها تسخنلك الشوربة.. دى زمانها هتتشل….
اومأت غزل مبتسمة فور تذكرها لحال لبيبة
=كانت هتموت يا بت يا حلا… انا والله لما سمعتها بتكسر فى الكوبايات فى المطبخ قولت هتجيب سكينة وهاتيجى تدبها فى قلبى…

 

 

نكزتها حلا فى ذراعها قائلة
=لا بس جابر…. دايب على الاخر…..
لوت غزل فمها بحسرة قائلة بصوت مختنق
=دايب ايه بس يا حلا… بعد كل اللى عمله فيا و اللى حكيتلك……
قاطعتها حلا سريعاً
=ده كان هيموت علشانك يوم ما اضربتى بالنار.. انا اول مرة فى حياتى اشوف جابر العزايزى عامل كدة…. كان عامل زى العيل الصغير اللى خدوا من امه.. و رفض يسيبك انا و صفا قولناله هنقعد معاكى وهو قالنا لا… هو اللى هيعقد معاكى منمش دقيقة واحدة ولا حتى كل ولا شرب الا بعد ما فوقتى…ده كان منظره صعب..
قاطعتها غزل بصوت مضطرب فهى لا ترغب بسماع كل ذلك
=حاسس بالذنب مش اكتر….
همت حلا بمقاطعتها لكنها صمتت و عينيها متسعة بالصدمة والخوف خلف غزل هامسة بصوت مختنق
=غزل الحقى البوليس….
انتفضت غزل واقفة فور سماعها ذلك ملتفة تنظر خلفها لتجد عدة رجال من الشرطة يعبرون باب الحديقة و يتجهون نحوهم عدلت غزل سريعاً حجابها حول رأسها و كامل جسدها ينتفض خوفاً…
غمغمت احدى العاملات التى كانت تتبع رجال الشرطة
=ست غزل… الباشا بيسأل عليكى
هتف بها احدى الرجال بحدة
=انتى غزل مجاهد….؟!
هزت غزل رأسها بالايجاب و هى غير قادرة النطق بحرف واحد من شدة الخوف ليشير الرجل الى الى رجاله قائلاً بصرامة
=هاتوها…
هتفت حلا فى رعب و تضرب بيدها صدرها
=ليه بس يا باشا… عملت ايه..؟!
اجابها الضابط بحدة و اختصار
=متهمة فى محاولة فراج العزايزى…

 

 

شحب وجه غزل فور سماعها ذلك شاعرة بالبرودة تجتاح جسدها
امسك بها احدى الرجال من ذراعها المصاب مما جعلها تصرخ متألمة هتفت حلا به
=براحة عليها دى عاملة عملية فى دراعها…
تجاهلها الرجل وسحب غزل معه للخارج متجاهلاً صراختها المتألمة
انفجرت غزل باكية و هى تشعر بعالمها ينهار من حولها فقد كانت متأكدة بان جابر من وراء كل ذلك فقد كانت هذة خطته منذ البداية خطتة البديلة للأنتقام منها و سحقها بالكامل و التخلص منها بشكل نهائى…

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خطاياها بيننا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى